مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قُتل فلسطينيان بنيران القوات الإسرائيلية صباح أمس (الخميس) في مدينة نابلس، بتهمة قتل 3 مستوطِنات إسرائيليات في هجوم إطلاق نار وقع في غور الأردن الشهر الماضي، كما قُتل فلسطيني ثالث.
وقال بيان مشترك صادر عن جهاز الأمن العام ["الشاباك"] والشرطة والجيش الإسرائيلي إن قوات إسرائيلية أمنية دخلت البلدة القديمة في نابلس بهدف اعتقال حسن قطناني ومعاذ المصري، وهما ناشطان في حركة "حماس" مشتبه بهما بأنهما نفّذا هجوم إطلاق النار المذكور. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية أفراد أمن إسرائيليين وهم متخفون كمجموعة من النساء والرجال الفلسطينيين ويسيرون في شوارع المدينة.
ووفقًا للبيان الإسرائيلي، طوّق عناصر من وحدة مكافحة الإرهاب في حرس الحدود ["اليمام"] المنزل الذي يُعتقد أن الفلسطينيَين اختبآ فيه، وأطلقوا صاروخاً في اتجاهه لإجبارهما على الخروج. وذكرت بعض التقارير أيضاً أن طائرة مسيرة صغيرة حلّقت فوق المنزل. ووقعت اشتباكات مسلحة في محيط المنزل، قُتل فيها الفلسطينيان، بالإضافة إلى فلسطيني ثالث يُدعى إبراهيم جبر، كان قد ساعدهما على الاختباء.
وأضاف البيان أن القوات الإسرائيلية صادرت 3 بنادق هجومية من داخل المنزل.
وأشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بقوات الأمن الإسرائيلية على تصفية الحساب مع القاتلَين.
وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية: "إن رسالتنا إلى أولئك الذين يؤذوننا والذين يحاولون إيذاءنا هي أن الأمر يمكن أن يستغرق يوماً أو أسبوعاً أو شهراً، لكن تأكدوا أننا سنصفي الحساب معكم. لا يهم أين تحاولون الاختباء، ففي أي حال سنجدكم. إن من يؤذينا يخسر حياته."
كما أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالعملية في نابلس.
وكتب غالانت في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "إنني أثني على قواتنا الأمنية لقضائها على الخليّة الإرهابية التي نفّذت الهجوم الشنيع في غور الأردن، والذي أودى بحياة 3 مستوطِنات. وكما وعدتُ رَبَّ أسرة القتيلات، فإن الذراع الطويلة للمؤسسة الأمنية ستصل إلى أي إرهابي."
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن جندياً إسرائيلياً أُصيب بجروح طفيفة في هجوم طعن نفّذته شابة فلسطينية في بلدة حوّارة القريبة من نابلس في الضفة الغربية أمس (الخميس).
وأضاف البيان أن الجندي تلقّى العلاج الفوري وتم نقله إلى المستشفى.
وأشار البيان إلى أن الجندي المصاب نجح في دفع منفّذة الهجوم الفلسطينية بعيداً، وذلك قبل أن يقوم هو وجندي آخر بإطلاق النار عليها.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه تم نقل الشابة، وهي في حالة حرجة، إلى مستشفى "رفيديا" في مدينة نابلس، حيث أُعلنت وفاتها في وقت لاحق. وأفادت الوزارة أن القتيلة هي إيمان زياد أحمد عودة (26 عاماً).
تجدر الإشارة إلى أن حوّارة تُعتبر بؤرة توتر في الضفة الغربية؛ فهي البلدة الفلسطينية الوحيدة التي يمرُّ المستوطنون الإسرائيليون بها بانتظام للوصول إلى المستوطنات. وهناك خطط لبناء طريق التفافي للمستوطنين لتجنب الاضطرار إلى المرور بهذه البلدة، لكن أعمال البناء لم تبدأ بعد.
وشهدت البلدة في الأشهر الأخيرة عدة هجمات إطلاق نار ضد مستوطنين وجنود إسرائيليين، بينها هجوم أسفر عن مقتل شقيقَين في شباط/فبراير الماضي. وجاءت عملية أمس بعد ساعات من قيام القوات الأمنية الإسرائيلية بقتل 3 فلسطينيين في مدينة نابلس القريبة.
وتصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير؛ إذ ينفّذ الجيش الإسرائيلي عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية. وتسببت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية بمقتل 19 مستوطناً منذ بداية العام، وإصابة العديدين بجروح خطِرة. وقُتل ما لا يقل عن 99 فلسطينياً منذ بداية العام، معظمهم في أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع قوات الأمن.
أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجرته صحيفة "معاريف" أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن، فستحصل قوائم معسكر الأحزاب المؤيدة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 53 مقعداً، بينما ستحصل قوائم معسكر الأحزاب المناوئة له على 58 مقعداً، وقائمة التحالف بين حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] وتعل [الحركة العربية للتغيير] على 5 مقاعد، وقائمة راعام [القائمة العربية الموحدة] على 4 مقاعد، ولن تتمكن قائمة بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
ووفقاً للاستطلاع، فإن قوة قائمة حزب الليكود ستتراجع وتحصل على 25 مقعداً، وستحصل قائمة تحالف "المعسكر الرسمي" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس على 31 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 17 مقعداً.
وبيّن الاستطلاع أن قائمة حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة الوزير بتسلئيل سموتريتش ستحصل على 5 مقاعد، وقائمة "عوتسما يهوديت ["قوة يهودية"]" برئاسة الوزير إيتمار بن غفير على 5 مقاعد، وقائمة حزب شاس لليهود الحريديم [المتشددين دينياً] الشرقيين على 10 مقاعد، في حين ستحصل قائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 8 مقاعد، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 6 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 4 مقاعد، بينما قائمة حزب العمل برئاسة عضو الكنيست ميراف ميخائيلي لن تتمكن من تجاوز نسبة الحسم.
وقال 41% من الذين شملهم الاستطلاع إن رئيس تحالف "المعسكر الرسمي" بني غانتس هو الأنسب لتولّي منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينما قال 33% منهم إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو الأنسب.
وشمل الاستطلاع عيّنة مؤلفة من 517 شخصاً يمثّلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.3%.
نظّم المحتجون على الخطة الحكومية للإصلاح القضائي-التي يعتبرون أنها ترمي إلى إضعاف الجهاز القضائي-عدة نشاطات عصيان مدني في إطار "يوم المساواة" الذي أُقيم أمس (الخميس)، وشملت هذه النشاطات شتى أنحاء إسرائيل، بما في ذلك تظاهرات أمام منازل وزراء بارزين في الحكومة ومكاتب مؤسسات دينية حكومية.
وتم استخدام عدة وسائل لإثارة الحجج المتعددة ضد الخطة الحكومية؛ فقد تضمّنت الاحتجاجات تصوير وزراء الحكومة بأنهم أطفال، ووضع دمى ملطّخة بالدماء تمثِّل قتلى إسرائيليين، وقيام متظاهرات بارتداء زي الجواري للتشديد على قضية انتهاك حقوق المرأة، وإجراء طقوس زواج مدني خارج حاخامية تل أبيب.
وتم إغلاق طُرُق رئيسية أمام حركة المرور، بما في ذلك طريق أيالون السريع في تل أبيب، بالإضافة إلى تقاطعات طرق رئيسية في مختلف الأنحاء الأُخرى في إسرائيل.
وفي مستوطنة كريات أربع، بالقرب من الخليل، تم وضع دمى تمثّل جثثاً خارج منزل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إذ اتّهم المتظاهرون الوزير بالفشل في محاربة موجة جرائم القتل في الوسط العربي. وخاطب أحد قادة مجموعة "إخوة في السلاح"، التي تمثّل جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي يعارضون خطة الإصلاح القضائي، بن غفير قائلاً: "أنت تمثّل كل ما هو خطأ في الحكومة الحالية، أنت صِفْر في السلطة، وصِفْر في المسؤولية، وصِفْر في القدرة." وأضاف: "نحن، جيش الشعب، لن نتوقف حتى نضمن دولة يهودية وديمقراطية قائمة على المساواة، والمشاركة بالتساوي في خدمة الدولة بأكملها في دفع الضرائب وفي الأمن. الأمر لا يتعلق باليسار واليمين، بل بالصواب والخطأ."
وأُقيمت مراسم صلاة صباحية أمام منزل وزير المال والوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش في مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية، وأغلق المحتجون مخرج منزله.
وفي بني براك [وسط إسرائيل]، تظاهر عشرات المحتجين من حركة "أخوة في السلاح" خارج منزل الحاخام غرشون إدلشتاين البالغ من العمر 100 عام، وهو شخصية حاخامية بارزة في مجتمع اليهود الحريديم [المتشددين دينياً]. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "من دون التجنيد، لا توجد مصالحة"، في إشارة إلى مَطَالِبَ بإنهاء الإعفاءات الشاملة الممنوحة لطلبة المعاهد الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية. وكُتب على لافتة أُخرى، "ينبغي أن يكون هناك تقسيم للعبء، إمّا من خلال الخدمة العسكرية، وإمّا من خلال الخدمة المدنية." وتنص الاتفاقات الائتلافية التي وقّعها حزب الليكود مع حزبَي يهدوت هتوراه وشاس لليهود الحريديم على تمرير تشريع يضفي طابعاً رسمياً على إعفاء شامل للشبان الحريديم، طلبة المعاهد الدينية، من الخدمة العسكرية قبل إقرار ميزانية الدولة، والتي يجب الموافقة عليها بحلول 29 أيار/مايو الحالي، إلاّ إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يسعى لتأجيل تمرير التشريع الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، وهو ما أثار غضب يهدوت هتوراه بصورة خاصة.
وفي تل أبيب، نظّمت حركة "احتجاج النساء"، مع ناشطات ارتدَين زي جَوارٍ، مسيرة انطلقت من حاخامية تل أبيب إلى محكمة الصلح في تل أبيب. كما سار طلبة وأساتذة من جامعة تل أبيب إلى مركز مدينة تل أبيب، وحملوا لافتات تصوّر الوزراء على هيئة أطفال احتجاجاً على ما وصفوها بأنها "حكومة روضة الأطفال"، في إشارة إلى المشاحنات العديدة التي يشهدها الائتلاف الحكومي في الوقت الحاضر. وقالت مجموعة "الاحتجاج الطلابي" في بيان صادر عنها إن الوزراء فقدوا السيطرة على البلد، وبينما هم يتشاجرون كالأطفال، الأسعار ترتفع وأمن إسرائيل يتراجع. وبدلاً من التعامل مع القضايا التي تواجه مواطني إسرائيل، يواصل الوزراء غير المسؤولين محاولتهم تنفيذ الانقلاب القضائي.
وقال مسؤولون في حركة الاحتجاج إن الحركة حريصة على منع تهدئة حماسة الاحتجاجات خوفاً من أن يستأنف الائتلاف الحكومي التشريعات في أي وقت.
ضمن إطار عملية شاملة وواسعة لم نشهد مثلها منذ سنوات على الحدود اللبنانية، قامت هذا الأسبوع قوات مؤلفة من 3 كتائب من الاحتياط ومن اللواء 769 بتنفيذ عمليات شملت 3 جيوب وراء السياج الحدودي. ولقد خرقت القوات السياج الحدودي بالقرب من مستوطنة مسغاف عام والمطلة ونهر الحاصباني، وقامت بعمليات تمشيط ومسح للمنطقة وتحسين للجهوزية العملانية، وذلك لمواجهة حرب في منطقة تقع تحت السيادة الإسرائيلية، لكنها، لاعتبارات طوبوغرافية، ظلت وراء السياج.
وقبل دقائق من أن تصبح الساعة الخامسة صباحاً، ومع خيوط الشمس الأولى التي أضاءت خط السياج، التقينا المقدم في الاحتياط دورون مناحيم قائد الكتيبة 7106، وحوله قادة الفِرَق والسرايا. بالنسبة إلى كثير من هؤلاء الضباط، هذه هي المرة الأولى التي يدخلون فيها الجيب الذي يمر على سفحه النهر الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان. انتظرنا بضع دقائق حتى سمعنا في جهاز الاتصال أصوات قادة الكتائب عند مداخل الجيوب الإسرائيلية في نقطتين أُخريين وهم يقولون إنهم جاهزون لاجتياز السياج، حينئذ قام جنديان بقص السياج بمهارة، وعبرت القوة خلاله. وهذه العمليات تحظى بحماية كبيرة من قوات المدفعية والقوات المدرعة التي تمركزت في وقت مبكّر في أماكن مشرفة.
هناك علاقة بين هذه العمليات والزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني إلى الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بعد اجتماعه مع زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت. كما أن يوم الأربعاء الذي جرت فيه هذه العمليات الأمنية هو اليوم الذي زار فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سورية والتقى الرئيس بشار الأسد، في زيارة هي الأولى من نوعها يقوم بها رئيس إيراني إلى سورية منذ 12 عاماً.
شارك في عمليات كتائب الاحتياط قائد فرقة حيرام في لواء 769 العقيد سيفان بلوخ الذي قدّم خريطة بالتهديدات المستجدة. خلال الأسابيع السبعة الأخيرة، ومنذ تسلل "مخرب" من لبنان وتنفيذه الهجوم عند تقاطع مجيدو، وإطلاق قرابة 40 صاروخاً من جنوب لبنان على مستوطنات الجليل والجولان خلال عيد الفصح، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]، تعمل إسرائيل كأن الجيش الإسرائيلي يقف على حافة الحرب، ولقد تمركزت قوات كبيرة في المنطقة.
بعد نحو ساعة من السير في الجيب الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات، بدأنا نرى مراكز المراقبة التابعة لحزب الله في الجانب اللبناني. وأشار العقيد بلوخ أمام مقاتليه من الاحتياط إلى المواقع والمراكز التي أقامها حزب الله في الأشهر الأخيرة على طول الحدود، والتي يبلغ عددها 30 موقعاً تقريباً. ومما قاله: "هذه المنطقة تتغير يومياً، فعلى سبيل المثال، هذا مبنى جديد أُقيم هنا في الأسابيع الأخيرة، ونوافذه موجّهة نحو إسرائيل. من الصعب تفسير وجوده في هذا المكان غير أنه موضوع في خدمة حزب الله."
يعتبر الجيش الإسرائيلي هذه العملية التي تجنّدت فيها ثلاث كتائب من الاحتياط رسالة موجّهة إلى حزب الله فحواها: " لسنا خائفين من الحرب، ونحن مستعدون لها. وعندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أمن الدولة، يصبح الخلاف الداخلي غير ذي دلالة. وإذا فتح الجانب الآخر النار عليها، فسيخسر."
- تحولت سورية، التي تعيش حالة حرب منذ 12 عاماً، والتي دُمِّر أكثر من نصف بنيتها التحتية المدنية، ويعيش نحو 90% من سكانها تحت خط الفقر، في العام الأخير إلى محجة لزعماء الشرق الأوسط. فمنذ أواخر سنة 2021 تمكن بشار الأسد من التحول من رئيس منبوذ إقليمياً إلى زعيم شرعي نجح في تعزيز علاقاته مع دولة الإمارات، والبحرين، وسلطنة عُمان، والجزائر، ومصر، حتى إنه استأنف علاقاته مع الأردن وتونس، ومؤخراً مع السعودية، التي أيدت طوال سنوات الحرب الأهلية المتمردين الذين قاتلوا الأسد، وكانت حتى الفترة الأخيرة من أكثر الدول معارضة للاعتراف بنظام بشار.
- وشكل الزلزال الذي أصاب سورية هذه السنة دافعاً إضافياً لإعادة ترسيخ العلاقات المنهارة مع دول المنطقة، التي أرسلت كثيراً من المساعدات الإنسانية، وساهمت أيضاً في تجميد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على النظام (قانون قيصر)، بصورة موقتة، إفساحاً في المجال لوصول المساعدات إلى سورية.
- خلال الأسبوع الماضي جرى لقاء رباعي في موسكو جمع وزراء دفاع سورية وروسيا وإيران وتركيا، في إطار الاتصالات المستمرة من أجل التوصل إلى تسوية سورية-تركية. وحتى الأكراد الذين أعلنوا حكمهم الذاتي منذ أكثر من 20 عاماً على الأراضي السورية، أبدوا مؤخراً استعدادهم للاجتماع مع الحكومة السورية والتحاور معها من أجل بلورة حل للأزمة السورية.
- مسار عودة الأسد الكاملة إلى الشرق الأوسط مرتبط بالقرار الذي سيتخذ في هذه الأيام بشأن عودة سورية إلى الجامعة العربية، التي أُبعدت عنها في بداية الحرب [الأهلية في سورية]. وبينما تؤيد السعودية هذه العودة، لا تزال تعارضها كل من الكويت وقطر والمغرب، وإلى حد ما مصر.
- تجري الاتصالات التي تحدثنا عنها على خلفية صفقة عربية بقيادة أردنية تهدف إلى إعادة الشرعية إلى الرئيس الأسد، ورسم الطريق لإنهاء النزاع في سورية. وبحسب الخطة تعترف الدول العربية بشرعية الأسد، وتضخ مليارات الدولارات من أجل إعادة بناء الدولة، وتمارس الضغط على المجتمع الدولي لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، والتي تمنع إمكان استثمار أموال في إعادة إعمار الدولة. في المقابل يتعهد الأسد بالعودة الآمنة لملايين اللاجئين إلى سورية، وكبح تجارة المخدرات التي تغرق الشرق الأوسط بحبوب الكبتاغون، ولجم الوجود الإيراني وتقليصه في الأراضي السورية، وبدء حوار مع عناصر المعارضة في الطريق إلى تسوية سياسية.
- لكن الأسد لا يتغير، وهو ليس مستعداً لتقديم تنازلات، ولا للوفاء بالالتزامات المطروحة في هذه الفترة، ذلك بأنه يريد الاستفادة من حصوله على الشرعية من دون أي ثمن لذلك. ولا ينوي التخلي عن الحلف الاستراتيجي القوي القائم بينه وبين إيران، وبالتأكيد ليس لقاء أموال لإعادة البناء، وإعلان النيات هذا سمعناه خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدمشق. كما أن الأسد ليس مستعداً للتنازل عن مليارات الدولارات التي تتدفق من مداخيل تجارة المخدرات.
"المعركة بين الحروب" تجري إلى جانب الازدهار الدبلوماسي
- يبدو مؤخراً أن سورية تتحرك في عالمين متوازيين؛ إلى جانب النهضة الدبلوماسية التي شهدتها علاقاتها الخارجية، تتواصل بقوة في الساحة الداخلية المواجهات العسكرية، وأيضاَ النشاطات العسكرية لإيران وأذرعتها في سورية. في موازاة ذلك يبرز أيضاً تسارع في المعركة العسكرية التي تخوضها إسرائيل ضد جهود حزب الله الهادفة إلى زيادة قوته وترسيخ تمركزه في سورية (والتي يطلق عليها اسم المعركة بين الحروب).
- خلال الشهر الأخير نفذت إسرائيل ما لايقل عن 9 هجمات في سورية، وفي مطلع نيسان/أبريل قُتل ضابطان من الحرس الثوري الإيراني كانا يعملان كمستشارين عسكريين في سورية، في هجوم على منطقة دمشق منسوب إلى إسرائيل. بعدها جرى الحديث عن هجوم آخر أصاب عدداً من المطارات العسكرية التي يتمركز فيها جنود إيرانيون وعناصر من حزب الله والميليشيات الموالية لإيران. بعد ساعات على الهجوم تسللت مسيّرة مجهولة من سورية إلى الأراضي الإسرائيلية، في خطوة يمكن تفسيرها بأنها رد من "محور المقاومة" على الهجمات الإسرائيلية المتراكمة. وجرى الحديث عن هجمات أُخرى منسوبة إلى إسرائيل رداً على قصف نفذته جهات فلسطينية من سورية في اتجاه هضبة الجولان، في إطار التصعيد الأمني الأخير في مواجهة "حماس"، وعلى خلفية الحوادث في حرم المسجد الأقصى. كذلك وقع هجوم آخر في منطقة حمص وسط سورية، استهدف مستودع أسلحة تابعاً لحزب الله، وعدداً من ناقلات الوقود والشاحنات. أمّا الهجوم الأخير فوقع فجر يوم الثلاثاء، واستهدف المطار الدولي في حلب ومجمع الصناعة العسكرية السورية الذي توجد فيه ميليشيات موالية لإيران في منطقة الصفيرة.
- بعد عشر سنوات كانت فيها سورية ساحة صدام إقليمي ودولي، من المحتمل أن تؤدي التطورات الأخيرة على الساحة السورية، وكذلك الهجمة الدبلوماسية الخاطفة في الشرق الأوسط، إلى تغيير قواعد اللعبة المعروفة التأثير في حرية التحرك الإسرائيلي في الأجواء السورية. في السنوات الثلاث الأخيرة، سُجل 30 هجوماً سنوياً على الأراضي سورية، نُسبت جميعها إلى إسرائيل.
- حتى الآن تمكن الرئيس السوري، وأيضاً شركاؤه الإيرانيون، من استيعاب الضرر الذي سببته هجماتنا واحتوائه. لكن تراكم الأحداث الأخيرة، وبينها الهجوم في تقاطع مجيدو (الافتراض السائد أنه جرى بمبادرة من إيران وحزب الله رداً على العمليات ضد إيران في سورية وخارجها المنسوبة إلى إسرائيل)، وإطلاق المسيّرة من سورية، وتطرق حسن نصر الله في خطابه الأخير إلى أن إسرائيل تخطئ إذا اعتقدت أنه لن يكون هناك رد على هجماتها في سورية، وتصريحات مشابهة صدرت عن مسؤولين سوريين كبار، كل هذا يدل على أن الكيل طفح حيال "المعركة بين الحروب في سورية"، وأن محور الممانعة ضاق ذرعاً من احتوائها. علاوة على ذلك، فإن عودة الأسد إلى الحضن العربي، وترسيخ مكانته كزعيم شرعي، من شأنهما أن يزيدا الضغط على إسرائيل للامتناع من مهاجمة أرصدة النظام، وتقويض السيادة والاستقرار في سورية، وكلها أمور قد تدفع الأسد، الذي ازدادت ثقته بنفسه، إلى الرد.
- بدأت المحادثات لتحسين العلاقات بين دول مركزية في الشرق الأوسط منذ عدّة أعوام، ومؤخراً، بدأت هذه المحادثات تنضج لمستوى تفاهمات انعكست في البيانات بشأن تجديد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران أساساً، وبالتدريج مع سورية أيضاً، وبين سورية وتونس، وبين قطر والدول التي تجاورها، بالإضافة إلى تقارب محسوب بين دول الخليج ومصر. والآن، يتم بحث عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، وذلك بعد الحرب الأهلية الدامية التي استمرت أكثر من عشرة أعوام. كما تم تسجيل تقدّم في المحادثات بين السعودية والحوثيين، الهدف منها وقف الحرب في اليمن.
- تُريد دول الإقليم وضع الخلافات في مختلف المناطق جانباً، واستخدام الحوار الآن كأداة لتحقيق أهدافهم القومية. تهدف العملية كما يبدو، إلى تقليل العدائية وتخفيف التوتّر، وذلك عبر تفضيل استعمال الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية على النزاعات والصراعات المسلّحة. ومن المهم التشديد على أن مسار المصالحة الإقليمي هذا ليس حالة صلح يعتمد على أساس أيديولوجي عميق أو ديني، بين الشيعة والسُنّة على سبيل المثال، إنما المقصود هو نوع من انفراج، أو خفض التوتّر الإقليمي[détente] نابع من مصالح باردة وحسابات الـ"ربح – خسارة"، والرغبة العميقة أساساً لدى الدول في تحسين مكانتها الاستراتيجية. وفي مركز هذه المسارات الدراماتيكية، تقف قضية تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية داخل العالم العربي-السُنّي، وبين الدول العربية وغير العربية المركزية في المنطقة (كتركيا وإيران).
ما هي عوامل الانفراج الإقليمي؟
- تراجُع تأثير أميركا في المنطقة: إن تقليل الإصغاء الأميركي لمشكلات الحلفاء التقليديين الأمنية يدفع الدول المركزية بينهم إلى محاولة تحسين أوضاعهم ذاتياً. فالتحسّن في العلاقات بين دول الخليج وإيران، على سبيل المثال، هو جزء من عملية إدارة محسوبة للمخاطر لدى الدول الخليجية، وكذلك سماحهم للصين وروسيا بدخول المنطقة واللتان تطالبان بزيادة تأثيرهما على حساب الولايات المتحدة: فالصين هي عراب الاتفاق لتجديد العلاقات بين السعودية وإيران، وروسيا هي التي تتوسّط بين السعودية وسورية.
- التركيز على القضايا الداخلية: لدى الدول العربية مصلحة في تخفيف حدّة الصراعات الخارجية، من أجل التركيز على معالجة القضايا الداخلية المشتعلة. فالرغبة وسط الدول الفقيرة هي ترميم الوضع الاقتصادي، أمّا وسط الدول الغنية المنتجة للنفط، فيبدو أنها الدفع بمشاريع مهمة من أجل استقرارهم وازدهارهم على المدى البعيد.
- تعزيز مكانة إيران وتمركزها في المنطقة كدولة على "عتبة النووي": إن التهديد الإيراني يدفع دول الجوار إلى التقرّب منها بصورة محدودة، وذلك استناداً إلى مقولة "حافظ على أعدائك بالقرب منك"، وانطلاقاً من مبدأ الاعتراف بقوّتها الفائضة وقدرتها على بث الردع الخاص بها، وأيضاً من التفكير بأن محاولة وقفها بالأساليب الدبلوماسية قد استُنفدت، لذلك تريد هذه الدول الامتناع من تصعيد التوتّر معها. بعضهم-كدول الخليج أساساً-يتخوّفون من صدام ممكن بين إسرائيل وإيران، ويأملون عبر تحسين العلاقات مع إيران ابعاد أنفسهم بقدر الإمكان من مواجهة إقليمية عسكرية يمكن أن تلحق الضرر بهم.
- الوضع الداخلي الإسرائيلي: يعكس المسار الداخلي الذي يحدث في إسرائيل-بكلّ ما يتضمّنه من عدم استقرار’ اجتماعي–سياسي‘-حالة ضعف في عيون الأعداء وأصدقاء إسرائيل في المنطقة أيضاً، وهو تطوّر يجعلها أقل جاذبية للتعاون. ويُفسَّر التوتّر بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية على أنه رسالة ضعف. هذه النظرة إلى إسرائيل في الوقت الحالي، التي تُضاف إليها سياسات الحكومة بشأن القضية الفلسطينية، تؤدي إلى برود معيّن في مسار التطبيع، وتفرض صعوبات على إسرائيل في محاولاتها ضم دول عربية إضافية (وإسلامية) إليه.
- يساهم خفض التوتّر في المنطقة ونهاية النزاعات الدامية في الاستقرار الإقليمي، لذلك، فهو بحد ذاته يتماشى مع المصلحة الإسرائيلية أيضاً؛ فالتحسّن في الوضع الأمني للسعودية وتعزيز قوّتها على سبيل المثال هو مصلحة إسرائيلية، فالدولتان لديهما رؤية متشابهة إزاء التحديات الاستراتيجية في المنطقة، حتى إنهما تتعاونان بصمت لسنوات طويلة. كما أن تجديد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران لا يوقف بالضرورة التطبيع الزاحف مع إسرائيل. وفي تقدير مسؤولين في الإمارات، على سبيل المثال، أن الدبلوماسية الخليجية إزاء إيران لا تعرّض التطبيع للخطر. ومن الممكن التقدير أن السعودية ستستطيع الاستمرار في المحادثات بشأن التطبيع مع إسرائيل والولايات المتحدة، بعد تقليل التوتّر مع إيران وفي اليمن. هذا بالإضافة إلى أن التقارب في العلاقات بين إيران ودول الجوار هو تطوّر إيجابي إيراني على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي، لكنه لا يمنحها بالضرورة حرّية عمل أمني-عسكري أفضل، إنما على العكس؛ يبدو أن مسار التفاهمات يمكن أن يحدّ من خطوات إيران في المنطقة، كتفعيل أذرعها لإلحاق الضرر بدول الجوار على سبيل المثال، وذلك لأن التزامها الآن سيتركّز على حفظ العلاقات الجيّدة معهم.
- وهُنا، من المهم الإشارة إلى أن هُناك مسارات أُخرى تجري في الإقليم، بينها تراجع التأثير الأميركي، ومن الواضح أيضاً أن هناك أبعاداً إضافية للتقارب بين الدول العربية وإيران لا تتماشى مع المصلحة الإسرائيلية؛ فبسبب التقارب بين الدول العربية وإيران، سيكون من الصعب على إسرائيل أن تستغل الرواية القائلة إنه لا يوجد تعاون ومصالح مشتركة بينها وبين "المعسكر" العربي المعتدل فقط، بل أيضاً هناك اتفاق بشأن طرق العمل المشتركة ضد إيران. هذا بالإضافة إلى أن الواقع الجديد، الذي يتم في إطاره ترتيب العلاقات مع إيران على الرغم من أنها لم تتنازل عن "حقها الطبيعي" في السيطرة الكاملة على دائرة وقود نووي، وقبولها كدولة "شبه نووية"-تعيش على بُعد قرار من القنبلة-هو غير مسبوق وخطِر. من المعقول أن تطلب السعودية من الولايات المتحدة اعترافاً بحقها أيضاً في الحصول على قدرات نووية كشرط للتطبيع مع إسرائيل.
- ويمكن أن يؤدّي واقع أمني مستقر في المنطقة تحت مظلّة ردع نووي إيراني إلى الطلب من إسرائيل أن تقبل هذا الواقع الجديد، وألاّ تحاول تغييره: إيران لا تحصل على سلاح نووي، وإسرائيل لا تعمل ضدها. وكلّما كان تحسين العلاقات مع إيران قائماً على هذا الأساس، فإنه سيزداد الضغط على إسرائيل للتراجع عن التهديد بضرب إيران، وستتّسع الفجوة بين مواقف إسرائيل ودول الخليج. دول كثيرة، وعلى رأسها السعودية، يمكنها أن تغض النظر ما لم تتخط إيران العتبة، وما لم تمضِ قُدُماً في المسار النووي العسكري ذاته.
- يمكن أن يؤدّي التقارب "التكتيكي" بين الدول الخليجية وإيران إلى ضغوط من طرفها (إيران) على الدول الخليجية لمنعهم من التقرّب من إسرائيل. لقد عبّرت إيران علناً عن مُعارضتها لـ"اتفاقات أبراهام"، وتُحاول بث الخلافات بين دول الجوار العربية وإسرائيل. من جهتها تُدرك دول الخليج المخاطر، وتحاول المحافظة على علاقات جيّدة مع جميع الأطراف من أجل الحصول على الحد الأقصى من مصالحها وحفظ جميع الإمكانات مفتوحة. صحيح أنه من الممكن أن يلحق بعض الضرر بالبُعد العلني للعلاقات الإسرائيلية، إذ يمكن أن يكون لإيران منذ الآن أدوات ضغط سياسي أكبر على الدول، كما أن التفاهمات في اليمن يمكن أن تجعل الرياض تشعر بأمان أكثر، ولذلك ستكون حاجتها إلى إسرائيل أقل. وعلى الرغم من ذلك، فمن غير المتوقّع أن يلحق الضرر بالعلاقات الأمنية الصامتة مع إسرائيل، إذ لا تزال إيران التهديد المركزي على دول الخليج، وإسرائيل تُعد مهمة في هذا السياق أيضاً.
خلاصة
- ينبع مسار خفض التوتّر بين الدول السُنّيّة في المنطقة وإيران وتركيا أساساً من تفضيل المصلحة السياسية-الإقليمية على المصلحة العالمية والمصلحة الغربية. إن سياسة الولايات المتحدة تسمح بتدخّل متصاعد للصين، وكلّما ازداد هذا التدخّل، فإن منظومة العلاقات العالمية الصينية (استناداً إلى مبادرة الحزام الطريق ومُبادرة الاستقرار العالمي) ستربط بين اللاعبين الإقليميين.
- كان من الممكن لإسرائيل التي ارتبطت بـ"المعسكر" السُنّي المعتدل أن تجد ذاتها جزءاً من معسكر إقليمي جديد، إلاّ إن هذا الافتراض تزعزع الآن. يبدو أن العالم العربي يقبل، على الرغم منه، بترتيبات إقليمية جديدة، مركزُها التعايش مع إيران كدولة على عتبة النووي، وذلك على الرغم من أنه لا يرفض إسرائيل، ومن الواضح أن هذا تحوّل إشكالي بالنسبة إلى إسرائيل.
- لذلك، يتوجب على إسرائيل أن تبقى في الملعب (أن تستمر بتقوية العلاقات مع دول الخليج وأن تلتزم "اتفاقيات أبراهام" وتقوّيها). وكلما استعادت إسرائيل صورة الاستقرار الداخلي، فإنها ستبقى ضرورية أكثر للمنطقة. إن القبول بتسوية متفق عليها في موضوع التغييرات القضائية التي تدفع بها حكومة إسرائيل سيعزّز التماسك الداخلي والحصانة الاجتماعية في الدولة، وهو ما سيخفّف التوتّر بين الحكومة والإدارة الأميركية. وبعد ذلك مباشرة، يجب تجاهل إنجازات إيران الإقليمية والعمل مع الولايات المتحدة لتقوية "اتفاقات السلام" وتوسيعها مع دول الجوار وعلى رأسها السعودية.