يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
2/10/2010
فلسطين
خلال اجتماعها في رام الله برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تدارست القيادة الفلسطينية التطورات الأخيرة بالنسبة لموضوع المفاوضات، بعد الاستماع إلى تقرير مفصل من الرئيس عباس. وأكدت القيادة، بعد المناقشات، أن وقف الاستيطان هو الدليل الملموس على جدية المفاوضات والعملية السياسية، وأشارت القيادة إلى أن هذا المطلب أجمع عليه العالم بأسره بما فيه الإدارة الأميركية، التي طالبت إسرائيل بتجميد تام للنشاطات الاستيطانية. وعقب الاجتماع، أصدرت القيادة الفلسطينية بياناً تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أكدت فيه عدم جدية الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع مساعي السلام وذلك بسبب إصرارها على الجمع بين التوسع الاستيطاني والمفاوضات. وأضاف البيان أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى استخدام المفاوضات كغطاء لمواصلة النهج الاستيطاني وتغيير معالم الأرض الفلسطينية. وحملت القيادة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تعطيل المفاوضات والعملية السياسية، والمسؤولية عن إحباط الجهود السياسية للإدارة الأميركية واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي بأسره. وأضاف البيان أن استئناف المفاوضات يتطلب خطوات ملموسة تثبت جديتها، وفي مقدمتها وقف الاستيطان من دون قيود أو استثناءات. وشدد البيان على ضرورة مواصلة الجهود السياسية واستعدادها للمشاركة الفعالة في هذه الجهود لضمان انطلاق المفاوضات المباشرة على أساس خال من أساليب الخداع، ومن سياسة فرض الأمر الواقع عبر التوسع الاستيطاني. وذكر البيان أنه سيتم دراسة الخيارات السياسية المطروحة لحماية الحقوق الفلسطينية والعربية مع لجنة المتابعة العربية لضمان انطلاق العملية السياسية وفق أسس جدية تنسجم وقواعد الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. ورحب البيان بالنتائج التي أسفرت عنها جهود المصالحة الوطنية، مؤكداً ضرورة مواصلتها كي يتم التوصل إلى إنهاء الانقسام.
في حديث صحافي، كشف رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، أنه خلال اللقاء الأخير بين حركة فتح وحركة حماس في دمشق، تم التوصل إلى اتفاق واضح بينهما، وتم أخذ ملاحظات حماس بجدية. وبالنسبة للورقة المصرية، قال الأحمد أنه لم يكن هناك ملحق أو مرفق بل هناك تفاهمات وملاحظات فلسطينية داخلية، تتضمن تفسيراً لما ورد في الورقة المصرية. وأضاف بأن التفاهم كان مشتركاً عليها، كما تم حسم مسألة منظمة التحرير الفلسطينية، التي تعتبر أهم قضية نوقشت وحسمت في الحوار الشامل. وأشار الأحمد إلى أن قضية الأمن ستناقش في حال بقيت الأجواء التي كانت سائدة في اجتماع دمشق وبعيداً عن التصريحات من غزة. وأوضح أن قضية الأمن تعتبر من أهم العراقيل على توقيع الورقة المصرية، مشيراً إلى أن قضية الأمن تفصيلية ولا يستوعبها أحد. وبعد الانتهاء من قضية الأمن، توقع الأحمد أن يتم التوقيع على الورقة دون أية مشاكل وخلال وقت قريب.
حذر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب مصطفى البرغوثي، من خطورة مواصلة المفاوضات، مع مواصلة الاستيطان، وأكد على الخطورة الكبيرة في فصل القدس عن الضفة الغربية في موضوع تجميد الاستيطان. ولفت إلى الحلول المطروحة التي تستثني القدس من التجميد، ما يعني تكريس سابقة وأمراً واقعاً جديداً يتم من خلاله اقتطاع القدس عن سائر الأراضي الفلسطينية والدولة الفلسطينية المنشودة. واعتبر أن الاحتلال يستخدم المفاوضات مع السلطة غطاء لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى ما يجري في الأراضي الفلسطينية من انفلات المستوطنين والشروع بعمليات البناء، مضيفاً أن هذا الأمر يؤكد أن المفاوضات الحالية هي غطاء يستخدمه الإسرائيليون كغطاء لعملية التهويد والضم ولعملية تكريس نظام الفصل العنصري وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني. وأكد البرغوثي أن دوامة الصراع ستبقى في المنطقة ما لم يتم ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لإلزامها بالقانون الدولي وانهاء الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث.
خوفاً من انهيار المفاوضات المباشرة، تدخل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي – مون شخصياً لدى الفلسطينيين والإسرائيليين. وخلال اتصال هاتفي أجراه مع أطراف عدة منها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جوج ميتشل، حث كي – مون على مواصلة المفاوضات. ويحاول ميتشل منع المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين الشهر الماضي في واشنطن برعاية أميركية، من الانهيار. ودعا كي – مون الأطرف كافة إلى خلق مناخ ملائم لإنجاح المفاوضات، وأعرب عن أمله في أن تعمل إسرائيل على كبح سياسة الاستيطان.
رداً على التصريحات التي أدلى بها المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين، محمد بديع، عبر موقع إخوان أون لاين، والتي توقع فيها انهيار السلطة الفلسطينية على طاولة المفاوضات، شنت السلطة الفلسطينية هجوماً غير مسبوق على بديع، معتبرة أن تصريحاته هي بمثابة فتوى لاستمرار الفتنة والانقلاب والإبقاء على الانقسام الذي أقدمت عليه حركة حماس. وقال الناطق باسم السلطة الفلسطينية، أن قادة الإخوان المسلمين يحاولون كعادتهم قلب الحقائق، وتزييف الوقائع وتزوير التاريخ، لافتاً إلى تمسك الرئيس محمود عباس بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها وقف الاستيطان بشكل كامل وإقامة الدولة الفلسطينية، واضاف أن الرئيس عباس لم يتنازل عن حق عودة اللاجئين إلى وطنهم. وكان مرشد الإخوان المسلمين، قد اعتبر في تصريحاته أيضاً، أن الشعب الفلسطيني يتأهب لانتفاضة ثالثة في ذكرى الانتفاضة الثانية، واصفاً الشعب الفلسطيني، بأنه يغلي كالمرجل في الضفة وغزة ضد الإسرائيلين ومن يدعمهم. فيما نصح الناطق باسم السلطة الفلسطينية، الإخوان المسلمين، بقراءة الواقع واستخلاص العبر الصحيحة والإقرار بالحقائق الصادقة دون تفسير ملتو أو قصد مشبوه.
إسرائيل
حث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الفلسطينيين على عدم الانسحاب من المفاوضات، بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود بسبب معاودة البناء الإسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية. ورداً على تصريحات مصدر فلسطيني مسؤول بأنه لن يتم استئناف المفاوضات ما لم تجدد إسرائيل قرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة، اتهم نتنياهو الفلسطينيين بمخالفة روح المفاوضات التي بدأت قبل نحو شهر، وذلك بفرض شروط مسبقة. وأضاف نتنياهو بأن الطريق لتحقيق اتفاق سلام تاريخي بين الطرفين يكون بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بجدية وبوعي، وليس تركها. وأوضح نتنياهو أن طاولة المفاوضات هي المكان حيث يتم حل الخلافات بين الطرفين. واعتبر نتنياهو أن المفاوضات بدأت منذ نحو شهر بعد أن دخلها الفلسطينيون من دون شروط مسبقة، وبعد أن قدمت الحكومة الإسرائيلية عدة تنازلات لدفع الحوار إلى الأمام. واعتبر نتنياهو أن البناء في المستوطنات في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية هو الأبطأ بين جميع الحكومات منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وأعرب نتنياهو عن أمله في أن لا يدير الفلسطينيون ظهرهم للسلام، وفي أن يواصلوا المفاوضات كي يتم التوصل إلى اتفاق سلام خلال عام.
دعت زعيمة المعارضة ورئيسة حزب كاديما، تسيبي ليفني، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ القرار المناسب الذي يساعد على مواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين، وذلك رداً على الإعلان الرسمي الذي صدر عن بنيامين نتنياهو الذي أكد على مواصلة البناء في المستوطنات على رغم تهديد الفلسطينيين بالانسحاب من المفاوضات في حال مواصلة البناء. وقالت ليفني في بيان لها أن نتنياهو يعلم أن إمكانية اتخاذ قرارات من شأنها ضمان مواصلة المفاوضات، هي أمر بيده شخصياً، وأضافت أن حزب كاديما سيدعم أي قرار من شأنه تسهيل المفاوضات وتعزيز المصالح الأمنية لإسرائيل. وأشارت إلى أن نسف المفاوضات سيكون له تبعات خطرة على إسرائيل، مضيفة أن كاديما سيحارب تطبيق أي قرارات قد تؤدي إلى إفشال المفاوضات. وقالت ليفني أن على نتنياهو أن يختار المصالح الإسرائيلية على المدى الطويل بدلا من اختيار مصالحة السياسية الخاصة.
رحبت الولايات المتحدة الأميركية بقرار جامعة الدول العربية بتأجيل مؤتمرها لمدة أربعة أيام، سامحة بذلك للولايات المتحدة بمواصلة جهودها لمنع مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية من الانهيار. وفيما لم تصدر الإدارة الأميركية تعليقاً رسمياً على تهديدات منظمة التحرير الفلسطينية بتعليق مفاوضات السلام المباشرة، وهو ما يؤدي إلى طريق مسدود يحمّل الفلسطينيون إسرائيل المسؤولية عنه، بسبب رفضها لتمديد قرار تجميد الاستيطان، اعتبر مصدر في الإدارة الأميركية أن واشنطن على ثقة بقدرة دول عربية أخرى على لعب دور حيوي في عملية السلام. وأضاف المصدر، أن واشنطن تحث الدول العربية على اتخاذ خطوات لتشجيع الثقة بين الأطراف وإعطاء الدفع الحقيقي لهذه المحادثات. وقال المصدر، أن الولايات المتحدة تعتبر أن تجميد البناء في المستوطنات يجب أن يتواصل، مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيبقى في المنطقة لمحاولة إقناع إسرائيل والسلطة الفلسطينية على مواصلة المفاوضات. وأشار إلى أن ميتشل سيحاول الحصول على موافقة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية لاتخاذ قرار يمنع الوصول إلى مأزق لا يمكن إصلاحه.