يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
21/6/2008
فلسطين
دعت كارين أبو زيد، المفوضة العامة للأونروا إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عامين بأقصى سرعة. وقالت أبو زيد إن الحصار أدى إلى تدمير الحياة في القطاع الذي يعيش فيه مليون ونصف مليون فلسطيني معظمهم من اللاجئين. وأضافت أبو زيد بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، أن سياسات الإغلاق والعقاب العشوائي التي تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد قطاع غزة تسبب اليأس الجماعي وتهدد بالقضاء على آمال التسوية. وأعربت أبو زيد عن حزنها لفقدان الحماية والأمن والكرامة التي يوفرها القانون الدولي وحقوق الإنسان، وأشارت إلى أن الفلسطينيين يحيون ذكرى مرور ستين عاماً على النكبة بينما لا يزال معظمهم يعيشون عذابات المنفى والإقصاء وهو ما يعتبر دليلاً على فشل الجميع في توفير مضمون الكرامة الإنسانية بالنسبة للفلسطينيين.
خلال مشاركته في ندوة سياسية نظمتها حركة حماس في غزة بعنوان "مستقبل التهدئة في ظل متغيرات الواقع"، قال محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس إن اتفاق التهدئة انتصار للشعب الفلسطيني إذ استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تسقط جميع الخيارات البديلة عن التهدئة. وأكد الزهار أن حماس لم توافق على اتفاق التهدئة إلا بعد أن حصلت على إجابتين محددتين تتعلقان بتوقيت بدء سريان التهدئة وبداية رفع الحصار عن القطاع. وأوضح أنه بحسب الاتفاق فإن السلطات الإسرائيلية سوف تزيد كميات السلع والبضائع التي تدخل قطاع غزة بنسبة 30%، كما أن جميع المعابر ستفتح بعد أسبوع لدخول جميع أنواع المواد والبضائع بما في ذلك مواد البناء والمواد الخام. وأشاد الزهار بالدور المصري في التوصل إلى اتفاق التهدئة وإنجاحه. وكشف الزهار أنه وحسب الاتفاقات التي أبرمت مع مصر، فمن المفترض أن يجتمع وفد من حماس وآخر من السلطة الفلسطينية وثالث يمثل مراقبين أوروبيين بعد أسبوع من سريان التهدئة لبحث موضوع تشغيل معبر رفح. وبالنسبة إلى تبادل الأسرى، قال الزهار إن حكومة إسرائيل تتحمل مسؤولية تعطيل هذه الصفقة بعد رفضها إطلاق معتقلين من أصحاب المحكوميات العالية، وأولئك الذين تعتبر أن أيديهم ملطخة بالدماء، بحسب التعبير الإسرائيلي.
أعلن رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة، النائب جمال الخضري أن أي انفراج في الأوضاع لم يحدث حتى الآن في غزة رغم مرور ثلاثة أيام على التهدئة. وقال الخضري إن الأوضاع الاقتصادية والزراعية والصحية لا زالت على حالها، فالمصانع مغلقة والمزارعون لا يستطيعون تصدير منتجاتهم والمرضى لا يستطيعون السفر للعلاج في الخارج. إلا أن الخضري أكد الالتزام بالتهدئة على الرغم من ذلك ودعا جميع الفصائل الفلسطينية إلى الالتزام بها لأنها أتت عبر إجماع وطني، كما طالبهم بعدم إعطاء ذريعة للجانب الإسرائيلي بخرق التهدئة. وقال الخضري إن اللجنة الشعبية لفك الحصار ستراقب مجريات الأمور ومدى التزام الإسرائيليين بتنفيذ بنود التهدئة، على أن تقدم اللجنة تقارير للجانب المصري تباعاً حول التطورات.
أفادت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال أغلقت حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس. وذكر المواطنون أن الإسرائيليين أغلقوا الحاجزين بالاتجاهين أمام المواطنين وأرغموهم على الابتعاد عنه ومنعوهم من اجتيازه. وكانت قوات الاحتلال قد داهمت فجراً مدينة نابلس ومخيم بلاطة ومخيم عين بيت الماء وسط إطلاق النار. كما اقتحم عدد من المستوطنين قبر يوسف، شرق مدينة نابلس تحت حراسة من جنود الاحتلال، وأفاد شهود عيان أن المستوطنين مكثوا في المنطقة حتى ساعات الصباح الأولى.
إسرائيل
أعلنت مصادر إسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت سيطالب الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما يوم الثلاثاء المقبل في شرم الشيخ بالضغط على حماس لتسريع المفاوضات بشأن الإفراج عن غلعاد شاليط. وأوضحت المصادر أن أولمرت سيبلغ مبارك صراحة أنه بدون الإفراج عن شاليط لن يتم فتح معبر رفح. وذكرت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية تواجه خياراً صعباً بسبب مطالبة إسرائيل بالإفراج عن 450 أسيراً فلسطينياً مقابل الإفراج عن شاليط. وبالنسبة للتهديد الذي يواجه منصبه كرئيس للحكومة، قال أولمرت إنه واثق بأن معجزة ستنقذ منصبه، وأنه سينجو سياسياً حتى نهاية ولايته، مضيفاً أن المعجزات في الشرق الأوسط حقيقة واقعة.
رأت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، أنه لا تزال هناك فرصة لنجاح الفلسطينيين والإسرائيليين في التوصل إلى اتفاق شرط استمرار المفاوضات بينهما سراً على غرار مفاوضات أوسلو. وأضافت رايس أن المسارات الثلاثة لأنابوليس لا زالت قائمة، والتزامات أنابوليس متواصلة. وقالت رايس إنها تحدثت مع الطرفين وأنهما على استعداد لعقد اجتماعات ثلاثية معها يتحدثان خلالها بشكل مفتوح عن كيفية سير الأمور. وبالنسبة إلى المفاوضات على المسار السوري – الإسرائيلي رأت رايس أنها لا يجب أن تتم على حساب المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية. وأضافت رايس أنها ترحب بسلام شامل في المنطقة، لكن المسار الفلسطيني – الإسرائيلي هو أكثر المفاوضات تطوراً ويحظى بدعم دولي وهو المسار الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي. وقالت رايس إنه في الشرق الأوسط كل شي مرتبط بكل شيء آخر، لذلك فليس من المستبعد أن تساهم الحركة في مسار معين إلى حل شامل على باقي المسارات، إلا أن ذلك يستوجب الكثير من العمل الشاق.