مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: يجب على حزب الله أن يدرك أنه يلعب بالنار
نتنياهو: يجب إقرار الميزانية الآن؛ غانتس: الميزانية يجب أن تشمل 2021 أيضاً
وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا يستقيل من الكنيست، بحسب القانون النرويجي
مقالات وتحليلات
الحادثة على الحدود الشمالية انتهت بالتعادل. ثمة شك في أن يكتفي حزب الله بذلك
الانتخابات المهمة حقاً ستكون في الولايات المتحدة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 27/7/2020
نتنياهو: يجب على حزب الله أن يدرك أنه يلعب بالنار

قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده عشية اليوم [الإثنين] بمشاركة وزير الدفاع بني غانتس: " يجب على حزب الله أن يعلم أنه يلعب بالنار، وأي هجوم ضدنا، سنرد عليه بقوة كبيرة." وتابع: "نصرالله يورط لبنان بسبب إيران. وارتكب خطأ كبيراً في تقدير إصرار إسرائيل على الدفاع عن نفسها. ولقد سبق أن دفعت الدولة اللبنانية ثمناً باهظاً." وأضاف أن دولة إسرائيل ستواصل العمل ضد محاولات إيران التمركز العسكري في منطقتنا.

أمّا وزير الدفاع بني غانتس فقال: "إسرائيل مصرة أكثر من أي وقت مضى على منع التعدي على سيادتها، وعلى مواطنيها. لبنان وسورية دولتان ذواتا سيادة وتتحملان مسؤولية أي عملية إرهابية تنطلق من أراضيهما. مَن يجرؤ على اختبار الجيش الإسرائيلي يخاطر بنفسه وبالدولة التي يتحرك منها. كل عملية ضد إسرائيل ستؤدي إلى عملية قوية وقاسية ومؤلمة."

وبحسب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على مقاتلين تابعين لحزب الله تجاوزوا الحدود الإسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، ولقد عاد هؤلاء أدراجهم إلى لبنان، ومن دون وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي. كما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه لم يجر إطلاق صاروخ مضاد للمدرعات أو كورنيت.  بينما ذكر بيان صادر عن حزب الله إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار من طرف واحد، وأن رده على العملية المنسوبة إلى إسرائيل في سورية، والتي قُتل فيها أحد عناصره، سيأتي لاحقاً.

في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (28/7/2020) أن إسرائيل نقلت في الأمس رسائل تهدئة وتحذير إلى جهات دولية في أعقاب الحادثة التي وقعت على الحدود، جاء فيها أن إسرائيل لا تنوي تصعيد الوضع الأمني. في هذه الأثناء رفع الجيش الإسرائيلي من عديده وأعلن حالة التأهب، استعداداً لاحتمال حدوث هجوم إضافي يقوم به حزب الله، انتقاماً لمقتل عنصره في الأسبوع الماضي.

من جهة أُخرى، ذكر المحلل العسكري في "يسرائيل هَيوم" (28/7/2020) أن الحادث التكتيكي الذي وقع  في مزارع شبعا انتهى بسلام، لكن "المعركة الاستراتيجية التي تديرها إسرائيل في مواجهة المحور الراديكالي الشيعي ليست قريبة من نهايتها. وسوف تشكل تحدياً لها في الأيام القادمة." وتابع أنه يفهم من بيان الجيش أن خلية مؤلفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص اجتازت الخط الأزرق على الحدود الدولية في منطقة مزارع شبعا التي تفصل بين الأراضي اللبنانية والإسرائيلية، ثم عادت إلى الأراضي اللبنانية بعد فشلها في الهجوم على قوات الجيش الإسرائيلي، وحتى من دون أن تطلق النار. وفي رأي المحلل، أن تصرف جنود الجيش الإسرائيلي يدل على أنهم كانوا يتوقعون تماماً ما حدث.

وأضاف أنه إذا أرادت إسرائيل شن معركة ضد حزب الله، فعليها أن تبلور تأييداً دولياً وتأييداً داخلياً.

"هآرتس"، 27/7/2020
نتنياهو: يجب إقرار الميزانية الآن؛ غانتس: الميزانية يجب أن تشمل 2021 أيضاً

دعا رئيس الحكومة اليوم [الثلاثاء] إلى إقرار ميزانية الدولة بسرعة، وأضاف أنه "في هذا الوقت لا سبب يدعو إلى الذهاب إلى انتخابات." رئيس الحكومة المناوب بني غانتس، عاد وكرر مطالبته بإقرار ميزانية لعامين، بحسب ما جاء في الاتفاق الائتلافي بين الليكود وحزب أزرق أبيض.

الموعد الأخير لإقرار الميزانية هو 25 آب/أغسطس، وإذا لم تُقر حتى ذلك الحين يُحلّ الكنيست تلقائياً. في الأسبوع الماضي، ذكرت مصادر سياسية للصحيفة أن نتنياهو يدفع قدماً بميزانية 2020 فقط، وقرر عدم تمريرها، وهو يسعى لتقديم موعد الانتخابات إلى تشرين الثاني/نوفمبر. في مثل هذه الحالة، يواصل نتنياهو تولي رئاسة الحكومة الانتقالية.

وكان نتنياهو قد صرّح في جلسة عقدها الليكود اليوم : "في ضوء الوضع الأمني والكورونا، إسرائيل لا تريد انتخابات - هي تريد استقراراً. إذا وافقنا على الميزانية الآن نستطيع أن نبدأ السنة الدراسية في أيلول/سبتمبر، ونستطيع أن نحول أموالاً إلى أصحاب المصالح الخاصة. هذا ما تحتاج إليه الدولة في هذا الوقت."

وتحدث بني غانتس في جلسة عقدها حزب أزرق أبيض عن أن إسرائيل بحاجة إلى ميزانية مسؤولة وبعيدة الأجل. وبحسب كلامه، "الذهاب إلى انتخابات رابعة خلال عام هو إنفاق للمليارات على يافطات ونشرات سياسية، ويعبّر عن عدم مسؤولية وطنية، ويتجاهل إرادة الشعب"، وتابع: "بحسب الاتفاق الموقّع مع الليكود، الميزانية يجب أن تستمر حتى نهاية 2021. إذا التزم الليكود بالاتفاق سيكون هناك استقرار، وأتوقع أن يفعل ذلك."

"يسرائيل هَيوم"، 28/7/2020
وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا يستقيل من الكنيست، بحسب القانون النرويجي

أعلن وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا هذا الصباح استقالته من الكنيست للسماح بدخول زميله عميت هليفي الذي كان في المرتبة 39 على قائمة الليكود. وهو أول عضو كنيست يطبق القانون النرويجي الذي ينص على استقالة أي عضو كنيست من منصبه في حال تعيينه وزيراً في الحكومة، ويبقى مستقيلاً طوال الفترة التي يتولى فيها منصبه.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 27/7/2020
الحادثة على الحدود الشمالية انتهت بالتعادل. ثمة شك في أن يكتفي حزب الله بذلك
عاموس هرئيل - مراسل عسكري
  • هار دوف [مزارع شبعا]، المنطقة التي وقعت فيها الحادثة بين قوات الجيش الإسرائيلي وخلية تابعة لحزب الله اليوم، تُستخدم منذ سنوات ملعباً مفضلاً للطرفين، في كل مرة يشعر التنظيم اللبناني بالحاجة إلى تصفية حساب. هذه جبهة بعيدة، لا توجد فيها بلدات مدنية، ويمكن "احتواء" حادثة فيها بعيداً عن أعين وسائل الإعلام، والتشاجر قليلاً والانتهاء عند هذا الحد.
  • هذه أيضاً جبهة يعرفها جيداً قائد المنطقة الشمالية أمير برعام: في سنة 2005، عندما كان قائداً لوحدة ماجلان اصطدم مقاتلوه بخلية من قوة خاصة من حزب الله تسللت إلى مزارع شبعا، على ما يبدو، بهدف خطف جنود (قُتل في الحادثة مقاتل من غولاني جرّاء قصف على أحد المواقع)، في سنة 2016، عندما كان قائداً لكتيبة الجليل (91)، استعد برعام جيداً لهجوم بعبوات ناسفة من قبل حزب الله في مزارع شبعا، انتهى من دون إصابات. حتى الآن يبدو هذه المرة أنه أنهى الاشتباك المحلي مع حزب الله بنتائج جيدة بالنسبة إلى إسرائيل.
  • جاءت عملية حزب الله بعد ظهر اليوم رداً على هجوم جوي منسوب إلى إسرائيل في سورية، في منطقة دمشق قبل أسبوع. قُتل في القصف ناشط من حزب الله، وبحسب "معادلة الردع" التي وضعها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بنفسه قبل حوالي سنة، على كل عملية قتل لعناصره في سورية سيأتي رد ملائم من لبنان. نصر الله نفسه التزم الصمت منذ الهجوم في سورية، لكن قنوات معلومات أُخرى في الحزب - نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، ورئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية إبراهيم الأمين - لم يتركا مجالاً للشك في حصول رد عسكري من جهة الحزب، خلال وقت قصير.
  • يدل اختيار الساحة للعملية هذه المرة أيضاً على أن حزب الله أراد تحقيق تأثير محدود من دون التدهور إلى حرب. لم يكن للحزب مصلحة حقيقية باندلاع حرب، بينما لبنان يعاني أزمة اقتصادية وسياسية كبيرة، ونصرالله يتهمه خصومه بالمسؤولية المركزية عن تدهور الدولة. مع ذلك، شعر حزب الله بالضغط كي يتحرك ولا يترك الحساب مفتوحاً مع إسرائيل.
  • جزء من التفصيلات لا يزال يلفه الغموض، لكن من الواضح أن قوات الجيش - جنود من لواء الناحل. طاقم من وحدة إيغوز وطاقم دبابة - لم تتفاجأ وكانت مستعدة جيداً للمهمة. نقطة مراقبة للجيش الإسرائيلي لاحظت خلية لحزب الله خلال وقت تحركها في مزارع شبعا. وعندما تسللت الخلية وأصبحت على بعد نحو عشرين متراً داخل أراضي إسرائيل، في منطقة جبلية وحرجية لا يوجد فيها سياج حدودي، أُطلقت في اتجاهها نيران دبابات ومدافع رشاشة من مسافة عدة أمتار. المقاتلون الشيعة غادروا بسرعة المكان. ولم يبلّغ عن إصابات في صفوفهم.
  • ليس بعيداً عن مكان التسلل يوجد موقع للجيش، وطريق تستخدمها القوات التي تتحرك في المنطقة (مزارع شبعا مقفلة دائماً في وجه سيارات المدنيين). يمكن الافتراض أن الخلية جاءت لمهاجمة قوات الجيش في المكان، بنيران قناصة أو بتفجير عبوات ناسفة. بحسب ما تم التبليغ عنه بشأن أسلوب عملها، لا يبدو أنه كانت هنا محاولة مُحكمة بصفة خاصة.
  • في داخل النباتات المتشابكة في مزارع شبعا، من الصعب أحياناً إصابة الخصم، الخصم الذي يتحرك بحذر، أيضاً لو جرى هذا في ضوء النهار. مع ذلك، في الجيش يرفضون الإجابة عن سؤال عما إذا كان الجنود تلقوا أمراً بإطلاق النار من أجل القتل، أو أن النية كانت مسبقاً دفع عناصر حزب الله إلى الهرب من دون التسبب بوقوع إصابات. ثمة شك قوي للغاية في أنه كان هناك قرار واعٍ بشأن تبنّي الخيار الثاني الذي كان يجب أن يتخذه أرفع مستوى في إسرائيل. خسائر في الحادثة كان يمكن أن تفرض على الحزب الرد مجدداً بصورة تؤدي إلى تدهور الوضع على الحدود لوقت طويل. على ما يبدو، ما يظهر أنه تعادل من دون إصابات مريح بصورة كبيرة للطرفين.
  • السؤال هل من الممكن أن يكتفي الحزب بذلك حالياً، بينما تتحدث إسرائيل عن محاولة له فشلت، أم ستحدث قريباً محاولة إضافية. بعد الحادثة، نشرت وسائل الإعلام اللبنانية رد حزب الله الذي ادعى فيه أن عناصره لم يطلقوا النار قط في اتجاه أراضي إسرائيل، وأن الرد على هجوم دمشق سيأتي لاحقاً. هذا كان أيضاً تقدير الاستخبارات الإسرائيلية هذا المساء: القصة لم تنته، وحزب الله يمكن أن يحاول من جديد.
  • يبدو أن نصر الله سيضطر إلى أن يأخذ في حسابه روزنامة السنة: في يوم الجمعة يبدأ عيد الأضحى، سكان الجنوب اللبناني مشغولون بالأزمة الاقتصادية التي حرمتهم لقمة العيش، وبالتأكيد لا يرغبون في قضاء العيد في الملاجىء والأقبية.
  • في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع بني غانتس، حذّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نصرالله من أنه يلعب بالنار، وأن أي عملية إضافية لحزب الله ضد إسرائيل ستكون خطأ، وستكلف الحزب والدولة اللبنانية رداً عسكرياً قاسياً. وغاب عن كلامه التوضيح التقليدي تقريباً في مثل هذه الظروف أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد.
  • يدير نتنياهو الأزمة الأمنية الجديدة في الشمال، كما التوترات المتواصلة في مواجهة إيران، في ظل التصدع الذي يتسع مع أزرق أبيض، وفي ضوء استمرار الخطوات القضائية ضده. عملياً، يبدو أن إمكان الاستغلال السياسي للحادثة الأخيرة ضئيل نسبياً بالنسبة إليه. الجمهور الإسرائيلي، إلى حد بعيد، مثل الجمهور ما وراء الحدود، مشغول حالياً قبل كل شيء بوباء الكورونا وبهموم لقمة العيش. الآن يبقى أن نأمل بأن تتلاشى التوترات على الحدود حتى المرة المقبلة. المصائب الأُخرى - الاقتصاد، الصحة، والتهديد بانتخابات رابعة - لن تذهب إلى أي مكان في وقت قريب.
"هآرتس"، 28/7/2020
الانتخابات المهمة حقاً ستكون في الولايات المتحدة
حيمي شاليف - محلل سياسي
  • يقوم بنيامين نتنياهو مؤخراً بنشر تسريبات وتلميحات بشأن نيته الذهاب إلى انتخابات سريعة. بحسب الصيغة الأخيرة، تشرين الثاني/ نوفمبر هو التاريخ المستهدف، في وقت قريب غريب ومثير للشكوك من انتخابات في الولايات المتحدة.
  • ربما يخطط نتنياهو لحادثة تدهور بطولية إلى الهاوية مع دونالد ترامب، على طريقة ثيلما ولويز [فيلم أميركي حصل على جائزة أوسكار ينتهي بحادثة تدهور سيارة لصديقتين هما جينا ديفيس التي تؤدي دور ثيلما، وسوزان سارندون بدور لويز]. ربما هو يصلي لأن يرفض ترامب الهزيمة كما هدد، كي يسير على خطاه. ربما يعتقد نتنياهو أن الانتخابات ستحسن وضعه على الرغم من كل شيء، وفي ظل غياب خصم مهم.
  • على أي حال، التقارب الزمني النظري بين المعركتين الانتخابيتين يوضح أنه ستكون للمعركة في إسرائيل أهمية هامشية لمستقبلها. مواطنو الولايات المتحدة هم الذي سيقررون مصيرها.
  • إنما الأمور المرئية من هناك، وعملياً من أي مكان آخر في العالم، يبدو أنها غير مرئية هنا. المنظور الوحيد الذي تنظر منه أغلبية الإسرائيليين هو سياسة ترامب الموالية لإسرائيل. سلوكه الفاسد، وقيمه السقيمة والاستقطاب الذي يزرعه، وتآكل الديمقراطية الأميركية، والهبوط الكبير في مكانة بلاده في العالم، كل هذا ضئيل الأهمية بالنسبة إلينا.
  • الشبه غير الطبيعي تقريباً في الوضع السياسي والنفسي لكل من ترامب ونتنياهو - الاثنان كاذبان بالسليقة ومهووسان بتصوير نفسيهما على أنهما ضحية، يكرهان الكوابح والضوابط، وفشلا في مواجهة وباء الكورونا - يزيد من صعوبة الإسرائيليين في التعرف على القرار التاريخي الذي سيتخذه الأميركيون في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
  • أكثر من كل الانتخابات السابقة، الانتخابات في الولايات المتحدة هي منعطف على شكل T يمكن من خلاله التوجه نحو اتجاهين متعارضين. فوز ترامب الذي يبدو غير ممكن حالياً، معناه الموافقة رسمياً على استمرار رئاسته الفاسدة والمقسمة والمدمرة. أميركا - وبعدها إسرائيل - قادرة على تحمّل ولاية واحدة له، لكن ليس ولايتين.
  • فوز ترامب سيقضي نهائياً على مكانة الولايات المتحدة كزعيمة للعالم الحر، وكبطلة الحرية والديمقراطية. وسيولد تصدعاً لا يمكن رأبه مع المنظمات الدولية وحلف شمال الأطلسي، ويُفرح روسيا ويشجع المستبدين في أنحاء العالم. فوز ترامب لن يساعد فقط في إعادة انتخاب نتنياهو، بل أيضاً سيؤدي إلى أربع سنوات إضافية من القومية الإسرائيلية، وإساءة معاملة الفلسطينيين وتآكل الديمقراطية، وصولاً إلى نقطة الانهيار.
  • في مقابل ذلك، فوز جو بايدن، سيُستقبل بارتياح شديد في العالم الديمقراطي. هو سيحيي أميركا ويعيدها إلى موقع القيادة. فوز الديمقراطيين يمكن أيضاً أن يعيد إلى إسرائيل تعقّلها الذي فقدته، وأن يفرض عليها السعي من جديد لتسوية مع الفلسطينيين، وإنقاذ ديمقراطيتها المدماة.
  • ترامب أعطى إسرائيل حرية أن تفعل ما تشاء، لأنه فعلاً لا يهمه الأمر. بايدن سيستخدم ضوابط لمنع إسرائيل من الخروج تماماً عن السكة.

عودة ترامب معناها انتصار معنوي وربما انتخابي لنتنياهو. وخسارته ستحول رئيس الحكومة إلى إضافة تافهة محرجة، من الأفضل التخلص منها في أقرب وقت. فوز بايدن سيوقف الموجة العكرة ليمين قومي مدمر نما وترعرع بتشجيع من نتنياهو وتحت حماية ترامب. هذه هي الانتخابات التي يجب على مواطني إسرائيل الاهتمام بهاـ بدلاً من الاهتمام بألاعيب رئيس حكومتهم العقيمة.