يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
3/1/2009
فلسطين
في مساء اليوم الثامن للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي هجومه البري على القطاع من ثلاثة محاور. وبحسب شهود عيان فقد بدأت القوات الإسرائيلية توغلها من منطقة رفح ومن معبر المنطار ومعبر بيت حانون كما شوهدت آليات عسكرية تحاول التقدم باتجاه معبر كرم أبو سالم وأخرى في منطقة شرق بيت لاهيا. وتنفذ القوات الإسرائيلية هجومها وسط إطلاق القنابل المضيئة والقصف المكثف. وبحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية فإن وحدات من سلاح المدرعات والهندسة والمشاة تشارك في الهجوم البري على القطاع.
تواصلت عمليات القصف جواً وبحراً على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي. وشهد هذا اليوم مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما قصفت الطائرات الحربية من طراز أف 16 مسجداً يعج بالمصلين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد 13 مواطناً وجرح أكثر من 60. وخلال اليوم قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات المواقع في القطاع بالصواريخ والقنابل الارتجاجية، ما أدلى إلى استشهاد مزيد من المواطنين. وقد طال القصف إضافة إلى المباني والمنازل والمساجد، جريدة الرسالة وإحدى المدارس. وبحسب المصادر الطبية فقد وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 470 شهيداً والجرحى أكثر من 2370، بينهم 30% من الأطفال والنساء. وبحسب الدكتور معاوية حسنين مدير هيئة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة فإن بين الشهداء أكثر من 100 طفل و40 امرأة، وأضاف أن الباقين من الشهداء هم من المدنيين مشيراً إلى الوضع السيئ الذي تعانيه المستشفيات حتى أن نسبة إشغال الأسرة بلغ 120 في المئة.
الأطفال يشاركون في الاحتجاج على المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة. ففي قلقيلية نظمت القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني مسيرة شموع شارك فيها عشرات الأطفال حاملين الشموع في شوارع البلدة استنكاراً لما ترتكبه القوات الإسرائيلية في غزة. وعند وصول المسيرة إلى ميدان الشهيد أبو علي إياد، قرأ الأطفال الفاتحة على أرواح شهداء غزة. وفي مدينة بيت لحم نظم التجمع النسوي التنموي مسيرة تضامنية مع أهالي غزة. وجابت المسيرة شوارع المدينة ورفعت النسوة الرايات السود والشعارات المنددة بالعدوان، وانتهت المسيرة باعتصام في ساحة المهد حيث ألقي عدد من الكلمات. ووجهت في نهاية المسيرة دعوة إلى المواطنين للمشاركة في الاعتصام والصلاة التي من المقرر أن تقام صباح يوم غد الأحد في ساحة المهد.
في مسيرة وصفت بالأضخم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خرج عشرات الآلاف من فلسطينيي 1948 في تظاهرة احتجاجية انطلاقاً من مدينة سخنين. وشاركت جميع القوى السياسية داخل الخط الأخضر في المسيرة تحت شعار "شعب واحد، ألم واحد"، وكان على رأس المشاركين النواب العرب وقادة الأحزاب والحركات السياسية ووفود من القرى والمدن العربية والمدن الساحلية. وفي مقابل هذه التظاهرة، انتشر الآلاف من قوات الشرطة الإسرائيلية وأفراد الوحدات الخاصة في مدينة سخنين، وتم نصب العديد من الحواجز على الطرقات المؤدية إليها.
في مدينة الخليل ألقى جنود الاحتلال قنبلة غاز مسيل للدموع على منزل أحد المواطنين سقطت وسط المنزل ما أدى إلى إصابة أربع شقيقات بحالات اختناق. وذكر صاحب المنزل أنه فوجئ وعائلته بسقوط القنبلة التي أطلقها جنود إسرائيليون كانوا يعتلون سطح منزل مجاور لهم. وقد تم نقل اثنتين من الشقيقات الأربع إلى المستشفى لتلقي العلاج. يذكر أن قوات الاحتلال اقتحمت قبل يومين المنزل نفسه وقامت بتفتيشه. وفي مدينة جنين نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية على مداخل عدد من قرى المحافظة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بإيقاف السيارات وتفتيش الركاب والتدقيق في هوياتهم، كما نفذوا عمليات تفتيش واسعة بين كروم الزيتون والأراضي الزراعية قرب الحواجز.
إسرائيل
وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، على استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط تمهيداً للاستعداد للمرحلة الثانية من عملية الرصاص المسكوب، وكان المجلس الوزاري قد ناقش أمس هذه المرحلة، وبدأ الجيش الإسرائيلي باستدعاء قوات الاحتياط عن طريق نداءات الطوارئ. وتهدف عملية استدعاء جنود الاحتياط إلى تمكين الجيش الإسرائيلي من توسيع عمليته العسكرية إذا استدعى الأمر. وقد بدأت قوات الاحتياط بالوصول إلى قواعدها مساء اليوم السبت وسيتم توزيع مهماتها يوم غد الأحد. وقد أصدر المجلس الوزاري أوامره لقيادة الجيش بمواصلة عمليته داخل القطاع والانتقال إلى مرحلة الهجوم البري.
تزامناً مع الهجوم البري الذي تشنه القوات الإسرائيلية، عقد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن العملية البرية، وقال إن إسرائيل لم تكن ترغب في الحرب لكنها لا تستطيع التخلي عن مواطنيها، سكان المناطق الجنوبية الذين وقعوا ضحايا لصواريخ حماس. وأضاف براك، أن العملية لن تكون سهلة ولن تكون قصيرة، مشيراً إلى أنه يعي ما تحمله العملية من مخاطر على حياة الجنود الإسرائيليين، والكلفة باهظة الثمن لهذا الهجوم. وقال براك إنه لا ينوي خداع أحد، لذلك فإن سكان الجنوب قد يعانون أوقاتاً صعبة خلال الفترة القادمة. وفي إشارة إلى الحدود الشمالية مع لبنان، قال براك إنه يتمنى أن يبقى الهدوء سائداً هناك، لكنه أكد أن الإسرائيليين مستعدون لأي احتمالات على تلك الجبهة.
على الرغم من مرور ثمانية أيام على عملية الرصاص المسكوب، إلا أن الصواريخ استمرت بالسقوط على المناطق الإسرائيلية الجنوبية. وقد تساقطت الصواريخ على مدن وبلدات عدة منها أشكلون وأشكول وسديروت ونتيفوت. وقد أدى ذلك إلى جرح أربعة أشخاص، إضافة إلى إحداث أضرار مادية في المناطق التي أصابتها الصواريخ، إذ دُمر منزل في نتيفوت بعد إصابته بصاروخ. وقد بلغ عدد الصواريخ التي أطلقت اليوم من قطاع غزة باتجاه المناطق الجنوبية 34 صاروخاً، في حين كان عدد الصواريخ التي أطلقت يوم أمس الجمعة 36 صاروخاً.