مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
وزارة الخارجية الروسية تشن هجوماً عنيفاً على إسرائيل لموقفها المنحاز وغير المفيد
نصر الله يهدد: كل حقول الغاز الإسرائيلية مهددة وليس كاريش فقط
الجيش الإسرائيلي يهدم منزليْ الفلسطينيين اللذين أطلقا النار في أريئيل
أخبار انتخابية: استطلاع جديد يعطي الليكود 35 مقعداً وحزب يوجد مستقبل 24 مقعداً
مقالات وتحليلات
لغز بن غفير: هل بات رمز اليمين معتدلاً أم أنها لعبة محسوبة؟
ضباط يتخوفون: سلاحا البر والمدرعات غير مستعدَّين للحرب المقبلة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 26/7/2022
وزارة الخارجية الروسية تشن هجوماً عنيفاً على إسرائيل لموقفها المنحاز وغير المفيد

قالت الناطقة بلسان الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا هذا الصباح (الثلاثاء) إن إسرائيل اتخذت موقفاً منحازاً وغير مفيد حيال الوضع في أوكرانيا. وأضافت: "لقد كان هذا غير مفهوم، وغريباً بالنسبة إلينا، وكان يجب على إسرائيل الحصول على صورة كاملة لما يحدث في أوكرانيا، وأن تأخذ في الحسبان تأثير تدخّلها في العلاقات مع أوكرانيا وروسيا." وقالت زاخاروفا في مقابلة مع محطة تلفزيونية قريبة من الكرملين إن "القيادة الإسرائيلية سمحت لنفسها بالإدلاء بتصريحات معادية لروسيا. والموقف الإسرائيلي الموالي لأوكرانيا هو ليس بالضرورة مع الشعب الأوكراني، بل فقط يؤيد النظام في كييف، وهذا الموقف يتطابق مع صوت الغرب المضلل والغريب، وهو يثير التساؤلات."

وتطرقت الناطقة بلسان الخارجية الروسية إلى كلام يائير لبيد بشأن إغلاق الوكالة اليهودية الذي قال فيه: "إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية حادث خطر سينعكس على العلاقات بين الدولتين"، فقالت: "هل هؤلاء الأشخاص لم يفكروا في أن أعمالهم وتصريحاتهم في الأشهر الأخيرة لن تؤثر في العلاقات؟"

رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ الذي تولى سابقاً رئاسة الوكالة اليهودية قال إنه كلما قللنا من الكلام كلما كان هذا أفضل، لأنه يسمح بمعالجة صحيحة للمسألة. وأشار إلى أنه يعمل بالتعاون مع لبيد، مضيفاً: "روسيا دولة مهمة في المنطقة وفي العالم كله، وهناك عدد من السيناريوهات والتأويلات لفهم كيفية حدوث هذا ولماذا. أفضّل عدم الخوض في التحليلات. أحياناً نرى أموراً لا نفهمها والأمور التي نراها من هنا لا يرونها بالطريقة نفسها من هناك." وجاء كلام هرتسوغ هذا في المؤتمر الوطني للمحطة الإخبارية 13 الذي عُقد في مبنى الأمة.

وكانت وزارة العدل الروسية توجهت في الأسبوع الماضي بطلب من المحكمة في موسكو بإغلاق الوكالة اليهودية التي تعمل في روسيا كمنظمة روسية مستقلة.  وقال رئيس الحكومة يائير لبيد خلال نقاش جرى هذا الأسبوع إن "إغلاق الوكالة حادث خطِر سينعكس على العلاقات بين الدولتين"، وطلب من وزارة الخارجية بلورة سلة ردود محتملة على الخطوة. وحتى الآن، لا يزال ذهاب وفد إسرائيلي إلى موسكو يتعرقل بسبب عدم حصوله على موافقة روسية.

في هذه الأثناء، يشكك المستوى السياسي في فائدة انتهاج خط متشدد ضد روسيا. وأعربت مصادر سياسية عن تحفُّظها عن الخطوات التي يمكن أن تتسبب بتصعيد العلاقات بين الدولتين وتضر بمصلحة إسرائيل. وقال مصدر مطّلع على محاولات حل الأزمة: "من الجيد إظهار قوتنا في مواجهة روسيا من خلال التسريبات إلى وسائل الإعلام، لكن مثل هذه الخطوات يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الدولتين وتخريب مصالح إسرائيلية مهمة."

"يديعوت أحرونوت"، 26/7/2022
نصر الله يهدد: كل حقول الغاز الإسرائيلية مهددة وليس كاريش فقط

يواصل الأمين العام لحزب الله إطلاق تهديداته في اتجاه إسرائيل، في محاولة لمنعها من البدء باستخراج الغاز من حقل كاريش في أيلول/سبتمبر المقبل. وفي مقابلة أجرتها معه قناة "الميادين" بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس الحزب، قال: ليس فقط منصة الغاز في كاريش مهددة، بل كل حقول الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط.

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة يائير لبيد قام قبل أسبوع بجولة على قيادة المنطقة الشمالية وعلى خط الحدود مع لبنان، برفقة وزير الدفاع بني غانتس، بعد يوم على إسقاط حوامة تجاوزت نحو الأراضي الإسرائيلية، وقال لبيد يومها: "دولة إسرائيل مستعدة للتصدي لأي تهديد. نحن لا نريد مواجهة، مَن يحاول المس بسيادتنا أو بالمواطنين الإسرائيليين سيكتشف بسرعة أنه ارتكب خطأ كبيراً." وأضاف لبيد أن "إسرائيل ترغب في أن يكون لبنان بلداً مزدهراً، ولا يشكل منصة لإرهاب حزب الله، ولا أداة في خدمة إيران. إن أعمال حزب الله تعرّض لبنان ومواطنيه وازدهاره للخطر. لا نرغب في التصعيد؟ لكن عدائية حزب الله غير مقبولة، ويمكن أن تقود المنطقة كلها إلى تصعيد لا ضرورة له، بينما هناك فرصة حقيقية للبنان كي يطور موارده للطاقة."

"هآرتس"، 26/7/2022
الجيش الإسرائيلي يهدم منزليْ الفلسطينيين اللذين أطلقا النار في أريئيل

هدم الجيش الإسرائيلي هذا الصباح في بلدة قراوة بني حسن منزليْ الفلسطينيين يحيى مرعي ويوسف عاصي اللذين نفّذا هجوماً في أريئيل في نيسان/أبريل الماضي، أدى إلى مقتل حارس في الأمن الإسرائيلي هو فياتشسلاف غوليف، وذلك بعد أن رفضت المحكمة العليا التماساً من عائلة الفلسطينيين ضد هدم المنزلين. وذكرت مصادر عسكرية أنه خلال عملية الهدم تعرضت القوة الإسرائيلية لعمليات رشق بالحجارة والإطارات المشتعلة والزجاجات والعبوات الناسفة.

بالإضافة إلى ذلك، نشطت قوات من الجيش والشاباك في عدة أماكن من الضفة، وقامت باعتقال العشرات من المشتبه فيهم، بينهم مشتبهون في قيامهم بأعمال "إرهابية".

 

"معاريف"، 26/7/2022
أخبار انتخابية: استطلاع جديد يعطي الليكود 35 مقعداً وحزب يوجد مستقبل 24 مقعداً

أظهر استطلاع جديد أجراه البروفيسور كميل فوكس، بطلب من القناة 13 الإخبارية، أن حزب الليكود برئاسة نتنياهو سيحصل في الانتخابات المقبلة للكنيست على 35 مقعداً، وأن الكتلة التي يرأسها ستصل إلى 60 مقعداً. بينما سيحصل حزب يوجد مستقبل برئاسة يائير لبيد على 24 مقعداً، ويأتي بعده حزب أزرق أبيض مع حزب أمل جديد بـ 13 مقعداً. وسيحصل حزب أفيغدور ليبرمان إسرائيل بيتنا على 5 مقاعد، بينما سيحصل كل من حزب العمل وميرتس وراعام على 4 مقاعد، وستحصل القائمة المشتركة على 6 مقاعد، وحزب الصهيونية الدينية على 11 مقعداً، وشاس على 8، ويهدوت هتوراه على 6.  حزب يمينا برئاسة أيلييت شاكيد قد لا يتجاوز نسبة الحسم.  أمّا التكتل الذي يضم أحزاب الائتلاف الحالي فسيصل إلى 54 مقعداً مقابل 60 مقعداً للمعارضة.

وطرح الاستطلاع على الجمهور سؤالاً: هل يفضل حكومة تضم رئيس حزب الصهيونية الدينية إيتمار بن غفير، أو حكومة يشارك فيها حزب راعام برئاسة منصور عباس؟ 40% قالوا إنهم يفضلون حكومة تضم بن غفير، و20% فضلوا حكومة تضم راعام، و30% قالوا إنهم ضد الخيارين.

والسؤال الأخير كان: مَن يمثل بصورة أفضل القيم التي يؤمن بها الجمهور: نتنياهو أو لبيد؟ 40% قالوا نتنياهو، و30% قالوا لبيد، و26% قالوا لا أحد من الاثنين يمثلهم.

قال وزير المال السابق يسرائيل كاتس [الليكود] في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس (25/7/2022): " إذا كان لبيد بحاجة إلى أيمن عودة وأحمد الطيبي ومنصور عباس، فهو سيضمهم إليه، حتى أنه مستعد لجلب عزمي بشارة من قطر؟ المعركة هي بين الدولة اليهودية مع مواطنين غير يهود يؤيدون الدولة اليهودية، وبين دولة لكل مواطنيها."

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
موقع "N12"، 25/7/2022
لغز بن غفير: هل بات رمز اليمين معتدلاً أم أنها لعبة محسوبة؟
عوفر حداد - صحافي
  • من المفضل افتتاح هذا المقال برأي شخصي: أنا أعرف عضو الكنيست بن غفير، وأقوم بتغطية أخباره منذ أعوام طويلة، ولا يزال كاللغز بالنسبة إليّ حتى اليوم. حصل بن غفير على الشرعية من قضاة المحكمة العليا للدخول إلى الكنيست مرتين. هذه المؤسسة أيضاً هي ذات المؤسسة التي حكمت لمصلحته عندما أراد أن يكون محامياً، على الرغم من معارضة نقابة المحامين.
  • وأكثر من كونه خبيراً استراتيجياً ورجل علاقات عامة موهوباً، فإن بن غفير بالأساس هو النعجة السوداء في الصهيونية الدينية. فعلى مدار أعوام طويلة، كان بن غفير الولد العاق. وعندما كانوا يتحدثون عن الأعشاب على الهامش، كانوا يوجهون الحديث نحوه أكثر من مرة - عن هذا الفتى الذي احتفظ عندما كان في سن الـ15 عاماً برمز سيارة الكاديلاك الخاصة برئيس الحكومة المرحوم يتسحاق رابين. وعلى الرغم من ذلك، فإنه استكمل الطريق خطوة بعد خطوة، من مسيرته مع شبيبة التلال المتطرفة إلى قيادة الصهيونية الدينية. وتحول إلى أحد أكثر السياسيين كلاماً في المنظومة السياسية.
  • وأبعد من السؤال عن خوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع سموتريتش، وأبعد من السؤال عن قوته في استطلاعات الرأي، أو التشجيع في الشارع، سيكون من الصعب جداً عدم الانتباه إلى الاهتمام الذي يحدث حوله في الأسابيع الأخيرة. إذ تُجري محطات إعلامية مركزية استطلاعات رأي لفحص وجوده على رأس القائمة، وهي استطلاعات تتوقع له النجاح بالمناسبة. كذلك تحاول حلقات نقاش كاملة تفسير خطواته: هل بات أكثر اعتدالاً، أم أن الحديث يدور عن لعبة جديدة من آلة العلاقات العامة الخاصة به؟ بن غفير يشعر بأنه، وحتى قبل امتحان صناديق الاقتراع حقق الانتصار. لاعب مهم، هذه حقيقة مثبتة في السياسة الإسرائيلية. فنتنياهو يتصبب عرقاً بسببه، وفي الوقت ذاته يهدد ثعالب سياسية خبيرة، مثل موشيه غفني [حزب يهودت هتوراه] وآرييه درعي [حزب شاس]. وعلى الرغم من كل هذا، يبدو أن متعته الحقيقية يستمدها من وقوفه وجهاً لوجه في مواجهة بتسلئيل سموتريتش.
  • على مدار 25 عاماً، شعر بن غفير باستعلاء الصهيونية الدينية عليه. وتحدث إلى المقربين منه سابقاً عن العنصرية التي يشعر بها، ومرة وفجأة يقف في الصف ذاته مع بتسلئيل سموتريتش الجميل المظهر واللقب، ويبدو أنه يتفوق عليه بشكل طفيف. وبالمناسبة، ما هو الفارق في المواقف بين بن غفير وسموتريتش، إن وُجد أصلاً. فللمرة الأولى منذ بدأ يخطو نحو الخط الأساسي الصهيوني - الديني، يجد بن غفير نفسه اليوم متساوياً مع الآخرين. وهو يستمتع الآن برجفة الطرف الآخر من احتمال خوضه الانتخابات الـ25 منفرداً، إن لم تتم الاستجابة لطلباته. فهو لا يزال يتذكر كيف رُمي قبل ساعتين من إغلاق القوائم، كفائض، بادعاءات مختلفة، على الرغم من اتفاقه مع الحاخام رافي بيرتس. يتذكر أيضاً كيف قال نتنياهو خلال مقابلة مع يونيت ليفي، إن بن غفير لن يكون وزيراً في حكومتي. الآن يتنفس عميقاً من مجرد التفكير كيف سيكون الأصبع الـ61 لنتنياهو - ويدخل هذه المرة، ليس لطلب حقيبة وزارية، إنما ليخبره أي حقيبة يريد.
  • وأبعد من نشوة القوة الآنية، عمل كثيراً على تحضير الأجواء لهذه الخطوة. فلديه الرغبة في إقناع الجمهور بأنه من الممكن الاعتماد عليه، وأنه لم يعد بن غفير القديم. فالفيديو من سوق "محاني يهودا"، حيث أسكت شاباً يلبس كيبا سوداء كان ينادي إلى جانبه "الموت للعرب"، منح شهادة للمسار الذي يسير فيه بن غفير في الأعوام الأخيرة. مسار داخلي حقيقي، أم علاقات عامة؟ أنا لا أقرأ النيات، لكن أمراً واحداً مؤكداً - لا يوجد لديه ولا فاصلة غير محسوبة، فهو يقوم ببناء هذه اللحظة منذ أعوام طويلة. بالتدريج، بخطوات مساعدة، ومن دون انعطافات حادة. "أعتقد أنني أخطأت حين عمّمت على الجميع"، قال في مقابلة أجراها مع القناة 12، مشيراً إلى المجتمع العربي. والسؤال، هل نشهد ولادة بن غفير جديد، أم أن هذه تغليفة جديدة تنجح في إخفاء المواقف المتطرفة ذاتها؟ هو يريد أن يصدقوا أن هذا الكلام حقيقي. "هل من الممكن أن أكون قد تغيرت منذ جيل الـ 16؟" تساءل بسخرية.
  • عاماً بعد عام، يتحول بن غفير إلى شخص حذر أكثر فأكثر. في كل كلمة، في كل تغريدة، يبقى متمسكاً بحدود القانون، ويستنكر كل حركة لا تتماشى مع هذه المعايير. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يتأكد دائماً أنه الأكثر يمينية في المحيط، يؤجج الشعور اليميني بالغضب المحرض على العرب الإسرائيليين والفلسطينيين من الضفة، لكنه يعرف متى يتوقف. كما ترك على الهامش شركاء له في الطريق ذاتها - غوبشتاين ومارزل وبن آري. متى كانت آخر مرة شوهد فيها إلى جانبهم؟ هذه نقطة للتفكير.
  • الحديث يدور عن لعبة محسوبة ومركّبة. فعليه أن يُظهر الولاء الكامل لشبان التلال، والبؤر الاستيطانية، والشباب، الذي يمقت أي مظهر من مظاهر المؤسسة الرسمية. ممنوع أن ينظر إليه، بأنه بات أكثر ليونة أو أسوأ من ذلك أصبح وسطياً. المرة تلو الأُخرى، صرّح بأنه ليس مكملاً لدرب كهانا، لكن يبدو أنه فهم عدم الحاجة اليوم إلى الصراخ "كهانا على حق". لكهانا اليوم وريث، ولن يضعوه خارج القانون.

 

"يسرائيل هَيوم"، 25/7/2022
ضباط يتخوفون: سلاحا البر والمدرعات غير مستعدَّين للحرب المقبلة
ليلاخ شوفال - صحافية
  • مع تصاعُد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، وإمكان اندلاع أيام من القتال، أو حدوث تصعيد في الشمال يبدو متوقعاً اليوم أكثر من الماضي، فإن جهوزية القوات البرية يجب أن تثير قلق كل مواطن في إسرائيل.
  • الجدل في مدى جهوزية سلاح البر للحرب ليس جديداً. منذ حرب لبنان الثانية، وباستثناء بعض العمليات المحدودة في غزة، فإن سلاح البر بالكاد يُشغّل مع تراجُع مستمر في مكانته. الشكوك في قدرة هذه القوات على حسم الحرب تأتي من قيادة الأركان العامة والمستوى السياسي، على خلفية الإدراك أن المجتمع الإسرائيلي غير قادر على تحمُّل خسائر كبيرة في الحرب.
  • استلم رئيس أركان الجيش اللواء أفيف كوخافي منصبه قبل 3 أعوام ونصف العام، مزوداً بمجموعة من الأفكار الجديدة، كان هدف أغلبيتها، ولو بصورة غير معلنة، تحسين قدرة سلاح البر على حسم الحرب المقبلة.
  • لكن قبل بضعة أشهر من انتهاء ولاية كوخافي، أجرينا أحاديث مع العديد من الضباط، في الأساس في الخدمة النظامية، الذين يحذرون من أنه على الرغم من الإرادة الطيبة، فإنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الأفكار وبين الوقائع على الأرض. ويدّعي هؤلاء أنه تحت إدارة اللواء كوخافي، أقام الجيش في الأعوام الأخيرة قيادات كثيرة، وجرى تعزيز هيئة الأركان العامة بصورة غير متناسبة، على حساب القيادة العملانية التي تعاني جرّاء مشكلات خطِرة. هيئة الأركان العامة ترفض، طبعاً، هذه الادعاءات وتدعي أن وحدات القيادة العملانية لا ترى الصورة الشاملة، وأن هيئة الأركان العامة هي التي سمحت بإدخال قدرات مبتكرة ومتقدمة إلى ساحة المعركة.
  • لكن في الوحدات العملانية يتحدثون عن شعور كبير بالإحباط، وعن الإحساس بأن المستويين السياسي والعسكري الرفيع لا يعتمدان عليهم، وهما يبذلان كل جهدهما كي لا يستخدمونهما في يوم القتال.
  • ولقد اكتسبت هذه المزاعم قدراً من الصحة في السنة الماضية عندما اتُّخذ قرار بعدم استخدام سلاح البر في عملية "حارس الأسوار". لكن في قيادة الجيش يدّعون أن هذه المناورة كان يجب أن تُستخدم كمخرج أخير، ويشددون على أنه في حرب لبنان الثالثة لن يكون هناك مفر من استخدام القوات البرية من أجل الانتصار على حزب الله.
  • في سلاح البر يحذرون من مشكلات أخطر بكثير، تتعلق بالأساس بسلاح المدرعات الذي يعاني في الأعوام الأخيرة جرّاء تراجُع الحوافز بصورة خاصة، وجرّاء التآكل، وجرّاء تقليصات واسعة النطاق. نادراً ما يجري إبراز مركزية سلاح المدرعات في وسائل الإعلام، لكن الكل يفهم أنه لا يمكن اليوم القيام بأي عملية برية واسعة من دونه، أو على الأقل من دون دعم الدبابات التي تتمتع بالحركة والصمود وقوة نار كبيرة. هذا هو السبب الذي من أجله تتطلب العقيدة القتالية الحديثة في الجيش الإسرائيلي الاندماج بين قوات مختلفة، وتنظيم القوات في أوقات الطوارىء ضمن وحدات مشتركة من سلاح الجو وسلاح البر والمدرعات والهندسة وغيرها. وهذا يعني أنه إذا وصل لواء مدرّع إلى حرب لبنان الثالثة بجهوزية منخفضة، فإن تحرُّك الجيش الإسرائيلي كله سيكون في مشكلة.
  • تبدأ المشكلة في سلاح المدرعات مع تراجُع الحوافز لدى الشباب للخدمة في هذا السلاح. وبالإضافة إلى الصعوبة في ضم قوة بشرية نوعية إلى سلاح المدرعات بسبب تراجُع الحوافز، هناك اعتبارات اقتصادية، وعدم رغبة الجيش في أن يفرض على الشباب التجند في سلاح المدرعات، أدت هذه الأمور قبل أعوام إلى إغلاق سرية نظامية في كل فرقة وتحويلها إلى سرية للاحتياطيين. وحتى لو كان المقصود جنوداً في الاحتياط ممتازين كما يدّعون في الجيش، فإن هؤلاء الجنود الاحتياطيين من المفترض أن يقاتلوا كجزء من كتيبة نظامية.
  • يُضاف إلى ذلك أن الجيش أغلق قبل بضعة أعوام سرية "المساعدة" للمدرعات، واستبدلها بسرية "كشف - وهجوم"، يتجند المقاتلون فيها من كل ألوية سلاح البر. وبالإضافة إلى أن هذا يضلل المجندين، فهو يلحق ضرراً كبيراً بسلاح المدرعات الذي يحصل على سرايا بديلة وليس سرايا أصيلة تشكل جزءاً لا يتجزأ منه. والنتيجة هي أن نصف كل كتيبة مدرعات مؤلف من قوات ليست جزءاً لا يتجزأ من الكتيبة.
  • ثمة مشكلة أُخرى لا تقل أهمية هي أنه في العقود الأخيرة أغلق الجيش عدداً لا بأس به من ألوية المدرعات في الجيش النظامي والاحتياط. والاعتبارات التي أدت إلى ذلك كثيرة، بينها التغيّر في طبيعة القتال، بالإضافة إلى اعتبارات عملانية ومالية. وعملياً، في سنة 2022، يحتفظ الجيش الإسرائيلي بكميات قليلة من الدبابات مقارنةً بالماضي، وإجمالاً، لديه ثلاثة ألوية مدرعات في الجيش النظامي بالإضافة إلى عدد من الألوية المدرعة في الاحتياط.
  • ... رداً على كل ما سبق، قال الناطق بلسان الجيش: "جزء من الادعاءات المطروحة في المقال غير صحيح، وبعضها الآخر لا أساس له، ولا يعكس صورة الوضع في الجيش عموماً، وفي سلاح البر خصوصاً."
  • وأضاف: "سلاح البر مع وحداته ومقاتليه يتطور ويتغير ويحاول أن يتلاءم، بوتيرة عالية، مع ساحة القتال المستقبلية. وتُعتبر المناورة البرية هدفاً مركزياً بالنسبة إلى رئيس الأركان في إطار خطته المتعددة السنوات، ومن أجل هذه الغاية يجري توظيف موارد وجهود كبيرة..."
  • وتابع: "كما تم فحص القدرة على المناورة في عدد من التدريبات في العام الماضي، وجرى التأكد من أنها على المستوى المطلوب، بما في ذلك في تدريب هيئة الأركان العامة "مركبات النار"...
  • وتابع: "في الأعوام الأخيرة جرى توظيف موارد كبيرة من أجل تحسين جهوزية وكفاءة مختلف وحدات سلاح البر في الجيش النظامي وقوات الاحتياط من خلال زيادة كمية ونوعية التدريبات، بما فيها عمليات المحاكاة والتدريب بواسطة مدربين، ومن خلال التحسينات التكنولوجية التي تحسّن التدريب والجهوزية للقتال"...