مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
وجّه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحذيراً شديد اللهجة إلى حزب الله، وأكد أنه إذا ما أقدم على مهاجمة إسرائيل فسيدفع والدولة اللبنانية ثمناً باهظاً.
وأشار نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، إلى أن إيران أطلقت تهديدات جديدة بتدمير تل أبيب من داخل لبنان، وهذا يعني أن حزب الله ذراع إيرانية، وقال: "أريد أن أوضح أنه إذا تجرأ حزب الله على شن هجوم على إسرائيل، فإنه سيدفع ثمناً باهظاً، وكذلك لبنان بأكمله، لأنه يسمح لحزب الله بشن الهجوم من أراضيه".
من ناحية أُخرى، دان نتنياهو جريمة قتل شاب عربي من بلدة كفر قاسم في المثلث، كما دان إطلاق النار على منزل رئيس بلدية مدينة سخنين العربية في الجليل، وأكد أن محاربة العنف في المجتمع العربي في إسرائيل مهمة وطنية.
وتطرق نتنياهو إلى أزمة السكن في إسرائيل، فأشار إلى أنه على الرغم من صغر دولة إسرائيل فإن النمو السكاني فيها يُعتبر الأعلى في العالم.
كما تطرق رئيس الحكومة إلى الانتخابات العامة المقبلة فقال إنها انتخابات لا حاجة إليها، وفُرضت على الدولة.
رحبت إسرائيل بفوز حزب المحافظين البريطاني في الانتخابات التي جرت في المملكة المتحدة يوم الخميس الفائت.
واستهل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الاجتماع الأسبوعي لحكومته الذي عُقد أمس (الأحد) بتوجيه التهاني إلى رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، وقال إنه يتطلع إلى مواصلة العمل معه في السنوات المقبلة لمواصلة تعزيز العلاقة الممتازة بين إسرائيل وبريطانيا.
وكان نتنياهو هنأ جونسون فور ظهور نتائج الانتخابات البريطانية العامة. وقال في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن هذا اليوم عظيم بالنسبة إلى الشعب البريطاني والصداقة بين البلدين.
كما هنأ كل من رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين ورئيس الكنيست يولي إدلشتاين، جونسون بهذا الفوز.
وقال إدلشتاين إن نتائج الانتخابات البريطانية تشير إلى انتصار كبير لصديق إسرائيل بوريس جونسون وهزيمة نكراء لمنافسه زعيم حزب العمال جيرمي كوربين المعادي للسامية ولمن يكرهون إسرائيل.
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن شبح معاداة السامية خيّم على الحملة الانتخابية، لكن الشعب البريطاني صوّت بأغلبية ساحقة ضدها.
وقال رئيس الوكالة اليهودية يتسحاق هيرتسوغ إن انتخاب جونسون هو نبأ عظيم ليس فقط بالنسبة إلى بريطانيا بل إلى الشعب اليهودي بأسره والمناضلين من أجل مناهضة معاداة السامية ومن أجل حقوق الإنسان والديمقراطية، مشيراً إلى التزام جونسون الثابت بمكافحة معاداة السامية.
أعلنت عضو الكنيست إيتي عطية من الليكود، المقربة من الوزير السابق حاييم كاتس أنها تدعم عضو الكنيست غدعون ساعر الذي ينافس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على رئاسة الحزب.
وقبل عطية أعلن 3 أعضاء كنيست من الليكود دعمهم لساعر، وهم ميخال شير ويوآف كيش وشارون هسكيل.
وأفيد أن الوزير السابق كاتس قد يحضر مساء اليوم (الاثنين) مؤتمراً مؤيداً لساعر سيُعقد في أور يهودا [وسط إسرائيل].
يُذكر أن كاتس له نفوذ كبير في مركز الليكود، إذ سبق أن شغل منصب رئيس لجنة المستخدمين في الصناعات الجوية التي يعمل فيها الآلاف من المنتسبين إلى الليكود. وفي حال إعلانه تأييده لساعر سيعتبر ذلك خطوة ذات مغزى في الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب التي ستجري يوم 26 كانون الأول/ديسمبر الحالي.
من ناحية أُخرى عُلم بأن ساعر يمارس ضغوطاً على وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان ليعلن تأييده له، كما أن رئيس الكنيست يولي إدلشتاين لم يعلن الشخصية التي ستحظى بدعمه في هذه الانتخابات.
- يحذّر اللواء ميكي إدلشتاين، أحد الذين طوروا نظرية القتال ضد الأنفاق الهجومية في قطاع غزة، من أنه في أي مواجهة مقبلة في الشمال أو في الجنوب، فإن فرضية العمل هي أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى العمل تحت الأرض، وأن قسماً من الأساليب التي تم استخدامها في الماضي في هذا المجال لم تعد ذات صلة.
- وقال إدلشتاين، في سياق خطاب ألقاه أمام خبراء في هذا المجال من شتى أنحاء العالم ضمن مؤتمر "تحديات تحت أرضية في الحرب والسلام" في المركز المتعدد المجالات هرتسليا، بالاشتراك مع "ويست بوينت" والسفارة الأميركية، إن هناك حاجة إلى تغيير جزء من الفرضيات الأساسية ضد العدو، بما في ذلك أسئلة أخلاقية بشأن المسّ بالمدنيين. وأضاف: "هناك حاجة إلى تغيير الكثير من الفرضيات الأساسية. العدو يريد أن يجبرنا على العمل فوق الأرض وتحتها بالتوازي، بهدف استنزافنا والقيام بهجمات إضافية ضد مواطنين".
- وأشار إدلشتاين إلى أنه حتى البنايات التي يتم تطهيرها من المخربين يمكن أن تشكل خطراً بسبب الأنفاق، ولذا يجب تغيير طريقة العمل. وإذا كنا واجهنا في الماضي سؤالاً عمّا إذا كان يمكن العمل ضد الأنفاق من دون الدخول إليها، "ففي المستقبل لن يواجهنا مثل هذا السؤال. وهناك احتمال مئة بالمئة أننا سنواجه تحدي دخول الأنفاق في غزة ولبنان". وأكد في حديث مع "يسرائيل هيوم" أن تهديد الأنفاق في الشمال [منطقة الحدود مع لبنان] حقيقي وواضح، مشيراً إلى أنه "في كل قرية يوجد نفق".
- وشدّد إدلشتاين على أن الجيش الإسرائيلي يعمل بهدف إيجاد جواب لكل تحد تحت الأرض، وأكد أن "كل الأفضليات الموجودة فوق الأرض تتقلص إلى الصفر تحت الأرض، سواء من حيث القدرة على إطلاق النار والاتصال، وحركة القوات". وأضاف أن "إحدى المشكلات هي أننا لا نمتلك القدرة الاستخباراتية لمعرفة مكان كل نفق. وإحدى الفجوات التي كانت لدينا هي الحاجة إلى أن نحدّد بسرعة كل نفق، وأن نتحرك من دون وقوع عدد كبير من الإصابات من أجل إحباطها بوسائل متعددة. لا توجد وحدة واحدة يمكنها القيام بذلك، وهناك حاجة إلى استراتيجيا كاملة لمواجهة هذا الموضوع. وعلى الرغم من أننا أحبطنا أنفاقاً كثيرة، فإننا لم ننجح بعد في تغيير برنامج عمل المنظمات الإرهابية. نجحنا في أن نغيّر الوضع قليلاً في كل ما يتعلق بالأنفاق الهجومية لكن ليس فيما يتعلق بالأنفاق الدفاعية وأنفاق القيادة وأنفاق إطلاق الصواريخ".
- وأشار إدلشتاين أيضاً إلى أنه "توجد أنفاق كثيرة في مناطق ومبان مدنية. وإذا كنت تريد تدمير هدف لكنك مضطر في سبيل ذلك إلى تدمير بناية من 10 طبقات، فهل هذا مبرّر من ناحية أخلاقية؟ والسكان لا يعرفون ماذا يجري تحت أقدامهم. إن جزءاً من الأنفاق موجود فعلاً في بنايات لكن المنظمات الإرهابية لم تقم بحفرها حتى النهاية بهدف تجهيزها في زمن القتال الحقيقي فقط. ويقوم المخربون بحفر الأنفاق حتى مسافة نصف متر من البنايات حتى يكون في وسعهم في الحرب الدخول إلى البنايات، والعمل من داخلها ضد مقاتلينا. ويعرف جزء من السكان ذلك، لكن جزءاً آخر منهم لا يعرف. وتجبر المنظمات بعض السكان على السماح لها بإقامة أنفاق تحت بيوتهم".
- وتطرق إدلشتاين إلى تكلفة منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ فقال "إن تكنولوجيتها كانت صحيحة جداً للفترة التي تمت إقامتها بها، وعندما تنضج هذه التكنولوجيا سيكون هناك حلول أرخص ثمناً بكثير"، في إشارة إلى قدرات مستقبلية يقوم الجيش الإسرائيلي بتطويرها في هذا الشأن في مجال الليزر، على ما يبدو.
- يبلغ عدد السكان المسيحيين في القطاع نحو 1200 شخص. قبيل عيد الميلاد، طلب 951 شخصاً منهم تصاريح للخروج إلى بيت لحم والقدس، بهدف المشاركة في عيد الميلاد والاجتماع مع أبناء عائلاتهم. لكن بينما حصل في السنوات الماضية 300 إلى 500 شخص على تصاريح خروج، جزء منهم إلى الأردن وبضع عشرات إلى بيت لحم وسائر أنحاء الضفة، فإن منسق أنشطة الحكومة في المناطق، كميل أبو روكون، أعطى هذه المرة 100 شخص فقط تتجاوز أعمارهم الـ45 تصاريح خروج بالإضافة إلى ذلك، جرى إبلاغ 100 محظوظ هذا الأسبوع أنه سُمح لهم بالخروج فقط إلى الأردن من خلال معبر أللنبي- وليس إلى الضفة، حيث توجد الأماكن المقدسة للمسيحيين، وخصوصاً في بيت لحم التي تُعتبر موقع عبادة مركزي بالنسبة إلى المسيحيين الفلسطينيين.
- كان رد منسق الأنشطة في المناطق نموذجاً تافهاً لبيروقراطية الاحتلال، إذ جاء فيه: "انسجاماً مع التوجيهات الأمنية، جرت الموافقة على خطوات مدنية لسكان غزة من المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد، سيُمنَحون في إطارها ... تصاريح للخروج إلى الخارج عن طريق معبر أللنبي". في غزة وفي الضفة، في الأعياد كما في الأيام العادية، "تعليمات أمنية" هي عبارة سحرية تسمح لإسرائيل بأن تفعل بالفلسطينيين كل ما يحلو لها: تقييد حرية الحركة، وحرية العبادة، والمس بحقوقهم في الحياة العائلية.
- يحتج اليمين على طريقة التعامل مع غزة وسكانها، كأنما هم يعيشون تحت سيطرة إسرائيلية. منذ الانفصال عن غزة [في سنة 2005] يدّعي اليمين، أن سكان غزة هم أسياد مصيرهم، ولا يمكن اتهام إسرائيل بالكارثة الإنسانية التي تحدث هناك. لكن ها نحن أمام دليل آخر، خفي، على أن ما يُقال هو أسطورة: حتى حرية العبادة مقيدة ومراقبة رقابة شديدة من إسرائيل.
- هذا نموذج يمثل الواقع بأكمله: إسرائيل تسيطر على سماء غزة، وعلى بحرها، وعلى المعابر البرية؛ وتمنع التواصل بينها وبين الضفة؛ وتسيطر على دخول البضائع إلى غزة، وعلى تصدير البضائع منها؛ كما تسيطر على التزود بالمياه والكهرباء.
- أبناء الطائفة المسيحية في غزة أعربوا عن غضبهم وخيبة أملهم بالقرار" المقصود طائفة صغيرة جداً، وليس هناك ما يمنع خروجهم كلهم في أيام الميلاد إلى الضفة وأيضاً إلى الخارج" قال أحد نشطاء الطائفة لـ "هآرتس" إن "حقيقة وضع سقف 100 شخص فوق الـ45، معناه تقريباً عدم السماح لأحد بالخروج".
- بيْد أن المنع الإسرائيلي ليس وسيلة بل هدفاً: لقد خصص بنيامين نتنياهو سنوات وجوده في الحكم من أجل قطع التواصل بين غزة والضفة، والتفريق بين سكان المنطقتين، ومن خلال ذلك مواصلة السيطرة على الشعب الفلسطيني كله. يبقى فقط أن نأمل بأن يُلغى المنع الإسرائيلي، وأن يُسمح لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين المسيحيين بالاحتفال بعيد الميلاد في المكان الذي يرغبونه.
- في التظاهرات الواسعة التي انطلقت في العراق (تشرين الأول/أكتوبر)، وامتدت إلى لبنان (16 تشرين الأول/أكتوبر)، ولاحقاً أصابت عدواها أيضاً إيران (15 تشرين الثاني/نوفمبر) – تبرز خطوط تشابه كثيرة.
- خلفية الاحتجاج في الساحات الثلاث، هي غضب مكتوم برز إلى الخارج في ظل أزمة اقتصادية حادة نتيجة ارتفاع الأسعار، وفشل الحكم وبنية تحتية متداعية، وتدهور نوعية حياة المواطنين (انقطاع الكهرباء، مشكلات مزمنة في التزود بالمياه، والوقود، والمواد الأساسية، وخدمات الاتصال، ومشكلات في النقد، وغيرها) والقرف من فساد مؤسساتي منتشر.
- في الساحات الثلاث، الاحتجاج الاقتصادي- في حالتيْ لبنان وإيران، نشب في أعقاب قرارات اقتصادية محددة (فرض ضريبة على الواتساب، وارتفاع حاد في أسعار الوقود)- وتطور بسرعة إلى مطالبة غير مسبوقة بتغيير سياسي جذري للسلطة القائمة. وذلك على خلفية الإدراك أن النظام السياسي قد أفلس، وأنه مصدر المشكلات الأساسية والخلل في الدولة، وأن استمرار وجوده، كمنظومة حاكمة ومجموعة ملوّثة وفاسدة، يمنع القدرة على تلبية المطالب.
- في لبنان والعراق، يطالب المتظاهرون بإنهاء نظام الحكم الطائفي الذي يوزع مراكز القوة في الدولة بين الطوائف. في إيران، خرج المحتجون ضد نظام الحكم الإسلامي، وإعطاء السلطة إلى رجال الدين (ولاية الفقيه).
- في الدول الثلاث، الشباب يقودون الاحتجاج الذي يحمل أيضاً طابع صراع بين الأجيال. الشباب الذين لم يعيشوا تجربة الأحداث العصيبة التي خلقت أنظمة الحكم، هم أقل تقيّداً بالماضي، ولا يترددون في تحدي المسلمات و"ذبح أبقار مقدسة". في لبنان، الجيل الشاب لم يختبر تجربة الحرب الأهلية التي انتهت بالمصادقة على نظام الحكم الطائفي في اتفاق الطائف. في العراق، الشبان لا يتذكرون أسلوب الحكم الإرهابي الوحشي لصدام حسين، وفي إيران، الشباب وُلدوا بعد الثورة الإسلامية، وعلاقتهم بالدين آخذة بالتضاؤل.
- الفجوة بين الأجيال برزت في دول أُخرى في المنطقة، في السعودية على سبيل المثال. ولي العهد، وهو شاب، يرتسم كمن يحاول استباق الأمور بمجموعة إصلاحات تهدف مع استمرار القيود وآليات السيطرة القمعية، إلى تقديم استجابة، ولو جزئية، لمطالب الشباب (بينها إلغاء التفرقة بين الجنسين في المطاعم هذا الأسبوع). في الوقت عينه، فهو يخرج بصورة واضحة عن درب جده، مؤسس مملكة آل سعود، ويعمل على تقليص التبعية للنفط، وعلى إضعاف المؤسسة الدينية الوهابية.
- سمة أخرى للاحتجاج في الدول الثلاث، هي الصراع الاجتماعي بين الطبقات. في إطاره مواطنون عاديون من الطبقات الدنيا، خرجوا للتظاهر ضد مَن يعتبرونهم من نخبة فاسدة أثرت على حسابهم. وذلك من خلال استغلال المنظومة ونظام السلطة السياسية-الاجتماعية القائم على علاقات زبائنية وزمرة مغلقة طائفياً أو دينياً.
- على الرغم من مطالبتهم بـ"تغيير النظام"، فإن المتظاهرين في الساحات الثلاث غير منظمين، وليس لديهم قيادة تجمع بين أجندة اقتصادية –اجتماعية وجدول أعمال سياسي، وليس لديهم بديل واقعي من النظام القائم. على سبيل المثال، في العراق ولبنان، حيث استقالت الحكومتان، لم ينجحوا في تسمية مرشحين جدد لرئاستهما يمكن أن يقودوا الدولة نحو التغييرات المطلوبة.
- ثمة بُعد مشترك ومهم، هو البُعد المعادي لإيران في الاحتجاجات. النظام الإيراني يهاجَم داخلياً؛ في العراق، يعارض المتظاهرون "حكم الدمى" الذي تحاول طهران إقامته في الدولة؛ وفي لبنان، هناك خلاف بشأن قوة حزب الله وسلاحه، غير الخاضعين لمؤسسات الدولة.
- سِمة مشتركة أُخرى أشار إليها مؤخراً أيضاً توماس فريدمان، هي دور النظام الإيراني في جهود خنق الاحتجاج. بالإضافة إلى القمع الوحشي للتظاهرات الداخلية في إيران، وقف النظام الإيراني مباشرة، أو من خلال الميليشيات الشيعية، وراء أعمال عنف ضد المتظاهرين في العراق، الذين دفعوا ثمناً باهظاً من حياتهم من خلال مقتل أكثر من 450 شخصاً. أيضاً في لبنان، النظام الإيراني هو العامل الرئيسي الذي أرسل نشطاءه من أجل الدخول في مواجهات مع المتظاهرين في الساحات، لكن بقوة وحجم أقل حتى الآن.
- بنظرة إلى المستقبل، يبدو أن الدول الثلاث دخلت في مرحلة طويلة من عدم الاستقرار. وذلك على خلفية إصرار الأنظمة والنخب على عدم التنازل عن السلطة، وعدم القدرة على الحكم في الدولة بصورة ناجعة في النظام الحالي، وغياب جدول أعمال سياسي بديل أو قدرة على وضعه، يؤدي إلى تغيير ملموس في نوعية حياة المواطنين.
الدلالات الاستراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل
- عدم الاستقرار في العراق ولبنان وإيران ليس أمراً خاصاً بهذه الدول، بل يميز أيضاً أنظمة أُخرى تواجه مشكلات مشابهة، في الأساس بشأن كل ما يتعلق بالقدرة على تقديم رد شامل على الضائقة الاقتصادية-الاجتماعية ومشكلة البنى التحتية والديموغرافية.
- في واقع إقليمي من عدم الاستقرار وعدم اليقين، حيث "العدوى"تنتقل في الساحات المتعددة من الواحدة إلى الأخرى، المطلوب من إسرائيل "تحديد المخاطر"، ومواجهة تحدي الاستقرار في ساحتين جوهريتين : الأردن- التي لا يوجد بديل منها كمكوّن استراتيجي لأمن إسرائيل – والضفة الغربية.
- في العقد الماضي، أثبتت الأنظمة الملكية بصورة قاطعة أنها أكثر استقراراً في مرحلة الاضطرابات في المنطقة، لأسباب متنوعة. مع ذلك، تواجه مملكة الأردن في السنوات الأخيرة تحديات متزايدة: عبء اللاجئين من سورية، تقلص المساعدة من دول الخليج، مصاعب اقتصادية واجتماعية وانتقادات ضد العائلة المالكة، تشمل أوساط السكان البدو- الدعامة المخلصة.
- المطلوب من إسرائيل العمل على دعم المملكة: من خلال إقناع السعوديين بزيادة تأييدهم الملك، وبالتأكيد المحافظة على مستوى المساعدة الأميركية للمملكة، وفي الأساس من خلال الامتناع من اتخاذ خطوات (على سبيل المثال في الأماكن المقدسة أو في غور الأردن) يمكن أن تزيد من الانتقادات ضد الملك في الداخل، ويمكن أن تزعزع استقرار المملكة والسلام بين الدولتين.
- الأردن والضفة الغربية ساحتان احتمال انتقال العدوى إليهما مرتفعة، وعدم الاستقرار في إحداهما، يمكن أن ينزلق بسرعة إلى الثانية. الواقع في الضفة الغربية يتضمن كل المكونات التي تخلق خليطاً متفجراً: جيل الشباب الذي لا يعرف كلفة سنوات الانتفاضة يواجه أزمة اقتصادية حادة، ويخضع لسيطرة زعامة فاسدة، مشكوك في شرعيتها، ويقف عاجزاً في مواجهة خطوات إسرائيل، مع الإحساس بأن العالم العربي تخلى عنه. يحدث هذا كله في ظل أفول حكم أبو مازن الذي يمكن أن يترافق رحيله مع صورة فشل طريق السلام ومعارضة الإرهاب.
- في مثل هذه الظروف، المطلوب من إسرائيل الامتناع من القيام بخطوات يمكن أن تزعزع الوضع القائم، مثل الضم، والتركيز على حلول فورية للضائقة الاقتصادية التي يرزح تحتها السكان الفلسطينيون والسلطة (تحديث القانون الأميركي الذي يمنع تقديم مساعدة، وتوسيع حل تحويل أموال المقاصّة وغير ذلك).
- من وجهة نظر إسرائيلية، الفرصة المركزية التي تطرحها الأحداث في العراق ولبنان وإيران تتعلق بالغليان الواسع ضد النظام الإيراني. فإذا كان النظام في طهران متهماً مؤخراً بالتآمر على الأنظمة في المنطقة، فهو فعلياً يعمل على قمع تطلعات شباب شعوب المنطقة إلى الحياة الكريمة والحرية.
- تعزيز الصورة السلبية للنظام الإيراني من خلال وصفه كـ"عدو الشعب" والحريات في دول المنطقة، من شأنه أن يعمق المسّ بمكانة إيران في الساحات المتعددة. المطلوب كشف الوحشية التي استخدمها النظام ضد الشعب الإيراني، ومساعدته لخطوات قمعية عنيفة في العراق ولبنان، ونظام الأسد في سورية. كذلك من الصواب كشف استغلال إيران أراضي عدد من الدول، العراق على سبيل المثال، وخرقها الفاضح لسيادتها، كجزء من حربها على إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية.