مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: يجب العمل في كل المستويات لعدم تمكين إيران التي نقشت على رايتها تدمير إسرائيل من حيازة السلاح اللازم لتنفيذ ذلك
مندلبليت: نشهد محاولات مساس بشرعية أجهزة تطبيق القانون ونشر اتهامات تصل إلى حد الإفتراء الدموي
إدلشتاين: الخروج من الإغلاق في الوضع الحالي من انتشار فيروس كورونا يعتبر إهمالاً
استطلاع "معاريف": 52 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 64 عضو كنيست
مؤشر الفساد العالمي: إسرائيل تقترب من الخط الأحمر الذي تُعتبر الدول تحته ذات مستوى عال من الفساد
مقالات وتحليلات
يجب وضع حدّ فوري لحملة الانتقام العنيفة التي يقوم بها المستوطنون في الأراضي المحتلة تحت سمع وبصر قوات الأمن الإسرائيلية
الدافع وراء "الخطاب الإيراني" لرئيس الأركان كوخافي
المطلوب من معسكر الوسط - اليسار جمع الحطام وبقي له أقل من أسبوع
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 29/1/2021
نتنياهو: يجب العمل في كل المستويات لعدم تمكين إيران التي نقشت على رايتها تدمير إسرائيل من حيازة السلاح اللازم لتنفيذ ذلك

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه يجب العمل في كل المستويات من أجل عدم تمكين إيران، التي نقشت على رايتها تدمير دولة إسرائيل، من حيازة السلاح اللازم لتنفيذ ذلك.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال زيارة قام بها إلى النقب [جنوب إسرائيل] أمس (الخميس)، أنه أصدر توجيهات إلى مسؤولي المؤسسة الأمنية تقضي بالعمل على جميع الجبهات من أجل تحقيق هذه الغاية.

وأكد رئيس الحكومة أن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم مع إيران سنة 2015 خطأ، مشيراً إلى أن هذه العودة من شأنها أن تشجع النظام في طهران على الاستمرار في سياسته العدوانية، بل وعلى تصعيدها.

من ناحية أُخرى قال نتنياهو إن قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعليق صفقة بيع طائرات الشبح المقاتلة من طراز "إف 35" إلى الإمارات العربية المتحدة لن يؤثر في اتفاق التطبيع بين الدولتين، وأكد أن هذا الاتفاق بات في نقطة اللاعودة.

"معاريف"، 29/1/2021
مندلبليت: نشهد محاولات مساس بشرعية أجهزة تطبيق القانون ونشر اتهامات تصل إلى حد الإفتراء الدموي

أكد المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت أهمية الوصول إلى مرحلة ما بعد أزمة فيروس كورونا وقد تم الحفاظ على حقوق الإنسان ومؤسسات الدولة وفي مقدمها الجهاز القضائي.

وأضاف مندلبليت في كلمة له أمام مؤتمر جمعية القضاء العام عُقد مساء أمس (الخميس): "للأسف الشديد نشهد أحياناً استغلالاً للوضع من أجل المساس بشرعية أجهزة تطبيق القانون ونشر معلومات كاذبة واتهامات تصل إلى حد الفرية الدموية."

وأوضح مندلبليت أن كل من يحرص على سيادة القانون يجب أن يقول نعم للنقد المشروع ولا للتحريض والأكاذيب ونزع الشرعية.

"يديعوت أحرونوت"، 29/1/2021
إدلشتاين: الخروج من الإغلاق في الوضع الحالي من انتشار فيروس كورونا يعتبر إهمالاً

قال وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين إن الخروج من الإغلاق في الوضع الحالي من انتشار فيروس كورونا يعتبر إهمالاً.

وأضاف إدلشتاين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الزيارة التي قام بها إلى مستشفى برزيلاي في أشكلون أمس (الخميس)، أن موجة انتشار الفيروس ترفض الانخفاض وعلى ما يبدو فإن السبب هو الطفرة البريطانية التي تنتشر في إسرائيل. وقال: "نجحنا في السيطرة على الوباء، لكننا لا نرى انخفاضاً في المعطيات كما اعتدنا أن نرى بعد أسبوعين من الإغلاق." 

وأشار إدلشتاين إلى أن الحكومة ستكون مضطرة في الأيام القليلة المقبلة إلى أن تقرّر، إما استمرار الإغلاق بعد انتهائه يوم 31 كانون الثاني/يناير الحالي، أو فتح كل المرافق مع ما يعنيه ذلك من مخاطر تفشّي الفيروس.

وأكد المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا البروفيسور نحمان آش أنه ما دام هناك عدم انخفاض بارز في عدد الحالات الخطرة في المستشفيات ليس بالإمكان العودة إلى النشاط الاعتيادي.

"معاريف"، 29/1/2021
استطلاع "معاريف": 52 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 64 عضو كنيست

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والمؤلف من أحزاب "أمل جديد" و"يوجد مستقبل" و"إسرائيل بيتنا" وميرتس و"أزرق أبيض" والعمل، من دون القائمة المشتركة، على 52 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" هناك إمكانية لتأليف حكومة تستند إلى تأييد 64 عضو كنيست، في حين أن معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو، والمؤلف من أحزاب الليكود واليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، سيحصل على 46 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 58 مقعداً، لكنها غير كافية لتأليف حكومة.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة الحزب الجديد "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 14 مقعداً، وتحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 30 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 18 مقعداً، وقائمة "يمينا" برئاسة عضو الكنيست نفتالي بينت على 12 مقعداً.

وتحصل القائمة المشتركة على 10 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب شاس الحريدي وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 8 مقاعد، وتحصل قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 5 مقاعد، ويحصل كل من قائمة "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة حزب العمل برئاسة عضو الكنيست ميراف ميخائيلي على 4 مقاعد.

ولن تتمكن قوائم أحزاب "الإسرائيليون" برئاسة رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي، والصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، والبيت اليهودي برئاسة حجيت موشيه، و"غيشر" برئاسة عضو الكنيست أورلي ليفي - أبكسيس، و"الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال يارون زليخا، و"تنوفا" [انطلاقة] برئاسة عضو الكنيست السابق عوفر شيلح الذي انشق عن حزب "يوجد مستقبل"، و"قدامى إسرائيل" برئاسة رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم، و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا، و"تلم" برئاسة عضو الكنيست موشيه يعلون، من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 536 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.4%.

 

"يديعوت أحرونوت"، 29/1/2021
مؤشر الفساد العالمي: إسرائيل تقترب من الخط الأحمر الذي تُعتبر الدول تحته ذات مستوى عال من الفساد

ظلت إسرائيل في مرتبة متوسطة في مؤشر الفساد العالمي الذي نُشر أمس (الخميس) وانضمت بذلك إلى دول صناعية أُخرى يُنظر إليها على أنها تتخلف في مكافحة الكسب غير المشروع.

واحتلت إسرائيل المركز 35 عالمياً من أصل 180 بلداً في مؤشر الفساد العالمي السنوي الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية التي تقيس الفساد في القطاع العام. ويستخدم المؤشر مقياساً من 0-100 نقطة. وحصلت إسرائيل على 60 نقطة في حين أنها سجلت 62 نقطة سنة 2017. وتعني هذه النتيجة أن إسرائيل تقترب من الخط الأحمر الذي يبلغ 50 نقطة وتُعتبر الدول تحته ذات مستوى عال من الفساد.

وأشار المؤشر إلى أن الدول الأقل فساداً في منطقة الشرق الأوسط هي الإمارات العربية المتحدة (المرتبة 21 عالمياً مع 71 نقطة)، وقطر (المرتبة 30 مع 63 نقطة)، في حين حلت إسرائيل ثالثة.

وقالت القاضية السابقة نيلي أراد التي تترأس الفرع الإسرائيلي لمنظمة الشفافية الدولية، إن الترتيب المتدني لإسرائيل في مؤشر الفساد خطر في الوقت الحالي الذي ينتشر فيه فيروس كورونا ويتسبب بأزمتين، صحية واقتصادية.

وأضافت أراد: "هذا الترتيب المتدني يأتي في وقت نشهد فيه انتهاكاً لأسس الديمقراطية وفي ظروف يُشتبه فيها بارتكاب الزعماء مخالفات جنائية، وفي مناخ من التحريض المستمر ضد الأمناء القائمين على القضاء وضد وسائل الإعلام، وفي جو سيئ من التطرف والتشرذم الطائفي."

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 29/1/2021
يجب وضع حدّ فوري لحملة الانتقام العنيفة التي يقوم بها المستوطنون في الأراضي المحتلة تحت سمع وبصر قوات الأمن الإسرائيلية
افتتاحية
  • بعيداً عن الاهتمام العام تجري في الأسابيع الخمسة الأخيرة حملة انتقام عنيفة يقوم بها المستوطنون في المناطق [المحتلة] في إثر موت زميلهم أهوفيا سنداك في أثناء عملية مطاردة بوليسية له. وضحايا حملة الانتقام هذه هم كما جرت العادة الفلسطينيون الذين ليس لهم أي علاقة بمقتل المستوطن.
  • وفقاً لمعطيات منظمة "بتسيلم" التي نُشرت أمس (الخميس)، وثّق موظفو المنظمة خلال الأسابيع الخمسة الفائتة 49 حادثة عنيفة شملت 28 حادثة اعتداءات جسدية على فلسطينيين تسببت بإصابة 15 شخصاً، بينهم 4 أولاد. كما تم إحراق عدد من السيارات، وقام عدد من زعران المستوطنين باقتحام بيوت وبعمليات دهس مقصودة. وفي حالة واحدة على الأقل تم الاعتداء على شخص مسن وسفك دمه.
  • ويراقب جنود الجيش الإسرائيلي وأفراد الشرطة الذين يُفترض بهم أن يحافظوا على القانون والنظام في المناطق [المحتلة]، وأن يدافعوا عن سكانها وأملاكهم، كل هذه الحوادث من دون أن يحركوا ساكناً ضد مرتكبيها في معظم الحالات. ولم يُقدَّم أي مستوطن إلى المحاكمة بعد وقوع عشرات الحوادث العنيفة. وحضرت قوات الأمن في 26 حادثة على الأقل وشاهدت جرائم العنف. وأكدت "بتسيلم" أنه بدلاً من اعتقال المهاجمين قامت قوات الأمن بمهاجمة الضحايا، وبإطلاق النار في اتجاههم والتسبب بإصابة عدد منهم. وفي 26 حادثة أُخرى لم تقم قوات الأمن بما كان يتعين عليها القيام به لوقف الهجمات.
  • هكذا يجد الفلسطينيون أنفسهم من دون أي حماية في مقابل الذين يهاجمونهم. فالشرطة الفلسطينية ممنوعة من التدخل والشرطة الإسرائيلية هي شرطة لليهود فقط. ولو كان الفلسطينيون هم الطرف المهاجم لكانت الصورة عكسية تماماً، ولكانت قوات الأمن قامت بإغلاق قرى وتنفيذ عشرات عمليات الاعتقال وتقديم المتهمين إلى المحاكمة على وجه السرعة، ولكانت المحاكم سارعت إلى فرض أقصى العقوبات عليهم.
  • لا شك في أن المستوطنين المهاجمين يرون في سلوك قوات الأمن تشجيعاً لهم وضوءاً أخضر للاستمرار في حملتهم الهجومية. وهم على حق، فهذه هي الرسالة. وبعد ذلك عندما لا يعود الفلسطينيون قادرين على تحمّل هذا الإهدار لحياتهم وأملاكهم، ويبدأون بشن هجمات للدفاع عن أنفسهم، سيعلو الصراخ: إرهاب، إرهابيون.
  • إن المسؤولية عن أي عمليات سفك دماء مقبلة تقع على عاتق الجيش والشرطة والحكومة. إذا لم يوقفوا فوراً فلتان المستوطنين هذا، وإذا لم يقدموهم إلى المحاكمة فلن يتمكنوا من التهرب من المسؤولية عن أي وضع جديد يمكن أن ينشأ.
"يديعوت أحرونوت"، 28/1/2021
الدافع وراء "الخطاب الإيراني" لرئيس الأركان كوخافي
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • في هذه الأيام وقبل بدء المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، يستخدم اللاعبون الشرق الأوسطيون أفضل ما لديهم من أدوات ضغط للتأثير في إدارة بايدن ودفعها في الاتجاه الذي يرغبون فيه. عامل الوقت يلعب دوراً مهماً. بالنسبة إلى النظام في طهران من المُلِح والعاجل رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب بسرعة، كي يستطيع الاقتصاد البدء بالتعافي، ولكي يشعر المواطن الإيراني بذلك.
  • في الجهة المضادة، من المهم لإسرائيل والسعودية والإمارات وسائر حلفاء الولايات المتحدة حدوث العكس تماماً: أن تبتز الولايات المتحدة أكبر عدد ممكن من التنازلات من إيران قبل البدء برفع حظر النفط عليها والقيود على نشاطاتها في الساحة المالية الدولية.
  • في المقابل، يحتاج واضعو السياسات في واشنطن إلى وقت - أولاً من أجل بلورة مخطط إدارة الحوار الدبلوماسي مع إيران، وبعد ذلك المفاوضات بحد ذاتها، وأخيراً التنفيذ. هذه مهمة صعبة للغاية عندما يكون المقصود الولايات المتحدة وإيران، اللتين فُقِدت الثقة بينهما. لذلك يسعى وزير الخارجية الأميركي الجديد طوني بلينكن لخفض التوقعات وإقناع الأطراف بالتحلي بالصبر. هو لا يريد أن ينجذب الإيرانيون إلى القيام باستفزازات كي يثبتوا للولايات المتحدة أنهم سيتوجهون بسرعة نحو سلاح نووي إذا لم تسارع إلى رفع العقوبات. وهو أيضاً لا يريد من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم إسرائيل، الشعور بأن أميركا تخلت عن مصالحهم ويتحركون بتسرّع للدفاع عنها.
  • في ضوء هذا كله، أوضح بلينكن لجميع المعنيين، في مؤتمر صحافي في واشنطن يوم الأربعاء، أن عملية العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران ستستغرق وقتاً. الكثير من الوقت. كما أوضح أنه يتوقع أن تقوم إيران بالخطوة الأولى وتلغي انتهاكاتها للاتفاق النووي. سفير إيران في الأمم المتحدة رد عليه في اليوم عينه وقال إن الولايات المتحدة هي التي يجب أن تقوم بالخطوة الأولى.
  • من المعقول الافتراض أنه في نهاية مفاوضات مسبقة بين الولايات المتحدة وإيران، سنشهد عملية على مراحل، ستقوم في بدايتها الإدارة في واشنطن والحكم في طهران بخطوت صغيرة وبانية للثقة تجاه بعضهما البعض. إذا تحقق الهدف وبُنيت الثقة سينتقلان إلى المرحلة التالية - بحسب طلب الولايات المتحدة، وربما بمشاركة سائر الدول التي وقّعت الاتفاق - وسيناقش الطرفان إدخال تعديلات وتغييرات على الاتفاق الأصلي، في الأساس تتعلق بالجدول الزمني.
  • بعد هذه المرحلة، من المعقول أن ينوي موظفو بايدن القيام برفع كامل للعقوبات التي فرضها ترامب عندما انسحب من الاتفاق النووي. لكن، ستبقى كتلة أساسية من العقوبات أو تهديد باستخدامها لتشجيع الإيرانيين على البحث مع الأميركيين بموضوعات لم يُغطِّها الاتفاق النووي الأصلي. وفي رأس هذه الموضوعات "مشروع السلاح" (تطوير، إنتاج وتجربة رأس حربي نووي)؛ تقييد تطوير وإنتاج صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رأس حربي نووي؛ تعهُّد إيراني بالتوقف عن تخريب استقرار دول المنطقة والسيطرة بالعنف بواسطة وكلائها في دول ومناطق في الشرق الأوسط. في هذه المرحلة سيكون هدف واشنطن التوصل إلى اتفاقات جديدة.

ما الذي دفع كوخافي؟

  • صورة الوضع التي وُصفت هنا، والمعلومات الاستخباراتية التي تصل من الأرض، هما في تقديري اللذان دفعا رئيس الأركان كوخافي إلى القول في مساء يوم الثلاثاء كلاماً واضحاً موجهاً إلى أسماع واشنطن وأيضاً إلى طهران. من المهم بالنسبة إلى كوخافي أن يعرف الجمهور في البلد ويفهم التهديد بكل تداعياته. قال كوخافي، من بين أمور أُخرى: "العودة إلى الاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015، أو حتى إذا صار هناك اتفاق جديد مشابه مع بعض التعديلات، هو أمر سيئ وخطأ. أيّ أمر يرفع الضغوط (العقوبات عن إيران) سيقدم لها الأوكسيجين والهواء والوقت لكي تواصل خرق الاتفاق الحالي. يجب القيام بعملية سريعة لا يكون في نهايتها لدى الإيرانيين أي قدرة – وليس فقط قنبلة، بل أيضاً لا يكون لديها قدرة على الاندفاع نحو قنبلة (إنتاج رأس حربي خلال أسابيع).
  • كوخافي أضاف إلى خطابه تهديداً، تقريباً مباشراً، عندما وصف التحضيرات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بقيادته للهجوم على إيران، متى وإذا تحققت توقعاته.
  • يمكنني الجزم أنه لم يكن لدى رئيس الأركان أجندة أُخرى لها علاقة بالصراعات التي يخوضها من أجل ميزانية الجيش في مواجهة وزارة المال، أو بعلاقته برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، غير الجيدة في الفترة الأخيرة. لكن الأمور التي قالها كوخافي في الشأن الإيراني هي من دون شك تكرار لموقف رئيس الحكومة، وأيضاً يمكن أن تدعم مطالبة الجيش بزيادة مالية خاصة لتمويل الاستعدادات لهجوم على إيران.
  • من هنا، مَن يبحث عن مصلحة دفعت كوخافي إلى قول هذه الأشياء لن يجد صعوبة في العثور عليها. لكن بعد فحص قمت به مع بعض الجهات التي لها علاقة بالموضوع، ومن خلال معرفتي بكوخافي، أجزم أنه تحدث انطلاقاً من قلق عميق وبموجب مهمته - وليس لأن هناك مَن أملى عليه ما يقوله وما لا يقوله. بعد الخطاب قال كوخافي للمحيطين به إن من واجب رئيس الأركان التحذير والإشارة إلى مخاطر وتهديدات وجودية عندما يراها، حتى لو تعرّض نتيجة ذلك لانتقادات بحجة أنه اقتحم مجالاً مخصصاً للسياسيين ويمكن أن يمس بالعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة في واشنطن.
  • فيما يتعلق بالعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، أعرف بصورة أكيدة أن رئيس الأركان قال كلاماً مشابهاً وتفصيلياً أكثر لرئيس الأركان الأميركي مارك ميلر الذي زارنا قبل أسابيع معدودة. لذا واشنطن تعرف بدقة ما يفكر فيه كوخافي- والآن العالم أيضاً كله يعرف. يمكن التقدير أن الكلام العلني الذي قاله كوخافي يهدف تحديداً إلى تقوية اليد الأميركية في لعبة البوكر التي تلعبها إدارة بايدن مع الإيرانيين. حقيقة أن واشنطن لم ترد أبداً على كلام رئيس الأركان الإسرائيلي، بينما سارع مستشار خامنئي إلى معارضتها والزعم أنه ليس من حق إسرائيل تهديد إيران، تعزز هذا التقدير.

ثلاثة عيوب في الاتفاق

  • ما يقلق رئيس الأركان والقيادة الأمنية الإسرائيلية ثلاثة عيوب أساسية في الاتفاق الأصلي. على رأس هذه العيوب هناك البند المسمى "غروب الشمس" (Sunset)، أو باختصار بند الغروب الذي وفقاً له، تستطيع إيران في سنة 2030 إدارة مشروع نووي كامل من دون أي قيود، عند انتهاء صلاحية الاتفاق الأصلي الموقّع في تموز/يوليو 2015. هذا البند يسمح لإيران بالقيام بكل الاستعدادات المطلوبة لإنتاج قنابل نووية بموافقة المجتمع الدولي. ومن هناك تقصر المسافة جداً للوصول إلى رأس حربي نووي أو دولة "على عتبة النووي"، قادرة على الاختراق نحو القنبلة خلال أسابيع من دون أن يستطيع أحد كبحها بعملية دبلوماسية أو عسكرية.
  • الخلل الآخر الأساسي هو أن الاتفاق بين إيران والدول العظمى لا يمنع إيران من تطوير السلاح النووي بحد ذاته. إيران لم تقر بوجود ما يسمى "مجموعة السلاح" التي كان يرأسها مباشرة محسن فخري زادة الذي اغتيل، لذا يتجاهل الاتفاق هذا المكون الأساسي في المشروع النووي العسكري - ولا يمنع إيران من تنفيذه لأنه لا يخضع لرقابة تمنع وجوده.
  • المشكلة الثالثة الأساسية في الاتفاق هي أجهزة الطرد المركزي السريعة من النماذج الجديدة التي طورتها إيران وبدأت الآن بتركيبها في منشآت تحت الأرض في نتانز وفوردو.
  • يتخوف كوخافي من أنه سواء جرت المفاوضات بين إدارة بايدن وطهران أو لم تجر، الإيرانيون لن يوافقوا على إصلاح هذه العيوب - كما لن يوافقوا على التنازل عن الصواريخ البعيدة المدى. في المقابل الأعمال التخريبية التي تقوم بها إيران بواسطة وكلائها لا تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل. لذا ليست في مركز مخاوف رئيس الأركان. 
"هآرتس"، 29/1/2021
المطلوب من معسكر الوسط - اليسار جمع الحطام وبقي له أقل من أسبوع
يوسي فيرتر - محلل سياسي
  • دخلت المعركة الانتخابية أسبوعاً حاسماً قبل أسبوع من إغلاق تقديم قوائم المرشحين التي تبدو موزعة ومشرذمة. توحيد اليمين المتطرف من السهل نسبياً إنجازه؛ إنشاء قائمة واحدة من ثلاثة أحزاب صغيرة: الاتحاد القومي لبتسلئيل سموتريتش، وقوة يهودية لإيتمار بن غفير، والبيت اليهودي الذي تترأسه حاغيت موشيه. لماذا لا تتوحد الأجزاء؟
  • سموتريتش يمقت بن غفير ولا يريد أي صلة به. يُقال إن موشيه تعاني عوارض جنون العظمة. السيدة التي تهيمن على آلاف من الأصوات المنفردة تضع مطالب تعجيزية. في الواقع هذا ليس مفاجئاً. ربما تعتقد أن الانتخابات هي ببطاقتين، وأننا في سنة 1996 عندما كان لحزب المفدال 9 مقاعد.
  • في هذه الأثناء هي تفعل مع سموتريتش ما فعله هو مع بينت قبل الاستقالة من يمينا. تثير مشكلات. خطوة سموتريتش والمخاطرة التي انطوت عليها، كان هدفها الوصول إلى خط النهاية كرئيس للصهيونية الدينية. هذا هو التعريف الذي تصبو إليه نفسه. لذا طلب من بينت مقاطعة البيت اليهودي كشرط لخوض الانتخابات في قائمة مشتركة. رفض بينت ذلك، وعلق سموتريتش مع حاغيت موشيه.
  • الوضع في الوسط - اليسار معقد وأكثر خطورة بكثير. كميات تدعو لليأس من مرشحين وقوائم. إذا لم يجدوا حتى 4 شباط/فبراير حلاً لهذا التشرذم السخيف، فإن نتنياهو سيقفز بسهولة على ظهر العديد من عشرات آلاف الأصوات الضائعة في الطريق إلى ولاية أُخرى، وربما أيضاً إلى الحصانة.
  • علّمنا التاريخ أن المسؤولية والحكمة غالباً ما يتغلبان في هذا الجناح؛ لكن أيضاً في ساعات مصيرية بصورة خاصة، رجال ونساء هذا المعسكر يمكن أن يرتكبوا أخطاء غبية جداً أحياناً.
  • نبدأ بالتطورات الأخيرة. قبل لحظة من إغلاق القبر وتفرّق المشيعين، استيقظ حزب العمل، سعل قليلاً من التراب وسُحب من القبر. مَن سحبه هي ميراف ميخائيلي. لا ضرورة للمبالغة بصيحات الإعجاب بالإنجاز: فقد لعبت في ملعب فارغ، وسددت هدفاً في مرمى مهجور، وانتُخبت بفضل آلاف الأصوات من الذين كلفوا أنفسهم عناء الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
  • ما دام حزب العمل موجوداً في الاستطلاعات فوق نسبة الحسم (4 مقاعد حالياً)، ميخائيلي هي المرشحة الأكثر احتمالاً لقيادة الاندماج المطلوب بين حزب العمل وبين حزب "الإسرائيليون" برئاسة رون خولدائي. ليس هذا ما كان يرغب فيه خولدائي عندما انطلق في هذا المشوار الأخير في حياته المهنية. لكن هذا هو الموجود. يُعتبر خولدائي شخصاً مسؤولاً. وسيفعل الأمر الصحيح...
  • لبيد عاد هذا الأسبوع من الولايات المتحدة من جلسات عمل حاسمة مع مستشاره القديم مارك ميلمان. في أثناء وجوده في الخارج لم يجر مقابلات ولا حملات، ارتفع حزب يوجد مستقبل بمقعدين. الفضل للحريديم.
  • حزب يوجد مستقبل سيخوض الانتخابات وحده، هذا نهائي. ومن غير المستبعد تجنيد لاعب قوي. على سبيل المثال تسيبي ليفني لا تزال خياراً وحيداً تقريباً. الآن بالنسبة إلى أزرق أبيض: بني غانتس ينجح في المحافظة على أربعة مقاعد ونصف المعقد. يمكن تفسير مؤشرات هذا الاستقرار بالموقف الصارم لحزب أزرق أبيض من موضوعات الكورونا، والغرامات، والإغلاق. يقول المسؤولون عن الاستطلاعات لغانتس: واجه نتنياهو، أظهر صلابة في الموقف.
  • في النهاية من المحتمل أن يتجاوز غانتس ورفاقه نسبة الحسم. لكن خوفهم كبير من اندماج بين ميخائيلي وخولدائي. في ميرتس هناك هستيريا حقيقية. مقاعدهم الأربعة عرضة لخطر واضح ومباشر.
  • نواصل رحلتنا في حقول القتل لليسار: تفكُّك القائمة المشتركة يبدو أكيداً، إلاّ إذا طلب الشخص الشرير في المجموعة، منصور عباس ("راعم") العودة. إذا حدث ذلك فإنه سيكون بحسب الشروط التي وضعها له الزعماء الثلاثة الباقون: أيمن عودة ("حداش") وأحمد الطيبي (تاعل) وسامي أبو شحادة (الذي انتُخب في الأسبوع الماضي في بلد). إذا أصر عباس على خوض الانتخابات منفرداً ولم ينجح في تخطي نسبة 4 مقاعد، فإن كتلة اليمين ستكبر كثيراً. على أي حال لقد حصل عباس على مباركة نتنياهو.