مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بعد فرز 99.99% من الأصوات: معسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم يفوز بـ58 مقعداً
نتنياهو: غانتس خسر الانتخابات ويحاول الآن تغيير نتائجها بطريقة غير ديمقراطية بالتعاون مع مؤيدي الإرهاب في القائمة المشتركة
كوشنير: "صفقة القرن" تهدف أساساً إلى تغيير الوضع القائم المتعلق بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني
إسرائيل تشدد بصورة دراماتيكية من إجراءاتها لمنع انتشار فيروس كورونا وتضيف دولاً من الاتحاد الأوروبي إلى قائمة الحجر الصحي
مقالات وتحليلات
قضية ووترغيت إسرائيلية
تأملت أن تكون حركة ميرتس جسراً إلى الجمهور العربي، وكنت على خطأ
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 5/3/2020
بعد فرز 99.99% من الأصوات: معسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم يفوز بـ58 مقعداً

أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية الليلة الماضية أنه بعد فرز 99.99% من أصوات المقترعين في انتخابات الكنيست الـ23 التي جرت يوم الاثنين الفائت فاز معسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] بـ58 مقعداً، ومعسكر الوسط - اليسار بـ40 مقعداً، والقائمة المشتركة بـ15 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا" بـ7 مقاعد.

ووفقاً لنتائج كل حزب على حدة، حصلت قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 36 مقعداً، وقائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس على 33 مقعداً، وحصلت القائمة المشتركة على 15 مقعداً، وقائمة حزب شاس الحريدي على 9 مقاعد، وحصل كل من قائمة "إسرائيل بيتنا"، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه، وقائمة التحالف بين أحزاب العمل و"جيشر" وميرتس على 7 مقاعد، وحصلت قائمة تحالف "يمينا" على 6 مقاعد.

"معاريف"، 5/3/2020
نتنياهو: غانتس خسر الانتخابات ويحاول الآن تغيير نتائجها بطريقة غير ديمقراطية بالتعاون مع مؤيدي الإرهاب في القائمة المشتركة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو إن الحملة الرامية إلى سن قانون يمنعه من تأليف حكومة هي بمثابة محاولة لإلغاء إرادة الشعب.  

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال اجتماع لمعسكر أحزاب اليمين مساء أمس (الأربعاء)، أن ما يقوم به رئيس "تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس الذي يقود هذه الحملة يشكل تقويضاً لأسس الديمقراطية.

وأشار نتنياهو إلى أن غانتس خسر الانتخابات وهو يحاول الآن تغيير نتائجها بطريقة غير ديمقراطية، بالتعاون مع مؤيدي الإرهاب في القائمة المشتركة، وأكد أنه وأعضاء الكنيست من الليكود سيعملون بكل الوسائل المتاحة لديهم من أجل إحباط ذلك.

ونصح غانتس نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بأن ينتظر إعلان النتائج النهائية للانتخابات، ثم يتعهد باحترامها.

وأُعلن أمس أن تحالف "أزرق أبيض" يدرس، بالتعاون مع تحالف أحزاب العمل و"جيشر" وميرتس والقائمة المشتركة، إمكان استغلال الأغلبية ضد نتنياهو في الكنيست من أجل سنّ قانون عند افتتاح الدورة الجديدة للكنيست يمنع متهماً جنائياً من شغل منصب رئيس الحكومة.

وجاءت هذه الخطوة على خلفية توقُّع فوز هذه القوائم مع حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان بما بين 61 حتى 62 مقعداً في الكنيست الـ23، وفي هذه الحالة يمكن الدفع قدماً بقوانين حتى من دون إقامة ائتلاف حكومي.

ولم يصدر أي موقف حيال هذه الخطوة من طرف حزب "إسرائيل بيتنا".

وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة المشتركة إنه في كل دول العالم يطالَب رئيس الحكومة حين يُتهم بالفساد أمام القضاء بالاستقالة الفورية. 

وأعلن عضوا الكنيست إيتسيك شمولي من تحالف العمل و"جيشر" وميرتس، وعوفر شيلح من تحالف "أزرق أبيض"، أن تحالفيهما ينويان اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع نتنياهو من مواصلة تولي منصب رئاسة الحكومة بينما هو متهم بالفساد. 

موقع قناة التلفزة الإسرائيلية 13، 5/3/2020 https://13news.co.il/
كوشنير: "صفقة القرن" تهدف أساساً إلى تغيير الوضع القائم المتعلق بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني

قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير إن خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن" تهدف أساساً إلى تغيير الوضع القائم في كل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وذلك من خلال وقف تدفق المليارات التي تقدمها دول العالم إلى الفلسطينيين، ومنع إسرائيل من مواصلة التوسع الاستيطاني في المناطق [المحتلة].

وجاءت أقوال كوشنير هذه خلال قيامه بتقديم تقرير أمام لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي ونقلتها قناة التلفزة الإسرائيلية 13 [القناة العاشرة سابقاً] الليلة قبل الماضية، وهي تتناقض مع ما كان يدّعيه في جولاته الخارجية التي نظمها لترويج هذه الصفقة، وفحواه أنها وُضعت للتوصل إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط.

كما تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعلن منذ إطلاق "صفقة القرن" في نهاية كانون الثاني/يناير الفائت أنها عازمة على فرض السيادة الإسرائيلية على أراض في الضفة الغربية، بما في ذلك منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، استناداً إلى تلك الصفقة.

كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأسبوع الفائت، تشكيل لجنة أميركية - إسرائيلية مشتركة تعمل حالياً على رسم خرائط الضم الإسرائيلي في الضفة الغربية توطئة للاعتراف الأميركي بهذا الضم. وكرر نتنياهو وعده بضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات التي جرت يوم الاثنين الفائت.

وتؤكد مصادر فلسطينية أنه وفقاً لـ"صفقة القرن"، تخطط إسرائيل لضم ما بين 30% إلى 40% من مساحة الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية بكاملها.

وكشفت منظمة التحرير الفلسطينية في بيان صادر عن مكتب أمين سر لجنتها التنفيذية صائب عريقات، عن 300 خرق للقانون الدولي في "صفقة القرن"، بالإضافة إلى انتهاك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

"معاريف"، 5/3/2020
إسرائيل تشدد بصورة دراماتيكية من إجراءاتها لمنع انتشار فيروس كورونا وتضيف دولاً من الاتحاد الأوروبي إلى قائمة الحجر الصحي

أعلنت إسرائيل أمس (الأربعاء) تشديد إجراءاتها لمكافحة انتشار فيروس كورونا.

وبحسب التعليمات الجديدة الصادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية، يخضع للحجر الصحي المواطنون العائدون من الدول الأوروبية التالية: فرنسا وألمانيا وسويسرا وإسبانيا والنمسا، بالإضافة إلى الدول التي كان أُعلِن عنها سابقاً، ولن يُسمَح لمواطني هذه الدول بالدخول إلى إسرائيل حتى إشعار آخر.

كما حظرت الوزارة تجمّع أكثر من 5000 شخص. وأوعزت إلى نحو 5500 من مشجعي فريق مكابي تل أبيب لكرة القدم الذين وُجدوا في مدرج رقم 8 في ستاد بلومفيلد في تل أبيب خلال مباراة الفريق الأخيرة التي جرت يوم الاثنين من الأسبوع الفائت بالدخول إلى حجر صحي. وجاءت تعليمات الوزارة بعد إثبات حالة إصابة بفيروس كورونا لدى أحد هؤلاء المشجعين.

وأفيد أيضاً أنه تم إلغاء حفلات وأحداث رياضية واستعراضات بمناسبة عيد البوريم [المساخر] يوم الأربعاء المقبل، بعد أن حظرت وزارة الصحة التجمعات التي تضم أكثر من 5000 شخص لكبح انتشار فيروس كورونا.

وفي غضون ذلك، قررت وزارة الصحة إخضاع جميع طلاب المدرسة الشاملة "برينر" في القرية الزراعية غفعات برينر في منطقة السهل الداخلي الجنوبي لحجر صحي بعد أن أصيب أحد الطلاب بفيروس كورونا. ويبلغ عدد طلاب المدرسة نحو 1000 طالب.

وقالت مصادر في مصلحة السجون الإسرائيلية إنها تدرس اتخاذ إجراءات وقائية مشددة خلال الزيارات إلى داخل السجون، وتتعلق بعدم رفع الزجاج الذي يفصل بين الزوار والسجناء في بعض الحالات بسبب فيروس كورونا. وأكدت هذه المصادر أن المصلحة لا تنوي تجميد الزيارات وإنما اتخاذ إجراءات لمنع تفشي المرض.

وأعلنت وزارة الصحة الليلة قبل الماضية إصابة 3 مواطنين آخرين بفيروس كورونا، وبذا ارتفع عدد المصابين به في إسرائيل إلى 15.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس: "إننا في خضم وباء عالمي، غير أن إسرائيل موجودة في حالة تعتبر أفضل من أحوال باقي الدول في العالم".

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 5/3/2020
قضية ووترغيت إسرائيلية
افتتاحية

 

  • رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو الذي أدخل إلى الجمهور الإسرائيلي مصطلح "حملة سلبية". بدءاً من "بيرس سيقسّم القدس" في سنة 1996، وصولاً إلى محاولة تصوير زعيم أزرق أبيض بني غانتس كمختل نفسياً في السنة الأخيرة، ومراراً وتكرراً، ركب نتنياهو موجة نغمات الكراهية طوال الطريق إلى صناديق الاقتراع.
  • لكن في الانتخابات الأخيرة، تجاوز نتنياهو الخطوط التي تفصل بين القذارة والجريمة. بموافقة منه، جرى استئجار خدمات شركة الاستخبارات CGI للتجسس على غانتس، ومحاولة الحصول على معلومات محرجة وشخصية عنه. إرسال جواسيس لمراقبة خصم هو حقاً عمل منحط، إنما ليس جرماً بحد ذاته. لكن الطريقة التي جرى من خلالها تمويل التحقيق تبدو مخالفة قانونية.
  • المبلغ المدفوع من أجل التحقيق الذي بلغ مئات آلاف الشيكلات، جرى بواسطة شركة وهمية - بخلاف قانون تمويل الأحزاب (راجع 4/3 The marker). في المقابل، كان نتنياهو متورطاً شخصياً أيضاً في الحصول على تسجيل لحديث شخصي جرى بين يسرائيل بكار، الذي كان مستشار غانتس الاستراتيجي، وبين الحاخام غيا حبوراه، كما كشفت إيلانا دايان، عشية الانتخابات في القناة 12 الإخبارية.
  • حتى لو افترضنا أن الطرف الذي سجل الحديث هو الحاخام حبوراه، فإن هذه الأفعال تُعتبر مخالفة لقانون التنصّت السرّي. التسجيل بحد ذاته وأيضاً نشر أجزاء منه في موقع موقت عشية الانتخابات، هو على ما يبدو، مخالفة لقانون التنصّت السري الذي كان نتنياهو متورطاً فيه شخصياً.
  • يضاف إلى ذلك، محاولة ابتزاز عضوة الكنيست عومر ينكليفيتس (من حزب أزرق أبيض). فقد قيل لها في الأيام الأخيرة إنها إذا لم توافق على الانشقاق عن حزبها والانضمام إلى الليكود، سيجري الكشف عن معلومات شخصية عنها محفوظة في الجزء الباقي من التسجيل الخاص بالحديث بين بكار والحاخام حبوراه ("هآرتس"، 4/3). هذه المعلومات الشخصية وعد محامي نتنياهو يوسي كوهين بتقديمها بواسطة تحقيق شركة CGI ضد غانتس.
  • ثمة علامة استفهام كبيرة مطروحة أيضاً على التقارير التي نُشرت بشأن حصول إيران على معلومات شخصية من هاتف غانتس. وبينما لم تتأكد قط صحة هذه الادعاءات مطلقاً، الأكيد أن نتنياهو عمل على محاولة الحصول على معلومات شخصية عن خصمه، من أجل تقوية الإدعاء أن المعلومات تجعل غانتس قابلاً للابتزاز.
  • تجسس، ابتزاز، تنصت سري ومخالفة قانون تمويل الانتخابات- كل ذلك يجعل حملة نتنياهو في سنة 2020 قضية ووترغيت محلية. يتعين على المستشار القانوني للحكومة أن يأمر بإجراء تحقيق فوري لهذه الأعمال قبل أن يتمكن نتنياهو من طرده من منصبه.
"هآرتس"، 4/3/2020
تأملت أن تكون حركة ميرتس جسراً إلى الجمهور العربي، وكنت على خطأ
عيساوي فريج - عضو في حركة ميرتس

 

  • أثبتت الانتخابات الأخيرة أن الجمهور العربي يريد أن يكون جزءاً من الحياة الإسرائيلية. العرب تدفقوا إلى صناديق الاقتراع بنسب قريبة جداً من نسب الجمهور اليهودي. أغلبيتهم الساحقة اختارت القائمة [العربية] المشتركة، القائمة الوحيدة التي أعطتهم، ليس فقط وعوداً بل أيضاً تمثيلاً.
  • موقع القائمة المشتركة وسط الجمهور الإسرائيلي عموماً، وفي المجتمع العربي خصوصاً، مركزي ومهم. إنها وسيلة للتأثير، وبفضل عمل جزء من أعضاء الكنيست من القائمة - هي أيضاً أداة للحصول على دعم وميزانيات. شيء واحد لا تقدمه القائمة المشتركة للمجتمع العربي - إنها لن تشارك في السلطة بحد ذاتها، ولن تكون بين متخذي القرارات.
  • طوال 72 عاماً من تاريخ دولة إسرائيل، عرفت حكوماتها وزيراً عربياً واحداً ووزيراً درزياً واحداً. أيضاً تقتصر قائمة المدراء العامين العرب والدروز في وزارات الحكومة على اثنين. ضآلة هذا التمثيل هو ليس فقط نتيجة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي؛ بل ناجم أيضاَ عن تخوف الأحزاب المتعددة التي تتألف منها القائمة المشتركة من القيام بدور كامل في اتخاذ القرارات في دولة إسرائيل. الغياب عن طاولة الحكومة وعن عملية اتخاذ القرارات يمنع أيضاً حاجات المجتمع العربي من الوصول إلى مكان مركزي في عملية اتخاذ القرارات في دولة إسرائيل.
  • صحيح أنه كان يوجد وزراء حريصون على المجتمع العربي ويريدون مساعدته، لكن فقط حكومة يجلس على طاولتها وزراء عرب ستعرف كيف تضع جدول أولويات جديد، يتعامل مع المجتمع العربي بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع المجتمع اليهودي. حكومة كهذه ستعرف، ليس فقط تحويل ميزانية إلى هنا أو هناك، بل تقديم رد شامل على حاجات المجتمع العربي التي أُهملت وجرى التمييز ضدها طوال 72 عاماً.
  • في نهاية الأمر شخص قريب من نفسه، ووزير يعود إلى منزله في بلدة عربية سيكون أكثر إصغاء لحاجات جيرانه من وزير يلتقي بهم في مكتبه. وزير عربي يعرف أكثر كيف يمثل العرب، سواء فيما يتعلق بقرارات وزارته أو في جلسات الحكومة. القائمة المشتركة غير مهتمة بالقيام بهذه المهمة. التنافر القائم بين هوية أعضائها الوطنية وبين مواطنتهم لا يزال حاجزاً أمام أفرادها للاندماج الكامل في عملية اتخاذ القرارات. لكن في المجتمع العربي في إسرائيل يوجد جمهور كبير جداً يهمه ذلك. إنه جمهور يؤمن بأن الهوية الوطنية الفلسطينية يجب ألّا تغلق الطريق أمام الاندماج المدني الكامل في المجتمع الإسرائيلي وأيضاً في قيادته.
  • كنت آمل كثيراً بأن تشكل حركة ميرتس جسر المجتمع العربي إلى الحكومة وإلى مراكز اتخاذ القرارات. أكثر من 40 ألف مواطن عربي أيدوا ميرتس في انتخابات نيسان/أبريل هم دليل على أن المجتمع العربي يتوق إلى طرف سياسي، يمكّنه من أن يكون جزءاً من السلطة وليس فقط أن يقف إلى جانبه. لكن أحزاب اليسار اختارت طلب أصوات المواطنين العرب، وامتنعت من إعطائهم تمثيلاً. أغلبيتهم قالت: شكراً، لكن لا نريد.
  • فشل اليسار في الانتخابات الأخيرة هو أيضاً فرصة للقيام بانطلاقة جديدة، وإلى بنائه من جديد كيسار يهودي - عربي حقيقي. ليس اليسار الذي يعتمد على حصص تمثيل في أحسن الأحوال، وعلى وعود فارغة، بل يسار يقوم على شراكة ومساواة بين العرب واليهود. يسار يجمع بين أعضائه الإيمان بالإنسان بصفته إنساناً، والسعي للسلام والالتزام العميق بمساواة حقيقية، وليست لفظية أو غيرها. مثل هذا اليسار يمكن أن يكون حزباً أيضاً للعديدين في المجتمع العربي الذين لا تكفيهم وعود القائمة المشتركة بالتأثير في الحكم، بل يريدون أن يكونوا جزءاً منه. الجمهور العربي الكبير المهتم بذلك سيعطي دفعاً قوياً لليسار اليهودي الصغير والمحبط الذي يتضاءل عدده في كل انتخابات.
  • هذا هو التحدي الذي يواجهه معسكر اليسار قبيل الانتخابات القادمة وفي أي وقت آخر: إقامة شراكة عربية يهودية متساوية وحقيقية. البديل هو استمرار الاحتضار، وصولاً إلى الاختفاء الكامل من الساحة السياسية الإسرائيلية.