مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ["أمان"] اللواء أهارون حليفا إنه لولا وجود حزب الله لكان لبنان انضم إلى "اتفاقيات أبراهام" [اتفاقات تطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل].
وأضاف حليفا في سياق كلمة ألقاها أمام المؤتمر الدولي السنوي لـ"معهد سياسة مكافحة الإرهاب" في جامعة رايخمان في هرتسليا أمس (الثلاثاء)، إن "حزب الله هو منظمة ترتدي 3 قبعات: الأولى، حماية الطائفة الشيعية؛ الثانية، العمل كوكيل إيراني تموّله وتدعمه طهران؛ الثالثة، حماية لبنان، لكنه أخذ اللبنانيين كرهائن."
وتطرّق حليفا إلى موضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية- الإسرائيلية، فشدّد على أن الجيش الإسرائيلي ناقش إمكانية حدوث تصعيد في الجبهة الشمالية نتيجة عدم التوصل إلى اتفاق، وأشار إلى أن الجيش أجرى تدريبات واسعة النطاق لمحاكاة حرب مع لبنان.
وقال حليفا: "آمل من [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله ألاّ يستهين بالردّ الإسرائيلي إذا قرّر اتخاذ خطوة. إن قوة إسرائيل عظيمة، وأنا متأكد من أن حزب الله يفهم ذلك. نصر الله شخص جاد ويعرف ما أتحدث عنه. كما أن شعب لبنان يفهم أيضاً ما ستكون عليه نتيجة الحرب."
وأضاف: "لا يزال لبنان وإسرائيل يعيشان في ظل تصاعُد للتوترات بشأن منصة الغاز ’كاريش’ والحدود البحرية بين البلدين. ومع ذلك، لا بد من التأكيد أن إقامة منصة لبنانية لاستخراج الغاز في البحر المتوسط تُعتبر مصلحة إسرائيلية، بهدف تقوية الاقتصاد اللبناني."
وأوضح حليفا أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن نصر الله يحظى بتقدير كبير في إيران، وأنه شريك في اتخاذ القرارات في طهران.
وتطرّق رئيس شعبة "أمان" إلى التصعيد في المناطق الفلسطينية [المحتلة]، فتوقع أن يزداد حدّة مع تفاقُم مسألة وراثة السلطة الفلسطينية، بعد انتهاء حقبة رئيسها محمود عباس.
أما بالنسبة إلى الأوضاع في قطاع غزة، فرجّح أن يستمر الهدوء فترة طويلة، بناءً على المصالح المشتركة، وقال إن عدم انضمام حركة "حماس" إلى المواجهة الأخيرة، إلى جانب حركة الجهاد الاسلامي، لا يكفي، بل يتوجب عليها منع مثل هذه المواجهات في المستقبل.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي تمتلكها إيران أكبر بكثير من العدد المُعلن، وأشار إلى أن إيران ضاعفت قدرتها على التخصيب 3 مرات في منشأة فوردو.
وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق إحاطة قدمها إلى عدد من السفراء في مجلس الأمن الدولي في نيويورك أمس (الثلاثاء)، وذلك في إطار الزيارة التي قام بها إلى منظمة الأمم المتحدة، والتقى خلالها أيضاً كلاً من السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد.
وحثّ غانتس المجتمع الدولي بأسره على إعداد خطط عملية وسياسية واقتصادية لكبح إيران، وعلى التحرُّك ضدها في مجلس الأمن.
وأشار غانتس إلى أن أكبر عامل مزعزِع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط هو إيران، إذ يمكنها أن تؤدي إلى الإرهاب وسباق التسلح، كما أنها تهدد الاقتصاد العالمي وموارد الطاقة، وتؤثر في أسعار الغذاء والتجارة وحرية الملاحة، وإنها تفعل كل هذا الآن، وفي حال حصولها على مظلة نووية سوف يزداد الأمر سوءاً.
وقال غانتس: "تشير الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن إيران أحرزت تقدماً كبيراً في برنامجها النووي في الآونة الأخيرة. في السنة الماضية، زادت إيران في إنتاج أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي تمكّنها من تخصيب عالي المستوى بمئات المرات. وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، في السنة الماضية، تضاعف أو أكثر عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشآت إيران تحت الأرض في نتانز وفوردو. وفي منشأة فوردو، حيث يُحظر تخصيب اليورانيوم، بموجب الاتفاقية النووية التي لا تزال إيران تخضع لها، ضاعفت إيران قدرتها على التخصيب ثلاث مرات في السنة الماضية. إذا قررت إيران، يمكنها أيضاً الانتقال إلى تخصيب بنسبة 90%. يجب على المجتمع الدولي بأسره أن يتّحد. يجب أن نتحرك ونضع خططاً عملية وسياسية واقتصادية، وألاّ نسمح باتفاق لا يعيد إيران إلى الوراء بصورة كبيرة. يجب أن تنعكس هذه المهمة أيضاً في نشاطات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة."
وقال غانتس أيضاً: "إن محاولات إيران إغلاق الملفات المفتوحة من دون إعطاء أجوبة، لا يمكن أن تكون جزءاً من المفاوضات، وأنا أرحب بموقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية من هذه القضية. يجب أن تظل الوكالة الدولية للطاقة الذرية هيئة محترفة، وإغلاق ملف التحقيقات التي تقوم بها يجب أن يكون خطاً أحمر في مفاوضات الاتفاق النووي."
وتطرّق غانتس إلى مباحثات ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية مع لبنان، فقال: "في نهاية الأمر، ستقف حفارتان على الجانبين الإسرائيلي واللبناني، والسؤال هو: هل سنضطر إلى الدفاع عن أنفسنا وعن سيادة إسرائيل باستخدام القوة العسكرية؟ إن إقامة الحفارة في الجانب اللبناني من مصلحة لبنان، الذي لا يحصل سكانه على التيار الكهربائي المنتظم، ويعانون جرّاء أزمة اقتصادية عميقة. إنني أدعو مجلس الأمن إلى إدانة أي انتهاك لسيادة إسرائيل. يجب الدفع بالمفاوضات قدماً، وبالتالي تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، ومنع التصعيد الذي سيضر، قبل كل شيء، بمواطني لبنان والدولة اللبنانية، ويعيدنا إلى النقطة نفسها."
من ناحية أُخرى، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس أن رد إيران على اقتراح الاتحاد الأوروبي بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 غير مشجع، ويجعل احتمالات التوصل إلى الاتفاق في المدى القريب غير مرجّحة.
وكان البيت الأبيض أكد في وقت سابق أن الولايات المتحدة مستعدة لكل السيناريوهات المرتبطة بنجاح الاتفاق أو فشله.
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد أمس (الثلاثاء) جلسة مشاورات أمنية لبحث التحضيرات والترتيبات الأمنية لفترة الأعياد اليهودية التي ستبدأ بعد نحو 10 أيام، وستستمر نحو 3 أسابيع.
وشارك في الجلسة كلٌّ من وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، والقائد العام للشرطة يعقوب شبتاي، وكبار المسؤولين في شرطة لواء القدس، وفي جهاز الأمن العام ["الشاباك"].
وقال مصدر رفيع المستوى في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن من بين المواضيع التي نوقشت زيارات اليهود إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] خلال فترة الأعياد.
وقال مسؤول أمني كبير إن الشرطة الإسرائيلية أصدرت أوامر إبعاد عن الحرم القدسي لعدد من العناصر المتطرفة من اليهود والعرب، وذلك في ظل وجود إنذارات بشأن نية منظمات "إرهابية" إشعال الموقف في محيط الحرم. وأضاف أن جهات محسوبة على حركة "حماس" توجه نداءات، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى السكان العرب في إسرائيل، للقدوم إلى الحرم القدسي والتحصّن فيه لمنع اليهود من الصعود إليه في أثناء الأعياد.
منع أهالي أطفال إسرائيليين في مدينة حولون [وسط إسرائيل] أمس (الثلاثاء) دخول 4 مساعِدات فلسطينيات من القدس الشرقية إلى حضانة أطفالهم، بحجة أنهن غير مؤهلات بما فيه الكفاية وتم توظيفهن من دون علمهم.
ووصل الأهالي إلى الحضانة في الصباح، ووقفوا في الخارج لساعات لمنع المساعِدات من الدخول.
وانتقدت منظمة "نعمات" للنساء العاملات، والتي تدير الحضانة، خطوة الأهالي هذه ووصفتها بأنه عنصرية ومخزية.
وقالت رئيسة "نعمات" في بيان صادر عنها، إن المساعِدات الفلسطينيات في روضة الأطفال شعرن بالتهديد الشديد من طرف الأهالي لدرجة أنهن ضغطن على زر الاستغاثة لطلب المساعدة. وأضافت أن المساعِدات بلّغن المنظمة أنهن لا يعتزمن الاستمرار في العمل في الحضانة، خوفاً على سلامتهن.
- مع ارتفاع حدّة التصعيد في الضفة الغربية، تبرز أهمية السؤال عن وجود جهوزية لانتفاضة فلسطينية ثالثة. ويتفادى المحللون [في إسرائيل]، في أغلبيتهم، الإقرار بذلك، ويقدّرون أننا لا نزال بعيدين عن نقطة "اللاعودة" قبل الانفجار الكبير، لكن مصطلح "انتفاضة" قد يكون مضلِّلاً لأن الانطباع الأول يدور حول مواجهات جماهيرية كما حدث في كانون الأول/ديسمبر 1987، وأيلول/سبتمبر – تشرين الأول/أكتوبر 2000.
- هذه كانت صوراً متأخرة من الانفجارات التاريخية التي حدثت في الفترة 1921 و1929، حين تم الاعتداء على اليهود بدوافع قومية، قبل إقامة الدولة. والمشترك بين الانتفاضات الأربع يتركز في مركّبين أساسيين: الأول، هو المركّب العنيف. أما الثاني، فهو أنها مبادرات فلسطينية بادر إليها الجانب الفلسطيني، بهدف تغيير الواقع في العلاقات ما بين العرب واليهود. أما السؤال عن حجم وشعبية الانفجار، فإنه سؤال ثانوي، وتغيّر على مدار الأعوام.
- صحيح أن الانتفاضة الأولى بدأت كتعبير عن قوة الجماهير، وتحولت سريعاً إلى مجموعة من العمليات "الإرهابية"، كالحجارة والسكاكين والخطف والعمليات، كما حدث في عملية الباص 405، التي قادتها التنظيمات الفلسطينية. وفي الانتفاضة الثانية، كان هذا أوضح، إذ تحولت التظاهرات الشعبية، في إثر اقتحام أريئيل شارون المسجد الأقصى، إلى "إرهاب" الفدائيين داخل المدن الإسرائيلية بسرعة كبيرة، بقيادة فصائل المعارضة الإسلامية، إلى جانب ألوية مقربة من السلطة الفلسطينية وحركة "فتح".
- إن نقطة الانطلاق الأبرز للواقع الأمني القائم اليوم كانت في أيار/مايو 2021، عقب التوتر في القدس في حيّ الشيخ جرّاح، وأدت إلى حملة "حارس الأسوار" ومواجهات صعبة داخل الخط الأخضر. التوقعات في إسرائيل بشأن وقوع حدث كبير وهبّة شعبية واسعة في الجانب الفلسطيني، تعبيراً عن "الانتفاضة"، تضلّل الأمر الأساسي، وهو أننا أمام مبادرة سياسية فلسطينية تحاول تغيير الوضع القائم الذي تطور في الضفة الغربية فيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين هناك.
- إن هذا الواقع الذي يقوم على التعاون بين المتنافسين - النابع من الفهم بأنه لن يكون ممكناً الدفع قدماً بمفاوضات سياسية – والذي تمأسس على الأرض (محاولة إسرائيل والسلطة الفلسطينية الدفع جانباً بالمعارضة الإسلامية، عبر وعود برفاهية اقتصادية للفلسطينيين)، تجري محاولات لتغييره. إن العنف و"الإرهاب" تجاه إسرائيل، إلى جانب ظواهر العنف الداخلي والفوضى، هي محاولات جرت في العام الأخير لتغيير هذا الواقع. وضعف السلطة صارخ، إذ تبدو مستسلمة لقوى التغيير من خلال عدم قيامها بأي تحرُّك.
- إن قرار تجديد المفاوضات بشأن المصالحة مع "حماس" يعكس انسحاباً ممكناً من معادلة الصراع المشترك مع إسرائيل ضد القوى الإسلامية. وعملياً، تقترب السلطة اليوم من وضع تكون فيه مسؤولة عن القضايا المدنية في الضفة، وبذلك تقترب أيضاً من نقطة اللافاعلية بالنسبة إلى المصلحة الإسرائيلية في حفظ الاستقرار في الميدان. التعبير العملي هو الوجود المادي الأعمق للجيش وجهاز "الشاباك" في شمالي الضفة لإحباط "الإرهاب" في الآونة الأخيرة. ومن وجهة النظر هذه، حتى ولو لم نكن نعيش انفجاراً جماهيرياً واسعاً، فإنه من الواضح أن هناك تنكّراً للوضع القائم لدى فئات في المجتمع الفلسطيني والنظام السياسي الفلسطيني. هذا "التنكّر" هو الترجمة العبرية لـ"مصطلح" الانتفاضة.
- إن انتفاضة 2022 لا تبدو كسابقاتها، من حيث الانفجار الجماهيري الواسع، إنما كظاهرة مستمرة وجذرية تحاول تحدّي الترتيبات القائمة. عملياً، هي انتفاضة بنموذج جديد تتميز بالتالي: الاستمرارية، والوقت الطويل، والشخصيات التي تقود "الإرهاب"، وهي غير منتمية إلى الفصائل، وتركيز جغرافي على المناطق المهمشة في شمالي الضفة. وفي المقابل، فإن هذا النموذج قديم، من حيث المنطق الناظم: تغيير وزعزعة الوضع القائم الذي تستفيد منه إسرائيل خلال الأعوام الأخيرة.
- أما الأخبار السيئة فهي أن هذه الانتفاضة، بحلّتها الجديدة، تأتي في وقت يعيش النظام السياسي الفلسطيني ذروة الضعف، وقربه من يوم ما بعد أبو مازن، وفي ظل هذا الواقع، تستمر إسرائيل في وضع رهانها كله على حصان السلطة الفلسطينية التي يصعب تزويدها بما تحتاج إليه.
- "إيران قوة إقليمية عظمى قامت إلى جانبنا، وتشكل التهديد المركزي لدولة إسرائيل، كما أنها تتحدى الرؤية الأمنية الإسرائيلية لأعوام طويلة مستقبلاً. هذا يحتاج منا إلى أن نتجهّز بالشكل الملائم، وإلى استثمار موارد، وإصغاء. إن لم نتعامل مع هذا بجدية، من الممكن أن نجد أنفسنا أمام تطورات لم نتجهّز لها"، هذا ما حذّر منه اللواء "ط"، رئيس قسم إيران في الجيش.
- ويضيف "ط" خلال مقابلة حصرية، سيتم نشرها في الملحق الأسبوعي لـ"يسرائيل هيوم" بعد غد (الجمعة)، أن "إيران تحدٍّ سيرافقنا لعشرات الأعوام المقبلة، وسيتعاظم. إن إيران سنة 2000، أو سنة 2010، مختلفة كلياً عن إيران سنة 2020. وهذا ما يدفعنا إلى العمل بطريقة مختلفة. أولاً، علينا بناء إطار يرتب التفكير ويقوم ببناء رؤية، واستناداً إليها، يمكن تخطيط الخطط العملانية في بناء القوة العسكرية الملائمة اللازمة. هذا المسار سيتعاظم، لأن التحدي الماثل أمامنا كبير، وسيكبر مستقبلاً، ويتوجب علينا أن نتجهّز للمدى البعيد، مع ميزانيات وبنى تحتية تلائم حجم التهديد المتوقع أمامنا."
- "ط" طيار حربي فاعل، كثيراً ما يجد نفسه في مهمات عملانية. شغل من قبل منصب قائد سرب طائرات (F-35) الأول، وقبل عام ونصف العام، كان هو مَن أسقط المسيّرة الطويلة المدى التي أطلقتها إيران في اتجاه إسرائيل، وهو حدث بقي سرياً، وتم الكشف عنه خلال الأشهر الأخيرة في صحيفة "يسرائيل هيوم".
- وأضاف "ط" أن "إيران تتحدانا على عدة صعد." قائلاً إن "الأول، هو السعي للسلاح النووي. والثاني، الأذرع التي تحاول إقامتها حولنا، سواء كان حزب الله في لبنان، أو رغبتها في التمركز في سورية، أو دعم ميليشيات مسلحة في العراق واليمن، أو الجهاد الإسلامي في غزة." وتابع "أما الثالث، فهو أن إيران هي الموزع الأكبر والأخطر للسلاح والقدرات والأدوات التكنولوجية لكل أعدائنا. وعندما يتم دمج جميع هذه المركّبات في صورة واحدة، يتضح حجم التهديد الذي تشكله إيران لنا، وهو تهديد يجب علينا أن نتجهّز له بكل جدية، وخصوصاً إذا ما أضفنا إليه حقيقة أن إيران تلغي وجودنا، وتعمل بفعالية لتحقيق هذا الهدف، كي لا نكون هنا بعد 10 أعوام، أو 20 عاماً، أو 30 عاماً. تقوم بهذا بواسطة الأيديولوجيا، والأموال، والميزانيات، ومحاولة إلحاق الأذى بنا في كل مكان. وعندما يدور الحديث حول قوة إقليمية في قيد التشكّل، لديها أيضاً الكثير من الأدوات والوسائل، وستمتلك أدوات أكثر تطوراً في المستقبل المنظور، فإن هذا سيكون بمثابة تحدٍّ مركزي لأمننا."
سؤال: وما الجديد إذا كان كل هذا موجوداً منذ أعوام عديدة؟
- "الإمكانات كانت موجودة، لكن التهديد بهذا الحجم لم يكن موجوداً. إيران قامت بقفزة دراماتيكية على صعيد قدراتها العسكرية. ففي سنة 2000، لم يكن لديها القدرة على ضربنا. في سنة 2010، كان لديها بعض الصواريخ الدقيقة. لكن عندما تنظر إلى ما لديها اليوم، وعدد الصواريخ الدقيقة التي تملكها، وكيف تُسلح أعداءنا، تتأكد من أنها إيران جديدة. صحيح أن السلاح النووي هو التحدي المركزي، لكن إلى جانبه يتطور هنا تهديد بحجم لم نعرفه سابقاً، وسيتعزز في الأعوام المقبلة، ويجب علينا أن نتجهّز للتعامل معه."
سؤال: بالأرقام، إلى أين نتّجه؟
- "إذا كان بحيازتهم اليوم عدة مئات من الصواريخ والمسيّرات التي تستطيع الوصول إلى هنا من إيران، ففي سنة 2025، سيكون لديهم الآلاف، وجميعها دقيقة."
سؤال: وماذا يقولون من جانبنا؟
- "لدى إسرائيل طبقات دفاعية مذهلة، لكن تجهيزاتنا أمام إيران يجب أن تكون هجومية. لأننا إذا وصلنا إلى اشتباك مع إيران، فعلينا أن نستطيع الدفاع عن أنفسنا، وأن نضرب أيضاً بصورة مؤلمة في المقابل، بحيث لا يفكرون مرة أُخرى في تحدّينا."
سؤال: ما هو منطقهم الموجه؟ إلى أين يريدون الوصول؟
- "إنهم [الإيرانيون] يقومون بكل شيء، وسيقومون بكل شيء، بهدف انهيار إسرائيل في المستقبل. هم يقومون بهذا بأنفسهم، وبمساعدة أذرعهم في المنطقة. رؤيتهم هي تأسيس هلال شيعي في منطقة الشرق الأوسط، وإنهاء وجود إسرائيل ككيان يهودي. ما تم بناؤه إلى جانبنا مختلف عن كل ما عرفناه حتى يومنا هذا. إنه مركّب أكثر، وخطورته أكبر. نحن لا نتحدث عن حرب في غزة أو في لبنان، إنما عن دولة موجودة على بُعد 1500 كلم من هنا، وتدير في مقابلنا منافسة استراتيجية إقليمية، ويتعين علينا أن نكون دائماً متفوقين، بهدف الخروج من أي اشتباك معها في وضع أفضل استراتيجياً. عندما أنظر إلى ما يريده الإيرانيون، أرى غيوماً سوداء في الأفق، وسيكون من الأفضل التجهّز لها منذ الآن."