مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوخافي يعقد اجتماعاً مع قائد قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني لبحث انتهاكات حزب الله
مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بحجة محاولة ارتكاب عملية طعن بالقرب من بيت لحم
الحكومة الإسرائيلية تقرر تمديد الإغلاق العام لمنع تفشي فيروس كورونا حتى صباح الجمعة والكنيست يصادق على رفع الغرامات المفروضة على مخالفي قيود الإغلاق
وزير العدل الإسرائيلي السابق يعلن اعتزال الحياة السياسية
مصادر أمنية هندية رفيعة: التقديرات السائدة لدى طاقم التحقيق تشير إلى وجود احتمال كبير بوجود صلة لإيران بحادثة انفجار قنبلة صغيرة أمام مقر السفارة الإسرائيلية في نيودلهي
مقالات وتحليلات
زيارة وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي إلى السودان أسفرت عن اتفاق على التعاون في مشاريع تخص مجالات الزراعة والطاقة المتجددة والصحة والطيران
لماذا يجب التعامل بجدية مع الانفجار بالقرب من السفارة الإسرائيلية في الهند
ربما حان الوقت لأن تفكر إسرائيل في مسار جديد في مسألة التهديد الإيراني
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 1/2/2021
كوخافي يعقد اجتماعاً مع قائد قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني لبحث انتهاكات حزب الله

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي ورئيس قسم العلاقات الخارجية في الجيش العميد إيفي دفرين عقدا أمس (الأحد) اجتماعاً مع قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني [اليونيفيل] الجنرال ستيفانو ديل كول.

وأضاف البيان أن الاجتماع عُقد على خلفية الانتهاكات المستمرة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 من طرف حزب الله، وعدم قيام الجيش اللبناني بفرض سلطته. وأكد البيان أن الجيش الإسرائيلي يعتبر قوات اليونيفيل عاملاً مهماً ومؤثراً في الحفاظ على الاستقرار في منطقة الحدود مع لبنان. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يتوقع من هذه القوات تقديم تقارير ونتائج تحقيقات مفصلة وموثوق بها وسريعة، كما يتوقع أن تعمل على تطبيق دقيق لمنع انتهاكات القرار الدولي التي يرتكبها عناصر حزب الله بصورة دائمة.

"معاريف"، 1/2/2021
مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بحجة محاولة ارتكاب عملية طعن بالقرب من بيت لحم

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوة من الجيش أحبطت محاولة شاب فلسطيني ارتكاب عملية طعن ضد أحد الجنود في مفترق غوش عتسيون بالقرب من بيت لحم في الضفة الغربية صباح أمس (الأحد).

وأضاف البيان أن جنوداً آخرين قاموا بإطلاق النار على الشاب الفلسطيني فأردوه قتيلاً.

"معاريف"، 1/2/2021
الحكومة الإسرائيلية تقرر تمديد الإغلاق العام لمنع تفشي فيروس كورونا حتى صباح الجمعة والكنيست يصادق على رفع الغرامات المفروضة على مخالفي قيود الإغلاق

قررت الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية تمديد الإغلاق العام في إسرائيل لمنع تفشي فيروس كورونا حتى الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة المقبل بعد مصادقة الكنيست في وقت سابق أمس (الأحد) على زيادة الغرامات المفروضة على مخالفي تعليمات الإغلاق.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع، إنه يجب منع التجمهرات في كل القطاعات رافضاً حصر الانتقادات في اليهود الحريديم [المتشددون دينياً].

وصادق الكنيست عصر أمس بالقراءتين الثانية والثالثة، وبأغلبية 42 مؤيداً في مقابل 18 معارضاً، على مشروع قانون يقضي بتشديد الغرامات المفروضة على مخالفي قيود كورونا.

وكان حزب أزرق أبيض اشترط تمديد الإغلاق، كما يطالب رئيس الحكومة بتشديد الغرامات على هؤلاء المخالفين.

وتعرض نتنياهو لمزيد من الانتقادات من داخل الحكومة وحتى من حزبه الليكود لفرضه الإغلاق انتقائياً، وذلك بعد مشاركة نحو 10.000 شخص في جنازة حاخام يهودي حريدي في القدس أمس. وعلى الرغم من دعوة الشرطة الإسرائيلية الجمهورَ إلى عدم المشاركة في الجنازة أو مراسم الدفن إلاّ إنها لم تبذل جهوداً لفرض الإغلاق الذي يهدف إلى الحد من تفشي الفيروس ويتضمن أوامر تقصر التجمعات في الهواء الطلق على ما لا يزيد عن 10 أشخاص.

وتصدرت قضية تنفيذ الإغلاق في البلدات اليهودية الحريدية العناوين مؤخراً وسط تقارير عن انتهاكات صارخة واتهامات بسوء تطبيق القواعد واحتجاجات عنيفة ضد الشرطة التي تحاول فرض الامتثال لقواعد الإغلاق. ورداً على ذلك شدّد وزير الدفاع بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] على مطالبته بأن يوافق الكنيست على قانون لمضاعفة الغرامات على مخالفي الإغلاق.

وكتب غانتس في تغريدة نشرها على موقع "تويتر"، إن تطبيق قيود الإغلاق يتم بصورة غير متكافئة، إذ يتم حصر الملايين من العائلات والأطفال في منازلهم والالتزام بالقواعد بينما يتجمع الآلاف من الحريديم معاً في جنازة، ومعظمهم من دون كمامات.

وأضاف غانتس: "لن نوافق على متابعة إغلاق مزيف وغير فعّال. إمّا أن يخضع الجميع للإغلاق أو يتم فتح كل شيء. لقد ولت أيام التساهل."

"يديعوت أحرونوت"، 1/2/2021
وزير العدل الإسرائيلي السابق يعلن اعتزال الحياة السياسية

أعلن وزير العدل الإسرائيلي السابق آفي نيسانكورن وعضو حزب "الإسرائيليون"، برئاسة رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي، أمس (الأحد) اعتزاله الحياة السياسية خلال هذه الفترة.

وقال نيسانكورن إن معسكر اليسار - الوسط بحاجة إلى تحالفات من أجل البقاء، وأنه قرر التنحي جانباً في هذه المرحلة.

وتعقيباً على ذلك، قال خولدائي إنه يحترم قرار نيسانكورن ويشكره على التعاون بينهما.

من ناحية أُخرى قالت رئيسة حزب العمل عضو الكنيست ميراف ميخائيلي أمس، إنها لا تنوي التحالف مع أحزاب أُخرى إلاّ بعد إجراء الانتخابات التمهيدية لقائمة مرشحي الحزب اليوم (الاثنين).

وانتقدت ميخائيلي قرار رئيس الحزب السابق عمير بيرتس وعضو الكنيست إيتسيك شمولي عدم الاستقالة من الحكومة، وأكدت أن ذلك ينم عن اهتمامهما بمصالحهما الشخصية.

 

"معاريف"، 1/2/2021
مصادر أمنية هندية رفيعة: التقديرات السائدة لدى طاقم التحقيق تشير إلى وجود احتمال كبير بوجود صلة لإيران بحادثة انفجار قنبلة صغيرة أمام مقر السفارة الإسرائيلية في نيودلهي

قالت مصادر أمنية رفيعة المستوى في الهند أمس (الأحد) إن التقديرات السائدة لدى طاقم التحقيق في حادثة انفجار قنبلة صغيرة أمام مقر السفارة الإسرائيلية في نيودلهي يوم الجمعة الفائت تشير إلى وجود احتمال كبير بوجود صلة لإيران بهذه الحادثة.

وأضافت هذه المصادر أن طاقم التحقيق يجري في هذه الأثناء تحقيقات مع طلبة جامعيين هنود عادوا مؤخراً من الدراسة في مدينة قم الإيرانية، وهي إحدى المدن المقدسة للشيعة.

وكان السفير الإسرائيلي لدى الهند رون مالكا أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أول أمس (السبت)، أن السفارة الإسرائيلية في نيودلهي موجودة في حالة تأهب بسبب التهديدات حتى قبل انفجار القنبلة أمام مقرها يوم الجمعة الفائت، وشدّد على أنه لم يفاجأ بهذا الانفجار الذي لم يُصب أحداً بل حطم زجاج 3 سيارات، مشيراً إلى أنه جاء في الذكرى الـ29 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الهند وإسرائيل.

وقال مالكا: "كان يمكن أن ينتهي هذا بصورة مختلفة في ظروف أُخرى، لذلك كنا محظوظين. نحن جاهزون دائماً، رفعنا مستوى التأهب في الأيام الماضية بسبب بعض التهديدات."

وذكرت تقارير إعلامية هندية أن المحققين عثروا في منطقة الانفجار على مغلف بداخله رسالة موجهة إلى السفير الإسرائيلي. ووصفت الرسالة الانفجار بأنه مقدمة للثأر، وأشارت إلى الشهيدين الإيرانيين قاسم سليماني ومحسن فخري زادة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 1/2/2021
زيارة وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي إلى السودان أسفرت عن اتفاق على التعاون في مشاريع تخص مجالات الزراعة والطاقة المتجددة والصحة والطيران
يهودا شاروني - محلل سياسي
  • علمت صحيفة "معاريف" بأن الزيارة التي قام بها وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين إلى السودان الأسبوع الفائت أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على التعاون بين الدولتين في تنفيذ مشاريع جزئية في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة والصحة والطيران. وسيتم تنفيذ هذه المشاريع من طرف جهات في القطاع الخاص.
  • وخلال الزيارة شرح الوزير كوهين للمسؤولين السودانيين أن لدى إسرائيل شركات للأسمدة تبيع منتوجاتها في أكثر من 100 دولة في العالم وأن هذه المنتوجات تتيح للمزارعين إمكان زيادة إنتاجهم من دون أي تأثيرات مضرة على البيئة.
  • كما أشار الوزير إلى أن إسرائيل تُعتبر رائدة عالمياً في مجال الحليب، إذ تقوم البقرات في إسرائيل بإنتاج معدل الحليب الأكبر في العالم (يبلغ معدل إنتاج كل بقرة في إسرائيل 12.000 ليتر سنوياً في حين أن معدل إنتاج البقرة في الولايات المتحدة 10.000 ليتر، وفي الاتحاد الأوروبي 6000 ليتر).
  • كذلك تم خلال الزيارة بحث التعاون في العديد من المشاريع الاقتصادية الإضافية وجرى التركيز بصورة خاصة على مشاريع في مجالات المياه والزراعة والطاقة المتجددة والصحة والطيران، بما في ذلك إقامة منشآت لتحلية المياه وإنتاج الطاقة المتجددة.
  • ومن المتوقع أن يقوم السودان قريباً بإرسال وفد من رجال الأعمال إلى إسرائيل للاطلاع على المشاريع المتعددة والدفع قدما بالتعاون بين البلدين.
  • وقال الوزير كوهين لصحيفة "معاريف" إن زيارته وضعت الأسس لمشاريع تعاون عديدة ومهمة من شأنها أن تساعد الدولتين في تحقيق الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.

 

"يديعوت أحرونوت"، 31/1/2021
لماذا يجب التعامل بجدية مع الانفجار بالقرب من السفارة الإسرائيلية في الهند
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • يجب التعامل بجدية كاملة مع العبوة التي انفجرت في يوم الجمعة على مقربة من السفارة الإسرائيلية في نيودلهي. بحسب كل المؤشرات، يبدو أنها حادثة تخريبية - لكن من النوع الذي يهدف إلى التلميح وتمرير رسالة وليس إلى إيقاع خسائر في الأرواح أو ضرر جدي في الأملاك. حتى الآن لا تزال هوية مخططي الهجوم ومنفّذيه غير معروفة، لكن الاشتباه الفوري يقع مباشرة على "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يبدو أنه حاول من خلال تفجير العبوة الصغيرة في العاصمة الهندية تمرير رسائل إلى إسرائيل- وربما أيضاً إلى الإدارة الأميركية الجديدة في واشنطن.
  • ما يعزز هذا الاشتباه هو الحادثة الأمنية التي وقعت في العاصمة الفرنسية في يوم الجمعة الماضية. بحسب التقارير، عُثر على جسم يشتبه به كعبوة تحت سيارة دبلوماسي إسرائيلي قبل أيام من الهجوم في نيودلهي. عند الفحص تبين أن الجسم ليس عبوة ناسفة، لكن الحادثة لا تزال مصنفة في إسرائيل كحادثة "أمنية". تبين أن حراساً أمنيين إسرائيليين يقظين عثروا على صندوق بلاستيكي مشبوه تحت سيارة الملحق العسكري الإسرائيلي في باريس. الصندوق الذي كان يتدلى منه خيط لا يزال في قيد الفحص، ولا تستبعد جهات أمنية احتمال وجود علاقة بين الحادثتين في الهند وفرنسا، وأن هدفهما نقل رسالة.
  • يمكن التقدير أن القيادة الإيرانية تريد التلميح إلى أنه لا يزال لديها حساب انتقام مفتوح على اغتيال العالِم النووي محسن فخري زادة، الذي تنسبه إلى إسرائيل، واغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي نفّذته مسيّرات أميركية. رسالة أُخرى هي تهديد - كلاسيكي إيراني مشروط مفاده: لدينا قدرة على تنفيذ هجمات انتقامية قاسية جداً ضد مصالح إسرائيلية، وأيضاً ضد أهداف أميركية في الخارج، لكننا نمتنع عن قصد من استخدام هذه القدرة في الوقت الحالي كي لا نحبط فرص فتح صفحة جديدة في العلاقات بين طهران وواشنطن.
  • إذا نفّذت إدارة بايدن الوعد الانتخابي للرئيس الجديد وعادت إلى الاتفاق النووي مع إيران ورفعت، أو خففت بصورة كبيرة - من العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضها ترامب، لن تنفّذ إيران التهديد وقدراتها على الإيذاء ضد الولايات المتحدة، ربما قد تمتنع أيضاً من القيام بهجمات ضد إسرائيل. لكن إذا رأت طهران أن الولايات المتحدة تتلكأ – فإنها ستقوم بتشغيل أجهزة الهجوم والبنى التحتية المساعدة لفيلق القدس المنتشرة في أنحاء العالم.
  • الشرطة وأجهزة الأمن الداخلي في الحكومة الهندية على تواصل مع أطراف من الاستخبارات والشرطة في إسرائيل، ويبدو أنهم يعملون ببطء لكن بدقة متناهية من خلال استخدام تقنيات متطورة للكشف عن هوية الجناة. وذكرت وسائل إعلام هندية التفصيلات التالية المتعلقة بالنتائج المتراكمة حتى هذا الصباح:
  • العبوة كانت صغيرة واحتوت على كمية غير كبيرة من مواد ناسفة (غير موجودة في الاستخدام العسكري مثل TNT)، وعلى القليل جداً من الشظايا المعدنية. جرى تشغيل العبوة على ما يبدو عن بعد، بواسطة جهاز خليوي أو بواسطة جهاز توقيت حدد وقت الانفجار. في جميع الأحوال، الآلية والعبوة كانتا بدائيتين وإعدادهما بسيط. من المحتمل أن هذا الأمر يدل على أن منفّذ الهجوم طرف محلي - أو مَن خطط للهجوم أراد أن يبدو الأمر كذلك. حضر إلى ساحة الانفجار في الأمس طاقم تحقيق هندي خبير في استخراج معلومات من شبكة الخليوي تستطيع تحديد أماكن تواجد أشخاص في المنطقة قبل الهجوم وخلاله ومقارنتها بالمعلومات لدى الأذرع الأمنية الهندية والأطراف التي تساعدها.
  • العبوة فُجّرت يوم الجمعة عند الساعة الخامسة بعد الظهر بحسب توقيت الهند، في وقت لا يوجد موظفون في السفارة الإسرائيلية ولا يوجد مشاة في الشارع. والتقدير أنه كان مقصوداً عدم وقوع إصابات في الأرواح أو أضرار كبيرة في الأملاك.
  • بالقرب من المكان الذي فُجّرت فيه العبوة عُثر على مغلّف موجّه إلى السفارة الإسرائيلية وفيه رسالة تذكّر بمقتل "الشهيدين" سليماني وفخري زادة. في نص الرسالة، التي صيغت بلهجة تهديد، جرى التلميح إلى أن الانفجار في نيودلهي يوم الجمعة هو فقط بداية لسلسلة هجمات.
  • في الأمس أعلن تنظيم غير معروف حتى الآن يحمل اسم "الجيش الهندي" مسؤوليته عن الانفجار على حساب تيليغرام. ومما جاء في الإعلان: "بعون الله هذه بداية سلسلة هجمات ضد مدن كبيرة في الهند انتقاماً للفظائع التي ارتكبتها الدولة."
  • يبدو من صيغة الإعلان أن المقصود هو تنظيم إسلامي هندي يدّعي أنه هو الذي نفّذ تفجير يوم الجمعة، وأن هناك هجمات أُخرى قادمة موجهة عموماً ضد حكومة الهند برئاسة مودي بسبب أفعالها ضد الأقلية المسلمة في الدولة وفي إقليم كشمير. لكن في تقدير أجهزة الأمن الهندية والإسرائيلية، من المحتمل جداً أن يكون هذا التنظيم غير موجود، وأنها محاولة تضليل.
  • من المهم الإشارة إلى أنه حتى المنشور في تيليغرام يتحدث عن "سلسلة" هجمات. لهذه الحقيقة أهمية لأنها تشير إلى أسلوب عمل استخدمه فيلق القدس سابقاً في مهاجمة دبلوماسيين إسرائيليين في أذربيجان، والهند، وتايلند، وكينيا، وقبرص، انتقاماً لاغتيال علماء ذرة إيرانيين، ولعمليات تخريب منشآت نووية نُسبت إلى إسرائيل.
  • الهجوم الذي وقع في الهند في شباط/فبراير 2012 جُرحت فيه زوجة مبعوث وزارة الدفاع الإسرائيلية في نيودلهي ومواطن هندي، عندما أقدم سائق دراجة نارية على وضع عبوة صغيرة في سيارتهما. معظم الهجمات الأُخرى فشلت لأنها كانت من عمل هواة. لكن حينها كلف سليماني جهاز العمليات الخارجية في حزب الله اللبناني القيام بمهمة الانتقام. وكانت النتيجة تفجير باص في مطار المنتجع البلغاري بورغيس، الذي قُتل فيه سبعة إسرائيليين. جرى إدخال العبوة إلى الباص، وفُجّرت بصورة مهنية بعكس أسلوب الهواة الذي استخدمه عناصر فيلق القدس من الإيرانيين في حوادث سابقة.
  • هوية الأغلبية الساحقة للمنفّذين الإيرانيين وعناصر فيلق القدس وعناصر حزب الله، الذين لهم علاقة بموجة الهجمات في سنة 2012، كُشفت. جزء منهم حُكم عليه (في تايلند والهند) بالسجن لسنوات طويلة. [المنفذون] في تايلند، الذين أصبح أحدهم معوقاً وكفيفاً، أُطلق سراحهم في صفقة تبادل أسرى بين أستراليا وتايلند وإيران. لذا يمكن الافتراض أن التهديد بهذا النمط من العمل هو للإشارة إلى نية إيران في الانتقام في حال لم تلبّ الولايات المتحدة مطالبها.

 

"معاريف"، 30/1/2021
ربما حان الوقت لأن تفكر إسرائيل في مسار جديد في مسألة التهديد الإيراني
أساف روزنتزفايغ - محام
  • خطاب رئيس الأركان أفيف كوخافي أثار دهشة وانتقادات كبيرة وسط السياسيين والعديد من الإعلاميين. حذّر كوخافي في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب من مغبة عودة الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران وادعى أنها "فكرة سيئة". بالإضافة إلى هذا الكلام أوضح رئيس الأركان أن الجيش الإسرائيلي يستعد طوال الوقت لاحتمال أن يُطلب منه مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. سارع منتقدوه إلى اتهامه بمحاولة الحصول على مكانة سياسية لدى رئيس الحكومة المعروف بأنه على رأس معارضي الاتفاق النووي مع إيران. آخرون حاولوا تفسير نيات كوخافي بمحاولته الدفع قدماً بالموافقة على الزيادة في الميزانية التي طلبها قبل عدة أيام. على خلفية التلكؤ في إقرار ميزانية الدولة، يبدو أن كوخافي أيضاً يدرك أن خطته المتعددة السنوات "تنوفا" التي طالب بإقرارها منذ استلامه منصبه، على ما يبدو لن تدخل في حيز التنفيذ.
  • في السنوات 2009-2013 طُرحت على الطاولة عدة مرات وتراجعت فكرة الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران. في النهاية رُفضت، في الأساس بسبب معارضة القيادة الأمنية، وخصوصاً رئيس الموساد آنذاك مئير داغان. في سنة 2015 وقّعت إدارة أوباما اتفاقاً نووياً على الرغم من اعتراضات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الكثيرة. كوخافي أيّد الاتفاق في الماضي، الآن يبدو أنه يعبّر عن تحفظات كثيرة عنه. إحدى التداعيات الكبيرة لاستمرار معارضة نتنياهو للاتفاق النووي لأوباما أنها بالإضافة إلى التوتر الشديد الذي تسببت به إزاء واشنطن، جعلت المشروع النووي الإيراني مشكلة إسرائيلية فقط.
  • إلى جانب الانتقادات التي وُجهت إلى كوخافي الذي عبّر عن موقف إشكالي في توقيت إشكالي جداً، في رأي كثيرين، من المهم أن نتذكر أن الواقع منذ تأييده للاتفاق تغير بصورة جوهرية. منذ انسحاب الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب من الاتفاق النووي في سنة 2018، خصّبت إيران يورانيوم بوتيرة متزايدة، ووسعت قدرتها بصورة كبيرة، وأعلنت مؤخراً أنها ستبدأ بتخصيب اليورانيوم على درجة 20%. من الصعب عدم تفسير هذه الخطوة غير أنها محاولة لإجبار بايدن على العودة بسرعة إلى الاتفاق، وتحقيق رفع العقوبات القاسية التي فُرضت على إيران في أيام ترامب.
  • خطر آخر يتخوف منه كوخافي في الاتفاق النووي القائم هو "تاريخ انتهاء الاتفاق". الاتفاق النووي الذي وقّعته الدول العظمى مع إيران مدته 15 عاماً لا أكثر. بينما بعد مرور 10 سنوات على يوم توقيعه من المفترض أن تحظى إيران بتسهيلات في القيود المفروضة عليها. يدرك كوخافي أنه كلما مر الوقت كلما ازداد الخطر على إسرائيل الذي تنطوي عليه العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي، ومع مرور الأيام هو يخسر قيمته وأهميته.
  • الصحيح حتى الآن أن المصلحة الكبرى للنظام الإيراني هي رفع العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة عليه في أسرع وقت ممكن، والتي تسببت من دون أدنى شك بأضرار كبيرة لإيران، لكنها لم تؤد إلى وقف نشاطاتها في الشرق الأوسط، وفي المشروع النووي. لدى بايدن أسباب كثيرة للعودة إلى الاتفاق النووي، وهو قد لا يكون مهتماً بتطبيق العقوبات لوقت طويل، كي لا يخسر الفرصة السياسية التي تنتظره.
  • لا شك في أن المشروع النووي الإيراني يشكّل تحدياً، وخصوصاً للقيادتين السياسية والأمنية في إسرائيل لسنوات غير قليلة. الخوف من حصول نظام آيات الله على قدرة عسكرية نووية هو بالنسبة إلى نتنياهو سيناريو يوم القيامة الذي يحذر منه منذ فترة طويلة. هذا السيناريو سيئ وخطر، لكن مع ذلك، يتعين على إسرائيل التفكير في تغيير مقاربتها لمواجهة هذا الخطر.
  • بالإضافة إلى المصلحة الإسرائيلية في عرقلة وضرب المشروع النووي الإيراني، فإن هناك مصلحة أُخرى هي ألا تكون مرة أُخرى وحدها في هذه المعارضة. تمسُّك نتنياهو وإسرائيل بالموقف المعارض للاتفاق النووي لم يثبت نفسه في الماضي، وأدى فقط إلى تفاقم العلاقات مع الإدارة الأميركية. وهذا يعني تالياً أن ثمة شك في أن ينجح في إثبات نفسه مستقبلاً - تسلمت إدارة بايدن مهماتها للتو، وأمامها 4 سنوات طويلة في السلطة، لذا من المهم التفكير في كيفية إنشاء علاقات عمل جيدة تستطيع إسرائيل بواسطتها فقط التأثير في السياسة الأميركية إزاء الموضوع النووي الإيراني. على حكومة إسرائيل أن تأخذ في حسابها أحداث الماضي والعلاقات مع إدارة أوباما، وفحص كيفية الوصول الآن إلى نتائج أفضل بكثير.
  • إذا مرّت السنوات وظلت دولة إسرائيل محافظة على الخط المتشدد في موضوع التهديد الإيراني من الواضح أن هذا الأمر لن يساعد ولن ينجح في الدفع قدماً بحل للموضوع. يتعين على القيادتين السياسية والأمنية أن تبحثا هل يريد الإسرائيليون الاستمرار في أنهم ربما على حق، أو أنهم يريدون أن يكونوا أذكياء من أجل التغيير. هل المواقف المتشددة لنتنياهو ومنظومة المؤسسة الأمنية والتمسك بالمبادىء المتشددة التي يتمسكون بها منذ أكثر من عقد ساهمت في الدفع قدماً بإسرائيل؟ أم أن عليهم محاولة بلورة خط عمل جديد يتيح أكثر خيار مفاوضات مع إيران؟
  • من المهم الإشارة إلى أنه على الرغم مما نُشر من تصريحات لموظفي إدارة بايدن ليس هناك ما يؤكد أن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي. صحيح أن سلسلة التعيينات التي تتعلق بإيران في الإدارة الجديدة تدل على نية لفعل ذلك، لكن في طهران وفي واشنطن يتهربون حالياً من القيام بالخطوة الأولى. يجب الانتظار كي نرى هل المقصود خلاف تقني ومحدود على الجدول الزمني أم أن الأمر يتعلق بموضوع أساسي أكثر. للطرفين اعتبارات سياسية كثيرة تؤثر في خطواتهما ومن المهم فحص تسلسُل الأحداث في ضوء هذه الوقائع.
  • كما قال كوخافي في خطابه، الجيش يواصل استعداداته لاحتمال هجوم عسكري على إيران. هذه العملية، بحاجة أيضاً إلى موافقة أميركية، مع أنها لا تزال تقع تحت المسؤولية الحصرية لإسرائيل التي من حقها الدفاع عن نفسها. لكن على افتراض أن الخيار العسكري هو ليس الخيار الذي ستختاره إسرائيل لمواجهة التحدي، يجب على رئيس الحكومة أن يدرس تغيير التوجه قليلاً، انطلاقاً من الإدراك أن الأوقات والظروف، وعلى الأقل جزء من اللاعبين، تغيروا. في وضع يبدو أنه لا توجد احتمالات أفضل، وكلها خطرة، يجب التفكير أيضاً في الاحتمالات الأُخرى.