مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو وغانتس: الجيش الإسرائيلي مستعد للرد على أي تهديد في الجبهة الشمالية
نتنياهو: ستكون للجيش الإسرائيلي مهمة محورية في الحد من انتشار فيروس كورونا
تحديد جلسة ثالثة لمحاكمة نتنياهو بشبهات فساد يوم 6 كانون الأول/ديسمبر المقبل وإلزامه بحضورها
آلاف الإسرائيليين تظاهروا أمام المقر الرسمي والمنزل الخاص لنتنياهو احتجاجاً على الفساد وسوء إدارة الحكومة لأزمة فيروس كورونا
مقالات وتحليلات
الاستراتيجيا الإسرائيلية في إيران تشوّش وتعرقل – ولا تمنع
الاحتجاج ضد نتنياهو: خمس مؤشرات يجب أن تُقلق مؤيدي رئيس الحكومة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 27/7/2020
نتنياهو وغانتس: الجيش الإسرائيلي مستعد للرد على أي تهديد في الجبهة الشمالية

أكد كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس [رئيس أزرق أبيض]، أن الجيش الإسرائيلي مستعد للردّ على أي تهديد في الجبهة الشمالية.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، إن إسرائيل تعمل في الجبهة الشمالية وفقاً لسياسة متسقة، فحواها أنها لن تسمح لإيران بالتموضع عسكرياً في منطقة حدودها الشمالية. وأضاف: "إن سورية ولبنان يتحملان المسؤولية عن أي اعتداء على إسرائيل ينطلق من أراضيهما. لن نسمح بزعزعة أمننا وتهديد مواطنينا، ولن نتسامح مع أي مساس بقواتنا."

وقال غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع الذي عقده في مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية مساء أمس، إن إسرائيل مستمرة في حماية مصالحها الأمنية في الجبهة الشمالية، وفي منع أي تموضع عسكري إيراني في سورية، وفي كبح تهريب أي أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان. 

وحضر هذا الاجتماع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي وقادة عسكريون كبار آخرون، وجاء على خلفية حالة التأهب الإسرائيلية في منطقة الحدود الشمالية مؤخراً، وذلك في إثر وصول معلومات بشأن وجود نية لدى حزب الله للانتقام لمقتل ناشط له في غارة منسوبة إلى إسرائيل في سورية الأسبوع الفائت. 

وشدّد غانتس أيضاً على أنه لا توجد لإسرائيل أي مصالح في سورية ولبنان، باستثناء المصالح الأمنية التي تشمل قضية التموضع الإيراني، وعدم تهريب أسلحة متطورة ومتقدمة، ومنع تموضع قدرات قتالية دقيقة في أي مكان في سورية أو لبنان. 

وأضاف غانتس: "إن الوضع في سورية ولبنان غير جيد، سواء من ناحية اقتصادية أو من ناحية فيروس كورونا، أو من ناحية البنية التحتية. ويتعين على كل من الدولتين أن تدركا أنهما مسؤولتان عمّا يجري داخل مناطقهما، وعمّا ينطلق من مناطقهما، وأن إسرائيل ستطالبهما بتحمّل هذه المسؤولية. نحن لا نبحث عن تصعيد غير ضروري، لكن من يختبرنا سيواجه قدرات عالية من العمل وآمل ألّا نضطر إلى استخدامها." 

في المقابل، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن معادلة الردع مع إسرائيل قائمة والحزب ليس بوارد تعديلها.

وجاءت أقوال قاسم هذه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة "الميادين" الليلة الماضية، وذلك في معرض جوابه عن سؤال بشأن رد حزب الله على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في محيط مطار دمشق الدولي الأسبوع الفائت، والذي قُتل خلاله ناشط لحزب الله. وقال قاسم: "لا جواب بشأن الرد بانتظار القادم من الأيام، وليحسب الإسرائيلي ما يشاء." وخلال تطرقه إلى التهديدات الإسرائيلية قال: "إن تهديدات إسرائيل لن تغير موقفنا. هذه تهديدات غير فعالة."

وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 ذكرت مساء أمس أن التقديرات السائدة لدى قيادة الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله بدأ فعلاً الاستعداد للرد على مقتل الناشط في سورية ويبحث عن هدف عسكري وليس مدنياً.

وأضافت قناة التلفزة أنه وفقاً لهذه التقديرات، سيكون الرد خلال الأيام المقبلة، لكون حزب الله يرغب في إنهاء التوتر حتى عيد الأضحى الذي يصادف يوم الخميس المقبل.  

وأشارت القناة أيضاً إلى أنه على خلفية هذا التوتر الأمني، ضاعف الجيش الإسرائيلي نشر المدفعية على طول منطقة الحدود الشمالية، كما قام بنشر بطاريات "القبة الحديدية" في المنطقة، وبتخفيف القوات غير الضرورية على الحدود حتى لا تكون هدفاً لحزب الله.

"يديعوت أحرونوت"، 27/7/2020
نتنياهو: ستكون للجيش الإسرائيلي مهمة محورية في الحد من انتشار فيروس كورونا

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، إنه طلب من المنسق العام المكلف متابعة التعامل مع أزمة تفشي فيروس كورونا البروفيسور روني غامزو تقديم خطة عمل بغية الحد من انتشار الفيروس. وأكد أنه سيكون للجيش الإسرائيلي مهمة محورية في هذا الشأن.

من ناحية أُخرى، عملت إسرائيل على فرض إغلاق على أماكن العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تبدأ يوم الجمعة، في محاولة لوقف انتشار الفيروس. كما تم إغلاق مراكز التسوق خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى المتاجر التي تُعتبر غير حيوية، والأسواق، ومراكز التسوق في الهواء الطلق، وصالونات الشعر والتجميل والصالات الرياضية. وسُمح لهم بإعادة فتح أبوابهم للعمل الساعة الخامسة من صباح أمس. وعلى عكس إجراءات الإغلاق الشامل في آذار/مارس ونيسان/أبريل، لم تكن هناك قيود على مغادرة المنزل.

وصنفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إسرائيل في المرتبة السادسة في العالم من ناحية الإصابات اليومية الجديدة لكل مليون شخص، مع نحو 200 إصابة في اليوم.

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس أن مجمل الإصابات بفيروس كورونا منذ بداية الأزمة في إسرائيل بلغ 61.388 إصابة، وأن عدد الإصابات النشطة ارتفع إلى 33.965، كما تم تسجيل 892 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضافت الوزارة أن حصيلة الوفيات منذ بداية تفشي هذا الفيروس في إسرائيل ارتفعت إلى 464 وفاة، في حين أن عدد حالات الإصابة الخطرة ارتفع إلى 329 حالة تم ربط 100 منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.

"معاريف"، 27/7/2020
تحديد جلسة ثالثة لمحاكمة نتنياهو بشبهات فساد يوم 6 كانون الأول/ديسمبر المقبل وإلزامه بحضورها

حددت المحكمة المركزية في القدس أمس (الأحد) موعد عقد الجلسة الثالثة لمحاكمة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشبهات فساد، يوم 6 كانون الأول/ديسمبر المقبل، وقالت إن نتنياهو ملزم بالمثول أمام هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة.

وأشارت المحكمة إلى أنه سيتم خلال هذه الجلسة الرد على لوائح الاتهام الموجهة إلى نتنياهو وتشمل تهم تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وتغيّب نتنياهو عن حضور الجلسة الثانية التي عُقدت يوم 19 تموز/يوليو الحالي،إذ لم تُلزمه المحكمة بالمثول أمامها، بعكس ما فعلت خلال الجلسة الأولى التي عُقدت يوم 24 أيار/مايو الفائت وحددت فيها كانون الثاني/يناير 2021 موعداً لبدء مرحلة تقديم الأدلة والإثباتات، كما قضت بتخصيص 3 جلسات محاكمة في الأسبوع تُلزم نتنياهو بحضورها.

ويواجه نتنياهو تهم تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 ملفات منفصلة.

وقد اتُّهم بتلقي الرشوة في "الملف 4000"، وذلك على خلفية قيامه بالدفع قدماً بمصالح رجل الأعمال الإسرائيلي شاؤول ألوفيتش المالك الرئيسي لشركة "بيزك" للاتصالات، في مقابل تغطية أخبار رئيس الحكومة وعائلته بشكل إيجابي في الموقع الإخباري "واللا" الذي يمتلكه ألوفيتش. وتم إغلاق الملف ضد زوجة رئيس الحكومة سارة في هذه القضية، في حين سيتم توجيه تهمة تلقي الرشوة إلى ألوفيتش وزوجته.

وفي "الملف 1000" وُجهت إلى نتنياهو تهمتا الاحتيال وخيانة الأمانة بشبهة تلقيه عطايا من الثري أرنون ملتشين. ولن يتم توجيه أي تهم ضد ملتشين في هذه القضية. كما وُجهت إليه تهمتا الاحتيال وخيانة الأمانة في "الملف 2000"، على خلفية اتصالات جرت بين نتنياهو ومالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" وناشرها أرنون (نوني) موزس من أجل التضييق على صحيفة "يسرائيل هيوم" المنافسة في مقابل قيام "يديعوت أحرونوت" بنشر أخبار عن رئيس الحكومة بصورة إيجابية. وسيتم اتهام موزس بالرشوة.

"معاريف"، 26/7/2020
آلاف الإسرائيليين تظاهروا أمام المقر الرسمي والمنزل الخاص لنتنياهو احتجاجاً على الفساد وسوء إدارة الحكومة لأزمة فيروس كورونا

شارك نحو 5000 شخص مساء أمس (السبت) في التظاهرة التي أقيمت أمام المقر الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس، مطالبين باستقالته من منصبه، على خلفية اتهامه بالفساد وسوء إدارته لأزمة فيروس كورونا. وقامت الشرطة الإسرائيلية باعتقال متظاهر كان يلوّح بعلم إسرائيلي بألوان العلم الفلسطيني، وأُطلق سراحه بعد موافقته على تسليم العلم.  وأصيب متظاهر آخر بجروح طفيفة نتيجة تلقيه طعنة في الرقبة خلال مواجهة بين ناشطي حراك "الرايات السوداء" المناهض لنتنياهو وناشطين من أنصار هذا الأخير.

بموازاة ذلك تجمّع نحو 500 شخص مساء أمس على مقربة من المنزل الخاص بنتنياهو وعائلته في قيسارية [شمال إسرائيل]، وعند انتهاء السبت غادر نتنياهو منزله في اتجاه القدس عبر طريق جانبي من دون المرور من أمام المتظاهرين.

وكما في مساء كل سبت في الأسابيع الأخيرة، أقيمت تظاهرات في العديد من تقاطعات الطرق والجسور في جميع أنحاء إسرائيل رفع المشاركون فيها لافتات احتجاج على الأزمة الاقتصادية ولافتات تطالب نتنياهو بالاستقالة على خلفية اتهامه بشبهات فساد.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 24/7/2020
الاستراتيجيا الإسرائيلية في إيران تشوّش وتعرقل – ولا تمنع
اللواء في الاحتياط رون تيرا، ود. يوئيل غوزنسكي - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي
  • التسلل الإيراني إلى فضاءات عربية يهدد المصالح الإسرائيلية، لكن قدرة إسرائيل على تشكيل هذا الفضاء محدودة. لذا، تركز إسرائيل في الأساس على الموضوعات الأكثر حيوية بالنسبة إليها: المشروع النووي الإيراني، والتمركز في سورية، ومشروع الصواريخ الدقيقة، وإزالة تهديدات مباشرة. "مشروع الصواريخ الدقيقة" هو الجهد الإيراني لتطوير قدرة على توجيه ضربة نوعية ضد إسرائيل من الحلقتين الأولى والثانية المحيطة بها، بواسطة تسليح حزب الله بسلاح نوعي طويل المدى، ومن خلال تطوير قدرة إيرانية (أحياناً بواسطة وكيل) لاستخدام سلاح نوعي من سورية والعراق وربما من اليمن وغيرها.
  • مشروع الصواريخ الدقيقة - الذي يشمل صواريخ بحرية، ومسيّرات هجومية، وصواريخ ضد أهداف بحرية وجوية - يضع إسرائيل في مواجهة تحدٍّ مزدوج. أولاً، هو بحد ذاته يشكل تهديداً للجبهة الداخلية العسكرية والمدنية لا يمكن قبوله. وكدولة متطورة تكنولوجياً ووظيفياً لكن صغيرة من حيث المساحة، فإن حساسية إسرائيل إزاء التهديد أكبر مقارنة بدول غربية أُخرى. ثانياً، إذا نجحت إيران في التمركز، وفي مشروع الصواريخ الدقيقة، فإنها يمكن أن تقدّر أنها أصبحت تملك أداة كبح تجاه هجوم إسرائيلي ضد مشروعها النووي، إذا عندما يصبح الأمر ذا صلة.
  • بالاستناد إلى ما يُنشر، اختارت إسرائيل مواجهة هذه التهديدات بواسطة استراتيجيا تركز على هجوم جراحي ضد وسائل قتالية وأرصدة أُخرى، في الأساس في الأراضي السورية، وفي حالات استثنائية في لبنان. منذ بداية المعركة بين الحروب، قررت إسرائيل المحافظة على هوامش أمان واسعة ضد احتمالات تصعيد تؤدي إلى حرب، وإذا كانت التقارير صحيحة فهي لا تهاجم كل الأهداف المهمة في وقت واحد، بل تختار بعناية المقادير، والوتيرة، والقطاعات، والمخاطر.
  • إيران وحزب الله اختارا استراتيجيا العناد والاستمرار في ضخ المزيد من الموارد إلى هذه الساحات، وفي أغلب الأحيان (على الأقل حتى السنة الماضية) ضبطا نفسيهما إزاء الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل. وهما أظهرا قدرة على التكيف عندما نقلت إيران جهود تمركزها إلى عمق سورية، وإلى غربي العراق، وخففت من ظهورها، وتغيرت جهود تسليح حزب الله جزئياً، بدلاً من تهريب السلاح عبر سورية إلى إنتاجه وتحويله في أرض لبنان.
  • بعد مرور ستة أعوام على بداية المعركة بين الحروب، تزود حزب الله بسلاح دقيق وسلاح نوعي آخر. صحيح أن جهد التمركز في سورية لم يصل إلى المكان الذي أرادته إيران، لكن طهران لا تُظهر دلائل تشير إلى تخليها عنه. التحديات التي تواجهها تجبرها على إظهار مرونة في الأسلوب، وفي الوتيرة، لكن على ما يبدو، فإن أهدافها بقيت كما كانت.
  • هذه النزاعات لم تنته، لكن كخلاصة موقتة، يمكن القول إن استراتيجيا إيران وحزب الله كانت تراكمياً فعالة نسبياً في تحقيق أهدافها. الصبر والاستعداد لضخ المزيد من الموارد إلى الساحات ذوات الصلة سمحا لإيران بأن تطور على الأقل جزءاً من القدرات المخطط لها، حتى لو لم يكن ذلك بالوتيرة والحجم المخطط لهما.
  • في السنة الأخيرة، يبدو أن إيران قررت إيجاد معادلة رد، هدفها ثني إسرائيل عن القيام بهجمات مستقبلية. وواجهت عقبات في تحقيق قرارها، وحتى الآن، نجحت إسرائيل في إحباط محاولات الرد. لكن إيران لاعب عنيد ويتعلم، ويجب الأخذ في الحسبان إمكان تطويرها قدرة على العمل أكثر نجاحاً.
  • في نيسان/أبريل 2020، حاولت إيران تنفيذ هجوم سيبراني ضد منظومة مياه إسرائيلية، شملت تغيير مقادير وكميات المواد الكيماوية التي تضاف إلى مياه الشرب. لو كان هذا الهجوم ألحق ضرراً كبيراً بالسكان المدنيين، لكان من المحتمل أن لا يكون الرد الإسرائيلي، بحسب ما نُشر، مقتصراً على مجال السايبر.

هوامش أمن واسعة

  • ما هي إذن الاستراتيجيا المطلوبة لإسرائيل؟ يتعين على إسرائيل أن تعد خياراً عسكرياً تحسباً لاحتمال استغلال إيران الوضع الاقتصادي والسياسي في الولايات المتحدة للقفز إلى السلاح النووي. ويتعين عليها المحافظة على حوار مكثف مع إدارة دونالد ترامب لمنع مفاجآت أو عدم اهتمام بالموضوع النووي، والبدء بحوار مع طاقم جو بايدن تحسباً لاحتمال فوزه.
  • الاستراتيجيا الإسرائيلية ضد النووي الإيراني هي المنع، وليس التشويش والعرقلة، والردع أو الدفاع. لكن أيضاً نشر إيران سلاحاً نوعياً في الحلقة الأولى والثانية حول إسرائيل يولد تهديداً استراتيجياً غير مقبول، ويمكن مواجهته بواسطة مزيج من وسائل هجومية ودفاعية وغيرها، لكن نظراً إلى أنه تهديد كبير عددياً، حتى نسبة صغيرة من أسلحة دقيقة يمكن أن تؤدي إلى ضرر غير مقبول. بناء على ذلك، أيضاً في مواجهة هذا التهديد يجب أن تكون الستراتيجيا المنع.
  • الإنجاز الذي حققته المعركة بين الحروب هو تعطيل عرقلة وليس المنع. لذا يجب إعادة فحص النهج. ينطبق هذا أيضاً على مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله. ففي ضوء وتيرة تطوره، بات هذا الأمر يتطلب الآن الهجوم على منظومة بدأت تأخذ شكلاً محسوساً. عملية ضد مشروع الصواريخ الدقيقة والتحويل في لبنان تخدم أيضاً استراتيجيا المنع ضد المشروع النووي، وتزيل التهديد الذي يمكن أن يُعتبر كابحاً لإسرائيل من مهاجمة المشروع النووي.
  • تحديد هوامش أمنية واسعة في سورية يتطلب الآن إجراء تحديثين: الأول، مع مرور السنوات أهداف المعركة تغيرت، ومنع مشروع الصواريخ الدقيقة هو مصلحة وطنية حيوية. بناء على ذلك، يجب تقليص مساحة الهوامش، وحتى المخاطرة بتجاوزها.
  • ثانياً، هناك حاجة إلى فحص مستوى حرية العمل الممكنة تحت عتبة الحرب من جديد. لقد وضعت إسرائيل إطاراً نظرياً، فيه مستويان ممكنان: المعركة بين الحروب، البعيدة عن عتبة الحرب أو حرب. لكن كما أوضحت لعبة الحرب التي أجراها معهد دراسات الأمن القومي في شباط/فبراير، ربما هناك مستويات إضافية من الحرية، مثل مواجهة محدودة أعلى من مستوى تركيز المعركة بين الحروب الحالية - لكن مع البقاء تحت عتبة الحرب.
  • هذه الأمور صحيحة بالنسبة لسورية، حيث القدرات الإيرانية محدودة وهناك أدوات ضغط (روسيا)؛ لكنها صحيحة بالنسبة للبنان. في السنوات الأخيرة تعاظمت قوة كل من حزب الله وإسرائيل، لذا، فإن ثمن الحرب للطرفين ارتفع كثيراً. لكن تحديداً بسبب ارتفاع الثمن، قرار شن الحرب معقد كثيراًـ ومن المحتمل أن نطاق الاحتواء لدى الطرفين صار أوسع. لذا، من المحتمل أن تتسع مستويات حرية القيام بعمليات تحت عتبة الحرب.

 

  • كلما ارتفع الثمن المتوقع للحرب، ستنشأ مصلحة مشتركة لإسرائيل وحزب الله لإدارة مواجهة محدودة تحت عتبة الحرب، هذا الأمر سيجبر الطرفين على تواصل استراتيجي، وبناء توقعات متبادلة، وضبط العملية العسكرية ضمن نطاق التوقعات التي وُضعت سلفاً (تماماً كما فعل حزب الله قبيل وأثناء إطلاق النار في أفيفيم في أيلول/سبتمبر 2019). الطرفان سيضطران إلى الامتناع من القيام بعمليات يمكن أن تبدو خطأ كبدء حرب، أو لا تترك للطرف الثاني مفراً سوى التصعيد للحرب.
  • مع دخول حزب الله عصر الصواريخ الدقيقة، سيصبح تقليص الأضرار التي يمكن أن تلحق بإسرائيل الهدف الأهم لحرب واسعة النطاق، وسيصبح التحدي المعقد المتمثل في الملاءمة بين الإنجاز المتوقع للحرب وبين ثمنها، أكثر حدة.
  • الصراع بين إسرائيل وحزب الله يدور في سورية، وفي غزة، وبحسب تقارير منشورة أيضاً في لبنان والعراق، ومن المحتمل أن يكون تعدد الجبهات هو أحد سمات المواجهة المقبلة. في مثل هذه المواجهات يجب المحافظة على مرونة في نقل الجهود بين الجبهات، وعدم الالتزام بجهد قوي جداً في جبهة منفردة.
  • الالتقاء بين الساعة النووية والساعات الأميركية (كورونا، ركود، وانتخابات) يمكن أن يشكل نقطة تقترب فيها إيران من خطوط حمراء، بينما الولايات المتحدة مشتتة أو تفحص سياستها من جديد. يتعين على إسرائيل أن تمنع حدوث بقعة ميتة في المعالجة الأميركية للموضوع النووي والإعداد لخيارات عسكرية.
  • التحدي الاستراتيجي هو بلورة مواجهة ذات قوة قصوى وعالية بما فيه الكفاية كي تؤثر في سياسة الأطراف المعنية، ومنخفضة بما فيه الكفاية، بحيث يمكن مواصلتها حسب الحاجة.
"هآرتس"، 26/7/2020
الاحتجاج ضد نتنياهو: خمس مؤشرات يجب أن تُقلق مؤيدي رئيس الحكومة
نير حسون - مراسل
  • مظاهر العنف الذي مارسه نشطاء من اليمين ضد متظاهرين يساريين عند مقر رئاسة الحكومة وتقاطعات الطرق - والتي ازدادت في الأيام الأخيرة - هي بمعانٍ كثيرة تعبير عن الإحباط الشديد في أوساط اليمين المتشدد إزاء نجاح الاحتجاج ضد نتنياهو. هم أيضاً يدركون أن المتظاهرين هنا كي يبقوا، وفي غياب قوة في الشارع، هم يتوجهون نحو العنف. ومع أن النجاح السياسي للاحتجاج ليس مضموناً بعد، ومن الواضح أن مخاوفهم مبررة؛ هناك عدد غير قليل من  المؤشرات في موجة الاحتجاج التي تجتاح  وسط القدس في الأسبوعين الأخيرين يجب أن تثير قلق مؤيدي نتنياهو.

اليافطات

  • في تظاهرة الأمس (السبت) حمل المتظاهرون مئات الأنواع من اليافطات المكتوبة بخط اليد، مكتوبة في المنزل. جزء منهم تقريباً تحريضي "أيضاً موسوليني، تشاوشيسكو، والقذافي رفضوا الاستقالة؛ وجزء منها صبياني، وجزء منها معقّد، "الأفضل فولدمورت" [شخصية خيالية في مسلسل أفلام هاري بوتر]؛ أو سياسية: "لم تكن هنا ديمقراطية أبداً". يافطات بالعبرية والعربية والإنكليزية. أيضاً في تظاهرة اليمين الصغيرة كان هناك يافطات، لكنها كلها طُبعت في مطبعة. وإذا كانت اليافطات المكتوبة بخط اليد دليلاً على الصدقية، فإن الاحتجاج ضد نتنياهو هو احتجاج صادق أصيل وينمو من الأسفل.

الأعداد

  • في الأسبوعين الماضيين، منذ بدء التظاهرات، ارتفع عدد المتظاهرين في ساحة باريس من 1000 ليصل إلى نحو 10 آلاف متظاهر مع انتهاء يوم السبت. الأهم من ذلك، يجب فحص أعداد الشباب، أو لمزيد من الدقة، عدد المتظاهرين الذين جاؤوا إلى المكان، وهم يعلمون أن من الممكن اعتقالهم. في الواحدة ليلاً بعد انتهاء يوم السبت جلس مئات الشبان على الطريق، بدأ حرس الحدود وعناصر مكافحة الشغب بسحبهم وجر الموقوفين. كلهم على ما يبدو أخذوا في حسابهم إمكان اعتقالهم وتعاملوا مع ذلك برباطة جأش وحتى بسرور. في تظاهرة يوم الخميس اعتُقل 55 متظاهراً، وفي الأمس اعتُقل 15 فقط، لكن هذا لم يحدث لأن المتظاهرين لم يكونوا مستعدين للاعتقال. يبدو أن الشرطة فهمت، وهي محقة، أن الاعتقالات تؤجج الاحتجاج فقط. "كل شخص يُعتقل يحمل معه 20 متظاهراً جديداً إلى التظاهرة المقبلة"، قال أحد قادة التظاهرات.

المكان

  • على هامش التظاهرتين الأخيرتين، تدافع نشطاء التنظيم العنصري لا - فاميليا، بحثاً عن ضحايا سهلة وسط العائدين من التظاهرة. هم هاجموا، وشتموا وأصابوا بجروح طفيفة عدداً من المتظاهرين. كان يمكن أن يُسمع أنهم محبطون من كون التظاهرات الكبيرة ضد نتنياهو تجري في القدس: "اخرجوا من مدينتنا"، "عودوا إلى تل أبيب"، صرخوا. هناك دلالة على أن هذا الاحتجاج لا يجري في ساحة رابين، بل في ساحة باريس - وهذا يتطلب جهداً أكبر من جهة المتظاهرين، ويعرقل بصورة كبيرة الحياة في حي رئيس الحكومة. في هذه الأثناء امتدت التظاهرات إلى قيسارية وعشرات المواقع الأُخرى في شتى أنحاء البلد، واستعداد نشطاء في أماكن كثيرة للتجند في الاحتجاج، من المفروض أن يثير قلق نتنياهو.

النفَس الطويل

  • التظاهرات عند مقر رئاسة الحكومة استمرت ساعات طويلة، لكن زخمها لم يضعف ولا لحظة. مَن كان هناك ورأى المتظاهرين وتحدث معهم يعرف أن في قلوبهم غضباً حقيقياً وإحباطاً عميقاً. النواة الرئيسية للنشطاء شباب في الثلاثينيات لم يؤسسوا عائلة، والجزء الأكبر منهم من دون عمل - وهذا ما يجعلهم أكثر إصراراً من المتظاهر الإسرائيلي العادي.

ضعف اليمين

  • من الواضح أن نتنياهو لا يزال يتمتع بدعم شعبي واسع، كما يظهر في استطلاعات الرأي، لكن مؤيديه يفضلون لسبب ما البقاء في المنزل. يوم الخميس أعلن الليكود التعبئة تحت عنوان "بنيامين نتنياهو لن تكون أبداً لوحدك". هذا المسعى انتهى بنحو 200 متظاهر، وربما أقل. أغلبيتهم بالغون نشطاء معروفون من فرع الليكود في القدس. في مقابلهم وقف نحو 5000 شخص. هنا وهناك شوهد أشخاص يعتمرون "كيباه" [طاقية للرأس]، وبعض الحريديم الذين جاؤوا للتعبير عن تعاطفهم. الوقت سيحسم هل هؤلاء يشكلون خروجاً عن القاعدة أو تباشير تغيّر أولى.
  • على الرغم من ذلك، فإن نجاح الاحتجاج ليس مضموناً. لم ينجح أحد حتى الآن في وضع الآلية السياسية التي تترجم عرض القوة في الشارع  إلى حد طرد نتنياهو من منزل رئيس الحكومة. سنوات من التلاعب، ومن الأخبار الملفقة، والتحريض ضد اليسار فعلت فعلها. المنظومة السياسية تبدو منقطعة عمّا يجري في شوارع القدس، ونتنياهو نفسه لا يبدو متأثراً بما يجري تحت نافذته. المتظاهرون من جهتهم يواصلون تحطيم رؤوسهم على السور الذي يرفض أن يتصدع.