مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
انتهت في رأس الناقورة مساء أمس (الخميس) مراسم توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، وتم تسليم الاتفاق إلى الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين.
وذكر بيان صادر عن وزارة الطاقة الإسرائيلية أن الوفود الإسرائيلية واللبنانية والأميركية ووفد الأمم المتحدة، والتي شاركت في المراسم، جلست في قاعة واحدة، لكن على 4 طاولات منفصلة.
وهنأ الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل ولبنان على توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما، وأضاف أن هذا الاتفاق يصب في مصالح كل من الطرفين ويساهم في تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما أكد بايدن أن بلاده ستستمر في مساعدة الجانبين على التقيد بالتزاماتهما المتبادلة.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل هو عمل تقني وليست له أيّ أبعاد سياسية، وأكد أنه لا تأثير له في سياسة لبنان الخارجية.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد اعتبر خلال الاجتماع الذي عقدته الحكومة أمس وصادقت فيه على الاتفاق، أن لبنان اعترف بدولة إسرائيل من خلال موافقته على الاتفاق. وقال: "هذا إنجاز سياسي، فليس في كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره."
وأضاف لبيد أن الاتفاق يعزز أمن إسرائيل ويمنحها حرية أكبر في التصدي لحزب الله ولمواجهة التهديدات في الجبهة الشمالية.
أفادت مصادر فلسطينية في نابلس بأن شاباً فلسطينياً قُتل، وأن شابين آخرين أصيبا بجروح بنيران قوة عسكرية إسرائيلية مساء أمس (الخميس).
وأضافت المصادر نفسها أن شباناً فلسطينيين قاموا بإطلاق النار من سيارة مسرعة في اتجاه موقع عسكري إسرائيلي بالقرب من نابلس ولاذوا بالفرار. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن قوة من الجيش الإسرائيلي كانت في المنطقة رصدت سيارتين مشبوهتين، فأطلق أفرادها النار صوبهما، وهو ما أسفر عن وقوع إصابات.
من ناحية أُخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أزال الليلة الماضية حاجزين عسكريين من الحواجز الثلاثة التي تم وضعها في مداخل نابلس بسبب التوتر الأمني.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عنه أن إزالة الحاجزين قُرِّرت بعد تصفية قادة بارزين من جماعة "عرين الأسود" هذا الأسبوع واتخاذ قرار من طرف عناصر آخرين بتسليم أنفسهم إلى أجهزة الأمن الفلسطينية.
اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى تركيا، أمس (الخميس) بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة.
وقبل ذلك عقد غانتس اجتماعاً مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، قال في ختامه: "إن العلاقات بين البلدين تسير في اتجاه إيجابي، الأمر الذي يعزز بشكل كبير مكانة إسرائيل." كما أعرب عن أمله بأن توظف إسرائيل علاقاتها مع تركيا من أجل المساعدة في جَسر الفجوات، بغية حل نزاعات في منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد غانتس بالعلاقات الجيدة بين إسرائيل واليونان وقبرص وبعض الدول التي وقّعت "اتفاقيات أبراهام".
وأعلن غانتس عودة التعاون الأمني التدريجي مع تركيا.
بدوره، قال وزير الدفاع التركي إن بلاده تعتقد أن تطوير العلاقات مع إسرائيل والتعاون معها سيساهمان في إحلال السلام وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيساعدان على التوصل إلى حل قضايا تتبنى الدولتان آراء مختلفة حيالها، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
(*) قبل 5 أيام من الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" أمس (الخميس) أنه في حال إجراء هذه الانتخابات الآن، سيحصل معسكر الأحزاب في المعارضة، بقيادة رئيس الليكود ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، على 60 مقعداً، ولن تتمكن قائمة "البيت اليهودي"، برئاسة وزيرة الداخلية أييلت شاكيد، وقائمة بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] برئاسة عضو الكنيست سامي أبو شحادة، من اجتياز نسبة الحسم (3.25%).
وأظهر الاستطلاع أن المقاعد الـ 60 التي يحصل عليها "معسكر نتنياهو" موزعة على النحو التالي: حزب الليكود 31 مقعداً، وحزب الصهيونية الدينية، برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، والذي يضم حزب "قوة يهودية (عوتسما يهوديت)"، برئاسة عضو الكنيست إيتمار بن غفير، 14 مقعداً، وحزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 9 مقاعد، وحزب يهدوت هتوراه الحريدي 6 مقاعد.
في المقابل، يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 56 مقعداً موزعة على النحو التالي: حزب "يوجد مستقبل"، برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، 25 مقعداً، وتحالُف "المعسكر الرسمي" الذي يضم كلاً من حزبيْ "أزرق أبيض"، برئاسة وزير الدفاع بني غانتس، و"أمل جديد"، برئاسة وزير العدل جدعون ساعر، والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط غادي أيزنكوت، 12 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا"، برئاسة وزير المال أفيغدور ليبرمان، 6 مقاعد، وحزب ميرتس 5 مقاعد، وحزب العمل، برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي، 4 مقاعد، وحزب راعام [القائمة العربية الموحدة] برئاسة عضو الكنيست منصور عباس، 4 مقاعد.
وتحصل القائمة المشتركة، التي باتت مقتصرة على تحالُف حزبيْ حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] وتعل [الحركة العربية للتغيير]، على 4 مقاعد في الكنيست.
وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 712 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل، مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 3.7%.
(*) أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن، سيحصل معسكر الأحزاب في المعارضة، بقيادة رئيس الليكود ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، على 61 مقعداً، ولن تتمكن قائمة "البيت اليهودي"، برئاسة وزيرة الداخلية أييلت شاكيد، وقائمة بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] برئاسة عضو الكنيست سامي أبو شحادة، من اجتياز نسبة الحسم (3.25%).
وأظهر الاستطلاع أن المقاعد الـ 61 التي يحصل عليها "معسكر نتنياهو" موزعة على النحو التالي: حزب الليكود 30 مقعداً، وحزب الصهيونية الدينية، برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، والذي يضم حزب "قوة يهودية (عوتسما يهوديت)"، برئاسة عضو الكنيست إيتمار بن غفير، 15 مقعداً، وحزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 9 مقاعد، وحزب يهدوت هتوراه الحريدي 7 مقاعد.
في المقابل، يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 55 مقعداً موزعة على النحو التالي: حزب "يوجد مستقبل"، برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، 25 مقعداً، وتحالُف "المعسكر الرسمي" الذي يضم كلاً من حزبيْ "أزرق أبيض"، برئاسة وزير الدفاع بني غانتس، و"أمل جديد"، برئاسة وزير العدل جدعون ساعر، والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط غادي أيزنكوت، 11 مقعداً، وحزب العمل، برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي، 6 مقاعد، وحزب "إسرائيل بيتنا"، برئاسة وزير المال أفيغدور ليبرمان، 5 مقاعد، وحزب ميرتس 4 مقاعد، وحزب راعام [القائمة العربية الموحدة] برئاسة عضو الكنيست منصور عباس، 4 مقاعد.
وتحصل القائمة المشتركة، التي باتت مقتصرة على تحالُف حزبيْ حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] وتعل [الحركة العربية للتغيير]، على 4 مقاعد في الكنيست.
وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 1201 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل، مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 2.7%.
احتفلت مملكة البحرين أول أمس (الأربعاء)، بطريقة استثنائية، بذكرى مرور عامين على توقيع "اتفاقيات أبراهام" التي تمت برعاية أميركية، إذ قام وفد من الجيش الإسرائيلي بزيارة إلى المملكة للمشاركة في عملية إنزال مظليّ غير مسبوقة في أراضيها.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقفز فيها جنود إسرائيليون بالمظلات في إحدى دول الخليج. وجاءت هذه الفعالية، في إطار التركيز على تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
ويقف الجانب الأميركي وراء اقتراح عملية هبوط المظليين في سماء الخليج، بمبادرة من السفير الإسرائيلي في البحرين إيتان نائيه. وتم تنفيذ الهبوط المظلي من طائرة تابعة لسلاح الجو الأميركي.
وكان وفد مؤلف من 25 ضابطاً وجندياً من الجيش الإسرائيلي، برئاسة اللواء إيتاي فيروف، قائد منطقة العمق والكليات العسكرية، وصل إلى البحرين في مطلع الأسبوع الحالي، ورافقه العميد غاي ليفي الضابط الرئيسي للواء المظليين وسلاح المشاة، والعميد جيل إيليا قائد "لواء مروم" الذي يضم مدرسة المظليين. كما شارك في الوفد ممثلون عن مدرسة القفز بالمظلات وقيادة العمق ووحدة العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي.
وأكد بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي هذا النبأ.
وجاء في البيان أن وفداً من الجيش الإسرائيلي، برئاسة اللواء إيتاي فيروف قائد منطقة العمق والكليات العسكرية، قام في بحر الأسبوع الحالي بزيارة إلى البحرين التقى خلالها قادة عدد من الجيوش في إطار التعاون العسكري القائم بينهم. وأضاف البيان أنه تمت في إطار اللقاء عملية إنزال مظليّ مشتركة، إحياءً لذكرى مرور عامين على توقيع "اتفاقيات أبراهام". كما قام الوفد بإجراء محادثات تهدف إلى تعزيز التعاون بين إسرائيل ودول في الخليج.
في سياق متصل، أعلنت شركة صناعة الفضاء الإسرائيلية (IAI) في بيان صادر عنها أمس (الخميس) أنها ستشارك في معرض البحرين الدولي للطيران لسنة 2022، الذي سيُعقد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وستكون هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها شركة إسرائيلية في هذا الحدث الذي يقام مرة كل عامين.
وأضاف البيان أن المعرض سيقام ما بين 9 و11 تشرين الثاني/نوفمبر، وستعرض الشركة فيه عدداً متنوعاً من الابتكارات التي تعكس طليعة التكنولوجيا، وتشمل منتوجات للطيران المدني، ورادارات، وأنظمة دفاعية جوية، وأنظمة لحماية الشواطئ، وأنظمة دفاعية عن طريق طائرات مسيّرة. وسيتم عرضها في جناح خاص ستقوم الشركة ببنائه، وسيعبّر عن 70 عاماً من الخبرة التي اكتسبتها الشركة.
يُذكر أن معرض البحرين الدولي للطيران يُعتبر أحد أهم الأحداث في مجال الطيران في الخليج، ويشكل منصة تعزز الفرص التجارية، وفرص النمو والتعاون وتبادُل المعرفة بين المشاركين.
وفي الوقت نفسه، أعلنت شركة الصناعات الجوية أنها تنوي توسيع تعاونها الاستراتيجي في المنطقة من خلال توقيع اتفاقيات تعاون جديدة مع شركات محلية تهدف إلى توسيع نطاق التعاون القائم.
- وفقاً لاستطلاعات الرأي، فإن العنف في المناطق الفلسطينية لا يؤثر، حتى الآن، مباشرةً في الانتخابات، التي من المتوقع أن تسفر عن منافسة شديدة ومتقاربة بين الكتلتين. لكن عندما ننظر إلى الصورة الأوسع، وعلى الرغم من النقاش المتزايد لسياسة الهويات التي تقسّم المجتمع الإسرائيلي، فإنه لا يمكن تجاهُل الدور المهم للنزاع الفلسطيني في التطورات، على الرغم من أن أغلبية الناخبين تفضل عدم التطرق إليه. إصرار الحكومات الإسرائيلية المختلفة على الاستمرار في الاستحواذ على أراضي الضفة الغربية وتوطين مئات الآلاف من المستوطنين فيها جعل من الصعب جداً حلّ النزاع.
- سيكون هناك مَن سيقول بالطبع إن الفلسطينيين، في جميع الأحوال، لم يكونوا مستعدين للحل، وأن موجة "الإرهاب" التي بدأت بعد اتفاقات أوسلو، والتي كانت ذروتها الانتفاضة الثانية، هي التي أوجدت الخوف لدى الجمهور الإسرائيلي من مغبة تداعيات انسحابات جديدة من المناطق. ومع تأثير التغيرات الديموغرافية، تحركت الخريطة السياسية نحو اليمين، وربما بصورة لا عودة عنها. وبهذه الطريقة، فُتحت الطريق أمام الحكم الطويل لبنيامين نتنياهو، الرجل الذي وعد الإسرائيليين بأنه يعرف كيف يحافظ على أمنهم الشخصي.
- لكن بدءاً من سنة 2017، تلقينا نسخة متطرفة وخطِرة عن نتنياهو: فقد تحولت جهوده من أجل البقاء في الحكم إلى معركة بقاء شخصية، هدفها الأساسي وقف الإجراءات القانونية ضده وإبعاده عن السجن. وفي هذه المعركة، كل الوسائل مشروعة، وينطبق هذا أيضاً على محاولات نتنياهو العودة إلى الحكم، بعد انقطاع دام أقل من عام ونصف العام. في الأشهر الأخيرة، تعزز الحلف غير المقدس بين الليكود وبين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. الاثنان مثل زعماء الأحزاب الحريدية، هما مستعدان لإعادته إلى الحكم لاعتبارات تتعلق بهما، حتى ولو أن سموتريتش يعتبر نتنياهو "كذاباً ابن كذاب"، كما اتضح من خلال التسجيلات التي كُشف عنها هذا الأسبوع.
- لكن إذا فاز تكتّل نتنياهو، وإذا اختار زعيم التكتل التحالف مع الحريديم واليمين المتطرف، بدلاً من ائتلاف مفعم بالتوتر مع بني غانتس، فإن الحركة الدائرية ستعود إلى المكان الذي بدأت منه: المناطق. والخلاف هنا ليس على سلطة القانون التي يخطط نتنياهو وشركاؤه لتدميرها. وعلى الرغم من المقالات الكثيرة التي نشرتها "هآرتس"، والتي تدّعي العكس، فإن هناك فارقاً كبيراً بين حكومة يمين ضيقة وبين حكومة التغيير الحالية في العلاقة بالفلسطينيين. صحيح أن غانتس أخطأ عندما تباهى بقتل العرب في غزة، وكان في إمكان يائير لبيد أن يكون أكثر سخاءً في بادراته السياسية. لكن الشركاء الأساسيين لنتنياهو لديهم تطلعات بعيدة المدى وأكثر خطراً تتعلق بالساحة الفلسطينية، مقارنة بما وافق عليه نتنياهو في الماضي.
- إذا ألّف نتنياهو حكومة من هذا النوع، فمن المعقول أن يحيّد المجلس الوزاري المصغر وتحويله إلى حكومة بلا أهمية أمنية. وستجري النقاشات الاستراتيجية داخل أكواريوم مكتب رئيس الحكومة الذي سيضمه مع كبار المسؤولين الأمنيين. ولا يوجد مرشح بارز في الليكود لمنصب وزير الدفاع. في مثل هذه الظروف، سيكون لرئيس الأركان المقبل هرتسي هليفي دور حاسم في الدفاع عمّا تبقى من اعتبارات أمنية، وخصوصاً المحافظة على قواعد سلوك لائقة للجنود الإسرائيليين في المناطق. حتى الآن، الجيش ليس جيداً في ذلك. رئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي بدأ، فقط مؤخراً، برفع الصوت بصورة واضحة ضد "شواذات" تجري في المناطق. ويمكننا منذ الآن أن نقدّر التعقيدات التي ستدخل الحكومة فيها مع وجود بن غفير وسموتريتش في الحكومة-مثل المطالبة بفرض عقوبة الإعدام على "مخربين"، بعد وقوع أول هجوم فتاك، أو قضية أُخرى، مثل قضية إليؤور أزريا [الجندي الإسرائيلي الذي أطلق النار على فلسطيني مصاب، على الرغم من أنه لم يكن يشكل خطراً].
- وهذه الساحة ليست الوحيدة التي من المتوقع أن تظهر فيها مشكلات. منذ الأحداث التي رافقت عملية "حارس الأسوار" في أيار/مايو 2021، يبدو المجتمع العربي في إسرائيل قريباً من أن يشتعل مرة أُخرى، ولا سيما مع ترافُق التوتر والغضب المتزايد إزاء عجز الحكومة والشرطة عن معالجة الجريمة المنظمة. إذا فشلت الأحزاب العربية جرّاء انخفاض نسبة التصويت وتقلُّص التمثيل العربي في الكنيست، فمن المحتمل أن تضعف العلاقات مع الدولة أكثر. وهذا سيشكل أرضاً خصبة لنشوب المزيد من العنف، مثل أحداث تشرين الأول/أكتوبر 2000، أو أحداث العام الماضي.
- وعلى الرغم من خبرة نتنياهو الكبيرة وحذره في مجال العلاقات مع الخارج، فإنه من المتوقع أن يواجه صعوبات مع جيرانه من الأصدقاء، مثل الأردن ومصر. علاقة نتنياهو بالملك عبد الله ملك الأردن كانت متعكرة منذ أعوام، وفي أوساط العائلة المالكة، هو متهم بالمشاركة في خطوات معادية للأردن سعت لها المملكة العربية السعودية وموظفون في إدارة ترامب. أما علاقته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد عرفت صعوداً وهبوطاً.
- في الساحة الدولية، شبكة العلاقات المهمة والحساسة هي مع الأميركيين. وعلى الرغم من التصريحات المتبادلة العلنية، فإن إدارة بايدن ليس لديها أي وهم بشأن نتنياهو. واشنطن ستقبل قرار الناخبين الإسرائيليين، لكن الرسائل تمر طوال الوقت عبر قنوات مختلفة: حتى إذا فاز، يتعين على رئيس الليكود التوجه إلى معسكر الوسط، وعدم الارتماء في أحضان ممثلي كهانا وأحفاده الروحيين في الكنيست. يشاهد الأميركيون هذه الظاهرة بذهول، على الرغم من الشبه بينها وبين ما يجري في الداخل الأميركي.
- عشية الانتخابات، للساحة الفلسطينية في الضفة الغربية، أكثر من أيّ ساحة أمنية أُخرى، إمكانية التأثير في أنماط التصويت.
- تصاعُد الهجمات القاسية في الأسبوع الذي سبق الانتخابات، ومن ناحية أُخرى، استمرار عمليات أمنية ناجحة، مثل تلك التي حدثت في القصبة في نابلس، والتي بواسطتها يمكن للحكومة أن تقدم خطاً صارماً واستباقياً في محاربة "الإرهاب"، يمكن أن يؤديا إلى تحرُّك بسيط للناخبين بين المعسكرات. لهذا، ليس من المستغرب الطاقة الكبيرة التي يوظفها الطرفان المتنافسان في كل حدث تكتيكي يقع على الأرض، من عملية ناجحة أو هجوم قاس، في محاولة لتوظيفه سياسياً.
- يدور الحديث السياسي بشأن هذا الموضوع حول قضايا تكتيكية عملانية، وسياسة الاغتيالات، واستخدام المسيّرات، وإظهار العدد الكبير من "المخربين" الذين أوقفوا، ويُستخدم كدليل على سياسة صارمة ضد "الإرهاب". من جهة أُخرى، يكشف الطرف الثاني عن الارتفاع في حجم الهجمات في السنة الحالية، معتبراً إياه دليلاً على ضعف الحكومة الراهنة.
- الجدل السياسي في الموضوع الفلسطيني لا يعالج الجوهر والمضمون وخطط المستقبل والرؤيا السياسية، بل بالأساس يتطرق إلى التكتيك العسكري وطريقة العمل على الأرض. في مثل هذا الوضع، كل قضية عملانية تتحول إلى موضوع جدل عام صاخب، يعتمد في أحيان كثيرة على ما يدور على شبكات التواصل الاجتماعي، وليس على حقائق ثابتة، وخصوصاً في فترة الانتخابات.
- في ضوء هذا الواقع، لإسرائيل دور أيضاً في الاستغلال المبالَغ فيه لتنظيم "عرين الأسود" الذي تلقى ضربة موجعة، لكنه على صعيد الوعي، حظيَ باهتمام يمكن أن يؤدي إلى انزلاق هذه الظاهرة المحلية في نابلس إلى أماكن أُخرى.
- من المألوف القول في الشارع الفلسطيني إنه عندما تعطس نابلس فإن الضفة كلها تمرض. هذه العبارة تصور مركزية المدينة المغلقة منذ أسبوعين. بعد فترة من الارتفاع في حجم هجمات إطلاق النار التي انطلقت من نابلس، تحرك الجيش على عدة مستويات. في البداية عزز الدفاع، ثم شدد الحصار حول المدينة بواسطة الحواجز، وفي الوقت عينه، أعطى السلطة الفلسطينية فرصة السيطرة على الوضع واعتقال نشطاء "الإرهاب".
- بعد حدوث ذلك، صعّد الجيش الضغط الهجومي، بموافقة المستوى السياسي، وخلع قفازاته وشن عمليات، موجهاً ضربة قاصمة إلى البنية التحتية لـ "عرين الأسود" وأشعل النيران في الفترة الأخيرة.
- في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن العمليات المتعاقبة والاعتقالات في الأسبوعين الأخيرين ألحقا ضرراً كبيراً بقدرة "عرين الأسود". لكن تراجُع القدرة العملانية للتنظيم هو الذي يُقلق المؤسسة الأمنية. فالفكرة يمكن أن تمتد إلى ساحات أُخرى، والتأثير الكبير لنابلس يمكن أن ينعكس في ساحات أُخرى ويقوّض الواقع الأمني على الأرض.
- تصاعُد "الإرهاب" وارتفاع الجريمة القومية من جانب متطرفين يهود، كل ذلك كان من مميزات الفترة الأخيرة في مدينة نابلس. حتى الآن، لم ينزلق هذا التوجه إلى مناطق أُخرى في الضفة الغربية، وفي هذا المجال، تستطيع قيادة المنطقة الوسطى أن تسجل إنجازاً متواضعاً، لأن هذا الوضع يمكن أن يتغير وبسرعة.
- لقد كانت معضلة المؤسسة الأمنية تتعلق بإبقاء أو إزالة الحواجز حول نابلس. التشدد الأمني حول المدينة أدى، بحسب الجيش، إلى انخفاض كبير في حجم الهجمات، لكن من جهة أُخرى، ارتفعت درجة حرارة الضغط في المدينة. التراجع في التحذيرات يمكن أن يؤدي إلى تغيير القرارات، لكن ثمة شك كبير في أن هذا سيجري قبل الانتخابات.
- كان الخيار الأول للمؤسسة الأمنية الطلب من السلطة الفلسطينية فرض النظام في نابلس، قبل أن تخلع إسرائيل قفازاتها وتتحرك بنفسها، ولم يحدث هذا تحدياً للسلطة، كما تحرص أطراف سياسية على تأكيده، بل انطلاقاً من مجموعة اعتبارات تهدف إلى تحقيق استقرار الوضع الأمني، من دون التسبب بتصعيد إضافي.
- العملية في قلب القصبة في نابلس كانت ناجحة وأنيقة. وجرت على مستوى منظومة كاملة عملت معاً. ولم تقُم فرقة يمام [فرقة محاربة "الإرهاب"] وحدها بالمهمة. بالنسبة إلى قيادة المنطقة الوسطى، حققت القوات جميع الأهداف التي وُضعت لها، ووجهت ضربة كبيرة إلى الشخصيات البارزة في "عرين الأسود"، وأضعفت القدرة العملانية لهذا التنظيم الصغير، قبل أن يصبح أكثر أهمية.
- العملية نفسها هي استمرار لسلسلة العمليات التي جرت في الأسبوعين الأخيرين. الهدف الأساسي لقيادة المنطقة الوسطى، ليس فقط ضرب الهرمية والقيادة في تنظيم "عرين الأسود" وضرب قدرته العملانية، بل أيضاً تعميق الشعور بالردع وتقويض ثقة عناصر التنظيم بأنفسهم، وجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا محصّنين حتى في القصبة في نابلس، وأن التنظيم مخترق جداً أمام تفوّق استخبارات الشاباك والجيش.
- ... عملية القصبة في نابلس، مع كل التعقيدات واحتمالات التصعيد التي تنطوي عليها، ليست حرباً في لبنان، ولا حرباً في غزة، وبالتأكيد ليست معركة في مواجهة إيران. المقصود قتال في مواجهة حرب عصابات محلية. الوسائل التكنولوجية تسمح اليوم لقيادة الجيش بمراقبة ما يحدث عن كثب على الأرض، لكن المسافة من هنا إلى نقطة الاشتعال لا تزال بعيدة.
- أغلبية المجتمع، سواء كان يهودياً او عربياً، يتحفّظ عن إيتمار بن غفير لدرجة الاشمئزاز. بين المتحفّظين فئات واسعة من الصهيونية الدينية، ومن ضمنهم أعضاء حزبه-ورئيس الحزب-الذي من خلاله يخوض الانتخابات للكنيست. كُثر يتخوفون من إمكانية تسلُّمه وزارة الأمن الداخلي. حينها سيكون نشوء معسكرات لتجميع المعارضين للنظام، وطرد المواطنين العرب –وبالتأكيد طالبي اللجوء-أمراً عادياً.
- يفسّر الباحثون والمحللون الأسباب الكامنة وراء "ظاهرة بن غفير". النظرية "الأكاديمية" تقول: إن المجتمع اليهودي في إسرائيل، كما في العالم الغربي، يمر بعملية تطرُّف قومي. أحد الأسباب المركزية للتطرف: التديُّن. الدين اليهودي المعرّف كـ "دين الشعب"، يستحضر معه، بالضرورة، ظواهر التطرف العرقي. بما معناه: قومية-فاشية. حركة الاستيطان، أساس كل الشر، بحسب نظرية المتعلمين، سرّعت هذه القومية حتى وصلت، كما يؤكد الانجراف خلف بن غفير، إلى "نقطة اللقاء مع الفاشية".
- لا أحد منهم-حتى أصحاب الأخلاق من السياسيين والمحللين الذين ينضمون إليهم-يواجه ادعاءات بن غفير "القُطرية". هم ينكرون هذه الادعاءات، ويسخرون منها. والأسوأ: يتهمونه ويتهمون مَن يسير خلفه بخلق الظواهر التي بسببها يحصل على التأييد-وسيستمر في حصد التأييد-حتى تصحيح الخلل الذي لم يعد الكثير من السكان يتحملونه أكثر من ذلك.
- في رأيي، فقدان سيادة القانون في النقب والجليل والضفة هو العامل المركزي لانتقال الأصوات من نتنياهو إلى بن غفير (أهمل نتنياهو هذا المجال المهم خلال وجوده في رئاسة الحكومة). حتى اليساريين، كالمزارعين مثلاً الذين تتم سرقة محاصيلهم ومواشيهم ولحومهم، وتُحرَق مصانعهم، يصرّحون بأنهم سيصوتون لبن غفير. وينضم إليهم سكان بلدات مدينية، كسكان بلدات الطبقة الوسطى في الجليل والنقب، الذين تُسرَق منازلهم بشكل دوري. هم أيضاً يعانون جرّاء المضايقات في الشوارع، وسرقة سياراتهم.
- وينضم إليهم كثيرون من هؤلاء الذين عانوا خلال "الشغب" في 2021. المواطنون الذين لحق الأذى بأجسادهم ونفسياتهم، وحُرِقت بيوتهم أو الكنيس الخاص بهم، لن يصوتوا كما يبدو لـ "الليكود". "الشغب" حدث في أيام نتنياهو كرئيس حكومة وأمير أوحانا كوزير أمن داخلي. وحتى هؤلاء الذين حوصروا في بلدات الطبقة الوسطى في الجليل والنقب عاشوا صدمة مزلزلة. وعلى الرغم من أنهم، في أغلبيتهم، ينتمون إلى معسكر الوسط-اليسار فإن عدداً ليس بالقليل منهم يصرّح بأنه سيصوت لبن غفير. كذلك الأمر بالنسبة إلى الجنود والضباط الذين يتدربون في "تساليم"، ويشهدون وقف التدريبات التي تكلف الملايين بسبب دخول آليات الدفع الرباعي الخاصة بالبدو إلى داخل منطقة التدريب. هذه المسخرة، وكذلك سرقة أكبر ذخيرة من مطار بئر السبع "تيمان"-وسرقات أُخرى من هذا النوع-لها ثمن انتخابي.
- هناك مَن يعتقد أن بن غفير سيحصل على مقعدين-ثلاثة من "الليكود"، وعلى العدد ذاته من أحزاب الوسط-اليسار. ولمنع استمرار تحوُّل الأصوات، يتم وسمه بالـ "عنصرية" وطبعاً "الفاشية". هذه الأسباب، بحسب الاستطلاعات لا تؤثر في المقاعد الأربعة وحتى الستة "الشخصية" الخاصة به. فقط المعالجة الجذرية-مع نتائج ملموسة-لمشكلات عدم تطبيق سيادة القانون ومشكلات كثيرة أُخرى يعبّر من خلالها بن غفير عن أزمة حقيقية للكثيرين، هي التي ستوقفه. وهذا سيكون مكافأته.