مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس: "أزرق أبيض" سيدرس اقتراح منح عفو رئاسي لنتنياهو في مقابل انسحابه من السياسة
تخريب أكثر من 20 مركبة وكتابة شعارات معادية للعرب في قرية منشية زبدة العربية بالقرب من حيفا
استطلاع صحيفة "معاريف": 57 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم
استطلاع قناة التلفزة 12: معسكر أحزاب اليمين والحريديم سيفوز بمقاعد أكثر في حال ترأس غدعون ساعر قائمة الليكود
مقالات وتحليلات
حماسة ترامب المستجدة لإجراء اتصالات مع إيران تضيء ضوءاً أحمر في إسرائيل
في الجيش الإسرائيلي يتخوفون من تضييع فرصة تحقيق تسوية في القطاع بسبب الانتخابات
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 13/12/2019
غانتس: "أزرق أبيض" سيدرس اقتراح منح عفو رئاسي لنتنياهو في مقابل انسحابه من السياسة

حمّل رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس رئيس الحكومة وزعيم الليكود بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن جرّ إسرائيل الى جولة انتخابات ثالثة خلال أقل من سنة، وقال إن نتنياهو وضع مصالحه الشخصية قبل مصلحة الدولة ودعا السياسيين من كل الأطياف الحزبية إلى الكف عن اتخاذ موقف المتفرج إزاء تصرفات رئيس الحكومة هذه.

وأكد غانتس خلال كلمة ألقاها أمام الاجتماع الذي عقدته كتلة "أزرق أبيض" في الكنيست أمس (الخميس)، أنه أراد تأليف حكومة وحدة، لكن نتنياهو أحبط كل محاولات تأليف حكومة كهذه، لأنه يريد حصانة برلمانية تجنبه الخضوع للمحاكمة بشبهة ارتكاب مخالفات فساد خطرة.

وعقّب غانتس على الاقتراح الذي قدمه رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان أمس، والذي يقضي بمنح نتنياهو عفواً رئاسياً في مقابل انسحابه من السياسة، فقال إن "أزرق أبيض" سيدرس الاقتراح وأكد أنه سيكون من الأفضل عدم رؤية رئيس حكومة آخر في السجن.

وتكلم في الاجتماع عضو الكنيست يائير لبيد، فشنّ هو الآخر هجوماً حاداً على نتنياهو وأكد أن نظام تطبيق القانون ليس هو العدو الذي يجب مواجهته، بل العدو هو إيران وحركة "حماس" التي تطلق الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وتعقيباً على أقوال غانتس ولبيد هذه، أصدر حزب الليكود الليلة الماضية بياناً قال فيه إن رئيس الحكومة نتنياهو وافق على قبول أي تنازل لتأليف حكومة وحدة، لكن غانتس بذل كل جهد لإحباط حكومة كهذه وقام بجرّ الدولة الى انتخابات. وأكد البيان أن الطريق الوحيدة لإقامة حكومة وحدة واسعة وقوية لدولة إسرائيل هي من خلال التصويت لليكود.

من ناحية أُخرى، صادق مركز الليكود مساء أمس على إجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة الحزب يوم 26 كانون الأول/ديسمبر الحالي. وقال نتنياهو إن الليكود حزب ديمقراطي ويجب منح أعضائه حق انتخاب الشخصية التي ستقوده، وأعرب عن يقينه بالحصول على ثقة منتسبي الحزب.

يُذكر أن عضو الكنيست غدعون ساعر هو الوحيد من بين أعضاء الليكود الذي أعلن نيته التنافس مع نتنياهو على رئاسة الحزب.

"هآرتس"، 13/12/2019
تخريب أكثر من 20 مركبة وكتابة شعارات معادية للعرب في قرية منشية زبدة العربية بالقرب من حيفا

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أمس (الخميس) إن الشرطة فتحت تحقيقاً لتقصي وقائع اعتداءات "تدفيع [جباية] الثمن" التي وقعت في قرية منشية زبدة العربية البدوية بالقرب من حيفا الليلة قبل الماضية.

وأشار البيان إلى أنه في إطار هذه الاعتداءات تم تخريب إطارات أكثر من 20 مركبة، كما قام المعتدون بكتابة شعارات على جدران مبان عامة في القرية شملت عبارة "العرب أعداء، الطرد أو القتل"، بالإضافة إلى كتابة أوصاف بذيئة للنبي محمد ورسم نجمة داود.

وجاءت هذه الاعتداءات بعد عدة أيام من اعتداءات مماثلة وقعت في حي شعفاط في القدس الشرقية وتم خلالها ثقب إطارات نحو 160 مركبة وكتابة عبارات على الجدران، مثل "عندما يُطعن اليهود لا تبقوا صامتين". وقالت الشرطة إنها تعتقد أن عدداً من الملثمين استغل الظلمة وأحوال الطقس العاصف لتنفيذها.

وتقع اعتداءات "تدفيع الثمن" بصورة مستمرة في أراضي الضفة الغربية، لكنها نادرة الحدوث في إسرائيل. ويدّعي منفذوها من جماعات المستوطنين المتطرفين أنها تأتي ردّاً على أعمال عنف فلسطينية أو سياسات حكومية يعتبرونها معادية للاستيطان في المناطق [المحتلة].

"معاريف"، 13/12/2019
استطلاع صحيفة "معاريف": 57 مقعداً لمعسكر أحزاب اليمين والحريديم

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة "معهد سميث" الخبير في شؤون الاستطلاعات أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن، سيحصل معسكر أحزاب اليمين على 42 مقعداً، ومعسكر أحزاب الوسط- اليسار على 44 مقعداً، ويحصل حزبا اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 15 مقعداً، ويحصل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، وتحصل القائمة المشتركة على 12 مقعداً.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 33 مقعداً، وقائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس على 35 مقعداً، وقائمة "اليمين الجديد" برئاسة عضو الكنيست أييلت شاكيد على 6 مقاعد، وقائمة اتحاد أحزاب اليمين على 4 مقاعد.

وتحصل قائمة حزب شاس الحريدي على 8 مقاعد، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه على 7 مقاعد، وتحصل قائمة التحالف بين حزبي العمل و"جيشر" على 5 مقاعد، وقائمة تحالف "المعسكر الديمقراطي" بين حزبي ميرتس و"إسرائيل ديمقراطية" على 4 مقاعد.

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 700 شخص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 3.8%.

"معاريف"، 13/12/2019
استطلاع قناة التلفزة 12: معسكر أحزاب اليمين والحريديم سيفوز بمقاعد أكثر في حال ترأس غدعون ساعر قائمة الليكود

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن، سيحصل معسكر أحزاب اليمين على 38 مقعداً، ومعسكر أحزاب الوسط- اليسار على 45 مقعداً، ويحصل حزبا اليهود الحريديم على 16 مقعداً، ويحصل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد، وتحصل القائمة المشتركة على 13 مقعداً.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 32 مقعداً، وقائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس على 35 مقعداً، وقائمة "اليمين الجديد" برئاسة عضو الكنيست أييلت شاكيد على 6 مقاعد.

ويحصل كل من قائمة حزب شاس الحريدي، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه، على 8 مقاعد، ويحصل كل من قائمة التحالف بين حزبي العمل و"جيشر"، وقائمة تحالف "المعسكر الديمقراطي" بين حزبي ميرتس و"إسرائيل ديمقراطية"، على 5 مقاعد.

ولن يتمكن كل من قائمة تحالف اتحاد أحزاب اليمين، وقائمة حزب "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وأظهر الاستطلاع أنه في حال ترأس عضو الكنيست غدعون ساعر قائمة الليكود، ستحصل على 26 مقعداً فقط في مقابل 32 مقعداً برئاسة نتنياهو، وتحافظ قائمة تحالف "أزرق أبيض" على قوتها مع 35 مقعداً، وتتراجع قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" إلى 7 مقاعد، وتقفز قائمة "اليمين الجديد" من 6 مقاعد إلى 9، وتحصل قائمة اتحاد أحزاب اليمين على 4 مقاعد.

كذلك يحافظ كل من القائمة المشتركة، وقائمة شاس، وقائمة يهدوت هتوراه، وقائمة التحالف بين حزبي العمل و"جيشر"، وقائمة "المعسكر الديمقراطي"، على قوته.  

ولن تتمكن قائمة حزب "عوتسما يهوديت" من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

لكن على الرغم من أن قائمة الليكود ستتراجع بقيادة ساعر فإن معسكر أحزاب اليمين والحريديم سيرتفع إلى 55 مقعداً، ويبقى معسكر أحزاب الوسط- اليسار مع 45 مقعداً.

وقال 38% من المشتركين في الاستطلاع إن بنيامين نتنياهو هو الشخص الأنسب لتولي منصب رئيس الحكومة، في حين قال 37% منهم إن بني غانتس هو الأنسب.

لكن لو كان غدعون ساعر في رئاسة الليكود فإن 36% من المشتركين رأوا أن غانتس هو الأنسب بفارق كبير عن ساعر.

وقال 39% من المشتركين إن نتنياهو هو المسؤول الرئيسي عن الذهاب الى انتخابات ثالثة خلال أقل من سنة، وقال 29% منهم إن ليبرمان هو المسؤول الرئيسي، وفقط 9% قالوا إن غانتس هو المسؤول الرئيسي. 

وأعرب 56% من المشتركين عن اعتقادهم بأن نتنياهو لا يستطيع الاستمرار في شغل منصب رئيس الحكومة بعد توجيه لوائح اتهام بحقه بشبهة ارتكاب مخالفات فساد.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 13/12/2019
حماسة ترامب المستجدة لإجراء اتصالات مع إيران تضيء ضوءاً أحمر في إسرائيل
أمير تيفون وعاموس هرئيل - مراسلان عسكريان

 

  • هذا الأسبوع، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح مشكلة على جدول الأعمال اختفت تقريباً في الأشهر الأخيرة، على خلفية الأزمات السياسية المتقابلة في إسرائيل والولايات المتحدة: مفاوضات مع إيران. جرى هذا في أعقاب صفقة تبادل نادرة حدثت في نهاية الأسبوع الماضي بين واشنطن وطهران، أُطلق في إطارها سراح عالم أميركي كان محتجزاً في إيران منذ سنة 2016، في مقابل إطلاق سراح مواطن إيراني كان مسجوناً في أميركا، ومن المفترض أن يحاكَم لخرقه العقوبات الأميركية ضد إيران.
  • "شكراً جزيلاً لإيران على مفاوضات نزيهة جداً"، أعلن الرئيس ترامب على حسابه على تويتر. وأضاف بحماسة: "أنظروا، نحن قادرون على التوصل إلى اتفاق معاً". كانت هذه أول مرة منذ نهاية أيلول /سبتمبر يتطرق فيها ترامب، علناً، إلى رغبته في إجراء مفاوضات مع الإيرانيين بشأن اتفاق نووي جديد وشامل. قبل أربعة أيام من ذلك، ذكرت صحيفة الـ "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصادر في الإدارة الأميركية أن ترامب يفكر في إرسال نحو 14 ألف جندي أميركي إضافي إلى الشرق الأوسط ، في إطار الإعداد لمواجهة عسكرية محتملة مع إيران. وزارة الدفاع الأميركية سارعت إلى تكذيب الخبر رسمياً، وترامب نفسه وصف الكلام بأنه "أخبار مفبركة". لكن مصادر في الكونغرس الأميركي زعمت أن الإدارة تدرس بجدية الاحتمالات في الأسابيع الأخيرة.
  • السياسة الأميركية في الشرق الأوسط في فترة ترامب تواصل سيرها بصورة غير مستقرة ومن الصعب التنبؤ بها، وهي تتأرجح بين تلميحات إلى تهديدات بالحرب في يوم الأربعاء وبين تغريدات بشأن اتفاقات في يوم الأحد. التغيرات المفاجئة تطرح تحدياً معقداً بالنسبة إلى دول الشرق الأوسط، وبينها إسرائيل، التي تحاول أن تفهم إلى أين تسعى الإدارة الأميركية. بدا أن الصعوبة ازدادت بعد المعركة الانتخابية الثانية للكنيست التي انتهت بتعادل إضافي بين الحزبين الكبيرين في أيلول /سبتمبر. ترامب لم يتحدث هاتفياً مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات- وفسّر المعلقون ذلك بأنه تعبير عن إرادة الرئيس الأميركي الابتعاد عمّن يعتبره "خاسراً"، وعن ضعف العلاقة مع نتنياهو.
  • لكن في الأسابيع الأخيرة، تجددت الصلة المباشرة، وجرت على الأقل محادثتان هاتفيتان بين الزعيمين. كما التقى نتنياهو خلال زيارته البرتغال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. مصدر له ضلع في الاتصالات بين الزعيمين ادّعى في حديث مع "هآرتس" أنه لم تكن هناك، فعلياً برودة في العلاقات بينهما بعد الانتخابات، ومن جهة ثانية، الحديثان اللذان جريا مؤخراً لا يدلان على عودة الحرارة. بحسب هذا التفسير، يعتقد نتنياهو أن عليه المبادرة إلى الحديث مع ترامب فقط عندما يكون هناك سبب واضح لذلك، ومن الأفضل عدم ترتيب محادثة ليس لها هدف واضح. الرئيس الأميركي غارق في الأشهر الأخيرة في مشكلات داخلية، وفي طليعتها عملية تنحيته من جانب الكونغرس الأميركي، ويخصص جزءاً كبيراً من وقته لمشاهدة التلفزيون وخوض مشاحنات صغيرة على تويتر.
  • في حديث ترامب مع نتنياهو الذي جرى قبل ثلاثة أسابيع، شكر رئيس الحكومة الرئيس الأميركي على قراره عدم اعتبار المستوطنات غير قانونية. في حديث الأسبوع الماضي، ركز الاثنان على المسألة الإيرانية. طلب نتنياهو زيادة ضغط الولايات المتحدة على إيران، بعد موجة التظاهرات التي عمّت الدولة في تشرين الثاني/نوفمبر. في القدس، راضون عن قوة العقوبات، لكنهم لا يزالون يتخوفون من تجدد الملاحقة الأميركية لطهران على أمل ترتيب اجتماع بين ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني. في الواقع، يدّعون في إسرائيل أنه توجد فجوة كبيرة بين مواقف الطرفين، وأيضاً يعتبرون أن هناك سبباً للتفاؤل، هو رغبة الرئيس الأميركي في عدم إغضاب قاعدة مؤيديه من المسيحيين- الإنجيليين (الذين يمقتون طهران)، قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
  • لكن مسؤولين إسرائيليين كباراً نقلوا إلى الأميركيين رسالة تقول إن مجرد عقد اجتماع بين ترامب وروحاني سيؤدي إلى تخفيف الضغط على إيران. بحسب التقديرات الإسرائيلية، سياسة الضغط تنجح، ليس فقط بسبب تأثير العقوبات في اقتصاد إيران، بل لأن المجتمع الدولي بدأ يدرك أن ليس لدى إيران من طريق للهرب سوى الخضوع لمطالب الولايات المتحدة. قمة بين الزعيمين ستبثّ شيئاً آخر هو: الضغط الأميركي موقت ويمكن تخفيفه. بحسب مصدر إسرائيلي، "حالياً، يوجد شعور في العالم أن الأميركيين يضربون إيران كل أسبوع بمطرقة أُخرى".
  • في أيلول/سبتمبر، عندما كان الاجتماع [بين ترامب وروحاني ] مطروحاً على جدول الأعمال (انتشرت تقديرات أنه سيجري على هامش عقد الجمعية العمومية للأمم المتحدة)، بدأت شركات أجنبية متعددة التفكير في إعادة نشاطها إلى إيران. وقال سفير إسرائيل في واشنطن رون دريمر لمسؤولين كبار في الإدارة أن الاجتماع سيقلل من التأثير السيكولوجي للعقوبات إحساس إيران بالعزلة، سيسمح للنظام في طهران بأن يقدم إلى جمهور بلاده أفقاً متفائلاً على الرغم من الوضع الاقتصادي الخطير في البلاد.
  • بومبيو ومسؤولون كبار آخرون في الإدارة الأميركية عبّروا عن تفهمهم الادعاءات الإسرائيلية، لكن الرئيس نفسه لم يتأثر. كان ترامب مستعداً للقاء روحاني أو التحدث معه هاتفياً، من دون شروط مسبقة، على الرغم من كل التحفظات التي أعربت عنها القدس. الاجتماع لم يحدث في النهاية، في الأساس بسبب رفض الإيرانيين إجراءه، من دون بادرات طيبة أميركية مسبقة.
  • في خلفية هذا كله، كان هناك أيضاً التوتر الذي نشأ في الصيف بين واشنطن والقدس بسبب سلسلة هجمات جوية نسبتها وسائل الإعلام الأجنبية إلى إسرائيل، ضد قوافل وقواعد تابعة للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق. في الولايات المتحدة هناك تخوف من أن تؤدي هذه الهجمات إلى أعمال انتقامية ضد آلاف الجنود الأميركيين المنتشرين في الدولة. في نهاية آب/أغسطس، نشر البنتاغون بياناً حاداً بصورة غير مسبوقة أعرب فيه عن دعمه لسيادة العراق، في الوقت الذي اتهمت حكومة بغداد إسرائيل بالهجمات.
  • المؤسسة الأمنية الأميركية أقلقها عدد من السيناريوهات- بدءاً من هجمات انتقامية ضد قوات أميركية في العراق، وصولاً إلى الطلب الرسمي لحكومة العراق بإخراج جنودها من هناك. إذا صحّت هذه التقارير، في نهاية الأمر، يبدو أن للموقف الأميركي أهمية حاسمة.
"هآرتس"، 12/12/2019
في الجيش الإسرائيلي يتخوفون من تضييع فرصة تحقيق تسوية في القطاع بسبب الانتخابات
عاموس هرئيل - مراسل عسكري

 

  • بعد مرور شهر على جولة التصعيد الأخير في قطاع غزة، يتخوفون في الجيش الإسرائيلي من أن الفرصة الناشئة للتوصل إلى تسوية طويلة الأجل في القطاع قد تضيع مجدداً. في الأسابيع الأخيرة، رأى الجيش أن هناك إمكاناً لتسريع المحادثات غير المباشرة الجارية مع "حماس"، بحيث يصبح من الممكن التوصل إلى وقف القتال فترة طويلة. لكن الاتصالات لم تحقق حتى الآن تقدماً كافياً، وفي هذه الأثناء، يمكن أن يؤدي نشوء جدول أعمال سياسي جديد، قبل إجراء الانتخابات الثالثه في أقل من عام- إلى عرقلة بلورة اتفاقات.
  • التصعيد الأخير بدأ في 13 تشرين الثاني/نوفمبر بعملية الاغتيال الإسرائيلية للمسؤول الكبير في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا التي شكلت بداية لعملية "حزام أسود"، واستمرت مدة يومين، أُطلق خلالها قرابة 500 صاروخ على الأراضي الإسرائيلية. قُتل جرّاء القصف الإسرائيلي 35 فلسطينياً، أكثر من 20 منهم عناصر من حركة الجهاد الإسلامي. في المؤسسة الأمنية، وخصوصاً في الجيش، اعتقدوا أن ثمة فرصة للتوصل إلى تسوية في ضوء تطورين: الضربة القوية التي تعرضت لها الحركة، بالإضافة إلى قرار زعامة "حماس" في القطاع عدم المشاركة في المواجهة العسكرية.
  • مقتل أبو العطا أزاح من الطريق من كان يُعتبر عقبة أساسية أمام التسوية، والمسؤول عن أكثر من 90% من إطلاق الصواريخ من القطاع في السنة الأخيرة. في إسرائيل جرى تفسير قرار "حماس" كتعبير عن رغبة زعامة الحركة الشديدة، برئاسة يحيى السنوار وإسماعيل هنية، في الحصول على تسهيلات اقتصادية كبيرة للقطاع. في الاستخبارات الإسرائيلية وُصف موقف "حماس" كتغيير استراتيجي تضع  الحركة في إطاره التغير المُلح للوضع الاقتصادي والبنى التحتية في القطاع في رأس سلم أولوياتها، أيضاً على حساب المبدأ الأيديولوجي المهم، مقاومة إسرائيل.
  • على هذه الخلفية، أوصى الجيش ومكتب منسق الأنشطة في المناطق بتسريع مساعي التهدئة. في هيئة الأركان العليا، أعربوا عن تأييدهم سلسلة تسهيلات في القطاع، بينها الدفع قدماً بتخطيط مشاريع كبيرة في مجال البنى التحتية للمياه والكهرباء والمجارير، وإقامة منطقة صناعية في حاجز كرني، وزيادة عدد الأذونات المعطاة للعمال من القطاع، للعمل في المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة. في الشاباك، تحفّظوا بشدة عن التوصية الأخيرة، تخوفاً من أن يؤدي دخول آلاف العمال إلى استخدامهم من جانب أطراف إرهابية للتحضير لهجمات في إسرائيل.في مقابل ذلك، أعرب وزير الدفاع عن تأييده تقديم تسهيلات إلى القطاع، إذا جرى ضمان الهدوء.
  • رئيس الأركان أفيف كوخافي، تحدث مع رؤساء المجالس المحلية في مستوطنات غلاف غزة، وعاد وقال في حديث له إنه يؤيد تقديم تسهيلات في القطاع، بما في ذلك تشغيل عمال فلسطينيين في الغلاف، في إطار التهدئة. بحسب مشاركين في الحديث، وصف رئيس الأركان التحسن المعين في الوضع الحالي- انخفاض في عدد إطلاق الصواريخ، محاولات "حماس" وقف إطلاق النار، تقلص حجم التظاهرات العنيفة بالقرب من السياج، ووقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة- ورأى أن هناك إمكانات لتحقيق تقدم إضافي. لكن عملياً، يبدو أن زخم الاتصالات غير المباشرة لمحاولة التوصل إلى تسوية تباطأت بصورة واضحة. أولاً، واجهت "حماس" صعوبات داخلية: حركة الجهاد الإسلامي ردت على اعتقال ناشطيها الذين كانوا متورطين بإطلاق الصواريخ بإطلاق صواريخ إضافية. ثانياً، على ما يبدو، لن تسارع إسرائيل إلى الدفع قدماً باتفاقات، بسبب تحوّل اهتمام المستوى السياسي إلى الأزمة السياسية العميقة. هذا الاتجاه يمكن أن يتفاقم حالياًـ بسبب الانتخابات، وأيضاً بسبب الصعوبة التي يمكن أن يواجهها نتنياهو وبينت في الدفع قدماً بخطوات سيعتبرها اليمين كتقديم تنازلات إلى "حماس". الانتقادات لا تأتي فقط من اليمين- في المعركتين الانتخابيتين الأخيرتين، هاجم حزب أزرق أبيض نتنياهو لأنه أظهر ضعفاً حيال "حماس".
  • في هذه الأثناء، تواصل "حماس" إرسال رسائل لمصلحة التهدئة، على الرغم من أن زعماء الحركة يحرصون على التشديد على أن المقصود ليس وقف إطلاق نار طويل الأمد (هدنة)، بل تفاهمات قصيرة الأمد ("تهدئة") . المثال البارز لذلك هو إصرار الحركة على الاستمرار في مشروع إقامة مستشفى ميداني أميركي في شمال القطاع، بالقرب من معبر إيرز. على الرغم من انتقادات السلطة الفلسطينية الشديدة التي تدّعي أن "حماس" تمد يدها إلى مؤامرة تجسس إسرائيلية-أميركية، تحت غطاء مشروع إنساني. يكشف قرار "حماس" التمسك بالمشروع عن تخوف قيادتها من انهيار الجهاز الصحي في القطاع، وأيضاً العبء الذي يمثله آلاف الجرحى الذين أُصيبوا برصاص القناصين الإسرائيليين في أثناء التظاهرات على طول السياج.
  • يتخوفون في الجيش من أن يؤدي تأجيل الاتفاقات، وخصوصاً كون الانتخابات على الأبواب، إلى تضييع الفرصة للتوصل إلى تسوية توصف بأنها لن تتكرر. في الخلفية أيضاً، هناك الانشغال الكثيف للمؤسسة الأمنية في صراعها ضد تمركز إيران العسكري في سورية. هذه المسألة لا تزال مطروحة على رأس أولويات الجيش الإسرائيلي.
  • إيران لا تُظهر علامات تدل على أنها ستتخلى عن نشاطها في سورية وتهريب السلاح إلى حزب الله في لبنان، لذلك، من المعقول في الأشهر المقبلة أن يتواصل الاحتكاك العسكري بها في الجبهة الشمالية. وهذه الجبهة يعتبرها الجيش أكثر حساسية وخطراً مقارنة بما يحدث في غزة التي من الممكن تهدئة الساحة فيها وقتاً طويلاً نسبياً.