مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيّرة أطلقها حزب الله من لبنان في اتجاه الأجواء الإسرائيلية
انتخاب غانتس رئيساً للكنيست كجزء من التفاهمات لتأليف حكومة وحدة بين "مناعة لإسرائيل" والليكود برئاسة نتنياهو
لبيد ويعلون يتهمان غانتس بالاستسلام والزحف إلى حكومة نتنياهو
القائمة المشتركة: غانتس ساهم عملياً في استمرار حكم نتنياهو
القرار بشأن فرض إغلاق شامل في إسرائيل متعلق بوتيرة ارتفاع عدد المصابين بكورونا في الساعات الـ48 المقبلة
مقالات وتحليلات
غانتس تحوّل من بديل من السلطة إلى نائب أردوغان
في الشرق الأوسط هناك فرصة أن يؤدي فيروس الكورونا إلى وقف إطلاق النار
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 27/3/2020
الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيّرة أطلقها حزب الله من لبنان في اتجاه الأجواء الإسرائيلية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش أسقط طائرة شراعية مسيّرة أطلقها حزب الله من لبنان في اتجاه الأجواء الإسرائيلية صباح أمس (الخميس).

وأضاف البيان أن الجيش سيطر على الطائرة ورفض الكشف عن أي تفصيلات تتعلق بها.

وأكد البيان أن الجيش الإسرائيلي يعمل باستمرار في مناطق حدود إسرائيل باستخدام أنظمة دفاع متعددة المستويات للكشف عن أي تسلل جوي واعتراضه، وسيواصل إحباط أي محاولة من جانب حزب الله لانتهاك سيادة دولة إسرائيل.

وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي ينظر بخطورة بالغة إلى هذا الحادث، باعتباره خرقاً لسيادة دولة إسرائيل، ويعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن كل ما يحدث، انطلاقاً من أراضيها.

"هآرتس" و"معاريف"، 27/3/2020
انتخاب غانتس رئيساً للكنيست كجزء من التفاهمات لتأليف حكومة وحدة بين "مناعة لإسرائيل" والليكود برئاسة نتنياهو

شهدت إسرائيل أمس (الخميس) تغييراً درامياً، إذ تم انتخاب رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس رئيساً للكنيست، كجزء من التفاهمات لتأليف حكومة وحدة مع الليكود، وهو ما أدى إلى تفكيك هذا التحالف على الفور وانشقاق حزبي "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد و"تلم" برئاسة عضو الكنيست موشيه يعلون عنه [أُنشئ تحالف "أزرق أبيض" عشية انتخابات الكنيست الـ21 التي جرت يوم 9 نيسان/ابريل 2019، بين حزبي "مناعة لإسرائيل" برئاسة الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بني غانتس و"يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد، وانضم إليه لاحقاً الرئيسان السابقان لهيئة الأركان العامة موشيه يعلون رئيس حزب "تلم" وغابي أشكنازي].

وكان عضو الكنيست مئير كوهين من حزب "يوجد مستقبل" الشريك في "أزرق أبيض" مرشح التحالف لتولي المنصب، لكنه انسحب بعد أن قدم غانتس ترشيحه.

وحصل غانتس على دعم كامل من طرف معسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، وتم انتخابه لهذا المنصب مساء أمس بدعم 74 عضو كنيست ومعارضة 18. ولم يشارك بقية أعضاء الكنيست في عملية الانتخاب، بمن في ذلك جميع أعضاء الكنيست من حزب "يوجد مستقبل"، وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب "تلم" عضو الكنيست موشيه يعلون. 

وذكرت مصادر مقربة من غانتس ومن رئيس الحكومة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو أنه وفقاً للتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الجانبين وستجري بلورتها في اتفاق مكتوب، من المقرر أن يشارك غانتس في حكومة وحدة برئاسة نتنياهو مع أعضاء الكنيست من حزبه "مناعة لإسرائيل"، وسيتولى في البداية منصب وزير الخارجية أو وزير الدفاع، ثم يشغل منصب رئيس الحكومة في أيلول/سبتمبر 2021. وسيتولى عضو الكنيست غابي أشكنازي منصب وزير الدفاع أو وزير الخارجية، ويتولى عضو كنيست ثالث من "مناعة لإسرائيل" منصب وزير العدل.

وأضافت هذه المصادر أنه من المتوقع أن يستقيل غانتس من رئاسة الكنيست، بعد تأليف حكومة الوحدة، ليحل محله عضو كنيست من حزب الليكود، يرجَّح أن يكون رئيس الكنيست المستقيل يولي إدلشتاين.

ووعد غانتس في أول خطاب له كرئيس للكنيست، بعد انتهاء عملية التصويت، بتعزيز حكومة الوحدة الوطنية، وأشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى حكومة وحدة طارئة لمكافحة فيروس كورونا.

وادعى غانتس أن الديمقراطية انتصرت، مشيراً إلى المعركة المريرة التي خاضها خلال الأسبوع الفائت مع سلفه رئيس الكنيست السابق إدلشتاين من الليكود الذي حاول منع التصويت على المنصب.

وأدى قرار غانتس هذا على الفور إلى انهيار تحالف "أزرق أبيض"، إذ رفض القيادي الثاني في التحالف يائير لبيد وعضو الكنيست موشيه يعلون هذه الخطوة.

وقدم كل من لبيد ويعلون طلباً رسمياً لانفصال حزبيهما عن "أزرق أبيض" مساء أمس، علماً بأن عضوي الكنيست يوعز هندل وتسفي هاوزر من "تلم" أيدا تولي غانتس منصب رئيس الكنيست.

ورجحت تقارير إعلامية أن يشمل ائتلاف حكومة الوحدة 78-79 عضو كنيست من أحزاب الليكود، و"مناعة لإسرائيل"، وتحالف "يمينا"، وشاس، ويهدوت هتوراه. وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن هذا الائتلاف سيضم أيضاً حزب العمل الذي سينفصل عن حزب ميرتس، وهذا من شأنه أن يترك أحزاب "يوجد مستقبل" و"إسرائيل بيتنا" وميرتس والقائمة المشتركة في المعارضة. ومع ذلك قد تكون هناك تقلبات أُخرى ممكنة، إذ ورد أن عضوي الكنيست هندل وهاوزر من "تلم" يدرسان الانضمام إلى الائتلاف.

وأُعلن التوصل إلى تفاهمات بشأن تأليف حكومة وحدة بين نتنياهو وغانتس في الوقت الذي اجتمع فيه الكنيست أمس لانتخاب رئيس جديد، بعد استقالة إدلشتاين أول أمس (الأربعاء). وقدم غانتس نفسه كمرشح وحيد لمنصب رئيس الكنيست، والتي من المقرر أن يشغلها فترة وجيزة فقط ريثما يتم الانتهاء من التفاوض على شروط إقامة حكومة الوحدة.

وخلال النقاش الذي سبق انتخاب رئيس الكنيست، أشاد عضو الكنيست يوآف كيش من الليكود بخطوة غانتس ووصفها بأنها شجاعة.

في المقابل، أكدت عضو الكنيست تمار زاندبرغ من ميرتس أن غانتس سيصبح سجادة تحت أقدام رئيس حكومة محتال ومحرض وعنصري.

وأشارت زاندبرغ إلى أن غانتس، بخطوته هذه، يقوم بخداع ملايين الناخبين الذين دعموا الكتلة الديمقراطية اليسارية وسعوا لبديل من نتنياهو.

"يديعوت أحرونوت"، 27/3/2020
لبيد ويعلون يتهمان غانتس بالاستسلام والزحف إلى حكومة نتنياهو

هاجمَ كل من رئيس حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد، ورئيس حزب "تلم" عضو الكنيست موشيه يعلون، رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس، واتهماه بالاستسلام والزحف إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.

وقال لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال مؤتمر صحافي عُقد الليلة الماضية، إن غانتس استسلم من دون قتال وزحف إلى حكومة نتنياهو، وأكد أن ما تم تأليفه ليس حكومة وحدة ولا حكومة طوارئ، بل حكومة أُخرى لتوفير الحماية لبنيامين نتنياهو الذي يواجه لوائح اتهام بارتكاب مخالفات فساد.

وأضاف لبيد أن أزمة كورونا لا يمكن أن تشكل غطاء لتخلّي "أزرق أبيض" عن القيم وعن وعوده للناخبين، بعدم الجلوس تحت مظلة رئيس حكومة وُجهَت إليه ثلاث لوائح اتهام ويسعى لإقامة ائتلاف من المبتزين والمتطرفين.

وقال يعلون إن قرار غانتس الانضمام إلى حكومة نتنياهو غير مفهوم ومُخيّب للآمال، ولا سيما للناخبين الذين صوتوا لـ"أزرق أبيض".

وأكد يعلون أن غانتس، بخطوته هذه، أصبح شريكاً لنتنياهو في استغلال وباء كورونا للتهرّب من المحاكمة بشبهات فساد، وفي شل عمل الكنيست وعدم الامتثال لقرارات المحكمة العليا.

"هآرتس"، 27/3/2020
القائمة المشتركة: غانتس ساهم عملياً في استمرار حكم نتنياهو

دانت القائمة المشتركة انضمام رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس إلى حكومة بقيادة بنيامين نتنياهو، وقالت إن غانتس أثبت في هذه الخطوة أنه لا يملك عموداً فقرياً سياسياً، مؤكدة أنه انضم إلى حكومة يمينية، وليس إلى حكومة طوارئ كما يدعي.

وأشارت القائمة المشتركة في بيان صادر عنها مساء أمس (الخميس)، إلى أن توصيتها بتأليف غانتس الحكومة الجديدة جاءت لسد إمكان تكليف نتنياهو تأليف الحكومة من جديد، وإلى أن الهدف الوحيد لهذه التوصية كان إسقاط نتنياهو لا دعم غانتس، وذلك لوعيها التام بمدى الخطورة الكامنة في إقامة حكومة يمين متطرف استيطاني.

وأكد البيان أن غانتس نقض وعده لشركائه في تحالف "أزرق أبيض" ولكافة المواطنين أيضاً، وهو ما أدى إلى أن يعارض نصف أعضاء تحالفه خطوته هذه، وإلى انشقاق هذا التحالف إلى شطرين. كما أكد أن غانتس، بخطوته هذه، ساهم عملياً في استمرار نتنياهو في الحكم.

وأضاف البيان أن القائمة المشتركة "تعي جيداً أنها قامت بما وعدت جمهور ناخبيها به، وهو أن تكون رأس الحربة في مناهضة حكومة نتنياهو وسياساتها، وسوف تستمر في دور المعارضة الشرسة لها مستقبلا أياً يكن الشركاء فيها. وستواصل التحرك بجهود مضاعفة في النضال من أجل انتزاع حقوق المجتمع العربي الفلسطيني المدنية والقومية، وفي مقدمها مكافحة الجريمة والعنف، والعمل على إلغاء قانون كمينتس، والسعي لتوفير حلول خاصة بحاجات المجتمع العربي في ظل أزمة الكورونا، وغيرها من القضايا الملحة".

وشدّد البيان على أن القائمة المشتركة ستبقى صوت المعارضة الأقوى ضد حكومة غانتس ونتنياهو المقبلة، والتي من الواضح أنها ستكون ذات سياسات توسعية في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية عموماً، وهي بشخوصها وأحزابها وتوجهاتها السياسية استمرار لحكومات نتنياهو السابقة.

"هآرتس"، 27/3/2020
القرار بشأن فرض إغلاق شامل في إسرائيل متعلق بوتيرة ارتفاع عدد المصابين بكورونا في الساعات الـ48 المقبلة

قالت مصادر مطلعة على مداولات الطاقم الإسرائيلي المكلف مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد لصحيفة "هآرتس" أمس (الخميس)، إن القرار بشأن فرض إغلاق شامل في إسرائيل متعلق بوتيرة ارتفاع عدد المصابين بالفيروس في الساعات الـ48 المقبلة، ولا سيما عدد الحالات الخطرة.

وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات أوعز إلى الجهات المعنية باستكمال الاستعدادات لفرض إغلاق شامل في غضون اليومين المقبلين، بحيث يكون في الإمكان القيام بذلك بصورة فورية في حال اتخاذ قرار بهذا الشأن.

وأكدت المصادر نفسها أن وتيرة ارتفاع عدد المرضى في اليومين المقبلين، أي حتى مساء غد (السبت)، ستدل على ما إذا كان تشديد القيود التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية على الحركة في الأسابيع الأخيرة أدى إلى النتائج المرجوة، أم أنه يجب تشديد القيود أكثر. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شدد، الليلة قبل الماضية، على أنه في حال استمرار ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، فلا مناص من فرض طوق شامل على جميع أنحاء إسرائيل، مشيراً إلى أنه يتم الاستعداد لذلك حالياً.

وأوضحت المصادر أن التوقعات السائدة لدى طاقم مواجهة كورونا تشير إلى أنه سيطرأ انخفاض معين على وتيرة ارتفاع عدد المرضى في إثر الخطوات التي اتُخذت حتى الآن، وفي حال حدوث ذلك، ستتراجع احتمالات فرض إغلاق شامل.

كما أوضحت أن الطاقم وضع ثلاثة محاور عمل لمواجهة أزمة كورونا: الأول، بذل مجهود طبي للتأكد من أن إسرائيل لن تصل إلى وضع كالذي تشهده إيطاليا، وضمان تقديم علاج بمستوى عال لجميع المرضى؛ الثاني، القيام بمجهود اقتصادي يسمح بعمل المرافق الاقتصادية بشكل متواصل وضمان مناعة اقتصادية على مستوى الدولة والفرد؛ الثالث، بذل مجهود لضمان الإمدادات وزيادة احتياطي المعدات المطلوبة لمواجهة الأزمة، وفي مقدمها أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة فحص كورونا.

وقالت المصادر إنه توجد منافسة شديدة جداً في العالم على هذه المعدات، ولذلك تعمل جهات أمنية مثل جهاز الموساد إلى جانب وزارتي الخارجية والدفاع على شراء معدات من دول متعددة، بما في ذلك دول لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية معها.

من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة الصحة مساء أمس أن عدد المصابين بكورونا في إسرائيل بلغ 2693، بينهم 39 حالة خطرة و68 حالة متوسطة، وبلغ عدد الوفيات حتى أمس 8.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 26/3/2020
غانتس تحوّل من بديل من السلطة إلى نائب أردوغان
ألوف بن - رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"

 

  • بعد أزمة سياسية استمرت سنة ونصف السنة وأدت إلى ثلاث معارك انتخابية، النتيجة واضحة وبارزة ولا تتحمل تفسيرين: بنيامين نتنياهو انتصر انتصاراً هائلاً. "الفوز العظيم"، كما تفاخر به قبل أوانه بعد انتخابات نيسان/أبريل، حدث اليوم. من الصعب المبالغة بكليشيهات: الساحر هزم خصومه بضربة قاضية مدوية. هو سيُنتخب مجدداً رئيساً للحكومة بأغلبية كبيرة من أعضاء الكنيست، على الرغم من أنه لم يفُز في الانتخابات العامة، وعلى الرغم من التهم الثلاث المقدمة ضده، والتي كما يبدو ستُرمى قريباً في سلة المهملات. في وضع طوارىء وطنية، وحين يمكن أن يختنق الآلاف لعدم وجود آلات للتنفس، وممنوع على المواطنين الخروج من منازلهم، لا يمكن إحالة رئيس حكومة على المحاكمة للاستماع إلى إفادات بشأن تدخّله في هيئة تحرير موقع "واللا" قبل بضع سنوات. بالتأكيد ليس عندما يكون وراءه ائتلاف واسع ومستقر لا مثيل له.
  • إلغاء المحاكمة سيكون المهمة الأولى لحكومة الوحدة الوطنية أو حكومة الطوارىء، أو أي اسم آخر يطلقونه عليها. قبيل الخريف، سيُطرح مجدداً للنقاش موضوع ضم الضفة الغربية. إذا واجه ترامب صعوبات في حملة إعادة انتخابه، فإنه سيميل إلى تشجيع عمليات ضم إسرائيلية لتعبئة مؤيديه الإنجيليين من أجل مساعدته في مواجهته لجو بايدن. أيضاً وباء الكورونا سيُستخدم لتبرير الضم، بحجة أن إسرائيل تريد ضمان سيطرتها على الحدود الخارجية والداخلية لمنع تفشي الأمراض.
  • بني غانتس، الذي خاض الانتخابات الأخيرة تحت شعار "أزرق أبيض أو أردوغان"، يقدم حالياً إلى ناخبيه الإثنين في بطاقة انتخابية واحدة. يا لها من صفقة رائعة: سرقة مليون صوت من معارضي نتنياهو الذين رأوا في غانتس بديلاً، وأيضاً إنهاء مسيرته المهنية كنائب لمن وصفه بأنه ديكتاتور وفاسد وما شابه ذلك.
  • في المعارك الانتخابية الثلاث التي خاضها ضد نتنياهو وتلقى وابلاً من التهجمات الشخصية، أثبت غانتس أن لديه جلداً سميكاً. هو بحاجة إليه الآن، أيضاً كي يمتص انتقادات ناخبيه خائبي الأمل وشركائه السياسيين الآن، وأكثر منها فيما بعد، عندما يتلقى سلسلة الإزعاجات والإهانات في حكومة نتنياهو. ليسأل صديق طفولته في الحكومة يسرائيل كاتس، أي صلاحيات ونفوذ لوزير الخارجية لدى بيبي؟ (لا شيء).
  • المساهمة الأساسية لبني غانتس في السياسة الإسرائيلية هي كسر الحظر الذي فرضته الأحزاب اليهودية على التمثيل الانتخابي للمجتمع العربي. لقد كان الأول والوحيد حتى الآن الذي تصور مع زعماء الأحزاب العربية، وحظي بتسميته رئيساً للحكومة من كل مكونات القائمة المشتركة، حتى من بلد [حزب التجمع الديمقراطي]. هم على ما يبدو، لم يؤيدوا غانتس كي يؤلف حكومة لنتنياهو؛ الحياة مليئة بالمفاجآت. لكن من بعده، سيصبح من السهل أيضاً لزعماء مستقبليين من الوسط واليسار إجراء صفقات مع القائمة المشتركة.
  • يائير لبيد، الذي سيصبح من الآن رئيساً للمعارضة، حظي بعودة نادرة كزعيم للكتلة السياسية المعارضة. لقد أثبت لبيد صدقيته وتمسّكه بالهدف، عندما وافق على التخلي عن المداورة في رئاسة الحزب مع غانتس، وعندما أيّد الصفقة مع القائمة المشتركة (مع أنه لم يتصور مع زعمائها)، وفي رفضه الدخول إلى حكومة نتنياهو. الآن، يُتاح له بعد أن أزاح عن ظهره غانتس وغابي أشكينازي، أن يستغل الوقت لبناء نفسه كزعيم بديل في اليوم التالي لما بعد نتنياهو، انسجاماً مع قاعدة أريئيل شارون، "الأساس البقاء على عجلة القيادة".
  • الخاسر الأكبر من انشقاق غانتس هو أفيغدور ليبرمان الذي اعتُبر في السنة الماضية كـ"متوّج الملوك" في العمليات السياسية الإسرائيلية وعدو نتنياهو الشرس. الآن سيبقى رئيس كتلة معارضة ضئيلة الشأن. لقد كان لدى ليبرمان فرصة للتخلص من نتنياهو لو وافق على حكومة أقلية بتأييد القائمة المشتركة بعد انتخابات أيلول/سبتمبر التي حصل فيها اليمين على 55 مقعداً فقط. لكنه شعر بالخوف، أو أنه كان صادقاً في شعاراته ضد العرب. وعندما وافق على هذه الصيغة، بعد الانتخابات الأخيرة، انقلبت موازين القوى وبقي من دون شيء.
"هآرتس"، 27/3/2020
في الشرق الأوسط هناك فرصة أن يؤدي فيروس الكورونا إلى وقف إطلاق النار
تسفي برئيل - محلل سياسي

 

  • ما لم تفعله السياسة في العراق فعله فيروس الكورونا. فبعد أن قرر البرلمان العراقي الطلب من الولايات المتحدة سحب قواتها من العراق - طلب رفضته الإدارة الأميركية - اتضح هذا الأسبوع أن قيادة الجيش الأميركي قررت تقليل حجم القوات المنتشرة في العراق، خوفاً من العدوى. وبحسب البيان الأميركي، ستُغلق عدة قواعد أميركية في العراق، وستقلَّص قوات التدريب، وستتوقف التدريبات كلها في الجيش العراقي.
  • قيادة القوات الأميركية أوضحت أن الولايات المتحدة ستستمر في التزامها بالدفاع عن العراق في وجه هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لكن "سنفعل ذلك بواسطة استخدام قوات أقل وعدد أقل من القواعد". بيان مشابه صدر قبل ذلك عن قوات التحالف العاملة في أفغانستان، وجاء فيه أنها قررت عدم إرسال جنود جدد إلى الساحة الأفغانية - بعد أن اتضح إصابة 21 جندياً بأعراض عدوى الكورونا. في الإجمال، جاء نحو 1500 جندي ومقاول مدني إلى أفغانستان هذا الشهر وُضعوا في الحجر، بعد أن ظهرت عليهم أعراض مشابهة.
  • المغزى العملي هو أن جنوداً يخدمون في أفغانستان لن يستطيعوا العودة إلى منازلهم في الفترة القريبة، وأن مدة بقائهم في أفغانستان يمكن أن تُمدَّد شهرين على الأقل. المشكلة هي عدم وجود مختبرات في أفغانستان للكشف عن المرض، وكل العينات يجري نقلها جواً إلى مختبرات عسكرية في ألمانيا، ويتعين على المصابين البقاء في الحجر حتى الحصول على النتائج، وعدد الأسرّة المتوفرة في منشآت الحجر يتناقص. في الاتفاق الموقّع مع طالبان في الشهر الماضي، تعهدت الولايات المتحدة بتخفيض عدد الجنود في أفغانستان إلى 8600 في الإجمال، حتى 22 تموز/يوليو 2020. على الرغم من إعلان الإدارة الأميركية استمرارها في تنفيذ شروط الاتفاق، ليس من الواضح الآن كيف سيتم تنفيذ هذه التعهدات، مع تجميد عودة الجنود إلى الولايات المتحدة.

قلق إقليمي

  • مسألة عمل جيوش مقاتلة في ظل تهديد الكورونا يقلق أيضاً تركيا، وروسيا، وسورية، والسعودية، وليبيا، وكل واحدة منها مشغولة بجبهات نشطة. هذا الأسبوع بدأت تركيا وروسيا بالقيام بدوريات مشتركة في منطقة إدلب، كجزء من الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان. بحسب تقارير تصل من منطقة إدلب، القتال النظامي بين تركيا وقوات الرئيس بشار الأسد - الذي كاد أن يتطور إلى مواجهة شاملة بين الجيشين - توقف تقريباً بالكامل، باستثناء هجمات متفرقة تقوم بها ميليشيات راديكالية ضد قوات الأسد.
  • التخوف الأساسي الآن هو من تفشي الوباء في المحافظة المحاصرة التي يسكنها نحو 3 ملايين نسمة، وفي مدينة إدلب نفسها يقطن نحو مليون شخص. صحيح أن تركيا أرسلت 300 جهاز اختبار لفحص الكورونا، لكنها لا تكفي لتلبية الحاجة الحقيقية التي تبلغ آلاف الأجهزة، والحاجة الأكبر إلى طواقم فحص ماهرة، قادرة على الكشف عن العدوى. في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري حوالي إدلب، بدأت هذا الأسبوع عمليات تعقيم للمباني العامة، لكن من المستحيل تقريباً فرض أوامر الحجر والإغلاق التي أصدرتها السلطات في المنطقة، لأن جزءاً كبيراً من الموجودين فيها هم من اللاجئين والنازحين الذين يقطنون في مساكن موقتة، وفي أحياء مكتظة. في العديد من هذه المناطق لا توجد مياه جارية تسمح بعمليات اغتسال أساسية، كي لا نتحدث عن عدم وجود مستوصفات أو منشآت رعاية طبية قادرة على معالجة المصابين بالمرض بصورة صحيحة.
  • في المحافظات الواقعة تحت سيطرة القوات الكردية في شمال شرق سورية، لم يتم الكشف عن إصابات بالكورونا، لكنهم يتخوفون هناك من وصول الفيروس من خلال وجود قوات إيرانية في منطقة دير الزور. وكوسيلة للوقاية، فرضت وحدات الدفاع الشعبي الكردية منع تجول في أغلبية المحافظات، لكن أيضاً لا توجد هناك وسائل تحديد واكتشاف المرضى وإدخالهم إلى المستشفيات في حال إصابتهم بالعدوى. ريما سعيد ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية ذكرت أن المنظمة أرسلت نحو 1200 جهاز اختبار لفحص الكورونا إلى مناطق شمال سورية التي تسيطر عليها القوات السورية، لكن حتى الآن لم يصل أي جهاز إلى هدفه.
  • أوضحت سعيد أن المنظمة تعمل الآن على إقامة مختبر واحد يستطيع فحص عينات، لكن حتى ينتهي العمل عليه، سترسَل العينات إلى المختبر المركزي في دمشق. ولم تنجح في تقديم جواب عن سؤال بشأن عدم وصول أجهزة للفحوصات إلى مناطق كردية في شمال سورية.
  • تعترف سعيد بأنه حتى عندما تصل الفحوصات إلى دمشق، ليس هناك إمكان لمعرفة متى يأتي دورها في المختبر، ومدى فعالية الفحص، لأنه يجب فحص العينات خلال وقت قصير وبسرعة، من أجل لجم تفشي المرض. المختبر المركزي في دمشق يعمل على فحص أمراض أُخرى مثل الأيدز والشلل، والأولوية تُعطى طبعاً للفحوصات التي تأتي من دمشق ومناطق سيطرة النظام.
  • بالنسبة إلى أجهزة التنفس ومعدات الحجر والأقنعة الواقية واللباس الواقي للطواقم الطبية - التي بدأ الآن فقط إعدادها – لا يوجد ما يمكن الحديث عنه. في الأمس ذكرت قيادة القوات الكردية التي تستعين بالقوات الأميركية أن عناصرها يواصلون حربهم ضد جيوب داعش المتبقية في شمال سورية، لكن من الصعب التقدير إلى متى سيكونون قادرين على خوض معارك نظامية، بينما يخاف المقاتلون من الاقتراب من بعضهم البعض، وبينما تتجنب القوات الأميركية التواصل المباشر مع المقاتلين الأكراد. يبدو أنه مثلما جرى في العراق وفي أفغانستان، الكورونا في سورية أيضاً، يمكن أن تؤدي إلى خفض القوات الأميركية، وربما إلى انسحابها الكامل.
  • معضلة استمرار القتال تحت تهديد الكورونا يشغل كثيراً الحكم التركي والقيادة العسكرية في البلد. هما يشعران بالقلق، سواء من إصابة جنود أتراك أو ميليشيات تعمل تحت رعايتهم - منتشرة في الأجزاء الغربية من المحافظات الكردية في سورية، وكذلك أيضاً في منطقة إدلب. بحسب ادعاءات كردية، أوقفت تركيا ضخ المياه إلى مدينة الحسكة، وهي بذلك لم تضر فقط بالحاجات اليومية لمئات آلاف السكان، بل تمنعهم أيضاً من إمكان الاغتسال وتعقيم منازلهم، وبذلك تزيد من خطر تفشي الكورونا. مصادر كردية قالت إن تركيا تستخدم المياه كوسيلة ضغط بدلاً من التواصل العسكري المباشر مع القوات الكردية، ومع السكان.
  • يبدو أن الهلع من الكورونا تحول إلى عامل استراتيجي من الدرجة الأولى في كل ما له علاقة بالتخطيط لعمليات عسكرية وبلورة سياسات بعيدة المدى في الشرق الأوسط. من المحتمل أنه يمنح أيضاً الفرصة لمجموعة تسويات، وربما اتفاقات، تحل محل المواجهات العنيفة، بسبب ضرورة تقليص العمليات العسكرية، سواء من جانب الجيوش النظامية أم من الميليشيات على اختلاف انواعها.