مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو خلال لقائه الموفد الأميركي لشؤون إيران: "سنبذل كل شيء لمنع النظام الإيراني من الحصول على سلاح نووي"
غانتس في مقابلة : "ملايين العاطلين عن العمل غير مهتمين بالضم"
نتنياهو يعلن استعداده للتفاوض مع الفلسطينيين على أساس خطة ترامب
مقالات وتحليلات
ثلاثة معسكرات معارضة للضم
ليس هناك إدارة أميركية دمرت العملية السياسية مثل إدارة ترامب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هَيوم"، 30/6/2020
نتنياهو خلال لقائه الموفد الأميركي لشؤون إيران: "سنبذل كل شيء لمنع النظام الإيراني من الحصول على سلاح نووي"

التقى بنيامين نتنياهو في مكتبه اليوم الموفد الأميركي الخاص لشؤون إيران برايان هوك وبحث معه التطورات الإقليمية عموماً وما تقوم به إيران في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً.

خلال اللقاء قال نتنياهو إن إسرائيل ستواصل القيام بالخطوات المطلوبة ضد التمركز الإيراني في سورية، ولمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وأضاف: "إذا أرادت إيران التعامل معها كدولة طبيعية، عليها أن تتصرف كدولة طبيعية. لكنها لا تفعل ذلك، فهي تضلل المجتمع الدولي وتكذب طوال الوقت. وتواصل مشروعها السري لتطوير سلاح نووي."  وتوجه نتنياهو إلى الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً: "ستواصل إسرائيل القيام بعملياتها لمنعك من فتح جبهة ضد إسرائيل في سورية. وأقول لبشار الأسد: أنت تشكل خطراً على دولتك ونظامك. إسرائيل لن تسمح لإيران بإقامة وجود عسكري لها في سورية."

"يديعوت أحرونوت"، 30/6/2020
غانتس في مقابلة : "ملايين العاطلين عن العمل غير مهتمين بالضم"

أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقابلة مع وزير الدفاع ورئيس الحكومة المناوب بني غانتس، تطرق فيها إلى أسباب انضمامه إلى حكومة نتنياهو وخيبة أمل الكثير من ناخبيه، فقال: "أنا أفهم الغضب، وألتقي أشخاصاً وأستمع إلى النقد. وأستطيع أن أشعر بخيبة الأمل عند الناس، لكن يجب أن نكون واقعيين، وأن نقوم بما هو صحيح." وعندما سئل، هل يتخوف من نتنياهو، أجاب: "فعلاً لست متخوفاً. كنت رئيساً للأركان طوال 4 سنوات كان فيها رئيساً للحكومة." وسئل هل يتخوف من حل الحكومة، فأجاب: "نحن نواجه كل يوم احتمال وقوع حادثة سياسية كبيرة تؤدي إلى حل الحكومة. وأعتقد أن إسرائيل بحاجة إلى استقرار في الحكم." وأضاف: "أسأل نفسي ما هو الأفضل بالنسبة إلى الدولة؟ الذهاب إلى انتخابات الآن هو كارثة. ومَن سيأخذنا إلى انتخابات لن يسامحه الجمهور." وعن خطة ترامب قال: "أعتقد أن خطة ترامب هي الإطار السياسي والأمني الصحيح الذي يجب على دولة إسرائيل الدفع به قدماً. ويجب أن نفعل ذلك بصورة صحيحة من خلال إشراك أكبر عدد من الدول الإقليمية في النقاش، ومن خلال دعم دولي. ولقد سبق أن قلت إن تاريخ الأول من تموز/يوليو ليس موعداً مقدساً." وسئل ماذا سيحدث غداً، فأجاب: "وضعنا معايير في الاتفاق، وقررنا عملية النقاش في المجلس الوزاري المصغر، ومن حق نتنياهو أن يدرس كل الاعتبارات، وأن يمضي قدماً. إذا حدث غداً اتفاق يسمح بفرض السيادة، سأضطر إلى احترامه"، لكنه شدد من ناحية أُخرى على وجود مليون عاطل عن العمل غير مهتمين بالضم." وسئل لماذا يرفض ملك الأردن الاجتماع به، فأجاب: "أعتقد أن السلام مع الأردن هو رصيد بالنسبة إلى دولة إسرائيل. ويجب تعزيزه من خلال القيام بمشاريع مشتركة يكون للطرفين مصلحة في الدفع بها قدماً والمحافظة عليها. أعتقد أن خطوة أحادية الجانب ستطرح تحديات من كل النواحي، من الناحية الاقتصادية، وعلى المستوى الدولي. يجب أن نعمل بمسؤولية، وبالاستناد إلى سلم أولويات صحيح." وعن علاقته بالأميركيين، وهل رأى الخرائط، أجاب: "الحوار معهم ممتاز وسيبقى كذلك. أعرف الخرائط من دون أن أراها. لكنني رأيتها، ويوجد حالياً عدد من الاحتمالات." 

"يسرائيل هَيوم"، 29/6/2020
نتنياهو يعلن استعداده للتفاوض مع الفلسطينيين على أساس خطة ترامب

قال رئيس الحكومة في خطاب مسجل ألقاه ليل الأحد الإثنين في مؤتمر المنظمة الأميركية "مسيحيون موحدون من أجل إسرائيل" إنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين بالاستناد إلى خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام، مشدداً على أن السيادة تأتي قبل السلام ولن تضره. ودعا الفلسطينيين إلى عدم تضييع الفرصة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وقبول رؤيا الرئيس الأميركي للسلام، مضيفاً "على الفلسطينيين أن يكونوا مستعدين لإجراء مفاوضات على تسوية إقليمية تحمل السلام إلى الإسرائيليين والفلسطينيين. إسرائيل مستعدة للتفاوض، وكذلك أنا."

في المقابل، كان الطاقم الأميركي الذي يعمل على خطة السلام للرئيس ترامب برئاسة آفي بيركوفيتش قد وصل إلى إسرائيل، وبدأ سلسلة اجتماعات سياسية مع القيادة الإسرائيلية بهدف التوصل إلى اتفاقات نهائية تتعلق بمسألة الضم. ومن المفترض أن يلتقي بيركوفيتش على انفراد  كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ورئيس الحكومة المناوب بني غانتس.

وذكرت مصادر مطلعة أن رئيس الحكومة نتنياهو لا يريد فقط ضم الكتل الاستيطانية، بل يريد ضم مجموعة مستوطنات، بينما يعارض زعماء حزب أزرق أبيض ضم مجموعة مستوطنات، ويوافقون على ضم كتل استيطانية مثل غوش عتسيون. والتقدير في إسرائيل أن ضم غور الأردن مستبعد في المرحلة الحالية، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى المس باتفاق السلام مع الأردن.

وفي تقدير وزراء في الحكومة أن نتنياهو في نهاية الأمر سيفضل ضماً جزئياً وليس ضم 30% من أراضي الضفة الغربية، لأنه في إطار الضم الجزئي لن يكون مضطراً إلى قبول خطة ترامب بالكامل، لأن ذلك سيتطلب منه الموافقة على قيام دولة فلسطينية في النهاية. في المقابل، يشترط زعماء حزب أزرق أبيض دعمهم لأي خطة للضم بأن تكون جزءاً من سياسة أوسع تشمل تقديم تنازلات وتسهيلات للفلسطينيين.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 29/6/2020
ثلاثة معسكرات معارضة للضم
شلومو زاند - مؤرخ مؤلف كتاب "اختراع الشعب اليهودي" و"اختراع أرض إسرائيل"
  •  في مواجهة الرهان الجريء للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بضم أجزاء من الضفة الغربية، نهضت على قدميها ثلاثة معسكرات سياسية منفصلة ومختلفة. إذا أردنا فك رموز إسرائيل في سنة 2020 واللعبة السياسية غير المهمة التي تجري فيها، يتعين علينا التمييز بينها والوقوف على ملامحها.
  • المعسكر الأول يضم الجزء الأكبر من كتلة المستوطنين ومؤيديهم المتحمسين الذين يسكنون داخل حدود الخط الأخضر. يرى هؤلاء، عن حق، في الضم المقترب خطراً، لأن مثل هذه الخطوة يمكن أن تكون مرتبطة مستقبلاً بالتخلي عن جزء مقدس من أراضي "أرض إسرائيل". وإذا تحقق الضم، لا سمح الله، يمكن أن تنشأ دولة بنتوستان فلسطينية في قلب الوطن التاريخي. مدينة نابلس التي كانت عزيزة على قلوب أجدادنا، وبيت لحم المكان الذي دُفنت فيه راحيل أمنا، والأسوأ من كل ذلك- الخليل مدينة إبراهيم أبينا، يمكن أن تصبح تحت سيطرة الأغيار الغوييم من غير اليهود.
  • ألم يكن كافياً أننا تخلينا في سنة 1948 عن أرض إسرائيل الشرقية؟ ألا يجب أن يشكرونا لماذا لم نطرد بعد الغزاة الفلسطينيين من أرض إسرائيل الغربية؟ خطة الضم الحالية رديئة وهزيلة. حتى إيغال آلون وأنصار اليسار الصهيوني كانوا سيخجلون من دعمها.
  • المعسكر الثاني هو النقيض المطلق للأول، يعارض الضم بشدة، ويضم الأغلبية الساحقة من الإنسانيين الليبراليين المعارضين للاحتلال بشدة. هؤلاء يتخوفون، عن حق، من أن ضم الضفة، مثل ضم القدس في سنة 1967، لن يشمل إعطاء الجنسية للمواطنين الذين جرى ضمهم. ألا يكفي أن نحو 39%، أي قرابة 400 ألف من سكان عاصمة إسرائيل ليسوا مواطنين متساوين في الحقوق منذ 53 عاماً، ولا أحد يتحدث عن ذلك في الكنيست، الموجود على مسافة قريبة من مساكنهم؟
  • بالإضافة إلى ذلك، ضم غور الأردن ومناطق إضافية سيمنع مستقبلاً أي حل واعتراف متبادل وأي إمكان لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذه طريق معبدة لتأسيس دولة أبرتهايد يهودية ستقوض وجود إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية، ضمن حدود أيار/مايو 1967، ربما تكون "معدّلة" قليلاً ولكنها منصفة.
  • المعسكر الثالث المعارض للضم هو الأكبر. ويضم الذين يعيشون بسلام مع الاحتلال، لكنهم يتخوفون من أن يقوّض الضم الهدوء والاطمئنان اللذين ميّزا عيشنا حتى الآن (حتى الكورونا على الأٌقل). في الواقع، الفلسطينيون تعودوا على العيش من دون سيادة، ومن دون حقوق مواطَنة طوال نصف قرن: ومن دون فكرة الضم التي فرضتها علينا واشنطن ترامب، من الممكن أن يعيشوا هكذا بعون الله على الأقل نصف قرن آخر.
  • لمَ لا؟ حياتهم أفضل من حياة المواطنين الذين يُقصفون في سورية، أو اللاجئين الفلسطينيين ونسلهم الكثير الذين يعيشون في لبنان أو في غزة. صحيح أن العالم يتذمر، لكنه يقبل الاحتلال، بل وحتى تعوّد عليه. على الرغم من الثرثرة الليبرالية، فإن حقوق الإنسان للفلسطينيين لا تهم الأوروبيين، ناهيك عن أن الشرقيين بينهم الذين كانوا سابقاً معادين للسامية قلبوا جلودهم، وهم اليوم معجبون بعلاقتنا الحكيمة التي تستحق التقدير حيال المسلمين.
  • حقيقة أنه من الناحية القانونية، منذ سنة 1945 العالم ليس مستعداً لتحريك حدود بالقوة والتعسف ولو متراً واحداً يمكن أن يعقّد استمرار وجودنا في الضفة الغربية، وكذلك أيضاً مشروع تكثيف المستوطنات المستمر بتشجيع سري أو علني من قِبل كل حكومات إسرائيل.
  • جدودنا (وليس جدود جدودنا) عرفوا جيداً أن تحقيق الرؤيا الصهيونية وإحياء الصحراء حدثا من خلال استراتيجيا معقدة "دونم من هنا وعنزة من هناك"، وليس بواسطة تكتيك غير مسؤول "ضربة واحدة وانتهينا". هكذا بنينا دولة يهودية عظيمة وهكذا نوسعها بمرونة وحكمة.
  • وفي الواقع، شيئاً فشيئاً سيغادر الكثير من الفلسطينيين أراضي الضفة الغربية- النخبة بينهم تفعل ذلك اليوم- وبهذه الطريقة سيتحسن الميزان الديموغرافي بالتدريج. مع ذلك يجب علينا الحرص على مواصلة إظهار فرادة ماضينا التاريخي، وليس فرادة السياسة التي تخدمنا اليوم في أرض الوطن التي نعرف بالتأكيد أنها كانت دائماً لنا، وستبقى لنا إلى الأبد.
  • كل قارئة وقارىء يستطيع أن يتماهى طبعاً مع أحد المعسكرات، أو أن يرسم خطوط مخطط معسكرات إضافية. لكن لا أستطيع أن أمنع نفسي من القول إن المعسكر الثالث يذكّرني بالشخص الغاطس في بركة مليئة بأقذار تصل إلى حدود شفته السفلية ويحرك فمه بصعوبة متوسلاً: "لا تصنعوا أمواجاً".
"معاريف"، 28/6/2020
ليس هناك إدارة أميركية دمرت العملية السياسية مثل إدارة ترامب
شلومو شمير - محلل سياسي
  • منذ رئاسة رونالد ريغن، كل إدارة أميركية أظهرت تدخلاً نشطاً في جهود التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين والدفع قدماً بحل سياسي للنزاع. وكل الإدارات فشلت باستثناء إدارة جيمي كارتر التي توصلت إلى اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر. ليست مهارة كارتر هي التي أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز التاريخي. كان كارتر يُعتبر أحد أسوأ الزعماء الذين عرفهم البيت الأبيض، وأكثرهم فشلاً. لكنه عمل مع شخصيتين سياسيتين مهمتين، مناحيم بيغن وأنور السادات اللذين حرصا كثيراً وفكرا وسعيا من أجل تحقيق الأفضل لشعبيهما، وليس لنفسيهما.
  • الفشل في المجال السياسي والدبلوماسي ليس عيباً. وزراء خارجية أميركيون لم ينجحوا في وساطتهم ولم يدفعوا قدماً بتفاهم واتفاق بين الطرفين، لم تتضرر مكانتهم وشهرتهم، ولم يجر وصمهم في التاريخ السياسي للولايات المتحدة. لكن ليس هناك إدارة أميركية أثارت السخرية، وحقّرت، وقضت على طابع التدخل وأنماط النشاط والوجود الأميركي بحد ذاته في مجال السعي للدفع قدماً بحل سياسي للنزاع، مثل ما فعلته وتفعله إدارة ترامب. إخفاقات الرؤساء السابقين في هذا المجال تركت شعوراً باليأس من فرص السلام. السخرية والازدراء اللذان أظهرتهما إدارة ترامب في هذا المجال، لا يبعثان على اليأس، لأنهما منذ البداية لم يثيرا أملاً وتوقعات كبيرة.
  • من هو آفي بيركوفيتش؟ وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أنه وصل إلى إسرائيل يوم الجمعة بهدف "توضيح موضوع الضم". قبل بضعة أشهر لم يسمع أحد بوجود آفي بيركوفيتش. لقد ورث مكان غرينبلات في الطاقم الأميركي المسؤول عن خطة السلام. وذكرت النيويورك تايمز و الواشنطن بوست، أن جاريد كوشنير تعرف إليه في أحد مراكز الاستجمام وأصبحا صديقين. وقالتا إن كوشنير كان معجباً بصورة خاصة بمهارته في إعداد قهوة لذيذة... هذه ليست مزحة. هكذا كتبت الصحيفتان.
  • ميزة أُخرى لبيركوفيتش أنه درس في يشيفيا في القدس ويعرف التحدث باللغة العبرية. هذا الماضي الغني والمدهش حوّله إلى "مسؤول أميركي رفيع" وعيّنه مع الطاقم الذي يسعى لإيجاد حل سياسي للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. عندما سيسجل المؤرخون التدخل الأميركي في مساعي السلام، سيذكرون إلى جانب وزراء الخارجية السابقين، جورج شولتز، ووارن كريستوفر، وكوندوليزا رايس، وجون كيري، أيضاً اسم آفي بيركوفيتش. لم لا؟ وأيضاً أعلنت الناطقة بلسان البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيصدر قريباً "إعلاناً مهماً" في موضوع الضم.
  • في الواقع، أن ننتظر اليوم "إعلاناً مهماً" للرئيس ترامب يتعلق بمشكلة في منطقة الشرق الأوسط يشبه انتظار إعلان إيجاد علاج لوباء الكورونا. الضم وكل خطة السلام للشرق الأوسط، صفقة القرن، كما يصفها، يهم الرئيس ترامب بقدر اهتمامه بارتفاع العشب الأخضر في ساحة البيت الأبيض، وربما أقل من ذلك. في كل ولاية مهمة ومركزية ومؤثرة في الولايات المتحدة انخفض التأييد للرئيس ترامب بحجم لم يُعرَف له مثيل من قبل، والفجوة لمصلحة جو بايدن تزداد اتساعاً. فشله المطلق في إدارة كارثة وباء الكورونا، وردوده المهينة على التظاهرات الشعبية الجماهيرية ضد العنصرية والتمييز- جعلت الرئيس ترامب في وضع صعب، وفي مواجهة أهم تهديد منذ انتخابه قبل 3 سنوات ونصف السنة.
  • في تقدير اقتصاديين في الولايات المتحدة، من المتوقع أن يواجه الاقتصاد الأميركي في الأسابيع المقبلة ركوداً لم يسبق له مثيل. لقد أثبت التاريخ الأميركي عدم انتخاب رئيس لولاية ثانية في فترة ركود اقتصادي. هل مسألة الضم تقلق ترامب فعلاً. من لم يأت إلى القدس هو جاريد كوشنير. لديه مشكلات ومسائل أهم وأخطر بكثير من مستقبل هضاب الأردن. كوشنير هو الرجل القوي في البيت الأبيض، وهو يشعر بالرعب حيال استطلاعات الرأي العام التي تُظهر تدهوراً جارفاً في حجم تأييد الرئيس ترامب، وذلك قبل 4 أشهر من يوم الانتخابات. كوشنير مشغول ببلورة خطة ومبادرة، هدفها منع هزيمة والد زوجته، الرئيس ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. من يجب عليه أن يهتم بمصير ومستقبل عملية الضم؟ إنه آفي بيركوفيتش.