مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الجيش الإسرائيلي يعزّز قواته في منطقة الحدود مع لبنان على خلفية تهديدات حزب الله بالرد على مقتل أحد عناصره خلال غارة منسوبة إلى إسرائيل في سورية
نتنياهو ينفي سعيه لإجراء انتخابات عامة جديدة ويعلن تعيين منسق عام لمكافحة تفشي فيروس كورونا
آلاف الإسرائيليين يشاركون في خامس تظاهرة أمام مقر نتنياهو في القدس احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية وسوء إدارة ملف أزمة كورونا
استطلاعا قناتي التلفزة 12 و13: تراجُع قوة الليكود وازدياد الاستياء الشعبي من أداء نتنياهو في كل ما يتعلق بمواجهة أزمة فيروس كورونا
مقالات وتحليلات
حزب الله يقوم بتطوير قدرات تتيح له إمكان المساس بإسرائيل عن طريق البحر
قائد المنطقة الشمالية أمير برعام: "التهديد الحقيقي لإسرائيل ليس تصريحات حزب الله، وإنما المشاكل التي تواجهها"
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 24/7/2020
الجيش الإسرائيلي يعزّز قواته في منطقة الحدود مع لبنان على خلفية تهديدات حزب الله بالرد على مقتل أحد عناصره خلال غارة منسوبة إلى إسرائيل في سورية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش عزّز أمس (الخميس) قواته في منطقة الحدود مع لبنان، وذلك في إثر قيام قيادته بإجراء تقييم للأوضاع على خلفية تهديدات حزب الله بالرد على مقتل أحد عناصره في محيط مطار دمشق الدولي خلال غارة منسوبة إلى إسرائيل يوم الاثنين الفائت.

وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي قام بإرسال عدة فرق مشاة من لواء غولاني لتعزيز القوات العسكرية المرابطة في الجبهة الشمالية.

من ناحية أُخرى، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن أمس عن مصادر لبنانية رفيعة المستوى قولها إن حزب الله اتخذ قراراً بالرد على إسرائيل. وأوضحت هذه المصادر أن هذا القرار يأتي في إطار المعادلة التي وضعها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بالرد من لبنان على أي استهداف لمقاتلي الحزب في سورية.

"يديعوت أحرونوت"، 24/7/2020
نتنياهو ينفي سعيه لإجراء انتخابات عامة جديدة ويعلن تعيين منسق عام لمكافحة تفشي فيروس كورونا

نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تقارير إعلامية أفادت بأنه يسعى لإجراء انتخابات عامة جديدة في ظل تفشي فيروس كورونا، وفي حال فشلت الحكومة في المصادقة على الميزانية العامة، وأكد أن الذهاب إلى انتخابات والبلد في خضم أزمة من شأنه أن ينطوي على أضرار جمة.

وقال نتنياهو في سياق مؤتمر صحافي عُقد في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس مساء أمس (الخميس): "أنا لا أسعى لإجراء انتخابات. إنه أمر سخيف، نحن في خضم أزمة. وفي الوقت عينه، نحن بحاجة إلى المصادقة على الميزانية العامة ويمكن تمرير الميزانية في غضون دقيقة. إن سبب عدم قيامنا بالمصادقة على الميزانية هو أن شركائي ليسوا على استعداد لذلك ويقولون إنه ليس لدينا وقت."

وتعقيباً على أقوال نتنياهو هذه، قال بيان صادر عن حزب أزرق أبيض إن على رئيس الحكومة في الوقت الحالي القيام بأمرين مهمين، هما معالجة أزمة فيروس كورونا من خلال ميزانية عامة طويلة الأمد، والالتزام باتفاقية الائتلاف الحكومية التي وقّعها قبل شهرين.

وأضاف البيان أنه في حال قيام رئيس الحكومة بالأمرين المذكورين، فمن شأن ذلك إبعاد شبح انتخابات مبكرة أُخرى عن البلد.

من ناحية أُخرى، أعلن رئيس الحكومة في المؤتمر الصحافي نفسه استحداث منصب منسّق عام لمكافحة تفشي فيروس كورونا وتعيين المدير العام لمستشفى إيخيلوف في تل أبيب البروفيسور روني غامزو في هذا المنصب. وقال نتنياهو إن غامزو هو متخصص بالصحة العامة ويمتلك خبرة إدارية كبيرة في المجال الصحي، بما في ذلك العمل سابقاً كمدير عام لوزارة الصحة.

ويأتي قرار استحداث هذا المنصب بعد أن أبدى الإسرائيليون استياءهم من قرارات الطوارئ المتناقضة التي أعلنتها الحكومة في الأسابيع الأخيرة، بينما انطلقت تظاهرات في عدة أنحاء من البلد ضد التداعيات الاقتصادية للفيروس. وتعرضت الحكومة الإسرائيلية لانتقادات واسعة في الفترة القليلة الماضية بعد أن نالت الثناء مع بدء تفشي الفيروس، ولا سيما في إثر قيامها في أواخر نيسان/أبريل الفائت بتخفيف القيود التي كانت فرضتها في السابق.

"يديعوت أحرونوت"، 24/7/2020
آلاف الإسرائيليين يشاركون في خامس تظاهرة أمام مقر نتنياهو في القدس احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية وسوء إدارة ملف أزمة كورونا

شارك آلاف الإسرائيليين مساء أمس (الخميس) في التظاهرة التي أقيمت أمام مقر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية وسوء إدارة الحكومة ملف أزمة فيروس كورونا.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة إن الشرطة اعتقلت أكثر من 12 متظاهراً بحجة الإخلال بالأمن العام.

في المقابل، شارك المئات من أنصار رئيس الحكومة في تظاهرة مضادة.

وهذه هي خامس تظاهرة احتجاج كبرى تُقام أمام مقر نتنياهو خلال الأسبوعين الأخيرين، ومن المتوقع أن يتجدد مثل هذه التظاهرات اليوم (الجمعة) وغداً (السبت).

ورفع المشتركون في تظاهرة أمس عدة شعارات تندد برئيس الحكومة، بينها "نتنياهو فاسد"، و"ارحل"، و"اخرج من هنا"، ورددوا شعارات تدعوه إلى الاستقالة من منصبه على خلفية اتهامه بقضايا فساد، وسوء إدارته أزمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس أن مجمل الإصابات بفيروس كورونا منذ بداية الأزمة في إسرائيل بلغ 57.982 إصابة، وأن عدد الإصابات النشطة ارتفع إلى 33.097، كما تم تسجيل 1368 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضافت الوزارة أن حصيلة الوفيات منذ بداية تفشي هذا الفيروس في إسرائيل ارتفعت إلى 440 وفاة، في حين أن عدد حالات الإصابات الخطرة ارتفع إلى 302 حالة، تم ربط 83 منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.

"هآرتس"، 24/7/2020
استطلاعا قناتي التلفزة 12 و13: تراجُع قوة الليكود وازدياد الاستياء الشعبي من أداء نتنياهو في كل ما يتعلق بمواجهة أزمة فيروس كورونا

أظهر استطلاعان للرأي العام أجرتهما قناتا التلفزة الإسرائيليتان 12 و13 أمس (الخميس)، أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن، ستتراجع قوة حزب الليكود على الرغم من تصدّره بفارق كبير بينه وبين أقرب منافسيه، كما أظهرا اتساع نطاق الاستياء العام من إدارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.

وحصل حزب الليكود بزعامة نتنياهو في استطلاع قناة 12 على 32 مقعداً، بينما حصل في استطلاع قناة 13 على 31 مقعداً، في حين أن قوته وصلت إلى أكثر من 40 مقعداً خلال ذروة الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا.

كما أظهر الاستطلاعان ازدياداً كبيراً في قوة قائمة "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت، المكونة من حزب "اليمين الجديد" برئاسة بينت، وحزب "البيت اليهودي" برئاسة رافي بيرتس، وحزب "الاتحاد القومي" برئاسة بتسلئيل سموتريش والممثلة في الكنيست الحالي بـ5 مقاعد، وفي قوة تحالف "يوجد مستقبل- تلم" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد.

وحصلت "يمينا" في استطلاع قناة 12 على 15 مقعداً، وفي استطلاع قناة 13 على 16 مقعداً، بينما حصل تحالف "يوجد مستقبل- تلم" على 19 مقعداً في استطلاع قناة 13، و18 مقعداً في استطلاع قناة 12.

وحافظت القائمة المشتركة على قوتها في الاستطلاعين وحصلت على 15 مقعداً، في حين تراجعت قائمة أزرق أبيض بزعامة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس إلى 11 مقعداً في استطلاع قناة 13، و9 مقاعد في استطلاع قناة 12.

وجاءت نتائج باقي الأحزاب على النحو الآتي: حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور لبيبرمان 8 مقاعد في استطلاع قناة 13، و7 مقاعد في استطلاع قناة 12؛ حزب يهدوت هتوراه لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 7 مقاعد في استطلاع قناة 13، و8 مقاعد في استطلاع قناة 12؛ ميرتس 7 مقاعد في استطلاع قناة 13، و8 مقاعد في استطلاع قناة 12؛ حزب شاس الحريدي 6 مقاعد في استطلاع قناة 13، و8 مقاعد في استطلاع قناة 12.

ووفقاً للاستطلاعين، لن تتمكن قوائم أحزاب العمل و"غيشر" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

من ناحية أُخرى، أعرب 58% من المشتركين في استطلاع قناة 12 عن استيائهم من إدارة نتنياهو لأزمة كورونا، في حين قال 60% من المشتركين في استطلاع قناة 13 إنهم غير راضين عن أدائه.

وقال 64 % من المشتركين في استطلاع قناة 12 إن إسرائيل لا يجب أن تتجه إلى انتخابات رابعة الآن، بينما قال 57% من المشتركين في استطلاع قناة 13 إن الانتخابات في هذا الوقت ستكون مضرة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 24/7/2020
حزب الله يقوم بتطوير قدرات تتيح له إمكان المساس بإسرائيل عن طريق البحر
حنان غرينوود - مراسل عسكري
  •  قال العميد غيل أغينسكي القائد المنتهية ولايته لقاعدة حيفا العسكرية [تابعة لسلاح البحر الإسرائيلي]، في حديث مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن حزب الله معني جداً بأن يمس بإسرائيل عن طريق البحر، وأكد أن الحزب يقوم بتطوير قدرات تتيح له إمكان فعل ذلك في المستقبل.
  • وأضاف أغينسكي: "في إمكاننا طبعاً أن نفجر كل الأنفاق [الهجومية] في قطاع غزة، لكن النفق هنا هائل، وهو نفق أزرق. إن فرضيتنا الأساسية تقول إن حزب الله يرغب في التسلل عبر البحر. وعناصر الحزب تنشط فيه، لا من أجل تربية الكرز."
  • وتابع هذا المسؤول العسكري السابق: "إن التهديد ما زال قائماً وهو خطر، لكننا نسعى قبل أي شيء لحماية منصات الغاز الطبيعي. إذا كان حزب الله راغباً في إلحاق ضرر استراتيجي بنا، فسيحاول المسّ بمنصات الغاز، لكن إذا نجح وهو في طريقه إلى تنفيذ مثل هذه المهمة بالمساس بإحدى السفن، فلن يتأسف لذلك."
  • ويعتقد أغينسكي أن تزوّد الجيش الإسرائيلي خلال السنوات القريبة المقبلة بغواصات وسفن صواريخ من طراز ساعر 6 من شأنه أن يضاعف قوته، وأن يتسبب بتغيير درامي في مناخ التهديدات الماثلة أمام الجيش في عمق البحر. كما يؤكد، من ناحية أُخرى، أن تفشي فيروس كورونا لم يمس القدرة العملانية لسلاح البحر الإسرائيلي، وأنه حان الوقت لدمج الجنديات في كل الوحدات العسكرية المقاتلة.
"هآرتس"، 24/7/2020
قائد المنطقة الشمالية أمير برعام: "التهديد الحقيقي لإسرائيل ليس تصريحات حزب الله، وإنما المشاكل التي تواجهها"
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  •  في ظل مانشيتات الصحف التي لا تتوقف عن الحديث انتشار الكورونا في إسرائيل، تتطور أزمة حادة على الحدود الشمالية. حتى الآن هي أزمة لبنانية داخلية. الجارة في الشمال تشهد هزة اقتصادية شديدة تطرح تساؤلات بشأن النشاطات اليومية الأكثر بساطة. التوترات اللبنانية تضع حزب الله في وضع غير مريح. في الوقت عينه، أيضاً أحياناً يتكبد الحزب ضرراً عمومياً جرّاء المعركة، السرية في جزء منها، التي تشنها إسرائيل ضد إيران في سورية.
  • هذا الأسبوع، قُتل في إحدى الهجمات المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي في سورية مقاتل من حزب الله في منطقة مطار دمشق. في الجيش الإسرائيلي يستعدون لمواجهة احتمال رد مضبوط من جانب التنظيم الشيعي، بالاستناد إلى تصريحات سابقة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي هدد بترسيخ نوع من "معادلة ردع" في مواجهة إسرائيل. في آب/أغسطس الماضي، قال نصر الله إن حزبه سيرد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية في حال مقتل أي عنصر من عناصره في سورية.
  • في الأمس، نشر الجيش كتيبة غولاني على طول الحدود مع لبنان. التقدير في القدس أن حزب الله ينوي القيام بعملية محدودة تبعث برسالة إلى إسرائيل من دون ان تجرّ الطرفين إلى تصعيد شامل. هذا ما فعله الحزب في نيسان/أبريل الماضي، عندما قطع عناصره السياج الحدودي بين لبنان وإسرائيل في 3 نقاط، رداً على إطلاق صواريخ على سيارة جيب تابعة له على الحدود السورية - اللبنانية.
  • تقاطع الأحداث الأخيرة، على خلفية ادعاءات إيرانية بشأن عملية تخريب إسرائيلية غامضة لمنشأة نتانز في مطلع الشهر، تزيد من التوتر الإقليمي. على ما يبدو، آخر ما يريده حزب الله الآن مواجهة عسكرية. وبينما الاقتصاد اللبناني يغرق والشارع يغلي، تحويل النار نحو إسرائيل لن يُعتبر بالضرورة مخرجاً مقبولاً من الأزمة. نصر الله الذي لُسع بشدة في التعادل الاستراتيجي الذي نشأ مع إسرائيل في حرب 2006 ليس متحمساً لتكرار التجربة التي تركت ندوباً  في الجانب الجنوبي من الحدود. أحياناً، يُخيّل إلى الذين يراقبونه من هنا، أن الأمين العام يعمل تحديداً كشخص راشد ومسؤول في المحور الشيعي، ويحرص على لجم أفكار طموحة أكثر من اللازم يطرحها رعاته في طهران ودمشق.
  • في الأسبوع الماضي ، وقبل الهجوم الأخير في سورية، لكن عميقاً في الأزمة اللبنانية، أجرى قائد المنطقة الشمالية اللواء أمير برعام حديثاُ مطولاً مع "هآرتس". جرى هذا في مكان مطل على منظر فريد من نوعه، قلائل يصلون إليه: موقع مراقبة للجيش الإسرائيلي في رأس الناقورة. من هناك، وعلى علو نحو 100 متر فوق الناقورة، يمكن مشاهدة كل منطقة الحدود بين الدولتين- وأيضاً منطقة الخلاف المحتمل المقبل، منطقة البحر المتوسط وحقول الغاز في أعماقها، والتي لا تزال حقوق السيطرة عليها موضع خلاف بين إسرائيل ولبنان.
  • يقول برعام إن السمة الأكثر بروزاً للمرحلة الحالية في المنطقة هي عدم الاستقرار الذي تعاظم بسبب سلسلة حوادث وقعت منذ بداية السنة: الاغتيال الأميركي للجنرال قاسم سليماني، الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان وسورية، وضرر الكورونا في دول الشرق الأوسط.
  • "اقتصادياً، لبنان كما يبدو هو في وضع هو الأسوأ من أي وقت مضى"، يدّعي قائد المنطقة الشمالية: "إنه يقترب من فترة الحرب الأهلية التي نشبت هناك في أواسط السبعينيات. البطالة هناك وصلت إلى 40% ونحو نصف المواطنين يعيشون حالياً تحت خط الفقر." ويشدد برعام: "لكن كل هذا لا علاقة له بنا مباشرة. إذا سألت مواطناً لبنانياً، أشك في أن تكون إسرائيل في المرتبة العاشرة على قائمة همومه. هو يشعربالقلق بسبب عدم وجود أفق، ويبدو أن من بين أسباب ذلك سلوك حزب الله. الشكوك تتسرب أيضاً إلى الطائفة الشيعية في لبنان. لبنان موجود في مأزق حقيقي، ويرزح تحت عقوبات خارجية تزداد تفاقماً، وهي ناجمة عن خطوات أميركية ضد إيران وسورية، بالإضافة إلى فقدان المؤسسات الدولية الثقة بالاقتصاد اللبناني. السنة المقبلة ستكون سنة مصيرية بالنسبة إلى هذه الدولة، ويمكن أن تؤدي إلى تفككها لعجزها عن  الوفاء بديونها."
  • بحسب برعام، حزب الله أيضاً يواجه اليوم أزمة قاسية لم يشهدها من قبل. "عندما قاتل عناصره لمصلحة نظام الأسد في سورية، كان في إمكان الحزب تبرير ذلك بأنه يحمي اللبنانيين من وصول داعش إليهم. هذه الذريعة اختفت، وأغلبية مقاتليه عادت إلى لبنان. الحزب هو اليوم عنصر مهيمن في الحكومة اللبنانية. رئيس الحكومة حسان دياب لا يعدو كونه ألعوبة تتصرف بحسب تعليمات نصر الله.
  • "من حيث المبدأ، هذا مريح لنصر الله: هو يمسك بزمام الأمور، ويبقى في الخلف. لكنه يجد صعوبة في ألاّ يكون له علاقة بالأزمة. إذا اهتم فقط برجاله وأنصاره من الشيعة، فإنه بذلك سيقوض الادعاء بأن مبرر وجود الحزب هو كونه درع لبنان. إيران لم تعد قادرة على مساعدة حزب الله مالياً بنفس المقدار كما في الماضي. هذه الأزمة يعيش تحت وطأتها كل المحور الشيعي، وخاصة منذ اغتيال سليماني.
  • يقول برعام: "ليس لنا أي علاقة بالأزمة الداخلية في لبنان. يجب أن نبذل كل جهدنا كي لا يكون لنا شأن فيها. أعتقد أن المواطنين اللبنانيين يدركون أن الدولة أسيرة في يد حزب الله. ليس لدى إسرائيل أي نوايا عدوانية في لبنان. حزب الله هو الذي يوظف مالاً في تهريب السلاح، وفي مشروعه للصواريخ الدقيقة، وفي بناء قوة نارية في مواجهة إسرائيل. من حيث المبدأ، من الممكن أن يتطور سيناريو يحاول فيه نصر الله أن يوجه أصبع الاتهام إلى إسرائيل من أجل تسخين الوضع معنا. أنا لا أعتقد أنه سيفعل ذلك الآن، فهو موجود في نقطة حرجة."
  • يشير برعام إلى أن الأزمة في لبنان عميقة إلى حد أن نصر الله لا يتحدث عن نتانز. فهو مشغول بمستقبل حركته، وفي دفاعه عن البقاء اليومي. لا أعتقد أن من المُلح بالنسبة إليه معالجة أمور أُخرى. ويرى برعام أن "الانهيار الداخلي في لبنان سيكون خطراً علينا أيضاً. في الأشهر الأخيرة، برزت ظاهرة جديدة هي تسلل مواطنين سودانيين إلى إسرائيل من الحدود مع لبنان، جرى توقيفهم بالقرب من السياج. العامل المصروف من عمله في مطعم في بيروت في الصباح، وليس لديه ما يأكله- عند الظهر سيحاول اجتياز الحدود إلينا."

في العودة إلى الجنوب اللبناني

  • من نقطة المراقبة في رأس الناقورة، تظهر بوضوح مواقع اليونيفيل والجيش اللبناني، إلى جانب القرى الشيعية التي تنتشر في أغلبيتها منظومات القتال التابعة لحزب الله. مع خفوت شدة المعارك في سورية، عادت إلى الجنوب أغلبية مقاتلي قوة الرضوان، وحدة النخبة في الحزب التي تحملت جزءاً كبيراً من عبء الحرب الأهلية السورية. على الرغم من الأزمة الاقتصادية، يقول برعام، الحزب لم يتخل عن توظيف موارد في هذه الوحدات، وأيضاً في مشروع الصواريخ الدقيقة.
  • يبدي برعام إعجابه بالتجربة العملية التي راكمها مقاتلو حزب الله في المعارك في سورية، لكنه يرفض المشاركة في السردية العسكرية القائلة إنه من حين إلى آخر يجب تخويف الجمهور الإسرائيلي من أهوال الحرب المقبلة. صحيح أن نصر الله يهدد منذ سنوات بـ"احتلال الجليل"، لكن قائد المنطقة الشمالية يقترح وضع أقواله في إطارها المناسب. "في سورية تعلموا الانتقال من وضع دفاع ثابت إلى مناورة هجومية للوحدات. هذا جرى لهم أيضاً بفضل تواصلهم مع الوحدات الروسية التي قاتلت إلى جانبهم. من ناحية أُخرى، نحن لسنا داعش. في سورية كان لديهم تفوق أرضي وجوي وغطاء روسي. ليس هذا هو الوضع في مواجهتنا في لبنان.
  • "هم يتحدثون عن هجمات في قلب أراضينا، وعن إخلاء مستوطنات تحت إطلاق النار. هذا يمكن أن يحدث. ونحن نتعامل بجدية كاملة مع خططهم ونستعد لمواجهتها. التدريبات التي تقوم بها وحداتنا أكثر قساوة وتطلباً كي يستطيعوا مواجهتها. لكن يجب ألّا نخيف أنفسنا من دون طائل. لقد تعلمت هذا الدرس في عملية الدرع الواقي [ في آذار/مارس 2002]، كنت حينها قائد كتيبة شاباً، قالوا لنا توقعوا سقوط مئات القتلى في العملية. حينها أضفت إلى رتل الكتيبة التي تحركت في اتجاه بيت لحم شاحنتين لإخلاء القتلى. بالتأكيد أخفت جنودي. في الحرب، سيحاول حزب الله احتلال مواقع والوصول إلى الصفوف الأولى من منازل المستوطنات، لكن لن يحدث هنا أي احتلال للجليل. نصر الله هو بطل عالمي في الحرب النفسية، لكنه يفهم جيداً علاقات القوة الحقيقة. الأذى الذي سيلحق به سيكون أكبر بكثير من الضرر الذي يقدر على أن يلحقه بنا."
  • "تفوّق حزب الله في تنظيمه العسكري سيكون أيضاً كارثته. سنقاتل بحسب قوانين الحرب: كل منزل تنطلق منه فصيلة من قوات الرضوان أو تنطلق منه نيران سيُضرب. المواطنون اللبنانيون يعلمون ذلك، ولن يبقوا في منازلهم. لقد سبق أن قال أحد وزراء الدفاع (عمير بيريتس في بداية حرب لبنان الثانية، تموز/يوليو 2006) مَن يذهب إلى النوم مع صواريخ يجب ألّا يُفاجأ بأن يستيقظ مع قصف. إذا حاولوا التحرك، لن نجلس وننتظر وصول عناصر فرقة الرضوان إلى مستوطنة شلومي. لا يوجد هنا قتال عادل fair fight. لا يمكن أن نترك فرصة لحدوث ذلك."
  • ويضيف، عناصر التنظيم المعادي" ليسوا انتحاريين شيعة. تقدير استخباراتي مبالغ فيه للعدو ونواياه، هو سيئ مثل غياب التقدير. إنني انظر إلى التهديد بصورة واقعية واستعد. استخباراتنا جيدة، لكننا نخطط لوضع لا يكون فيه لدينا معلومات استخباراتية كافية ونُفاجأ. أنا لا أهدأ قط: حتى لو كان لدينا كل المعلومات، من المحتمل أن نخطىء في تقييمها."