يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
24/9/2010
فلسطين
ذكرت مصادر حركة حماس في قطاع غزة أن السلطات المصرية أفرجت عن القيادي في الحركة، محمد دبابش بعد اعتقال دام نحو عشرة أيام. أما المصادر المصرية، فذكرت أنه تم الإفراج عن دبابش بعد الانتهاء من التحقيق معه وثبوت عدم تورطه بأي نشاط يمس الأمن القومي المصري. وقد وصل دبابش اليوم إلى غزة بعد الإفراج عنه من سجن أمن الدولة المصري. وكانت حركة حماس قد كشفت أنها أجرت اتصالات مع جهاز الاستخبارات المصري لمعرفة أسباب اعتقال دبابش من مطار القاهرة بعد عودته من رحلة العمرة. ورحب الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، بالإفراج عن دبابش موضحاً أن الإفراج كان ثمرة اتصالات مكثفة أجرتها قيادة حماس مع المسؤولين المصريين، آملاً أن تمثل عملية الإفراج مدخلاً لتصويب العلاقة بين القاهرة وحماس وإنهاء ملف المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية.
خلال خطبة الجمعة في أحد مساجد مخيم الشاطئ في غزة، تناول رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية موضوع المصالحة الفلسطينية، مؤكداً حرص حكومته على إنجاز هذه المصالحة، موضحاً أن المصالحة يجب أن تستند على تأمين الشراكة الوطنية وتأمين المرجعيات القيادية للشعب الفلسطيني. وأضاف هنية أنه لا يمكن تكرار تجارب الماضي بالنسبة لموضوع المصالحة من دون ترجمة حقيقية على الأرض، لكنه رحب بكل الجهود المحلية والعربية التي تبذل لتحقيق التوافق الوطني. ودعا هنية إلى حركة تضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال تشمل تنظيم الاعتصامات والمسيرات والتحركات الجماعية، مشدّداً على مكانة الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطيني. واعتبر هنية أن تصاعد الاعتداءات في مدينة القدس هو انعكاس لنهج المفاوضات مع إسرائيل، مطالباً العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية بالتدخل لوقف الاعتداءات على مدينة القدس. ورفض هنية خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما الذي دعا فيه لإقامة دولة يهودية، معتبراً أن هذه الدعوة تسقط حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإلغاء حق فلسطينيي الداخل بالعيش، مشيراً إلى أن هذا يشكل تزويراً للتاريخ والأرض التاريخية للفلسطينيين والعرب.
في لقاء جمعه في نيويورك بممثلي الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية، جدّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس موقفه الرافض للمفاوضات مع إسرائيل في حال استئناف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة عند انتهاء مهلة قرار التجميد يوم الأحد القادم. وقال عباس خلال اللقاء أن المفاوضات المباشرة انطلقت من واشنطن، مؤكداً أنه أبلغ إسرائيل والإدارة الأميركية أن المفاوضات لن تستمر إذا لم يتم وقف الاستيطان، مشدداً القول، إذا لم يوقف الاستيطان ستتوقف المفاوضات. وأضاف عباس، أن القرار ينتهي يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري، وفي حال كان الجواب الإسرائيلي غير إيجابي بالنسبة لاستمرار تجميد الاستيطان، فسيوقف الجانب الفلسطيني المفاوضات، معرباً عن أسفه على ضياع هذه الفرصة. يذكر أن الرئيس عباس يشارك حالياً في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
في حديث أمام مؤسسة نيو أميركا في واشنطن، طالب رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، إسرائيل بتقديم تسهيلات للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة كبادرة حسن نية في حال أرادت مواصلة مفاوضات السلام والتوصل إلى اتفاق خلال عام. وأضاف فياض أنه طالب السلطات الإسرائيلية بالموافقة على إنشاء الممر الآمن بين قطاع غزة والضفة الغربية بهدف تسهيل نقل الأشخاص والبضائع وذلك تنفيذاً لاتفاقات سابقة. وأوضح فياض أنه يجري مباحثات مع السلطات الإسرائيلية لتوريد مياه الشرب والكهرباء من إسرائيل إلى قطاع غزة. وأشار فياض إلى أن الفلسطينيين يعترفون بوجود إسرائيل وبحقها في العيش بسلام وأمان، لكنه رفض ما يطلبه نتنياهو من اعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، مؤكداً أن إسرائيل لم تطالب أي دولة أخرى في العالم بذلك.
شهدت مدينة القدس حملة اعتقالات شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مستهدفة قيادات وكوادر حركة فتح في المدينة، وتركزت حملة الاعتقالات في مناطق سلوان ورأس العمود والعيسوية. ومن بين المعتقلين، عضو لجنة قيادة إقليم القدس في الحركة، مأمون العباسي، وأمين سر منطقة سلوان التنظيمية، عدنان غيث. وكانت حملة الاعتقالات قد بدأت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية في عدة أحياء من بلدة سلوان حيث تم اعتقال عدد من الشبان على خلفية المشاركة في المواجهات ضد قوات الاحتلال في البلدة خلال الأيام الأخيرة. وداهمت قوات الاحتلال عدداً من منازل المواطنين في حي جبل الزيتون والطور واعتقلت عدداً كبيراً من الشبان والفتية. إضافة إلى ذلك فرضت قوات الاحتلال إجراءات مشددة في المدينة حيث منعت المقدسيين وفلسطينيي 1948 ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من دخول البلدة القديمة والمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة. ولا زالت بلدة سلوان تحت الحصار العسكري الإسرائيلي المشدد، حيث تغلق قوات الاحتلال المدخل الرئيسي للبلدة الأقرب إلى المسجد الأقصى، كما واصلت حصار بلدة العيسوية واضعة المتاريس على بوابات معظم الأحياء المقدسية القريبة من أسوار القدس القديمة.
إسرائيل
حذرت إسرائيل مراقبي الطاقة النووية في الأمم المتحدة من أن الضغط العربي لاستهداف إسرائيل عن طريق اتخاذ قرار قد يشكل ضربة قاتلة لمستقبل التعاون حول تعزيز الأمن في الشرق الأوسط. وكان الوفد الإسرائيلي قد أصدر بيانه في الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء النقاش حول القرار الذي يدعو إسرائيل إلى الانضمام لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وأوضح المندوب الإسرائيلي إلى اجتماعات الوكالة، أن تبني هذا القرار يشكل ضربة قاتلة لأي أمل حول جهود التعاون المستقبلية نحو أمن إقليمي أفضل في الشرق الأوسط. وقد مارست إسرائيل ضغوطاً على مدى 11 ساعة لإسقاط قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يدعو إسرائيل أيضاً إلى فتح مفاعل ديمونة أمام مفتشي الوكالة. وكانت الولايات المتحدة قد حثّت الدول العربية على سحب قرارها غير الملزم، معتبرة أنه قد يعوق الجهود لحظر هذه الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه يشكل إشارة سلبية لعملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية التي استؤنفت مؤخراً. يشار إلى أن الدول العربية لم تنجح في تمرير هذا القرار الذي سقط خلال التصويت عليه بنسبة ضئيلة، حيث أيدت القرار 46 دولة بينما رفضته 51 دولة في حين امتنعت 23 دولة عن التصويت.
في مقابلة تلفزيونية، حذر الملك الأردني، عبد الله الثاني، من أنه إذا لم يتم حل مسألة الاستيطان في الضفة الغربية، فإن حرباً إقليمية قد تندلع مع نهاية هذا العام. وأوضح عبد الله قائلاً، أنه في حال الفشل في الثلاثين من هذا الشهر، فيجب توقع اندلاع حرب جديدة نهاية العام، واندلاع حروب أخرى في المنطقة خلال السنوات القادمة. وأعرب الملك عبد الله عن خشيته من التعامل مع مسألة الاستيطان بدلاً من التركيز على القضايا الرئيسية وهو ما سيؤدي إلى فشل المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية. وأشار إلى أن استمرار موضوع الاستيطان على طاولة المفاوضات في الثلاثين من الشهر، سيؤدي إلى الفشل، متسائلاً في هذه الحال، كيف سيتم جمع الأطراف من جديد. واعتبر الملك عبد الله أن الأطراف الآن على مفترق طرق، سيحدد ما إذا كان الجميع يتجه نحو الهاوية. لكن الملك أشاد بجدية رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في محاولة الوصول إلى اتفاقية سلام. وعبّر عبد الله عن أسفه لتدخل إيران في عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية قد تعرضت للاختطاف من قبل عناصر غير عربية تعمل على منع العناصر المعتدلة من التصريح بآرائها. وأعرب عن ثقته بأن التوصل إلى قرار حول الصراع سيؤدي إلى وقف التدخل الإيراني في القضية.
لم يتوصل الفلسطينيون والإسرائيليون حتى الآن إلى تسوية تسمح بمواصلة عملية السلام، على الرغم من قرب انتهاء مهلة تجميد عمليات البناء في مستوطنات الضفة الغربية، التي تنتهي بعد يومين فقط. وتقود الولايات المتحدة الأميركية جهوداً مضنية للتوصل إلى حل للقضية، فيما يواصل ممثلون عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس المحادثات في واشنطن. وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما قد دعا إسرائيل في خطابه يوم أمس إلى تمديد قرار التجميد. وكان نتنياهو قد بحث المسألة مع عدد من المسؤولين الأجانب خلال الأيام الماضية وقرر إبقاء مبعوثه الخاص إلى المفاوضات في واشنطن. ويحاول فريق التفاوض من الطرفين التوصل إلى صيغة تحول دون إحراج الطرفين سياسياً، وأحد هذه الحلول يقترح استئناف البناء في التكتلات الاستيطانية الكبرى فقط، لكن من دون الإعلان عن ذلك. فيما يقترح خيار آخر أن لا تعلن إسرائيل عن استئناف عمليات البناء، على أن لا تكون مجبرة من ناحية ثانية على الإعلان عن تمديد قرار التجميد. وعلق مصدر فلسطيني على هذا الاقتراح بالقول أن الوقائع على الأرض ستثبت عدم وجود عمليات بناء جدية، وسيتم التركيز فقط على التكتلات الكبرى.