يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
21/1/2009
فلسطين
الجيش الإسرائيلي يكمل انسحابه من قطاع غزة. فصباحاً غادر آخر جندي إسرائيلي قطاع غزة وعادت قوات الاحتلال لتتمركز قرب الجدار الإلكتروني المحيط بالقطاع. وعلى الرغم من استكمال عملية الانسحاب من القطاع إلا أن الزوارق الحربية الإسرائيلية استمرت بتوجيه قذائفها تجاه المناطق الخالية في منطقة السودانية، كما قام الجنود المتمركزون في الأبراج شرق خان يونس بإطلاق النار باتجاه المواطنين.
الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية التي استمرت طوال ثلاثة وعشرين يوماً مستهدفة أهل القطاع. وقد أصدرت الحكومة الفلسطينية المقالة قراراً بعودة العمل في الوزارات المدنية والمؤسسات التابعة لها كافة. ودعت الحكومة الموظفين إلى التوجه إلى أعمالهم أيضاً، وأكدت الحكومة أنها تواصل القيام بمهماتها على الرغم من تدمير المقار الحكومية كافة. وفي الإطار ذاته، أعلنت الجامعات والمدارس في القطاع استعدادها لاستئناف العام الدراسي.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعد اعتداءاتها على المواطنين في مناطق الضفة الغربية. ففي بلدة شيوخ العروب شمال مدينة الخليل أصيبت سيدة في الخامسة والأربعين من عمرها بعيار معدني مغلف بالمطاط خلال المواجهات التي حدثت في البلدة بين المواطنين وقوات الاحتلال التي أطلقت الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع ما أدى أيضاً إلى حدوث عدة حالات اختناق في صفوف المواطنين. ومساء، أصيب فتى في بلدة بيت إمر شمال الخليل جراء إطلاق الرصاص على المواطنين، كما اعتقلت قوات الاحتلال في البلدة فتى يبلغ من العمر 16 عاماً. وفي بلدة قباطية جنوب نابلس، اقتحمت قوات خاصة البلدة واعتقلت أحد المواطنين، وفي بلدة قفين شمال طولكرم قامت قوات خاصة أيضاً باعتقال أحد الشبان.
أصدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تقريره اليومي حول الأوضاع في قطاع غزة. وتناول النواحي الحياتية والإنسانية في غزة بعد وقف إطلاق النار. وبحسب التقرير فإن 18035 مواطناً من أهالي القطاع لا يزالون في مراكز تابعة للأونروا بعد أن التجئوا إليها جراء الحرب، بينما كان عدد هؤلاء المواطنين قبل ثلاثة أيام فقط يقارب 51000. أما بالنسبة إلى المستشفيات، فتواصل عملها بكامل طاقتها خاصة وأن الكثير من الجرحى لا يزالون قيد العلاج فيها، ويذكر التقرير أن 34 منشأة صحية في قطاع غزة قد تضررت أو دمرت نتيجة الحرب. بينما لا تزال جميع المنشآت الطبية التابعة للأونروا تمارس عملها بشكل طبيعي، وتستعد هذه المنشآت للبدء بحملة تحصين وتلقيح الأطفال في قطاع غزة حالما تستأنف المدارس عملها. وبالنسبة إلى الغذاء، يواجه سكان القطاع صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار من جهة، وفقدان السيولة النقدية من جهة ثانية. ويضاف إلى ذلك، فقدان بعض الأصناف الغذائية الأساسية من الأسواق، وتدمير الحقول الزراعية الأمر الذي حرم المواطنين من المزروعات المحلية، بينما لا تزل معظم المطاحن والأفران مغلقة بسبب فقدان مادة الطحين وغاز الطهي.
تواصل سلطات الاحتلال محاولات الاستيلاء على أراضي المواطنين في الضفة الغربية تنفيذاً لمخططات التهويد. فقد أصدرت أمراً عسكرياً بمنع مزارعي عدة قرى وبلدات في محافظة الخليل من دخول 45 ألف دونم من أراضيهم الواقعة خلف الجدار العازل إلا بعد الحصول على تصريح مسبق من السلطات الإسرائيلية. والأراضي التي صدر القرار بشأنها تشكل مساحات زراعية واسعة على امتداد الجدار العازل. يذكر أن قراراً مشابهاً صدر قبل أيام قضى بمصادرة نحو 3 آلاف دونم من أراضي المواطنين جنوب بلدة يطا وإخلائها من سكانها.
إسرائيل
بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، حذرت قيادات في المؤسسة العسكرية من تعرض المناطق الإسرائيلية لهجمات جديدة، لأنها في هذه الحالة ستقوم بالرد بطريقة أقسى من تلك التي استخدمتها خلال حرب الأسابيع الثلاثة على حماس. وفي حديث إلى إذاعة الجيش قال رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الجيش الإسرائيلي إن على مقاتلي حماس أن يواجهوا معادلة بسيطة، فإذا عاودوا إطلاق الصواريخ سيرد الجيش بقوة أقوى بكثير تجعل مقاتلي حماس يترحمون على اليوم الذي بدأت فيه القوات الجوية هجومها على قطاع غزة قبل ثلاثة أسابيع.
أصدرت محكمة العدل العليا في إسرائيل قراراً قضى بإلغاء قرار لجنة الانتخابات المركزية بمنع حزب التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة العربية الموحدة من خوض الانتخابات المقبلة. وكانت لجنة الانتخابات أصدرت قرار المنع على أساس أن الحزبين العربيين لا يعترفان بإسرائيل كدولة يهودية وبالتالي فلا يحق لهما المشاركة في الانتخابات العامة. وكان الحزبان المذكوران قد تقدما بالتماس إلى المحكمة العليا يطلبان فيه إلغاء قرار لجنة الانتخابات. ورحب رئيس القائمة العربية الموحدة، أحمد الطيبي بقرار المحكمة واعتبره نصراً على الفاشية، مشيراً إلى أن المعركة انتهت لكن الحرب لم تنته، لأن الفاشية برأيه قد أصبحت أمراً شائعاً في إسرائيل. من جهته رأى رئيس التجمع الوطني الديمقراطي جمال زحالقة أن القرار جاء صفعة لليبرمان واليمين الفاشي، وكاديما والليكود والعمل الذين أيدوا قرار المنع الذي أصدرته لجنة الانتخابات.