مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يوعز بالعثور على موارد مالية من شأنها إضافة زيادة بقدر 3.3 مليار شيكل إلى الميزانية الأمنية الإسرائيلية
تصويت أزرق أبيض إلى جانب مشروع قانون يحظر إجراء علاجات نفسية لقاصرين مثليين بهدف تغيير ميولهم الجنسية يثير أزمة داخل ائتلاف الحكومة الإسرائيلية
الكنيست يصادق بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون يتيح للحكومة إمكان تجاوز الحصول على مصادقة الهيئة التشريعية لاتخاذ قرارات متعلقة بمواجهة كورونا
مقالات وتحليلات
أكثر ما يشغل بال كوخافي الآن، احتمال قيام حزب الله بالانتقام لمقتل أحد ناشطيه في الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في محيط مطار دمشق
هناك خطر أن تنتهي الهجمات في إيران ببكاء ودماء
لا تصدقوا وسائل الإعلام: هذا ما يحدث فعلاً هناك
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 23/7/2020
نتنياهو يوعز بالعثور على موارد مالية من شأنها إضافة زيادة بقدر 3.3 مليار شيكل إلى الميزانية الأمنية الإسرائيلية

أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الأربعاء) إلى كل من وزارة المال والأجهزة الأمنية وهيئة الأمن القومي وديوان رئاسة الحكومة بالعثور على موارد مالية من شأنها إضافة زيادة بقدر 3.3 مليار شيكل إلى الميزانية الأمنية، وذلك من أجل تمويل نشاطات الجيش الإسرائيلي وإقامة الحاجز الأمني في منطقة الحدود مع قطاع غزة ومجالات حيوية أُخرى لا تقبل التأخير. 

وجاء ذلك خلال مناقشة بشأن الميزانية الأمنية أجراها نتنياهو مع رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس [رئيس أزرق أبيض]، ووزير المال يسرائيل كاتس، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات، والمديرين العامين للوزارات المعنية ومسؤولين كبار آخرين. وشدد نتنياهو على أهمية تمكين وزارة الدفاع والمؤسسة الأمنية من الحفاظ على الاستقرار في مواجهة التحديات الأمنية في العديد من المجالات والجبهات في منطقة الشرق الأوسط.

 

"معاريف"، 23/7/2020
تصويت أزرق أبيض إلى جانب مشروع قانون يحظر إجراء علاجات نفسية لقاصرين مثليين بهدف تغيير ميولهم الجنسية يثير أزمة داخل ائتلاف الحكومة الإسرائيلية

صادق الكنيست بالقراءة التمهيدية أمس (الأربعاء) على مشروع قانون يحظر على الأخصائيين النفسيين إجراء علاجات لقاصرين مثليين بهدف تغيير ميولهم الجنسية. وأيّد مشروع القانون 42 عضو كنيست وعارضه 36 عضواً.

وعلى الرغم من موقف الحكومة المعارض لمشروع القانون هذا الذي قدمه رئيس حزب ميرتس عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس، قررت كتلة أزرق أبيض الخروج عن الانضباط الائتلافي وتأييده، كما صوت إلى جانبه الوزيران أمير أوحانا من الليكود وإيتسيك شمولي من العمل وكلاهما من مثليي الجنس، وعضو الكنيست ميخال شير من الليكود.

وأثار تصويت أزرق أبيض إلى جانب مشروع القانون غضباً كبيراً في أوساط أحزاب اليهود الحريديم [المتشددون دينياً]. واتهم عضو الكنيست موشيه غفني من حزب يهدوت هتوراه الحريدي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالإهمال في فرض الانضباط الائتلافي على أزرق أبيض، وأشار إلى أن مشروع القانون المذكور يمس بقدسية العائلة ويُعتبر انتهاكاً فظاً للاتفاق الائتلافي. وأضاف أن يهدوت هتوراه سيوقف من الآن فصاعداً أي نوع من التعاون مع أزرق أبيض. كما أعلنت كتلة حزب شاس الحريدي أنها لن تشارك من الآن فصاعداً في التصويت في الكنيست.

وقال الوزير في ديوان رئاسة الحكومة دافيد أمسالم [الليكود] إن تصويت أزرق أبيض يقود إلى تصدّع الائتلاف الحكومي ويوجد حالة من الفوضى ستؤدي في نهاية المطاف إلى حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

موقع Ynet، 23/7/2020
الكنيست يصادق بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون يتيح للحكومة إمكان تجاوز الحصول على مصادقة الهيئة التشريعية لاتخاذ قرارات متعلقة بمواجهة كورونا

صادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة بعد منتصف الليلة الماضية على مشروع قانون كورونا الذي يتيح للحكومة إمكان تجاوز الحصول على مصادقة الهيئة التشريعية لاتخاذ قرارات متعلقة بمواجهة الفيروس.

ويمنح القانون الحكومة الإسرائيلية صلاحيات اتخاذ قرارات متعلقة بفيروس كورونا من دون الرجوع إلى الكنيست، بحيث تدخل هذه القرارات حيّز التنفيذ فوراً، بينما يُمنح الكنيست مهلة قصيرة لا تتجاوز الـ24 ساعة للطعن بهذه القرارات. كما يمنح القانون رئيس الحكومة صلاحية إعلان حالة الطوارئ وفرض الإغلاق الشامل أو فرض إغلاق على قطاعات ومناطق بعينها بحجة الحدّ من انتشار فيروس كورونا.

وجاء إقرار هذا القانون بينما تتواصل التظاهرات في تل أبيب والقدس، احتجاجاً على فشل الحكومة في إدارة أزمة كورونا وتردي الأوضاع الاقتصادية والارتفاع المتواصل في معدلات البطالة جرّاء الإغلاق والإجراءات المشددة. ورفع المشتركون في هذه التظاهرات شعارات رافضة لهذا القانون وأكدوا أنه يدمر أسس الديمقراطية.

وكان وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين هدد بأن الصراعات بين الحكومة والكنيست بشأن اتخاذ القرارات المتعلقة بفيروس كورونا ستدفع نحو إغلاق شامل. وجاء تهديده هذا في إثر قيام لجنة كورونا في الكنيست باتخاذ قرارات تنص على إلغاء القيود التي قررت الحكومة فرضها على عمل المطاعم والحانات والمقاهي وغيرها.

وأفادت مصادر مسؤولة في وزارة الصحة أنه عقب قرار اللجنة البرلمانية المذكورة تلقت الوزارة تقريراً من هيئة الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة يدعوها إلى رفع التأهب والجهوزية في المستشفيات إلى الدرجة القصوى نظراً إلى احتمال ارتفاع عدد الإصابات الخطرة بفيروس كورونا التي من المتوقع أن تسجل في غضون الأسبوعين المقبلين.

كما طالب التقرير بالاستمرار في تحديد مناطق حمراء بغية فرض إجراءات صارمة عليها وإنفاذ القانون في كل ما يتعلق بإجراءات الوقاية، وبإجراء فحوصات مكثفة لاكتشاف المصابين بالفيروس.

وأشار التقرير إلى أن الهدف الذي يجب السعي له للحد من انتشار فيروس كورونا في إسرائيل هو خفض عدد الإصابات اليومية بالفيروس إلى 400 إصابة بحلول آب/أغسطس المقبل.

من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس (الأربعاء) أن مجمل الإصابات بفيروس كورونا منذ بداية الأزمة في إسرائيل بلغ 55.659 إصابة، وأن عدد الإصابات النشطة ارتفع إلى 32.060، كما تم تسجيل 1326 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضافت الوزارة أن حصيلة الوفيات منذ بداية تفشي هذا الفيروس في إسرائيل ارتفعت إلى 430 وفاة، في حين أن عدد حالات الإصابة الخطرة سجل رقماً قياسياً جديداً، إذ زاد بـ20 حالة عن يوم أمس الأول (الثلاثاء) وبلغ 273 حالة تم ربط 78 منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 23/7/2020
أكثر ما يشغل بال كوخافي الآن، احتمال قيام حزب الله بالانتقام لمقتل أحد ناشطيه في الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في محيط مطار دمشق
يوسي يهوشواع - مراسل عسكري
  • ثمة عدة موضوعات تشغل بال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي في الأيام الأخيرة، في مقدمها الاستعداد لاحتمال قيام حزب الله بالانتقام لمقتل أحد ناشطيه في الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في محيط مطار دمشق الدولي يوم الاثنين الفائت. ويمكن القول إن هذا الموضوع هو الأكثر إلحاحاً الآن، على الأقل في المستوى العملاني.
  • ومعروف أنه قُتل في هذا الهجوم ناشط من حزب الله مع ناشطين إيرانيين وأفراد ميليشيات موالية لإيران، واستهدف عملية تهريب شحنة من الوسائل القتالية من إيران إلى سورية، ومن هناك إلى حزب الله. ويضاف هذا الهجوم إلى عمليات تفجير وقعت في إيران خلال الشهر الأخير، وإلى عملية المساس بمنشأة نتانز النووية المنسوبة إلى إسرائيل أيضاً، والتي من شأنها أن تجرّ ردة فعل في عدة جبهات. مع ذلك لا بد من التذكير بأن إيران ولبنان في خضم أزمة اقتصادية - اجتماعية عميقة تتسبب بتوجيه كل الاهتمام في هذين البلدين إلى الشؤون الداخلية.
  • وبسبب هذه التهديدات، ومن أجل الحؤول دون حدوث أي تصعيد وخفض احتمالات الاحتكاك في المنطقة، قرر الجنرال كوخافي إلغاء تدريب عسكري واسع كان من المفترض القيام به هذه الأيام في منطقة الحدود الشمالية في إطار عمل الجبهة الغربية في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الأربعاء) إن قيادة الجيش ستدرس متى يمكن إجراء التدريب و"يبدو أن الجنود سيعودون إلى إجراء التدريب في الشمال في الأيام القريبة ."
  • على خلفية هذا الوضع المستجد، حظي كوخافي أمس بمساعدة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أعلن أنه أوعز إلى وزارة المال والأجهزة الأمنية بالعثور على موارد لإضافة مبلغ 3.3 مليار شيكل إلى الميزانية الأمنية الإسرائيلية. ووفقاً لما قاله رئيس الحكومة، سيخصص هذا المبلغ لتمويل النشاطات الجارية للجيش الإسرائيلي وإقامة العائق الأمني في قطاع غزة ومجالات حيوية أُخرى لا تحتمل التأجيل. وشدد نتنياهو على أهمية "تمكين المؤسسة الأمنية من الحفاظ على الاستقرار في مواجهة التحديات الأمنية في جبهات عديدة محيطة بنا."
  • إن السؤال المركزي الذي يُطرح الآن هو: من أين ستجند وزارة المال هذه الميزانية، وهل ستوفر المبلغ الذي يحتاج كوخافي إليه لتنفيذ خطته المتعددة السنوات "اندفاعة" [تنوفا] التي يعمل على الدفع بها قدماً بموازاة كل ما يحدث في الآونة الأخيرة؟
  • بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن برنامج المنح الذي يمول دراسة جامعية للجنود المسرّحين الذين ليس لديهم عائلات مقيمة بإسرائيل سيخرج إلى حيز التنفيذ قريباً، وأن وزارتي المال والدفاع تعملان سوياً على إيجاد موارد لتمويل البرنامج. وكان الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع أعلنا في مطلع الأسبوع الحالي أنه سيتم إغلاق البرنامج بسبب عدم توفر مصدر تمويل له.
  • كما لوحظ مؤخراً أنه في ظل انتشار فيروس كورونا، ازدادت الطلبات من جانب الجنود النظاميين لمواصلة الخدمة في الجيش النظامي، وذلك في ضوء عدم القدرة على السفر إلى الخارج وارتفاع نسبة البطالة في العديد من المرافق الاقتصادية.

 

 

"هآرتس"، 23/7/2020
هناك خطر أن تنتهي الهجمات في إيران ببكاء ودماء
جدعون ليفي - محلل سياسي
  • دولة غامضة، هويتها غير واضحة، تستفز إيران في الأشهر الأخيرة كما لم تستفزها من قبل. تفجّر منشآت، وتشعل مرافىء، تزرع الفوضى وأيضاً إهانات. هي تستغل ضعف إيران، الغارقة في محاربة وباء الكورونا الذي ضربها بشدة، بالإضافة إلى العقوبات الدولية القاسية التي فُرضت عليها. أيضاً العالم مشغول بالكورونا، وفي واشنطن يجلس رئيس مشغول بمسألة بقائه. هذا الضعف الدولي تستغله الدولة الغامضة للقيام بهجمات جريئة، ومغامرة، واستفزازية وخطرة.
  • هذا اللعب بالنار شمل عدداً لا يحصى من الحوادث، التي ربما جرت بسبب "مشكلات في البنى التحتية" كما قيل، لكن ربما حدثت بيد ذكية توجهها من بعيد. حادثة وراء حادثة، وإيران ساكتة. هجوم وراء هجوم ، وإيران مهانة. فإلى متى ستظل تكظم غيظها؟ من الصعب معرفة ذلك. ما مدى خطورة هذه الاستفزازات المستمرة؟ واحد من اثنين: إمّا أن إيران هي فعلاً الخطر الوجودي الذي يحوم فوق رأس إسرائيل، قوة إقليمية قوية عشية تزودها بسلاح نووي، وإذن، من الواضح أن استفزازها أمر خطر للغاية، أو إنها أقل قوة مما يصورها زارعو الخوف في إسرائيل، نمر من ورق، وإذن استفزازها أيضاً أقل خطورة. لكن لا يمكن الادعاء أن إيران خطرة واستفزازها ليس خطراً.
  • ربما ضعف إيران بالتحديد يفتح المجال لاحتمالات أُخرى، غير التفجير وإشعال حرائق؟ أيضاً جدوى الهجمات ليست واضحة. هل إشعال النار في سبع سفن في مرفأ بوشهر يبعد إيران عن السلاح النووي؟ هذا ربما يقربها منه؟ بالتأكيد هذا يضيف هالة بطولة على مُشعل الحرائق الذي يتحكم فيها عن بعد.
  • قال الجنرال كينيث مكنزي قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط إنه مقتنع بأن إيران سترد على الدولة المهاجمة، وذكر لسبب ما اسم إسرائيل. في إسرائيل مرّ كلامه من دون أي اهتمام. سيهاجمون، لن يهاجموا - ليس مهماً. لم تحدث عملية عسكرية إسرائيلية من دون أن تُستقبل هنا بهتافات أو مع الأسف، بلامبالاة، ما دام الإسرائيليون لم يدفعوا ثمناً لها.
  • مع كل ذلك، لا يمكن أن لا نندهش: لا بد أن هناك دولة وراء هذه الهجمات، في البداية في سورية، وبعدها في إيران، وهي تبدو سكرى بنشوة نجاحاتها ويشجعها عدم وجود رد إيراني، وربما فقدت الكابح، وصارت تغرز رمحاً تلو الرمح في جسد الثور الدامي - وطوال هذا الوقت لا يجري فيها أي نقاش عام للمخاطر والاحتمالات المصيرية. أيضاً احتمال أن إسرائيل تحاول جر إيران إلى حرب، كما فعلت في الماضي حيال دول عربية، لا يهم أحداً. هل هذا هوس إشعال حرائق، أم سياسة محسوبة؟ سير على حافة كارثة، أم لعبة حرب مخطَّط لها جيداً؟ عدم مسؤولية صارخ، أم قصة نجاح رائعة - في إسرائيل حتى لا يسألون.
  • أيضاً الشك الدائم في أن كل شيء هدفه خدمة أغراض داخلية لا يثير علامات استفهام. ما يجري ربما هو محاولة لتحويل الانتباه عن موضوعات أُخرى أقل راحة؟ ربما هو استخدام اللحظة المناسبة لتحقيق الحلم الإسرائيلي بقصف إيران، من دون أن نقصفها فعلياً، بينما لا يعرف أحد على وجه اليقين ما الفائدة التي ستنتج من ذلك وإلى متى؟ مَن يعرف. الكل ساكت، يتركون الساحة بين يدي قلائل يقررون. لكن ربما هؤلاء القلائل هم رئيس الحكومة ووزراؤه، الذين، على سبيل المثال، فقد العديد من الإسرائيليين الثقة بهم. ربما هم أجهزة استخبارات، اشتروا أو سرقوا آلات تنفس اصطناعي لم يكن هناك حاجة إليها، وتفاخروا بذلك. لكن حينما يصل الأمر إلى إيران، يسود صمت، صمت متوتر، صمت وسكوت. فجأة نحن نعتمد عليهم وعلى حسن تقديرهم بأعين مغلقة. فجأة هم يعرفون ما الأفضل لإسرائيل، ونحن نسلمهم أنفسنا ونحييهم بخنوع وإعجاب.
  • ثمة احتمال بأن ينجح هذا مجدداً. ولكن أيضاً هناك خطر أن ينتهي ببكاء ودماء. مَن يهمه.
"هآرتس"، 23/7/2020
لا تصدقوا وسائل الإعلام: هذا ما يحدث فعلاً هناك
أوري مسغاف - محلل سياسي
  • التظاهرات ضد حكم نتنياهو هي أمر مدهش من ناحية مدنية وديمقراطية. وهي أمر مخيف جداً. شاركت في أربع تظاهرات في الأسابيع الأخيرة، وأريد أن أروي لكم ما يحدث هناك. هذا مهم لأن أغلبية وسائل الإعلام تغطي الأحداث بطريقة كسولة، وأحياناً منحرفة. هي مروّضة وموجهة، هدفها تقديم صورة "متوازنة"، بالاستناد إليها، على جهتي المتراس مجموعة من المشاغبين في مواجهة ممثلي القانون، تدور بينهم مواجهة بقوى متعادلة حول موضوع شخصي لا علاقة له بالجمهور الواسع. هذه صورة مشوهة.
  • في تظاهرات القدس تشارك حشود إسرائيلية هي أكبر بكثير مما يقولون لكم، في موازاة تظاهرات صغيرة وكبيرة تجري في أماكن أُخرى. شاركت في تظاهرات وأحداث شارك فيها كثيرون، ولدي معيار معقول لتقدير عدد الحاضرين. في يوم السبت الماضي، انضم آلاف المؤيدين مع أعلام سوداء ويافطات احتجاج، تشجيعاً للمتظاهرين، في عشرات التقاطعات والجسور في أنحاء البلد.
  • لا توجد للتظاهرات قيادة منظمة ولا تمويل منظم أو خطة عمل واضحة. المعلومة توزَّع وتنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إلى مقر رئاسة الحكومة يتدفق مزيج من مجموعات سياسية، بالإضافة إلى كثيرين لا ينتمون إلى أي مجموعة. المتظاهرون يعدون في المنزل اليافطات واللوازم، وأحياناً أيضاً ملابس تنكرية. هم يصدرون ضجيجاً كبيراً في الهتافات والأغاني والصفير... إنه الاحتجاج المدني الحقيقي الأكثر صدقاً الذي تسنت لي رؤيته.
  • التظاهرات سياسية جداً، بعكس "البروفة الجبانة والمضرة" في احتجاج 2011. إنها تركز  مطالبتها على تنحي رئيس الحكومة المتهم جنائياً عن منصبه، مع حكومته الفاسدة والمنتفخة، المنقطعة عن الواقع. هناك الكثير من الرسائل من أجل الديمقراطية وضد الديكتاتورية، من أجل نظافة الكف وضد الفساد. اللهجة السائدة مساواتية نسوية ليبرالية. هناك الكثير من الأخوة والفخر والأمل والحب. المعارضة ليست عنفية، ويجري التعبير عنها في اعتصامات ومسيرات حول الموقع المحمي جيداً الذي تسكنه عائلة نتنياهو، وأقصى ما يجري هو إضراب يوم السبت، ورفض إخلاء طرقات.
  • العنف يأتي دائماً من الشرطة. منطقة القدس هي تحت قيادة العميد دورون يديد، المدافع عن الملك نتنياهو. وهذا أمر خطر وشائن. يديد تابع عملياً لأمير أوحانا الذي عينته عائلة نتنياهو وزيراً للأمن الداخلي. وهو يريد أن يعين مفوضاً عاماً للشرطة ويفهم جيداً ما المطلوب منه.
  • الشرطة بقيادته تنتشر بأعداد مفرطة في مواجهة المتظاهرين. عناصر مزودة بسلاح ناري، قسم منهم يركبون جياداً. هم يقومون باحتواء الاحتجاج بضبط للنفس ومن دون صعوبة، لكن في اللحظة التي يقرر فيها القائد على الأرض، تتغير الصورة دفعة واحدة. هنا يدخل إلى العمل شبيحة شرطة مكافحة الشغب وحرس الحدود الذين جرى تدريبهم في المناطق المحتلة. هم يدفعون ويضربون ويوقعون المتظاهرين أرضاً ويجرونهم، ويقومون باعتقالات لا مبرر لها ويزوّرون صوراً لـ"مهاجمة شرطي".
  • كل هذا لن يساعدهم في مواجهة الجيل الشاب. لقد انتظرناه سنوات طويلة، وأخيراً حانت اللحظة. ما يجري هو تغيير دراماتيكي. أنا أراه في محيطي القريب وأسمعه من كل حدب وصوب. الشباب يذهبون إلى القدس، يبشرون بثورة شبابية ويشبكون أذرعهم مع الأجيال السابقة. هم يحملون معهم روحية جديدة، طاقة مجنونة، ومزيجاً جارفاً من غضب وإصرار ونضال وإيمان. ليس لديهم عمل، وليس لديهم أمل. هذا سيأخذ وقتاً، لكنني مؤمن بأنهم وأهاليهم سيُسقطون نتنياهو.