مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن هناك أكثر من عشر منشآت إيرانية لإنتاج وسائل قتالية تعمل في سورية، وعرض خريطة تُظهر هذه المواقع.
وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر لصحيفة "جيروزاليم بوست" عُقد في نيويورك أمس (الاثنين)، أشار فيها أيضاً إلى أن طهران بدأت مؤخراً ببناء منشآت لتصنيع صواريخ وأسلحة متقدمة أُخرى في لبنان، وكذلك في اليمن.
كما أشار إلى أن إيران شرعت مؤخراً في نقل أجهزة الطرد المركزي التي بحيازتها إلى مواقع محصّنة تحت الأرض، بخلاف تعهداتها الدولية، وأنها تمتلك مادة كافية لإنتاج 3 قنابل نووية في غضون عدة أسابيع، بحسب المعلومات المتوفرة. وشدد على ضرورة أن يشمل أي اتفاق نووي تدمير أجهزة الطرد المركزي هذه، كي لا يعود الإيرانيون إلى تخصيب اليورانيوم بعد انتهاء سريان مفعول الاتفاق.
وقال غانتس إن إيران تحاول في الواقع الالتفاف على الضغط الذي تمارسه إسرائيل على الحرس الثوري لمنع إدخال هذه الأسلحة إلى المنطقة التي شهدت غارات مكثفة في الفترة الأخيرة، نُسبت إلى سلاح الجو الإسرائيلي الذي استهدف بضرباته محاولات إيران تهريب الأسلحة إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وعرض غانتس في المؤتمر تصوُّره للشرق الأوسط في العقد المقبل عبر استخدامه مصطلح "مفترق طرق"، وأوضح أنه قد يكون عقداً من الازدهار والاستقرار والسلام، أو عقداً من سباق التسلح وزيادة العدوان والحروب. وأضاف: "إنني أقدّر وأبارك موقف الولايات المتحدة وأوروبا المعارض لتحويل وكالة الطاقة الدولية إلى هيئة سياسية وغير مهنية."
وفيما يتعلق بالمطلب الإيراني إغلاق القضايا المفتوحة، قال غانتس إنه يتعين على دول العالم العمل على كبح العدوان الإيراني وتقديم خيار عسكري ملموس وذي صدقية في وجه طهران.
كما قال غانتس إن إيران كلفت قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة، تحويل بعض مصانع الصناعات العسكرية السورية إلى قواعد لبناء الصواريخ الدقيقة والوسائل القتالية المتقدمة المخصصة لحزب الله والجماعات المسلحة الموالية لإيران. وأضاف: "إن المواقع التي أكشفها أمامكم في الخريطة، وبالتحديد المنشأة المقامة تحت الأرض في مصياف، والتي يتم فيها إنتاج الصواريخ الدقيقة، وهو ما يشكل خطراً محتملاً على المنطقة وإسرائيل. وهناك أدلة على نشاط إيران في لبنان واليمن لبناء صناعات صواريخ متقدمة، ويتوجب علينا وقف هذا النشاط."
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد أمس (الاثنين) اجتماعاً مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، أكد خلاله أن إيران النووية ستزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتتسبب بسباق تسلُّح نووي سيعرّض العالم كله للخطر، وشدد على أن العودة إلى الاتفاق النووي في ظل الظروف الحالية ستكون خطأً فادحاً.
وأعرب لبيد خلال الاجتماع، الذي استمر قرابة الساعة، عن أهمية مواصلة الكفاح ضد البرنامج النووي الإيراني وأهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين ألمانيا وإسرائيل، ودعا ألمانيا والقوى الأوروبية الأُخرى التي تتفاوض مع طهران إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها في مواجهة تطلعات إيران النووية، مطالباً زعماء العالم بعدم رفع العقوبات.
وقال لبيد: "إن الكلام لا يوقف الشر. يجب أن تمتلك الديمقراطيات الليبرالية الإرادة والقدرة على الدفاع عن نفسها. في بعض الأحيان، يجب الدفاع عن الحرية بالقوة. شراكتنا تتطلب أيضاً أن نتحرك معاً ضد التهديد المتزايد لإيران نووية."
وأكد لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع، أنه قدّم إلى المستشار الألماني معلومات حساسة وذات صلة بهذا الموضوع. وأضاف: "كما هي الحال دائماً في علاقاتنا الوثيقة مع ألمانيا، تلقينا الاهتمام والتعاون الكاملين."
كما قدم لبيد الشكر للمستشار الألماني على وقوفه إلى جانب إسرائيل في محاربة معاداة السامية، وعلى جهوده للتوصل إلى اتفاق تعويض مع عائلات ضحايا عملية ميونيخ المسلحة ضد الرياضيين الإسرائيليين سنة 1972.
من جانبه، أكد المستشار الألماني ضرورة منع إيران من حيازة أسلحة نووية.
وقال شولتس في سياق مؤتمر صحافي مشترك عقده مع لبيد، إن إبرام اتفاق يحدّ من مشروع إيران النووي هو الأمر الأنسب والصحيح، لكنه في الوقت عينه، استبعد أن يتم توقيع اتفاق كهذا في الفترة القريبة بسبب موقف طهران.
وأشار المستشار الألماني إلى أن بلاده معنية بشراء منظومات للدفاع الجوي من إسرائيل.
وكان لبيد وصل إلى ألمانيا مساء أول أمس (الأحد)، وعقد صباح أمس اجتماعاً مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في قصر بلفيو في برلين. وناقش الطرفان الاتفاق النووي الإيراني وتعزيز التعاون بين البلدين.
ذكر رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد بارنياع أن الموساد أحبط في الفترة الأخيرة عشرات المحاولات الإيرانية لاستهداف إسرائيليين ويهود في شتى أنحاء العالم.
وقال بارنياع في أول خطاب عام له منذ توليه منصبه في حزيران/يونيو الفائت، ألقاه أمام مؤتمر صحيفة "جيروزالم بوست" الذي عُقد في نيويورك أمس (الاثنين): "قمنا بإحباط هجمات ضد رجال أعمال ودبلوماسيين وزائرين عاديين في قبرص وتركيا، وأوقفنا هجمات أُخرى في كولومبيا وأماكن أُخرى كثيرة."
وأضاف بارنياع أنه حالما يتم توقيع اتفاق، لن يكون هناك أي قيود على التطرف الإيراني، مشيراً إلى المبالغ المالية الهائلة التي ستُعطى لإيران، ومؤكداً أن الحل سيكون قصير المدى.
وأشار بارنياع إلى أن التحقيقات التي فتحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران لا يمكن إغلاقها، على الرغم من مطالب هذه الأخيرة، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تصعيد نووي، وحذّر من أن إيران تحاول ارتكاب هجمات عدوانية على أراضي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى محاولات اغتيال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون ووزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو.
وكان رئيس الموساد قام بزيارة إلى الولايات المتحدة مؤخراً، لمناقشة الملف الإيراني، وأكد في ختام زيارته هذه أن إسرائيل لن تبقى مكتوفة اليدين، بينما تواصل إيران خداع العالم.
أكد قائد القوة البرية التابعة للجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري أمس (الإثنين) أن بلاده طورت طائرات مسيّرة ذات مدى استراتيجي صُممت خصيصاً لضرب تل أبيب وحيفا، مشيراً إلى أن هذه المسيّرات، وهي من طراز "آرش 2"، لديها أيضاً القدرة على تحديد الهدف قبل إصابته.
وأكد المسؤول الإيراني، وفقاً لما نقلت عنه وكالة "مهر" شبه الرسمية للأنباء في إيران، أن القوة البرية تمتلك مسيّرات ذات مدى استراتيجي وأُخرى ذات مدى يصل إلى 2000 كيلومتر. كما أشار إلى امتلاك سلاح المروحيات التابع للقوة البرية صاروخ "شفق" المصنّع محلياً، والذي يصل مداه من 12 إلى 20 كيلومتراً، وهو مزوّد بمنظار ممتاز وآلية تمكّن الطيار من إطلاق الصاروخ ومغادرة مسرح العمليات على الفور.
وكان التلفزيون الإيراني بثّ في الأيام الأخيرة تقريراً نقل فيه عن قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم الموسوي قوله إنه جرت زيادة قوة التدمير لدى الطائرات المسيّرة المذكورة، وأضاف أن بلاده أصبحت القوة الأولى في إنتاج الطائرات المسيّرة في منطقة الشرق الأوسط، لكونها تمتلك مجموعة متنوعة من تلك الطائرات التي يمكن استخدامها في عمليات مختلفة.
يُذكر أن الجيش الإيراني كشف في أيار/مايو الماضي النقاب عن تدشين قاعدة له تحت الأرض لصنع الطائرات المسيّرة، وتحديداً في منطقة كرمانشاه الواقعة في غرب البلاد.
- برز اسم الضابط أفينوعام إيموناه في العناوين، في إثر إعلانه استقالته من الجيش، بعد أن تبين له أنه لن يحصل على الترقية التي أرادها. يبدو اسم عائلته [إيموناه يعني إيمان] كأنه منحه إياه مخرج يميل إلى الرمزية الفاضحة. هذا الضابط، المحبوب من أتباع بيبي [بنيامين نتنياهو] والمستوطنين، لا ينقصه الإيمان، وهو الذي أعلن خلال عدوان "الرصاص المصبوب" [على قطاع غزة] أن ما يقوم به في ساحة المعركة ينجح بفضل "المعجزات" التي تدلل على الرعاية الربانية. وفي ختام الحرب، حصلت الكتيبة التي كان يقودها على وسام البطولة.
- يشير أتباع نتنياهو إلى أن سبب إغلاق الطريق أمام هذا الضابط إلى هيئة الأركان العامة يعود إلى مؤامرة يسارية ضد آرائه اليمينية، وإلى إيمانه الديني الحاد (فهو لا يحرس الحرم الإبراهيمي فقط، بل يلتقط الصور وهو يصلي بداخله أيضاً) الذي لم يخبئه يوماً. وبهدف توصيل الصورة إلى المجتمع لأي ضابط خسر، تم نشر فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي من بطولته. أحدها تم تصويره في يوم الدخول إلى غزة خلال "الرصاص المصبوب"، ويبدو فيه إيموناه وهو يخطب في جنوده. ومع ابتسامه غريبة لا تفارقه، قال لهم بما معناه أنه "لن يكون من الجيد الليلة أن تكون عربياً"، وردوا عليه بالضحكات والتصفير والتصفيق. مؤكداً "سترونهم يهربون طوال الوقت"، كمن يطرح رؤية توراتية. وأضاف، بفخر: "اقتلوهم وهم هاربون".
- هذا لم يُقَل بسبب الجو العام. لقد كانت أوامر. والأوامر يجب تطبيقها. جنوده صفقوا مرة أُخرى. نعم أيها القائد، سيقتلونهم وهم يهربون. ثم أمرهم "ابتسموا"، متابعاً أنه "يجب الاستمتاع بهذا". وأوصاهم "حاولوا"، ملوحاً بيده تجاههم للتأكيد، "حاولوا الاستمتاع بذلك".
- من الممتع القتل بملابس الجيش الإسرائيلي. صحيح، القتل. يحاولون الاستمتاع بذلك. يقومون به بابتسامة. الحرب بالنسبة إلى إيموناه، هي عملية ترفع المعنويات وتُفرح قلب الإنسان. عليه أن يقول هذا للكثيرين من الجنود الذين خرجوا من ساحة المعركة بأزمات نفسية عميقة، يعانون ويتألمون، ويحملون معهم آثار ما بعد الصدمة طوال الحياة، بدرجات مختلفة. الحرب هي جهنم. لكن أوامره تشير إلى أن الحديث يدور عن ساحة "صيد بط".
- إن الدافع لدى إيموناه هو ابتسموا، اقتلوا، واستمتعوا. ومن المعروف أن الحرب تُدار استناداً إلى قوانين الحرب الدولية التي تدعو إلى الالتزام بنسبة معينة أساسية من العدل والإنسانية والاحترام. ومن دون ذلك، لا يعود الموت شرعياً ويتحول إلى قتل. هذه القوانين تقرّ، بوضوح، أنه وفي اللحظة التي يضع الجندي فيها سلاحه جانباً ويستسلم، قتله ممنوع، وكذلك يُمنَع اللحاق به إلى أبعد من مسافة معقولة. كل خرق لهذه القواعد، التي تحدد السلوك المعقول، يُعَد جرائم حرب. ومقولة "اقتلوهم وهم يهربون" هي أوامر بالقتل. مَن عليهم أن يقتلوا؟ العرب. بغض النظر مَن هم من دون تفريق. وهذا عندما قال "من الليلة، لن يكون من الجيد أن تكون عربياً"، كل عربي. وماذا عن الجنود الإسرائيليين الهاربين؟ هل من المسموح أيضاً إطلاق النار عليهم من الخلف؟
- في مقالة نشرها إيموناه في سنة 2015 في المجلة العسكرية "معراخوت" التابعة للجيش الإسرائيلي، تحت عنوان "قيادة القائد في ساحة الحرب"، أطلق على "ابتسموا – اقتلوا - استمتعوا" صفة "كلمات مشجعة". وماذا يحدث إذا مات جنوده؟ على القائد أن يوضح لجنوده أن "هناك ما يشرعن الثمن الكبير، وسيكون ضرورياً." وأيضاً أنه "لمصلحتنا جاء الدور علينا للمشاركة في هذه المهمة السامية." لم يعد كافياً القول إنه من الممتع الموت من أجل أرضنا، بل يجب القول إنه يجب أن نموت من أجل أرضنا، مع ابتسامة على وجوهنا.
- إن لم تحدث أمور استثنائية، من المتوقع أن يتولى الجنرال هرتسي هليفي وظيفة القائد الأعلى لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في كانون الثاني/يناير المقبل. وهو يخصص الآن جلّ وقته لتحضير خطة استراتيجية للجيش في الأعوام المقبلة، على صعيد بناء القدرة العملانية، وأيضاً بناء القوة: كيف يجب توزيع الموارد الخاصة بالجيش؟ وكيف يمكن الحفاظ على الذي من المتوقع أن يصل؟
- إن أحد أهم التحديات الماثلة أمام هليفي هو التعامل مع القوى البشرية. وفي أساسه لن يكون التعامل مع الوحدات النظامية وكيف سيتم الحفاظ على الجيدين فيها، وعلى الدافع إلى التجند، إنما كيف يجب التعامل بالطريقة الصحيحة مع قوات تشكيلات الاحتياط في الجيش. وكان اللواء يسرائيل طال هو مَن قال في إحدى المرات إن الاحتياط هو "الناتج الجماعي الأهم بالنسبة إلى الشعب اليهودي في العصر الحديث"، إلاّ إن شكل الصراعات والحروب تغيّر، والجيش لا يحارب جيوشاً، إنما تنظيمات.
- التغييرات داخل الجيش في الأعوام الأخيرة دفعت بقوات الاحتياط خارجاً، وسيطر "الجنود النظاميون" على القيادة، في الوقت الذي وصل الاحتياط فقط للمساعدة. والموجات "الإرهابية" دفعت بالجيش النظامي إلى تحمُّل العبء على حساب الجهوزية للحرب، وبذلك وصل الجنود إلى الحرب أقل جهوزيةً، عندما تم فرزهم على جيش الاحتياط، بعد الخدمة النظامية. لذلك أيضاً، تم استدعاؤهم أقل إلى الخدمة في الاحتياط - ما نسبته 1% فقط - وهو ما أضرّ بالجهوزية والتكاتف داخل الوحدة، كما أضرّ بالثقة والدافع في تفعيلهم. في التفكير العسكري، إن استعمال الاحتياط هو الخطوة الأخيرة، فقط عندما لا يكون هناك خيار آخر، ويتم التعامل معهم بحذر.
- ومن المهم الإشارة إلى ما يلي: يتم استدعاء الاحتياط اليوم، بالأساس لعمليات الأمن الجاري. يُجرون التدريبات الكبيرة التي تحاكي السيناريوهات التي سيتعامل معها الجيش، فقط مرة كل ثلاثة أعوام، وبقية الوقت يتم استدعاؤهم فقط لتبديل القوات النظامية والسماح لها بإجراء التدريبات. ويدّعون في الجيش أن نسبة حضور العمليات في أوساط جيش الاحتياط عالية وجيدة، لكن نسبة الحضور في التدريبات اليوم تقف عند 70% فقط. السبب في ذلك، بحسب مصادر في الجيش، هو التغيير الجديد الذي دخل في سنة 2021، إذ تم تقصير عدد أيام الخدمة في كل استدعاء، ورفع عدد الاستدعاءات في السنة، والجنود لم يتعودوا عليه بعد.
- "إن جنود الاحتياط هم أناس حادّون، مع شعور بالانتماء والالتزام"، هذا ما صرّح به رئيس هيئة الأركان الحالي الجنرال أفيف كوخافي، بعد يوم من نشر اسم خليفته. وأضاف أنهم "يضحّون بروتين حياتهم عن وعي بالثمن الذي يدفعونه. ومؤخراً، شعرت بالفخر بوحدات الاحتياط وما تقدمه، وهو كثير من العمليات في إطار حملة ’كاسر الأمواج’." وخلال احتفالية خاصة بجنود الاحتياط، قال إن "الامتحان الحقيقي لكل إنسان هو إذا كان يقوم بالصواب، المهم والضروري، وإذا كان يتحمل المسؤولية. الجواب في حالتكم هو نعم بصورة قاطعة - دوركم مهم ويمنح الجيش والمجتمع ككل الكثير."
- 1% فقط من سكان دولة إسرائيل يخدمون في تشكيلات الاحتياط اليوم، في الوقت الذي كانت نسبتهم سابقاً 20%. على الدولة اليوم أن يكون لديها قوات كبيرة من جيش الاحتياط المدرب، تكفي للتعامل مع أكثر من جبهة في الوقت ذاته، فالجيش النظامي لن يتحمل هذا وحده. إن لم تقُم إسرائيل بإيجاد حل ملائم، لن تكون جاهزة في حالة الحرب: لن يكفي تدريب ثلاثة أسابيع مرة كل ثلاثة أعوام لقوات الاحتياط، وهذا قبل الحديث عن الشكر والامتنان الملائم.
- هذا هو النموذج الذي على القائد المقبل [لهيئة الأركان] فحصه: هو يعرف أنه بحاجة إلى منظومة احتياط، لتدريبها وتحضيرها. وهم بدورهم، يجب عليهم أن يكونوا جاهزين ومتوفرين بدرجة عالية جداً. ومنذ الآن، قبل تنصيبه، هو يبحث في تغييرات في النموذج القائم، ويمكن التقدير أن النية تتجه نحو المزيد من الاحتياط، وبصورة خاصة في الوحدات البرية، مع التشديد على المهنية، على الرغم من أنه من الصعب تقدير نسبة النجاح في هذا.
- في الآونة الأخيرة، عرض العميد أمير فدماني، رئيس قسم التخطيط ومدير الموارد البشرية في الجيش، المعطيات المحدثة أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست. واستعمل مصطلح "المنتخب" في عرضه المعطيات بشأن الاحتياط - الـ490 ألفاً الذين يخدمون، هم 5% من مجمل المواطنين في إسرائيل، و17% من المجتمع في جيل الخدمة. منهم 120 ألفاً يخدمون فعلاً في جيش الاحتياط، ويشكلون 4% من المجتمع في جيل الخدمة و1% فقط من مجمل المواطنين في الدولة. ويظهر أيضاً من المعطيات أن 11% من جيش الاحتياط لا يزالون يؤدون الخدمة تطوعاً، بعد أن أنهوا عمر الإعفاء من الخدمة في الاحتياط. هذا بالإضافة إلى أن المعطيات تفيد بارتفاع نسبة النساء اللاتي ينضممن إلى خدمة النساء في الاحتياط - اتجاه ناتج من التغييرات في الجيش النظامي، إذ نرى ارتفاعاً في نسبة النساء الموجودات في الخدمة، وفي مهن جوهرية داخل الجيش. وفي هذا السياق، أشار فدماني إلى أنه يوجد اليوم في جيش الاحتياط ما نسبته 17% من النساء، في الوقت الذي كانت النسبة 13% في سنة 2010. وأشار إلى أنه من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة، لأن النساء يشكلن اليوم 18% من المنظومة القتالية النظامية في الجيش.
- وفي هذا السياق، قال الضابط إن "الاحتياط، أو بكلمات أدق منتخب الاحتياط، يضاعف قوة الجيش. القوة بحد ذاتها مركّب أساسي في قدرات الجيش للوقوف على مهماته وإخضاع العدو. كل واحد وواحدة من قوة الاحتياط جزء مهم في مهمات الجيش، وهم موجودون في كل موقع داخل الجيش في هذا الوقت، وعموماً، إنهم يستجيبون في كل مرة يتم استدعاؤهم إلى خدمة العلم." و"يحمل منتخب الاحتياط على أكتافه المهمات المدنية الخاصة به، ومهمات الاحتياط، ولذلك، على المنظومة الأمنية والمجتمع الإسرائيلي عموماً أن ينشغلا بكيفية تقديم الشكر لهم ومنحهم امتيازات، وهم يستحقونها. وإلى جانب كافة المنح والحقوق التي تمت المصادقة عليها، وهي فعلاً بشرى سارة دفعنا بها قدماً في إطار الخطة المتعددة الأعوام "تعزيز الاحتياط"، لا يزال هناك فجوات علينا إغلاقها، وسنستمر في العمل على صعيد جنود الاحتياط كي يحصلوا على ما يستحقون."
- تطرّق الضابط أيضاً إلى الأعمال التي يتم القيام بها بهدف استنفاد طاقة جيش الاحتياط، وشرح أنه تمت إقامة منظومة تلائم ما بين الخدمة في الاحتياط والمهنة المدنية، من خلال جمع معطيات من مؤسسات أكاديمية بشأن مَن يخدمون. فمثلاً، تم دمج مئات المهندسين في الجبهة الداخلية لم يكن يعلم الجيش بأنهم مهندسون، لأنهم لم يكونوا كذلك في إطار الجيش.
الفجوة بين النظامي والاحتياط
- هل وحدات الاحتياط "فارغة"؟ من جانب، فإن [الجيش] النظامي اليوم أذكى، من حيث نوعية الأشخاص ونوعية السلاح والتكنولوجيا المتطورة، وهو ما يعمّق الفجوة بينه وبين الاحتياط. وجنود الاحتياط يتم استدعاؤهم مرة في العام، ولا ينجحون في إغلاق الفجوة التي حدثت، وبذلك يكونون أقل جهوزية للحرب، وأقل مهنية، وأقل جهوزية للمعركة في ساحة المعركة المستقبلية.
- إن هذه الحقيقة تُثقل كاهل الجيش النظامي، المشغول كثيراً بالأمن الجاري، والتحضير للحرب وأمور أُخرى. هذا الاتجاه يؤثر أيضاً، وبالأساس في إجراء مناورة برية، وقدرة الجيش على القيام بمناورة برية واسعة وناجعة تؤثر في قدرة سلاح البر برمته. ولا بد من القول إنه عندما يدير الجيش "حملات استعراض" في غزة، كـ"حارس الأسوار" و"مطلع الفجر"، يمكن الصمود هكذا، ولكن ماذا سيحدث في حرب في الشمال؟
- إن المعنى واضح: يجب تجديد رؤية الأمن في إسرائيل، وكجزء منها إقرار أي قوات احتياط يريد الجيش اليوم. على الدولة أن تقرر أمام من ستقف، وما الأهداف التي على الجيش تحقيقها في كل نوع من أنواع المعارك في الشمال والجنوب. وأمام هذه التفاصيل، يجب بناء جيش ملائم للمهمات المحدثة. لذلك، يجب تعريف التهديدات الممكنة، وفي مقابلها بناء الاستجابة، أي مشاريع مرتفعة الثمن، وللمدى البعيد.
- يتفحصون اليوم في الجيش إن كان من الصواب استعادة مصطلحات من أيام ديفيد بن غوريون، مثل الدفاع المناطقي: الدفاع عن قواعد القوات والسكان داخل الحدود، إلى جانب تدريب هذه القوات طوال العام. والحديث يدور حول قوة احتياط مناطقية يتم تجنيدها سريعاً لمهمات الدفاع عن المناطق التي يسكن فيها الجنود. هذه الطبقة يمكنها مثلاً الرد بشكل أولي على قيام حزب الله أو "حماس" باختراق الحدود.
سيناريو الامتحان: حرب متعددة الجبهات
- إن الشعور السائد بين الجنود والضباط في الاحتياط هو أن أغلبية القوات في جيش الاحتياط غير جاهزة، وليست ملائمة. جزء من هذه الوحدات في مستوى جيد، وآخر في مستوى مقبول. لكن إسرائيل ستُمتحن في السيناريو الأصعب: معركة متعددة الجبهات، ويمكن أن تتضمن أيضاً "جبهة داخلية"، بما معناه مواجهات عنيفة وتحديات أمنية داخل الحدود. على الجيش أن يتجهز لكيفية التجنيد في هذه الحالات، وأن يفهم مستوى الجاهزية الملائم، وأن يعرف ما إذا كان جنود الاحتياط سيتركون الجبهة الداخلية (العائلة) التي تتعرض للقصف ويخرجون للحرب.
- قريباً، سيتم البدء بتطبيق الفكرة التي خرجت من صفوف الاحتياط: إقامة "لوحة مطلوبين" تنشر فيها الوحدات أيّ مهن تريد، ويستطيع جنود الاحتياط أصحاب الشأن تقديم طلب الالتحاق بهذه الوحدة. وفي المقابل، لا يزال سؤال المقابل قائماً، وصرّح رئيس هيئة الأركان كوخافي أنه "علينا أن نتبنى ونطبق المبدأ الذي يقول إن مَن يعطي أكثر، يأخذ أكثر. في مجال التقدير والمقابل، تم القيام بالكثير خلال الأشهر الماضية، واشترينا أدوات، وتزودنا بمنظومات مختلفة، وطورنا قدرات."
- ألوية الاحتياط التي تُعرف بأنها "رأس حربة"، تتدرب كل عام، لكن لدى الضباط شعور بأن هذا غير كافٍ بالنسبة إلى الجهوزية المطلوبة للسيناريوهات المطروحة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه من المهم الشرح أن المهمات الملقاة على عاتق منظومة الاحتياط اليوم تتطلب جهوزية بمستوى وحدات نوعية في الجيش النظامي.
- الجيش يحدّث رؤيته الأمنية ويقوم بتنظيم القوات النظامية من جديد. عملياً، يُطرح التساؤل: متى يجب الاستعانة بقوات الاحتياط؟ هل من الصحيح إدخالها إلى مناطق نزاع؟ في كل الأحوال، الجيش لا يستطيع الاستغناء عنها، وعلى الرغم من أعدادها الآخذة بالانخفاض، فإنه سيتم استدعاؤها في حالات الطوارئ، من الوحدات المقاتلة، مروراً بـ"القبة الحديدية"، وصولاً إلى الجبهة الداخلية.
الأسئلة الحارقة
- إن سؤال التعامل مع جنود تشكيلات الاحتياط مركّب على عدة صعد أساسية: كيفية الحفاظ على جنود الاحتياط الجيدين، وكيف يمكن تجهيزهم، من أي ميزانية سيتم ذلك، وكيف يمكن الحفاظ على جهوزيتهم، وكيف يمكن الحفاظ على التكاتف داخل وحداتهم التي تؤثر في الدافعية إلى الالتزام بالخدمة في الاحتياط، وما هو العدد الذي يجب الحفاظ عليه من الجنود، وما هو مستوى الجهوزية المطلوب منهم، ولأيّ مهمات يتم تخصيصهم؟
- تقدّر مصادر في الجيش أنه يجب بناء نموذج احتياط جديد يكون قادراً على الاستجابة الناجعة بالضبط كما الوحدات النظامية. وفي المقابل، يجب تطوير وحدة مخازن الطوارئ بأدوات ذات مستوى عالٍ، وبأدوات لوجستية وموارد بشرية ملائمة، مهنية، وتتلقى المقابل، تقوم بتفعيل هذه المخازن وتعمل على تجهيزها لحالات الطوارئ.
- إن وجه المجتمع الإسرائيلي يتغير. لكن الجيش لن يستطيع الانتصار في المعركة المتعددة الجبهات المقبلة من دون منظومة الاحتياط، لذلك، يجب زيادة المساعدات الممنوحة لها من جانب، ورفع جهوزيتها من جانب آخر. في سنة 2021، تمت مضاعفة تدريب الاحتياط في الجيش. وهذا مركّب مركزي في إطار خطة "تعزيز الاحتياط"، إذ يشدد الجيش على الجهوزية بصورة خاصة، جهوزية الضباط وجهوزية الكتائب المقاتلة. هناك رضى في الجيش في أعقاب الالتزام التام من جنود الاحتياط خلال حملة "كاسر الأمواج" في الضفة الغربية، لكنهم يعترفون بأنه يجب شكرهم ومنحهم مقابلاً ملائماً من أجل الحفاظ على نوعية مَن يخدمون والضباط في الاحتياط. ثمة خطوات كثيرة تتطرق إلى المقابل المادي لجنود الاحتياط والضباط عموماً، والتي خرجت إلى حيز التنفيذ، لكن لا يزال هناك ما يمكن القيام به، ومن المفضل أن يتم ذلك في أسرع وقت.