مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية الليلة الماضية أنه بعد فرز 94% من أصوات المقترعين في انتخابات الكنيست الـ23 التي جرت أول أمس (الاثنين)، ازدادت قوة القائمة المشتركة من 15 إلى 16 مقعداً، وانخفضت قوة حزب شاس الحريدي من 10 إلى 9 مقاعد. وبذلك يكون لمعسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 58 مقعداً، ولمعسكر الوسط – اليسار 39 مقعداً، ولحزب "إسرائيل بيتنا" 7 مقاعد.
ويتوقع أن تُعلَن مساء اليوم (الأربعاء) النتائج النهائية للانتخابات بعد أن تنتهي عملية فرز أصوات جنود الجيش الإسرائيلي والسجناء والمرضى في المستشفيات، وتلك التي أدلى بها الناخبون الخاضعون للحجر الصحي بسبب فيروس كورونا.
ووفقاً لنتائج كل حزب على حدة، حصلت قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 36 مقعداً، وقائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس على 32 مقعداً، وحصلت القائمة المشتركة على 16 مقعداً، وقائمة حزب شاس الحريدي على 9 مقاعد، وحصل كل من قائمة "إسرائيل بيتنا"، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه، وقائمة التحالف بين أحزاب العمل و"جيشر" وميرتس على 7 مقاعد، وحصلت قائمة تحالف "يمينا" على 6 مقاعد.
وقال رئيس القائمة العربية المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة إن القائمة حققت إنجازاً منقطع النظير في الانتخابات، لكنه في الوقت عينه أعرب عن استيائه من النتائج التي حصل عليها معسكر اليمين.
وأضاف عودة أن القائمة ستمنع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من تأليف الحكومة المقبلة، كونه لا يملك 61 مقعداً. وأشار إلى أن نسبة التصويت للقائمة المشتركة هذه المرة كانت الأعلى في المجتمع العربي وأكد أن هذا الأمر يفتح أمامها آفاقاً مهمة ويستوجب تعزيز هذه الشراكة.
عزا رئيس تحالف أحزاب العمل و"جيشر" وميرتس عضو الكنيست عمير بيرتس حصول التحالف على 7 مقاعد فقط إلى ما وصفه بأنه الحملة الانتخابية العديمة المسؤولية لتحالف "أزرق أبيض" في أثناء اللحظات الحاسمة للمعركة الانتخابية، والتي استهدفت الحصول على مزيد من أصوات معسكر الوسط - اليسار بغية الفوز بمكانة الحزب الأكبر، وعدم محاولة استقطاب أصوات من معسكر اليمين، وأكد أن هذه الحملة أساءت إلى معسكر الوسط - اليسار برمته.
وتطرّق بيرتس إلى تحالفه مع ميرتس فأشار إلى أن أنصاره هم الذين أرادوا هذا التحالف وضغطوا من أجل إقامته.
قدمت "الحركة من أجل نزاهة الحكم" أمس (الثلاثاء) طلب التماس إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، مطالبة إياها بأن تحظر على رئيس الدولة رؤوفين ريفلين إسناد مهمة تأليف الحكومة المقبلة إلى رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو بسبب لوائح الاتهام التي قُدمت ضده بشبهة ارتكاب مخالفات فساد.
وقال رئيس الحركة المحامي إلعاد شراغا في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، إن شخصا سبق أن قُدمت بحقه 3 لوائح اتهام غير أهل لتأليف حكومة، وأكد أنه من المستحيل أن يجلس رئيس حكومة في ساعات الصباح على مقعد المتهمين ثم يقوم في ساعات المساء بإدارة جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية - الأمنية.
ورأى شراغا أن المحكمة ملزمة بالتدخل من أجل تحديد المعايير المناسبة التي يجب الحذو حذوها في هذه القضية. وأعلن أن الحركة ستقيم خيمة اعتصام قبالة مقر رئيس الدولة.
ووصف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان طلب الالتماس هذا بأنه مُخز ومتناقض مع إرادة الشعب. وأعرب عن يقينه في أن يفلح معسكر اليمين في الفوز بأكثر من 60 مقعداً بهدف تأليف حكومة برئاسة نتنياهو.
ورجح إردان أن تقوم الحكومة المقبلة بسن قانون يتيح لمرشح قُدمت بحقه لوائح اتهام إمكان تأليف حكومة مثل القانون الذي يسمح لرئيس حكومة تقرر تقديمه إلى المحاكمة بمواصلة أداء مهماته.
وقال رئيس كتلة الليكود في الكنيست عضو الكنيست ميكي زوهر إنه من الأجدر أن يتم إرجاء بدء محاكمة رئيس الحكومة نتنياهو إلى حين تأليف الحكومة.
عقد رؤساء تحالف أحزاب اليمين وأحزاب اليهود الحريديم مساء أمس (الثلاثاء) اجتماعاً لمناقشة السيناريوهات المتعددة لتأليف الحكومة المقبلة.
وفي وقت سابق عقد أعضاء الكنيست من تحالف "يمينا" اجتماعاً، أكد خلاله رئيس التحالف وزير الدفاع نفتالي بينت أن مهمة التحالف الآن هي التأكد من أن سياسات اليمين ستطبق على أرض الواقع، ولا سيما في مجال فرض السيادة الإسرائيلية على المناطق [المحتلة].
كما عقد رئيس الحكومة والليكود بنيامين نتنياهو اجتماعاً مع رئيس حزب شاس آرييه درعي.
وذكرت مصادر مسؤولة في حزب الليكود أن نتنياهو اتفق مع رؤساء الأحزاب اليمينية والحريدية على استمرار التحالف اليميني بقيادته من أجل تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن. وأضافت هذه المصادر أن الليكود لن يُخرج من حساباته أحزاباً تتعامل مع إسرائيل من منطلق كونها دولة يهودية وديمقراطية.
من ناحية أُخرى، أكدت عضو الكنيست عومر يانكيليفيتش من تحالف "أزرق أبيض" أنها لن تنشق عن التحالف لتنضم إلى الليكود. وجاء تأكيدها هذا في إثر بدء الليكود بإجراء اتصالات مع أعضاء كنيست من معسكر الوسط - اليسار لضمان الأغلبية المطلوبة لتأليف حكومة برئاسة نتنياهو.
وكشف عضو الكنيست إليعيزر شتيرن من "أزرق أبيض" أن الليكود توجه إليه بهذا الخصوص.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الليكود سيقترح على رئيسة حزب "جيشر" عضو الكنيست أورلي ليفي - أبكسيس أيضاً الانضمام إليه وتولي منصب وزاري في الحكومة المقبلة.
قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية العامة التي تشير إلى فوز رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أظهرت فوز سياسات الاستيطان والضم والأبارتهايد.
وأضاف عريقات في تصريحات أدلى بها إلى وكالة فرانس برس للأنباء أمس (الثلاثاء)، أن نتنياهو قرر أن استمرار الاحتلال والصراع هو ما يجلب لإسرائيل التقدم والازدهار.
وأشار عريقات إلى أن نتنياهو اختار أن يكرس أسس وركائز الصراع ودوامة العنف والتطرف والفوضى وإراقة الدماء، وبذلك يفرض على المنطقة وشعوبها أن تعيش على حد السيف.
وقال الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان صادر عنه، إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية هي شأن داخلي. وأضاف أن "ما يهمنا فقط هو الحفاظ على حقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة، وفي مقدمها القدس ومقدساتها، ولن نسمح لأي أحد بتصفية قضيتنا". وأكد أن الفلسطينيين سيتعاونون مع أي حكومة إسرائيلية تعمل وتلتزم بالوصول إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية في كلمته خلال جلسة حكومته الأسبوعية أمس، إن تقدم اليمين في الانتخابات الإسرائيلية يدل على أن المجتمع الإسرائيلي يزداد يمينية. وأضاف أن البرنامج المقبل للائتلاف الحكومي المتوقع في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو سيكون برنامج الضم والاعتداء على الشعب الفلسطيني.
وأشار اشتية إلى أن هذه النتائج تضع الفلسطينيين أمام مرحلة صعبة وخطرة من الاستيطان والضم، واستمرار قرصنة أموالهم، وتحويل المدن والقرى إلى معازل.
وأكدت حركة "حماس" أن الانتخابات الإسرائيلية لن تغيّر أي شيء.
وقال الناطق بلسان الحركة حازم قاسم في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن إسرائيل ستبقى كياناً غاصباً وانتخاباته لن تُكسبه أي شرعية على أرض فلسطين.
- يتدحرج لهم في الشارع 15 مقعداً لا يريد أحد أن يمسّها. 12.5% من المقاعد في الكنيست ستبقى فارغة. صحيح أن أشخاصاً حقيقيين يجلسون عليها، نواباً انتُخبوا في انتخابات حرة، لكنهم يعانون جرّاء علّة جوهرية تمنعهم من المشاركة في السياسة الإسرائيلية. هم عرب. هم لا يشكلون فقط الطبقة (Caste) الأدنى في السلم الاجتماعي والاقتصادي في إسرائيل. إنهم الـuntouchable، [المنبوذون]، لأن كل من يتواصل معهم يدنس نفسه.
- ليس فقط اليمين على أنواعه يتجنب التسكع بالقرب منهم، أيضاً مَن يسمي نفسه يساراً، ولا نقصد حزب أزرق أبيض، كان حريصاً جداً على ألّا يعديه المرض العربي. المفارقة الأيديولوجية بالنسبة إلى اليسار هي أنه هو بالذات الذي كان من المفروض أن يتبنى جميع أبناء الأقليات في إسرائيل، سواء كانوا يهوداً أثيوبيين، مسيحيين أو مسلمين، لكنه رش على نفسه مواد مطهرة قاتلة ضد هؤلاء المؤذين. تخيلوا لو أن السبعة نواب البائسين الذين حصل عليهم تحالف العمل – غيشر - ميرتس انضم اليهم 15 نائباً عربياً، ونائبان من أصول أثيوبية، لكان اليسار فجأة صار كتلة حقيقية، ليس عددياً فقط، بل كتلة تستطيع أن تطرح برنامجاً أخلاقياً يستطيع أن يمجّد مصطلح اليسار، بل وربما أنه يقلّم فروع حزب أزرق أبيض الذي يستضيف ناخبين كثيرين كلاجئين ليس لهم حزب حقيقي.
- من المريح لليسار أن يبكي خسارته في الانتخابات وأن يشرح أن المجتمع، والثقافة الشرقية، والهمجية، والفظاظة وانعدام القيم في اليمين تسببوا بالكارثة. وأنه غير مذنب. وفي الوقت عينه يتبنى بفرح الخطاب الجديد الذي يتحدث عن انتصار "إسرائيل الثانية" على "إسرائيل الأولى"، لأنه بذلك يستطيع أن يضرب صدر اليمين الذي رعى هذا الخطاب، وحرض من خلاله الأطراف الجغرافية والاقتصادية. اليساريون يضربون كفّاً بكف حزناً على فشل محاولاتهم تجنيد "إسرائيل الثانية" إلى جانبهم، وينسون أنهم لم يفعلوا شيئاً كي يقدموا منافساً حقيقياً لخطة التقسيم لليمين.
- نظر اليسار بحيرة إلى خزانته وملابسه، ولم يعرف أي بدلة يختار. بدلة وطنية قومية صهيونية، أو بدلة يسارية أخلاقية. هو يتجاهل أن القومية سيطر عليها اليمين والوسط بنجاح، وأنه لم يعد في استطاعته منافستهما، لكنه أيضاً كره أن يكون يسارياً متماهياً مع كل ما ليس وطنياً، وأن يحمل لقب "حبيب العرب". اليسار الذي صرخ ضد مصطلح "دولة يهودية وديمقراطية"، مشيراً إلى التناقض الداخلي الذي ينطوي عليه بجزئيه، ساهم مساهمة مهمة في ترسيخ هذه الأيديولوجيا عندما حضن عمير بيرتس وشريكته، ورفض الشراكة المحتملة مع العرب.
لقد أوضحت نتائج الانتخابات بصورة قاطعة وبارزة أنه لم يعد لليسار ما يخسره. سياسياً، هو أخلى مكانه في الكنيست، حتى لو شغل ممثلوه عدداً من المقاعد في الكنيست يساوي عدد ضيوف عشاء عائلي صغير. لكن اليسار لا يزال في قيد الحياة ويستطيع أن يقف مجدداً على قدميه إذا قرر أن يكون يساراً حقيقياً. 15 نائباً عربياً ربما لا ينتظرونه مع سجاد أحمر، لكنهم سيكونون مستعدين لأن يبنوا معه شراكة، إذا تخلص من طبقات المكياج التي أمل بواسطتها بجمع ناخبين أكثر. يجب ألّا يخاف بعد الآن مما سيقولون عنه إذا اتـّحد مع العرب. كل شيء سبق أن قيل، وبفضل نتنياهو ومساعديه، تقترب شرعية اليسار الشعبية من شرعية العرب. إذا فُرضت على إسرائيل معركة انتخابية رابعة، يمكن أن يجد اليسار الإسرائيلي نفسه معزولاً كأنه مصاب بفيروس كورونا، حتى من قبل أزرق أبيض الذي سيسعى إلى أن يتطور إلى حزب يمين"عاقل"، من نوع ليكود - قديم. في إمكان اليسار أن ينسحب من ركضه وراء الإجماع، وأن يعود حزباً طليعياً. أن يعود إلى نفسه.
- بحسب النتائج النهائية، سجّل بنيامين نتنياهو أمس (الاثنين) إنجازاً كبيراً. فقط ليس واضحاً حتى الآن كيف سيترجم نجاحه بالضرورة إلى فوز سياسي. يعمل أنصار نتنياهو الآن بنشاط على تجنيد فارين محتملين من معسكر الوسط - اليسار. مجرد حقيقة أن هذه الإمكانية يجري بحثها من دون خجل، وعلناً، بالإضافة إلى ما نُشر بشأن محاولة الليكود ابتزاز عضو كنيست في أزرق أبيض [هي المندوبة الحريدية عومر يانكيليفيتس التي هُددت بفضح أسرارها الشخصية إذا لم توافق على الانضمام إلى الليكود]، والتهديدات العلنية لقضاة محكمة العدل العليا، هي من بين المؤشرات البارزة إلى عهد نتنياهو. هذه الهاوية لا قاع منظوراً لها.
- طوال ساعات الليل وهذا الصباح، تأرجح تقدير موازين القوى بين الكتلتين. حظيت كتلة اليمين والحريديم، بحسب تقديرات متغيرة، بـ58 إلى 61 نائباً. بين هذين العددين يوجد فارق كبير، فارق بين حكومة يمين ضيقة، في إمكان نتنياهو أن يؤلفها بسرعة نسبية، وبين شلل يمكن أن يؤدي إلى معركة انتخابات رابعة خلال نحو سنة ونصف السنة. البديل الثالث، الذي يأتي تشجيعه في هذه الأثناء، في الأساس من جانب وسائل الإعلام، هو حكومة وحدة بمشاركة الحزبين الكبيرين. هذا يمكن أن يحدث بسبب تعب الناس، والخوف من انتخابات رابعة، أو بذريعة خارجية (تفشي مرض الكورونا، أو تصعيد أمني مفاجىء).
- صحيح أن نتنياهو نجح في العودة من وضع خسارة تقريباً، بعد معركتين انتخابيتين فاشلتين في نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر، وعلى الرغم من توجيه لائحة اتهام ضده في المحكمة في نهاية كانون الثاني/يناير. الآن، من المهم بالنسبة إليه أن يخلّد سردية انتصار هائل، مع أن الأرقام ليست مؤكدة بعد. قنوات التلفزيون الثلاث، مع نماذج اختبار عن التصويت توقعت عند الساعة العاشرة حصول كتلة اليمين على 60 مقعداً، تعاونت معه في البداية. الدراما تصور بصورة أفضل مع منتصرين وخاسرين واضحين، وبذلك أيضاً يجري تمهيد الطريق أمام موقع متفوق لنتنياهو في المفاوضات الائتلافية.
- ساهم في نجاح نتنياهو في الانتخابات فشل بني غانتس المتكرر والمستمر. وبالاستناد إلى أكثر من 20 سنة من معرفته، يمكن القول بثقة إنه رجل لطيف ومهذب، وشريك مثالي للسفر على دراجة نارية في أنحاء أميركا. لكن مرشحاً لرئاسة الحكومة؟ يمكن أن نبدأ بأنه ليس واضحاً أبداً أنه كان يرغب في هذا المنصب. المعارك الانتخابية المتعاقبة المتقاربة كشفت نقاط ضعف أُخرى لدى غانتس، كانت معروفة أيضاً خلال ولايته المعقولة، لكن غير اللامعة، كرئيس للأركان. غانتس ليس رجلاً حاسماً، وكما وصفه أحدهم "هو من نوع الأشخاص الذي إذا سألته ماذا ستأكل اليوم على الغداء، يجيبك: سأرد عليك خلال 24 ساعة".
- كانت الحملة الانتخابية لحزب أزرق أبيض مشرذمة، مرتبكة واعتذارية. سار وراء الليكود الذي أملى طوال الوقت المضامين المطروحة في مركز النقاش العام. نقطة الانحطاط كانت خضوعه لادّعاء الليكود أن حكومة مع أعضاء الكنيست من العرب هي غير شرعية.
- غانتس نفسه كان هدفاً لحملة تشويه غير مسبوقة من الليكود. رئيس الأركان السابق وجد صعوبة في الرد على تشويهات الليكود الممنهجة مثل، هو متلعثم ومتردد، غير مستقر وقدراته العقلية مشكوك فيها، وفي ماضيه تختفي قصص محرجة، إذا كُشفت ستدهش الجمهور. بعد الذي مر به غانتس من الصعب أن نرى شخصاً من زملائه يتطوع للحلول مكانه والدخول مع نتنياهو في ساحة الاشتباك الموحلة للمرة الرابعة. في هذه المرحلة من الواضح أن نتنياهو لا يتورع عن فعل أي شيء من أجل تحقيق الهدف.
- قبل أقل من شهر، وبعد عودته من القمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حاول أنصار نتنياهو أن يروجوا للجمهور خطوة شديدة السرعة خاطفة من المتوقع أن تضم إسرائيل في إطارها، بموافقة أميركية، أجزاء من الضفة الغربية. لم يحدث هذا، بعد أن فكر الرئيس ملياً - في الواقع صهره ومستشاره جاريد كوشنير. ترامب شخصياً اعترف علناً بأنه لا يفهم أسلوب الانتخابات الإسرائيلية التي لا تحمل حسماً واضحاً. إذا نجح نتنياهو في مهمته وشكل ائتلافاً بسرعة، سيُعاد طرح صفقة القرن من جديد. وسيكون السؤال إلى أي حد يريد الرئيس الأميركي الدفع بها قدماً، على الرغم من العقبات المتوقعة، بينما برزت مشكلات أكثر إلحاحاً للإدارة الأميركية، مثل انتشار فيروس الكورونا.
- حتى قبل القضايا السياسية، سيكون مطلوباً من الحكومة الانتقالية في إسرائيل مواصلة معالجة سلسلة المشكلات الأمنية الحساسة، وفي مقدمها التوتر على الحدود مع قطاع غزة والتصعيد الناشىء، والذي بصعوبة يحظى بالاهتمام في الحدود السورية في هضبة الجولان.
- في الجيش الإسرائيلي سينتظرون بفارغ الصبر تأليف الحكومة، على أمل أنها ستمهد الطريق لإجراء نقاش جدي وإقرار الخطة المتعددة السنوات "تنوفا". لكن إذا قدم نتنياهو خطته لتأليف حكومة يمين ضيقة، فإن رئيس الأركان أفيف كوخافي يمكن أن يكتشف أن الفائدة التي يتطلع إليها من نقاش الخطة المتعددة السنوات سيوازنها تعيين طاقم وزاري مصغر حماسي وعدواني.