مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
"سانا": الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدوان إسرائيلي في أجواء مصياف
ليبرمان: لن يكون هناك أي ضم ونتنياهو يتستر على خطة لإقامة دولة فلسطينية
رئيس ميرتس: قيام نتنياهو بتنفيذ خطوة الضم سيؤدي إلى نتائج كارثية
الكنيست يعلق معظم نشاطاته بعد إعلان عضو الكنيست سامي أبو شحادة إصابته بفيروس كورونا
مقالات وتحليلات
أي خطوة ضم أحادية الجانب لن تجلب لإسرائيل أي منفعة استراتيجية
لا الكورونا ولا الضم، ترامب بحاجة إلى مواجهة مشهد يوم القيامة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 5/6/2020
"سانا": الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدوان إسرائيلي في أجواء مصياف

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الجوي الذي نُسب إلى إسرائيل مساء أمس (الخميس) في محافظة حماة في سورية تسبب بمقتل 9 أشخاص على الأقل، وأشار إلى أن 4 منهم سوريون.

وأضاف المرصد أن القصف استهدف مستودعات عسكرية واقعة في منطقة الزاوي في ريف مصياف غربي حماة، وأكد أن عدد القتلى ما زال مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أعلنت مساء أمس أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدوان إسرائيلي في أجواء مصياف في ريف حماة.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري سوري رفيع المستوى قوله إنه في تمام الساعة 21:25 من مساء أمس شن الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأجواء اللبنانية غارة استهدفت أحد المواقع العسكرية في محيط مصياف، وأضاف أنه على الفور تصدت وسائط الدفاع الجوي للصواريخ المعادية، وأسقطت عدداً منها.

موقع Ynet، 5/6/2020
ليبرمان: لن يكون هناك أي ضم ونتنياهو يتستر على خطة لإقامة دولة فلسطينية

هاجم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشدة، وأكد أنه لن يكون هناك أي ضم لمناطق من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى إسرائيل، واتهمه بأنه يتستر على خطة لإقامة دولة فلسطينية ويقوم بإخفائها حتى عن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"].

وجاء هجوم ليبرمان هذا في سياق مقابلة أجراها معه موقع Ynet أمس (الخميس)، تطرّق فيها أيضاً إلى الانتقادات الشديدة التي وجهها رئيس "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة" دافيد الحياني وأشار فيها إلى أن "صفقة القرن" تثبت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس صديقاً لإسرائيل، فقال: "ترامب صديق كبير لإسرائيل ولا يوجد مكان للادعاءات ضده، وكل ادعاءاتي ضد نتنياهو." 

وأضاف ليبرمان أنه ما من داع لأن ننتظر من ترامب أن يقول لنا كل ما نريد سماعه، وطالب نتنياهو بأن يتصرف مثل رئيس الحكومة السابق مناحيم بيغن حين فرض السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، مشيراً إلى أن نتنياهو يثرثر بشأن قضية الضم منذ 14 شهراً من دون القيام بأي خطوة عملية. 

وقال ليبرمان إن نتنياهو يقوم فعلياً ببناء دولة فلسطينية، وسيقوم بتسليم السلطة الفلسطينية 70% من أراضي الضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، متهماً إياه بإخفاء معلومات بشأن الخطة عن رئيس هيئة الأركان العامة ورئيس جهاز "الشاباك"، وبأنه سيقوم بالخطوة وحده من دون وزارة الخارجية والجيش، وانتقد بشدة قيام إسرائيل بنقل أموال المقاصة كاملة إلى السلطة الفلسطينية من دون خصم رواتب الأسرى الفلسطينيين، كما أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية. 

وأكد ليبرمان أن حزبه سيدعم خطة الضم خلال عرضها أمام الكنيست بشرط ألّا تكون خطوة لإقامة دولة فلسطينية، كما أكد أنه لا يجب التخوف من اندلاع انتفاضة ثالثة في حال تنفيذ خطة الضم كون الفلسطينيين يكترثون لوضعهم الاقتصادي فقط. 

"يديعوت أحرونوت"، 5/6/2020
رئيس ميرتس: قيام نتنياهو بتنفيذ خطوة الضم سيؤدي إلى نتائج كارثية

قال رئيس حزب ميرتس عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس إن قيام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتنفيذ خطوة ضم مناطق من الضفة الغربية إلى إسرائيل سيؤدي إلى نتائج كارثية على أكثر من مستوى.

وجاءت أقوال هوروفيتس هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الجولة التي قام بها أعضاء كنيست وقادة من حزب ميرتس إلى منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت أمس (الخميس) للاطلاع عن كثب على الآثار المترتبة على خطة الضم الإسرائيلية.

"معاريف"، 5/6/2020
الكنيست يعلق معظم نشاطاته بعد إعلان عضو الكنيست سامي أبو شحادة إصابته بفيروس كورونا

أعلن عضو الكنيست سامي أبو شحادة من القائمة المشتركة أمس (الخميس) إصابته بفيروس كورونا، الأمر الذي اضطر الكنيست إلى تعليق معظم نشاطاته.

وقالت رئاسة الكنيست إنه طُلب من نحو 700 عامل في الكنيست عدم الحضور إلى العمل وتم إلغاء جلسات لجان الكنيست ونشاطات أُخرى كانت مقررة أمس.

ودخل أبو شحادة (44 عاماً) إلى حجر صحي بعد أن تم تشخيص إصابة سائقه بالفيروس.

وقال أبو شحادة في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إنه خلال الأيام القليلة الفائتة خالط آلاف الأشخاص وذهب في زيارة لتقديم التعازي وكذلك إلى مناسبات عائلية وتظاهرات وتواجد في اجتماعات لجان الكنيست وفي قاعة الهيئة العامة وفي الكافيتريا.

وقام أبو شحادة بزيارة عائلة إياد الحلاق الشاب الفلسطيني من ذوي الحاجات الخاصة الذي قُتل برصاص الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية يوم السبت الفائت لتقديم تعازيه.

وأضاف أبو شحادة "أتوجه إلى كل من كنت بقربه في الأسبوعين الأخيرين ليدخل إلى الحجر الصحي ويقوم بإجراء الفحص في القريب العاجل للاطمئنان على صحته والتقليل قدر الإمكان من نشر العدوى. فيروس كورونا ما زال بيننا وهو ينتشر بوتيرة سريعة في الفترة الأخيرة بسبب عدم الالتزام الكامل بالتعليمات."

ويقيم أبو شحادة في مدينة يافا، حيث شغل في السابق منصب عضو في بلدية تل أبيب، ودخل إلى الكنيست في انتخابات أيلول/سبتمبر الفائت كمندوب عن حزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] الشريك في القائمة المشتركة.

وجاء إعلان أبو شحادة في وقت تشهد إسرائيل زيادة في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في الأيام الأخيرة، وتركزت في المدارس في جميع أنحاء البلد.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 5/6/2020
أي خطوة ضم أحادية الجانب لن تجلب لإسرائيل أي منفعة استراتيجية
عاموس يدلين - رئيس معهد أبحاث الأمن القومي
  • ثمة إجماع عام واسع في إسرائيل على أن الكتل الاستيطانية في المناطق [المحتلة] والأراضي الواقعة غربي الجدار الأمني [الجدار الفاصل] ستكون بيد إسرائيل، وعلى وجوب أن تبقى السيطرة الأمنية في منطقة غور الأردن بيد الجيش الإسرائيلي، لكن كل هذا في إطار تسوية مستقبلية وليس في نطاق خطوة ضم في توقيت بائس تعتبر مساهمتها في الأمن القومي هامشية. ومع ذلك، يبدو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقدر بأن نافذة الفرص التي لاحت لإسرائيل بمجرد وجود رئيس ودي للغاية في البيت الأبيض قد تغلق بعد نصف سنة، ولهذا يسارع إلى طرح مشروع ضم 30% من أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] على الكنيست وفقاً لخطة ترامب ["صفقة القرن"].
  • المشكلة هي أن رئيس الحكومة يرتكب بهذه الخطوة خطأين: أولاً، سيمس الكفاح المهم لوقف تقدم إيران نحو السلاح النووي؛ ثانياً، سيضع إسرائيل أمام مخاطر أمنية وسياسية واستراتيجية واقتصادية وأخلاقية.
  • واضح الآن أن إدارة ترامب منشغلة إلى أقصى الحدود بأزمة فيروس كورونا، وبمواجهة قوى عظمى مثل الصين، وبموجة الاضطرابات التي تجتاحها، ولذا فإن إنصاتها إلى منطقة الشرق الأوسط قليل. بالتالي، من المهم أن نركز في الحوار مع الأميركيين في البرنامج النووي الإيراني. إن إيران مستمرة في جمع المادة المخصبة، وفي تفعيل أجهزة طرد مركزي متطورة، ونجحت في تقصير المسافة إلى عتبة النووي من سنة إلى نصف سنة. وتأييد العالم لخطوات أُخرى من أجل كبحها حيوي، وكذا أيضاً التعاون العلني والخفي مع العالم العربي ضدها. غير أن خطوة الضم من شأنها أن تركز انتباه الأسرة الدولية على إسرائيل بدلاً من إيران، وأن تشجع الانتقاد في العالم أجمع، وأن تخنق في المهد خطوات تطبيع وتعاون مع العالم السني البراغماتي المناهض لإيران، وأن تعرّض اتفاقيات السلام للخطر.
  • إن أي خطوة ضم تصريحية أحادية الجانب لن تجلب لإسرائيل أي منفعة استراتيجية، بل على العكس، تجلب مخاطر وأثماناً. حتى الآن نجحت إسرائيل في إقناع أصدقائها في العالم بأن الاحتفاظ بمناطق يهودا والسامرة هو نتيجة الرفض الفلسطيني لعروضها المتعددة للسلام، وأنه خطوة واجبة بسبب اعتبارات الأمن، لكن الضم سيضعها في موقف الرافض للسلام. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد أي مبرر أمني [للضم]، فالسيطرة التامة على منطقة غور الأردن الآن هي بيد الجيش الإسرائيلي، ولواء الغور العسكري الإسرائيلي يحمي منطقة الحدود من الشرق بتعاون وثيق ومثير للإلهام مع الجيش الأردني. أمّا خطوة الضم فلن تحسّن الوضع الأمني، بل ستسيء إليه لأنها ستمس الأردن واتفاق السلام والتعاون العسكري والأمني معه، وستؤدي باحتمالات غير قليلة إلى نشوب اضطرابات وإرهاب في يهودا والسامرة، وستتسبب باشتعال في قطاع غزة، وبصرف اهتمام الجيش الإسرائيلي عن الجهوزية أمام تهديدات الجبهة الشمالية وإيران إلى نشاطات عملانية مضاعفة في يهودا والسامرة.
  • من الناحية السياسية، لا توجد دولة في العالم باستثناء الولايات المتحدة بقيادة ترامب، تقبل الضم وتعترف بحدوده. وبالنسبة إلى دولة كإسرائيل هي في صراع بسبب رفض العالم مكافحة المشروع النووي الإيراني ومنظومة الصواريخ الدقيقة التي تقام في لبنان، لا يوجد أي منطق بجعل أوروبا وروسيا والصين تركّز الآن على موضوع الضم.
  • ومن الناحية الاقتصادية، فإن أوروبا الشريك التجاري الرئيسي لإسرائيل تهدد بمس التعاون، والصين ليست بديلاً لأوروبا الآن، لأن زيادة العلاقات الاقتصادية معها ستصعّد التوترات مع الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن خريطة " صفقة القرن" توفر لإسرائيل الحدود الأطول، وتسييجها سيكلف ما لا يقل عن 10 مليارات شيكل.
  • وأخيراً، من الناحية الأخلاقية، فإن لدى إسرائيل الآن موقفاً أخلاقياً قوياً في صراعها ضد إيران، إذ إن الإيرانيين يهددون بإبادتها، والعالم يؤيد أخلاقياً حقنا في الدفاع عن النفس، لكن في الموضوع الفلسطيني يرى العالم أن حل الدولتين هو الأكثر عدلاً وأخلاقاً، وأن ضماً كبيراً في الضفة سيضع إسرائيل في موقف الدولة المارقة.
  • وفي كل الأحوال، حتى لو لم يكن هناك أي تكلفة لخطوة الضم الواسع، فهذه الخطوة مناهضة للصهيونية وستمنع في المستقبل أي إمكان للانفصال عن الفلسطينيين والحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، آمنة وأخلاقية.

 

"هآرتس"، 5/6/2020
لا الكورونا ولا الضم، ترامب بحاجة إلى مواجهة مشهد يوم القيامة
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • الارتفاع في عدد مرضى الكورونا في إسرائيل هذا الأسبوع، خطة الضم في الضفة الغربية، وحتى المستجدات اليومية بشـأن انتشار الوباء في العالم، كل التقارير بشأن هذه الأخبار طغت عليها مأساة أُخرى هائلة الأبعاد: صور يوم القيامة من شوارع الولايات المتحدة. الجريمة التي التقطتها عدسات الكاميرا في مينيابوليس لشرطي أبيض خنق حتى الموت مواطناً أسود، جورج فلويد، أشعلت موجة اضطرابات في كل أنحاء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن أميركا سبق لها أن عرفت ظروفاً مشابهة جداً في 1965، و1968، و1992، يبدو أنها هذه المرة تمر بأزمة أكبر بكثير.
  • كثيرون سيروا أن بداية هذه الأزمة ترجع إلى يوم انتخاب دونالد ترامب للرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، لكن يبدو أن السؤال الأساسي الذي سيبقى مطروحاً هو: هل ترامب هو المحرك الفعلي لهذه الأحداث أم أن رئاسته في الأساس هي مظهر للوضع المحزن في الولايات المتحدة. في التوقيت الحالي، الغضب من علاقة الشرطة بالمواطنين السود ينضم إلى هزات أُخرى ليخلق عاصفة شبه كاملة.
  • لكن الموضوع لا يتعلق فقط بالعلاقة بين الأعراق، والتي كانت على الدوام المسألة الأكثر عرضة للتفجر في المجتمع الأميركي. هذه المرة أُضيفت إليها أزمة صحية ذات أبعاد هائلة، وركود اقتصادي يبدو أن أبعادها ستكون أكبر، وانقسام سياسي حاد حول صورة رئيس يقسّم الشعب. هذا الرئيس سيخوض في تشرين الثاني/نوفمبر انتخابات جديدة، ليس من الواضح أبداً كيف ستجري، وهل سيكون من الممكن هذه المرة منع التدخل الخارجي في نزاهة الانتخابات، وهل سيتقبل النتائج إذا خسرها؟
  • من كل الصور الأيقونية التي نُشرت هذا الأسبوع، يبدو أن أكثر ما سيُتذكر منها سيكون تلك التي تصور ترامب يخطو برفقة موظفيه وحراسه إلى الكنيسة القريبة من البيت الأبيض التي شُوهت واجهتها بالشعارت في أثناء التظاهرات. لكي يستطيع الرئيس أن يتصور حاملاً كتاب التوراة الذي ثمة شك في أنه قرأه يوماً، قامت الشرطة والجنود بطرد المشاركين في تظاهرة هادئة بعنف من منطقة الكنيسة. كان برفقة وفد ترامب خلال زيارته المريبة للكنيسة، رغماً عنهما، وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي.
  • لا يزال المعلقون السياسيون يختلفون بشأن ما إذا كانت دعوة ترامب إلى استخدام القوة ضد المتظاهرين وأعمال النهب ستنجح في صرف النقاش عن مساهمته في موت العدد الهائل من مواطنيه بفيروس الكورونا بسبب تهاونه، والذي تخطى المئة ألف.
  • لكن لا خلاف بشأن الضرر الذي تسببت به القضية للعلاقات الخارجية الأميركية. والتر راسل ميد الصحافي المحافظ في مجلة "وول ستريت جورنال" كتب هذا الأسبوع، أنه بينما تفضل أوروبا تجاهل ترامب، روسيا والصين تنجحان في استغلال مصاعبه. موسكو عمّقت تدخلها العسكري في الحرب الأهلية في ليبيا وتواصل استخدام القوة في سورية؛ الصين تنتهج خطاً متشدداً ضد هونغ كونغ، وتهدد باستخدام القوة ضد تايوان وتشعل نزاعاً حدودياً قديماً مع الهند. القيادة الصينية وصلت إلى خلاصة هي أنه لا يمكن استرضاء ترامب، لكن يجب عدم الخوف منه.
  • بالنسبة إلى أوروبا، تهربت ألمانيا وفرنسا من الدعوة إلى حضور قمة الدول الصناعية التي أراد الرئيس الأميركي استضافتها في كامب ديفيد. يدّعي ميد أن الولايات المتحدة دخلت في مرحلة فوضى وخلل وظيفي، ولم تعد مؤهلة لقيادة المجتمع الدولي.

الكرة في ملعب ترامب

  • نتنياهو، صديق ترامب وضع كل البيض الإسرائيلي في سلة أميركي واحد. حالياً يبدو أنه اختار زيادة رهانه. سُمعت ممَّن يتحدثون مع أوساط رئيس الحكومة في السنوات الأخيرة تفسيرات منمّقة للحلف الراسخ مع الرئيس الأميركي ومع مؤيديه من المسيحيين الإنجيليين. نتنياهو دخل في مواجهة مع باراك أوباما بسبب الاتفاق النووي الذي وقّعه هذا الأخير مع إيران في سنة 2015، ومنذ ذلك الحين لم يُخف تعاطفه مع ترامب. التحذير العلني للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن ضد خطوات ضم أحادية الجانب لإسرائيل في الضفة تلمح إلى ما ستكون عليه العلاقات مع البيت الأبيض في حال فوز ديمقراطي.
  • لكن حتى قبل ذلك. التهديد الداخلي الذي يواجهه ترامب وضعف مكانته الدولية يمكن أن ينعكسا على إسرائيل. استطلاعات إضافية قد تشير إلى فجوة لمصلحة بايدن خلال الصيف يمكن أن تشجع الرئيس على مواصلة توجهه للسير حتى النهاية. الانتخابات في الولايات المتحدة لا تُحسم بسبب السياسة الخارجية. لكن ترامب قادر على تصعيد المواجهة مع إيران أو إعطاء ضوء أخضر لنتنياهو لتحقيق مبادرة الضم لأسباب شخصية وأنانية. هذا يمكن أن يكون نتيجة عدم انتباه، أو تحديداً سياسة أرض محروقة، تهدف إلى إشعال المزيد من الجبهات على أمل بأن يخرج شيء جيد يغير جدول اهتمام وسائل الإعلام.
  • في هذه الأثناء، الإشارات الآتية من واشنطن في الأيام الأخيرة تبشر بشيء مختلف. ويبدو منها أن إعلان الضم في الأول من تموز/يوليو، يمكن أن يؤجَّل بسبب انشغال البيت الأبيض بالأزمة الداخلية - الأميركية ولا وقت لديه لمعالجته. لكن في الوقت عينه، يستمر نتنياهو في التطرق إلى خطة الضم، تقريباً في كل ظهور علني له. وسيكون من الصعب عليه التراجع تماماً مع الأخذ في الحسبان التوقعات التي زرعها في اليمين، وأيضاً في الوقت الذي لا ترضي وعوده جوع قيادة المستوطنين إلى تحقيق المزيد من الإنجازات الكاسحة.
  • حتى الآن، لا يثير الضم المخطَّط له اهتماماً كبيراً لدى الجمهور الإسرائيلي، المشغول بالخوف من الكورونا والقلِق على مصدر رزقه. زعيما أزرق أبيض الوزيران بني غانتس وأشكنازي ينتهجان خطاً سلبياً. مثلهما حتى الآن المؤسسة الأمنية التي لم تخرج عن مسارها، على الرغم من التحفظات المعروفة لكبار المؤسسة الأمنية عن الخطوة. في رأيهم، الضم يمكن أن يشعل حريقاً في المناطق، وأن يعقّد العلاقات مع دول الخليج ويعرّض للخطر مستقبل اتفاق السلام مع الأردن. في الأمس عقد رئيس الأركان كوخافي ورئيس الشاباك نداف أرغمان جلسة مشتركة مع طواقمهما، تحضيراً لمواجهة إمكان تصعيد في المناطق. حتى الآن، وعلى الرغم من إعلان السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني، لم يُشعر بوجود ضرر حقيقي في نوعية التواصل مع أجهزة السلطة.
  • الجيش الإسرائيلي يستعد أيضاً لنشوب حوادث تتطلب نشر قوات كبيرة في الضفة، بما فيها قوات الاحتياطيين الذين توقفت تدريباتهم منذ تفشي الكورونا في إسرائيل. في مطلع هذه السنة، قرر الجيش الإسرائيلي أن تكون سنة 2020 السنة التي سيركز فيها على المواجهة مع إيران، وعلى تحسين وسائل القتال لدى حزب الله في الشمال. في هذه الأثناء، الجيش المشغول بمحاربة الكورونا يستعد لمواجهة تقليص في ميزانيته بسبب الأزمة الاقتصادية، ويحضّر نفسه لاحتمالات مواجهة أشهر من الاحتكاكات في المناطق.