مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوخافي: إيران أصبحت الدولة الأخطر في الشرق الأوسط والبرنامج النووي ليس التهديد الوحيد
البيت الأبيض يجري هذا الأسبوع نقاشاً حاسماً بشأن ما إذا كان سيعطي إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ خطوة ضم أراض من الضفة
بولتون: ترامب أبدى رغبة في دعم هجوم إسرائيلي ضد إيران واستعداداً له
تقرير للجيش ووزارة الصحة: إسرائيل تشهد حالياً موجة ثانية من انتشار كورونا ليست أقل حدة من الموجة الأولى
مقالات وتحليلات
داعش يعود، سورية عالقة، ولبنان مفلس: صورة وضع
الثمن الباهظ الذي دفعه نتنياهو في صفقة شاليط يجعل من الصعب استعادة الأبناء في غزة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 22/6/2020
كوخافي: إيران أصبحت الدولة الأخطر في الشرق الأوسط والبرنامج النووي ليس التهديد الوحيد

قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن إيران تقدمت إلى الأمام كثيراً في مشروعها النووي، وأصبحت الدولة الأخطر في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف كوخافي في كلمة له خلال مراسم وداع رئيس قسم التخطيط وبناء القوة المتعددة في الجيش الإسرائيلي وتسلُّم لواء جديد هذا المنصب جرت مساء أمس (الأحد)، أن إيران موجودة فعلاً في دائرة التهديد الثالثة بالنسبة إلى إسرائيل، لكنها تؤثر في الدائرتين الأولى والثانية، كما أنها أحرزت تقدماً كبيراً في برنامجها النووي، لكن النووي الآن لم يعد التهديد الوحيد.

وقال كوخافي: "إيران لديها أيضاً أسلحة تقليدية وهي تساعد وتمول أعداء إسرائيل في الدائرة الأولى وعلى رأسهم حزب الله، وتؤثر وتساعد حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، وتقف وراء عمليات إرهابية ضد إسرائيل بمختلف الأبعاد وميادين القتال وعلى نطاق واسع."

وأكد كوخافي أن الشعبة المسؤولة عن الاستراتيجيا والمسؤولين عن تهديدات الدائرة الثالثة مُطالَبون بأن يكونوا يقظين وذوي رؤية ثاقبة، وعلى معرفة بالخلفيات السياسية والعسكرية والتاريخية، وشدّد كذلك على ضرورة أن يكونوا قادرين على تحليل الوضع القائم في مختلف الميادين، وأن يقترحوا حلولاً وطرقاً من شأنها أن تحافظ على التفوق الإسرائيلي.

"يديعوت أحرونوت"، 22/6/2020
البيت الأبيض يجري هذا الأسبوع نقاشاً حاسماً بشأن ما إذا كان سيعطي إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ خطوة ضم أراض من الضفة

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أمس (الأحد)، نقلاً عن مصادر أميركية وإسرائيلية رفيعة المستوى، أنه من المتوقع أن يُجري البيت الأبيض هذا الأسبوع نقاشاً حاسماً بشأن ما إذا كان سيعطي إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ خطوة ضم أراضٍ في الضفة الغربية إلى سيادتها. 

وأضافت قناة التلفزة أن السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان توجّه أمس إلى واشنطن للمشاركة في هذا النقاش الذي من المتوقع أن يجري اليوم الاثنين أو غداً الثلاثاء. وأشارت إلى أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش كان يعتزم القيام بزيارة إلى إسرائيل هذا الأسبوع، لكنه ألغاها بغية المشاركة في النقاش. ومن المتوقع أن يشارك في النقاش كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، وربما ترامب نفسه. 

وأوضحت قناة التلفزة أن النقاش سيجري على خلفية جدل داخلي في إدارة ترامب فيما إذا كان يجب إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ الضم، وإذا كان الجواب نعم فكيف. وأشارت إلى أن السفير فريدمان يدعم تنفيذ الضم الآن، في حين أن الأطراف الأُخرى تتحفظ عن ذلك. كما أشارت إلى أن وزير الخارجية بومبيو عاد من زيارته إلى إسرائيل قبل نحو شهر مع مجموعة من التحفظات عن الضم، وخصوصاً فيما يتعلق بتأثيره في الأردن، وفي الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

 

"يسرائيل هيوم"، 22/6/2020
بولتون: ترامب أبدى رغبة في دعم هجوم إسرائيلي ضد إيران واستعداداً له

كشف مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب جون بولتون الذي تمت إقالته السنة الفائتة، أن الرئيس الأميركي أبدى رغبة في دعم هجوم إسرائيلي ضد إيران واستعداداً له.

وجاء كشف بولتون هذا في سياق الكتاب الذي ألّفه ومن المتوقع أن يُنشر خلال الأسبوع الحالي، وأورد فيه ملاحظات أبداها الرئيس الأميركي خلال اجتماع عُقد في حزيران/يونيو 2017 لمّحت إلى تأييد محتمل لهجوم كهذا.

وقال بولتون إن ترامب قال له: "قل لبيبي [رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو] إنني سأدعمه إذا ما قرر استعمال القوة"، فأجابه بولتون: "قلت له هذا، لكن قل له ذلك مرة أُخرى."

كما كشف بولتون أيضاً أن نتنياهو حاول على مدار ساعات في آب/أغسطس 2019 الاتصال بالرئيس ترامب هاتفياً لمطالبته بعدم الاجتماع بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال قمة مجموعة السبع التي عُقدت في فرنسا، لكن محاولاته باءت بالفشل. وذكر بولتون أن الذي منع إجراء المكالمة بين نتنياهو وترامب كان كبير مستشاري هذا الأخير وصهره جاريد كوشنير. 

يُذكر أن إعلان نشر كتاب بولتون أثار ضجة في واشنطن، حيث تطرق كل من الرئيس ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى الموضوع. وكتب ترامب سلسلة تغريدات في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال في إحداها: "كتاب جون بولتون المجنون مركّب من أكاذيب وقصص مختلَقة. لقد قال أموراً جيدة عني حتى اليوم الذي قمت فيه بإقالته." أمّا بومبيو فوصف بولتون بأنه خائن.

"معاريف"، "يديعوت أحرونوت"، 22/6/2020
تقرير للجيش ووزارة الصحة: إسرائيل تشهد حالياً موجة ثانية من انتشار كورونا ليست أقل حدة من الموجة الأولى

قال المدير العام الجديد لوزارة الصحة الإسرائيلية البروفيسور حيزي ليفي إن جميع الأوساط ذات العلاقة بمكافحة فيروس كورونا في إسرائيل تشعر بالقلق بعد أن بدأت مؤشرات انتشار الفيروس في البلد بالارتفاع مجدداً وزادت المخاوف من احتمال تفشي موجة ثانية منه، لكنه في الوقت عينه أعرب عن اعتقاده بأنه لا توجد حالياً حاجة إلى العودة إلى الإغلاق.

وأكد ليفي في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس (الأحد)، أن وزارة الصحة قلقة إزاء هذا الارتفاع، إذ إن معظم المصابين الجدد هم من الأجيال الشابة، ومن عشرات التجمعات السكنية في أنحاء البلد، وهو ما يدل على الانتشار الواسع للفيروس. كما دعا الجمهور إلى التقيّد بالأنظمة الصحية بغية تفادي إعادة الإغلاق. وأضاف: "نحن نعيش مع المرض وقادرون على ذلك، ويجب علينا توخي الحذر والحرص على التعليمات، فهذه هي الأمور التي تحافظ علينا من الإغلاق. يجب علينا تسوية المنحنى والعيش مع كورونا، لأن أمامنا وقتاً طويلاً حتى يتم تطوير لقاحات وأدوية مناسبة."

من ناحية أُخرى، قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن مستشار الأمن القومي مئير بن شبات عقد أمس اجتماعاً تحضيرياً لاجتماع المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا الذي سيُعقد اليوم (الاثنين)، أوضح فيه أن الحكومة ستسعى في هذه المرحلة لوقف الزيادة في انتشار الفيروس من خلال مضاعفة فرض التعليمات وزيادة الفحوصات والتحقيقات الوبائية لوزارة الصحة للحد من انتشار المرض، كما تقرر الاستمرار في تنفيذ الإغلاقات في مناطق محددة ينتشر فيها الفيروس. 

وحذر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال تطرقه إلى الارتفاع في عدد المصابين بفيروس كورونا مؤخراً، من أنه قد يؤدي إلى تشديد القيود المفروضة لمنع انتشار الفيروس وتجديد الإغلاق. 

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس: "إذا لم نغيّر فوراً تصرفاتنا بشأن ارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، فسوف نتسبب من دون رغبتنا بعودة الإغلاقات." 

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أمس أن عدد الإصابات الفعالة بفيروس كورونا في إسرائيل وصل إلى 4716 حالة، بينها 43 حالة صعبة، وأن عدد الوفيات وصل إلى 305.

وأفادت الهيئة العربية للطوارئ أن ارتفاعاً حاداً طرأ الأسبوع الفائت على حصيلة مصابي كورونا في كل من باقة الغربية وعرعرة النقب، ففي باقة الغربية ارتفع عدد الإصابات بنسبة 49%، وفي عرعرة النقب بنسبة 43%.

في سياق متصل، حذّر تقرير جديد صادر عن شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] ووزارة الصحة تم تسريبه إلى وسائل الإعلام أمس، من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا في الأماكن المغلقة.

وجاء في هذا التقرير أن إسرائيل تشهد حالياً موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا، وهي موجة تختلف عن خصائص الموجة الأولى وليست أقل حدة منها. 

وأشار التقرير إلى أنه في الأسابيع الأخيرة ارتفع عدد الإصابات الجديدة في إسرائيل جرّاء الكورونا باستمرار. وفي الأسبوع من 15 وحتى 22 مايو/أيار الفائت، كان متوسط عدد الإصابات اليومي هو 16 حالة جديدة، أمّا اليوم وبعد أربعة أسابيع من ذلك، فقد أصبح نحو 200 إصابة جديدة يومياً في المتوسط.

وذكر معدّو التقرير أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء ولم ينخفض معدل النمو الحالي بصورة كبيرة، فإن عدد الإصابات الجديدة سيرتفع في غضون شهر ليصل إلى أكثر من 1000، وسيصل العدد الإجمالي للمتوفين إلى مئات. وأكدوا أنه من دون اعتماد تدابير وقائية بشكل سريع وحاسم الآن، فإن إسرائيل ستكون مطالَبة في غضون شهر باتخاذ قرارات اقتصادية واجتماعية أكثر إيلاماً بكثير. 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 20/6/2020
داعش يعود، سورية عالقة، ولبنان مفلس: صورة وضع
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • تختلف الأنظمة في العالم العربي - كما تختلف مصالحها - وهي أحياناً تتشاجر مع بعضها حتى سفك الدماء. لكن في الفترة الحالية، كلها تعمل وفق خطة واحدة، في مركزها مواجهة الكورونا والتداعيات الاقتصادية لهذه الأزمة، إلى جانب الامتناع من القيام بخطوات سياسية وعسكرية كبيرة بانتظار نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة. هذا يصح بالنسبة إلى العراق وسورية ومصر والأردن ودول الخليج، وحتى قطر. في جميع هذه الدول، الانتباه موجّه في الأساس إلى الداخل، خوفاً من تفشٍّ جديد خطِر للوباء، وتراجُع الاقتصاد. كل ما عدا ذلك سيعالَج بعد معرفة ما إذا كان ترامب سيكون رئيساً لأربع سنوات أُخرى.
  • في العراق، سُجل مؤخراً تطوران مهمان: الأخبار الجيدة هي أنه بعد نصف عام على سقوط الحكومة السابقة، أُقيمت حكومة مستقرة. والأخبار الجيدة أكثر هي أن الحكومة التي يترأسها مصطفى الكاظمي ليست خاضعة للنفوذ الإيراني. الأميركيون باركوا تعيين الكاظمي رئيساً للحكومة.
  • اضطر الإيرانيون إلى التظاهر بالرضى لأنه لم يكن لديهم القدرة على طرح مرشح آخر له حظوظ في مواجهته. السبب هو أن الموالين لإيران خسروا شيئاً من قوتهم في العراق نتيجة اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني وزعيم الحشد الشعبي جمال محمد علي ابراهيم "المهندس".
  • وريث سليماني إسماعيل قاآني لا يتمتع بهيبة سلفه. فقد اضطر إلى الحصول على تأشيرة من أجل زيارة عناصر الميليشيات. عندما وصل تسبب لهم بخيبة أمل، وبدلاً من أن يحمل معه رزماً من الدولارات كما كان يفعل سليماني، حمل معه خواتم فضية للقادة. وهذه لفتة دينية شيعية تقليدية محترمة، لكن لا يمكن الذهاب بها إلى دكان بقالة.
  • هذه الحادثة وانتخاب رئيس حكومة عراقية تفضله واشنطن، لا يبشران بنهاية النفوذ الإيراني في العراق. لكن الحقيقة أن قاآني لم ينجح في تشغيل وكلاء إيران في العراق وفي أماكن أُخرى بنفس الفعالية التي كانت لسلفه. كان سليماني استراتيجياً وتكتيكياً، ذا أفكار خارجة عن المألوف وقدرة كبيرة على تنفيذها وتسويقها على الأرض.
  • التطور الاستراتيجي السلبي الأكثر أهمية الذي حدث في الأشهر الثلاثة الأخيرة كان الانبعاث الفتاك لداعش. فقد عاد التنظيم ليضرب بكثافة، مُظهراً وحشية كبيرة إزاء معارضيه في غرب العراق. عناصر التنظيم الذين انتقلوا إلى العمل السري بعد هزيمة الخلافة نهائياً على يد التحالف الأميركي العراقي الإيراني في الموصل، استغلوا الوباء للعودة إلى كامل نشاطهم، لكن ليس كدولة، بل كتنظيم يخوض حرب عصابات وإرهاب.
  • عودة داعش إلى العمل في العراق، وأيضاً في جنوب شرق سورية، شرقي الفرات بالقرب من الحدود مع العراق، يقلق جهات أمنية في إسرائيل. كما هو معروف، هناك فرع ناشط تابع لداعش في شمال سيناء ووسطها، لم ينجح الجيش المصري في القضاء عليه. وهناك فرع آخر في جنوب الجولان بالقرب من المثلث الحدودي بين سورية والأردن وإسرائيل.
  • إذا لم تنجح القوى الأمنية العراقية في تقليص الظاهرة، من الممكن أن يظهر داعش في الأردن أيضاً، ويخصص الجيش الإسرائيلي انتباهه لهذه الظاهرة. عناصر الاستخبارات الأميركية وكبار مسؤولي البنتاغون راضون. بعد إعلان الرئيس ترامب الانتصار على داعش حذّروا من أن التنظيم لا يزال حياً. أيضاً الشيعة العراقيون الذين طالبوا بطرد عناصر الجيش الأميركي بعد اغتيال سليماني، يعيدون النظر في مطالبهم. حالياً، يوجد على الأراضي العراقية نحو 5200 جندي أميركي، وسينضم إليهم في الأسابيع المقبلة 2200 مظلي من الفرقة 82. في العراق أيضاً، ينوون انتظار الانتخابات في الولايات المتحدة لحسم الاتجاه الذي يجب أن تسير فيه المفاوضات بشأن الوجود الأميركي في العراق.

الأطراف في سورية كلها عالقة

  • في سورية، يسيطر الجمود. الأطراف التي لها علاقة بالوضع، بمن فيها الرئيس بشار الأسد والروس والإيرانيون والأتراك والأكراد الذين يعملون مع الأميركيين، كلهم لم يحققوا أهدافهم. ولهذا الوضع عدة تداعيات.
  • سورية في وضع اقتصادي ميؤوس منه، ولولا حصولها على التزود بالنفط باعتمادات من إيران، لانهار الاقتصاد السوري في المناطق التي يسيطر عليها النظام. بالإضافة إلى ذلك، تخرج تظاهرات كبيرة إلى الشوارع في المناطق التي يسيطر عليها الأسد، بما فيها اللاذقية، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي.
  • في هذا الوقت، فرض ترامب هذا الأسبوع عقوبات شخصية على بشار الأسد وزوجته أسماء، بالإضافة إلى العقوبات التي سبق أن فرضها على الاقتصاد في سورية. وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال هذا الأسبوع إنه يخطط لجولة إضافية من العقوبات.
  • على الرغم من هذا كله، يُظهر بشار الأسد ثقة بالنفس. بعد أن سمح له الروس باستعادة سيطرته على 70% من أراضي بلده، بدأ بتسريح الجنود النظاميين والاحتياطيين الذين خدموا في الجيش 8 سنوات وحتى 9 سنوات على التوالي. كما بدأ بمطالبة الأثرياء الجدد في سورية بإسعاف الاقتصاد السوري. الأسد الذي يهدده الوضع الاقتصادي الآن أكثر من أي شيء آخر، فتح جبهة داخل عائلته مع ابن خاله الملياردير رامي مخلوف. فطالبه بإعادة المليارات التي سرقها من خزينة الدولة. يتحصن مخلوف في منزله في اللاذقية، وهناك من يقول إن أيامه أصبحت معدودة.
  • على المستوى السياسي، الروس لم يحققوا التسوية التي تسمح لهم بإنهاء الحرب الأهلية وتحقيق أرباح من إعادة إعمار سورية. الروس أيضاً يتشاجرون مع الإيرانيين بشأن اقتسام جلد الدب الذي لم يصطادوه بعد.
  • اغتيال سليماني يظهر من خلال مؤشرات في سورية أيضاً. المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي يؤيد تقديم مساعدة عسكرية واقتصادية لنظام الأسد كي يصمد، لكنه ليس ملتزماً مثل سليماني فكرة قيام جبهة سورية منفصلة ضد إسرائيل. هو لا يريد خسارة أشخاص وصرف مال من أجل تحقيق هذا الهدف. لذلك يركز حالياً قائد فيلق القدس قاآني في سورية على الدفع قدماً بمشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله وسحب عناصره والميليشيات الشيعية الموجودة بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

لبنان في دوامة اقتصادية

  • في لبنان، فاقمت أزمة الكورونا الأزمة الاقتصادية. حالياً، الدولة اللبنانية مفلسة رسمياً: فالليرة اللبنانية خسرت الكثير من قيمتها وسعر الدولار يتراوح بين 4000 و5000 ليرة، التضخم خرج عن السيطرة والتظاهرات خرجت إلى الشوارع. وهذا الأسبوع وقعت تظاهرات عنيفة في بيروت وطرابلس، وفي جزء منها اشتبك متظاهرون مع عناصر من حزب الله الذي يمسك بخيوط الحكومة من وراء الكواليس.
  • في إسرائيل، يُتوقع أن يحاول نصر الله تحويل كل الاتهامات الموجّهة إليه وإلى تنظيمه من خلال خلق نقاط احتكاك بإسرائيل في سورية أو البحر المتوسط، حيث يوجد خلاف بين لبنان وإسرائيل على ملكية المياه الاقتصادية التي توجد تحتها حقول الغاز. اللبنانيون وأيضاً حزب الله يأملون بخلاص أو على الأقل بمنعطف إيجابي في حال خسارة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
  • في هذا الجو من الانتظار، وفي الوقت الذي قررت فيه إيران والدول الأعضاء الأُخرى في المحور الردايكالي الشيعي الانتظار، من الصعب التقدير كيف ستكون ردات فعل المنطقة إذا ضمت حكومة إسرائيل مناطق في الضفة الغربية. إذا كان الضم تدريجياً ورمزياً في البداية، ولا يغيّر من وضع البلدات والسكان الفلسطينيين، يمكن التقدير أن احتجاجات الأردن ومصر ودول الخليج ستكون دبلوماسية وكلامية فقط. في الشارع الفلسطيني، سيحدث تصعيد، لكنه غير خطِر - أعمال شغب وتظاهرات إلى السياج الحدودي في غزة. السلطة الفلسطينية لن تنهار. لكن إذا كان الضم كبيراً، فإنه لن يؤدي فقط إلى خرق الاستقرار في المناطق الفلسطينية، بل أيضاً إلى خطوات عملية من جانب الدول العربية تعيد عملية تطبيع علاقات الدولة اليهودية مع جيرانها إلى الوراء.

الأردن ومصر، يمكن أن يسحبا سفيريهما ويعلقا العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعملا ضدها في الأمم المتحدة وواشنطن والساحة الدولية إجمالاً. من الناحية الأمنية، الجيش مستعد لرفع عدد قواته بسرعة في قطاع غزة والضفة لمواجهة سيناريوهات تصعيدية. لكن المشكلة الحقيقية التي سنضطر إلى مواجهتها إذا حدث ضم حقيقي ليست في المدى القصير، بل الطويل: عندما ستضطر دولة إسرائيل إلى أن تقرر ماذا ستفعل بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين ستضمهم طوعاً أو رغماً عن إرادتهم.

"معاريف"، 20/6/2020
الثمن الباهظ الذي دفعه نتنياهو في صفقة شاليط يجعل من الصعب استعادة الأبناء في غزة
آفي يسخاروف - محلل عسكري

 

  • إطلاق صاروخ من تخوم قطاع غزة في اتجاه إسرائيل مساء يوم الإثنين (من دون وقوع إصابات)، بعد أكثر من شهر من الهدوء التام من دون إطلاق قذائف، يمكن طبعاً نسبه إلى تنظيم مارق أو ضد التأخير في تحويل الأموال القطرية إلى غزة. لقد تعودنا فعلياً على هذه الطقوس: في كل مرة تتأخر قطر لسبب ما عن إدخال المال المخصص لمساعدة أكثر من 100 ألف عائلة فقيرة في غزة، تسعى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني أو حركة مشابهة لها، لتسريع تحويل المساعدة بوسائل أقل تقليدية: إطلاق صاروخ أو صاروخين، وبالونات مشتعلة، بكلمات أُخرى - تصعيد.
  • لكن يبدو هذه المرة أنه على الأقل أُضيف عامل جديد إلى المعادلة: التوقعات العالية لـ"حماس" لإنجاز صفقة مع إسرائيل لإطلاق سراح أسرى وتبادل مخطوفين واستعادة جنود، انتهت حتى الآن إلى حالة من الإحباط.
  • قبل بضعة أسابيع، بدأت تظهر في وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية تقارير عن حركة كبيرة في المفاوضات بين الطرفين تتعلق بهذا الموضوع. على جدول الأعمال، الفرصة التي نشأت لتحقيق إنجاز يرضي الطرفين، على خلفية تفشي الكورونا. فقد تخوفت سلطات السجون من إمكان تفشي الوباء داخل أسوار السجون بين أسرى أمنيين، في الأساس بين الكبار في السن منهم، الأمر الذي يؤدي إلى احتجاج عنفي داخل السجون في إسرائيل وخارجها، أي في المناطق الفلسطينية المحتلة.
  • هذا التخوف أثار انتباهاً في الجانب الإسرائيلي، وإمكان إطلاق سراح الأسرى المسنين والمرضى، أي مجموعة الناس التي تُعتبر أكثر عرضة للإصابة بالكورونا، وتسليمهم لـ "حماس"، في مقابل استعادة مواطنين إسرائيليين اثنين موجوديْن في القطاع، واسترجاع جثماني الجنديين هدار غولدمان وأورون شاوول. وكان سبق أن تحدث مسؤولون كبار في "حماس" عن الموضوع ورغبتهم في إنجاز مثل هذه الصفقة، وأيضاً برز في الجانب الإسرائيلي مَن يريد التوصل إلى اتفاق. أحد الدلائل البارزة على هذه الرغبة القوية في مكتب رئاسة الحكومة كانت مجموعة التسهيلات الغامضة التقليدية التي حظيت بها الأجنحة التي يمكث فيها أسرى "حماس" في السجون، بينما لم يحصل أخوتهم من "فتح" في أجنحتهم على شيء، كما ذكرت صحيفة "هآرتس".
  • إذا أخذنا أيضاً في الاعتبار إدخال الأموال القطرية إلى القطاع، كان من الصعب عدم التوصل إلى الاستنتاج بأن حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو تعمل بقوة لتهدئة "حماس" والمحافظة على التهدئة ـ سواء على صورة رشوة واضحة (المال القطري) أو على صورة تقديم تسهيلات لأسرى الحركة، بينما لا يحظى أسرى تنظيم "فتح" الخصم بمثل هذه المكافآت.
  • ومع ذلك لا يزال رئيس الحكومة نفسه يرفض في هذه المرحلة أن يقدم لـ"حماس" الإنجاز الكبير الذي تتطلع إليه- صفقة تبادل أسرى. لقد سبق أن فعل نتنياهو هذا في الماضي من خلال صفقة شاليط، ومنح "حماس" أكبر إنجاز في تاريخها. إطلاق سراح 1027 أسيراً وأسيرة في مقابل جندي مخطوف. هذه الصفقة خلقت المشكلة الكبيرة التي تواجهها إسرائيل حالياً.
  • بحسب التقارير، المطالب التي طرحتها حركة "حماس" في إطار المحادثات تبدو مبالَغاً فيها وخيالية وغير واقعية. وعلى ما يبدو، هذه المواقف المتشددة لـ"حماس"، والتي أدت إلى توقف المحادثات غير المباشرة بينها وبين إسرائيل، يمكن أن تخلق ذريعة أُخرى للتصعيد.
  • في هذا السياق، من الصعب تجاهُل الوضع الاقتصادي الصعب في غزة. أحد سكان القطاع روى لي أن الكورونا لا تزال موجودة في غزة بموازاة الانهيار الاقتصادي. "يملك الناس القليل من المال ليعتاشوا منه. انظر ما جرى في الأسبوعين الماضيين: موظفو حكومة "حماس" (نحو 20-30 ألف شخص) قبضوا نصف رواتبهم بسبب الضائقة المالية للحركة. موظفو السلطة في غزة لم يقبضوا رواتبهم قط (توقفت السلطة عن أخذ الضرائب التي تجبيها عنها إسرائيل على المعابر، ولم تعد تدفع رواتب نحو 30 ألف شخص)، حتى الذين يعملون مع تنظيمات تابعة لمحمد دحلان قبضوا نصف رواتبهم. فإذا أضفت إلى ذلك العاطلين عن العمل (هناك بطالة تقارب الـ50%)، تحصل على قنبلة موقوتة.
  • ضم أجزاء من الضفة لم يحدث بعد. لم يُتخذ أي قرار، ولم يجد فلسطيني أو مستوطن نفسيهما مضمومين إلى دولة إسرائيل. لكن شيئاً ما يجري على الأرض.
  • أولاً، طبعاً التنسيق الأمني توقف رسمياً بين إسرائيل والسلطة. صحيح أنه لا يزال هناك اتصالات هاتفية بين الطرفين، لكنها صارت قليلة أيضاً. الأخبار الجيدة أن السلطة تواصل إحباط هجمات، وتسمح أيضاً بنشاطات، مثل زيارة قبر يوسف (القريب من مخيم عسكر للاجئين في نابلس).
  • ثانياً، قطع التواصل بين إسرائيل والسلطة أدى إلى تغيير دراماتيكي بشأن كل ما يتصل بعلاقة السكان الفلسطينيين بإسرائيل والسلطة. فقط هذا الأسبوع بشروا الفلسطينيين في الضفة أنه في كل مرة يريدون الحصول على موافقة، عليهم أن يفعلوا ذلك مباشرة عبر موقع الإنترنت التابع لمنسق أنشطة الحكومة في المناطق، وليس عن طريق السلطة. من الآن فصاعداً، الفلسطينيون سيتوجهون مباشرة إلى إسرائيل من فوق رأس السلطة ليحصلوا أو لا يحصلوا على الموافقة المطلوبة. ظاهرياً، ما يجري خطوة بيروقراطية، لكن لها تداعيات رمزية دراماتيكية، مرة أُخرى، المواطن الفلسطيني يتعامل مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وليس مع السلطة.
  • هذه الأخبار سيئة بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية وأبو مازن، في الأساس في ضوء ما يبدو أنه تجاهُل الجمهور الفلسطيني أو لامبالاته حيال مشكلة الضم. عباس بدأ بخطوات كان من المفروض أنها ستحرك شيئاً ما. لكن الجمهور الفلسطيني لم ينضم إليه، وكذلك المجتمع الدولي. التهديد بتسليم المفاتيح وحل السلطة هو تهديد بمسدس فارغ من دون طلقات.
  • كما ذكرنا، السلطة لا تنوي قبول لامبالاة الجمهور. في رام الله، يدركون أن الجمهور لا يريد انتفاضة ثالثة في وقت قريب ومن الصعب خلق أزمة حقيقية، لذلك يحاولون حالياً تحقيق إنجازات رمزية. معنى ذلك بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، التوجه (مجدداً) إلى مجلس الأمن، في محاولة للتوصل إلى اعتراف دولي بدولة فلسطينية تحت الاحتلال.
  • في مجلس الأمن، من المتوقع أن تفرض أميركا الفيتو وتوقف أي مبادرة كهذه "لكن لا توجد نية للتوقف عن ذلك لهذا السبب"، يقول مصدر فلسطيني، ويتابع "التوجه السائد هو العمل مع مؤسسات الأمم المتحدة للتوصل إلى مثل هذا الاعتراف، حتى لو جرى فرض فيتو أميركي مرات ومرات. هناك دول عديدة تدعم هذه الخطوة، لذلك هي تحظى بتأييد القيادة الفلسطينية. في حال جرى الضم - سنطالب بالاعتراف بنا كدولة واقعة تحت الاحتلال. هناك 12-13 دولة أوروبية مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية تحت الاحتلال في حال جرى ضم إسرائيلي، وهذا في الواقع الثمن الذي سيكون على إسرائيل أن تدفعه."
  • بحسب المصدر، ما من أحد يريد تصعيداً حقيقياً أو انتفاضة أو فوضى. "نريد تظاهرات شبيهة بالتظاهرات ضد أزمة البوابات الكهربائية في الحرم القدسي، ولا نريد شيئاً يخرج عن السيطرة. من ناحية ثانية، لا يمكن قبول الضم من دون أن تدفع إسرائيل ثمناً له."