مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة إيهود أولمرت إنه في أعقاب الحرب في لبنان والأضرار الجسيمة التي لحقت بسكان الشمال ومنطقة الشمال، لم تعد خطته لـ "التجميع" تقع في رأس جدول أعمال حكومته. وفي سلسلة محادثات أجراها أولمرت هذا الأسبوع مع وزراء ومسؤولين كبار في حزبه كاديما، قال إنه لن يكون "جدياً" الآن الحديث عن خطة التجميع.
وقال أولمرت في أحاديث مغلقة إنه لا يتجاهل أن شيئاً أساسياً تغير في الأسابيع الأخيرة، وهو يدرك أن عليه أن يكيف الآن سلّم أولويات الحكومة الإسرائيلية مع الواقع الذي تغّير. وأضاف أنه لا يمكن تجاهل المشكلة الفلسطينية، لكن إسرائيل والحكومة الإسرائيلية تواجهان حالياً تحديّاً كبيراً يتمثل في إعادة تأهيل الجليل. وقدّر أولمرت في أحاديثه أن هذا التحدي سيشغل معظم اهتمام الحكومة ومواردها.
مصادر في حزب كاديما، استمعت إلى أحاديث رئيس الحكومة، صرحت لـ "هآرتس" أن مغزى الأمر هو أن خطة أولمرت الطموحة الرامية إلى انسحاب واسع وأحادي الجانب من مناطق الضفة الغربية لن تطبّق - أقله في المستقبل المنظور.
وتتعارض أقوال أولمرت هذه مع ما قاله في مقابلة مع وكالة أنباء أجنبية في أوج الحرب، والتي جاء فيها أن إنجازات الجيش الإسرائيلي في الحرب ستساعد في دفع تطبيق خطة التجميع.
وفي أحاديث أجراها أولمرت هذا الأسبوع، أعرب عن معارضة شديدة لإقامة لجنة تحقيق رسمية تحقق في الحرب في لبنان. ويتمثل موقف أولمرت، الذي أبلغه إلى عدد من الوزراء، في أنه ليس ثمة ما يتطلب التحقيق في عمل الحكومة، على أساس أنها تعمل وفق اعتبارات سياسية.
وقالت أوساط أولمرت هذا الأسبوع: ما الذي ستحقق فيه اللجنة بالضبط، لماذا قررت الحكومة الخروج إلى الحرب؟ لماذا تبنت قرار مجلس الأمن؟ هل هذه مواضيع للتحقيق بحسب قانون لجان التحقيق؟ هناك مليون شيء يمكن التحقيق فيه- الجبهة الداخلية، الجيش- ولكن ليس الحكومة.
وأعربت أوساط أولمرت أمس عن تحفظها إزاء التوقيت الذي اختاره وزير الدفاع عمير بيرتس لتشكيل اللجنة الخارجية للتحقيق داخل الجيش، برئاسة رئيس الأركان السابق أمنون ليبكين شاحك. وقالت أنه كان من الجدير الانتظار قليلاً لإقامة اللجنة إلى حين عودة جميع جنود الجيش الإسرائيلي إلى بيوتهم من لبنان. ولكن أولمرت يدرك أن ذلك من صلاحية بيرتس المطلقة، وهو اختار ألاّ يتواجه مع وزير الدفاع، بل إنه نشر تصريحاً يؤيد قرار بيرتس.
وأشار مقربون من أولمرت إلى أنه لا يعتزم الاستجابة لمطالبات رئيسة الكنيست داليا إتسيك وتأليف حكومة طوارئ وطنية تضم أشخاصاً مثل إيهود براك ودان ميريدور وبنيامين نتنياهو. وبحسب تقديرات ترددت أمس في الأوساط السياسية، فإن أولمرت قد يطلب من وزير الدفاع عمير بيرتس الانتقال إلى وزارة المالية، ويعين مكانه شاؤول موفاز أو إيهود براك.
وقال مقربون من رئيس الحكومة إنهم لم يعلموا بمثل هذه الخطة، في حين أن مصادر في حزب العمل نفتها من الأساس. وقالت هذه المصادر إن الموافقة على ذلك تعطي إشارة إلى أن بيرتس يقبل لنفسه تهمة الفشل العسكري في لبنان، وتترك عليه وصمة لا تمحي، تصعّب عليه العودة للمنافسة في المستقبل على رئاسة الحكومة.
يوجه مسؤولون كبار في حزب العمل النقد لدعوة رئيس الحزب، وزير الدفاع، عمير بيرتس إلى بدء مفاوضات مع سورية. ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، يجد بيرتس نفسه في عزلة داخل كتلته وتحت انتقادات متصاعدة لأدائه في زمن الحرب.
وبحسب هؤلاء المسؤولين الكبار، فإن دعوة وزير الدفاع إلى مفاوضات مع سورية أمس الأول- في اليوم الذي ألقى الرئيس السوري بشار الأسد خطاباً قتالياً ضد إسرائيل- هي دعوة مربكة وتفتقر إلى أي فطنة سياسية. وبحسب قولهم، فإن حديث بيرتس تم تفسيره على أنه ضعف،" ومن المؤسف أنه لكي يحرف الانتباه عن الانتقادات التي يتعرض لها، فإنه يستعمل نقاشاً سياسياً من دون أن يدرك أنه بذلك يلحق الضرر بدولة إسرائيل. بيرتس لا يدرك أنه وزير كبير وليس رئيساً للهستدروت".
وأضاف المنتقدون أن بيرتس أربك إسرائيل إزاء الولايات المتحدة، إذ إن سورية ساعدت حزب الله على التسلح ضد إسرائيل وترى الولايات المتحدة فيها جزءاً من سياسة محور الشر. كما أن دعوة بيرتس فاجأت أيضاً رئيس الحكومة إيهود أولمرت. وفي محاولة لتقليص الأضرار أمام الأميركيين، سارع مكتبه إلى الإعلان أن موقف بيرتس يتعارض مع موقف ديوان رئيس الحكومة.
بدأ الجيش الإسرائيلي خفض عدد قواته بالتوازي مع تشكيل القوة المتعددة الجنسية ونشر الجيش اللبناني بجنوب لبنان. وخلال الأربع وعشرين ساعة الماضية سلّم الجيش الإسرائيلي قوات يونيفيل أكثر من ثلث المنطقة الموجود فيها في جنوب لبنان.
وقد خرج جنود الاحتياط من المنطقة، ولم يبق سوى عدد قليل على الحدود، تأهباً لحدث غير متوقع. وما تزال قوات كبيرة من الجيش النظامي تنتمي لألوية المظليين والناحل وغولاني وسلاح المدرعات داخل لبنان. وتتموضع كل القوات على بعد كيلومترات محدودة من الحدود. وتتوقع أوساط الجيش الإسرائيلي أن يغادر آخر جندي إسرائيلي الأراضي اللبنانية خلال الأسبوع القادم.
وفي هذه الأثناء يستمر الحصار البحري المفروض على لبنان. وقال ضابط كبير من سلاح البحرية ليديعوت أحرونوت: "إن نقل المساعدات الإنسانية إلى لبنان مستمر ويخضع لتفتيش الجيش الإسرائيلي. ويلعب الحصار البحري دوراً مركزياً في الضغط على الحكومة اللبنانية، وقد ثبت لنا أنه فعال ويساهم في المسار الشامل".
· إسرائيل تتابع بقلق مسألة تشكيل القوة الدولية والصعوبات التي تعيق إسراع في تشكيلها. ولكن الجانب إسرائيلي يتلقى التقارير من أمين عام الأمم المتحدة الذي أعرب عن قدرته على إرسال 4500 جندي أجنبي سيصلون إلى لبنان في غضون أسبوع.
· تقرير استخباري سلّم إلى صناع القرار في القدس يشير إلى أن إيران ستعمل بأسرع وقت على إعادة تأهيل قدرات حزب الله حتى في ظل القيود الجديدة. بحسب التقرير إيران ستعمل على التقليل من الحظر على حيازة الأسلحة في منطقة جنوب الليطاني وبموازاة ذلك العودة لتسليح حزب الله وتزويده بوسائل قتالية وصواريخ من أجل قصف العمق الإسرائيلي من منطقة شمال الليطاني. التقرير يشير إلى أن إيران ستعمل على إعمار البنية التحتية المدمرة في المناطق الشيعية في بيروت وجنوبي لبنان بهدف الحفاظ على التأييد الكبير لحزب الله وأيضاً في مواجهة الدعم العربي الموعود.
التقرير يشير إلى أن إيران وصلت إلى الاستنتاج أن باستطاعة حزب الله الحفاظ على قدراته الحربية، وهي راضية عن أدائه في مواجهة إسرائيل التي تصفها بـ "نمر من ورق". إيران ترى بأن الحرب ليست مواجهة محدودة بين إسرائيل وحزب الله ولكنها جزء من مسعى ومحاولة شاملة تقف الولايات المتحدة من خلفها لصد التوسع المتزايد للتأثير الإيراني بعد حرب العراق. الدعم العميق لحزب الله يستند إلى مزيج بين الإيديولوجية (تصدير الثورة الإسلامية) والمصالح (كون حزب الله جزءاً من ذراع إيران الطويل ضد إسرائيل، كوسيلة ردع وكسلاح عند الأمر بذلك) لذلك هي ليست معنية باستنزاف قدرات الحزب. على المسار الدبلوماسي تريد إيران الإبقاء على لعب دور في لبنان وخلق ربط بين المسألة اللبنانية والملف النووي الإيراني. إيران تريد تقوية حقيقة كونها عاملاً ثميناً في الساحة اللبنانية وأيضاً ذات قدرة على إحداث ضرر. وبهذه الطريقة إبداء التعاون البناء في لبنان مقابل الامتناع عن فرض عقوبات عليها في الملف النووي. في الساحة الإقليمية تشعر طهران بالإحباط المتزايد إزاء مواقف الدول العربية السنية في النزاع وهذا يزيد من التوتر بينها وبين العالم العربي.
· إسرائيل ستطلب من الولايات المتحدة دعماً مالياً بقيمة ملياري دولار لتغطية نفقات الحرب، على أن يكون جزء منه هبة، على اعتبار أن إسرائيل وقفت عملياً في هذه الحرب في جبهة الحرب على الإرهاب.
تظاهرة في تل أبيب مطالبة باستقالة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، والجيش يمنع 160 جندي احتياط من سلاح المشاة من المشاركة في التظاهرة التي نظمها "منتدى المسؤولية الشخصية" الذي شكل بصورة عفوية من قبل مستهلكي شبكة الإنترنت.
· رئيس لبنان إميل لحود،الذي يخضع الجيش لأمرته، سبق أن أوضح أول من أمس أن سلاح حزب الله لن ينزع، حتى ولا في منطقة جنوب الليطاني. صحيح أن حسن نصر الله تعهّد بألاّ يحمل أنصاره السلاح علناً، لكنهم في المستقبل يستطيعون أن يرمموا منظومة الخنادق والعودة إلى ملئها بالصواريخ والكاتيوشا، استعداداً للمواجهة القادمة.
· قرار مجلس الأمن رقم 1701 موجود الآن في عملية متسارعة من الإفلاس.... وهذا الأمر يثير القلق بين الطوائف الأخرى في لبنان، التي تخاف من سيطرة إيرانية – سورية متجددة على الجنوب. وقد سمح وليد جنبلاط وسعد الدين الحريري وغيرهما لأنفسهم بأن يهاجموا بحدّة رئيس سورية بشار الأسد. لكن التهديد الحقيقي من ناحية هؤلاء هو خطة حزب الله لترميم الجنوب بواسطة مليارات الدولارات التي ستحوّلها إيران، والتي ستعزّز نفوذ المنظمة في لبنان وتقصي الحكومة من هناك.
· تتكشف تدريحياً تفاصيل أخرى حول ما حصل وراء الكواليس في أثناء الحرب. ومن هذه التفاصيل يتبين أن القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل كانتا مهمومتين بحرب التصاوير ليس أقل من حزب الله. ويحكي وزراء في الحكومة أنه في محيط (رئيس الحكومة إيهود) أولمرت ثمة من انتشى بفكرة أن يلقي رئيس الحكومة خطب الانتصار في بنت جبيل، حلبة خطاب نصر الله غداة انسحاب الجيش الإسرائيلي في أيار 2000.... مجرّد هذه الفكرة، وإن كانت خيالية، توضح كم أن النقاش هناك كان بعيداً عن الواقع في الميدان. كما تبين التفاصيل المتكشفة حديثاً أن أولمرت تجاوز في أثناء الحرب عدة مرات وزير الدفاع، عمير بيرتس، وحسم مواضيع عالقة مع رئيس هيئة أركان الجيش، دان حالوتس.
· كما يتضح من هذه التفاصيل أن أولمرت فقد بالتدريج ثقته في قدرة الجيش الإسرائيلي على أداء المهمة الموكولة له.
· مفاجأة الحرب الثانية في لبنان هي السلاح المضاد للدبابات والطريقة التي تم تفعيله فيها من قبل حزب الله. وهذه بالضبط كانت مفاجأة الجيش الإسرائيلي في حرب يوم الغفران (1973) في الجبهة المصرية، حيث فقد الجيش في الليلة الأولى من تلك الحرب حوالي 150 دبابة.
· الصواريخ فاجأت إسرائيل دائماً. مثلاً بعد عدة أشهر من حرب الأيام الستة (1967) فوجئت إسرائيل بالصاروخ البحري "ستيكس" من إنتاج روسيا الذي أغرق المدمرة إيلات، وأدى إلى غرق العشرات من ملاحيها. وفي حرب يوم الغفران تعرّض سلاح الجو لضربات صواريخ مختلفة مضادة للطائرات من إنتاج روسي، وتم إسقاط عشرات الطائرات.
· قبل الحرب الأخيرة فوجئت إسرائيل من عدم قدرتها على التغلب على صواريخ بدائية من طراز قسّام يطلقها الفلسطينيون. وقبل الحرب حذرت الاستخبارات سلاح الجوّ أنه ليس في مقدوره التغلب على جميع الصواريخ. وهذا ما حصل خصوصاً حيال الصواريخ الأكثر بساطة.
· سلاح البحرية فوجئ هذه المرة بصاروخ وحيد من طراز صيني شلّ قدرة السفينة "حنيت".
· استعمل حزب الله سبعة صواريخ مختلفة في الحرب، منها أربعة تعتبر من أحدث الصواريخ، وجميع هذه الصواريخ روسية وقد بيعت إلى سورية.
· أصيبت 46 دبابة و 14 آلة مدرعة أخرى من نيران الصواريخ المضادة للدبابات. الدروس من ذلك لم تستخلص إلى الآن. وعلينا أن نتذكر أن العدو أيضاً يستخلص دروسه.
· تعيين عمير بيرتس وزيراً للدفاع نمّ عن صفقة. وهذه الصفقة تحولت إلى ورطة.
· بيرتس متهم لأنه سلّم الإشراف على الجيش إلى جهة غير مجربة، غير مهنية وغير لائقة. وبيرتس متهم لأنه قال نعم بسبب دوافع شخصية – سياسية تتعلق بسيرته الحزبية. لقد وافق رغم علمه بأن هذا المنصب ليس له، وأنه الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، وأن هناك مجالات أخرى يتميز فيها ويمكن أن يسهم فيها كثيراً.
· كلاهما أخطأ في انعدام المسؤولية القومية وكلاهما مذنب بالقدر نفسه.
· صحيح أن أولمرت وبيرتس يبدوان متحدين ويكيلان المديح الواحد للآخر ويثمنان التعاون المدهش فيما بينهما ويعرضان انسجاماً تاماً.... أما في الغرف المغلقة فيصب أحدهما جام غضبه ونقمته على الآخر. لكن لا خيار أمامهما سوى إظهار ودهما لأن كلا منهما يمكن أن يسقط الثاني، وتبادل الاتهامات فيما بينهما يمكن أن يطيح بكليهما معاً.
· طوال فترة الحرب مع لبنان ساد توتر عال أيضاً مع سورية. لكن فقط الآن يمكن كشف النقاب عن أنه في الأسبوعين الأولين للقتال كانت هضبة الجولان معزّزة بكمية مقلصة من القوات العسكرية فقط. وفي وضع كهذا كان في مقدور القوات السورية أن تحتل المنطقة بسهولة، فيما لو اتخذ قرار بذلك في دمشق. وفي هذا الشأن قال مصدر أمني: "لدينا حظ كبير في أن السوريين لم يتخذوا خطوة مباغتة". وأضاف: "لو فعلوا ذلك لكان في مستطاعهم السيطرة على بلدات في هضبة الجولان يسكن فيها 8 آلاف نسمة حتى قبل أن نستدرك ونبدأ بالدفاع عن المنطقة".
· مقامرة الجيش الإسرائيلي هذه من المتوقع أن يتم تفحصها في إطار التحقيقات التي ستجري في جهاز الأمن وربما في إطار لجنة التحقيق الرسمية إذا ما أنشئت.
· من التفاصيل التي نمت إلى علمنا الآن أنه فور فتح جبهة الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان دخل جيش سورية في حالة تأهب قصوى. وفي إطار ذلك تم نشر منظومات كبيرة من الصواريخ ومنظومات الدفاع ضد الصواريخ واتخذت خطوات عسكرية إضافية.... لكن في شعبة الاستخبارات العسكرية قيل طوال الوقت إن حالة التأهب القصوى في الجيش السوري هي خطوات دفاعية فقط. لكن أشاروا إلى أن المنظومة الدفاعية المعززة مبنية بصورة تمكّنها من أن تكون هجومية صوب هضبة الجولان.
· أول من أثار الخشية من مغبة استغلال السوريين الفرصة لمباغتة القوات الإسرائيلية في الجولان هم بعض أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، وعلى رأسهم أعضاء الكنيست يوفال شطاينيتس وإيفي إيتام ومتان فلنائي. فقد بحثت هذه اللجنة الموضوع وقامت بجولة سرية في هضبة الجولان. وعلى هذه الخلفية غيّر الجيش الإسرائيلي جهوزيته بصورة دراماتيكية وأرسل المزيد من القوات إلى هناك.
· الحرب فنّدت مقولة اليمين حول "الشعب الذي يعيش بمفرده" وجسّدت التبعية الكبيرة لإسرائيل للأمم المتحدة، كما للرأي العام العالمي. وهذا منعطف يستوجب تعاملاً مختلفاً من حكومات إسرائيل العتيدة.
· الحرب فنّدت أيضاً عدة مقولات لليسار، في طليعتها أن تصفية الاحتلال للمناطق الفلسطينية تؤدي إلى حلّ مشاكل إسرائيل الوجودية. هذا الاحتلال يضرّ بإسرائيل من نواح أخرى، لكن كراهية إسرائيل ومعارضة مجرد وجودها غير مرتبطة بالاحتلال. كذلك فإن الرأي القائل إنه من خلال التنازلات يمكن تحقيق سلام الآن مع العالم العربي – الإسلامي تعرّض لضربة قاسية.
· من دروس الحرب – ينبغي تجهيز إسرائيل لهجوم مندمج من طرف الدولة العظمى شبه النووية إيران وحماس وحزب الله، والتجهيز يجب أن يشمل أيضاّ تطوير صواريخ مضادة للصواريخ وملاجئ ضد الأسلحة النووية. كما ينبغي تجديد شراكة المصير اليهودية – الإسرائيلية في العبء الاقتصادي والأمني.... وأخيراً ينبغي أن نعيد تنظيم البيروقراطية الإسرائيلية، التي أدت إلى انهيار الخدمات العامة – الحكومية في الشمال خلال فترة الحرب. هذا الأمر كان مطلوباً قبل الحرب. وهو مطلوب أكثر فأكثر بعد الحرب.