مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
يدعو رئيس الحكومة إيهود أولمرت صباح اليوم (الخميس) المجلس الوزاري السياسي- الأمني إلى الاجتماع للبحث في توسيع العملية العسكرية في لبنان. وهناك خشية من أن تفسر سورية خطوة توسيع العملية، بصورة خاطئة، على أنها استعدادات لهجوم ضدها، على الرغم من أن إسرائيل ليس في نيتها الهجوم ومن أنها تصرح علناً أنه لا خطط لديها ضد دمشق.
ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يميل تدريجياً إلى الانتقال من أسلوب شن الهجمات والغارات على أهداف مختلفة مجاورة للحدود إلى الاحتفاظ مؤقتاً بشريط أمني، بهدف إبعاد مطلقي الصواريخ.
قالت مصادر سياسية في القدس لصحيفة هآرتس أن القوة الدولية التي سترسل إلى لبنان كجزء من التسوية لن تعالج مسألة نزع شبكة الصواريخ التابعة لحزب الله، وأنه سيكون مطلوباً منها تجريد قوات حزب الله والميليشيات الفلسطينية في جنوب لبنان من أسلحتها، وأن تضمن أن يكون جنود الجيش اللبناني الجهة الوحيدة التي ستحمل سلاحاً في جنوب لبنان. ولكن القوة لن تنشر في باقي المناطق اللبنانية التي تنتشر فيها شبكات صواريخ. كما أن القوة لن تنشر على المعابر الحدودية بين لبنان وسورية لمنع تدفق مزيد من الأسلحة لحزب الله. وبذلك تكون إسرائيل قد تنازلت عملياً عن مطلبها الأول القاضي بأن تشمل الترتيبات الأمنية الجديدة في لبنان نزع صواريخ حزب الله والحيلولة دون إعادة تسليحه لدى انتهاء القتال الحالي.
.... وتقوم الإدارة الأميركية بصياغة قرار جديد لمجلس الأمن يحل محل القرار 1559 الحالي ويحدد مهمات القوة الدولية وصلاحياتها. ومن المفترض أن يتضمن القرار بنوداً حول نزع سلاح حزب الله لكنه ليس من الواضح من سيطبقها.
ومن المفترض أن تنتشر القوة الدولية الجديدة على مرحلتين: "قوة تدخّل" تأتي إلى لبنان خلال 60 يوماً، وبعدها تأتي القوة الأساسية....
جاء في وثيقة نشرها اليوم (الأربعاء) مركز يافي للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل أبيب: "إن الشكل الذي ستنتهي عليه هذه المواجهة ستكون له تأثيرات بالغة على مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط. ففيما يتعدى تأثيره المباشر على الوضع على الحدود اللبنانية، سيكون له أيضاً تأثير كبير على وضع إسرائيل والإمكانيات التي ستفتح أمامها على الساحة الفلسطينية وأمام العالم العربي عامةً".
ففي حلقة دراسية حول موضوع "الحرب في الشمال- التهديد في مواجهة حزب الله وانعكاساته" أوضح البروفسور دافيد منشاري، رئيس مركز الدراسات الإيرانية بجامعة تل أبيب، "أن الصراع في لبنان جزء من حرب أوسع، حرب بقاء دولة إسرائيل.... الآن هذه حرب لترسيخ وجود دولة إسرائيل والويل لنا إذا خرج حزب الله من هذه الحرب وله اليد الطولى. سيكون هذا خطراً للغاية على دولة إسرائيل".
وعلى حد قول البروفسور إيتمار رابينوفيتش، رئيس جامعة تل أبيب، فقد طرأ خلال السنوات الأخير تدهور على قوة وتأثير سورية، التي تحولت إلى "لاعب ثانوي" في الشرق الأوسط. في المقابل، ازدادت إيران قوة وأصبحت اًللاعب الرئيسي" صاحب السيطرة المركزية في المنطقة، ويشكل حزب الله ذراعاً لها. وأوضح رابينوفيتش اًنه نظراً إلى أن قدرة سورية على إملاء خطوات قد تقلصت كثيراً فإنها ليست معنية بالانجرار لحرب مع إسرائيل"....
وأوضحت الوثيقة التي نشرها المركز أن إسرائيل تخوض مواجهة عسكرية معقدة بشكل لا مثيل له. وبحسب تقدير المركز، على إسرائيل أن تتجنب ثلاث نتائج سيئة محتملة للمواجهة:
- انتهاء مبكر جداً للحرب وبحالة تعادل يفسّر على أنه نصر لحزب الله.
- الغرق في حرب استنزاف طويلة من دون نتائج واضحة.
- الانجرار لاحتلال مناطق واسعة من لبنان والسيطرة عليها لمدة طويلة (سيناريو الغرق في الوحل اللبناني).
قال رئيس الحكومة إيهود أولمرت في جلسة عقدتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن عرض الشريط الأمني الذي تُعنى إسرائيل بإقامته في جنوب لبنان هو كيلومتران. ومن المزمع أن يكون هذا الشريط خالياً من رجال حزب الله.
وطلب أولمرت من أعضاء اللجنة منح الدعم لعمليات الجيش الإسرائيلي وعدم انتقاد خطواته الحربية في هذا الوقت.
· منذ يوم أمس أقيمت "طواقم استخلاص الدروس" في سلاح البر من أجل دراسة عبر المعركة في بنت جبيل.... الخطة العسكرية للمجهود البري التي يجري إتباعها في جنوب لبنان تتميز بتطويق خلايا مناطق مدنية يتركز فيها أفراد حزب الله حول منصات إطلاق الكاتيوشا أو في منشآت قيادة وسيطرة، كما تتميز بـ "تقشير" خلايا المقاومة من الخارج صوب الداخل. يحددون أماكن اختباء العدو ويمطرونه بالنار الدقيقة من الجو ومن البر . أحياناً ينبغي إغراؤه بالخروج من أماكن اختبائه والظهور علناً.
· حتى هذه اللحظة يخطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة طريقة القتال هذه على الأقل لسبعة أيام... لكن هذا الجهد يؤدي إلى حالة من الستاتيكو، وهذه الحالة ينبغي كسرها.
· في الأسبوع الثالث للحرب يتعين على الجيش أن يقلب صفحة، وأن ينتقل إلى الفصل الثالث من كتاب الحرب. وللوصول إلى هذا الفصل ينبغي إنهاء الفصل الثاني، البري المحدد، بنبرة دراماتيكية. ويتوجب أن يكون هناك إنجاز على مستوى الوعي، من قبيل جباية ثمن من بنت جبيل ومن قرية عيترون يكون باهظاً جداً، بحيث لا يبقى فيهما فرد واحد من حزب الله. وهذا ما جرى البدء به منذ ليلة أمس. قيادة هيئة أركان الجيش اتخذت قراراً برفع سقف الرد على قرى تطلق منها الكاتيوشا في اتجاه إسرائيل. بكلمات أخرى: أية قرية تطلق منها قذائف تجاه إسرائيل ستهدم ببساطة بالنار، من الجو ومن البر.
· خلال تحليلنا لمراحل الحرب والمعارك هنا في إسرائيل يحظر أن ننسى المطلب الاستراتيجي الأكثر أهمية في هذه الحرب، وهو أنه ينبغي أن نهزم بأي ثمن حزب الله وما تمثله هذه المنظمة الإرهابية. وهذا هو الخيار الوحيد الماثل أمام إسرائيل. يحظر الوصول إلى وضع ينشأ فيه توازن استراتيجي بين إسرائيل وحزب الله. إذا لم يشعر حزب الله بأنه هزم في الحرب، فستكون هذه نهاية الردع الإسرائيلي أمام أعدائها. لم تختر إسرائيل هذه الحرب، لكن منذ اللحظة التي تدهورت إليها فقد وصلت إلى مفترق طرق استراتيجي.
· حزب الله يسعى إلى تصعيد حرب الاستنزاف ضد أهداف مدنية من أجل أن توافق إسرائيل على وقف هش لإطلاق النار، يكون نقطة انطلاق في المستقبل لهجوم جديد على إسرائيل. ويحظر الموافقة على هدنة كهذه.
· في موازاة ذلك معروف أن إيران تطلب من سورية تسريع وتيرة المساعدة لحزب الله، في سبيل أن يصمد أمام ضغط إسرائيل العسكري. وهذا يدل على أن المعركة العسكرية لم تبلغ ذروتها، وكذا الحال بالنسبة للعمليات السياسية.
· في هذه المعركة سيحسم أيضاً مكان إيران في الشرق الأوسط ووظيفتها بين الدول العربية. بعض الدول العربية تفهم ذلك ولذا فهي لا ترغب في انتصار حزب الله. وهذا الموقف غير ناجم عن حب هذه الدول لإسرائيل وإنما عن القلق على ذاتها.
· إسرائيل لا تحتاج في جنوب لبنان إلى هدنة إضافية مع حزب الله. وهذا الموقف غير ناجم عن حب هذه الدول لإسرائيل وإنما عن القلق على ذاتها.
· إذا كانت إسرائيل تنوي تحقيق شيء ما من هذه الحرب، فإنه يتوجب عليها تغيير أصول اللعب، وأن تكون أكثر عدوانية وأن تدفع إلى المعركة قوى أكبر بكثير.
· إن قيادة المنطقة الشمالية تتباهى بأن طريقة سير القتال تتطابق تماماً مع مخطط المناورة العسكرية التي أجريت قبل شهرين. غير أن الجيش الإسرائيلي جنّد للخطوة الحاسمة في المناورة فرقاً من جيش الاحتياط ووظف جزءً كبيراً من قوته. أمّا في لبنان فيوظّف حتى الآن طواقم (صغيرة) تابعة لفرق من الجيش النظامي تبتلعها المنطقة في الوقت الذي تعالج فيه نقاط محددة من الخريطة....
· كثرة القتلى في لبنان أمس عزّزت الشعور بأن العملية العسكرية في ورطة وبأن هناك صعوبة في تحقيق الغايات، كما أنها غيّرت المزاج لدى القيادة السياسية. وانعكس الأمر في الدعوة العاجلة التي وجهها رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، إلى وزراء "السباعية".
· التأييد الداخلي والخارجي للحرب لن يستمر إلى الأبد. والصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي زادت الوعي لدى المستوى السياسي بأن لحظة الحسم أزفت: إما أن نكفّ ونطلب هدنة ندفع ثمنها تحرير أسرى مقابل تحرير المختطفين أو نشدّد قبضة القوة أكثر فأكثر في محاولة لضرب حزب الله.
· النقد المتصاعد للحكومة مبرّر. فالحكومة ذهبت إلى حرب لبنان الثانية بصورة متسرعة. غايات الحرب لم تحدّد على نحو لائق، والأخطار الكامنة فيها لم يتم استيضاحها حتى النهاية، ولم يجر تحليل آثارها. لقد قادت الحكومة الدولة إلى عملية إستراتيجية حاسمة دون أن تكون متيقظة لدلالاتها، ودون أن تتوقع نتائجها.
· كذلك فإن النقد المتصاعد للجيش مبرّر. فقد ارتكب إخفاقات في الجو والبر والبحر. ولم تكن لديه استخبارات حيوية ولم يكن متيقظاً لذلك.
· مع ذلك فلا مكان للبلبلة.... صحيح أن هذه الحرب ليست حكيمة لكنها حرب عادلة، وربما الأكثر عدلاً في تاريخ إسرائيل. وفي هذه الحرب يتعين أن ننتصر.... هذه المرة الحرب هي على الوجود وليس على الأرض. لذا فليس مستقبل إسرائيل كدولة يهودية هو الموضوع على المحك وإنما أيضاً مستقبلها كدولة ديمقراطية.
· اجتماع المجلس الوزاري هذا الصباح هو اجتماع دراماتيكي. على طاولة بحثه: الحسم. هل نصعّد مرحلة أخرى في طريق جعل الأزمة الحالية "حرب لبنان – نسخة مطورة" أم على العكس، نخفّض العيار ونبدأ بالتوجه نحو الخروج.
· ثمة من يطالب بأن تدار الحرب وفقاً لأولويات الجيش الإسرائيلي. وفي حالة بنت جبيل يبدو الأمر بسيطاً: تحديد المنطقة الإشكالية وتسويتها بالأرض.
· الضربة التي تلقاها الجيش في بنت جبيل ستضطر إسرائيل إلى توسيع عملياتها في لبنان. وقبل هذه الضربة أمس كان الجيش الإسرائيلي بعيداً عن تحقيق غاياته في الحرب. مقابل ذلك فإن حزب الله يحقق جميع غايات حربه: بقاء كبار مسؤولي المنظمة على قيد الحياة، الحفاظ على قوة عسكرية هامة وعلى منظومة الصواريخ، وأيضاً إلحاق خسائر موجعة بقوات الجيش الإسرائيلي والعمق الإسرائيلي والعمق الإسرائيلي.
· هذا هو الوقت الذي يتعين فيه على قيادة الجيش ورئيس الحكومة ووزير الدفاع أن ينظروا إلى البعيد. إخضاع بنت جبيل وبلدة أخرى أو اثنتين لن يؤدي إلى تغيير جوهري في نتائج الحرب.
· في سبيل التأدية إلى تغيير الوضع ينبغي أن يكون هناك انعطاف – عملية إسرائيلية تصحح الانطباع الناشئ إلى الآن بأن الحرب تعرج. يمكن بلوغ هذا الانعطاف فقط إذا تمت تصفية حسن نصر الله أخيراً أو بواسطة تجنيد واسع لقوات الاحتياط.