يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
25/5/2011
فلسطين
في كلمة خلال افتتاح اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله اليوم، أكد الرئيس محمود عباس أن المفاوضات لا تزال الخيار الأساسي للفلسطينيين، لكنه أضاف أنه في حال لم يحصل تقدم قبل شهر أيلول/ سبتمبر، فسيتم التوجه إلى الأمم المتحدة. وأوضح عباس أن خيار التوجه إلى الأمم المتحدة لا يقصد به عزل إسرائيل، ولا سحب الشرعية عنها، مضيفاً ان الفلسطينيين يريدون ذلك، لمخاطبة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهذا لا يعد عملاً أحادياً، مشيراً إلى أن الاستيطان هو العمل الأحادي. واعتبر عباس، أن خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما فيما يتعلق بحدود العام 1967، يشكل أرضية يمكن أن يتم التعامل معها بإيجابية، مضيفاً أنه لا بد من التعامل مع باقي القضايا والمرجعيات، إذ لا بد من المرجعيات الدولية التي أقرتها الشرعية الدولية واللجنة الرباعية والعالم، لكنه شدد على ضرورة تحديد سقف زمني لهذه المفاوضات التي لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. وبالنسبة للمفاوضات، قال عباس أنها يجب أن تشمل كل قضايا الوضع النهائي من دون استثناء، مؤكداً عدم القبول بوضع الحلول قبل المفاوضات كما فعل نتنياهو. وبالنسبة لخطاب بينامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي يوم أمس، قال عباس أن نتنياهو ابتعد كثيراً عن عملية السلام بخطابه بما فيه من مغالطات وتحريف. ولفت إلى أن نتنياهو وضع حلولاً لمعظم القضايا، إن لم يكن كلها، وذلك قبل أن تبدأ المفاوضات، مشيراً إلى، أن الأهم من هذا، أن نتنياهو لم يتحدث عن شيء يمكن أن يتم البناء عليه بشكل إيجابي. أما المصالحة الفلسطينية، فقال عباس أنها مصلحة فلسطينية أساسية لا بد من إنجازها ولا بد من إتمامها، موضحاً أنه تم الاتفاق في القاهرة على تشكيل حكومة مستقلة من شخصيات تكنوقراط، مجدداً القول بأن عمل الحكومة سيكون التحضير للانتخابات وإعادة الإعمار، أما الأمور السياسية فهي من شأن منظمة التحرير الفسطينية. وذكر عباس أن لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعاً بعد عدة أيام بناء على طلب الجانب الفلسطيني لبحث الموقف العربي، مشيراً إلى أن العرب وافقوا على الاجتماع المقرر عقده في الدوحة. وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة خلال الأيام الماضية، تحتاج إلى موقف فلسطيني وعربي، لمعرفة ما يجب عمله في المرحلة المقبلة.
في بيان صدر عن القيادة الفلسطينية بعد اجتماعها اليوم في رام الله، وتلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أكدت القيادة أن إغلاق الأبواب أمام العملية السياسية سيدفع القيادة الفلسطينية إلى درس جميع الخيارات الأخرى، إضافة إلى التوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن في شهر أيلول/سبتمبر القادم، كما أن القيادة ستواصل المطالبة بالحصول على اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية. كما أكد البيان أن القيادة الفلسطينية ستواصل مساعيها الدبلوماسية، خاصة بعد أن تعقد اللجنة العربية المشتركة اجتماعها في قطر يوم السبت القادم، للتوصل إلى موقف عربي موحد لمواجهة المخاطر القادمة التي تهدد عملية السلام. وطالب البيان، العالم بالاختيار بين السلام الحقيقي وبين الاحتلال والاستيطان وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى ترحيب القيادة الفلسطينية بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967، تكون لها حدود مع الأردن ومصر وإسرائيل، وأن تشمل المفاوضات مواضيع الحل النهائي. واعتبرت القيادة أن على إسرائيل الموافقة على المبدأ الذي حدده الرئيس أوباما بحل الدولتين على أساس حدود حزيران/ يونيو 1967، لكن البيان طالب بوضع آلية فعلية وجدول زمني لا يتجاوز شهر أيلول القادم من قبل مجلس الأمن واللجنة الرباعية لتنفيذ أفكار الرئيس محمود عباس، والمرجعيات الأخرى التي تستند إلى الشرعية الدولية، كي تنطلق العملية السياسية بشكل جاد. واستنكر بيان القيادة خطاب بنيامين نتنياهو، معتبراً أن أقواله ومواقفه تؤكد مواصلة الاحتلال والاستيطان، إضافة إلى الذرائع التي تزور التاريخ والواقع. ولفت إلى أن المصالحة الفلسطينية، التي تتعرض للتهجم بهدف تعطيلها وإحباطها، تستند إلى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، وهذا مصدر قوتها، لكن البيان شدد على ضرورة تنفيذ اتفاق المصالحة بشكل دقيق وعاجل، كما أكد التزام منظمة التحرير الفلسطينية ببرنامجها الوطني والاتفاقات التي وقعتها والقرارات السابقة.
خلال احتفال أقيم بمناسبة اختتام فعاليات ذكرى النكبة في غزة اليوم، ورداً على دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتيناهو، السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن المصالحة مع حركة حماس والعودة إلى المفاوضات، دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية، حركة فتح وحركة حماس، إلى إنجاح المصالحة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية. واعتبر أن تصريحات نتنياهو تعبر عن الوجه الحقيقي لإسرائيل المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية. ودعا هنية إلى تنفيذ استراتيجية من خمس نقاط، رداً على ما طرحه نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركي، مشدداً على ضرورة تعزيز خيار المقاومة والصمود والخروج من المفاوضات التي وصفها بالعباءة السوداء، والمزاوجة بين العمل السياسي والمقاومة الفعالة، والتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وعدم التفريط بها، وأهمها حق العودة من كل أماكن تواجد الفلسطينيين في فلسطين وخارجها، ودعا إلى انخراط الفلسطينيين في الشتات في معركة التحرير ميدانياً وإلى التحرك سلمياً. كما دعا إلى الاستفادة من حالة التحول التاريخي التي تشهدها المنطقة وشعوبها.
في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية، انتقد وزير خارجية لوكسمبرغ، جان أسلبورن، موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورفضه العودة إلى الحدود التي احتلتها إسرائيل عام 1967، مشيراً إلى أن أوروبا تدعم موقف الرئيس الأميركي، باراك أوباما الذي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967. واعتبر أسلبورن، أن رفض نتنياهو العودة إلى حدود 1967 هو تعبير عن الغطرسة الإسرائيلية، خاصة وأن أوباما أوضح أن هناك إمكانية لتعديل حدود 1967 بواسطة عملية تبادل للأراضي. وأشار إلى القيود التي يضعها نتنياهو أمام الواقع السياسي، مضيفاً أنه يقامر بمواقفه هذه بتجميد العملية السياسية، وأن الخطوات التي يقوم بها، قاتلة لعملية السلام. وطالب أسلبورن أوروبا التفكير باتخاد خطوات سياسية ضد إسرائيل، في حال أصرت على مواقفها. وأوضح أسلبورن أن الضمان الوحيد لأمن إسرائيل هو اتفاق سلام مع الفلسطينيين والعالم العربي، رافضاً مطالبة نتنياهو للسلطة الفلسطينية، الاختيار بين حركة حماس والسلام مع إسرائيل، كما دعا إلى إنهاء مقاطعة حركة حماس وفتح محادثات معها في محاولة لجذبها إلى العملية الديمقراطية والطريق السليم.
إسرائيل
بعد يوم واحد على إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه لن يتم تقسيم القدس، شارك رئيس الكنيست وعدد من الوزراء في احتفال بمناسبة إقامة مستوطنة معاليه زيتيم، وهي مستوطنة يهودية جديدة في القدس الشرقية قرب راس العمود. وشارك في الاحتفال رئيس الكنيست، روفين ريفلين، ورئيس بلدية القدس، نير بركات، ووزير التربية جدعون سعار، ووزير حماية البيئة غلعاد إردان، ووزير الداخلية إيلي يشاي، ووزير الإعلام دانييل هيرشكوفيتز. وخلال الاحتفال تجمع العشرات من نشطاء اليسار الإسرائيلي خارج موقع الاحتفال، هاتفين بأن اليهود والعرب ضد معاليه زيتيم، وبأنه لم يعد هناك خجل في المدينة المقدسة. وخلال الاحتفال، ألقى ريفلين كلمة وجه من خلالها تحذيراً مرتكزاً إلى سياسة الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه مؤخراً. وأشار، إلى أنه حتى الآن، وعلى الرغم من الاختلاف في الآراء، إلا أن العلاقات مستمرة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية على أساس المصالح المشتركة، والمبادئ الديمقراطية المشتركة والاعتراف بحق الشعب اليهودي بوطنه. لكنه أضاف، أنه حالياً يسمع نغمة جديدة من رئيس الولايات المتحدة، منها أن إسرائيل لا يجب أن تضع شروطاً قاسية لحماية وجودها، وأن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن أمن إسرائيل ووجودها، متسائلاً، ماذا سيحدث إذا اعتقد رئيس للولايات المتحدة يوماً ما، أن وجود إسرائيل يتناقض مع المصالح الأميركية. ودان ريفلين أولئك الذين يسعون إلى تقسيم القدس، معتبراً ذلك كارثة على المدينة وسكانها.
خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون في لندن، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن قراراً حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وفي حين أكد أن حل الدولتين ممكن تحقيقه، أوضح أن السعي للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال الأمم المتحدة سيكون خطأ. وقال أوباما، أن على الفلسطينيين أن يفهموا، أن عليهم التزامات أيضاً. واعتبر أوباما أن الصراع يقع على أربع نقاط مركزية هي الحدود وأمن إسرائيل وقضية اللاجئين والقدس. وأضاف أن القضيتين الأخيرتين، هما ذات طبيعة عاطفية غير عادية، وتتطلبان تنازلات شديدة. وقال، أن هدفه، الذي أوضحه في الخطاب الذي ألقاه، هو دولة يهودية لإسرائيل تكون آمنة ومعترف بها من قبل جيرانها، ودولة ذات سيادة لفلسطين، يتمكن فيها الفلسطينيون من تحديد مصيرهم ومستقبلهم. واعترف أوباما، بأن حركة حماس لن تكون شريكاً في المفاوضات حتى تنبذ العنف وتعترف بإسرائيل. مشيراً إلى أنه من حق الإسرائيليين الشعور بالقلق من المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بما أن حماس لا تعترف بإسرائيل ولم تنبذ العنف. وأعرب أوباما وكاميرون عن دعمهما لأمن إسرائيل، والدولة الفلسطينية ذات السيادة.
أعرب مستوطنون يقيمون خلف حدود العام 1967 عن قلقهم بعد سماع خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو الذي قال خلال خطابه أمام الكونغرس الأميركي، أن إسرائيل سيكون عليها التنازل عن أجزاء من أرض إسرائيل. وقال أحد المستوطنين، أن احتمال أن تصبح المستوطنات اليهودية جزءاً من الدولة الفلسطينية، يثير غضب المستوطنين، معتبراً أن الأمر عبارة عن انتحار كبير، سيؤدي إلى تدمير المستوطنين. وقال أحد سكان مستوطنة عتيريت، أنه إذا تم أخلاء المستوطنين بالقوة، فسوف يقاومون ذلك، أما إذا تركوهم تحت رحمة الفلسطينيين، فمن الطبيعي أيضاً أن يقاوموا ذلك، معرباً عن اعتقاده بأن أكثرية اليهود ستعارض ذلك. وأشار إلى أنه عاد من خدمة الاحتياط فقط منذ يومين، وأنه يجب التذكير بأنه تم إرسالهم إلى المستوطنات من قبل الدولة، وبأن حقوقهم وحياتهم ليست أقل أهمية من حقوق وحياة المواطنين الآخرين.