مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس يجتمع بزعماء القائمة المشتركة من دون حزب التجمع الديمقراطي – بلد
لبيد: "أمامنا خياران: حكومة ضيقة أو انتخابات رابعة"
الجيش الإسرائيلي يتخذ قراراً بالحجز المنزلي للجنود العائدين من الخارج مدة أسبوعين
مقالات وتحليلات
الطريق إلى استبدال السلطة
في المؤسسة الأمنية يتخوفون من أن تضطر إسرائيل إلى معالجة فيروس الكورونا في غزة في حال انتشاره
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 10/3/2020
غانتس يجتمع بزعماء القائمة المشتركة من دون حزب التجمع الديمقراطي – بلد

اجتمع  زعيم أزرق أبيض يوم أمس (الاثنين) بزعماء كتلة القائمة المشتركة أعضاء الكنيست، أيمن عودة، وأحمد الطيبي، ورئيس حزب راعام [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس. بعد اللقاء، ذكر مصدر في حزب أزرق أبيض أن غانتس كرر أمام الحاضرين نيته تأليف حكومة تخدم كل مواطني إسرائيل، يهوداً كانوا أم عرباً، والعمل للحؤول دون حدوث انتخابات رابعة. وعلمت الصحيفة أن طواقم من أزرق أبيض ستجتمع في وقت قريب بطواقم من القائمة المشتركة.

وعلّق أحمد الطيبي على عدم توجيه غانتس الدعوة للاجتماع إلى زعماء حزب التجمع بالقول: "نحن موحدون ولا يمكن التفريق بيننا". بعد الاجتماع، رفض زعماء القائمة الكشف عن مضمون المحادثات التي جرت مع غانتس، ووصف زعيم حركة راعام عباس منصور ما جرى بالخطوة الإيجابية والمهمة، وفي الاتجاه الصحيح. أمّا عضو الكنيست سامي أبو شحاده من  التجمع فعلق على الاجتماع  قائلاً: "سياسة فرق تسد  التي تعود إلى مرحلة الاستعمار لن تمر اليوم مع القائمة المشتركة. غانتس لا يفهم أن القائمة المشتركة ليست أزرق أبيض. نحن موحدون وراء البرنامج السياسي للقائمة  ولا أحد يستطيع التفريق بيننا".

ومن المتوقع أن يلتقي رئيس كتلة أزرق أبيض آفي نيسينكورن وعضو الكنيست عوفر شيلاح غداً ممثلي القائمة المشتركة في جولة محادثات أولى. وسيكون حاضراً عن القائمة ممثلون للأحزاب الأربعة، بينها بلد.

وكان زعيم القائمة أيمن عودة قد صرح: " تحدثنا مع بني غانتس ووضحنا له أن القائمة ستعمل للدفع قدماً بمصالح كل المواطنين ككتلة موحدة مع مكوناتها الأربعة. نحن متمسكون بهدفنا، استبدال حكم نتنياهو، وهذا يبدأ باحترام الصوت الموحد للجمهور العربي وشركائه من اليهود".

"هآرتس"، 10/3/2020
لبيد: "أمامنا خياران: حكومة ضيقة أو انتخابات رابعة"

تطرق عضو الكنسيت يائير لبيد، الشخصية الثانية في حزب أزرق أبيض إلى إمكان تأليف حكومة ضيقة بتأييد من القائمة المشتركة، فكتب على صفحته على الفايسبوك "بخلاف كل الأكاذيب التي ينشرها بي بي، فإن القائمة المشتركة لن تكون جزءاً من هذه الحكومة. وهي ستُصوِّت لها من الخارج مرة واحدة وهنا ينتهي كل شيء. بي بي جعل من أفراد القائمة شركاء في كل شيء." وأضاف لبيد أن الأفضل هو تأليف حكومة وحدة وطنية مع تناوب على رئاستها، بحيث يتولى غانتس الرئاسة أولاً. لكن، بحسب كلامه، نتنياهو رفض الفكرة رفضاً قاطعاً. وتابع لبيد أن الإمكانات المتبقية هي حكومة ضيقة أو انتخابات للمرة الرابعة. وفي رأيه، إن حكومة مؤلفة من أزرق أبيض ومن تحالف العمل - غيشر- ميرتس  مع حزب إسرائيل بيتنا ستبقي الباب مفتوحاً أمام حكومة وحدة. ووصف لبيد إجراء انتخابات رابعة بـ"الكارثة"، وقال إن نتنياهو يفضل هذا الخيار.

 

 

 

 

 

"يديعوت أحرونوت"، 10/3/2020
الجيش الإسرائيلي يتخذ قراراً بالحجز المنزلي للجنود العائدين من الخارج مدة أسبوعين

قررت قيادة الجيش الإسرائيلي وضع جميع الجنود العائدين من الخارج، حتى من الدول غير الموجودة على قائمة الدول التي تعاني جرّاء انتشار فيروس الكورونا، في الحجز المنزلي مدة أسبوعين. وذكر مصدر عسكري أن قيادة الجيش الإسرائيلي قررت إنشاء مراكز طبية داخلية عسكرية قادرة على استقبال عشرات الجنود في حال انتشار فيروس الكورونا داخل الجيش بصورة واسعة. كما تقررت إعادة تنظيم التدريبات في سلاح الاحتياط وكذلك أعمال الصيانة.

من جهة أُخرى، ذكر تقرير نشرته صحيفة "معاريف" (10/3/2020) أن الخسائر المتوقعة في قطاع السياحة في إسرائيل جرّاء انتشار فيروس الكورونا فيها يمكن أن تصل إلى 4.2 مليار شيكل، وأن قطاع الفنادق يوشك على الانهيار. وكانت إدارات الفنادق قد أعطت عطلة غير مدفوعة لأكثر من 4000 عامل لديها عقب الأزمة الحادة التي يعانيها القطاع منذ انتشار فيروس كورونا في إسرائيل. وفي الأمس رأى رئيس اتحاد الفنادق في إسرائيل أن الأزمة الحالية هي الأقسى في تاريخ إسرائيل، وأن قطاع الفنادق على وشك الانهيار.  وحذر من أنه إذا لم تبادر الحكومة الى تقديم مساعدات لهذا القطاع، فإن نحو نصف العاملين فيه سيُصرفون من عملهم. وبلغت الخسارة الشهرية للفنادق نحو 350 مليون شيكل. وانخفضت الحجوزات في الفنادق إلى ما دون 40% وحتى 30% مقارنة بالعام الماضي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 10/3/2020
الطريق إلى استبدال السلطة
افتتاحية

 

  • سبب قيام حزب أزرق أبيض هو إنهاء عهد بنيامين نتنياهو. وليس صدفة أنه حظي بلقب حزب "فقط ليس بي بي". وما يوحد بين أعضائه هو ثقة بني غانتس المطلقة، ومَن يقف إلى يساره (حزب يوجد مستقبل) وإلى يمينه "تيليم" – أن مصلحة إسرائيل تقتضي استبدال نتنياهو. من أجل ذلك قام، ومن أجل ذلك انتخبوه.
  • في الكلام الذي قاله غانتس عشية يوم السبت، أعلن أن "عهد سلطة نتنياهو انتهى"، ووعد ببذل كل "جهده كي لا تكون هناك انتخابات رابعة". السبيل الوحيد إلى تنفيذ هذا الوعد هو تأليف حكومة مع تحالف العمل – غيشر - ميرتس، بتأييد من حزب إسرائيل بيتنا والقائمة [العربية] المشتركة.
  • يجب أن نكون واقعيين: نتائج الانتخابات من جهة، وتمسّك الأحزاب الحريدية بكتلة اليمين برئاسة نتنياهو من جهة أُخرى، لا يتركان خياراً لحزب أزرق أبيض. على الرغم من الموقف الانفصالي لحزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي]، من دون تعاون سياسي بين اليهود والعرب ليس هناك إمكان لاستبدال نتنياهو والحؤول دون انتخابات رابعة.
  • بفضل الـ15 مقعداً التي حققتها القائمة المشتركة، كتلة الوسط - اليسار تبدأ باستيعاب ما فهمه نتنياهو منذ سنوات: التهديد الوحيد لحكم اليمين هو تعاون بين كل أحزاب الكتلة، بمن فيها القائمة المشتركة. هذا الإدراك هو الذي فرض استراتيجيته السياسية في كل سنوات حكمه: التفريق بين أجزاء اليسار، منعهم من توحيد قواهم، والحكم الى ما لا نهاية. حملة نزع الشرعية التي قادها ضد أعضاء الكنيست العرب كان كل هدفها إقناع الجمهور بأن التمثيل البرلماني لمواطني إسرائيل من العرب هو باطل وخطر، والتحالف معه ممنوع.
  • لا يخفي نتنياهو حقيقة أن الصوت العربي هو باطل في نظره ويخرج مقاعد العرب في الكنيست من تعداد الأصوات. بكل وقاحة يصر على أن "كتلة اليسار مؤلفة فقط من 47 مقعداً" وأن "العرب ليسوا جزءاً من هذه المعادلة، وهذه إرادة الشعب"، واحتمال قيام ائتلاف مع العرب أو تأييدهم هو "سرقة أصوات". ليس المقصود فقط "سياسة واقعية"، بل ضرورة أخلاقية. التحريض ضد المواطنين العرب وضد ممثليهم وضد كل من هو مستعد للتعاون معهم، وثمار التحريض العفنة التي تملأ الساحة العامة، يجعلان من نتنياهو إنساناً من مصلحة إسرائيل استبداله.
  • بالأمس تحدث غانتس مع رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، ومع رئيس الكتلة أحمد الطيبي، ومع رئيس حزب راعام منصور عباس. وبحسب البيان، كرر غانتس نيته تأليف حكومة تخدم كل مواطني إسرائيل يهوداً وعرباً. "في دولة إسرائيل كل الأصوات متساوية"، أعلن غانتس، رداً على إخراج القائمة المشتركة من تعداد المقاعد في معسكر المعارضين له. حان الوقت كي نرى أن المقصود ليس كلمات فقط.
"هآرتس"، 10/3/2020
في المؤسسة الأمنية يتخوفون من أن تضطر إسرائيل إلى معالجة فيروس الكورونا في غزة في حال انتشاره
عاموس هرئيل - محلل عسكري

انتشار فيروس الكورونا يضع إسرائيل في وضع دقيق مع اثنتين من جاراتها - السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وقطاع غزة الخاضع لسيطرة حكومة "حماس". الفيروس عابر للحدود والجدران، لكن في هذه الأثناء تساهم المحاربة المكثفة للمرض في تهدئة أمنية نسبية، وتؤدي أيضاً إلى تعاون بين الأطراف. الامتحان الكبير سيأتي في الأيام المقبلة، عندما ستضطر إسرائيل الى أن تقرر ما إذا كانت ستمدد الإغلاق الكامل المفروض على المناطق [المحتلة] خلال عيد البوريم [عيد المساخر].

  • الوضع في القطاع مختلف تماماً. غزة حساسة جداً إزاء انتشار الفيروس، لكن في هذه الأثناء لم تظهر فيها إصابات بالكورونا. في الضفة بلغ عدد المرضى اليوم (الاثنين) ظهراً 25 مريضاً، أغلبيتهم في منطقة بيت لحم، وفعلياً ليس هناك قدرة على فصل المنطقة عن إسرائيل بصورة كاملة. في تحليلات الوضع كلها التي قامت بها المؤسسة الأمنية في السنوات الأخيرة طُرح خطر انتشار أمراض معدية في القطاع كأحد السيناريوهات، بسبب الكثافة السكانية هناك والبنى التحتية المتداعية والظروف الصحية المتدهورة. لكن في الحالة الراهنة، مصدر الإصابة بالكورونا يأتي من الخارج. والمفارقة هي أن الانقطاع النسبي للقطاع عن العالم هو الذي يحميه في هذه الأثناء.
  • سواء في القطاع أو في الضفة يسود قلق عام كبير يصل إلى حدود الهلع، من انتشار الكورونا. في القطاع أُقيم مركز عزل في رفح للأشخاص الذين ثمة شك في إصابتهم. اليوم يوجد فيه عدة أشخاص. في الوقت عينه، جرى تقليص حركة العبور إلى مصر ومنها، عبر معبر رفح، وتدعو الحكومة مواطنيها إلى الامتناع من السفر إلى الخارج إذا كان غير ضروري.
  • المعضلة الأساسية التي تتشارك فيها إسرائيل "حماس"، على الرغم من أنهما لا يتحدثان مباشرة مع بعضهما، تتعلق بالعمال الفلسطينيين في إسرائيل. في الشهر الماضي، ضمن إطار التسهيلات المقدمة للقطاع ومحاولة التوصل إلى تهدئة طويلة الأجل، قررت إسرائيل زيادة عدد أذونات الدخول إلى إسرائيل من غزة إلى 7000 تاجر ورجل أعمال (فعلياً أغلبيتهم من العمال) هذا التسهيل لم ينفّذ كاملاً، لكن "حماس" معنية باستنفاذه بسبب الضائقة الاقتصادية في القطاع وحقيقة أن معدل أجر العامل الفلسطيني في إسرائيل أعلى بنحو ست مرات من دخله في القطاع. مع ذلك، هناك سبب جيد كي تتخوف "حماس" من أن يحمل الغزيون الذين يدخلون إلى إسرائيل للعمل الفيروس لدى عودتهم، وسيكون من الصعب جداً وقف انتشاره في غزة المكتظة بالسكان. بناء على ذلك، المعضلة المباشرة هي معضلة مطروحة على "حماس": هل تجازف بإغلاق مصدر دخل حساس للقطاع لمنع تسلل الكورونا؟
  • إذا تفشت الكورونا في القطاع، سيكون من الصعب على إسرائيل أن تتنصل من المسؤولية عن ذلك. المجتمع الدولي لم يقبل الحجة الإسرائيلية القائلة إنها لم تعد مسؤولة عن الوضع في القطاع بعد الانفصال عنه في سنة 2005. وحتى السلطة الفلسطينية المسؤولة عن القطاع، بحسب اتفاق أوسلو، ليست موجودة أبداً هناك منذ طُردت بطريقة عنيفة على يد "حماس" في سنة 2007. "كيف نتصرف إذا جاء عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى السياج الحدودي، مطالبين بأن تساعدهم إسرائيل في التصدّي لكارثة إنسانية في القطاع؟" تسأل د. دانا وولف، خبيرة القانون الدولي في مركز هرتسليا المتعدد المجالات، "الكورونا تُظهر مشكلات غير محلولة تتعلق بعلاقة إسرائيل بالقطاع، لم نحسمها منذ سنوات طويلة".
  • هذه هي المسألة التي تشغل القيادتين السياسية والأمنية في الأيام الأخيرة، من بين سائر المشكلات الأُخرى. بكلمات أُخرى، سيناريو انتشار الكورونا في غزة يصنَّف في المؤسسة الأمنية تحت عنوان "الله يستر".
  • بخلاف القطاع، الفصل المادي بين إسرائيل والضفة الغربية هو ببساطة غير موجود. جدار الفصل الذي بدأ البناء فيه عام 2002 لم يُستكمل قط، وأُهمل في السنوات الأخيرة، وهو مخترق للعبور من قبل كل من يرغب في ذلك. حتى الصباح تركزت معظم الإصابات بالكورونا في منطقة بيت لحم، حيث قررت السلطة فرض إغلاق حول المدينة بالتنسيق مع إسرائيل. لكن المنطقة الريفية بين بيت لحم والخليل من غير الممكن تقريباً فصلها بصورة كاملة، ولا وجود فعلياً للجيش الإسرائيلي فيها لفرض الإغلاق. لذلك من المعقول الافتراض أن يستمر المرض في الانتشار، على الأقل جنوباً.
  • وزير الدفاع نفتالي بينت أعلن أمس أنه يدرس فرض إغلاق كامل على المناطق، ولم يتخذ قراره النهائي في الموضوع. حالياً، يجري التخطيط لدخول عمال من الضفة، باستثناء منطقة بيت لحم، بدءاً من يوم الخميس. هنا أيضاً سيبرز التخبط بين خطر انتشار المرض وبين اعتبارات لها علاقة بمصدر العيش - في الضفة، المقصود أكثر من 120 ألف شخص يعملون داخل الخط الأخضر وفي المستوطنات، بالإضافة إلى أكثر من ألفين يقيمون بصورة غير شرعية في إسرائيل.
  • الأخبار الجيدة، إذا كان ممكناً الحديث عن مثل هذه الأخبار، هي أن تهديد الفيروس عزز كثيراً التنسيق بين إسرائيل والسلطة الذي شهد في الفترة الأخيرة أزمات حادة تتعلق بصفقة القرن، والمساعدة الفلسطينية للأسرى الأمنيين، ومؤخراً الخلاف على استيراد لحم العجول. التنسيق في مجال الصحة وثيق بصوة خاصة، وتساعد إسرائيل الفلسطينيين في الحصول على أدوات لفحص المرض وتحليل النتائج.
  • يمكن أن نستخلص من ذلك أيضاً خلاصات بعيدة المدى: شعبان مرتبطان بعضهما ببعض يتعين عليهما أن ينسقا بينهما مسائل حساسة تتعلق بأمنهما وصحتهما، بعيداً عن الخلافات الأيديولوجية والتوترات العسكرية.