يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
15/3/2011
فلسطين
شهدت الأراضي الفلسطينية ومناطق عدة في الشتات، اليوم 15 آذار، مسيرات شعبية حاشدة تدعو إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والجغرافية بين شطري الوطن. وشارك عشرات الآلاف من المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة في المسيرات، التي ضمت مختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية، إضافة إلى نشطاء سلام ومتضامنين أجانب داعمين للقضية الفلسطينية. ورفع المشاركون في الحملة الشعبية لإنهاء الانقسام تحت اسم شباب 15 آذار، شعاراً رئيسياً هو الشعب يريد إنهاء الانقسام. من ناحيتها، رحبت الحكومة في رام الله خلال اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة، سلام فياض، بالتحرك الشعبي الذي يقوده شباب فلسطين لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. واعتبرت الحكومة أن التحرك الشعبي هو مطلب أساسي لإنهاء الاحتلال وتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للوفاء باستحقاق أيلول/ سبتمبر القادم، الذي يلزم إسرائيل بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، وأهمها إنهاء الاحتلال والحق في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. أما الرئيس محمود عباس، فأعرب خلال اجتماع له مع قادة الأجهزة الأمنية، عن دعمه لحركات الشباب الفلسطيني المناهضة للانقسام، مؤكداً ضرورة تطبيق سيادة القانون والحفاظ على الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، معتبراً أن الديمقراطية تعزز السلام، والشعوب تختار من يمثلها. يشار إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها فتح وحماس، دعت شبابها وعناصرها إلى المشاركة في هذا اليوم تحت عنوان إنهاء الانقسام. كما أن مجموعة من الشباب، كانت قد بدأت أول من أمس إضراباً عن الطعام، وسط دوار المنارة في رام الله، حيث أمضى أعضاء المجموعة ليلتهم في خيام خاصة في محاولة للضغط على كافة الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام. أما في الشتات، فقد اعتصم المئات من أبناء الجالية الفلسطينية في مصر أمام مقر السفارة الفلسطينية في القاهرة، للمطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتعزيز الوحدة والاتفاق. وفي تونس، نظمت الجالية الفلسطينية وقفة تضامنية أمام مقر السفارة، دعت إلى ضرورة الإسراع باستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام. وتكرر الأمر في أمام بعثات فلسطين لدى ألبانيا، وروما ولندن.
ذكرت مصادر في قطاع غزة أن وزارة الداخلية في حكومة غزة طالبت المعتصمين في ميدان الجندي المجهول بإخلائه وذلك لإتاجة الفرصة أمام المبادرات السياسية. وأضافت المصادر أن الحكومة في غزة دعت الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة النظام والهدوء وإتاحة الفرصة للتفاعل مع المبادرات السياسية لإنهاء الانقسام، مشيرة إلى أنها تقدر تعاون أبناء الشعب وشباب فلسطين مع الجهود الكبيرة التي بذلتها الشرطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية لحماية تظاهرة إنهاء الانقسام وإنهاء الاحتلال والحفاظ على الثوابت. ودعت الداخلية إلى إعادة ميدان الجندي المجهول إلى وضعه الطبيعي، بناء على إعلان مكتب التنسيق الشبابي انتهاء الفعاليات. ولاحقاً أعلنت مصادر المعتصمين في ميدان الجندي المجهول وساحة الكتيبة في غزة، أن عناصر أمنية ومدنية هاجمت ساحة الكتيبة بالعصي محاولة فض الاعتصام بالقوة، وقامت بإحراق الخيام رغم تواجد المعتصمين فيها، فيما ذكر شهود عيان، أن الشرطة في غزة احتجزت عشرات الصحافيين وصادرت كاميراتهم بعد تغطية عملية هجوم الشرطة على المعتصمين. وأكد المعتصمون في ساحة الكتيبة في غزة، أنهم قرروا عدم مغادرة المكان تحت أي ظرف كان.
في كلمة له دعا رئيس الحكومة في قطاع غزة، إسماعيل هنية، رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس إلى زيارة غزة والبدء بحوار وطني شامل، سواء كان في غزة أو في أي مكان. وأعلن هنية استجابة حكومته لكافة مطالب الشباب بتحقيق المصالحة الوطنية على أسس وطنية. وأضاف هنية أن الحكومة تابعت التحرك الجماهيري في الضفة وغزة، الذي استند إلى التوافق الوطني والدعم والإسناد من الحكومة، موضحاً أن الحكومة أصدرت التعليمات لإنجاح هذه الفعاليات وتوفير المناخ الميداني اللازم لها، كي تنعكس الصورة المشرفة للشعب، من أجل تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة للشعب والقضية. واعتبر هنية أن سبب استمرار الانقسام هو عدم توفر القرار السياسي لدى العديد من القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية، والعديد من التدخلات. لكن هنية، أوضح أن الحكومة في غزة مع النظام والقانون وضد الفوضى، وأخذ المسائل بعيداً عن أهدافها.
ذكرت مصادر فلسطينية في الخليل، أن مستوطناً أطلق النار باتجاه شاحنة فلسطينية بالقرب من بلدة بني نعيم في محافظة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية. وأوضحت المصادر أن إطلاق النار من قبل المستوطن على الشاحنة أدى إلى انفجار إطاراتها، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. يشار أن المستوطنين يقومون باعتداءات متواصلة ضد المواطنين في الضفة الغربية، مستهدفين الممتلكات والأراضي. وذكر مواطنون في الخليل أنهم أمضوا ليلة أمس في حالة خوف كبير بسبب الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون. وأضاف عدد من السكان أنهم أمضوا ليلة من الترقب والحذر ولم ينم الأطفال بسبب هجوم مجموعة من المستوطنين على منازل المواطنين في ساعات الليل والفجر، ما أشاع حالة من الخوف والرعب.
بعد قيام قوات الأمن التابعة لحكومة غزة بتفريق الاعتصام الذي يضم الآلاف في ساحة الكتيبة بالقوة، وبعد تعرض العشرات من المواطنين للضرب بالعصي ما أدى إلى إصابة العشرات برضوض وجروح، دانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة تفريق الاعتصام السلمي بالقوة. وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش إدانة الحركة لفض التجمع بالقورة، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يستهدف إجهاض مبادرة رئيس الحكومة، إسماعيل هنية لاستئناف الحوار ويشكل تجاوزاً للوفاق الوطني بحماية المتظاهرين من قبل الشرطة. وطالب البطش بإجراء تحقيق ومحاسبة الجهة التي أصدرت القرار مؤكداً على أهمية بذل وتكثيف الجهود لاستئناف الحوار الهادف إلى إنهاء الانقسام. من ناحيته، دان المكتب الإعلامي الحكومي التابع للحكومة في غزة، ما اعتبره تغطية كاذبة، رافضاً كل الافتراءات والتضليل والتشويه للصورة الحضارية التي اتسمت بها غزة اليوم. ودانت الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية، وجبهة اليسار، ما وصفوه بقمع حركة حماس للاعتصام السلمي واستخدام القوة ضد المواطنين المعتصمين في ساحة الكتيبة للمطالبة بإنهاء الانقسام.
إسرائيل
كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أنها احتجزت سفينة كانت تحاول تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. وقال نائب قائد قوات البحرية الإسرائيلية، راني بن يهودا، أن العملية التي قامت بها البحرية الإسرائيلية منعت تهريب أسلحة ذات أهمية استراتيجية إلى قطاع غزة. وأضاف أنه لو وصلت هذه الأسلحة إلى المنظمات الإرهابية، فقد يتم استخدام هذه الصواريخ المضادة للسفن، لضرب سفن البحرية الإسرائيلية والسفن المدنية في ميناء أسدود. وكانت مصادر البحرية الإسرائيلية قد ذكرت أنها وجدت عدة صواريخ مضادة للسفن على متن الباخرة فيكتوريا. وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي فإن الأسلحة والذخائر التي وجدت على متن الباخرة قد تصل إلى خمسين طناً. وقال بن يهودا، أن الأسلحة تم تهريبها من إيران إلى سورية، حيث تم جمع الأسلحة في الطريق إلى تركيا قبل أن تبحر إلى مصر. وأكد بن يهودا ثقته بأن تركيا ومصر لا تعلمان شيئاً عن الأسلحة المخبأة في الباخرة. وكانت قوات النخبة في وحدة شايتيت 13 التابعة لقيادة البحرية قد سيطرت على الباخرة فيكتوريا من دون مقاومة بينما كانت على بعد 200 ميل من ساحل إسرائيل، وحولتها إلى ميناء أسدود.
في حديث إلى لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي، قال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أن فرنسا لن تعترف بدولة فلسطينية بمفردها، لكن الاحتمال قائم بان يقوم الاتحاد الأوروبي بهذه الخطوة، موضحاً أن فرنسا لا تفكر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى الآن، إلا أن هذا الأمر يجب أن لا يكون مستبعداً. يشار إلى أن بريطانيا كانت قد أعلنت أنها قررت رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لبعثة السلطة الفلسطينية لديها، لكن المصادر أوضحت إلى أن هذه الخطوة بعيدة جداً عن خطوة الاعتراف بالدولة. وكانت فرنسا وإسبانيا والبرتغال قد اتخذت الإجراء ذاته بالنسبة لرفع مستوى التمثيل الفلسطيني لديها. فيما اعترف عدد من دول أميركا اللاتينية بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، كان آخرها دولة الباراغوي.
خلال جولة لتفقد الجدار الذي يتم بناؤه على طول الحدود مع مصر، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه أصدر تعليماته إلى الجيش الإسرائيلي للبدء بوضع مخطط لبناء سياج أمني على طول الحدود مع الأردن. وأوضح في كلمة أمام مؤتمر النقب في إيلات، أنه يجب بناء سياج أمني في الشرق أيضاً، لأنه في حال تم إقفال الحدود في جهة، فسوف يدخلون من منطقة عرابة. وأضاف نتنياهو أن المتسللين من أفريقيا تمكنوا من الدخول إلى مدن النقب، إضافة إلى كل المدن في إسرائيل، وقد أدى ذلك إلى تغيير التكوين السكاني وإلى الاستيلاء على وظائف الإسرائيليين. ولفت إلى أن عمليات التسلل تهدد بتغيير الطابع اليهودي والديمقراطي لدولة إسرائيل، ولهذا يجب وقف تدفق المتسللين لحماية مستقبل إسرائيل. من ناحيته، قال وزير الداخلية، إيلي يشاي، أن إقامة السياج ضروري للحفاظ على الأقلية اليهودية في إسرائيل. وأوضح نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يائير نافيه، أن الجيش سيحاول الانتهاء من السياج الأمني على الحدود الجنوبية مع بداية الصيف القادم. ومنذ بناء السياج الأمني على طول الحدود مع مصر، سجلت المؤسسة العسكرية انخفاضاً ملحوظاً في عدد المتسللين، من معدل 1200 متسلل شهرياً خلال العام الماضي، إلى 400 متسلل شهرياً خلال العام الحالي.