مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: لبّ النزاع يكمن في رفض الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل
ليبرمان وبينت وشاكيد يطالبون بشرعنة بؤرة "حفات غلعاد" رداً على قتل مستوطن إسرائيلي
تأجيل تجربة أُخرى لإطلاق صاروخ "حيتس 3" المضاد للصواريخ البالستية
المصادقة نهائياً على مشروع قانون خاص يسمح لعضو كنيست من يهدوت هتوراة بإشغال منصب نائب وزير الصحة وتخويله أغلبية صلاحيات الوزير
مقالات وتحليلات
إسرائيل تخوض مواجهة خفية ضد إيران في سورية
حكم "حماس" في غزة: هو حل أو مصدر لمشكلة؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 11/1/2018
نتنياهو: لبّ النزاع يكمن في رفض الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضرورة قيام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشجب عملية القتل التي ارتُكبت بالقرب من نابلس أول أمس (الثلاثاء) ووقف دفع المعاشات لـ"الإرهابيين" وذويهم.

وجاء تأكيد نتنياهو هذا في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الاجتماعين اللذين عقدهما مع وزير الخارجية الإيرلندي سيمون كوفيني ووزير الخارجية الهولندي هالبي زيلسترا في ديوان رئاسة الحكومة في القدس أمس (الأربعاء).

 

وشدد رئيس الحكومة مرة أُخرى على أن لب النزاع مع الفلسطينيين يكمن في الرفض الفلسطيني الاعتراف بدولة إسرائيل مهما تكن حدودها، والمصحوب بالتشجيع على قتل سكانها.

 

"معاريف"، 11/1/2018
ليبرمان وبينت وشاكيد يطالبون بشرعنة بؤرة "حفات غلعاد" رداً على قتل مستوطن إسرائيلي

قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] في بيان صادر عنه أمس (الأربعاء)، إنه أصدر أوامر إلى كبار المسؤولين في الوزارة تقضي بدرس إمكان شرعنة بؤرة "حفات غلعاد" الاستيطانية غير القانونية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بعد مقتل أحد سكانها على يد منفذي هجوم في عملية إطلاق نار من مركبة عابرة وقعت الليلة قبل الماضية.

و"حفات غلعاد" بؤرة استيطانية غير قانونية أُقيمت سنة 2002 لإحياء ذكرى ضابط الأمن في المجلس الإقليمي شومرون الذي قُتل بعد إطلاق النار عليه سنة 2001 بالقرب من نابلس.

وكان وزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] طالب في وقت سابق أمس بشرعنة هذه البؤرة الاستيطانية، وقال إن التوسع الاستيطاني يجب أن يصبح رداً معتاداً على الإرهاب الفلسطيني.

وقال بينت إن الإرهابيين الذين خرجوا لقتل المستوطن من هذه البؤرة كانوا على دراية بما سمّاه "قائمة السلطة الفلسطينية لأسعار الإرهاب"، وعرفوا تمام المعرفة ما الثمن الذي سيدفعه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لهم على هذه الجريمة الدنيئة، في إشارة إلى المخصصات التي تدفعها السلطة الفلسطينية إلى منفذي الهجمات وعائلاتهم.

وأضاف بينت "إذا أرادت دولة إسرائيل القضاء على صناعة القتل الفلسطينية وردع الإرهابي المحتمل المقبل، فليس كافياً أن نضع أيدينا على القتلة بل أيضاً علينا أن نكون واضحين بأنه من الآن فصاعداً سيتم الرد فوراً على كل جريمة بالبناء والاستيطان اللذيْن يحاولون اقتلاعهما. إن شرعنة حفات غلعاد هي الوسيلة الأكثر إيلاماً وردعاً التي يمكننا انتزاعها من الإرهابيين المتورطين لمنع الجريمة المقبلة".

 

كما أكدت وزيرة العدل الإسرائيلية أييليت شاكيد ["البيت اليهودي"] أن الرد على قتل المستوطن سيكون بإضفاء صبغة شرعية على بؤرة "حفات غلعاد". وأضافت أنه في الوقت نفسه من المهم المصادقة على البناء في جميع أنحاء يهودا والسامرة.

 

"يديعوت أحرونوت"، 11/1/2018
تأجيل تجربة أُخرى لإطلاق صاروخ "حيتس 3" المضاد للصواريخ البالستية

ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أنه تقرر تأجيل إجراء تجربة أُخرى لإطلاق صاروخ "حيتس 3" المضاد للصواريخ البالستية كان من المفترض أن تجري أمس (الأربعاء) في إثر وجود مشكلة تتعلق بنقل المعطيات عبر منظومة الاتصال الأرضية.

 

وكانت وزارة الدفاع ألغت تجربة سابقة لإطلاق هذا الصاروخ قبل نحو شهر وأكدت في حينه أن هذا الإلغاء جاء جرّاء عدم توفر عامل الأمان في الهدف الذي كان يُفترض أن يعترضه الصاروخ في أثناء التجربة.

 

"معاريف"، 11/1/2018
المصادقة نهائياً على مشروع قانون خاص يسمح لعضو كنيست من يهدوت هتوراة بإشغال منصب نائب وزير الصحة وتخويله أغلبية صلاحيات الوزير

صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءتين الثانية والثالثة أمس (الأربعاء) على مشروع القانون الخاص الذي يسمح لعضو الكنيست يعكوف ليتسمان من كتلة يهدوت هتوراة لليهود الحريديم [المتشددين دينياً] بالعودة إلى إشغال منصب نائب وزير الصحة وتخويله أغلبية صلاحيات الوزير. وتمت المصادقة على مشروع القانون بأغلبية 62 عضو كنيست في مقابل معارضة 38 عضواً.

وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا أصدرت في تموز/ يوليو 2017 قراراً أكدت فيه عدم جواز تعيين نواب وزراء بمكانة وزراء في وزارات الحكومة، وذلك رداً على طلب التماس تقدمت به كتلة "يوجد مستقبل" المعارِضة إلى هذه المحكمة. وفي إثر ذلك تم تعيين ليتسمان في منصب وزير، لكنه استقال في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت بسبب القيام بأعمال صيانة في خطوط السكك الحديد أيام السبت. 

وجاءت المصادقة على مشروع القانون الذي يتيح إمكان عودة ليتسمان إلى وزارة الصحة كنائب وزير من ضمن التفاهمات التي تم التوصل إليها بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكتلة يهدوت هتوراة الحريدية لتجاوز أزمة العمل أيام السبت.

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 10/1/2018
إسرائيل تخوض مواجهة خفية ضد إيران في سورية
أليكس فيشمان - محلل عسكري

•ليس مبالغة القول إن هناك مواجهة خفية تقوم إسرائيل بخوضها ضد إيران في الأرض السورية، وهي تخرج رويداً رويداً إلى العلن. وسواء أخذت إسرائيل على عاتقها المسؤولية عن الهجمات التي تقع على الأراضي السورية أم لا، مثلاً كتلك التي بلّغ عنها الجيش السوري أول أمس، لم يعد الأمر بهذه الأهمية. ونحن ملزمون بأن نعتاد على فكرة أن إسرائيل تدير مواجهة عسكرية تبدو منضبطة حتى الآن مع منظومة عسكرية إيرانية آخذة بالترسخ في سورية. ومن المعقول الافتراض أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية الذي عقد خلال الأيام الأخيرة سلسلة اجتماعات ناقش فيها السياسة الإسرائيلية التي يجب اتباعها في الجبهة الشمالية حيال سورية ولبنان وإيران في ضوء آخر الأوضاع فيها، توصل الى هذا الاستنتاج بالضبط. 

•في السنة الأخيرة أكثرَ قادة المؤسسة الأمنية من الحديث عن إمكان أن تقيم إيران قواعد جوية وبحرية وبرية في سورية، وأن تفعّل فرقة من الميليشيات الشيعية ضد إسرائيل. وهذه تهديدات لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهلها، لكنها في واقع الأمر لا تشكل تحدياً عسكرياً حقيقياً، فالمشكلة المركزية في الجبهة السورية هي إقامة منظومة كثيفة من صواريخ أرض - أرض وصواريخ دقيقة تبدأ في لبنان وتمتد حتى جنوب الجولان وتغطي كل أراضي إسرائيل. ومثل هذا السيناريو سيجعل إسرائيل تقف أمام تحدٍّ أمني لم تعرف مثيلاً له من قبل. بموازاة ذلك يبني الإيرانيون جبهة صواريخ في قطاع غزة ستلزم الجيش الإسرائيلي بتقسيم جهوده في القتال في كل ما يتعلق بالسلاح الصاروخي من الشمال ومن الجنوب.

•حتى الآن لم تنجح إسرائيل في تعطيل منظومة الصواريخ والقاذفات الصاروخية المنتشرة منذ سنوات في لبنان. والصراع الذي تديره، وفقاً لوسائل إعلام أجنبية، يستهدف منع تحول منظومة الصواريخ التي بحيازة حزب الله في لبنان إلى منظومة دقيقة. 

•أما في سورية فيمكن التقدير أن الإيرانيين لا يزالون في بداية عملية إقامة منظومة صواريخ مشابهة أكثر كثافة بالاستناد إلى صناعة محلية موجودة وإلى الجسر البري من إيران إلى سورية عبر العراق. إن ما تحتاج إيران إليه من أجل استكمال هذه المنظومة هو الزمن والمال. وإذا لم يكن الروس والأميركيون قادرين، أو أنهما لا يرغبان، في كبح ذلك بطريقة دبلوماسية لا يبقى أمام إسرائيل سوى العمل بنفسها. 

•لا يمكن بعد اليوم الاختباء خلف أقوال غامضة وتلميحات. إن ما يجري في الجبهة الشمالية هو حرب بكل معنى الكلمة. وعلى العدو أن يعرف ذلك، والأهم هو أن على الجمهور في إسرائيل أن يستوعب وأن يستعد.

•وفقاً لادعاءات الجيش السوري، جرت الهجمة الأخيرة التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي ضد مجمع عسكري بالقرب من القطيفة [ريف دمشق] حيث كانت في الماضي ألوية صواريخ سكود السورية. وعلى ما يبدو، يتم في هذه المنطقة تركيز القاذفات الصاروخية، والصواريخ، ومصانع الإنتاج، والمخازن المخصصة لسورية ولبنان. ويدور الحديث عن منظومة واحدة سبق لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن عرّفها بأنها "الجبهة الشمالية" قائلاً: "لم يعد بعد الآن وجود لسورية ولبنان كل على حدة، بل يوجد سور ناري إيراني ممتد من البحر الأبيض المتوسط وحتى جنوب الجولان. وسيتواصل القتال ضد هذه المنظومات بقوة متفاوتة ترتبط بمستوى الرد السوري - الإيراني وبسلوك حزب الله. وإذا لم يتراجع أحد ما هناك فقد تنشب حرب".  

•حالياً لا توجد مؤشرات إلى أي تراجع من جانب إيران، بل على العكس، فعلى الرغم من التظاهرات الأخيرة في هذا البلد كانت السنتان الأخيرتان الأكثر نجاحاً من ناحية نظام آيات الله في نشر الثورة الإسلامية. وإذا كان الإنجاز المركزي للحرس الثوري الإيراني حتى سنة 2015 وجد تعبيره في لبنان، ففي السنتين الأخيرتين نجحت إيران في إحكام قبضتها على العراق وأفغانستان وسورية واليمن وفي تعميق نفوذها في عُمان وفي البحرين. ونظام طهران، ولا سيما الحرس الثوري، موجود في حالة نشوة بسبب إحساس النصر في سورية. ويعتزم الإيرانيون ترجمة الانتصار في سورية إلى إنجازات اقتصادية وبالأساس استراتيجية. وما زلنا نذكر تصريح حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري أنه في الاستراتيجيا الإيرانية لم تعد إسرائيل منذ الآن تُعتبر تهديداً لأن حزب الله بات متفوقاً عليها. وسواء أكان هذا صحيحاً أو لا، فالإيرانيون يؤمنون بذلك ويتصرفون بناء عليه ويضعون أمام حكومة إسرائيل تحدياً سياسياً وأمنياً من الدرجة الأولى.

 

"يسرائيل هَيوم"، 9/1/2018
حكم "حماس" في غزة: هو حل أو مصدر لمشكلة؟
إيال زيسر - محاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب

•المطر الغزير الذي هطل في نهاية الأسبوع الماضي أوقف لبضعة أيام الإطلاق المتقطع للصواريخ من غزة. ويبدو أن مطلقي الصواريخ في القطاع يخافون من طوفان المطر أكثر من الرد الإسرائيلي على تساقط الصواريخ.

•في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] سُجّل ايضاً تراجع في حجم التظاهرات التي اندلعت، والتي ربما نظمتها السلطة الفلسطينية، احتجاجاً على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. من المبكر التقدير ما إذا كان ما جرى هو الخوف من المطر، أم أن الشارع الفلسطيني غير مهتم ولا يرغب في الاستجابة لدعوات السلطة الفلسطينية إلى مواصلة المواجهات ضد جنود الجيش الإسرائيلي.

•لكن بضعة  أيام من "الهدوء الخادع"، بحسب كلام رئيس الشاباك أمام لجنة الخارجية والأمن، لا تغيّر من واقع أن حقبة الهدوء في المناطق [المحتلة] وعلى طول حدود القطاع توشك على الانتهاء، وربما انتهت.

•إن التصعيد على الأرض، ولو ببطء وبصورة تدريجية، له علاقة بالواقع السياسي الداخلي الفلسطيني، ولمزيد من الدقة، بالحائط المسدود الذي وصلت إليه سواء حركة "حماس" في القطاع أو السلطة الفلسطينية في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. في الأشهر الأخيرة انشغلوا بصورة أساسية بالمناورات السياسية الداخلية، مثل تغيّر الزعامة في "حماس" أو المحاولات العقيمة للدفع قُدُماً بالوحدة بين غزة ورام الله.

•لكن يبدو تحديداً أن الإمكانات التي انفتحت أمام "حماس" وأمام السلطة الفلسطينية للمضي قُدُماً هي التي أدت إلى دوامة نهايتها انفجار العنف، وإلى الخوف من اندلاع المواجهات. في واشنطن يعمل طاقم الرئيس ترامب على بلورة مبادرة أميركية لحل النزاع. ولو تعلم الفلسطينيون من تجربة الماضي، لكانوا رأوا في مبادرة ترامب، مهما كانت إشكالية بالنسبة إليهم، فرصة ذهبية للتقدم نحو تحقيق ولو جزء من أهدافهم. لكن بدلاً من استقبال المبادرة الأميركية بأذرع مفتوحة "أعلنوا الحرب" على ترامب وعلى الولايات المتحدة، كأنهم يمكن أن يجدوا طرفاً يقبل بتوظيف أموال وجهود من أجلهم أكثر من واشنطن. وهذا ما حدث تحديداً في صيف 2000، إن امكان التحرك نحو عملية سياسية يعرفون أنها تتطلب تقديم بدائل وتنازلات تدفعهم نحو موقف رافض، وإلى "الهرب إلى الأمام"، وإلى تصعيد مضبوط، قد يخرج عن السيطرة كما حدث في الماضي.

•تتخوف "حماس" أيضاً من الآتي. إن اتفاق المصالحة مع السلطة من شأنه أن يخفف الضغط الذي يعاني الشارع الفلسطيني جرّاءه ويدفع قُدُماً إلى حل المشكلات الاقتصادية في القطاع. لكن مثل هذا الاتفاق قد يسحب البساط من تحت سلطة "حماس" الوحيدة. ويتخوفون في "حماس" من أن يُضعف الهدوء على الحدود مع إسرائيل الحركة في مواجهة خصومها الداخليين. وهكذا، وعلى الرغم من الأصوات في غزة التي تؤيد المضي قُدُماً في اتجاه مصالحة فلسطينية داخلية، واستمرار المحافظة على الهدوء على طول الحدود، فإن "حماس" تراجعت عملياً. وهي تطلب من فروعها في يهودا والسامرة القيام بهجمات ضد إسرائيل، والأخطر من ذلك، لا تقف ضد الفصائل، وبينها حركة الجهاد الإسلامي، التي تطلق صواريخها على إسرائيل تحت أعينها النصف مغلقة.

•إن الرأي السائد في إسرائيل هو أن المصلحة الإسرائيلية تقتضي السماح لـ"حماس" بمواصلة سيطرتها على القطاع، وبأن تبقى مصدر القوة الوحيد القادر على المحافظة على الهدوء على طول الحدود. على ما يبدو ثمة منطق في فرضية العمل هذه، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن مثل هذه الفرضيات انهارت أكثر من مرة في الماضي، مثلاً في لبنان، عندما فضّلت إسرائيل الهدوء على استمرار الاحتكاكات على طول الحدود وكان ثمن الهدوء أن تهديد المواقع والمستوطنات في شمال البلد زاد وتطور ليتحول إلى تهديد استراتيجي لكل أراضي إسرائيل.

 

•في مواجهة الحائط المسدود الذي وصل إليه الفلسطينيون، وأيضاً في مواجهة الإمكانات التي انفتحت أمامهم، والتي اختاروا رفضها رفضاً قاطعاً، فإن خيار التصعيد المضبوط هو الحل الأسهل الذي اختاروه. في مثل هذا الوضع، من الصعب الاستمرار في المحافظة على الوضع القائم (الستاتيكو). وستضطر إسرائيل إلى التفكير بصورة مختلفة للمحافظة على الهدوء داخل أراضيها وعلى طول الحدود، وأن تسأل نفسها بصورة خاصة هل حُكم "حماس" في غزة (وهناك من يقول أيضاً حُكم السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة) هو الحل أم مصدر المشكلة؟