مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل باتت حالياً إحدى القوى الخمس الرائدة عالمياً في مجال السايبر، وأكد أنه ما كان من الممكن أن تصل إسرائيل إلى هذه المكانة لولا القرار الذي اتخذته الحكومة بهذا الشأن قبل عدة سنوات.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها أمام "مؤتمر السايبر الدولي" المنعقد في جامعة تل أبيب أمس (الثلاثاء)، أن الحماية في مجال السايبر عمل جاد نظراً إلى كونه يشكل تهديداً متزايداً في أي مكان ونظراً إلى أن كل شيء في العالم يصبح رقمياً أكثر فأكثر. كما أشار إلى أن حماية السايبر مشكلة تواجهها الحكومات في العالم أجمع، ولا سيما في ما يتعلق بحماية جيوشها وأجهزتها الأمنية والبنى التحتية الحيوية لديها ومصالحها التجارية.
وأوضح نتنياهو أن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية قبل عدة سنوات في ما يخص السايبر نص على إقامة سلطة وطنية لحماية الفضاء الإلكتروني يتخصص عملها في مجال السايبرنت، وبذا يحصل الجميع بمن في ذلك الحكومة والمنظمات المتعدّدة والمصالح التجارية على معلومات مؤمّنة وتستطيع التواصل بشكل مؤمّن بينما تستطيع الهيئات المرتبطة بالسايبرنت التواصل مع بعضها البعض ليس من أجل الرد على الهجمات فحسب وإنما أيضاً بغرض الحيلولة دون وقوعها من خلال الإنذارات والتدريب وتعليم العقيدة النظامية.
كما أوضح أن هناك طلباً في كل أنحاء العالم على ما تنتجه إسرائيل في مجال حماية السايبر، مشيراً إلى أنه قريباً سيقوم رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي المسؤول عن ثالث اقتصاد في العالم بزيارة إلى إسرائيل للتعبير عن رغبته بتعزيز العلاقات معها في العديد من المجالات بما في ذلك المياه والزراعة والصحة وقبل أي شيء في مجال السايبر.
وقال رئيس الحكومة: "إن ذلك الأمر يعكس التغيير الذي طرأ على مكانة إسرائيل، ففي الماضي حدث ما كان يُطلق عليه المقاطعة العربية، وهذه المقاطعة تبعثرت لأسباب كثيرة، سواء أكانت استراتيجية أو غير ذلك. وبسبب التفوق الإسرائيلي في المجال التكنولوجي وفي مجال السايبر، تحظى الشركات الإسرائيلية بقوة جاذبية تتزايد أكثر فأكثر. وبسبب حقيقة امتلاكنا المئات من الشركات الناشئة ونجاحنا المثبت في توفير حلول في هذا المجال، أصبحت إسرائيل محطة للاستثمارات في مجال الحماية في السايبر. ووفقاً لحساب حديث، فإن 20% من الاستثمارات الخاصة في مجال حماية السايبر عالمياً خلال سنة 2016 تم استثمارها في إسرائيل".
أعلن الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية المنطقة المحاذية للحدود مع سورية في هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة يُحظر على السكان المدنيين الدخول إليها حتى إشعار آخر، وذلك بعد سلسلة حوادث سقطت فيها صواريخ سورية داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش إنه سيتم إغلاق عدة مناطق في منطقة القنيطرة حتى إشعار آخر، وسيسمح للمزارعين بدخول المناطق للعمل في حقولهم ولكن سيُحظر عليهم الاقتراب من السياج الحدودي.
وشهدت الأيام الثلاثة الأخيرة عدة حوادث سقوط صواريخ في الأراضي الإسرائيلية. ورجحت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة أن تكون هذه الصواريخ أطلقت من طريق الخطأ خلال القتال الدائر بين القوات التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة في المنطقة المحاذية للحدود مع إسرائيل.
وردّ الجيش الإسرائيلي بقوة على هذه الحوادث، وقام باستهداف منشآت تابعة للجيش السوري الذي تحمّله إسرائيل مسؤولية جميع الحوادث الصادرة من الأراضي السورية.
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أن إسرائيل لا تعتزم القيام بأي عملية عسكرية ضد سورية أو مجموعات المعارضة الناشطة فيها على الرغم من تصاعد التوتر في الأيام الأخيرة، لكنه في الوقت عينه شدّد على أنها لن تسمح بأي استفزاز حتى لو كان مجرد نيران طائشة من الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد.
وجاء تأكيد ليبرمان هذا خلال مشاركته في الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أول من أمس (الاثنين) وخُصّص لبحث آخر مظاهر التوتر في منطقتي الحدود الشمالية [مع سورية ولبنان] والجنوبية [مع قطاع غزة].
ورفض ليبرمان تكهنات بعض السياسيين الذين تحدثوا عن اقتراب المواجهة العسكرية المقبلة مع حزب الله على الحدود الشمالية أو مع "حماس" على الحدود الجنوبية.
وقال وزير الدفاع "إذا كنتم تقرؤون الصحف يظهر أن لدينا العديد من الأنبياء الذين يتوقعون لنا صيفاً حاراً. وفي هذا الشأن اسمحوا لي أن أكون واضحاً مرة أخرى: لا نية لدينا للشروع في عملية عسكرية لا في الشمال ولا في الجنوب". لكن ليبرمان أضاف أنه على الرغم من أن المؤسسة الأمنية تأمل الحفاظ على الهدوء على حدود إسرائيل، فإنها لن تسمح بأي استفزاز حتى لو كان مجرد نيران طائشة من سورية. وأكد أنها لن تتردد إذا لزم الأمر وعند الضرورة ستردّ بكل قوتها، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تسمح بأن تصبح سورية قاعدة للهجمات ضدها.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو شن الليلة قبل الماضية غارات على هدفين تابعين لحركة "حماس" في شمال وجنوب قطاع غزة.
وأضاف البيان أن هذه الغارات الجوية جاءت رداً على إطلاق صاروخ من القطاع أول من أمس (الاثنين). وسقط الصاروخ في منطقة مفتوحة بالقرب من أراضي المجلس الإقليمي "شاعر هنيغف" من دون أن يتسبّب بوقوع إصابات بشرية او أضرار مادية كبيرة. وتبنت مجموعة سلفية مرتبطة بتنظيم "داعش" مسؤولية إطلاق الصاروخ.
وقالت مصادر فلسطينية في غزة إن الغارات الإسرائيلية استهدفت 3 مواقع على الأقل في القطاع بينها قواعد لـ"حماس" بالقرب من مدينة رفح جنوب القطاع ومدينة غزة في الشمال بالإضافة إلى منطقة خالية جنوب شرقي مدينة غزة.
وتحمل إسرائيل حركة "حماس" مسؤولية أي هجوم صادر من الأراضي التي تسيطر عليها، وردّت في الماضي على عملية إطلاق أي صاروخ بشنّ غارات ضد أهداف تابعة لهذه الحركة.
وكان قادة "حماس" أكدوا في وقت سابق من هذا الشهر أنهم غير معنيين بحرب جديدة مع إسرائيل حتى مع التهديد بأن يؤدي قيام إسرائيل بتقليص الكهرباء التي تزودها إلى القطاع بناء على طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى جولة عنف جديدة.
ما زال القراران اللذان اتخذتهما الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها يوم الأحد الفائت حول تعليق مخطط إقامة باحة صلاة أخرى لليهود في حائط المبكى [البراق] يستطيع المصلون فيها تأدية الصلاة وفق تقاليد التيارات اليهودية غير الأرثوذكسية، وحول مشروع قانون اعتناق الديانة اليهودية، يثيران موجة معارضة متصاعدة في صفوف الجاليات اليهودية في العالم ولا سيما في الولايات المتحدة وداخل إسرائيل بما في ذلك في صفوف الائتلاف الحكومي.
وكانت الحكومة الإسرائيلية صادقت في مطلع سنة 2016 على مُخطط ينص على إقامة باحة صلاة أخرى في حائط المبكى يستطيع المصلون فيها تأدية الصلاة وفق تقاليد التيارات اليهودية غير الأرثوذكسية والمؤلفة أساساً من تياري الإصلاحيين والمحافظين. ولم يقبل اليهود الأرثوذكس وممثلوهم في الحكومة الإسرائيلية [الحريديم] هذا المخطط ومارسوا ضغطاً سياسياً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أدى إلى عدم تطبيقه إلى الآن وإلى اتخاذ الحكومة يوم الأحد الفائت قراراً يقضي بتجميده حتى إشعار آخر.
أمّا القرار الثاني الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية فهو المصادقة على مشروع قانون اعتناق اليهودية المُقدّم إلى الكنيست. ووفقاً لهذا القانون سيُعترف قانونياً باعتناق اليهودية فقط للذي تتم مراسمه بإشراف الحاخامية الكبرى في إسرائيل، التابعة للتيار الأرثوذكسي المتشدد وبموجب القوانين الإسرائيلية. في المقابل، فإن أي اعتناق لليهودية يتم في إسرائيل أو خارجها بموجب مراسم اعتناق اليهودية الخاصة باليهود الإصلاحيين والمحافظين لن يُعترف به في دولة إسرائيل أو لن يعترف به التيار الأرثوذكسي في أنحاء العالم الذي يعمل بموجب الحاخامية الرئيسية.
وأعلن زعماء الجاليات اليهودية في العالم إلغاء اجتماع كان من المقرّر إجراؤه قريباً مع نتنياهو برعاية الوكالة اليهودية.
وقالت الوكالة اليهودية في بيان صادر عنها أول من أمس (الاثنين) إن القرارين اللذين اتخذا في اجتماع الحكومة الإسرائيلية يخالفان الالتزامات التي قطعتها الحكومة لممثلي التيارين الإصلاحي والمحافظ، وقد يؤديان إلى شرخ عميق في أوساط اليهود خارج إسرائيل.
وأكد الحاخام ريك جيكوبس رئيس اتحاد اليهود الإصلاحيين أن هناك أكثر من 3 ملايين يهودي إصلاحي ومحافظ في الولايات المتحدة يحبون دولة إسرائيل يشعرون الآن بأنه تم نزع الشرعية عنهم ودفعهم بعيداً من طرف الحكومة في القدس.
وأعلن عدد من الوزراء أنهم يعارضون قرار تجميد مُخطط إقامة باحة صلاة أخرى في حائط المبكى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال اجتماع الحكومة، إن حزب "إسرائيل بيتنا" سيعترض على القرارين وأكد أن من شأنهما أن يضمنا سيطرة الأحزاب الحريدية اليهودية على حائط المبكى وعلى كل إجراءات اعتناق اليهودية.
وأكد ليبرمان أن هذا الأمر يسبب ضرراً فادحاً للوحدة بين اليهود وللتحالف بين دولة إسرائيل والجاليات اليهودية في العالم. كما حذّر من مغبة أن يتسبب هذا الأمر بزعزعة استقرار الائتلاف الحكومي الحالي.
•بينما تنشغل إسرائيل بموضوعات مهمة قريبة منها مثل غزة وقلقيلية، دخل الشرق الأوسط مرحلة أخرى أكثر تعقيداً فيما يتعلق بالصراع على مستقبله. والسبب هو تغير توجه الإدارة الأميركية الجديدة حيال المنطقة. ويبدو أن إدارة ترامب مستعدة لأن تكون منخرطة أكثر من التي سبقتها، والتي قررت عملياً الانسحاب من الشرق الأوسط.
•هذا التغير وضع روسيا موضع الاختبار، إذ هي ليست راضية بالطبع عن أن حرية نشاطها غير المحدودة في الشرق الأوسط قد تقلصت. في المقابل، استغلت إيران الوضع الفوضوي في المنطقة وتقدمت نحو إيجاد وضع يتيح لها فتح ممر شيعي يربط بغداد بدمشق، في مكان قريب جداً من الأردن. وتنشط في منطقة الممر المستقبلي (منطقة التنف) قوات خاصة أميركية وبريطانية، في الأساس في إطار تقديم المساعدة وتدريب قوات كردية وقوات أخرى، حليفة لهما في الجزء البري من المعركة التي يخوضها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
•إن نجاح القوات الكردية في القتال في الجزء الشمالي من سورية يخلّ بالخطة الإيرانية الرامية إلى إقامة ممر بري في الشمال في مقابل ذلك الموجود في الجنوب. ويسبب أيضاً قلقاً شديداً لتركيا، التي أكثر ما تتخوف منه هو تعاظم قوة الأكراد، أو حكم ذاتي كردي في سورية. في المقابل تدور في الشرق الأوسط أربعة أو خمسة صراعات مختلفة.
•في الأيام الأخيرة ازدادت سخونة الوضع على الأرض. فقد نشطت قوات النظام السوري في المنطقة الواقعة في مقابل مثلت الحدود مع العراق والأردن - بهدف الارتباط مع حلفائها في العراق، وتعرضت إلى هجوم جوي من جانب الأميركيين. كما أسقط الأميركيون طائرة حربية سورية وطائرة إيرانية من دون طيار، لأنهما وفقاً لادعاء الأميركيين عرّضتا للخطر جنوداً أميركيين يعملون هناك مع قوات محلية. ورداً على إسقاط الطائرة السورية أعلنت روسيا أنها ستسقط كل طائرة تحلق غربيّ نهر الفرات، وبذلك نقلت الكرة إلى المرمى الأميركي.
•وإذا قرروا في واشنطن مواصلة التحليق في المنطقة "المحظورة" - سيكون على روسيا اتخاذ قرار صعب جداً. هل تسقط طائرة أميركية أم تتراجع عن تصريحات متسرعة لا يمكنها تحمل كلفة تنفيذها. وإذا لم يكونوا في موسكو وواشنطن وحتى في سورية نفسها حذرين، فإن هذا يمكن أن يورط العالم في مواجهة روسية - أميركية. ولذلك يجب توقع بذل جهود من الأطراف المعنية لتخفيف التوتر، على الأقل في التصريحات إن لم يكن فعلياً.
•إن المواجهة الحالية هي نتيجة رغبة أميركية في المشاركة في بلورة سورية بعد القضاء على تنظيم داعش. ولهذا السبب أُقيم معسكر للتدريب بالقرب من التنف، ولهذا تنشط في هذه المنطقة قوات خاصة (ولهذا أطلقت صواريخ أميركية بحرية على قاعدة سورية انطلق منها هجوم بسلاح كيميائي). لكن الصراع على الأرض هو جزء فقط من صورة أوسع بكثير، تتعلق بمسألة هل بالامكان كبح إيران، الآخذة في التحول إلى القوة المهيمنة في المنطقة.
•إذا لم يتم ايقاف إيران في التنف، فإنها ستقيم كما قلنا ممراً برياً من بغداد إلى دمشق، وللمرة الأولى في التاريخ الحديث سيكون للإيرانيين منفذ مباشر إلى البحر المتوسط. وسيتحقق الكابوس الذي وصفه ملك الأردن بـ"الهلال الشيعي". وستصبح الجيو - استراتيجيا في الشرق الأوسط مختلفة، سيئة بالنسبة إلى السنّة، وبالطبع بالنسبة إلى إسرائيل. إن زعامة الإيرانيين التي تقود بحزم الشيعة في كل مكان بحسب خطة كبرى تبرز بوضوح في الصمود أمام الانقسام السّني. فالسّنة، على الرغم من كونهم الأغلبية المطلقة بين المسلمين في الشرق الأوسط، لم ينجحوا في الصمود أمام المد الشيعي، وباستثناء اخراج السودان من دائرة النفوذ الإيراني، فهم يجدون صعوبة في مواجهة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية التي تنفذ أوامر إيران. ويشير تعيين ولي العهد الشاب الحازم في السعودية (أيضاً) إلى إرادة سعودية لتغيير هذا الوضع من أساسه. لكن الطريق ما تزال طويلة.
•حالياً، مع تحقق الممر الإيراني، حانت لحظة اختبار إدارة ترامب في الولايات المتحدة. فإذا تراجعت، مثلما تراجعت الإدارة التي سبقتها بعد استخدام الأسد سلاحاً كيمائياً، فإن ذلك سيحسم مصير الولايات المتحدة كطرف مؤثر في الشرق الأوسط. وإذا اتضح أيضاً أن الرئيس الحالي هو نمر من ورق، وهذا الأمر سيبرز كثيراً على خلفية التغطية الإعلامية لزيارة ترامب إلى السعودية، فسيخسر الأميركيون مصداقيتهم. ودولة عظمى لا تتمتع بالمصداقية ليست دولة عظمى.
•هذا الوضع تفهمه روسيا وإيران أيضاً، وهما تحاولان إثبات مصداقيتيهما على حساب الولايات المتحدة (هذا هو أحد الأسباب لإطلاق الصواريخ الإيرانية على قواعد داعش في سورية). ومن هنا فإن الأزمة الحالية هي جزء من "اللعبة الكبرى"، التي تحاول من خلالها روسيا العودة إلى المكانة التي كان يحتلها الاتحاد السوفياتي في ذروة قوته في الشرق الأوسط.
•إن التحالف بين روسيا وإيران هو تحالف قوي، ليس لأن رؤيتهما العامة مشتركة، بل لأنهما يكملان بعضهما البعض. تقدم روسيا الغطاء الدولي، والاستخبارات، والمساعدة الجوية، بينما تقدم إيران الجنود لتنفيذ العمليات على الأرض - مهمة ملقاة على الحرس الثوري، وحزب الله، والميليشيات الشيعية. وتحاول روسيا التي تقف إلى جانب الطرف الشيعي في هذا الصراع، المحافظة في الوقت نفسه على علاقات جيدة مع السنة، وتبيع سلاحاً إلى السعودية ومصر اللتين تقفان في الجهة الأخرى من المتراس. في الشرق الأوسط "المجنون"، صديق عدوي ليس دائماً عدوي، كما أن عدو عدوي ليس دائماً صديقي.
•إلى الشمال من التنف، بالقرب من الحدود التركية، يواصل الأكراد هجومهم بمساعدة أميركية على الرقة، الموقع الكبير والأخير لداعش في سورية. وبعد تحريرها ستتحول الرقة، بحسب وجهة نظر للأميركيين، إلى المكان الذي سيجري فيه كبح الجهد الإيراني في الممر الشمالي الذي يمر عبر الموصل.
•إن تزايد قوة الأكراد في سورية يقلق جداً الأتراك الذين يدعون، كما يبدو عن حق، أن للأكراد في سورية علاقات وثيقة مع التنظيم الكردي التركي الـPKK، الذي يصنّف تنظيماً إرهابياً، وليس في تركيا فقط. علاوة على ذلك، فإن كل تعاظم للقوة الكردية وخطوات تتخذ نحو حكم ذاتي او استقلال - يثير خوف الأتراك وقلقهم من أن ترى أغلبية الشعب الكردي التي تعيش في تركيا (حوالي 15 مليون كردي بحسب الأتراك!) في ذلك سابقة، وتجد تركيا نفسها في مواجهة مطالبة كردية بالحكم الذاتي أو استقلال يعرّض سلامة أراضيها إلى الخطر. هذا هو الكابوس التركي المخيف، ويعيش تحت وطأته حتى أعداء أردوغان في تركيا. وسوف تبذل تركيا كل ما في وسعها لمنع حدوث مثل هذا السيناريو.
•الترابط بين الجهد الإيراني لإنشاء منفذ بري إلى البحر المتوسط، مع الصراع بين القوى العظمى، وبين محاربة داعش، والصراع بين الشيعة والسّنة في الشرق الأوسط، وبين تركيا والأكراد بالقرب من الحدود التركية، وبين نظام الأسد والمتمردين، ينزح على ما يبدو إلى منطقة مثلث الحدود بين سورية والعراق والأردن وإلى الشمال من هناك. وستؤثر القرارات المختلفة لمواجهة الأزمة على المدى البعيد جداً في مستقبل الشرق الأوسط كله، وخاصة في مكانة الإيرانيين، وفي آمال الأكراد، وبطبيعة الحال في دولة إسرائيل.