مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي جنوبي نابلس
ليبرمان: لم أتخذ أي قرار بشأن المرشح الذي سأوصي به لتأليف الحكومة المقبلة
ممثلو "أزرق أبيض" والقائمة المشتركة يعقدون اجتماعاً في مسعى للتوصل إلى تأليف حكومة
ريفلين يؤكد تمسكه بخطة تأليف حكومة وحدة بين الليكود و"أزرق أبيض" برئاسة نتنياهو
نتنياهو: سيتم رصد 10 مليارات شيكل للتعامل مع تداعيات تفشي فيروس كورونا
مقالات وتحليلات
لأول مرة، تقرير وزارة الخارجية الأميركية بشأن حقوق الإنسان يلغي مصطلح "فلسطينيين" لدى التطرق إلى السكان العرب في القدس الشرقية
موجة تحريض في وضح النهار ضد العرب في إسرائيل
هل يمكن القيام بمهاجمة إيران تحت غطاء أزمة الكورونا؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 12/3/2020
مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي جنوبي نابلس

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن فتى فلسطينياً قُتل في منطقة نابلس في الضفة الغربية خلال مواجهات وقعت مع قوات الجيش الإسرائيلي أمس (الأربعاء).

وأضاف البيان أن نحو 500 فلسطيني من قرية بيتا جنوبي نابلس قاموا بأعمال شغب عنيفة واعتدوا على قوة عسكرية إسرائيلية، فقام أفرادها بتفريقهم باستخدام القوة.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الفتى القتيل هو محمد حمايل (15 عاماً).

"يديعوت أحرونوت"، 12/3/2020
ليبرمان: لم أتخذ أي قرار بشأن المرشح الذي سأوصي به لتأليف الحكومة المقبلة

هاجم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقال إن هذا الأخير لا يريد تأليف حكومة طوارئ أو حكومة وحدة وطنية، بل يريد فقط سنّ القانون الذي يسحب من المحكمة العليا صلاحيات إلغاء القوانين وسن القانون الفرنسي والباقي هو مجرد ستار من الدخان.

وأضاف ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الاجتماع الذي عقدته كتلة "إسرائيل بيتنا" في الكنيست أمس (الأربعاء)، أنه لم يتخذ قراره بعد بشأن المرشح الذي سيوصي به لتأليف الحكومة المقبلة، وسيعلن اسمه خلال الاجتماع الذي سيعقده مع رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين يوم الأحد المقبل.

وتطرق ليبرمان إلى آخر التطورات على الساحة السياسية، فأشار إلى أن إسرائيل في حالة طوارئ أيضاً بسبب فيروس كورونا، وكان من المتوقع من رئيس الحكومة أن يعمل على تحقيق المصالحة ورأب الصدع بعد ثلاث حملات انتخابية، لكنه بدلاً من ذلك يقوم بنزع الشرعية عن أي شخص يختلف معه، وبتشغيل ماكينة تحريض وكذب ضد أي شخص أو مؤسسة لا يتقبل رأيها.

كما تطرق ليبرمان إلى موضوع إقامة حكومة أقلية برئاسة زعيم تحالف "أزرق أبيض" بني غانتس وبدعم القائمة المشتركة، فأشار إلى أن نتنياهو تعاون مع أحزاب عربية ومع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أكثر من أي سياسي إسرائيلي آخر. كما أشار إلى أن نتنياهو قام بتسليم مدينة الخليل إلى السلطة الفلسطينية سنة 1998، فضلاً عن أن انتخاب مرشحه لمنصب مراقب الدولة العام السابق كان بدعم الأحزاب العربية.

"هآرتس"، 12/3/2020
ممثلو "أزرق أبيض" والقائمة المشتركة يعقدون اجتماعاً في مسعى للتوصل إلى تأليف حكومة

عقد ممثلو تحالف "أزرق أبيض" والقائمة المشتركة أمس (الأربعاء) اجتماعاً في مسعى للتوصل إلى تأليف حكومة.

وشارك في الاجتماع من طرف "أزرق أبيض" عضوا الكنيست عوفر شيلح وآفي نيسانكورن، وشارك فيه من طرف القائمة المشتركة أعضاء الكنيست إمطانس شحادة من حزب التجمع الوطني الديمقراطي [بلد]، ومنصور عباس من الحركة الإسلامية - الجناح الجنوبي [راعم]، وأحمد الطيبي من الحركة العربية للتغيير [تعل]، وعايدة توما - سليمان من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة [حداش].

وقال رئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست أحمد الطيبي قبل الدخول إلى الاجتماع: "حققنا إنجازاً تاريخياً بحصولنا على 15 مقعداً، وعلينا القيام بخطوات مسؤولة وجادة من أجل جمهور ناخبينا. وفي الوقت الذي نتعرض لحملة من التحريض، لبّينا دعوة 'أزرق أبيض' وجئنا إلى هذا الاجتماع ونحن موحدون لنعرض قضايانا ونسمع ما لديهم".

وبعد انتهاء الاجتماع، قال الطيبي في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تبادلنا وجهات النظر بشأن التوصية أمام رئيس الدولة الإسرائيلية، وبشأن عدد من القضايا البرلمانية، وسنلتقي مجدداً بعد بلورة مواقفنا والتشاور مع مرجعياتنا الحزبية".

"معاريف"، 12/3/2020
ريفلين يؤكد تمسكه بخطة تأليف حكومة وحدة بين الليكود و"أزرق أبيض" برئاسة نتنياهو

تسلم رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أمس (الأربعاء) النتائج الرسمية لانتخابات الكنيست الـ23 التي جرت يوم 2 آذار/مارس الحالي من طرف رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي نيل هندل.

ووفقاً لهذه النتائج، حصلت قائمة حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو على 36 مقعداً، وقائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس على 33 مقعداً، والقائمة المشتركة على 15 مقعداً، وقائمة حزب شاس الحريدي على 9 مقاعد، وحصل كل من قائمة "إسرائيل بيتنا"، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه، وقائمة التحالف بين أحزاب العمل و"جيشر" وميرتس على 7 مقاعد، وحصلت قائمة تحالف "يمينا" على 6 مقاعد.

وأعرب ريفلين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في إثر تسلم النتائج، عن معارضته لطرح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أخرج أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة من معادلة تأليف الحكومة. وعقّب ريفلين على طرح نتنياهو قائلاً: "في معادلة الدولة اليهودية والديمقراطية، كل صوت يُحتسب. لا يوجد أنصاف مواطنين في إسرائيل. هناك اختلافات عميقة وواضحة في الرأي، لكن لا يوجد أنصاف مواطنين".

وأضاف ريفلين أنه لا يزال متمسكاً بخطته المقترحة بعد انتخابات أيلول/ سبتمبر 2019 للخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه إسرائيل في ظل عدم قدرة أي معسكر سياسي على الحصول على أغلبية في الكنيست. وتنص الخطة على تأليف حكومة وحدة وطنية من الحزبين الكبيرين الليكود و"أزرق أبيض"، وأن يترأسها نتنياهو، ويتم تعيين بني غانتس قائماً بأعماله، لكن مع صلاحيات واسعة. ورحّب الليكود بهذه الخطة في ذلك الوقت في حين رفضها "أزرق أبيض"، وهو ما أدى إلى عدم خروجها إلى حيّز التنفيذ في نهاية المطاف. 

ولدى ريفلين 6 أيام لإجراء مشاورات مع الكتل المُنتخبة في الكنيست الجديد، على أن يسند مهمة تأليف الحكومة إلى عضو في الكنيست في موعد أقصاه يوم 17 آذار/مارس الحالي.

"يديعوت أحرونوت"، 12/3/2020
نتنياهو: سيتم رصد 10 مليارات شيكل للتعامل مع تداعيات تفشي فيروس كورونا

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير المال موشيه كحلون، ووزير الاقتصاد إيلي كوهين، ومحافظ البنك المركزي أمير يارون، أمس (الأربعاء)، مؤتمراً صحافياً خاصاً في ديوان رئاسة الحكومة في القدس بشأن تأثير فيروس كورونا المستجد في الاقتصاد الإسرائيلي. 

وأعلن نتنياهو تخصيص 10 مليارات شيكل لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وتجاوز تداعيات تفشي كورونا.

وقال نتنياهو: "لفيروس كورونا تأثير اقتصادي كبير في السوق، وعلى الرغم من دخولنا الأزمة في وضع أفضل من معظم اقتصادات العالم بفضل البطالة المنخفضة، إلّا إننا نواجه صعوبة في هذه الأزمة، ومع ذلك نعتقد أنه يمكننا النجاح". 

وأضاف نتنياهو أنه سيتم تخصيص مليار شيكل لجهاز الصحة ليتسنى تجهيز وإعداد المستشفيات لاستيعاب المرضى، وسيكون هناك علاج فردي ومنفصل لشركات الطيران بصفتها شريان حياة للدولة. 

وأوضح محافظ البنك المركزي أن بنك إسرائيل سيتخذ أي خطوة لحماية الاقتصاد من فيروس كورونا، وأشار إلى أن الهدف الرئيسي هو دعم النشاط الاقتصادي المستمر للسوق، وإنشاء شبكة أمان للمصالح التجارية ومصادر تمويل للجهاز الصحي وغيره، حتى يتمكنوا من النجاح في الفترة الحالية، ومن الاستمرار في العمل بقوة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 12/3/2020
لأول مرة، تقرير وزارة الخارجية الأميركية بشأن حقوق الإنسان يلغي مصطلح "فلسطينيين" لدى التطرق إلى السكان العرب في القدس الشرقية
أرييل كهانا - مراسل سياسي

 

  • ينطوي التقرير الجديد بشأن حقوق الإنسان الصادر عن الإدارة الأميركية على تجديد مهم للغاية. فلأول مرة يلغي التقرير مصطلح "فلسطينيين" لدى تطرقه إلى السكان العرب الذين يعيشون في القدس الشرقية [المحتلة].
  • وفي هذا التقرير الذي نشره أمس (الأربعاء) وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، جرى تعريف هؤلاء السكان لأول مرة بأنهم "سكان غير إسرائيليين يعيشون في القدس".
  • ويتطرق هذا التقرير الذي تُصدره سنوياً وزارة الخارجية الأميركية إلى أوضاع حقوق الإنسان في كل أنحاء العالم، ويشتمل على فصل يعالج الوضع القائم في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] والقدس.
  • وقد جرى إدخال تغييرات تتعلق بتعريفات متصلة بالنزاع مع الفلسطينيين في تقارير السنوات السابقة أيضاً. فعلى سبيل المثال، قبل سنتين محت الإدارة الأميركية مصطلح "أراض محتلة" لدى التطرق إلى مناطق يهودا والسامرة. وفي السنة الفائتة شمل التقرير إدانة حادة لانتهاكات حقوق الإنسان في المناطق [المحتلة] من طرف السلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، وليس فقط من طرف إسرائيل. أمّا في السنة الحالية، فألغيَ مصطلح "فلسطينيون" في أي كلام يتعلق بالسكان العرب الذين يعيشون في المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية في القدس.
  • ويؤكد المسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب أن هذه الإدارة تبنت مبدأ التمسك بالوقائع الميدانية القائمة، وبناء على ذلك، فإن التعريف الجديد يعكس الواقع في القدس كما هو، نظراً إلى عدم وجود دولة فلسطينية، وإلى أن السكان العرب في القدس ليسوا مواطنين في هذه الدولة.
  • وقال أحد هؤلاء المسؤولين: "يتعين على الإدارة الأميركية أن تصف الواقع كما هو قائم فعلاً، ولا يمكنها أن تستند إلى تعريف ذاتي لا يوجد أي سند له في الواقع". وأضاف أن "هذا التقرير يقرّب المنطقة من السلام، لأن السلام لا يمكن أن يُبنى إلّا على أساس الحقيقة والوقائع القائمة، ومن دون ذلك سيتلاشى ويبوء بالفشل".
"يديعوت أحرونوت"، 12/3/2020
موجة تحريض في وضح النهار ضد العرب في إسرائيل
تامير باردو - رئيس سابق للموساد وعضو في حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل"

 

  • الكلام الصادر عن وزراء وأعضاء كنيست، القائل إن الترابط مع ممثلي القائمة [العربية] المشتركة يشكل خطراً على أمن مواطني إسرائيل، هو كلام غير مسؤول، وغير مقبول وعنصري. كذلك أيضاً الكلام عن "مؤيدي الإرهاب" و"مخربين ببدلات رسمية" وغيره من سائر الأوصاف التي تُلصَق بأعضاء الكنيست العرب لتحويلهم إلى غير شرعيين.
  • أنا على خلاف مع أعضاء القائمة المشتركة بشأن كل الموضوعات تقريباً، وبالتأكيد بشأن كل ما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكنني، كمواطن، أنا مخلص لقيم وثيقة الاستقلال التي تضمن حقوقهم الكاملة، ولقوانين دولة إسرائيل.
  • "دولة إسرائيل ... ستحافظ على المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية المطلقة بين جميع مواطنيها من دون تفرقة في الدين والعرق والجنس". هذا ما أجمع عليه موقّعو وثيقة الاستقلال لدى إعلانهم "قيام دولة يهودية في أرض إسرائيل"، وربما أيضاً كي يحذروا من إمكان أن يأتي يوم يقود الدولة فيه الذين يرون تعارضاً بين المبدأين الأساسيَيْن لوجودنا هنا: دولة يهودية وديمقراطية.
  • فيما يتعلق بالقانون، البند 7 من "قانون أساس: الكنيست"، يقرر أن تأييد "النضال المسلح لدولة عدوة أو تنظيم إرهابي ضد دولة إسرائيل" يشكل سبباً لإبطال قائمة [انتخابية] أو مرشح. ونظراً إلى أن أعضاء القائمة المشتركة لم يبطل ترشيحهم، لا يجوز توجيه نعوت إليهم تتعارض مع موقف لجنة الانتخابات المركزية فيما يتعلق بأغلبيتهم، وموقف المحكمة العليا من الجميع.
  • "الشعب" الذي حسم يضم في داخله كل الإسرائيليين- أولئك الذين يذهبون إلى الكنيس، إلى المسجد أو الكنيسة، و يشمل أيضاً الذين لا يذهبون إلى أي مكان للصلاة. إن محاولة إقصاء نحو 600 ألف مواطنة ومواطن من بين الذين لديهم حق الحسم، هو ليس أقل من تحريض في وضح النهار ضد جمهور كبير يعيش هنا، ويساهم في الدولة، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من نسيج الحياة في البلد.
  • كيف يمكن أن يشعر طبيب عربي انتخب القائمة المشتركة، عندما يرتدي الرداء الواقي ويخاطر بحياته من أجل معالجة المرضى؟ هل من حقه أن يكون جزءاً من المنظومة السياسية الشرعية؟
  • إن كل مس وانتهاك لحق المواطنين العرب في المساواة الكاملة ومستقبل يضمن تحقيق الذات - سواء من خلال هذه المحاولة الحمقاء لإقصائهم عن الحيز السياسي الشرعي أو من خلال كلام غير مسؤول بشأن نقل المثلث مع سكانه إلى السيادة الفلسطينية المستقبلية، هو ليس تعبيراً عن عنصرية مُدانة فحسب، بل يمكن أن يؤدي إلى المسّ بأمن الدولة.
  • "إني أتّهم"، كتب الروائي الفرنسي إميل زولا عن أولئك الذين أرادوا أن يلصقوا بالضابط اليهودي ألفرد دريفوس جُرم انعدام الولاء. اليوم في دولة اليهود هناك محاولة من قادتها الكبار إلصاق هذه التهمة بنحو خُمس المواطنين: وتحويلهم إلى منبوذين في دولتهم، بادعاء لا أساس له، هو أن التعاون السياسي معهم "خطر على أمن مواطني إسرائيل".
  • كيف كنا سنرد لو أن قادة دولة أُخرى تحدثوا بصورة مشابهة عن مواطنيهم اليهود؟ هناك عدد غير قليل من الدول المعادية لإسرائيل، والتي تعيش فيها أقلية يهودية تتعاطف مع إسرائيل. كيف كنا سنفكر لو أن هذا الخلاف تجلى من خلال محاولات إقصاء للجالية اليهودية؟
  • في مواجهة هذه الموجة القاتمة، من واجبنا أن نقف، وأن نشجب ونحذر، وأن نتهم بالعنصرية وبنشر الكراهية وعدم احترام الديمقراطية وقوانينها وقيمها. من واجبنا أيضاً التحذير من المسّ بأمن الدولة، في ضوء تصاعُد الاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي.

 

"Isarel Defence"، 8/3/2020
هل يمكن القيام بمهاجمة إيران تحت غطاء أزمة الكورونا؟
عامي روحكس دومبا - خبير في التكنولوجيا والسايبر

 

  • هل تخطط حكومة إسرائيل لشن هجوم على إيران تحت غطاء أزمة الكورونا؟ مَن يفحص سلوك الحكومة في الأسابيع الأخيرة، يمكن أن يلاحظ ما يبدو إعداداً لحرب مع إيران تحت غطاء الإعداد لمواجهة الوباء. تكثيف الجهاز الطبي، تحضير الجبهة الداخلية لحالة طوارىء، حجر عشرات الآلاف من المواطنين في منازل قريبة من أماكن آمنة، مغادرة مواطنين أجانب الدولة، إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي في وجه الرحلات التجارية، والتحضير لإعلان حالة طوارىء مدنية أو عسكرية قريباً. كل هذه العمليات التي جرت تحت غطاء الاستعداد لمواجهة فيروس الكورونا، يمكن أن تستخدمها حكومة إسرائيل للتغطية على هجوم على إيران.
  • الحوافز؟ ثلاث معارك انتخابية انتهت من دون حسم، واحتمال أن ينتهي مسار الائتلاف القائم لمصلحة حكومة تشارك فيها القائمة [العربية] المشتركة. حافز آخر هو اعتقاد القدس أن إيران تملك موارد ومعرفة لتركيب قنبلة [نووية]، وخروجها من الاتفاقات النووية يقرّبها من ذلك. في ضوء ذلك، تستطيع الحكومة الحالية استغلال الوضع والقيام بالتحضيرات المطلوبة لشن هجوم جوي على إيران تحت غطاء المواجهة مع الكورونا كتضليل.
  • على الرغم من الفرصة، على ما يبدو، هناك عدة مسائل عملياتية تخطر بالبال. إحداها قدرة الجيش الإسرائيلي على تجنيد احتياطيين في ظل فيروس الكورونا. هناك عشرات الآلاف في الحجر، بالإضافة إلى الذين يشعرون بالقلق من إصابتهم بالعدوى، والدولة تمنع رسمياً التجمعات العامة التي تتعدى 5000 شخص. وفي حال حرب مع إيران، من المتوقع أن يضطر الجيش الإسرائيلي إلى احتلال مناطق في لبنان وغزة، ويمكن أن تشكل مناطق تجميع القوات على الحدود قبل عملية احتلال برّي تهديداً قد يؤدي إلى حدوث إصابات جماعية بالفيروس بين الجنود.
  • هناك من ناحية أُخرى وجود الكورونا في لبنان وغزة. احتلال مناطق في تلك الدول في ظل فيروس كورونا، سيلحق ضرراً كبيراً في قدرات الجيش الإسرائيلي على إدارة أمور السكان المدنيين في المناطق المحتلة (انظروا ماذا جرى في بيت لحم قبل أيام). الجيش الإسرائيلي، بصفته السيد المسؤول عن المناطق التي احتُلت، سيضطر إلى تقديم خدمات مدنية إلى السكان المحليين، وهذه مهمة معقدة في الأيام العادية، فكم بالحريّ في ظل وباء. علاوة على ذلك، حرب استباقية إسرائيلية الآن ضد إيران ولبنان أو غزة، من المتوقع أن يستقبلها العالم بصورة سلبية، في الوقت الذي تحاول القيادات المحلية تزويد مواطنيها بخدمات طبية لمحاربة فيروس الكورونا. وفي الأساس إيران التي تعاني جرّاء نسبة وفيات مرتفعة نسبياً مقارنة بدول أُخرى بسبب إخفاق الجهاز الطبي نتيجة العقوبات الأميركية.
  • ختاماً، في العقد الأخير، وضع نتنياهو القنبلة النووية في رأس قائمة التهديدات لدولة إسرائيل، مع انشغال لم يتوقف لإدخال سردية التهديد الإيراني إلى مركز الاهتمام العام. هذا الجهد دفع جزءاً من وسائل الإعلام في البلد إلى تسميته "تشرشل الإسرائيلي"، بمعنى أنه يصف بصورة صحيحة التهديد ويعمل ضده. مع ذلك، أذكر أنه بعد انتهاء معارك الحرب العالمية الثانية، اعتبر تشرشل الاتحاد السوفياتي كعدو جديد في خطوة أدت إلى تلاشيه سياسياً.
  • من دون الدخول في نقاش سياسي، حالة الطوارىء في إسرائيل لمعالجة الكورونا يمكن أن تشكل أساساً لتمويه هدف مهاجمة إيران. في الماضي كان رئيس الموساد السابق مئير داغان هو الذي خرج إلى الإعلام لكبح هجوم، في رأيه، لا قيمة فعلية له. الافتراض الذي كان ولا يزال اليوم لدى جزء من الخبراء، هو أن هجوماً إسرائيلياً من الجو من دون دعم من الولايات المتحدة لن يؤدي إلى إبطاء المشروع النووي العسكري الإيراني أو وقفه. مثل هذا الهجوم، في حال جرى الآن، من المتوقع، مع أرجحية كبيرة، أن يُدخل إسرائيل في مواجهة متعددة الجبهات (إيران، لبنان وغزة)، بموازاة معالجة فيروس كورونا في الجبهة الداخلية. فهل إسرائيل مستعدة لذلك؟