يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
20/1/2011
فلسطين
خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الفرنسية، ميشيل إليو ماري، في مقر القنصلية الفرنسية في القدس، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته المباشرة لضمان إنهاء الاحتلال وإلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ووقف جميع العمليات الاستيطانية وخاصة في مدينة القدس ومحيطها. كما شدد على ضرورة إلزام إسرائيل وقف عمليات الاجتياح لمناطق السلطة الفلسطينية ورفع الحصار وفتح المعابر وضمان البدء بتنفيذ اتفاقية العبور والحركة وتشغيل الممر الآمن لضمان وحدة وترابط الأرض الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967. وبالنسبة للأوضاع في قطاع غزة، عرض فياض مع الوزيرة الفرنسية المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليه مشدداً على ضرورة رفع الحصار، للبدء بتنفيذ برامج السلطة الوطنية لإعادة إعمار القطاع. يشار إلى أن الوزيرة الفرنسية تقوم بزيارتها الأولى إلى المنطقة.
في حديث صحافي قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن أكثر من مئة دولة تبنت رفع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي إلى مجلس الأمن بعد أن تمت صياغته بالورقة الزرقاء حسب أعراف مجلس الأمن. واعتبر عريقات أن مناقشة مشروع القرار من قبل مجلس الأمن، والذي تضمن أربع قضايا أساسية منها التذكير بالقرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومنها قرارا مجلس الأمن 242 و338، والقرارات التي تدين الاستيطان إضافة إلى الإدانات الواضحة من قبل مندوبي الدول الأوروبية والجهات الدولية لكافة أشكال الاستيطان، انتصار كبير للموقف الفلسطيني الذي يستند إلى القانون الدولي والشرعية الدولية. ونفى عريقات الأنباء التي تحدثت عن إمكانية تأجيل صدور قرار إدانة الاستيطان إلى ما بعد اجتماع اللجنة الرباعية في مطلع الشهر القادم، وأكد أن القرار قد يصدر في أي وقت. كما نفى أي اتجاه لعقد اجتماع إسرائيلي – فلسطيني بمشاركة الموفدين الأميركيين، دينس روس وجورج ميتشل، لدراسة احتمال استئناف المفاوضات، مؤكداً أن هذه المعلومات عارية عن الصحة تماماً. يذكر أن مشروع القرار الذي قدم إلى مجلس الأمن، يدعو إلى إدانة الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ويطالب إسرائيل بوقف فوري للنشاطات الاستيطانية واحترام التزاماتها القانونية.
في بيان أصدرته، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن أحد مقاتليها، من بلدة اليامون استشهد بعد اشتباك مسلح مع الجنود الإسرائيليين جنوب جنين. واتهمت الحركة في بيانها، قوات السلطة الفلسطينية بشن حملة اعتقالات في صفوف قادة وعناصر السرايا في كافة محافظات جنين بعد الحادث. وأوضحت المصادر، أن الشهيد البالغ من العمر 24 عاماً، هو أحد العمال في فلسطين المحتلة عام 1948. يشار إلى أن الحادثة هي ثالث حادثة استشهاد على حاجز إسرائيلي منذ مطلع العام. وكانت القوات الإسرائيلية قد أعلنت المنطقة عسكرية مغلقة بعد أن قامت بنصب حواجز طيارة مانعة المواطنين من التقدم إلى المكان.
ذكرت مصادر فلسطينية أن المواجهات تجددت في مخيم شعفاط وضاحية رأس خميس بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان في المنطقة. وأوضحت المصادر أن المواجهات العنيفة وقعت قرب الحاجز العسكري الثابت على مدخل المخيم، إذ قام الشبان بإضرام النيران بإطارات مطاطية في الشارع الرئيسي. وعلى الأثر قامت قوات إسرائيلية معززة من الجيش الإسرائيلي بشن حملة ملاحقة للشبان الذين عمدوا إلى رشق الجنود بالحجارة. وقامت قوات الاحتلال بإغلاق الحاجز أمام حركة السيارات والمواطنين. يشار أن المخيم كان قد شهد يوم أمس مواجهات عنيفة تواصلت حتى ساعة متأخرة من الليل، وأعلنت المصادر الإسرائيلية عن إصابة جندي إسرائيلي خلال المواجهات. كما أصيب عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين من بينهم أطفال وسيدات حوامل.
من داخل سجنه في إسرائيل، وفي حوار مع صحيفة جزائرية، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الأسير مروان البرغوثي، أن من يعتقد بإمكانية صنع السلام أو تحقيقه مع إسرائيل في هذه المرحلة، هو واهم. وأكد البرغوثي أنه لا يوجد شريك للسلام الحقيقي في إسرائيل. وأوضح البرغوثي أن الخطوة الأولى للخروج من المأزق والطريق المسدود، تكمن في المصالحة الوطنية أولاً، وبنقل الملف الفلسطيني كاملاً إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الاحتكار الأميركي للملف ثانياً. أما الخطوة الثالثة فتتمثل باتخاذ موقف عربي صلب وواضح وصريح بالضغط على أميركا وإسرائيل وإيجاد وسائل جديدة للضغط. وأكد على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال توسيع وتعزيز وتصعيد المقاومة الشعبية وتوسيع دائرة المشاركة فيها ورقعتها الجغرافية، ومواصلة العمل على محاولة عزل إسرائيل ومحاصرتها على المستوى الدولي رسمياً وشعبياً. ودعا البرغوثي حركة حماس إلى اتخاذ قرار استراتيجي بالمصالحة، التي تعتبر حجر الزاوية في بناء موقف فلسطيني قوي وجبهة فلسطينية موحدة قادرة على مواجهة العدوان والاستيطان وتهويد القدس والحصار الظالم.
إسرائيل
ذكرت مصادر إسرائيلية أن اثنين من المسؤولين الأميركيين، هما دنيس روس ودايفيد هيل وصلا إلى إسرائيل في محاولة لإحياء محادثات السلام. وفقاً لبيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فإن روس، وهو من أكبر مستشاري الرئيس باراك أوباما، وهيل، نائب المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيبحثان الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية وأهمية الحفاظ على التفوق العددي للجيش الإسرائيلي خلال المفاوضات مع الفلسطينيين في أي اتفاق سلام مقترح. وتبذل الإدارة الأميركية جهوداً مكثفة لإحياء محادثات السلام المباشرة بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والتي توقفت العام الماضي بعد أن فشلت إسرائيل بتمديد قرار تجميد الاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية.
خلال لقائه بوزيرة الخارجية الفرنسية، ميشيل إليو ماري، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو أنه سيسعى إلى فصل البنى التحتية الإسرائيلية مع قطاع غزة. وأوضح أن حكومته ستعمل على الانفصال عن غزة في البنى التحتية، وبشكل خاص في مجالي الكهرباء والماء. كما اتفق الطرفان على إنشاء نظام طوارئ إقليمي لمواجهة الكوارث كحريق الكرمل. أما وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، فقال خلال لقائه بنظيرته الفرنسية، أنه لا يمكن السماح للوضع الحالي غير المتوازن بالاستمرار. وهدد ليبرمان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، مطالباً الولايات المتحدة بالتراجع عن تقديم مساعدات خارجية لحكومة الضفة الغربية. وأضاف ليبرمان، أنه بينما تتخذ إسرائيل خطوات لتسهيل السلام مع الفلسطينيين، تواصل السلطة الفلسطينية تخليد الإرهابيين عبر إطلاق أسمائهم على الشوارع والطرقات في مدنهم. وأوضح أن وزارة الخارجية تعمل على إعداد تقرير يتضمن تفصيلات حول النشاطات الإسرائيلية والفلسطينية منذ قيام الحكومة الحالية. ويهدف التقرير إلى إظهار الفروقات الكبيرة فيما حققه الطرفان لتسهيل عملية السلام.
تعليقاً على إمكانية توجيه ضربة لإيران، قال مندوب إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أصغر سلطانية، أن إيران سيكون بإمكانها مواصلة تخصيب اليورانيوم حتى في حالة حدوث هجوم عسكري على منشآتها النووية. وأضاف، أن إيران تواجه حالياً تهديداً خطراً، ولذلك يجب أن تتخذ خطوات لحماية منشآتها، مشيراً إلى منشأة نووية احتياطية قرب قم. وأضاف أن هذا المفاعل هو بمثابة مفاعل احتياطي، حيث يمكن استئناف عملية تخصيب اليورانيوم في حال تمت مهاجمة إيران. وكان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قد أعلن هذا الأسبوع أن إيران تسير بخطى ثابتة في برنامجها النووي، محذراً أنه حتى في حال صدور مئة ألف قرار عن مجلس الأمن الدولي، فإن ذلك لن يؤدي إلى تراجع الطموحات النووية لبلاده.