يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
1/10/2010
فلسطين
عقد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، بعد اللقاء الثاني لميتشل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر الرئاسة في رام الله. وأوضح عريقات أن القيادة الفلسطينية تأمل أن تختار القيادة الإسرائيلية السلام وليس الاستيطان لأن السلام والاستيطان خطان متوازيان لا يلتقيان. وجدد التأكيد على الموقف الفلسطيني الواضح الذي يقول بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية لإعطاء المفاوضات الفرصة. وأشار عريقات إلى أن الإدارة الأميركية ستواصل جهودها الثنائية بين الطرفين على حدة، مضيفاً أن الرئيس عباس وميتشل اتفقا على استمرار النقاشات بين الجانبين، الفلسطيني والأميركي، كما أن الجانب الأميركي سيواصل بذل جهوده لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة وفق حل الدولتين. وكرر عريقات المواقف التي ذكرها في مؤتمره الصحافي مع ميتشل يوم أمس، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية ستبذل كل ما يمكن مع الإدارة الأميركية والعرب لاستمرار إعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق. أما ميتشل، فبعد أن كرر حديثه عن العقبات والصعوبات التي تعترض طريق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ذكر أنه سيقوم بجولة إلى عدد من الدول العربية، من بينها مصر وقطر والأردن، بهدف إجراء مناقشات حول موضوع المفاوضات.
ذكرت مصادر فلسطينية في نابلس، أن مجموعة من المستوطنين قامت بتجريف أراض زراعية قرب قرية عوريف جنوب نابلس في شمال الضفة الغربية، قرب مستوطنة يتسهار. وأوضحت المصادر، أن عملية التجريف تمت تمهيداً للقيام بعملية بناء استيطاني جديد. وذكر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، أن عدداً من الجرافات الإسرائيلية قامت بعمليات تجريف في منطقة جبل سلمان غرب قرية عوريف المحاذية لمستوطنة يتسهار، وذلك بإشراف مجموعات المستوطنين. وأضاف أن المستوطنين أقدموا قبل أيام على توسعة المستوطنة المذكورة من الجهة المحاذية لقرية مادما، وهم اليوم يعملون على توسعتها بشكل كبير من جهة قرية عوريف، مطالباً اللجنة الرباعية الدولية بتحمل مسؤوليتها تجاه ما يجري من عمليات مصادرة لأراضي المواطنين، مشيراً إلى أن المستوطنين بذلك ينسفون عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
بمناسبة الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى، شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة بمسيرات جماهيرية حاشدة بعد ظهر اليوم الجمعة. وذكرت المصادر أن التظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة، تلبية لدعوة من حركة حماس، وتجمعت المسيرات كلها على مفترق مخيمي النصيرات والبريج لللاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة. وأشارت مصادر حركة حماس، أن التظاهرات تعبر أيضاً عن التضامن مع الأسرى في السجون الإسرائيلية الذين يتعرضون لهجمة شرسة من قبل إدارات السجون وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها تشكل تضامناً مع أهالي القدس الذين يتعرضون بدورهم لهجمة مدروسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى ترحيلهم عن مدينة القدس تمهيداً لتهويدها. وأضافت مصادر حركة حماس، أن الجماهير التي شاركت في هذه التظاهرات، كانت تعبّر أيضاً عن سخطها ورفضها للمفاوضات المباشرة مع العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات لا تجلب إلا الخسائر للشعب الفلسطيني، وأن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الأول والأخير منها. من جهتها، نظمت حركة الجهاد الإسلامي مسيرة كبيرة، انطلقت من المسجد الكبير في محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وشارك فيها عدد من قيادات الحركة، من بينهم محمد الهندي وخالد البطش. وقد أكد القياديان على رفض خيار التسوية والمفاوضات مع العدو الإسرائيلي، وأشارا إلى أن هذه المفاوضات تشكل غطاء حقيقياً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي. وأضافا أن خيار الجهاد والمقاومة هو الخيار الوحيد الذي بإمكانه إنهاء الاحتلال وطرده من أرض فلسطين.
كعادتها كل يوم جمعة، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها في مدينة القدس التي شهدت انتشاراً مكثفاً لقوات الاحتلال والشرطة منذ ساعات الصباح. وقد انتشرت القوات على بوابات القدس القديمة ومحيط الأسوار التاريخية وفي الشوارع والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى. ونصب الجنود المتاريس والحواجز العسكرية على أبواب القدس القديمة للتدقيق في بطاقات المواطنين، إضافة إلى تسيير دوريات من السيارات العسكرية والشرطة والخيالة في شوارع المدينة، إضافة إلى تحليق طائرة تابعة للشرطة الإسرائيلية في سماء مدينة القدس والمسجد الأقصى. وفي خطبة الجمعة من المسجد الأقصى، استنكر الشيخ يوسف أبو سنينة، ممارسات سلطات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين، خاصة عمليات البناء المكثف للمستوطنات في كل مكان. من جهته، تحدث خطيب الجمعة في حي الشيخ جراح في القدس، الشيخ إبراهيم عميرة، حيث يتواجد النواب المبعدون والوزير السابق، عما يحدث في مدينة القدس من إقامة أنفاق وحفريات واعتداءات داخل المسجد الأقصى، والاعتقالات التي شملت نحو ثلاثين شاباً.
تلبية لدعوة لجنة المتابعة والأحزاب السياسية في أراضي 1948، وإحياء لذكرى شهداء القدس والأقصى في الذكرى العاشرة لهبة الأقصى، انطلقت مسيرة مركزية من قرية كفر كنا في الجليل، شارك فيها الآلاف من مختلف المناطق، وتقدمها قيادات الأحزاب والحركات السياسية العربية. وشهدت البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، إضراباً عاماً وشاملاً. وقام الأهالي والقيادات السياسية في الداخل بزيارة إلى أضرحة الشهداء في المثلث والجليل حيث تم وضع أكاليل من الزهور على الأضرحة تكريماً وتخليداً لذكراهم. وانطلقت مسيرات في عدة قرى وبلدات في الداخل الفلسطيني، من بينها سخنين وعرابة وكفر مندا، حيث تمت زيارة أضرحة الشهداء، وألقى عدد من القيادات السياسة كلمات خلال المناسبة. وفي أم الفحم، تحدث النائب جمال زحالقة، خلال إحياء المناسبة، متعهداً بملاحقة المجرمين حتى ينالوا عقابهم، مؤكداً أن الشعب الذي قدم كل هذه التضحيات يستحق الحرية، ولن يتنازل عن حقوقه مهما كان الثمن.
إسرائيل
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال مناقشات مع مستشاريه، أن الفلسيطنيين مخطئون لوضعهم محادثات السلام في مأزق، مشيراً إلى أن استئناف أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية يجب ألا يؤثر في عملية السلام. وأضاف نتنياهو، أن الفلسطينيين تفاوضوا مع الحكومة الإسرائيلية لمدة 17 عاماً، وكانت أعمال البناء متواصلة في المستوطنات، بما فيها العام الأخير للحكومة السابقة. وأوضح نتنياهو، أن الجميع يعلم أن عمليات البناء المقيدة أو المتوسطة في الضفة الغربية خلال العام القادم، لن تؤثر حتى في عملية السلام. وطالب نتنياهو المجتمع الدولي بدعوة الفلسطينيين إلى استئناف مفاوضات السلام، مؤكداً أن هذا الأمر هو في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين معاً. وكان المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن، في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، قد طالبا نتنياهو خلال الأيام السابقة بوقف البناء في المستوطنات وحل المسألة مع الفلسطينيين، إلا أن جهودهما لم تسفر عن أية نتيجة حتى الآن. وقال نتنياهو أن حكومته لا تزال تبذل الجهود لإيجاد حل لأزمة تجميد الاستيطان، مشيراً إلى أن قرار تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر لم يكن قراراً سهلاً. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت هذا القرار لإعطاء الفلسطينيين الفرصة لدخول المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة، مشيراً إلى أنه يتوقع الآن من الفلسطينيين أظهار مرونتهم واستئناف محادثات السلام.
رفضت المحكمة الإسرائيلية الالتماس الذي تقدمت به الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الإيرلندية، ميريد ماغوير، ضد قرار إبعادها، على خلفية منعها من دخول إسرائيل، بسبب قرار بمنعها من دخول البلاد. وكان قد تم التحفظ على ماغوير في المطار في بداية هذا الأسبوع لمخالفتها شروط لمنعها من دخول إسرائيل التي اتخذت في شهر حزيران/ يونيو الماضي، عندما حاولت الوصول إلى قطاع غزة على متن السفينة راشيل كوري، لكسر الحصار. وتم إبلاغ ماغوير أنها ممنوعة من دخول إسرائيل لمدة عشر سنوات، إلا بعد الحصول على موافقة خاصة. ورفضت المحكمة الالتماس الذي تقدمت به، إلا أنها منحتها مهلة 48 ساعة كي تستأنف الحكم لدى المحكمة العليا. وإلى جانب ماغوير، البالغة من العمر 66 عاماً، والمؤيدة لقيام الدولة الفلسطينية، كانت إسرائيل قد منعت عدة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين من دخول إسرائيل، من بينهم اليهودي الأميركي، نعوم تشومكسي، الذي منع من دخول إسرائيل في شهر أيار/ مايو الماضي.
ذكرت مصادر إسرائيلية، أن النرويج أبلغت إحدى الشركات الألمانية لبناء السفن، أنها لن تسمح لها منذ الآن فصاعداً بإجراء تجارب على غواصات إسرائيلية، في مياهها الإقليمية، وذلك في إطار الحظر الأمني على صادراتها إلى إسرائيل. وأشارت التقارير إلى أن القرار اتخذ على خلفية دور البحرية الإسرائيلية في فرض الحصار على قطاع غزة. وبناء على اتفاق تم توقيعه في العام 2006، فإن البحرية الإسرائيلية ستتسلم مع بداية العام 2011، إحدى الغواصات من طراز دولفين المتطورة، من الشركة الألمانية، على أن تتسلم إسرائيل غواصة أخرى من ذات الطراز في العام 2012. وتستأجر الشركة قاعدة نرويجية بحرية لإجراء التجارب على الغواصات الجديدة. يشار إلى أن إسرائيل تستخدم ثلاث غواصات من طراز دولفين على مدى السنوات العشر الماضية، وقد تم بناء هذه الغواصات في ألمانيا خلال التسعينيات من القرن الماضي. وبإمكان غواصات الدولفين إغراق السفن العدوة، باستخدام صواريخ متطورة، وهي مجهزة بصواريخ من طراز كروز الاستراتيجية، التي يبلغ مداها 1500 كلم، ويمكن أيضاً تسليحها برؤوس نووية.