مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو وغانتس يؤكدان أنهما توصلا إلى تقدم كبير خلال المحادثات بشأن تأليف حكومة وحدة بين الليكود و"أزرق أبيض"
اللجنة المنظمة للكنيست تصادق على تفكيك تحالف "أزرق أبيض" وتسمح لأعضاء كنيست من أحزاب التحالف بتغيير ولاءاتهم
مصلحة التشغيل: البطالة في إسرائيل بسبب أزمة كورونا تقترب من عتبة مليون عاطل عن العمل
مهاجمة مواقع تابعة لـ"حماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية
حركة "الرايات السوداء" تنظم تظاهرات أمام بيوت أعضاء كنيست من حزب "مناعة لإسرائيل" احتجاجاً على انضمام غانتس إلى حكومة وحدة مع نتنياهو
عضو الكنيست الدرزية من حزب "مناعة لإسرائيل" تعلن معارضتها لتوجه غانتس نحو تأليف حكومة وحدة مع نتنياهو
مقالات وتحليلات
جهاز التنفس الاصطناعي الذي زود غانتس نتنياهو به
الولايات المتحدة في ذروة أزمة فيروس الكورونا: تداعيات على المستقبل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 30/3/2020
نتنياهو وغانتس يؤكدان أنهما توصلا إلى تقدم كبير خلال المحادثات بشأن تأليف حكومة وحدة بين الليكود و"أزرق أبيض"

أفادت مصادر مسؤولة في كل من حزبي الليكود و"أزرق أبيض" أمس (الأحد) أن معسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] المؤلف من الليكود و"يمينا" ويهدوت هتوراه وشاس، والذي يتفاوض مع "أزرق أبيض" بصفته كتلة واحدة، سيحصل على 15 وزيراً بالإجمال في الحكومة الجديدة.

وأضافت هذه المصادر أن "أزرق أبيض"، بأعضائه الـ15 الذين قد ينضم إليهم ثلاثة أعضاء كنيست من حزبي العمل و"غيشر" وعضوا الكنيست تسفي هاوزر ويوعاز هندل من "تلم"، سيحصل على عدد مماثل من الحقائب الوزارية، وهو ما يعني حصول كل عضو كنيست تقريباً في "أزرق أبيض" على حقيبة وزارية.

وبدأ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس الليلة قبل الماضية عقد جلسات للاتفاق على بنود حكومة الوحدة.

وجاء في بيان مشترك صادر عن الجانبين أمس (الأحد)، أنهما توصلا إلى تفاهمات وتقدم كبير خلال المحادثات التي جرت في ديوان رئاسة الحكومة في القدس من دون الخوض في التفصيلات.

وذكر البيان أن محادثات أُخرى ستجري في وقت لاحق بهدف التوصل إلى اتفاق موقّع.

وقالت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 إن الوزارات التي سيحصل عليها معسكر أحزاب اليمين واليهود الحريديم هي: المال، والأمن الداخلي، والمواصلات، والتربية والتعليم، والصحة، والداخلية، والنقب والجليل، والطاقة، وحماية البيئة، والإسكان والبناء، والشؤون الدينية، والاستخبارات، والتعاون الإقليمي، والقدس والتراث. وسيحصل "أزرق أبيض" وحلفاؤه على الوزارات التالية: الدفاع، والخارجية، والعدل، والاتصالات، والاقتصاد، والزراعة، والرفاه، والثقافة، والسياحة، والعلوم، والشتات، والمساواة الاجتماعية، والهجرة والاستيعاب.

وبموجب الاتفاق الذي يجري العمل عليه، سينضم غانتس إلى ائتلاف حكومي برئاسة نتنياهو، وسيشغل أولاً منصب وزير الدفاع قبل تسلمه مهمات رئاسة الحكومة في أيلول/سبتمبر 2021. وسيحصل عضو الكنيست غابي أشكنازي، نائب غانتس، على منصب وزير الخارجية، وبعد ذلك سيتسلم وزارة الدفاع إذا أصبح غانتس رئيساً للحكومة.

كما ينص الاتفاق على أن يبقى وزير الصحة يعقوب ليتسمان من يهدوت هتوراه في منصبه، بعد أن رفض تسلّم منصب آخر، على الرغم من مطالبات غانتس، وكذلك سيبقى زميله عضو الكنيست موشيه غفني رئيساً للجنة المال في الكنيست.

وذكرت مصادر مقربة من غانتس ونتنياهو أنهما اتفقا على عدم انتخاب يولي إدلشتاين رئيساً للكنيست بعد استقالة هذا الأخير من منصبه الأسبوع الفائت من أجل تجنب تنفيذ أمر للمحكمة العليا اختلف معه. وسيذهب منصب رئيس الكنيست إلى عضو كنيست آخر من الليكود.

من ناحية أُخرى، يسعى نتنياهو لسن قانون يسمح لقائم بأعمال رئيس الحكومة يواجه تهماً جنائية بالاستمرار في عمله، وذلك من أجل ضمان قدرته على شغل هذا المنصب عندما يدخل اتفاق المداورة مع غانتس في حيز التنفيذ.

"يديعوت أحرونوت"، 30/3/2020
اللجنة المنظمة للكنيست تصادق على تفكيك تحالف "أزرق أبيض" وتسمح لأعضاء كنيست من أحزاب التحالف بتغيير ولاءاتهم

صادقت اللجنة المنظمة للكنيست أمس (الأحد) على تفكيك تحالف "أزرق أبيض" وسمحت لحزبي "يوجد مستقبل"، برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد، و"تلم"، برئاسة عضو الكنيست موشيه يعلون، بالانشقاق عن التحالف، وسمحت لأعضاء كنيست من أحزاب التحالف بتغيير ولاءاتهم، قبل اتفاق حكومة الوحدة الوشيك الذي يجري العمل عليه في الحلبة السياسية.

وصادقت اللجنة المنظمة من خلال السماح بتفكيك "أزرق أبيض" على عدد من الطلبات هي: انفصال "يوجد مستقبل" و"تلم" عن "أزرق أبيض"، والسماح لعضوي الكنيست من "تلم" تسفي هاوزر ويوعاز هندل بالانشقاق عن هذا الحزب وتشكيل حزب خاص بهما سيُطلق عليه اسم "ديرخ إيرتس" ["السلوك اللائق"]، وسيعمل كحزب مستقل داخل "أزرق أبيض"، والسماح لعضو الكنيست غدير مريح بترك "أزرق أبيض" والانضمام إلى "يوجد مستقبل"، ولعضو الكنيست بنينا تامانو - شاتا من "يوجد مستقبل" بالانضمام إلى "أزرق أبيض".

وفي إثر هذه الخطوات، سيكون لـ"أزرق أبيض" و"ديرخ إيرتس" 17 عضو كنيست، ولـ"يوجد مستقبل - تلم" 16 عضواً. وحصل حزب "مناعة لإسرائيل" برئاسة بني غانتس على موافقة باستخدام اسم "أزرق أبيض".

وقالت كتلة "يوجد مستقبل - تلم" إنها ستخدم الإسرائيليين من المعارضة، وستواصل كفاحها من أجل حماية الديمقراطية. وأشارت إلى أنها ستساعد الجمهور في تخطي أزمة فيروس كورونا، وأكدت أن الأزمة لا تُدار بطريقة جيدة، وأن الاقتصاد ينهار ولا يتم تنفيذ قرارات.

وأضافت الكتلة في بيان صادر عنها: "سنكون صوتاً واضحاً وعالياً من أجل ملايين الإسرائيليين الذين يحبون هذا البلد، لكنهم يخشون على مستقبله. سنراقب عن كثب عمل هذه الحكومة وننشئ بديلاً حقيقياً من أجل دولة إسرائيل. سنحارب المنحدر الزلق الذي تقودنا إليه حكومة فاسدة تدوس على الديمقراطية".

وتأتي هذه التطورات كلها، بعد أن تم انتخاب رئيس "أزرق أبيض" بني غانتس يوم الخميس الفائت رئيساً للكنيست في خطوة مفاجئة، الأمر الذي فتح الطريق أمام الدخول إلى ائتلاف حكومي مع نتنياهو وأدى إلى تفكك تحالف "أزرق أبيض" الذي شدد في حملاته الانتخابية على مدار ثلاث جولات في السنة الأخيرة على عدم الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو بسبب لوائح الاتهام ضده في قضايا فساد.

وفي إثر هذه الخطوة من جانب غانتس، قدّم حزبا "يوجد مستقبل" و"تلم" برئاسة لبيد ويعلون طلباً رسمياً للانفصال عن "أزرق أبيض". ورفض كلاهما بشكل قاطع الانضمام إلى حكومة وحدة مع الليكود بقيادة نتنياهو، وانتقدا بشدة غانتس بسبب انشقاقه عن التحالف.

"معاريف"، 30/3/2020
مصلحة التشغيل: البطالة في إسرائيل بسبب أزمة كورونا تقترب من عتبة مليون عاطل عن العمل

أعلنت مصلحة التشغيل الإسرائيلية أن نسبة البطالة في إسرائيل وصلت أمس (الأحد) إلى 22.15% بعد أن استمرت في الصعود خلال عطلة نهاية الأسبوع، وإن كان بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في الأسابيع الأخيرة.

وقالت مصلحة التشغيل في بيان صادر عنها إن 32.577 شخصاً سُجلوا يومي الخميس والجمعة الفائتين كباحثين عن عمل.

وأضاف البيان أنه قبل تفشي فيروس كورونا، شهدت البطالة في إسرائيل انخفاضاً قياسياً وبلغت أقل من 4%، لكن منذ بداية آذار/مارس الحالي أصبح 764.165 شخصاً عاطلين عن العمل، 90% منهم في إجازة من دون راتب. وأشار إلى أنه في حال إضافة هؤلاء إلى الذين كانوا عاطلين عن العمل قبل ذلك، فإن عددهم الإجمالي سيصبح 922.016 عاطلاً عن العمل.

وتوقع البيان أن يقترب عدد العاطلين عن العمل من المليون شخص. وأشار أيضاً إلى أن التقديرات السائدة لدى مصلحة التشغيل تتوقع بألاّ يكون لدى 20% من العاطلين الجدد عن العمل وظائف يعودون إليها عند انتهاء أزمة فيروس كورونا ورفع إجراءات الإغلاق.

"يديعوت أحرونوت"، 29/3/2020
مهاجمة مواقع تابعة لـ"حماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات ودبابات الجيش شنت الليلة قبل الماضية هجوماً على مواقع عسكرية وبنى تحتية تُستخدم في نشاطات تحت الأرض، تابعة لحركة "حماس" في شمال قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق صاروخ من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية مساء أول أمس (الجمعة).

وأضاف البيان أن الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة من دون أن يتسبب بوقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.

وأشار البيان إلى أن هذه هي أول مرة يُطلق فيها صاروخ من القطاع في اتجاه إسرائيل منذ نحو شهر، شهدت خلاله منطقة الحدود مع القطاع هدوءاً، في وقت تركز السلطات من جانبي الحدود على محاربة تفشي فيروس كورونا.

"هآرتس"، 29/3/2020
حركة "الرايات السوداء" تنظم تظاهرات أمام بيوت أعضاء كنيست من حزب "مناعة لإسرائيل" احتجاجاً على انضمام غانتس إلى حكومة وحدة مع نتنياهو

نظمت حركة "الرايات السوداء" أمس (السبت) تظاهرات أمام بيوت عدد من أعضاء الكنيست من حزب "مناعة لإسرائيل" بزعامة بني غانتس الذي انشق عن تحالف "أزرق أبيض"، احتجاجاً على انضمام الأخير إلى حكومة وحدة مع رئيس الحكومة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو.

ورفع المتظاهرون شعارات نددوا فيها بخطوة غانتس واعتبروها خيانة، وطالبوه بالوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه في إبان الحملة الانتخابية بعدم الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو.

وبدأت هذه الحركة نشاطها في إثر رفض رئيس الكنيست السابق يولي إدلشتاين [الليكود] الالتزام بقرار المحكمة الإسرائيلية العليا بضرورة عقد جلسة للكنيست لمناقشة استبداله برئيس آخر، وخرج المئات من ناشطيها في سياراتهم إلى محيط الكنيست في القدس، للاحتجاج على تدمير الديمقراطية من طرف رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الكنيست إدلشتاين، وهم يلوحون بالرايات السوداء، وقامت الشرطة باعتراضهم وتفريقهم واعتقال عدد منهم.

"هآرتس"، 29/3/2020
عضو الكنيست الدرزية من حزب "مناعة لإسرائيل" تعلن معارضتها لتوجه غانتس نحو تأليف حكومة وحدة مع نتنياهو

أعلنت عضو الكنيست الدرزية غدير مريح من حزب "مناعة لإسرائيل" أنها تعارض توجّه رئيس حزبها عضو الكنيست بني غانتس إلى تأليف حكومة وحدة وطنية مع رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو. 

وكتبت مريح في بيان نشرته في صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أول أمس (الجمعة): "دخلتُ المعترك السياسي من أجل الدفاع عن مبادئ الاستقامة والحرية والمساواة والنزاهة، ونيل الحقوق بنضال شريف ومستقيم. ولقد خضنا في ‹أزرق أبيض› حملة انتخابية واضحة ضد الفساد والمفسدين، والانتهازيين والمتطاولين على حقوق الطائفة الذين سنّوا أسوأ القوانين العنصرية المجحفة بتاريخ الطائفة الدرزية".

وأضافت: "إن ما فعله غانتس أمس هو عمل جبان وغير مُبرَّر وغير مسؤول. لم يكن لديّ أي علم مسبق بهذه الخطوة. أخبرتُ غانتس اليوم أنني لا ولن أدعم أي انضمام إلى حكومة نتنياهو، على الرغم من كل المغريات والعروض التي وصلتني في اليوم الأخير". 

وأرفقت مريح (35 عاماً) ببيانها صورة للزعيم اللبناني الدرزي الراحل كمال جنبلاط، مكتوب عليها قول له "إذا خُيّر أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره، لأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير". 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 29/3/2020
جهاز التنفس الاصطناعي الذي زود غانتس نتنياهو به
جاكي خوري - محلل سياسي

 

  • في أحد خطابات نتنياهو الدعائية - التخويفية في الأسبوع الماضي، توجه إلى الجمهور بصورة مؤثرة، وطلب منه التقيد بالتعليمات، وأضاف: "لا نريد أن نصل إلى وضع نختار فيه مَن يجب جعله يتنفس اصطناعياً".
  • مجرد التفكير في مثل هذا الوضع يثير القشعريرة: طاقم طبي يقف في مواجهة مئات المرضى الراقدين على الأسرّة ويحتاجون إلى جهاز تنفس اصطناعي، ويضطرون إلى الاختيار بين مَن ينقذونه ومَن يتركونه يموت اختناقاً. هذا ليس من نسج الخيال، هذا تحديداً ما يجري في إيطاليا وفي إسبانيا.
  • في إسرائيل، يريدون منع حدوث هذا السيناريو المرعب، وفي مقابل جو من اللامبالاة، وسط عدد غير قليل من المواطنين، بينهم الجمهور العربي، لا يمكن تجاهل وضع أكثر تعقيداً: في إيطاليا، كلهم إيطاليون، بينما في إسرائيل، يوجد يهود وعرب. ما هو وضع المواطنين العرب في مثل هذا الوضع؟ ماذا سيجري لو وصل مئات المرضى من اليهود والعرب، وهم يعانون صعوبات في التنفس، إلى غرفة الطوارىء ذاتها في وسط البلد أو في الأطراف - هل سيحظون بمعاملة متساوية؟ هل ستوزَّع أجهزة التنفس بما يتلاءم مع حالتهم الطبية؟ مَن يقرر مَن الذي يجب إنعاشه ومَن لا يُنعش؟ ناهيك عن أن أغلبية عناصر الطاقم الطبي من العرب، الأمر الذي سيجعلهم في وضع مرعب، لذلك يحاول كثيرون كبت ذلك وعدم التفكير في هذا الوضع.
  • في الواقع، نموذج من هذا الاختيار حصلنا عليه هذا الأسبوع في الساحة السياسية: المرشح لرئاسة الحكومة، رئيس حزب "حصانة لإسرائيل"، بني غانتس الذي طرح نفسه كبديل من السلطة، تخلى عن السفينة وانضم إلى بنيامين نتنياهو. من منظور المجتمع العربي، هذا الانضمام ليس مسألة شخصية بين غانتس ونتنياهو. هو يشكل ضربة مميتة للجهد الذي بُذل في السنة الأخيرة لتوسيع الهوامش الديمقراطية من أجل العرب في إسرائيل، وتقليص نزع الشرعية، وخلق جو مختلف يكون فيه المواطنون العرب وممثلوهم شرعيين، ويشكلون جزءاً لا يتجزأ من جهاز اتخاذ القرارات في دولة إسرائيل.
  • سيُقال عن رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة وممثلي القامة إنهم صدقوا وعملوا من أجل تحقيق ذلك، أيضاً بثمن التعرض لانتقادات قاسية جداً داخل مؤسساتهم الحزبية، جزء منها كان محقاً. في النهاية هم قرروا التوصية [بتكليف غانتس تشكيل الحكومة]: كل الأعضاء الـ15 وقفوا صفاً واحداً، بمن فيهم بلد [حزب التجمع الديمقراطي]، في مقابل لجان ومسائل مدنية، كل حكومة طبيعية كان من شأنها أن تقدمها من دون أي شرط.
  • توصية، نعم. لكن تأليف حكومة تعتمد على العرب؟ هذه خطيئة أكبر بكثير من الخطيئة الأصلية. هذا يجب ألّا يحدث، حتى نظرياً، كأن المقصود عار. هذا لا يشمل فقط غانتس، وهندل وهاوزر وليبرمان - لن تؤلَّف حكومة في إسرائيل في سنة 2020، تعتمد على العرب، حتى لو كان البديل نتنياهو مع ثلاث لوائح اتهام، وقانون القومية وحملة التحريض ضد الجهمور العربي وممثلّيه.
  • فيما يتعلق بجهاز التنفس السياسي، غانتس اختار، فأنعش نتنياهو وقانون القومية وكل ما يمثل. يبقى فقط أن نأمل بأن يبقى هذا الاختيار في السياسة، وعلى الأقل يبقى إمكان إنعاش العرب.
"مباط عال"، العد 1287، 27/3/2020
الولايات المتحدة في ذروة أزمة فيروس الكورونا: تداعيات على المستقبل
آري هايستاين، إلداد شافيط ودانيال شابيرو - باحثون في معهد دراسات الأمن القومي
  • الرد الأميركي على وباء الكورونا تأخر حتى المؤتمر الصحافي الذي عُقد في 16 آذار/مارس، والذي قدّر خلاله الرئيس دونالد ترامب الوضع قائلاً إن "هذا سيء. هذا سيء". انتقال الرئيس الأميركي إلى موقف أكثر سوداوية، بحسب التقارير، جاء بعد اطّلاعه على معطيات تتعلق بالضرر الذي سبّبه تفشي الوباء للاقتصاد الصيني خلال الربع الأول من سنة 2020. حتى لو كان هناك عدم يقين بشأن حجم العدوى في الولايات المتحدة والنهج الذي ستتبناه لمعالجة الوباء، سيكون لتداعياتهما تأثير، سواء على الساحة المحلية أم على المستوى الدولي.
  • للولايات المتحدة العديد من المزايا في المواجهة مع فيروس الكورونا مقارنة بجزء من الدول الأُخرى التي تنهار تحت وطأة الفيروس. أولاً، هي قوية جداً تقريباً بكل معيار - اقتصاد متطور هو الأكبر في العالم، قائدة في الاختراعات التكنولوجية، كميات هائلة من الموارد الموجودة بتصرفها، وقدرة مثبتة في التغلب على تحديات معقدة. ثانياً، السكان من الفئة العمرية الـ65، الأكثر عرضة للخطر، هم قليلو العدد في الولايات المتحدة (16%) مقارنة بإيطاليا (24%) وإسبانيا (19%).
  • مع ذلك، تواجه واشنطن تحديات يمكن أن تؤذي رداً فعالاً، ومنها: فقدان العدد الكافي من معدات الفحص والمستلزمات الوقائية جرّاء الرد المتأخر والعقبات البيروقراطية، إعطاء مسؤوليات كبيرة لسلطات الولايات وللسلطات المحلية، بدلاً من مقاربة فيدرالية ملائمة، ورسائل مختلطة من أطراف رسمية تتعلق "بالتباعد الاجتماعي"، هدفها إبطاء تفشي المرض. بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من كون المنظومة الصحية الأميركية قادرة على تقديم بعض العلاجات الأكثر تقدماً في العالم، فإنها أيضاً معروفة بأنها المنظومة "الأكثر غلاءً والأقل نجاعة في العالم"، بينما عشرات الملايين من الأميركيين ليس لديهم ضمان صحي ولا يقدرون على الحصول على خدمات طبية بتكلفة معقولة.

تداعيات

  • الأزمة الصحية المستمرة في الولايات المتحدة تُترجم بوضع اقتصادي شديد التأرجح، ويشمل أيضاً خسائر هي الأكبر في سوق الأسهم منذ سنة 1987. الرئيس ترامب، المرشح للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 استناداً إلى حملة تعتمد على النجاح الاقتصادي، لديه حافز قوي للموازنة بين: 1- اتخاذ تدابير حذرة تقلص الأزمة الصحية، وبين 2- بذل جهد لعدم خنق النشاطات الاقتصادية إلى ما هو أبعد من ضروري. حتى الآن يبدو أن السياسة هي "ركود مبتدع" نتيجة تباطؤ النشاطات الاقتصادية لتقليص تفشي الكورونا، مع الدمج بحوافز اقتصادية مهمة تهدف إلى تخفيف وطأة الضربة.
  • لكن يبدو أن قلق الرئيس ترامب من الأزمة الاقتصادية يمنعه من تغيير الاستراتيجيا. في نهاية آذار/مارس، بدأ بترديد مواقف معلّقين محافظين مختلفين بأنه "يجب ألّا يكون العلاج أسوأ من المشكلة". هذه الملاحظات وأشباهها يمكن تفسيرها كأنها تُنبىء بدعوة ستصدر، على ما يبدو، قريباً عن الإدارة الأميركية بشأن إلغاء جزء على الأقل من تعليمات التباعد الاجتماعي، للسماح لأجزاء من الاقتصاد المغلقة بأن تُفتح من جديد. حتى لو دعا ترامب إلى القيام بذلك، فإن مجموعة من حكام الولايات ورؤساء البلديات سيستمرون في فرض أوامر الإغلاق.
  • حدث يدمج بين أزمة صحية واقتصادية قبيل الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، من المتوقع أن يكون له تأثير في فرص ترامب في إعادة انتخابه مجدداً، مع أنه من الصعب معرفة كيفية تأثير ذلك. يُعتبر الوضع الاقتصادي أحد المؤشرات الأساسية لفرص إعادة انتخابه من جديد، من هنا التقدير بأن الوجهة الحالية السيئة ستضر بأوراق الرئيس الحالي. لكن أكثر من 55% من الأميركيين أعربوا عن تأييدهم لطريقة معالجة ترامب لوباء الكورونا - وهذه النسبة أعلى بكثير من نسبة التأييد العام الذي يحظى به، ويدل على أن الأميركيين يمكن أن يلتفوا حول رئيسهم في زمن الأزمة.
  • من المنطقي الافتراض أن الحملات للانتخابات الرئاسية في سنة 2020، وكذلك إجراءات الاقتراع، سيجريان بصورة مختلفة قليلاً عن الماضي. المؤتمرات الانتخابية الكبيرة هي الآن خطر على صحة الجمهور، لذلك قرر الجمهوريون والديمقراطيون التخلي عن هذه العناصر التقيلدية في موسم الانتخابات. كذلك إذا لم يتم القضاء على فيروس الكورونا حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2020، فإن حدوث تصويت جسدي في يوم الانتخابات يمكن أن يكون استعادة للأخطاء التي ارتكبتها طهران، والتي أدت في نهاية الأمر إلى كارثة صحية تعانيها الآن. لكن جهود التحضير لشروط الاقتراع يمكن أن تكون معقدة، لأن كل ولاية لديها إجراءات تصويت خاصة بها: جزء منها يسمح بالتصويت بواسطة البريد والتصويت المسبق بصورة واسعة، وغيرها تسمح بذلك بمقدار ضئيل فقط، وبعضها الآخر يمنعه بتاتاً.
  • على الصعيد الدولي، تداعيات الأزمة يمكن أن تقوي عدة اتجاهات موجودة الآن، من بينها: 1- تقليص دور الولايات المتحدة كزعيمة للغرب؛ 2- تراجع العولمة؛ 3- صعود الصين في الساحة العالمية.
  • أولاً، الولايات المتحدة وترت أكثر علاقاتها مع حلفائها ما وراء الاطلسي، بعدما ليس فقط لم تنجح في تنسيق توجهاتها مع حلفائها في أوروبا، بل وأيضاً أعلنت خطوات أثرت فيهم مباشرة، من بينها منع الرحلات من القارة الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وذلك من دون أي اعلام مسبق أو مشاورات. في نظرة إلى الأمام، حتى لو فاز شخص لديه سياسة خارجية تقليدية، مثل جو بايدن، في الانتخابات سنة 2020، من المتوقع أن تكون الولايات المتحدة غارقة في السنوات المقبلة في عملية المواجهة والتعافي من تأثيرات فيروس كورونا، بدلاً من السياسة الخارجية.
  • ثانياً، في ضوء الفوضى العارمة في سلاسل التوريد العالمية التي تسبب بها الفيروس، من المنطقي الافتراض أن شركات كثيرة ستبدأ بإعطاء أهمية أكبر لنقاط الضعف في التجارة الدولية، وستحاول التخفيف من تعرّضها للأذى. تراجُع العولمة والتجارة الحرة كان واضحاً في الخطاب السياسي في الانتخابات الرئاسية في سنة 2016، عندما تنصّل المرشحان للشراكة مع ما وراء الأطلسي. الآن القطاع الخاص، وهو المحرك الأساسي للعولمة، يمكن أن يحذو حذوهما قريباً
  • ثالثاً، يبدو أن الصين التي أدت دوراً مزدوجاً في إشعال الفيروس وإطفائه، من المحتمل أن تخرج رابحة. منذ التفشي صدّرت بيجين مستلزمات طبية عاجلة إلى إيطاليا وصربيا وإيران؛ هذه العمليات ترافقت مع حملة سياسية - إعلامية صينية، تشيد بأعمال الصين وتدين ترامب "كعديم المسؤولية والقدرة". وبينما بقيت الولايات المتحدة تركز على مسائلها الداخلية، استغلت الصين الفرصة لتقديم نفسها كدولة راشدة مسؤولة عن شؤون العالم.
  • الانعكاسات التي ستترتب على تركيز اهتمام الولايات المتحدة على شؤونها الداخلية والركود المتوقع، يمكن أن تكون مهمة جداً بالنسبة إلى إسرائيل. أولاً، في مثل هذا السيناريو يجب أن نأخذ بالاعتبار حدوث تقليص كبير في مساعدات واشنطن الخارجية، ويمكن ألّا تنجو منها إسرائيل، كما جرى في التقليصات السابقة التي قامت بها إدارة ترامب. ثانياً، لأن الولايات المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل ومصدّر استثمارات مباشرة من الخارج، سيكون للركود الاقتصادي في الولايات المتحدة انعكاسات سلبية على اقتصاد إسرائيل. ثالثاً، إذا أردنا أن نتعلم من الماضي، فإن الفراغ الناشىء نتيجة تقلص التدخل الأميركي في الشرق الأوسط، يمكن أن يملأه لاعبون لديهم أجندة معادية لمصالح إسرائيل.