يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
3/5/2011
فلسطين
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاعتقال بحق المواطنين في الضفة الغربية، حيث اعتقلت اليوم تسعة مواطنين من مواقع مختلفة في الضفة الغربية. ففي مخيم عايدة في بيت لحم داهمت قوات الاحتلال منزل أحد الشبان قبل أن تعتقله، كما اعتقلوا شاباً آخر في بيت لحم. وفي مخيم بلاطة في محافظة نابلس اعتقلت قوات الاحتلال طفلين خلال مواجهات وقعت بين المواطنين والجنود الإسرائيليين والمستوطنين في محيط قبر يوسف، استخدم الجيش الإسرائيلي خلالها القنابل المسيلة للدموع، فيما رفع المستوطنون شعارات تدعو إلى إعادة احتلال قبر يوسف واعتماده مزاراً رسمياً للعبادة. وفي قرية اللبن الشرقية، جنوب نابلس احتجز الجنود عدداً من شبان القرية، بعد أن نصبوا حاجزاً عسكرياً على مدخل القرية مانعين المواطنين من الدخول أو الخروج منها. وفي طوباس اعتقلت القوات الإسرائيلية اثنين من المواطنين. أما في بلدة العوجا في محافظة أريحا، فتم اعتقال أحد المواطنين، فيما اعتقلت القوات الإسرائيلية على مدخل قرية كرمة، جنوب الخليل، اثنين من المواطنين بعد أن صادرت السيارة التي كانا يستقلانها. واليوم شهد مخيم العروب، شمال الخليل، مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمواطنين، ما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين بالرصاص، كما داهمت المنازل القريبة من منطقة المواجهات وقامت بتفتيشها. وذكر مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية، غسان دغلس، أن المستوطنين اقتحموا في ساعة متأخرة من الليلة الماضية مدرسة حوارة الثانوية للبنين وقاموا بإضرام النار في المصلى داخل المدرسة. وأوضح دغلس أن المواطنين تمكنوا من إخماد النيران التي اندلعت في المصلى الذي تبلغ مساحته 80 متراً، وذلك قبل وصول النيران إلى غرف المدرسة ومرافقها. وذكر مدير المدرسة أن كل ما يوجد في المصلى قد أحرق، موضحاً أن الإدارة تنتظر التحقيقات التي تجريها الجهات المسؤولة. وقد وصل إلى مكان الحادث مسؤولون من الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومن الارتباط العسكري الإسرائيلي.
في معلومات كشفت عنها اليوم صحيفة الأهرام المصرية، ذكر أن حركة فتح وحركة حماس قد توصلتا إلى تفاهم شفوي ينص على ضرورة استمرار التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، وذلك بعد التوقيع على اتفاق المصالحة المقرر أن يتم يوم غد الأربعاء في احتفال في مركز المؤتمرات في القاهرة. وحسب صحيفة الأهرام، فإن ممثلي الحركتين الذين وقعوا بالأحرف الأولى على اتفاق المصالحة، ناقشوا مع المسؤولين المصريين، مسألة التمسك بالتهدئة التي تسري حالياً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، مشددين على أهمية التزام أي حكومة يتم تشكيلها بالتهدئة في مقابل التزام إسرائيل بها، على أن تقوم إسرائيل أيضاً بتسهيل حركة الأفراد والبضائع على المعابر. وأضافت الصحيفة، أن قيادة حركة حماس في دمشق وغزة أطلعت ممثلي الفصائل الأخرى على التفاهم الشفوي الذي تم التوصل إليه للسماح للحكومة التي سيتم تشكيلها بعد التوقيع على اتفاق المصالحة بالقيام بإعادة إعمار غزة، على أن تتسلم الحكومة الأموال التي قدمتها الدول المانحة في اجتماع شرم الشيخ في شهر شباط/ فبراير 2009، والتي تزيد عن أربعة مليارات دولار. وكان عدد من وفود الفصائل الفلسطينية قد وصل إلى القاهرة من غزة والضفة الغربية ودمشق للمشاركة في توقيع اتفاق المصالحة. وذكرت المصادر أنه من المنتظر أن يجتمع وفد حركة حماس، الذي يرأسه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
في مقابلة صحافية، أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية أن المصالحة الفلسطينية ستكون بوابة لواقع فلسطيني جديد، ولرؤية وطنية جديدة تقوم على دراسة المستقبل والحاضر لترتيب المستقبل، وعلى فلسفة الاحترام المتبادل والاعتماد على كل الأساليب لتحرير فلسطين بما يخدم المشروع الوطني. وعبر هنية عن سعادته للتوصل إلى اتفاق المصالحة، مشيراً إلى أن تحقيق الشراكة الحقيقية والصادقة بين القوى السياسية الفلسطينية من أهم الأمور التي يجب أن تنتج عن المصالحة. لكن هنية أشار من ناحية ثانية إلى التحديات التي تواجه المصالحة الفلسطينية، ومنها التدخلات الأميركية والإسرائيلية، لافتاً إلى أن هذه التدخلات حالت دون إتمام المصالحة في السابق. وأضاف هنية أن توفر الإرادة القوية والعزيمة الصلبة والنوايا الصادقة ستفشل هذه التدخلات. من ناحية ثانية، اجتمع وفد رفيع المستوى من حركة حماس، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، بوزير الخارجية المصري، نبيل العربي وعدد من الدبلوماسيين. ومن المتوقع أن يعقد وفد الحركة لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى.
قال عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل المجدلاوي أن المناخ العام لدى الفصائل الفلسطينية في القاهرة يدل على الجاهزية للبدء فوراً بتطبيق بنود اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام السياسي. وأشار إلى أن ما جرى اليوم في القاهرة فتح باباً جديداً للتوافق الوطني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات السلطة وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كي تشمل كافة الفصائل. وبالنسبة لموقف الجبهة الشعبية، قال المجدلاوي، أن الجبهة تسعى لكي تبدأ لجنة الانتخابات التي انبثقت عن حوارات القاهرة العمل فوراً بعد الحفل النهائي لتوقيع المصالحة يوم غد الأربعاء. وأشار إلى أن هذه اللجنة ستعمل على تشيكل المؤسسات الائتلافية والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة حسب اتفاق المصالحة بعد عام من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأضاف أن اتفاق المصالحة بحاجة إلى حماية الجماهير والضغط لوقف أي تردد أو تراجع قد يؤدي إلى فشل الجهود المبذولة لإتمام المصالحة، مشيراً إلى أن الاتفاق يعطي مساحة للجماهير الفلسطينية للتعبير عن رأيها والنزول إلى الشارع بعيداً عن المواجهة. وكانت الفصائل الفلسطينية قد وقعت اليوم على اتفاق المصالحة في القاهرة، بحضور كافة الفصائل الفلسطينية.
في حديث إلى صحيفة المصري اليوم، توقع القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، أن تقدم إسرائيل على ارتكاب حماقات في المنطقة بهدف إفشال المصالحة الفلسطينية التي سيتم التوقيع عليها غداً في القاهرة، مشيراً إلى أن من بين هذه الاحتمالات، قيام إسرائيل باغتيال الرئيس محمود عباس. وأوضح أن حركة حماس طلبت من الرئيس عباس تأجيل زيارته إلى قطاع غزة خوفاً على سلامته، لأن إسرائيل قد تقلب كل شيء وتدبر عملية اغتيال واحدة لتهدم كل شيء. واعتبر الزهار أن المنطقة مهيأة لقيام إسرائيل بارتكاب حماقات، مشيراً إلى أن الحركة تتوقع في كل لحظة أن ترتكب شيئاً لإفشال المصالحة. وبالنسبة للمصالحة الفلسطينية، نفى الزهار أن تكون الحركة قد تعرضت لأي ضغوط من جانب السلطات المصرية لإتمام هذه المصالحة، أو أن تكون قيادات الحركة في المقابل قد وضعت شروطاً لإتمامها، مؤكداً أن الانحياز الواضح من قبل النظام المصري السابق لحركة فتح حال دون التوصل إلى اتفاق. واعتبر الزهار، أن اتفاق المصالحة الذي سيوقع يوم غد هو من أهم ثمار الثورة المصرية، التي غيّرت طريقة إدارة مصر للملف الفلسطيني. وأضاف الزهار أن الإعلان عن اتفاق المصالحة كان مفاجئاً بعض الشيء للشارع الفلسطيني، كما أن توجه حماس للمصالحة، كان أيضاً بعد عملية توحيد لموقف الحركة في كل المناطق وعلى كل المستويات. وأوضح، أن الحركة توجهت بعد ذلك إلى القاهرة والتقت بوزير الخارجية، نبيل العربي، وعدد من قيادات المجلس العسكري والاستخبارات المصرية حيث تمت تهيئة الأرضية العامة للمصالحة. وتوجهت الحركة أيضاً إلى جامعة الدول العربية والتقت بشيخ الأزهر. وأكد الزهار أنه سيتم الوصول إلى المصالحة النهائية، وسيتم بذل الجهود لتنفيذ تفاصيل الاتفاق جميعها.
إسرائيل
بعد أسبوع تقريباً على إرسال رسالة شديدة اللهجة إلى السلطة الفلسطينية بعد التقارير عن اتفاق المصالحة بين حركة فتح وحركة حماس، دعا اليوم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إلغاء اتفاق المصالحة واختيار السلام مع إسرائيل. وقال نتنياهو في لقاء مع مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، طوني بلير، أن المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ضربة كبيرة لعملية السلام. وتساءل كيف يمكن التوصل إلى سلام مع حكومة يدعو نصف الأعضاء فيها إلى تدمير إسرائيل، وقاموا بتمجيد زعيم الإرهاب، أسامة بن لادن. يشار إلى أن ممثلي الفصائل الفلسطينية وأعضاء مستقلين وقعوا اليوم مسودة الاتفاق في القاهرة، كما عقد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، اجتماعاً مع رئيس الاستخبارات المصرية، مراد موافي الذي حضر عملية التوقيع. ومن المتوقع أن يتم توقيع الاتفاق الرسمي في احتفال يوم غد الأربعاء بحضور خالد مشعل ومحمود عباس.
ألمح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة صحافية، إلى احتمال اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية مستقلة هذا العام، في حال لم تعد محادثات السلام مع إسرائيل إلى مسارها قبل حلول شهر أيلول/ سبتمبر القادم. وأوضح ساركوزي في المقابلة أنه في حال بقيت عملية السلام متعثرة حتى أيلول، فإن فرنسا ستواجه مسؤولياتها بالنسبة للمسألة المركزية المتعلقة بالاعتراف بدولة فلسطينية. وأضاف ساركوزي، أن الأمور يجب أن تصل إلى نتيجة قبل أيلول، حيث يتوقع أن يتوجه الفلسطينيون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولتهم على كامل الضفة الغربية وقطاع غزة. وأعلن ساركوزي، أن فرنسا ستطلق مع الأوروبيين وبالاتفاق مع الأميركيين، مبادرة خلال الصيف لإستئناف عملية السلام، مشيراً إلى أن فرنسا تريد أن يتم استئناف عملية السلام قبل الاجتماع الصعب في الأمم المتحدة في شهر أيلول. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالرئيس ساركوزي يوم الخميس، حيث سيناقش معه اتفاق المصالحة بين الرئيس محمود عباس وحركة حماس الإسلامية، والتي يعتبرها ضربة للسلام. كما سيعقد نتنياهو محادثات مماثلة في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني، دايفيد كاميرون يوم الأربعاء. وستكون هذه أول رحلة يقوم بها نتنياهو إلى الخارج بعد الإعلان المفاجئ عن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الأسبوع الماضي. واعتبر مسؤول حكومي إسرائيلي أن هذا الاتفاق يشكل مشكلة كبرى ويثير كل أنواع الأسئلة، مشيراً إلى أن هذه المسألة ستكون على طاولة المباحثات، مضيفاً أنه في حال توجه الفلسطينيون إلى حكومة وحدة مع حركة حماس، فلا شك بأنها ستكون خطوة في الاتجاه الخاطئ، واصفاً الأمر، بالخطوة السلبية جداً. وكان وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، قد رحب يوم أمس الاثنين، بالاتفاق الذي أنهى الانقسام بين الحركتين، لكنه أشار خلال زيارته إلى القاهرة، إلى أن الكثير من التفاصيل سيتم بحثها، كما أن الحكم سيكون على الأفعال والنوايا.
في حديث إلى الإذاعة الإسرائيلية، قال رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست، وعضو حزب كاديما، شاؤول موفاز أن عملية قتل أسامة بن لادن تشهد على حقيقة أن الولايات المتحدة الأميركية قد اعتمدت الاستراتيجية الإسرائيلية في استهداف القادة الإرهابيين. وأضاف موفاز، أن هذه الاستراتيجية اعتمدتها إسرائيل بعد مقتل تسعة من الرياضيين الإسرائيليين في العام 1972 خلال الألعاب الأولمبية في ميونيخ. ودعا موفاز الحكومة الإسرائيلية إلى تكثيف عمليات استهداف القادة الفلسطينيين الإرهابيين، مضيفاً أن هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها في كبح النشاطات الإرهابية. واعتبر وزير الدفاع السابق، أنه إذا استمرت النشاطات الإرهابية بالانطلاق من قطاع غزة، فإن قادة حركة حماس يجب أن يعلموا أنهم سيكونون هدفاً للاغتيال، مشيراً إلى أن عمليات القتل هذه تعتبر شرعية بدون أدنى شك. وكان السفير الإسرائيلي إلى واشنطن، مايكل أورين قد كشف أنه تلقى مكالمة هاتفية من مسؤول كبير في البيت الأبيض يبلغه فيها بأن أسامة بن لادن قد قتل، وذلك قبل ساعتين من إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، رسمياً عن عملية اغتيال بن لادن. وأضاف أورين، أنه قام بإبلاغ مكتب رئيس الحكومة بالنبأ، مشيراً إلى أن المسؤولين الإسرائيليين اعتقدوا في البداية أنه كان يشير إلى مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، لكنه أبلغهم أنه كان يعني بن لادن. وأضاف أن الولايات المتحدة تثمن أهمية إسرائيل في محاربة الإرهاب، مشيراً إلى تعاون وثيق بين البلدين في هذا المجال، على الأرض ونظرياً.