مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أقر المجلس الوزاري المقلص للشؤون السياسية والأمنية فجر اليوم (الثلاثاء) توسيع عملية الجيش الإسرائيلي في لبنان. وتهدف العملية الأرضية للجيش الإسرائيلي في لبنان إلى استكمال تدمير خط تحصينات حزب الله على طول الحدود حتى يوم الخميس. وبحسب الخطة، ستجتاح قوات الجيش الإسرائيلي القرى التي شكلت قواعد لحزب الله، على غرار العملية التي نفذت في الأسبوع الماضي في بنت جبيل.
وذكر مصدر سياسي أن إسرائيل تسعى للحيلولة دون نشوء وضع يتم فيه وقف القتال ويعود حزب الله إلى التمركز بمحاذاة الحدود، قبل أن تنتشر القوة الدولية في المنطقة. وهذا الموقف لا توافق عليه حكومات أجنبية ممن تشترط تحقيق وقف إطلاق النار قبل إرسال جنودها إلى لبنان. وأمس وسع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته الأرضية في جنوب لبنان. وقالت مصادر عسكرية أنه يصار الآن إلى بذل مجهود حثيث لتحقيق إنجازات على الأرض عن طريق القيام بعمليات كان الجيش الإسرائيلي يتجنبها حتى الآن. وخلال الأيام القادمة ستدمر الجرافات ما تبقى من مواقع حزب الله على طول خط الحدود. وبموازاة ذلك، سيوسع الجيش الإسرائيلي وجوده في المنطقة وسيقوم بعمليات تمشيط في قرى إضافية بحثاً عن أسلحة وعن مقاتلي حزب الله بهدف ضربهم.
وسيعمل الآن في جنوب لبنان ضعف عدد القوات التي كانت تعمل فيه حتى الآن. وبالإضافة إلى ذلك، اقترح الجيش الإسرائيلي على المجلس الوزاري أمس خطوات أبعد مدى تشترك فيها هذه المرة قوات من جيش الاحتياط أيضاً. ويقدّر الجيش الإسرائيلي أنه بقي أمامه بضعة أيام لاستكمال العمليات الأرضية، قبل إعلان وقف إطلاق النار. وفي أحد القطاعات، بالقرب من قرية الطيبة، توجد القوات على مسافة قريبة من نهر الليطاني.
أعرب مصدران سياسيان في القدس أمس عن تقدير مؤداه أن مجلس الأمن سيدعى يوم الجمعة القادم [لاتخاذ قرار] بوقف إطلاق النار، وذكرا أن وقف إطلاق النار يمكن أن يصبح ساري المفعول يوم السبت، غير أن من الممكن أن يستمر القتال بضعة أيام أخرى.
قتل 51 مواطناً إسرائيلياً منذ بداية القتال في الشمال، بينهم 18 مدنياً و33 جندياً. وأطلق 1,900 صاروخ على شمال البلد. وتفيد معطيات متوفرة لدى الشرطة أنه أصيب بنتيجة الصواريخ 1,516 شخصاً، 27 منهم إصابتهم بالغة و40 إصابة متوسطة.
وتفيد التقديرات في إسرائيل أن مهاجمة المؤخرة الإسرائيلية دفعت نحو نصف سكان المناطق التي تتعرض للهجوم إلى الانتقال إلى وسط البلد وجنوبه. وفي المستوطنات التي تلقت الهجمات الأعنف بلغت نسبة المغادرين أكثر من النصف. ففي مدينة صفد بقي بناءً على التقديرات حوالي 11 ألف نسمة من أصل 34 ألفاً من السكان. وغادر نهاريا وكريات شمونه ما يتراوح بين 60% إلى 70% من السكان....
· لا مهرب من التوصل إلى النتيجة القائلة إن الإدارة الاستراتيجية للحرب إلى الآن هي إدارة فاشلة. والإثباتان البارزان على ذلك هما أن القوات البرية للجيش الإسرائيلي لم تسهم عملياً في إيقاف حرب الاستنزاف وأن حزب الله واصل حرب الاستنزاف القاسية ضد مواطني إسرائيل ومدنها حتى اللحظة الأخيرة (قبيل وقف إطلاق النار الموقت). ومن غير الواضح أيضاً أية قوة دولية ستقام في لبنان.
· يجوز أن يحصل تغيير في هذه النتيجة في الأيام القادمة، إذا ما أقر المجلس الوزاري المقلص الأمني برامج معينة، وإذا ما فعّل الجيش الإسرائيلي بصورة صحيحة وحدات الاحتياط أيضاً على أساس الدروس والأخطاء التي حصلت في بداية الحرب. وإذا ما حصل هذا ينبغي ترقب أن يجدد حزب الله إطلاق الصواريخ في اتجاه بلدات إسرائيل.
· القوات البرية لم تسهم في المعركة ضد الصواريخ القصيرة المدى في جنوب لبنان. وحتى يوم أمس لم يتم تفعيلها لإعداد المنطقة في جنوب لبنان كي تتسلمها قوة متعددة الجنسيات....
· يفضل عدم إلقاء التهم على الأميركيين، فليسوا هم الذين خيبوا أمل إسرائيل وإنما إسرائيل هي التي خيبت أملهم من ناحية استراتيجية، عندما لم تفلح في أن تزوّد الإدارة الأميركية بأوراق عسكرية. ولذا بدأوا بممارسة الضغط على إسرائيل لتغيير الاتجاه.
· الاقتراح (الأميركي) من يوم أول من أمس ليلاً بإيقاف العمليات الجوية، كان ينبغي على رئيس الحكومة رفضه، حتى ولو أنه أتى من كوندوليسا رايس. وبالتأكيد ما كان ينبغي الاستجابة له بسرعة البرق ودون بحث معمق. لقد كان ذلك عودة على الوقت المتسرع، بسبب خطأ، لعملية "عناقيد الغضب" في عام 1996.
· بوش خائب الأمل. لم يتصور الجيش الإسرائيلي على هذا النحو، وهو الجيش الشديد القوة والعزم والحيل، والطافح بالسلاح الأميركي.
· لقد استدعوا كلباً من نوع "بولدوغ" فجاء كلب من نوع "بودل". وربما مع كل ذلك هو مجرّد كلب صيد.
· الجيش الإسرائيلي آمن بأنه مستعد جيداً للاختبار، لكنه أخطأ الحساب أو نسي المادة. وها هو الآن يتلقى موعداً ثانياً حتى من قبل انتهاء الموعد الأول.... إلى أن يتم الحصول على موافقة حزب الله وإيران وسورية على الاتفاق، ستستمر بل وستتصاعد العملية البرية للجيش الإسرائيلي في لبنان لإضعاف حزب الله.
· إن ما حصل مع الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب هو واحدة من القصص الغامضة الكبرى والحزينة في تاريخ دولة إسرائيل. إنه أحجية. على الورق، وخلال التدريبات، يبدو كل شيء واعداً. لكن في الميدان الوعد يتلاشى، مثل منتخب البرازيل في المونديال. وفي مستويات الجنرالات والسياسيين، من المشكوك فيه أن نجد مسؤولاً إسرائيلياً واحداً لن يخرج من هذه المعركة بندوب وجروح ومعاناة من جراء نزف سمعته.
· قيادة المنطقة الشمالية أصيبت بصدمة الحرب، "عارض بنت جبيل"، وأضاعت أسبوعاً.... وما تم بحثه في المجلس الوزاري المقلص أمس هو بديلان أساسيان: بديل صغير وبديل متوسط. الصغير هو تكثيف العملية الدائرة الآن. والبديل المتوسط أوسع بقليل، من حيث عدد القوات ومساحة المنطقة القتالية. ليست هناك خطة كبرى. وهاتان الخطتان ليس في مقدورهما بتر أيدي حزب الله وإنما في مقدورهما فقط تقييده بالسلاسل ومحاولة إخفاء المفتاح.
· بلغة عالم كرة القدم، وبحسب ما يريد رئيس الحكومة إيهود أولمرت، فإن عملية الجيش الإسرائيلي في لبنان دخلت أمس مرحلة التمديد. ويرغب أولمرت ببذل جهد إضافي من أجل حسم النتيجة، قبل إطلاق صافرة الإنهاء من مجلس الأمن. ولذا فقد عقد أمس اجتماع للمجلس الوزاري المقلص للتصديق على عملية برية واسعة ضد قرى حزب الله في جنوب لبنان.
· ما ينقص إسرائيل في هذه الحرب هو "صورة انتصار" تنحفر في الذاكرة وتساعد في صوغ الوعي. ماذا ستكون هذه الصورة؟ في مكتب رئيس الحكومة يقولون إنها ستكون صورة جنود القوة الدولية الذين سينتشرون على "الخط الأزرق" من الجانب اللبناني وفي معابر الحدود من سورية إلى لبنان.... لم يفكر أحد بذلك قبل ثلاثة أسابيع، ولكن الآن يبدو أن هذا هو كل هدف الحرب الإسرائيلية.
· لا يمكن التغاضي عن العلاقة بين خيبة الأمل الحالية من العملية العسكرية وبين التوقعات العالية جداً التي بثتها الحكومة وقيادة هيئة أركان الجيش في الأيام الأولى. الجيش باع الحكومة نظرية، سارعت هذه الأخيرة إلى تبنيها، وكأن سلاح الجو سينجز أغلب أهداف المعركة. وعندما جرى إدخال القوات البرية إلى الصورة فقد تم الأمر على نطاق ضيق جداً وفي قسم من الحالات في إطار تخطيط رديء.... وما سيحاول الجيش فعله هو تحقيق تآكل كبير في قوة حزب الله من أجل تحسين شروط انطلاق الاتفاق على نشر القوة المتعددة الجنسيات.
· السيطرة على "الدرجة" (مصطلح من قاموس الجيش المتعلق بلبنان يعني منطقة بعرض 70 كم وعمق 4-6 كم من خط الحدود الدولي إلى داخل لبنان) تقف اليوم في مركز الجهد البري لقيادة المنطقة الشمالية.
· استمرار القتال والسيطرة على منطقة متصلة نظيفة من حزب الله هما الرافعة. قصف سلاح الجو هو المكبس. كلاهما معا يفترض بهما أن يؤديا إلى وقف إطلاق نار بشروط مريحة من ناحية إسرائيل.
· يجب على إسرائيل الحرص بأن تجري مناقشات مجلس الأمن على خلفية عمليات عسكرية إسرائيلية هامة في لبنان وعلى خلفية إنجازات عسكرية إسرائيلية مثبتة في الميدان. بدون ذلك سيكون من الصعب اتخاذ قرار يضمن تغييراً جوهرياً، بعيد المدى، في الحدود الشمالية.
· إسرائيل والولايات المتحدة تقفان الآن أمام سائر أعضاء مجلس الأمن في مواجهة قضية جوهرية هي موضع خلاف. هذه القضية تتعلق بموعد سريان مفعول قرار وقف إطلاق النار لمجلس الأمن: هل سيطبق فوراً، أم أنه سيطبق فقط عندما يدخل الجيش اللبناني والقوة المتعددة الجنسيات إلى المنطقة. وإذا ما تقرر تنفيذه بصورة فورية فإن ذلك هو بمثابة كارثة من ناحية إسرائيل.
· الهدوء النسبي هو استراحة لا أكثر. قصف الصواريخ من شأنه أن يتجدّد بقوة أكبر عندما يزج الجيش الإسرائيلي قسماً من قوات الاحتياط التي جندها إلى لبنان. وهذه ليست إمكانية نظرية فقط. وكان بالإمكان الاستدلال على إشارات واضحة إلى توسيع كبير للعمليات البرية من خلال تركيز قوات الجيش على طول الحدود الشمالية.
· إسرائيل دخلت المرحلة الأخيرة من الحرب على حزب الله. الآن أصبح واضحاً فوق أي شك بأن حزب الله لن يدمّر في هذه الحرب. لكن الولايات المتحدة ستبتز من أجلنا وقتاً في مجلس الأمن.... الهدف المستجد خلال هذا الوقت هو إيجاد حزام بعمق عدة كيلومترات وعرض حوالي 70 كيلومتراً على طول الحدود الشمالية يكون نظيفاً من مواقع حزب الله. وكذلك إلحاق خسائر أخرى بحزب الله.
· لا نعرف متى تنتهي الحرب، لكن يبدو أننا نعرف كيف ستنتهي. خلال أيام ليست قليلة سيكون هناك تدخل سياسي خارجي، سيتم التوصل إلى وقف إطلاق نار وفي أعقاب ذلك يجري التوصل إلى صيغة تسوية ما.
· منذ الآن يمكن الإقرار بأننا لم نفلح في توجيه ضربة قاضية لحزب الله ولقادته ومخابئ أسلحته، ولن نستطيع عند انتهاء العمليات القتالية أن نقول "انتهينا" وحققنا الأهداف التي وضعناها لأنفسنا.
· المستوى العسكري، المهني، ليس في مقدوره أن يختبئ من خلف القرار السياسي الرسمي، إذ أن توصياته المنمقة هي التي وقفت خلف قرارات المستوى السياسي.