مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
رئيس "مجلس المستوطنات" في الضفة: ترامب وكوشنير أثبتا من خلال "صفقة القرن" أنهما ليسا صديقين لإسرائيل
مسؤول أميركي رفيع: "صفقة القرن" لا تتطلب تجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة، بما في ذلك البؤر الاستيطانية
قناة "كان": قيادة الجيش والأجهزة الأمنية ناقشت التبعات المحتملة لمخطط الضم من دون أي معلومات مفصلة من المستوى السياسي
نتنياهو يوعز بإغلاق كل مؤسسة تعليمية يتم اكتشاف ولو حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا لدى مستخدميها أو طلابها
جنود من لواء غولاني قاموا بعملية "تدفيع ثمن" ضد فلسطينيين وقيادة اللواء لم تتخذ أي إجراءات ضدهم
مقالات وتحليلات
اتصال واحد من أبو مازن بالبيت الأبيض يوقف قطار الضم
الضم، فعل متسرّع يتمّ عن هوس إشعال حرائق بمباركة ترامب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 4/6/2020
رئيس "مجلس المستوطنات" في الضفة: ترامب وكوشنير أثبتا من خلال "صفقة القرن" أنهما ليسا صديقين لإسرائيل

قال رئيس "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة" [الضفة الغربية] دافيد الحياني إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنير أثبتا من خلال خطة السلام المعروفة باسم "صفقة القرن" أنهما ليسا صديقين لدولة إسرائيل، ولا يهتمان بمصالحها الأمنية والاستيطانية.

وأضاف الحياني في بيان صادر عنه أمس (الأربعاء)، أن كل ما يهم ترامب وكوشنير هو الدفع قدماً بمصالحهما على أعتاب انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة. 

ووصفت مصادر أميركية رفيعة المستوى أقوال الحياني هذه بأنها ناكرة للجميل.

كما دان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أقوال الحياني ضد الإدارة الأميركية.

وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مساء أمس: "أدين بشدة تصريحات رئيس مجلس المستوطنات. الرئيس ترامب صديق كبير لإسرائيل وقاد عمليات تاريخية لمصلحة دولة إسرائيل. من المؤسف أنه بدلاً من الاعتراف بالجميل هناك من يتنكر لهذه الصداقة غير المسبوقة." 

كما أكد رئيس تحالف "يمينا" عضو الكنيست نفتالي بينت الذي شغل في الماضي منصب المدير العام لـ"مجلس المستوطنات" في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس، أن ترامب صديق كبير لإسرائيل. وأضاف: "جميعنا ممتنون له على محاربته العدوانية الإيرانية، وعلى نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان وأمور أخرى." 

وجاءت أقوال الحياني هذه غداة اجتماع عقده رؤساء "مجلس المستوطنات" مع رئيس الحكومة نتنياهو وخرجوا منه بانطباع أن الأميركيين تراجعوا في الأيام الأخيرة عدة خطوات إلى الوراء وهناك احتمال بألّا يعطوا في النهاية ضوءاً أخضر لضم مناطق من الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وقال عدد من الذين شاركوا في الاجتماع إن رئيس الحكومة بلغهم أن إسرائيل حصلت على موافقة على فرض سيادتها على مناطق من الضفة الغربية، لكن يجب عليها تقديم أمر في المقابل، وفي رأيهم هذا الأمر هو موافقة أساسية على إجراء مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية.

"يسرائيل هيوم"، 4/6/2020
مسؤول أميركي رفيع: "صفقة القرن" لا تتطلب تجميد أعمال البناء في مستوطنات الضفة، بما في ذلك البؤر الاستيطانية

أكد مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني ["صفقة القرن"] لا تتطلب تجميد أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

وأضاف هذا المسؤول في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس (الأربعاء)، أن عدم تجميد أعمال البناء ينطبق كذلك على 15 بؤرة استيطانية ستظل في قلب المناطق الفلسطينية التي لن يشملها الضم وأطلق عليها الأميركيون في "صفقة القرن" اسم "الجيوب الإسرائيلية".

وشدد المسؤول الأميركي على أن تجميد أعمال البناء الوحيد الذي تتطلبه الخطة هو في مناطق محددة سيتم تسليمها إلى الفلسطينيين مستقبلاً إذا ما استوفوا شروط الخطة، مشيراً إلى أنه لا توجد مستوطنات أو بؤر استيطانية إسرائيلية في هذه المناطق.

وفيما يتعلق بهذه "الجيوب الإسرائيلية" قال المسؤول في "البيت الأبيض" إن أعمال البناء فيها ستخضع لقيود جزئية فترة 4 سنوات، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن ذلك لا يعتبر تجميداً للبناء. وقال: "لا يوجد أي تجميد لأعمال البناء في الجيوب الإسرائيلية، وبمجرد موافقة لجنة ترسيم الخرائط على معايير هذه الجيوب سيكون البناء فيها ممكناً، حتى خلال السنوات الأربع المقبلة."

وأضاف أن القرارات بشأن كيفية البناء في الجيوب سيكون وفقاً لتقدير دولة إسرائيل، ولن يكون بالضرورة عمودياً فقط، في إشارة إلى إمكان توسيعها وتمددها على أراض تابعة للدولة الفلسطينية التي تنص عليها "صفقة القرن".

"يديعوت أحرونوت"، 4/6/2020
قناة "كان": قيادة الجيش والأجهزة الأمنية ناقشت التبعات المحتملة لمخطط الضم من دون أي معلومات مفصلة من المستوى السياسي

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أن قيادة هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي عقدت أمس (الأربعاء) اجتماعاً مع قادة جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] لمناقشة التبعات المحتملة لتنفيذ مخطط الحكومة الإسرائيلية القاضي بضم مناطق من الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وأشارت قناة التلفزة إلى أن هذا الاجتماع يعتبر الأول بين قيادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لمناقشة تبعات مخطط الضم الذي تعتزم الحكومة الإسرائيلية الشروع في تنفيذه بدءاً من تموز/يوليو المقبل.

ووفقاً للقناة، ركزت الأجهزة الأمنية خلال الاجتماع على تداعيات تنفيذ الضم، بما في ذلك مستقبل اتفاقات التسوية مع حركة "حماس"، واحتمالات التصعيد الأمني في قطاع غزة، وتأثير الضم في العلاقات مع الأردن في السياق الأمني.

وأشار مراسل القناة للشؤون العسكرية إلى أنه تم الاتفاق على إجراء مناورة عسكرية تحاكي إجراءات إسرائيلية على الأرض في إطار مخطط الضم في محاولة لتوقّع ردة الفعل الشعبية الفلسطينية.

كما أشار إلى أن المداولات تمت بناء على تقدير الإجراءات الإسرائيلية المرتقبة في هذا الشأن، إذ تم بحث احتمال تحرك الحكومة لفرض السيادة الإسرائيلية على كامل مناطق ج في الضفة الغربية أو على المستوطنات الإسرائيلية أو على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت.

وأوضح المراسل أن هناك استياء في أوساط قادة الأجهزة الأمنية في ظل ضبابية المخطط الإسرائيلي المتعلق بالضم، وبسبب كونهم مطالبين بالاستعداد لتنفيذ مخطط الضم من دون أي معلومات مفصلة من المستوى السياسي بشأن هذا المخطط المرتقب.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أوعز إلى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، خلال اجتماع عُقد بينهما يوم الاثنين الفائت، بتسريع تحضيرات الجيش لما وصفه بأنه إجراءات سياسية تعتزم الحكومة الإسرائيلية تنفيذها في الضفة الغربية، في إشارة إلى مخطط الحكومة الإسرائيلية ضم مناطق من الضفة.

 

"معاريف"، 4/6/2020
نتنياهو يوعز بإغلاق كل مؤسسة تعليمية يتم اكتشاف ولو حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا لدى مستخدميها أو طلابها

أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الجهات المعنية بإغلاق كل مؤسسة تعليمية يتم اكتشاف ولو حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا لدى مستخدميها أو طلابها.

كما أصدر نتنياهو خلال جلسة عقدها مع وزير التربية التعليم يوآف غالانت ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، أمس (الأربعاء)، تعليمات بالعمل من أجل توفير حلول تتيح إمكان استمرار التعليم في المدارس، وفي المقابل تطبيق الأنظمة المتعلقة بالحفاظ على التباعد الاجتماعي وبوجوب ارتداء الكمامات.

يشار إلى أن 7 مؤسسات تعليمية في أنحاء إسرائيل أغلقت أبوابها أمس بعد اكتشاف حالات إصابة بالفيروس فيها. وبلغ عدد الطلاب والمعلمين الذين أصيبوا بكورونا منذ استئناف الدراسة في مؤسسات التعليم 245 بينما لا يزال أكثر من 7000 آخرين في قيد الحجر الصحي خشية أن يكونوا خالطوا زملاء لهم أصيبوا بالفيروس.

من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس ارتفاع عدد حالات الوفاة الناجمة عن فيروس كورونا في إسرائيل إلى 291 بعد إقرار وفاة مسن في الحادية والسبعين من العمر في أحد المستشفيات في القدس.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن عدد المصابين بالفيروس ارتفع أمس بـ32 ليصل إلى 2103 أشخاص، ووُصفت حالة 27 منهم بأنها خطرة ويخضعون جميعاً لأجهزة تنفس اصطناعي.

"هآرتس"، 4/6/2020
جنود من لواء غولاني قاموا بعملية "تدفيع ثمن" ضد فلسطينيين وقيادة اللواء لم تتخذ أي إجراءات ضدهم

كشف تحقيق صحافي أجرته صحيفة "هآرتس" أن قادة من لواء "غولاني" ادّعوا أنهم أجروا تحقيقاً لتقصّي وقائع اعتداءات ارتكبها جنود إسرائيليون ضد فلسطينيين على غرار ممارسات "تدفيع الثمن"، لكن تبين فيما بعد أن هذا الادعاء لم يكن سوى للتغطية على هذه الممارسات.

ويتعلق هذا التحقيق بحملة اعتقالات قام بها جنود من لواء "غولاني" في قرية فلسطينية بالقرب من نابلس ليلة 15-16شباط/فبراير 2018. وبعد انتهاء الاعتقالات قام الجنود بالاعتداء على سيارات في القرية وإلحاق أضرار بها، ثم قاموا بثقب إطارات سيارات، بالإضافة إلى تهديد مواطنين فلسطينيين وُجدوا في المكان، وتم توثيق كل ذلك بمقطع فيديو نُشر في وسائل إعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي لاحقاً. وبعد أن علم قائد الوحدة العسكرية بنشر مقطع الفيديو سعى مع جنوده لتنسيق إفاداتهم وتزوير وثيقة، وقرر تجاهل اعتداء جنوده بحجة أنه جاء انتقاماً لمصرع ثلاثة من جنوده قبل الاعتداء على سيارات الفلسطينيين بيومين جرّاء اصطدام سيارتهم بشاحنة يقودها سائق فلسطيني من القدس في شارع رقم 6.

كما تبين أن ضباطاً في لواء "غولاني" تجاهلوا الاعتداء على سيارات الفلسطينيين واعتبروا أنه بمثابة "تدفيع ثمن" على غرار الاعتداءات الإرهابية التي تنفذها جماعة "شبيبة التلال" الاستيطانية ضد الفلسطينيين وأملاكهم.

وأظهر التحقيق أنه في البداية لم يتم تبليغ قادة اللواء باعتداءات الجنود، لكن في اليوم التالي وصل جندي من الإدارة المدنية إلى القاعدة العسكرية التي كان فيها الجنود المعتدون وبلّغ قائدها أن بحوزته شريط فيديو صوره فلسطينيون ويظهر فيه الجنود في أثناء اعتدائهم على السيارات يُظهر بوضوح قيامهم بثقب إطارات السيارات وأنه تم نشره في الإعلام وأن الجيش سيحقق في هذا الاعتداء. وعندها أمر قائد القاعدة العسكرية بالتحقيق في الاعتداء واعترف قائد الفرقة بارتكابه وادعى أن الجنود شعروا أنهم بحاجة إلى الانتقام من العرب لأن الشاحنة التي صدمت سيارة الجنود كان يقودها عربي من القدس الشرقية، وأنهم فعلوا ذلك من أجل إفراغ غضبهم على مقتل زملائهم.

وبعد انتهاء التحقيق، قرر قائد القاعدة العسكرية عدم نقل القضية إلى النيابة العسكرية وعدم اتخاذ أي إجراءات ضد قائد الفرقة. ولدى سؤال هذا القائد عن مصير التحقيق العسكري أكد أن هذه القصة يجب أن تبقى داخل اللواء ولا توجد أي نية لمعاقبة أي جندي.

وتعقيباً على التحقيق، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن ما حدث خطر لكنه غير مألوف. وأضاف أنه بعد الحادث تم إجراء تحقيق فيه من جانب قائد القاعدة العسكرية وتقرر تعليق عمل جندي وتوبيخ قائد الفرقة لأنه لم يوقف الجندي عن فعلته. كما جرى التشديد على خطورة الحدث والتوضيح أن أفعالاً كهذه سيتم التعامل معها بشدة في المستقبل.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 4/6/2020
اتصال واحد من أبو مازن بالبيت الأبيض يوقف قطار الضم
ألوف بن - رئيس تحرير "هآرتس"
  • هناك شخص واحد في إمكانه أن يوقف ضم المستوطنات ومناطق واسعة من الضفة الغربية المخطط له في الأول من تموز/يوليو، وهو محمود عباس. الجهد المطلوب من الرئيس الفلسطيني ليس كبيراً: عليه الاتصال، أو إرسال واتس أب أو رسالة إلكترونية إلى البيت الأبيض، وطلب اجتماع بالرئيس دونالد ترامب، يعلن خلاله موافقته على استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل على أساس "خطة القرن". من شبه المؤكد أنه بعد مثل هذا الإعلان، سيطلب ترامب من نتنياهو وقف الضم والدخول في مفاوضات على حل دائم تفصيلي، تقام في نهايتها دولة فلسطين.
  • لكن عباس يكتفي بالإدانات المعتادة لإسرائيل والولايات المتحدة، وبالتهديدات الفارغة بشأن "وقف التنسيق الأمني" في الضفة. هو لا يبدي أي إشارة أو تلميحاً أو استعداداً للعودة إلى المفاوضات لقاء كبح الضم. موظفون إسرائيليون وأميركيون يرسمون خريطة المنطقة في الضفة، التي ستُضم إلى إسرائيل من دون مشاركة أي فلسطيني في النقاش. وهذا لايهم عباس. فهو سيتعرف على الخريطة بعد توقيعها ونشرها، بدلاً من أن يطلب مراعاة [المواقف الفلسطينية] مسبقاً.
  • لحظة؛ لحظة سيقول المنتقدون عن أي شيء تتحدث؟ لنبدأ بانتقادات من اليسار ترى موافقة فلسطينية على أي نقاش لخطة القرن، وحتى فقط صورة عباس مع ترامب أو نتنياهو، هي بمثابة إذلال قومي رهيب. سيقولون إن الخطة تخدم مصلحة إسرائيل وبصعوبة تترك فتاتاً للفلسطينيين، ويبررون باسم الكرامة لامبالاة رام الله ورفضها. إذن، ما هو وضع الفلسطينيين حالياً بينما المجتمع الدولي مشغول بالكورونا، وبالأزمة الاقتصادية، وبالمواجهة بين أميركا والصين؟ نسوهم تحت الاحتلال الإسرائيلي وانتقلوا إلى شيء آخر.
  • للتذكير: منظمة التحرير برئاسة عرفات وعباس رفضت لنفس التبريرات كل اقتراحات السلام السابقة، بتشجيع من يساريين إسرائيليين يحلمون باستبدال الصهيونية بدولة واحدة قائمة على المساواة بين نهر الأردن والبحر. لكن موازين القوى في المنطقة لا تدفع قدماً بهذا الحلم، بل تميل بوضوح إلى مصلحة إسرائيل- كما يدل عليه انكماش الأرض والصلاحيات السيادية التي اقترحتها خطط السلام الأميركية على الفلسطينيين في الـ20 عاماً الأخيرة. هل سيواصل الفلسطينيون عنادهم إلى أن يتبخّر القليل الذي حصلوا عليه من المجتمع الدولي؟
  • ننتقل الآن إلى الانتقاد من جانب الوسط الذي بحسبه أن محادثات السلام أصلاً لن تصل إلى شيء، لذا خسارة تضييع الوقت في مناورات فارغة. ليس هناك شك في أن الفجوات في المواقف كبيرة جداً، والإصرار الدولي على فرض حل ضعيف جداً، والثقة بين الطرفين معدومة. لكن حتى في هذه الظروف الصعبة هناك أهمية لعملية سياسية تحدد على الأقل الفوارق بين الليكود وأزرق أبيض، وتعيد الحديث الداخلي في إسرائيل بشأن مستقبل المناطق والاحتلال في غياب مفاوضات مع الفلسطينيين. الجدل السياسي في إسرائيل يجري فقط في داخل اليمين، وبين رئيس الحكومة ومجلس يهودا والسامرة، وعلى مسألة ما هو الأفضل، البناء في المستوطنات المعزولة، البناء بعد الضم صعوداً نحو الأعلى، أو أيضاً بشكل توسعي.
  • هذا لا يهم عباس. هو على ما يبدو يفضل أن يقوم نتنياهو بالضم، المهم بالنسبة إليه هو أن يتجنب اللقاء غير السار بينه وبين ترامب. لكنه يخطىء عندما يتوهم أن الضم سيضر بإسرائيل، وأن الأردن سيلغي اتفاق السلام، والعالم العربي سيتوحد مجدداً من أجل الفلسطينيين، وأن جو بايدن سيلغي وعود ترامب، وغانتس سيحل محل نتنياهو. ربما هو متعب، ومع ذلك لديه 26 يوماً كي يغير رأيه ويوقف قطار الضم.
"يديعوت أحرونوت"، 4/6/2020
الضم، فعل متسرّع يتمّ عن هوس إشعال حرائق بمباركة ترامب
غلعاد شير - باحث في معهد دراسات الأمن القومي، شغل سابقاً منصب رئيس مكتب رئيس الحكومة ومن المشاركين في المفاوضات السياسية
  • صفقة القرن لترامب التي سيجري برعايتها ضم الضفة الغربية وغور الأردن بشكل ما من الأشكال - ليست متقنة. العكس هو الصحيح. لكن مَن يريد استخدامها للدفع قدماً بمكوناتها الجيدة بالنسبة إلى إسرائيل يجب ألّا يختار تحديداً الضم من طرف واحد. الضم قد يراعي اليمين المسياني في المدى القصير، لكنه ينطوي على أذى استراتيجي في كل المجالات: الأمنية، والسياسية، والاقتصادية والقانونية.
  • المنطق في أساس صفقة القرن، والذي بحسبه لا يمكن تجاهل الواقع الناشىء على الأرض، يخدم مصالح إسرائيل. هو أيضاً يقرب الاعتراف الفلسطيني بأن الزمن لا يعمل لمصلحتهم. لذا على حكومة إسرائيل استغلال الخطة، على الرغم من عيوبها- للدفع قدماً من أجل نشوء واقع كيانين سياسييين منفصلين بعضهما عن بعض، مع المحافظة على شروط تسوية مستقبلية.
  • الضم من طرف واحد بمعزل عن هذا السياق هو عموماً سيئ لإسرائيل. حكومة نتنياهو تقف أمام فعل متسرّع ينمّ عن هوس إشعال حرائق بمباركة الرئيس ترامب. تفصيلات الخطوة غامضة وغير واضحة بصورة مقصودة، وبحسب التقارير، لم يجر مسبقاً العمل على أعمال تخطيط وطاقم ملائم قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة المصيرية. ما يجري  هو خطوة ليس لها هدف استراتيجي، تضر بأمن الدولة وبمصالحها الوطنية.
  • خبراء وأصحاب تجربة أمنية في الماضي وفي الحاضر أيضاً يقولون: ضم 30% من الضفة الغربية لا فائدة منه، وينطوي على مخاطر أمنية خطيرة لا ضرورة لها. مثلهم إسرائيليون كثيرون آخرون يرون في الضم انحرافاً عن الرؤية الأساسية لإسرائيل كدولة يهودية، آمنة وأخلاقية، مع حدود معترف بها وشرعية دولية.
  • خطوة كهذه، في تقدير الأمنيين من المتوقع أيضاً أن تعرض علاقات السلام مع الأردن ومصر للخطر، وأن تؤدي إلى عنف وإرهاب، ومعارضة وعقوبات من أصدقائنا، ووقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية وانهيارها. ولاحقاً الغرق في وحل ثورات وهجمات، وسيضطر الجيش الإسرائيلي حينئذ إلى الدخول إلى مراكز البلدات الفلسطينية وإدارة حياة ملايين الفلسطينيين.
  • اتّصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في معظم العقد الأخير بأنه رجل أمني معتدل. هو لم يعد كذلك. الدمار والخراب القضائي والقانوني والاجتماعي الذي زرعه في السنوات الأخيرة والتفريق والتحريض أدخله إلى دوامة اليمين المسياني أيضاً في مسألة "فرض السيادة" على مناطق الضفة الغربية وغور الأردن. الاتفاق الائتلافي الذي وُقّع في نيسان/أبريل يدل على أن الذين تتعارض نظرتهم السياسية- الأمنية مع الضم الأحادي الطرف انضموا أيضاً إلى هذه الدوامة.
  • حتى عندما يكون الجمهور غير مبال ولا يجري حديث عن التداعيات المحتملة للضم، يجب على قيادة مسؤولة أن تخطط كما يجب لواقع دولتين لشعبين، وهو أفضل للدولة ولأمنها القومي ومناعتها الداخلية، من خلال الإنهاء التدريجي والآمن والمسؤول للسيطرة على الشعب الفلسطيني. حينئذ تنتقل إسرائيل من صيانة الوضع القائم والسيطرة على كل مكان في المنطقة، مع كل التداعيات البعيدة الأمد، إلى بلورة الواقع وتحديد الحدود، ولو بصورة موقتة، حول المستوطنات الأساسية.
  • وفي الواقع، مخطط التسوية الإقليمية في تسوية طويلة الأمد بسيط: كتل المستوطنات الكبيرة التي تشكل نسبة محدودة  من أراضي الضفة الغربية، تُضم إلى إسرائيل في مقابل تبادل مناطق، وتصبح جزءاً لا يتجزأ من حدودها المعروفة، ويسكنها اليوم نحو ثلاثة أرباع المستوطنين في الضفة الغربية. حدود الأمن الشرقية ستكون نهر الأردن، وستحتفظ إسرائيل بالسيطرة عليها لوقت ما لكن ليس إلى الأبد. في أي اتفاق مستقبلي، إذا وصلنا إلى ذلك، ما يجب أن يوجه اعتبارات إسرائيل هو ما سيجلب لها الأمن، وليس تحديداً مكان هذه المستوطنة أو تلك. المقصود هو الانفصال عن الفلسطينيين من خلال قيام دولتين قوميتين، للمحافظة على إسرائيل كدولة ديمقراطية وآمنة للشعب اليهودي، وليس من خلال الضم الذي سيؤدي إلى نهاية المشروع الصهيوني.