مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل الشاب عدي تميمي برصاص حراس أمن إسرائيليين في مدخل مستوطنة معاليه أدوميم
غانتس لسفراء الدول الأوروبية: الجيش الإسرائيلي قد يوسّع نشاطاته الهجومية في منطقتيْ جنين ونابلس، ولن نزوّد أوكرانيا بأسلحة هجومية
الشرطة في ماليزيا مستمرة في إجراء تحقيق مع خلية اختطفت خبيراً فلسطينياً في تكنولوجيا المعلومات ووسائل إعلام محلية تشير إلى أن الموساد يقف وراء عملية الاختطاف
تقرير: مخاوف إسرائيلية من أن تعترف أستراليا بدولة فلسطينية بعد تراجُعها عن اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل
تقرير: الولايات المتحدة بلّغت إسرائيل أنها لا تستوفي حالياً جميع شروط الحصول على إعفاء من تأشيرة الدخول لمواطنيها بسبب تعامُلها مع المواطنين الأميركيين من أصول فلسطينية
مقالات وتحليلات
يجب مساعدة أوكرانيا بالتنسيق مع أميركا
نحن نشهد حرب استقلال فلسطينية في مواجهة حرب استقلال للمستوطنين
سقف لبيد الزجاجي: الخوف من التعامل معه كيساري
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 20/10/2022
مقتل الشاب عدي تميمي برصاص حراس أمن إسرائيليين في مدخل مستوطنة معاليه أدوميم

أكدت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن الشاب الفلسطيني الذي ارتكب العملية المسلحة في مدخل مستوطنة معاليه أدوميم بالقرب من القدس الشرقية الليلة الماضية هو عدي تميمي الذي كان أطلق النار قبل نحو 10 أيام في حاجز شعفاط العسكري في اتجاه جندية إسرائيلية، وهو ما أدى إلى مقتلها.

وكان تميمي أطلق النار الليلة الماضية في اتجاه حراس أمنيين في الحاجز العسكري في مدخل مستوطنة معاليه أدوميم، الأمر الذي أدى إلى إصابة أحدهم بجروح طفيفة. وردّ الحراس الآخرون بإطلاق النار عليه فأردوه قتيلاً. وهرعت إلى مكان العملية قوات إسرائيلية معززة للتأكد من عدم وجود عناصر "إرهابية" أُخرى في المنطقة.  

وأكد قائد الشرطة الإسرائيلية في منطقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية] عوزي ليفي أن تميمي وصل إلى الحاجز العسكري في مدخل معاليه أدوميم من حي العيزرية، حاملاً معه عبوة ناسفة.

وأشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد بتصفية "الإرهابي" عدي تميمي.

وقال لبيد في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "لن يهدأ لنا بال حتى نضع يدنا على كل إرهابي تسوّل له نفسه الاعتداء على مواطني الدولة المدنيين والعسكريين".

"يديعوت أحرونوت"، 20/10/2022
غانتس لسفراء الدول الأوروبية: الجيش الإسرائيلي قد يوسّع نشاطاته الهجومية في منطقتيْ جنين ونابلس، ولن نزوّد أوكرانيا بأسلحة هجومية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن الجيش الإسرائيلي قد يوسّع نشاطاته الهجومية في منطقتيْ جنين ونابلس، وأكد أن إسرائيل لا يمكنها أن تسلّم باستمرار الاعتداءات "الإرهابية" في المناطق [المحتلة].

وجاءت أقوال وزير الدفاع هذه في سياق كلمة ألقاها أمام سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدى إسرائيل في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب أمس (الأربعاء).

من ناحية أُخرى، أكد غانتس أن إسرائيل تواصل دعم أوكرانيا دعماً إنسانياً والوقوف إلى جانب الدول الغربية، لكنه في الوقت نفسه شدّد على أنها لن تزودها بأسلحة هجومية، بل بأجهزة إنذار مبكرة لمساعدة المدنيين إذا ما أرادت.

وتطرّق غانتس إلى إيران، فقال إنها ترسل طائرات مسيّرة إلى روسيا لكي تستخدمها هذه الأخيرة في حربها ضد أوكرانيا.

وأضاف غانتس أن طهران تطلق تصريحات كاذبة بخصوص هذا الموضوع [تزويد روسيا بطائرات مسيّرة] ولا شك في أنها تكذب في موضوع الملف النووي أيضاً.

"معاريف"، 20/10/2022
الشرطة في ماليزيا مستمرة في إجراء تحقيق مع خلية اختطفت خبيراً فلسطينياً في تكنولوجيا المعلومات ووسائل إعلام محلية تشير إلى أن الموساد يقف وراء عملية الاختطاف

أكدت الشرطة في ماليزيا أمس (الأربعاء) أنها مستمرة في إجراء تحقيق مع خلية اختطفت خبيراً فلسطينياً في مجال تكنولوجيا المعلومات، في وقت أفادت وسائل إعلام محلية بأن الخبير المختطف غادر الأراضي الماليزية بعد إنقاذه من جانب الشرطة، وأن أصابع الاتهام تشير إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي هو الذي يقف وراء عملية الاختطاف.

ودعا قائد شرطة العاصمة كوالالمبور إلى الابتعاد عن تكهنات قد تضر بمجريات التحقيق، إلا إنه في الوقت نفسه لم يستبعد ضلوع جهات أجنبية في عملية الاختطاف.

وطالبت أحزاب ومنظمات غير حكومية الحكومة الماليزية بكشف النقاب عن جميع الملابسات المرتبطة بهذه القضية، وباتخاذ إجراءات صارمة في كل ما يتعلق بنشاطات جهاز الموساد في ماليزيا.

وكانت وسائل إعلام ماليزية كشفت النقاب قبل أيام عن قيام أجهزة الأمن بتفكيك شبكة تجسُّس تابعة لجهاز الموساد، ونقلت عن مسؤولين قولهم إن الموساد جنّد خلية من 11 ماليزياً على الأقل، بهدف تعقُّب ناشطين فلسطينيين. وبحسب أولئك المسؤولين، فإن خلية الموساد هذه اختطفت يوم 28 أيلول/سبتمبر الماضي في وسط كوالالمبور خبيراً فلسطينياً في مجال تكنولوجيا المعلومات، أصله من قطاع غزة، ونقلته إلى منزل ريفي في ضواحي العاصمة قبل أن تتمكن الاستخبارات الماليزية من الوصول إلى الخاطفين خلال 24 ساعة واعتقالهم وتحرير الرهينة الذي غادر البلد بعد الحادث بأيام.

وذكرت وسائل إعلام ماليزية أيضاً أن التحقيقات الأولية في هذه القضية كشفت ضلوع خلية تابعة لجهاز الموساد في التجسس على مواقع مهمة في البلد، بينها مطارات، فضلاً عن اختراق شركات إلكترونية حكومية، ولم تستبعد وجود خلايا أُخرى نشطة لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية.

موقع Ynet، 20/10/2022
تقرير: مخاوف إسرائيلية من أن تعترف أستراليا بدولة فلسطينية بعد تراجُعها عن اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل

قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أمس (الأربعاء) إن إسرائيل تخشى الآن من اعتراف أستراليا بدولة فلسطينية، بعد تراجُعها عن اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل.

وجاءت أقوال هذا المصدر الإسرائيلي بعد أن أعلنت حكومة حزب العمال من يسار الوسط في أستراليا أول أمس (الثلاثاء) أنها لن تعترف بعد الآن بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وستعود إلى الاعتراف بتل أبيب بدلاً من ذلك، وناقضت بذلك إعلان قرار صدر عن الحكومة المحافظة السابقة سنة 2018. وانتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد القرار، واستدعت وزارة الخارجية سفير أستراليا لتوبيخه، وقالت له إن هذه الخطوة كانت بائسة ومستهجنة.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن الرد القاسي من جانب القدس جاء بسبب وجود مخاوف في إسرائيل من أن تتبع الحكومة الأسترالية اليسارية هذه الخطوة بخطوة الاعتراف بدولة فلسطينية.

وأضاف المصدر نفسه: "لقد تلقينا ضربة من الأستراليين، لكن هذا أقل بكثير من الاعتراف بالدولة الفلسطينية. يمكننا أن نأمل فقط بألا يكون هذا هو الاتجاه."

وانتقد المصدر أيضاً طريقة تعامُل أستراليا مع الإعلان، قائلاً إنها تتعارض مع كل البروتوكولات الدبلوماسية. وأضاف أن أستراليا لم تعطِ إسرائيل أي نوع من التحذير قبل الإعلان، وادّعى أن السفير الأسترالي لدى إسرائيل لم يكن حتى على دراية بالخطوة مسبقاً.

تجدر الإشارة إلى أن حزب العمال الأسترالي سبق أن تعهد سنة 2018 بأن يعترف بالدولة الفلسطينية، إلى جانب تعهُّده بالتراجع عن اعتراف رئيس الحكومة، آنذاك، سكوت موريسون بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل. وكانت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، التي أعلنت قرار بلادها التراجع عن الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، نفت حدوث تغيير في السياسة، لكنها في الوقت عينه، أكدت أن القرار الذي اتخذته الحكومة المحافظة قبل 4 أعوام تسبب بصراع وقلق لجزء من المجتمع الأسترالي، واليوم تسعى الحكومة لحلّ ذلك.

وأصرت وونغ على أن القرار الحالي لا يشير إلى أي عداء لإسرائيل، وقالت: "ستظل أستراليا دائماً صديقة ثابتة لإسرائيل. لقد كنا من أوائل الدول التي اعترفت رسمياً بإسرائيل. لن نتراجع عن دعمنا لإسرائيل والجالية اليهودية في أستراليا. وبالمثل، نحن ثابتون في دعمنا للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الدعم الإنساني."

"هآرتس"، 20/10/2022
تقرير: الولايات المتحدة بلّغت إسرائيل أنها لا تستوفي حالياً جميع شروط الحصول على إعفاء من تأشيرة الدخول لمواطنيها بسبب تعامُلها مع المواطنين الأميركيين من أصول فلسطينية

بلّغت وزارة الأمن الوطني الأميركية إسرائيل مؤخراً بأنها لا تستوفي جميع الشروط المطلوبة لشملها في قائمة الدول التي يتم إعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول [الفيزا] إلى الولايات المتحدة.

وعلمت صحيفة "هآرتس" أن هذا التبليغ جاء في سياق بيان بعثت به مساعدة وزير الأمن الوطني في الولايات المتحدة أليس لوغو الشهر الماضي إلى عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي دون باير.

وأشارت لوغو في البيان إلى أن إسرائيل لا تستوفي حالياً جميع الشروط من أجل الحصول على إعفاء من تأشيرة دخول لمواطنيها، وذلك لأن المواطنين الأميركيين لا يحظون بإعفاء مشابه في المعابر الحدودية الإسرائيلية بسبب تعامُل إسرائيل مع المواطنين الأميركيين من أصول فلسطينية.

وفي إثر بيان لوغو هذا، وجّه باير رسالة إلى أعضاء مجلس النواب الأميركي دعاهم فيها إلى تأييد ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل إلغاء قيود مجحفة يمارسها الجيش الإسرائيلي على الداخلين إلى مناطق الضفة الغربية، وذلك من أجل ضمان معاملة متساوية تجاه المواطنين الأميركيين.

وجاء في رسالة باير أن من واجب إسرائيل، كحليفة للولايات المتحدة وتستفيد من مساعدات كبيرة منها، منح مواطني الدولة معاملة محترمة من دون أن تأخذ بالحسبان العرق والديانة والأصل العرقي. وأشار بشكل خاص إلى القيود من جانب وحدة منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي وصفها بأنها مثقلة ومجحفة. كما أشار إلى أن إسرائيل ترفض بشكل دائم أن تمنح معاملة نزيهة إلى الزوار من الولايات المتحدة الذين يحاولون الدخول من المعابر الواقعة تحت سيطرتها.

وتُجري إسرائيل منذ فترة طويلة اتصالات بالسلطات الأميركية من أجل شملها ببرنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول، وهو ما يسمح لمواطنين في إسرائيل بالبقاء في الولايات المتحدة مدة 90 يوماً، بهدف السياحة والأعمال التجارية، وكذلك بتسريع التعاون الاقتصادي. وعلى ما يبدو، فإن البند الوحيد الذي يحول دون ذلك في الوقت الحالي هو بند التبادلية، الذي يُلزم إسرائيل بتعاملٍ متساوٍ مع جميع المواطنين الأميركيين لدى دخولهم إلى أراضيها. وما زال الكثيرون من المسافرين من ذوي البشرة غير البيضاء، أو غير اليهود، يشكون من معاملة عنصرية في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، بينما يفضل الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الأميركية مغادرة الضفة الغربية عن طريق معبر جسر اللنبي إلى الأردن. ومنذ بداية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، عبّر نواب ديمقراطيون في الكونغرس عن شكوك حيال شمْل إسرائيل في برنامج الإعفاء من تأشيرة دخول، ودعوا المسؤولين في الإدارة الأميركية إلى منع شمْل إسرائيل في البرنامج، على خلفية ممارستها تمييزاً على أساس عرقي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 20/10/2022
يجب مساعدة أوكرانيا بالتنسيق مع أميركا
افتتاحية

 

  • في الأشهر الثمانية الماضية، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، التزمت إسرائيل الحياد وامتنعت من الوقوف صفاً واحداً مع الولايات المتحدة وشركائها في التكتل الغربي الداعم لكييف بقوة، والذي يعارض بشدة الحاكم الروسي المعتدي فلاديمير بوتين. امتنعت إسرائيل من فرض عقوبات على موسكو، وواصلت تشغيل خطوط الطيران الروسي، وتجاهلت نداء الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي تزويد جيشه بمنظومات دفاعية إسرائيلية.
  • رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت التقى بوتين في بداية الحرب واقترح وساطته لوقف إطلاق النار. خليفته يائير لبيد تحدث بتهذيب ضد العدوان الروسي، لكنه واصل الخط عينه، بدعم من وزير الدفاع بني غانتس، الذي أعلن أمس "لن نزود أوكرانيا بالسلاح، واقترحنا عليها منظومة ردع." أيضاً رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي كان يتباهى بعلاقته ببوتين، أيدّ هذا الموقف من الخارج. يجري تبرير الموقف الإسرائيلي بالتخوف من قيام القوات الروسية الموجودة في سورية بعرقلة القصف الجوي الذي يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي هناك، وبالخطر على اليهود الذي يعيشون تحت حكم بوتين. لكن التطورات الأخيرة للحرب باتت تتطلب إعادة تفكير من جديد. الروس الذين كانت هزيمتهم مخجلة في الجبهة، شنوا هجوماً بالصواريخ والمسيّرات على كييف ومدن أُخرى في الجبهة الداخلية الأوكرانية، وقتلوا عدداً كبيراً من المدنيين، وألحقوا أضراراً كبيرة بعمليات التزود بالكهرباء. واضطرت إيران إلى مساعدة بوتين، فزوّدت جيشه بالمسيّرات الهجومية، وأيضاً بصواريخ باليستية. وأعلنت كييف أنها ستوجه طلباً رسمياً إلى إسرائيل لتزويدها بمنظومة دفاعية ضد المسيّرات وصواريخ أرض-أرض، على ما يبدو من طراز "برق". وقبل تقديم الطلب ودرسه، حذّرت روسيا إسرائيل من "تدمير العلاقات" إذا زودت الأوكرانيين بالسلاح.
  • أوكرانيا هي الجانب المحق: هي التي تعرضت لهجوم من روسيا، وجرى احتلال أراضيها وضمّها، كما جرى الكشف عن دلائل على وقوع جرائم حرب بشعة نفّذها الروس. يفرض الواجب الأخلاقي على إسرائيل الاستجابه لنداء زيلينسكي وتزويد جيشه بمنظومات دفاعيه تنقذ أرواح المدنيين الأوكرانيين من الهجمات العشوائية. ويجب ألا تحجب تهديدات بوتين، الذي يستفيد من تزوُّده بالسلاح الإيراني، الخيار الأخلاقي.
  • لكن يتعين على إسرائيل ألا تتورط وحدها في حروب بعيدة مثلما فعلت في الماضي عندما ساعدت أنظمة ظلامية – مثلاً عندما زودت النظام العسكري الأرجنتيني بطائرات حربية خلال حرب الفوكلاند، وساعدت النظام في سيريلانكا على إخضاع التاميل، والنظام الحالي في بورما. وكدولة تقدم نفسها كجزء من الغرب وتسعى للانضمام إلى حلف الناتو، وإلى حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، يتعين عليها العمل بتنسيق وثيق مع حليفتها والوقوف بقوة في جبهة واحدة لكبح العدوانية الروسية-تماماً كما تتوقع الحصول على تأييد واشنطن وبروكسيل ولندن وبرلين في مواجهتها للتحديات الأمنية في الشرق الأوسط.
"معاريف"، 19/10/2022
نحن نشهد حرب استقلال فلسطينية في مواجهة حرب استقلال للمستوطنين
ران أدليست - محلل سياسي

 

  • التحدي الكبير الذي تواجهه المؤسسة الأمنية في مواجهة الهجمات في الضفة الغربية هو اعتقال المسؤولين الذين ثبتت التهم الموجهة إليهم، والحؤول دون وقوع هجمات لاحقاً، وليس الانتقام. في الأيام الأخيرة، انتشرت عدة تقديرات مطمئِنة بشأن حوادث إطلاق النار في الضفة. المقصود، كالمعتاد، تهدئة الوضع عموماً، لكن حجم الوضع لا يزال على حاله: نحن نشهد حرب استقلال فلسطينية في مواجهة حرب استقلال للمستوطنين.
  • في هذه المرحلة، يبدو أن إسرائيل، دولة وشعباً، تؤيد حرب استقلال المستوطنين. توجد تصدعات هنا وهناك، لكن عموماً، عندما تستخدم الدولة كل قوتها لكبح المقاومة الفلسطينية، فإن هذه الدولة تتجند للدفاع عن المستوطنين، وعن الفكرة الاستيطانية عموماً.
  • إذا كان هناك فارق بين الدفاع عن الناس والدفاع عن فكرة، ربما في إمكان الانتخابات حلّ ذلك. في هذه الأثناء يطلقون النار. المشكلة هي ماذا سيجري عندما سيؤدي إطلاق النار إلى تصوير الجيش والدولة كأنهما فقدا السيطرة؟ الجواب هو المزيد من إطلاق النار المضادة والمزيد من الأضرار الجانبية، والمزيد من قتل المدنيين. وكالعادة في مثل هذه الأوضاع، عندما يشعر المستوطنون بوجود حالة طوارىء، سواء لدى الفلسطينيين، أو لدى الجيش، يستغلون الفرصة من أجل القيام بأعمال استفزازية تؤجج الوضع على الأرض.
  • تظاهرات ورقص على الدماء ومبادرات عنفية. يشمل ذلك إنذارات كاذبة عن إطلاق نار لم يحدث. من السهل التلويح ببن غفير، لكنه مجرد ذبابة على قرن ثور المستوطنين. فقدان الشعور بالأمن الشخصي جرّاء حوادث إطلاق النار المتعاقبة يمكن أن يطغى على عدم جدوى وجود المستوطنات، الأمر الذي يدفع المستوطنين إلى المطالبة بعملية استباقية كبيرة الحجم تسمح بالسيطرة على أراضٍ جديدة، وبأوهام الترحيل.
  • فقط من باب الاطمئنان: لا يمكن لأي انتفاضة أو حوادث إطلاق النار، مهما كانت خطرة، أن تهدد وجود دولة إسرائيل، لكن خلال الأحداث، تظهر صورة مقلقة للوضع، تجبر الجيش على التصعيد في محاولة لإطفاء النار. والتصعيد معناه المزيد من القوات، والمزيد من الاحتكاكات، والمزيد من المصابين، إلى أن يصل الوضع إلى مرحلة عدم الدخول في مواجهة وجهاً لوجه مع المسلحين واستخدام النيران المضادة، وهذا ما يجري الآن على الهامش. النار المضادة قد تهدأ، لكنها تعيدنا إلى مربع انتظار الهجوم المقبل.
  • لقد وعد غانتس بالقضاء على "عرين الأسود"، ودخل في طريق مسدود وليس لديه خيار. وفي الواقع، لا يوجد خيار سوى إغلاق هذه الزاوية التي خرجت عن السيطرة. المشكلة أن الجميع في هذه المرحلة، جنوداً وشرطة وعناصر الشاباك، يتحركون انطلاقاً من الحاجة الفعلية إلى "منع الإرهاب". لكن ما يجري على الأرض هو أن الجنود لا ينتقلون من عنوان إلى آخر مع أسماء، بل يقومون بعملية صيد حرّ مع هامش واسع من الأضرار الجانبية، أو بلغة عبرية بسيطة: قتل مجاني.
  • كل شاب في "عرين الأسود" هو مسؤول رفيع المستوى، وهو خليفة "الإرهابي" الكبير الأسطوري في منظمة التحرير الفلسطينية، وفي "حماس" والجهاد. التحدي الكبير هو اعتقال المسؤولين الذين ثبتت التهم الموجهة إليهم، ومنع الهجمات مستقبلاً، وليس الانتقام الوحشي.
موقع "يديعوت أحرونوت"، 19/10/2022
سقف لبيد الزجاجي: الخوف من التعامل معه كيساري
شيلي يحيموفيتش - زعيمة حزب العمل سابقاً وإعلامية

 

  • في أحد الأيام بعد الانتخابات سنة 2013. جلسنا، أنا ويائير لبيد، في منزلي للتفكير فيما سنفعل. كان لديه الكثير من العروض، التي لن أدخل في تفاصيلها، بشأن زيادة إنجازات حكومة بنيامين نتنياهو (التي انضم إليها حينها). أما أنا فكان لديّ عرض خاص بي: أن يكون هو نفسه رئيساً للحكومة. كان لديه 19 مقعداً، مع 15 مقعداً لحزب العمل برئاستي (ولفحص بقية مركّبات المعادلة، يمكن البحث في غوغل: انتخابات 2013). كان هذا ممكناً، بشرط دعم حزب عربي من الخارج. وبشكل حاسم، فرض لبيد فيتو قطعياً على الفكرة. حينها، توجهت إلى الرئيس شمعون بيرس أيضاً، وقلت: كنا نريد التوصية بلبيد، لكنه يرفض.
  • منذ ذلك الوقت، استطاع رئيس الحكومة جمع خبرة سياسية ناجحة، إلى جانب التأييد الجماهيري المتصاعد. وأيضاً وجود حزب عربي في الائتلاف بات شرعياً بواسطة نتنياهو. ولكن بصورة منافية للمنطق، في المكان الذي جمع فيه الأمن ورجل الدولة والسياسة يعود مرة أخرى ليضيّع فرصة رئاسة الحكومة في الساحة نفسها التي تنازل فيها حينها: وهي المواطنون العرب في إسرائيل.
  • فقط هم ونسبة تصويتهم المرتفعة لديهم القدرة على الحسم الاستراتيجي الحقيقي بين المعسكرات، وهذا لن يحدث إلا إذا اعترف زعيم المعسكر بأهميتهم. لماذا سيهرع المواطنون العرب إلى الصناديق، إذا كان لبيد يقوم بكل ما يمكن ليكون "بيبياً" أكثر من بيبي؟ وعندما يستمعون إلى التفاخر والتوجيهات بأن الجيش وقوات الأمن يتصرفون في الضفة بعدوانية لم يكن لها مثيل منذ أعوام؟ والمغزى هو: لا تشكّوا في أننا، لا سمح الله، من اليسار. نحن أكثر تصلباً، ونخيف أكثر من بيبي وبن غفير سوياً. نحن، على عكسهم، نريهم العين الحمراء.
  • كم من المرات علينا أن نكون في هذه المسيرة الحمقاء الدموية؟ مَن يحتاج إلى توضيح أكثر بأن هذه الوحشية هي أرض خصبة للتحريض على الكراهية والدفع بالمزيد من العمليات؟ هل يوجد مَن يعتقد أن العقاب الجماعي الذي فُرض على مخيم شعفاط برمته، والحصار الثقيل على حياة الناس، سيؤدي حقاً إلى القبض على "المخرب" الذي هرب إلى هناك؟ فمن الواضح لكل عاقل أنه في حال تم القبض عليه، فهذا سيكون بفضل معلومات استخباراتية دقيقة-عمليات عسكرية محددة وتعاوُن مع السلطة الفلسطينية التي يتحدثون عنها بالسوء.
  • "قوات الأمن لن تتوقف إلا بعد الوصول إلى المخربين ومَن أرسلهم"، القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية والموحدة، ولا شيء سيغير هذه الحقيقة"، يزيد في الشعارات. منذ متى يشمل خلود إسرائيل مخيم شعفاط للاجئين وأمثاله؟
  • التخوف الواضح من الظهور بمظهر الضعيف أمام اليمين، واستغلال الفرصة لطرح الشعارات، لا يستحقان هذا الثمن العالي بالدماء الذي تؤدي إليه هذه السياسة. وعشية الانتخابات، يبدو أن هذه الممارسات لا تحمل أي قيمة سياسية. بل على العكس، يبدو أنها سقف زجاجي. وفي الواقع بغض النظر عما يقوله أو يفعله فإن هذا التوتر دائماً يخدم اليمين. وبالأساس: يزرع الإحباط في أوساط الناخبين العرب.
  • الميل إلى التعامل معهم وكأنهم لا تهمهم القضية الفلسطينية، والنظر إليهم كأنهم مجموعة غير أيديولوجية يمكن شراؤها بالـ"ميزانيات"، ليس أفضل بكثير من المقولة الفاشلة لريكلين التي قالها في استوديو "القناة 14"، وبحسبها، فإن سكان "مدن التطوير" الذين لا يصوتون لليمين هم كسالى. فهم يحصلون على دليل آخر على أنهم لا يملكون أي سبب للمشاركة في المسار الديمقراطي. فبديل نتنياهو، بالنسبة إليهم، ليس أفضل من نتنياهو نفسه.
  • لبيد رجل حملات بارد ومتزن. إلا أنه هنا يتأثر بجاذبية تعيقه كي يتصرف بطريقة يبدو أنه لا مفر منها. صحيح أنه يقوم بحساب كل خطوة وتأثيرها في الناخبين المحتملين. لكن هذا سيكون انتصاراً موقتاً خلال أيام معركة معدودة، ومن الممكن أن تكون هزيمة في المعركة الكبيرة، إذ عليه التوقف عن القيام بالشيء ذاته. وبالأساس عليه أن يتوقف عن الهروب من المقولة الواضحة والتي لا تحتاج إلى اعتذار وهي أن المواطنين العرب ومَن يمثلهم في الكنيست شركاء شرعيون، متساوون ومرغوب فيهم.
  • زيارة لبيد المخطط لها إلى الناصرة تُذكّر بشكل محزن، بذهاب إيهود براك برفقة يوسي بيلين لـ "أكل الحمص عند العرب"، بعد أحداث تشرين الأول/أكتوبر 2000. هنا يجب أن يكون نموذجه رئيس حكومة آخر، يتسحاق رابين، الذي ترك فكرة "تكسير الأيدي والأرجل" ووضع رؤية سياسية، وحاز دعماً غير مسبوق، وصل إلى أن يحظى بالحب من الجمهور العربي في إسرائيل.