مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: خطة ترامب تعترف لأول مرة بأنه يجب أن تكون لإسرائيل سيادة على غور الأردن وعلى مناطق استراتيجية أُخرى في الضفة الغربية
السلطة الفلسطينية و"حماس" تؤكدان رفضهما لـ"صفقة القرن" والأردن يجدد تمسكه بحل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية
مندلبليت قدّم إلى المحكمة المركزية في القدس لائحة اتهام بحق نتنياهو في قضايا الفساد المنسوبة إليه بعد سحبه طلب منحه حصانة برلمانية
مقالات وتحليلات
قبيل نشر خطة ترامب: ماذا بعد؟
خطة ترامب هي تحقيق رؤية نتنياهو، لكن ثمة شك في أن تنقذه سياسياً
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 29/1/2020
نتنياهو: خطة ترامب تعترف لأول مرة بأنه يجب أن تكون لإسرائيل سيادة على غور الأردن وعلى مناطق استراتيجية أُخرى في الضفة الغربية

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه قرر أن يعتمد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام المعروفة باسم "صفقة القرن" كأساس لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق الكلمة التي ألقاها بعد عرض ترامب خطته المذكورة في البيت الأبيض مساء أمس (الثلاثاء)، ووجّه رئيس الحكومة فيها شكره إلى سفراء الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والبحرين الذين شاركوا في مراسم إعلان الخطة، مؤكداً أن وجودهم في المراسم يُعتبر مؤشراً ليس إلى المستقبل فحسب إنما أيضاً إلى الحاضر.

وقال نتنياهو إن ترامب اعترف عبر الخطة بسيادة إسرائيل في غور الأردن ومناطق أُخرى من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لتتمكن من الدفاع عن نفسها بنفسها، فضلاً عن أن الإدارة الأميركية تعترف بالسيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات الكبيرة والصغيرة على حد سواء في الضفة.

كما أشار نتنياهو إلى أن الخطة الأميركية تعترف بالقدس عاصمة موحدة تحت سيادة إسرائيل، وتعالج جذر النزاع وهو ضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية.

وأضاف رئيس الحكومة أنه وفقاً لخطة ترامب لن يكون للاجئين الفلسطينيين الحق في العودة إلى إسرائيل، وقال إنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين بشأن مسارٍ يفضي إلى نشوء دولة في المستقبل، لكنه اشترط أن يعترفوا أولاً بإسرائيل كدولة يهودية.

وأكد نتنياهو أن خطط سلام كثيرة طُرحت في الماضي تضمنت مطالبة إسرائيل بالانسحاب من أراض حيوية مثل غور الأردن، لكن خطة ترامب تعترف لأول مرة بأنه يجب أن تكون لإسرائيل سيادة على غور الأردن وعلى مناطق استراتيجية أُخرى في يهودا والسامرة.

واعتبر نتنياهو أن الخطط السابقة كلها باءت بالفشل لأنها لم تعبّر عن مصالح إسرائيل الحيوية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد في بداية كلمته خلال مراسم إطلاق خطة "صفقة القرن"، أن إسرائيل تتجه نحو السلام، وأعرب عن تقديره للإنجازات التي حققتها على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهتها منذ إقامتها، كما أكد أن الفلسطينيين يستحقون العيش بسلام وازدهار وأن الخطة تعود بالمنفعة على كلا الطرفين.

وقال ترامب إن من بين بنود الخطة إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي لكنه في الوقت عينه أكد أن القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية وأنه لا يمكن مطالبة إسرائيل بالتنازل عن أمنها وأن الخطة لن تتهاون مع أمن دولة إسرائيل، وأشار إلى أنه حان الوقت لأن يصلح العالم العربي الخطأ الذي ارتكبه سنة 1948 بمهاجمة دولة إسرائيل.

وأوضح ترامب أن الدولة الفلسطينية المستقبلية لن تقوم إلا وفقاً لشروط عدة بما في ذلك رفض صريح للإرهاب، وأنه يمكن أن يكون هناك عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، لكن الخطة تُظهر أن العاصمة ستكون في كفر عقب والجزء الشرقي من شعفاط وفي أبو ديس، كما أوضح أن واشنطن مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراض محتلة لم يحددها.

وقال ترامب إنه وجّه رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشأن خطة السلام، وخاطب عباس قائلاً: "إذا اخترت السلام فسنكون إلى جانبك في كل مراحل هذا الطريق".

واقترح ترامب تجميد أعمال البناء الاستيطاني في المنطقة المقترحة للدولة الفلسطينية مدة 4 سنوات، وقال إن خطته لحل النزاع قد تكون آخر فرصة للفلسطينيين، وقال إن الفلسطينيين يعيشون في أوضاع فقر وعنف، ويتم استغلالهم كأدوات لنشر الإرهاب والتطرف.

وأشار ترامب إلى أن نتنياهو قال له إنه جاهز لتبنّي خطته للسلام كأساس للتفاوض، وإلى أن بوسعه القول إن رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس [زعيم المعارضة] قبلها أيضاً.

وأكد ترامب أنه خلال قيامه بزيارة إسرائيل تأثر كثيراً بما حققته من إنجازات على الرغم مما تواجهه من مخاطر وتهديدات منذ إقامتها، وأضاف أن إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي وأن الانتقال إلى حل الدولتين لن يشكل أي خطر على أمن إسرائيل ولن يطلب منها أن تساوم على أمنها وأمانها.

وأشار ترامب إلى أن الخطة ستضاعف الأراضي الخاضعة لسيادة الدولة الفلسطينية التي ستقام، وإلى أنها لن تتسبب بطرد فلسطينيين أو إسرائيليين [مستوطنين] من بيوتهم، وقال إن الخطة ستوفر فرص استثمار هائلة في الدولة الفلسطينية الجديدة، وهناك دول عديدة تريد ذلك، وسيتم إيجاد فرص عمل للفلسطينيين والقضاء على الفقر للوصول إلى ازدهار حياتهم. وأضاف أنه ستتم مساعدة الفلسطينيين من أجل الوصول إلى استقلالهم ومواجهة تحديات التعايش السلمي، وشدّد على أن الخطة ستسمح بوضع حد لنشاطات حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي.

وشكر ترامب الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والبحرين على العمل الرائع الذي قاموا به وعلى إرسال سفرائهم للمشاركة في مراسم إطلاق الخطة.

يُشار إلى أنه ورد في الصفحة 13 من خطة "صفقة القرن" التي نشرتها الإدارة الأميركية أن الخطة تعرض إمكان ضم مدن وقرى في منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينيّة المستقبلية.

وتقسم الخطة الأميركية الضفة الغربية إلى منطقتين، منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وهي كل المناطق المقامة عليها مستوطنات ويحق لإسرائيل ضمها؛ ومناطق تابعة للدولة الفلسطينية هي كل ما دون ذلك ومناطق في المثلث إن تقرّر ضمها إلى الدولة الفلسطينية.

وتحظر الخطة على إسرائيل القيام بأعمال بناء داخل المستوطنات الواقعة في المناطق التي لا تنص الخطة على أن تكون جزءاً من إسرائيل.

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن نتنياهو سيطلب من حكومته المصادقة على قرار فرض القانون الإسرائيلي على غور الأردن وشمال بحر الميت وجميع المستوطنات في الضفة الغربية خلال اجتماعها الأسبوعي يوم الأحد المقبل تطبيقاً لخطة "صفقة القرن". وأضافت هذه المصادر أنه فور المصادقة على قرار كهذا سيتم إلغاء الحكم العسكري على المستوطنين الإسرائيليين في يهودا والسامرة، وبعد ذلك ستتم إزالة كل القيود على البناء في المناطق التي سيجري ضمها.

وأوضحت المصادر نفسها أن الخطة حددت شروطاً للشروع في مفاوضات مع الجانب الفلسطيني تتضمن التوقف عن دفع مخصصات لذوي الشهداء والأسرى، وإنهاء التحرك ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ووقف التحريض ضد دولة إسرائيل، وعدم الانضمام إلى المؤسسات والمحافل الدولية من دون موافقة إسرائيل.

"هآرتس"، 29/1/2020
السلطة الفلسطينية و"حماس" تؤكدان رفضهما لـ"صفقة القرن" والأردن يجدد تمسكه بحل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية

قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن الخطة التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تمر، وستذهب إلى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة، وأعلن أنه سيتم بدء اتخاذ كل الإجراءات لتغيير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية تنفيذاً لقرارات المجلسين المركزي والوطني.

وأضاف عباس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام اجتماع عقدته القيادة الفلسطينية في رام الله في إثر إطلاق الرئيس الأميركي خطته للسلام المعروفة باسم "صفقة القرن" مساء أمس (الثلاثاء)، أن القدس ليست للبيع، وكل حقوق الفلسطينيين ليست للبيع والمساومة، وصفقة القرن لن تمر.

وقال عباس إنه إذا كانت القدس ليست عاصمة للدولة الفلسطينية فكيف سنقبل الخطة، وأشار إلى أن اجتماع القيادة الفلسطينية عُقد بحضور كل الفصائل الفلسطينية، "حماس" والجهاد الإسلامي والشعبية والصاعقة والمبادرة الوطنية، وهذا يدل على الإحساس بالخطر.

وأعلنت حركة "حماس" رفض خطة الرئيس الأميركي وأكدت أنها ستسقطها. وقال نائب رئيس "حماس" خليل الحية: "نرفض هذه الصفقة ولن نقبل بديلاً من القدس عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل بديلاً من فلسطين لتكون دولتنا، ولن نقبل المساس بحق العودة وعودة اللاجئين".

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إن هذا الأخير أجرى اتصالاً هاتفياً مع عباس قبيل إعلان خطة ترامب أكد خلاله موقف "حماس" برفض "صفقة القرن"، وأشار إلى جاهزية الحركة للعمل المشترك سياسياً وميدانياً في إطار النضال الشعبي لقطع الطريق على هذه التوجهات الأميركية - الإسرائيلية.

وأكد الأردن أن حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصاً حقه في الحرية والدولة ضمن خطوط 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان صادر عنه بعد إعلان الخطة الأميركية للسلام مساء أمس، إن المبادئ والمواقف الثابتة للمملكة الأردنية الهاشمية إزاء القضية الفلسطينية والمصالح الوطنية الأردنية العليا هي التي تحكم تعامل الحكومة مع كل المبادرات والطروحات المستهدفة حلها. وأضاف أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية العربية المركزية الأولى، وأن الأردن سينسق مع الأشقاء في فلسطين والدول العربية الأُخرى للتعامل مع المرحلة المقبلة في إطار الإجماع العربي، لافتاً إلى أهمية الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي سيُعقد يوم السبت المقبل.

"يديعوت أحرونوت"، 29/1/2020
مندلبليت قدّم إلى المحكمة المركزية في القدس لائحة اتهام بحق نتنياهو في قضايا الفساد المنسوبة إليه بعد سحبه طلب منحه حصانة برلمانية

قدم المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت أمس (الثلاثاء) إلى المحكمة المركزية في القدس لائحة الاتهام بحق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في قضايا الفساد المنسوبة إليه.

وجاءت خطوة مندلبليت هذه بعد أن سحب نتنياهو أمس طلب منحه الحصانة البرلمانية الذي قدمه إلى الكنيست.

وقال نتنياهو في بيان نشره في صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أنه في الوقت المصيري الذي يوجد في العاصمة الأميركية واشنطن ضمن مهمة تاريخية يقوم خلالها بترسيم حدود إسرائيل كان من المتوقع أن يطلق الكنيست عرضاً آخر من سيرك رفع الحصانة الذي يُعتبر استمراراً للملاحقة الشخصية المستمرة ضده من طرف أشخاص لا همّ لهم سوى إطاحته غير آبهين بهذه اللحظات التاريخية، وقال إنه بعد أن استنتج أنه لن يتم منحه إجراءات عادلة، وأن نتائج طلبه باتت معروفة وحُددت مسبقاً، قرر عدم السماح لهذه اللعبة القذرة بالاستمرار.

يشار إلى أن مناقشة طلب الحصانة الذي تقدم به نتنياهو إلى الكنيست أوقف الإجراءات القضائية ضده إلى حين البت في المسألة في الكنيست، ومن بين هذه الإجراءات تقديم لوائح اتهام ضده، لكن قراره سحب طلبه أزاح من أمام المستشار القانوني للحكومة العوائق التي تحول دون تقديم لوائح الاتهام ضد نتنياهو في ثلاثة ملفات فساد. وبناء عليه سارع المستشار القانوني إلى تقديم هذه اللوائح ليتحول نتنياهو إلى متهم بصورة رسمية في 3 ملفات فساد.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"مباط عال"، العدد 1254، 27/1/2020
قبيل نشر خطة ترامب: ماذا بعد؟
عاموس يادلين - مدير معهد دراسات الأمن القومي
  • توقيت دعوة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس كتلة "أزرق أبيض" رئيس المعارضة بني غانتس إلى البيت الأبيض، كجزء من إطلاق "صفقة القرن" التي وضعها الرئيس دونالد ترامب، تقرر لأسباب سياسية أميركية وإسرائيلية في آن معاً. مع ذلك، علاوة على هذه الاعتبارات، يوجد موضوع جوهري - النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. ونظراً إلى أن المقصود أحد الموضوعات الأساسية في السياسة الإسرائيلية، من المهم تحليل دلالات محتملة للخطة، وتقدير انعكاساتها على العملية السياسية وإمكانات الدفع قدماً بحل للنزاع، وأيضاً البحث في خطوات مقبلة - بعد نشر "صفقة القرن".
  • على الرغم من أن الخطة لم تُنشر رسمياً، ثمة أساس لتقدير حذر للأبعاد الأساسية في خطة ترامب من أجل التوصل إلى تسوية إسرائيلية - فلسطينية:
  • ضمان المكونات الضرورية لأمن إسرائيل: سيطرة إسرائيلية على غور الأردن، الإبقاء على مواقع استراتيجية، استمرار السيطرة الإسرائيلية على المجال الجوي والإلكترومغناطيسي، نزع السلاح من الدولة الفلسطينية وتطبيق قواعد عمل تسمح للجيش الإسرائيلي بمحاربة الإرهاب في كل المناطق الواقعة غربي نهر الأردن. في هذا السياق، ستسيطر إسرائيل أمنياً على كل الغلاف المحيط بالدولة الفلسطينية، وعلى كل معابر الحدود.
  • إقامة دولة فلسطينية بعد 4 سنوات، مع مراعاة تلبية شروط مسبقة: الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية عاصمتها القدس، تفكيك البنية التحتية والقدرات العسكرية لـ" حماس".
  • القدس ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية في خط الجدار الأمني، الأمر الذي سيضع عدداً من الأحياء العربية خارج نطاق بلدية القدس. سيكون هناك وجود فلسطيني رمزي في القدس يشمل الوصول إلى الأماكن المقدسة وتحديد العاصمة الفلسطينية في شرقي المدينة.
  • الخطة لا تعترف بحق العودة إلى أراضي إسرائيل، لكن من المحتمل أن تتضمن عودة رمزية محدودة ومراقبة للاجئين إلى أراضي السلطة الفلسطينية. الأغلبية الساحقة من اللاجئين سيجري التعويض عليها في أماكن سكنها الحالي.
  • عدم إخلاء مستوطنات؛ ليس واضحاً ما إذا كان المقصود الأراضي الواقعة ضمن صلاحية المستوطنات أو منطقتها المبنية. سيجري إخلاء المواقع غير القانونية، والمقصود 10 آلاف مستوطن، ينتمون، في أغلبيتهم، إلى الجناح الأكثر تطرفاً.
  • الحدود: نحو 40% من أراضي المنطقة ج ستُنقل إلى إسرائيل.

سيحصل الفلسطينيون على تعويض جغرافي بحجم مهم، لكن ليس بحجم واحد في مقابل واحد، في منطقة غربي النقب.

سيبقى ممران إسرائيليان من الخط الأخضر إلى غور الأردن: الطريق 5 والطريق 1.

  • من أجل دعم بناء كيان فلسطيني مستقل ومسؤول، ستنفّذ في أراضي السلطة الفلسطينية عمليات تطوير واسعة الحجم تقدر بعشرات مليارات الدولارات في مجالي البنى التحتية والاقتصاد - بما يتلاءم مع المبادىء التي قُدمت في المؤتمر الاقتصادي الذي عُقد في البحرين. بين أهداف هذه الخطة الطموحة: مضاعفة الناتج المحلي الفلسطيني، إيجاد مليون وظيفة، تقليص البطالة لنسبة أقل من عشرة بالمئة خلال عقد، وغير ذلك.
  • توظيف موارد في مجالات حكم السلطة الفلسطينية: مشاريع في البنى التحتية، وفي الصحة، والقضاء، والتعليم، والعمالة وغيرها.
  • إنشاء صندوق استثمارات دولية مقداره 50 مليار دولار، بينها 28 ملياراً تُخصَّص للاستثمار في أراضي السلطة نفسها، والباقي في الدول المجاورة، بهدف دفعها إلى تأييد الخطة: 7.5 مليارات في الأردن، و9 مليارات في مصر، و6.5 مليارات في لبنان.

من هذه الأبعاد المركزية للخطة تبرز 8 تبصرات مركزية:

  • الخطة، بمكوناتها الأساسية، هي أفضل ما قدمه طرف دولي إلى إسرائيل على الإطلاق. فيما يتعلق بالمسائل الجوهرية للنزاع - حدود، أمن، وضع القدس، وطريقة حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين- تستند الخطة إلى خطوط توجيهية ومبادىء مريحة جداً بالنسبة إلى إسرائيل أكثر من تلك التي وضعتها إدارات بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وباراك أوباما.
  • تعترف الخطة بتطورات الوضع في ساحة النزاع، وخصوصاً في الضفة الغربية منذ التسعينيات، وتوضح للفلسطينيين أن الزمن لا يعمل لمصلحتهم.

ج- مع ذلك، من الواضح أن الخطة لن تؤدي إلى السلام، وحتى لن تُستخدم كأساس لمفاوضات إسرائيلية - فلسطينية في المستقبل القريب. الجانب الفلسطيني هو في حالة قطيعة مستمرة مع الإدارة الأميركية، ولم يشارك في بلورة الخطة خلال العام ونصف العام الأخيرين، ولقد رفضها رفضاً قاطعاً حتى قبل نشرها.

د-    لا يوجد اليوم توافق إسرائيلي - فلسطيني بشأن ظروف العودة إلى مفاوضات مباشرة، وبالتالي لا توجد اليوم ظروف لإنجاح مفاوضات مباشرة بشأن حل دائم يقوم على حل الدولتين. وتفتقر القيادتان الإسرائيلية والفلسطينية إلى الدعم الشعبي. وبصورة خاصة عندما يكون المقصود الجانب الفلسطيني، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يشارف على نهاية مسيرته السياسية، والمنظومة الفلسطينية نفسها منقسمة بين الضفة الغربية الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وبين قطاع غزة تحت سيطرة "حماس".

ه-    الخطة تفترض دعماً عربياً - سياسياً ومالياً - لمبادئها، حتى لو تكن مقبولة بكليتها من الفلسطينيين. لكن في الظروف الحالية، ثمة شك كبير في أن تؤيدها الرياض والقاهرة وعمان.

و-    من غير الواضح ما إذا كانت الخطة هي صفقة رزمة سارية المفعول فقط إذا جرت الموافقة على كل مكوناتها، أم ربما من الممكن تنفيذها، بالتدريج، أو بصورة أحادية الجانب، عندما يكون المقصود مكونات ضرورية لإسرائيل. ليس هناك جواب واضح على سؤال ما إذا كان، بالنسبة إلى  الإدارة الأميركية، رفض الفلسطينيين الخطة سيسمح تلقائياً لإسرائيل منذ الآن بفرض وقائع على الأرض، واتخاذ خطوات أحادية الجانب.

ز-    الخطة يمكن أن تكون نقطة انطلاق للتقدم مستقبلاً نحو حل الدولتين، وردّ على ثلاثة مصادر تخوّف مركزية لإسرائيل: ضمان مستقبلها كدولة يهودية، ديمقراطية وآمنة، ضمن الأبعاد المقبولة من أغلبية الإسرائيليين.

ح-   إعادة الموضوع الفلسطيني إلى مقدمة المسرح ليس مصلحة إسرائيلية. يجب أن تعطي  إسرائيل اهتمامها لاستمرار التركيز على التهديدات الأمنية المركزية التي تتعرض لها ومصدرها إيران: المشروع النووي، التمركز الإيراني في سورية ومشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان. يتعين على إسرائيل ألّا تسمح للولايات المتحدة، وخصوصاً للمجتمع الدولي، بتهميش جدول أعمال هذه الموضوعات التي تُعتبر الأكثر إلحاحاً وأهمية للأمن القومي للدولة.

  • على الرغم من الرفض الفلسطيني لمناقشة خطة ترامب، وعلى الرغم من الصمت في العالم العربي، والتنديدات المتوقعة من العواصم الأوروبية - حسناً تفعل إسرائيل إذا تبنت من حيث المبدأ الخطة كأساس لحل النزاع في المستقبل. لكن ذلك لن يكون كافياً. من الواضح أن الخطة لا تدفع قدماً باتفاق مع الفلسطينيين، وأيضاً على افتراض أن الانتخابات المقبلة للكنيست في إسرائيل ستؤدي إلى قيام حكومة في القدس، يُطرح السؤال: إلى أين نتقدم من هنا؟
  • السياسة الإسرائيلية الحالية، المسماة خطأ "الستاتيكو"، إشكالية جداً. ذلك بأنها تؤدي بالتدريج إلى واقع دولة واحدة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، دولة ستكون غير يهودية أو غير ديمقراطية. من المتوقع أن يستغل اليمين المتطرف في إسرائيل الرفض الفلسطيني حتى لبحث خطة ترامب، من أجل محاولة تحقيق خطوة ضم غور الأردن ومناطق ج- وهذه خطوة خطرة ومتهورة، وكثيرة الانعكاسات السلبية: انهيار اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر، والتي تشكل أرصدة استراتيجية للأمن القومي؛ إشعال تصعيد في الضفة الغربية وفي قطاع غزة؛ جر إسرائيل إلى مواجهة سياسية مع المجتمع الدولي ومع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة؛ تشجيع خطوات ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. كل ذلك، مع تحويل الانتباه الدولي عن المكان الصحيح الموجودة فيه الآن - إيران.
"هآرتس"، 29/1/2020
خطة ترامب هي تحقيق رؤية نتنياهو، لكن ثمة شك في أن تنقذه سياسياً
ألوف بن - رئيس التحرير
  • خطة السلام التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الثلاثاء) حققت معظم أحلام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو السياسية. الجديد الأساسي فيها هو اعتراف أميركي بشرعية مطالب إسرائيل في الضفة الغربية، بمبررات قانونية، أمنية، وتاريخية. الخطة تدفع ضريبة كلامية لقرار مجلس الأمن 242 الذي كان أساس عملية "مناطق في مقابل السلام" بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنها في الوقت عينه تلقي في سلة المهملات مئات القرارات الأُخرى، الصادرة عن جهات دولية عارضت الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي واعتبرت المستوطنات الإسرائيلية في المناطق غير قانونية، وهي لأول مرة تمنح شرعية من البيت الأبيض لتطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات وعلى غور الأردن.
  • نتنياهو عرض هذه المبادىء في كتابه "مكان تحت الشمس"، الصادر قبل نحو 25 عاماً كردّ لليمين الإسرائيلي على اتفاقات أوسلو. آنذاك، اتهم نتنياهو الغرب بالخيانة والنفاق ووصفه إسرائيل كدولة غازية ومحتلة، بدلاً من وصفها كضحية التعديات وتحتاج إلى "جدار دفاعي" في جبال يهودا والسامرة وهضبة الجولان.
  • لدى عودته إلى السلطة في سنة 2009، ألقى نتنياهو "خطاب بار إيلان" الذي وافق فيه لأول مرة على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، تعترف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. لاحقاً، طرح مبادىء أُخرى للتسوية، مثل المعارضة المطلقة لإخلاء مستوطنات، ولعودة لاجئين فلسطينيين إلى إسرائيل. لكنه رفض حتى اليوم تقديم خريطة فلسطين المستقبلية، أو شرح رؤية بار إيلان وتحويلها إلى خطة عملية. كل هذا تغير الآن.
  • "صفقة القرن" تترجم أفكار نتنياهو إلى وثيقة تفصيلية جداً، مع خريطة الحدود المستقبلية وقائمة طويلة لترتيبات أمنية واقتصادية. الخطة وفية للمبدأ الأساسي الذي قدمته الإدارات الأميركية خلال الـ20 عاماً الأخيرة، منذ "أطر كلينتون": تقسيم البلد إلى دولتين على أساس خطوط 1967 وتبادل أراضٍ، مع طريق من غزة إلى الضفة والخليل ينشىء تواصلاً بين جزئي فلسطين، وإبقاء المسؤولية الأمنية على الحدود الخارجية، وفي الجوّ، وفي البحر، وفي المجال الإلكترومغناطيسي، في يدي إسرائيل.
  • الجديد الأساسي، مقارنة بالاقتراحات العائدة إلى أيام بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما، هو بقاء المدينة القديمة في القدس تحت سيطرة إسرائيل، مع إدارة ذاتية للوقف والأردن في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، في مقابل السماح بصلاة اليهود هناك. عاصمة فلسطين ستكون في "الأحياء الطرفية" ما وراء جدار الفصل. جديد آخر لا يقل أهمية، هو إزالة المطالبة الفلسطينية بعودة اللاجئين أو دفع تعويضات كبيرة. العالم اليوم مشغول باللاجئين من سورية، وليس لديه اهتمام ولا مال لمعالجة موضوع اللاجئين الفلسطينيين. يقول ترامب للفلسطينيين: "قضيتم 70 عاماً في مخيمات اللاجئين - الآن ستتقدمون".
  • لقد وقّع ترامب فعلاً على الخطة المفروض أن تساعده على تجنيد تأييد الإنجيليين واليهود اليمينين في الانتخابات لولاية رئاسية أُخرى في تشرين الثاني/نوفمبر. لكن "صفقة القرن" هي أكثر من أي شيء آخر إرث نتنياهو، أعدّها ببراعة دبلوماسية لا بأس بها - وحقق حلمه بعد ساعات قليلة من تقديم لائحة الاتهام ضده في المحكمة اللوائية في القدس. مسيرته المهنية في قيادة الدولة تقترب، على ما يبدو، من نهايتها؛ ومثل الذين سبقوه من دون استثناء، نتنياهو أيضاً يواجه مأساة مر بها رؤساء حكومات إسرائيل الذين لم يتقاعد واحد منهم طوعاً. الدراما المزدوجة، في المحكمة وفي البيت الأبيض، أظهرت أن نتنياهو يتفوق على الذين سبقوه بقوة الرواية. ثمة شك في أن ذلك سيساعده على البقاء لولاية ثانية في رئاسة الحكومة.
  • الآن ستبدأ جدياً المعركة الانتخابية للكنيست الـ23، بينما الليكود في وضع تفوّق بارز. زعيم أزرق أبيض بني غانتس حظي فعلاً بلقاء منفرد وصور رئاسية مع ترامب الذي وصفه بـ"الجنرال". في مقابل ذلك، أعلن تأييد حزبه الخطة، وتخلى عن إمكان إقامة كتلة مع القائمة المشتركة التي تعارض بشدة "صفقة القرن".
  • خطة ترامب لن تحقق بسرعة سلاماً بين إسرائيل والفلسطينيين الذين رفضوا في الماضي اقتراحات أكثر كرماً، من ناحيتهم. المعقول أكثر أنها ستعبّد الطريق إلى حكومة وحدة بين الليكود وأزرق أبيض اللذين يتفقان حالياً على سياسة الخارجية والأمن. يبقى فقط إيجاد الصيغة والمسار لإزاحة نتنياهو من الطريق.