مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أعرب رئيس الحكومة إيهود أولمرت عن رغبته في بدء حوار مع السعودية ودول عربية معتدلة أخرى، وذلك في أعقاب القرار الذي اتخذته القمة العربية في الرياض بشأن إقرار مبادرة السلام العربية مجدداً. وقال أولمرت في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" إنه سيسعده المشاركة في لقاء قمة إقليمي يمنح الدعم للمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وأثنى على الملك السعودي عبد الله بسبب تدخله في العملية السياسية ومبادرته إلى دفعها قدماً. وأضاف أن النقاط الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية لن يتم إخلاؤها إلا بعد أن يحارب الفلسطينيون الإرهاب.
اتسم الرد الإسرائيلي الرسمي على قمة الرياض، الذي صدر عن وزارة الخارجية بالتنسيق مع ديوان رئيس الحكومة، بالفتور. وتجاهل الرد مضمون قرارات القمة وركز على دعوة الدول العربية المعتدلة إلى الاجتماع مع إسرائيل بهدف الحوار.
وجاء في البيان: "إن إسرائيل تؤمن بالسلام وترغب في إقامة علاقات سلمية وعلاقات جوار حسنة، سواء مع الفلسطينيين أو مع دول المنطقة كلها. كما أنها معنية بالحوار مع الدول العربية الراغبة في السلام معها، بهدف دفع مسارات التطبيع والتعاون قدماً، وتأمل بأن تساهم قمة الرياض في ذلك. إن موقف إسرائيل من عملية السلام مع الفلسطينيين يستند إلى مبادئ أساسية، وجوهرها قيام دولتين قوميتين تلبي كل منهما حاجات شعبها - إسرائيل للشعب اليهودي وفلسطين للشعب الفلسطيني- دولتين تعيشان بسلام من دون تهديد الإرهاب والعنف، ولذا هناك ضرورة للحوار المباشر بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي استطاعة الدول العربية المعتدلة القيام بدور إيجابي يشجع التعاون الإقليمي، ويدعم المسار الإسرائيلي الفلسطيني، ويمكن أن يساهم الحوار بينها وبين إسرائيل في ذلك".
أدلى رئيس الحكومة إيهود أولمرت مساء أمس بتصريح ربط فيه بين قمة الرياض وحرب لبنان، فقال: "هذه عملية ساهمت حرب لبنان فيها. فهي عملية جعلت الدول المقررة في العالم العربي تبدأ بفهم أن دولة إسرائيل ليست أكبر المشكلات التي تواجهها، الأمر الذي يشكل تغييراً جذرياً في النظرة إلى العالم". وأضاف: "كان مؤتمر الرياض، بكل تأكيد، شأناً جدياً. إننا لا نوهم أنفسنا. إنهم يريدون منا العودة إلى حدود 1967 ويريدون أيضاً حق العودة. المضمون مهم، لكن من المهم أيضاً أن ننظر إلى المناخ والسياق والاتجاه. السعودية هي الدولة التي ستقرر في النهاية قدرة العرب على التوصل إلى تسوية مع إسرائيل. يوجد هنا اتجاهات من المهم أن نتعامل معها. إن استعداد السعودية لقيادة المسألة والتدخل أمر يبعث على الاهتمام. إننا لا نبالغ في هذا الشأن، لكننا أيضاً لا نستهين به".
ووعد رئيس الحكومة بأن يتصرف "بفطنة وحذر" في كل ما يتعلق بقرارات المؤتمر "مع الاستعداد لخلق دينامية تحسّن العملية وتعززها. وهذا سيتطلب وقتاً. إننا نشعر بأن الفلسطينيين أيضاً يقتربون من نقطة الحسم. والأمور مرتبطة بعضها ببعض. سيكون هناك أوضاع صعبة أخرى وأزمات أخرى، لكن عندما نصل إلى نقطة الحسم ستحدث انطلاقة تمكننا من اتخاذ خطوات تاريخية....".
· في ظاهر الأمر، هناك عدة مسوغات مقنعة لمعارضة نشر الشهادات التي استمع إليها أعضاء لجنة فينوغراد على نطاق واسع. وقد عرض ديوان رئيس الحكومة هذه المسوغات على النحو التالي: الخوف "الحقيقي" من المساس بأمن الدولة وعلاقاتها الخارجية والعلاقات بين الأشخاص والمؤسسات التي تسهر على أمنها.
· تجربة الأشهر الأخيرة تدل على أنه من الأفضل التشكيك في دوافع الأشخاص المستلمين القيادتين السياسية والأمنية في إسرائيل. فليس كل ما يعزونه هؤلاء إلى الحرص على مصلحة الدولة ينجم عن دوافع نبيلة. فهناك مصالح أخرى ليست قليلة، بدءاً بعدم الرغبة في الإحراج العلني الذي ستتسبب به شهاداتهم فيما لو كانت تنطوي على انتقادات بحق المسؤولين عنهم أو بحق زملائهم، وانتهاء بنية إخفاء الإخفاقات العميقة التي رافقت سلوك كبار المسؤولين في أثناء الحرب.
· قال لي أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، ممن أدلوا بشهادات أمام اللجنة، أمس: "أعتقد أنه يتعيّن نشر شهادتي الكاملة في القريب العاجل... إن الحديث هنا يدور عن حرب عاشها شعب إسرائيل ولم تنته بصورة جيدة. ومن حق الجمهور أن يعرف الحقيقة، لأن من شأن أصحاب القرار أنفسهم أن يرسلوا أولادنا إلى الحرب المقبلة".
· آلاف الصواريخ التي سقطت على الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثانية، والشعور العام بالفشل على مستوى الوعي في الحرب ينضمان إلى قائمة الأسباب التي تبرر وصفها بأنها حرب غير مألوفة، ذلك بأنها أيضاً الحرب الأولى التي أديرت بلا وزير دفاع.
· رسمياً كان وزير الدفاع زعيم حزب مهم، لكن عمير بيرتس لم يؤد وظيفته على أتم وجه. وهذا هو الشعور السائد لدى الجمهور والمؤسسة الأمنية. لو أن الحرب انتهت بنتائج إيجابية لكانوا مروا عليها مرور الكرام، لكن النتائج كانت مغايرة.
· يستغرب الكثيرون كيف تم تعيين بيرتس لهذا المنصب، وهو نفسه يفهم ذلك أيضاً، ولذا قرر المطالبة بأن يكون وزير مالية في أي اتفاق ائتلافي مستقبلي.
· الحرب فاجأت بيرتس أيضاً. ولو عرف أنها ستندلع بعد وقت قصير من تسلمه منصبه كان يتنازل عن هذا التعيين، فما إن اندلعت حتى وجد نفسه في خضم وضع صعب لا يمكن تحمله.
· هل ما يجب استنتاجه أنه لا يجوز تعيين مدني في منصب وزير الدفاع؟ الجواب سلبي قطعاً. وسبق أن كان هناك نماذج جيدة شغل فيها مدنيون هذا المنصب، مثل موشيه أرنس وشمعون بيرس. كما أن ليفي أشكول أدار بصورة جيدة الشؤون الأمنية، وعندما واجه خطر اندلاع حرب كبرى، عشية حرب حزيران/ يونيو 1967، أخلى مكانه لموشيه دايان على الرغم من صعوبة هذه الخطوة من ناحيته.
· حتى بعد أن أقر الحكام العرب، أمس، خطة "السلام الكامل"، فإن الكرة تبقى في الملعب العربي. ويتعين على العرب، وعليهم فقط، أن يثبتوا حسن نيتهم. وعليهم أن يسافروا إلى الغرب من أجل إقناع وتجنيد الأسرة الدولية لتأييد خطتهم.
· إسرائيل سارعت إلى إعلان رفضها الخطة في صيغتها الحالية، حتى لو كانت تنطوي على إغراء "العلاقات الطبيعية مع كل الدول العربية". وكان كافياً رؤية الابتسامة العريضة على وجه الرئيس السوري، بشار الأسد، عندما أعلن رضاه عن نتائج قمة الرياض، كي نفهم أنه لا توجد هناك مفاجآت كبيرة.
· للتذكير فإن الأسد نفسه هو الذي أصر قبل خمسة أعوام، في قمة بيروت، على أن يضيف إلى صيغة "السلام الكامل في مقابل الانسحاب الكامل" بند حق العودة وحظر استمرار "استضافة" اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية. وبسبب إصراره هذا تجاهلت إسرائيل مبادرة السلام العربية.
· حصلت الرباعية العربية - مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة - على ضوء أخضر لزيارة واشنطن ومقر الأمم المتحدة في نيويورك لتجنيد دعم دولي لمبادرة السلام العربية. كما حصلت على تفويض لإقامة لجان عمل تبدأ المفاوضات، وذلك من دون ذكر اسم إسرائيل صراحةً. وإذا ما أصر العرب على التمسك بشروط الرئيس السوري، وإذا ما رفضوا اللقاءات المباشرة مع الإسرائيليين، فمن الممكن دفن مبادرة السلام العربية إلى أن تحين القمة المقبلة.
· عند الخروج من غرفة الاجتماعات في مكتب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، في 12 تموز/ يوليو 2006، اقترب اللواء غادي أيزنكوط، رئيس شعبة العمليات، من اللواء يتسحاق هرئيل، رئيس دائرة التخطيط، وهمس في أذنه قائلاً: "يجب أن نوقف كل شيء. إنهم [يقصد الوزراء] لا يفهمون عواقب القرار الذي اتخذوه". وقد حدث ذلك بعد دقائق معدودة من تقديم رئيس هيئة الأركان العامة، دان حالوتس، تقريراً عن قرار الحكومة القاضي بأن يهاجم الجيش الإسرائيلي منصات إطلاق الصواريخ في قلب قرى جنوب لبنان.
· لم يكن لدى أيزنكوط أدنى شك في أن حزب الله سيرد على مهاجمة القرى بقصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ، وبذلك ستبدأ معركة صعبة. وقد أجابه اللواء هرئيل، لاحقاً، بأنه لا يمكن وقف الطائرات. وأضاف أن كل شخص ممن اتخذوا قرار الهجوم موجود في شرنقة عالمه الخاص. وأقصى ما يمكن عمله هو السيطرة على الوضع، كي تكون له نهاية محددة.
· بحسب زعم اللواء هرئيل فإن كل طرف شارك في القرارات، التي اتخذت في ذلك اليوم المصيري، رأى الصورة بشكل مختلف. والوزراء الذين أقروا الهجوم في أعقاب اختطاف الجنديين، إلداد ريغف وإيهود غولدفاسر، في صباح ذلك اليوم في لبنان، لم يعرفوا أصلاً أن الجيش لم يوصِ بهذا الهجوم. ولم يملكوا إلا الموافقة والبصم على قرار جاهز عرض عليهم. واعتقدوا أن الجيش سيقوم بعملية قد تستمر عدة ساعات أو عدة أيام على الأكثر. ولم يكن في قدرتهم أن يفهموا أنهم عملياً اتخذوا قراراً بشن حرب.
· الخطط الجاهزة لدى الجيش لحالة حرب في لبنان كانت مختلفة تماماً، فقد شملت هجوماً على بعض منشآت البنى التحتية من أجل إجبار حكومة لبنان على أن تواجه حزب الله بقوة، وكذلك شملت عملية عسكرية برية لإبعاد صواريخ الكاتيوشا عن الحدود. لكن هذه الخطط تم إحباطها، إذ إن المؤسسة السياسية لم تقر ضرب البنى التحتية، كما أن رئيس هيئة الأركان العامة رفض شن أية عملية برية، من دون أن يعرض خطة أخرى. وبالتالي، فإن كلاً من كبار ضباط الجيش ورئيس هيئة الأركان العامة ورئيس الحكومة ووزير الدفاع والوزراء لم يعرف ما هي المرحلة التالية بعد مهاجمة صواريخ حزب الله.