مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس: لبنان سيتحمل نتائج التصعيد في الشمال
وزير الخارجية الأميركي يتحفظ عن اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان
الجيش الإسرائيلي يسمح لمستوطنين بالسكن في مناطق مخصصة لإطلاق النار في غور الأردن بخلاف القانون
الموافقة على أكبر عمليات لشراء طائرات وطوافات وأسلحة من شأنها أن تغير الجيش الإسرائيلي
مقالات وتحليلات
يجب التصويت للقائمة المشتركة لأن أي شيء آخر هو الأسوأ على الإطلاق
ما هو دافع عمليات المصالحة والانتخابات الفلسطينية؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هَيوم"، 8/2/2021
غانتس: لبنان سيتحمل نتائج التصعيد في الشمال

قال وزير الدفاع بني غانتس في خطاب ألقاه يوم الإثنين في حفل إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي الذين سقطوا في حادثة اصطدام مروحيتين إسرائيليتين في الجنوب اللبناني في سنة 1997، شارك فيه رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، ورئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي، ورئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت: "لن أنسى ما شاهدته عندما وصلت إلى المكان وسأظل أحمله معي إلى الأبد." وتابع: "بعد مرور عامين ونصف العام خرجنا من لبنان. وأوضحنا مرات ومرات أننا لن نسمح لحزب الله والإيرانيين بتحويل لبنان إلى دولة إرهاب. اليوم أيضاً يعمل الجيش الإسرائيلي على خط الحدود  وما وراءه . لن نتردد في ضرب التمركز الإيراني وراء حدودنا، ويعلم نصر الله جيداً أن قرار بناء تحصينات تحت الأرض للسلاح والصواريخ وسائر قدرات حزب الله يعرّض المواطنين اللبنانيين للخطر. من الأجدى أن تدرك الحكومة اللبنانية ذلك وأن تتحمل المسؤولية، لأنه إذا فُتحت جبهة في الشمال، فهي التي ستدفع ثمناً باهظاً لوجود السلاح داخل تجمعات سكانية مدنية."

 

"يديعوت أحرونوت"، 9/2/2021
وزير الخارجية الأميركي يتحفظ عن اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في مقابلة أجرتها معه شبكة السي أن أن عن تحفظه عن اعتراف إدارة ترامب بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. مع ذلك شدد على أنه "إذا وضعنا جانباً الموضوع القانوني، فإن السيطرة على الجولان لها أهمية كبيرة بالنسبة إلى أمن إسرائيل في الوضع الحالي في سورية."

وتطرق بلينكن في المقابلة إلى الوضع في سورية ووجود الميليشيات الموالية لإيران هناك، وقال إن هذه الميليشيات تشكل "تهديداً أمنياً كبيراً لإسرائيل"، وهو ما قد يفرض استمرار السيطرة الإسرائيلية على الجولان. وكرر بلينكن التزام الرئيس بايدن بعدم إغلاق السفارة الأميركية التي فُتحت في القدس في أثناء ولاية الإدارة السابقة.

وسُئل بلينكن لماذا لم يتصل الرئيس بايدن برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فأجاب: "أنا متأكد من أنه سيكون هناك فرصة قريبة للحديث بينهما." وبخلاف ترامب وأوباما اللذين تحدثا مع نتنياهو بعد مرور أيام قليلة على انتخابهما، فإن بايدن لم يفعل ذلك بعد.

من جهة أُخرى أثنى بلينكن على "اتفاقات أبراهام" التي توصلت إليها الإدارة السابقة وأشاد بمزاياها، لكنه أضاف: "هذا لا يعني أن التحديات بين إسرائيل والفلسطينيين انتهت. هي لن تختفي. يجب أن نبحث  في ذلك، لكن قبلها يتعين على إسرائيل والفلسطينيين أن يبحثا ذلك. وكرر وزير الخارجية الأميركي تأييد إدارته لحل الدولتين قائلاً إن هذا هو الطريق الوحيد كي تبقى إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية. وأضاف "الأمر المخيب للأمل أن علينا أن نقطع  طريقاً طويلة قبل أن نرى حدوث انعطافة في السلام وحلاً نهائياً للمشكلات بين إسرائيل والفلسطينيين وقيام دولة فلسطينية." وتابع: "في البداية يجب ألا يقوم أي طرف بخطوات أحادية الجانب تجعل المضي قدماً بعملية السلام صعبة. آمل أن يقدم الطرفان شروطاً تسمح بمفاوضات تؤدي إلى السلام."

وكرر بلينكن في المقابلة اهتمام الإدارة الأميركية الحالية بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، فقط إذا توقفت طهران عن خرقه. وقال: "إذا عادت إيران إلى الالتزام بالاتفاق، سنفعل نحن ذلك أيضاً." وأشار إلى أن العودة إلى الاتفاق ستكون نقطة انطلاق لبلورة "اتفاق طويل وأقوى" يتضمن مسائل أُخرى، بينها مشروع الصواريخ لإيران.

"هآرتس"، 9/2/2021
الجيش الإسرائيلي يسمح لمستوطنين بالسكن في مناطق مخصصة لإطلاق النار في غور الأردن بخلاف القانون

جنود إسرائيليون طردوا رعاة فلسطينيين ومنعوهم من استخدام أراض مخصصة لإطلاق النار سمحوا لمستوطنين بالبقاء فيها والبناء على هذه الأراضي من دون الحصول على تصريح. هذا ما تبين من رد الجيش الإسرائيلي على طلب قدّمه المحامي إيني ماك إلى الجيش لتبرير وقوع عدد من الحوادث خلال منع الجيش الفلسطينيين من التواجد في مناطق مخصصة لتمارين عسكرية في الضفة الغربية، لكنه سمح للمستوطنين بالتواجد فيها.

تجدر الإشارة إلى أن نحو 40% من أراضي غور الأردن أُعلنت "كمناطق إطلاق نار"  استُخدم جزء منها  لبناء بؤر استيطانية غير قانونية .

"يديعوت أحرونوت"، 8/2/2021
الموافقة على أكبر عمليات لشراء طائرات وطوافات وأسلحة من شأنها أن تغير الجيش الإسرائيلي

وافقت اللجنة الوزارية للتسلح وبعد تأخير استمر 3 سنوات على خطة شراء أسلحة استراتيجية لسلاح الجو تقدَّر بنحو 5 مليارات دولار من أصل 41 مليار دولار من أموال المساعدة  الأميركية المخصصة لإسرائيل خلال السنوات 2018-2028.

وستشمل الخطة شراء 50 طائرة حربية جديدة ونحو 20 طوافة شحن، بينها الطائرة V-22 وآلاف القذائف والصواريخ، وطائرات ضخمة للتزود بالوقود في الجو. ومن شأن الطائرات الحربية الجديدة أن تحل محل الطائرات القديمة الموجودة في قيد الاستخدام حالياً.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"/ 9/2/2021
يجب التصويت للقائمة المشتركة لأن أي شيء آخر هو الأسوأ على الإطلاق
عميرة هاس - مراسلة مختصة بالشؤون الفلسطينية
  • اليسار الذي جئت منه أنا لا يضيّع وقته في مناقشة، أي رئيس حكومة يميني هو المفضّل: بنيامين نتنياهو، نفتالي بينت، أفيغدور ليبرمان، جدعون ساعر أو يائير لبيد. موضة النقاشات بشأن من لا يستحق أن يتوَّج تثبت لنا في اليسار كم نحن بعيدون عن هذا العالم. لكننا نسمع بأن علينا أن نصوّت للأقل سوءاً، لأن أحزابهم تتصدر مقدمة المنصة، ووزننا أخف من الريش.
  • كل واحد من قادة أحزاب اليمين المذكورين أعلاه، الذي من الممكن أن يصبح رئيس ائتلاف حكومي، هو الأكثر سوءاً، ومصدر قلق وخوف. هم يزدادون قوة بسبب حقيقة أن رئيس حكومة في إسرائيل ليس هو الربان الأوحد. في الموضوعات الجوهرية، مثل تطوير وتعميق الطابع الكولونيالي للدولة وتدمير مجتمع الرفاه، رؤساء الحكومات كانوا ولا يزالون جزءاً من مؤسسة فكرية إدارية وتنفيذية تعمل منذ عشرات السنوات. أطلقوا على ذلك اسم الصهيونية، المشروع الوطني، الدولة اليهودية. مجموعات كبيرة من المجتمع الإسرائيلي - اليهودي تدافع عن الثمار التي تنتهجها السيطرة النهّابة على الفلسطينيين، ثمار توازن أضرار السياسة النيوليبرالية. هذه المعادلة موجودة في جذور التوجه الإسرائيلي نحو اليمين.
  • باختصار، يقف اليسار على ثلاث أرجل: التمسك بمبدأ المساواة بين البشر، معارضة الطبيعة الاستيطانية النهّابة القائم للدولة بكل مظاهرها وأفعالها، في جانبي الخط الأخضر، والسعي لمجتمع لا يحدد فيه المال والرفاه قيمة البشر وحياتهم. هذه شروط ضرورية وتمسك اليسار بها يفسر سبب تقلص قاعدة اليسار وتقلص إمكانات التصويت له.
  • البنية المفككة لحزب أزرق أبيض، وحزب يوجد مستقبل، لم يقتربا يوماً من "الوسط- اليسار" – ولا من اليسار. اليمين الوسط هو التسمية الأصح لهما. أحد التشويهات الكبيرة التي حدثت لدينا هي تماهي اليسار مع أشكنازيم من الطبقة الوسطى فما فوق، ومع طيارين قصفوا مخيمات اللاجئين في لبنان وفي غزة. الظاهرة السوسيولوجية بأن هؤلاء لا ينتمون إلى أغلبية ناخبي اليمين التقليديين لا تجعل حركة العمل يساراً وهي التي أسست وطورت مشروع النهب من البحر إلى النهر.
  • حتى قبل 1948 استخدمت حركة حزب العمل بكل تياراتها أدوات ذات صبغة اشتراكية (الكيبوتسات والهستدروت) من أجل تعظيم طرد الشعب الأصلي الفلسطيني من وطنه ومن المنظومة السياسية.
  • مع كل تعاطفي مع ميراف ميخائيلي، من الصعب أن نرى حزبها الصغير يدخل الآن في تطور صادق لتحمّل المسؤولية. تمسّك ميرتس بالأيديولوجيا الصهيونية محيّر ويبعدها. حزب الديمقراطيين يرمز إلى عملية صحية، لكنه لا يزال جنينياً.
  • القائمة المشتركة، التي ليست كل مكوناتها يسارية، خيبت الأمل. إذن، لماذا يجب التصويت لها؟ عدم التصويت يحول الانتخابات إلى أهم مما هي عليه: كأننا بامتناعنا من التصويت نؤثر أكثر من مشاركتنا فيه. هذا توجّه أناني. لا نريد ولا نقدر أن نكون شركاء في حكم صهيوني. لكن عدم التصويت هو تخلٍّ عن كل ما علمنا إياه اليسار: استخدام كل ما هو متوفر لدينا من أجل نشر ما لدينا من الأفكار والبدائل في كل مكان ممكن، بما في ذلك البرلمان.
  • من ميزات الانتماء إلى اليسار إيمان ديني تقريباً بإمكانية التغيير نحو الأفضل وواجب العمل من أجل ذلك، أيضاً في الظلمة السائدة اليوم. لذلك تعمل نساء يساريات بقوة من أجل العمال، في مسافر يطا، وفي كيبوتسات نسوية، وفي تظاهرات سلوان، وفي بلفور [مقر رئيس الحكومة]. لذلك فإن القائمة المشتركة التي تمثل الجمهور الأكثر ضعفاً في إسرائيل تستحق أصواتنا.

 

"معهد القدس للشؤون العامة والسياسة"، 8/2/2021
ما هو دافع عمليات المصالحة والانتخابات الفلسطينية؟
يوسي كوفرفاسر - محلل سياسي
  • الأوامر التي أصدرها أبو مازن بشأن المواعيد المرتقبة للانتخابات البرلمانية (22 أيار/مايو) والرئاسية (31 تموز/يوليو) "للدولة" الفلسطينية تكشف فهماً متجذراً في وسط قيادة "فتح" وعلى رأسها أبو مازن شخصياً، وكذلك وسط قيادة "حماس"، بأن فوائد إجراء هذه العملية التي أُجِّلت مرات ومرات يمكن أن تفوق هذه المرة بصورة كبيرة المخاطر التي تنطوي عليها. ذلك على خلفية التغييرات التي طرأت على السياق الفلسطيني، وفي مقدمها "اتفاقات أبراهام" وفوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ما هو دافع أبو مازن و"فتح"؟

  • أبو مازن و"فتح" يعتقدان قبل كل شيء أن الانتخابات والمصالحة مع "حماس" ستعززان قدرتهما على الدفع قدماً بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، أو على الأقل ستحول دون تآكل كبير إضافي لهذه القدرة، بالإضافة إلى التآكل الخطر الذي سببته اتفاقات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
  • هذه الاتفاقات أضرت بشدة بوقوف العرب إلى جانب الفلسطينيين، ودفعت بصورة واضحة الموضوع الفلسطيني إلى مكان هامشي في جدول الأعمال الشرق الأوسطي، وجعلت فرص تقديم إسرائيل تنازلات في مناطق تعرّض أمنها للخطر ضئيلة أكثر مما في أي وقت مضى.
  • في نظر السلطة الفلسطينية، دخول إدارة بايدن يفتح باباً لاستئناف العملية السياسية بقيادة دولية وبمشاركة الولايات المتحدة، على أساس قرار مجلس الأمن 2334، الذي مررته إدارة أوباما في أيامها الأخيرة، والذي يدعم المواقف الفلسطينية من النزاع، وأن يشكل ذلك بديلاً من خطة السلام للرئيس ترامب. علاوة على ذلك، عملية المصالحة والانتخابات تبرر - هكذا يتوقعون - نيات الإدارة الجديدة استئناف المساعدة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية والعلاقات المباشرة معها، بما فيها إعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والقنصلية الأميركية المخصصة للعلاقة مع الفلسطينيين في القدس.
  • سلسلة تعيينات أميركيين من أصل فلسطيني وعربي في مناصب في البيت الأبيض (مع أنه لا علاقة مباشرة لهم بقيادة الموضوع الفلسطيني في الإدارة)، وفي وزارة الخارجية (حيث عُيِّن هادي عمرو، المعروف بعلاقاته مع قطر، مسؤولاً عن الموضوع الإسرائيلي - الفلسطيني)، استُقبلت بترحاب في رام الله، وتزيد من الأمل بأن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة ستقوّي المواقف الفلسطينية في الموضوع الفلسطيني.
  • في نظر أبو مازن، التغيير في الإدارة الأميركية و"اتفاقات أبراهام" زادا من الحاجة إلى القيام بخطوات تمنع استخدام ضعف السلطة للمسّ بفرصها في الدفع قدماً بأهدافها، مع أنه لا ينوي القيام بتغييرات حقيقية في بنية المنظومة الخاضعة لسيطرته الكاملة له ولأنصار "فتح" في مناطق السلطة.
  • تهدف عملية الانتخابات، بالنسبة إلى أبو مازن، إلى إرضاء الجمهور الفلسطيني والمجتمع الدولي من خلال خلق وهم كاذب بأنه تحققت الوحدة الفلسطينية واتخذت خطوة تدفع قدماً بالفلسطينيين نحو حكم ديمقراطي. لكن عملياً باستثناء إيجاد مظهر تغيير، ليس من المتوقع حدوث تغيير جوهري للوضع.
  • الحماسة التي تظهرها حركة "حماس" لإجراء الانتخابات بأي ثمن، لأسباب خاصة بها، تقوي كثيراً قدرة أبو مازن على تحقيق هدفه. بغض النظر عن "حماس"، سيكون عليه التأكد من أن الانتخابات ستجري بصورة تمنع خصومه في "فتح"، وعلى رأسهم محمد دحلان ومروان البرغوثي، من تحدي سيطرته وسيطرة المقربين منه في الحركة وفي السلطة من خلال نظرة بعيدة الأجل والاستعداد "لليوم التالي" بعد أبو مازن.
  • أبو مازن مُصر على منع دحلان من الترشح على الرئاسة بحجة أنه متهم بالفساد، وليس من الواضح كيف سيواجه التحدي الذي يمثله البرغوثي مع احتمال عدم خوض "فتح" الانتخابات في قائمة واحدة، لكن لا شك في أنه ينوي التعامل مع هذا الموضوع بشدة، وإذا لم ينجح في معالجته بهذه التهديدات من المحتمل أن يتخلى عن إجراء الانتخابات.
  • على أي حال يبدو أن أبو مازن مقتنع بأن الولايات المتحدة وأوروبا وحتى "حماس" سيوافقون على دعم المخطط الذي يحول الانتخابات إلى رافعة لتعزيز مكانته وتحسين نقطة الانطلاق الفلسطينية إزاء سنوات رئاسة بايدن. علامات الاستفهام بشأن الموقف المتوقع لإسرائيل لا تقلقه كثيراً، ومن المعقول أنه يفترض أنه سيكون قادراً، مع دعم أميركي، على أن يفرض على إسرائيل قبول أي خطة يقدمها الفلسطينيون بشأن تصويت السكان العرب في القدس الشرقية، وخصوصاً إذا جرى التعهد بأن الانتخابات لن تؤدي إلى زعزعة مكانة السلطة في الضفة الغربية، وإلى سيطرة "حماس" على الحكم في السلطة أو أطراف متطرفة أُخرى.
  • تبدي "حماس" توجهاً مرناً ومتصالحاً في كل ما يتعلق بأوصاف الانتخابات ما دامت متأكدة من أنها لا تتحدى استمرار سيطرتها في غزة (من المعقول أن أبو مازن مستعد لقبول هذا الشرط لأنه يعلم بأن الإصرار على توجّه آخر يمكن أن يمنع إجراء انتخابات)، وهي ترى في إجراء الانتخابات أرباحاً وإنجازات في الأساس.

التداعيات على إسرائيل

  • حتى الآن امتنعت إسرائيل من التطرق رسمياً إلى الانتخابات الفلسطينية. يبدو أنها هي أيضاً لم تبلور موقفاً ولم تحدد أهدافها في هذا السياق. من جهة هي مهتمة بالاستقرار على قاعدة الوضع القائم (الستاتيكو) في الضفة الغربية وغزة، وتحقيق هدفها بأن يعبر الموضوع الفلسطيني بسلام في عهد بايدن. من جهة أُخرى يمكن أن يؤدي تعزيز الدعم الدولي للمواقف الفلسطينية على أساس مظهر كاذب للوحدة، والتسامح إزاء "حماس"، في المدى المتوسط والبعيد، إلى تعزيز قوة الحركة داخل المنظومة الفلسطينية، وهما مصدر للقلق.
  • ثمة اعتبار إسرائيلي آخر هو تداعيات إجراء الانتخابات على وضع القدس. بعد الاعتراف الأميركي بالمدينة عاصمةً لإسرائيل، إسرائيل معنية بتجسيد سيادتها على المدينة. في الوقت عينه هي لا ترفض حق السكان العرب في المشاركة في الاقتراع في الانتخابات في السلطة الفلسطينية، وهي ليست معنية طبعاً بالدخول في مواجهة مع الإدارة الأميركية الجديدة في هذا الشأن. بناء على ذلك من المعقول أن تسمح بصيغة تصويت مبتكر لا تشكك في سيادة إسرائيل على المدينة.
  • عندما تتجه إسرائيل لبلورة سياستها حيال الانتخابات يتعين عليها أن تدرس مسألة العودة إلى الخطوة التي قامت بها في 2006. في التحضير للانتخابات أقنع الأميركيون حينها إسرائيل بقبول مشاركة "حماس" في الانتخابات، على الرغم من كونها لا تلتزم بالشروط التي حددتها الاتفاقات الموقتة العائدة إلى سنة 1995 (الملحق 2 البند 2) للمشاركة في الانتخابات، والتي تفرض رفض ترشّح مرشحين من أحزاب أو ائتلافات يشجعون على العنصرية، أو يسعون لتحقيق أهدافهم بوسائل غير قانونية أو غير ديمقراطية.
  • يومها تعهدت إدارة بوش لرئيس الحكومة آنذاك أريئيل شارون أنه إذا حقق ممثلو "حماس" إنجازاً كبيراً في الانتخابات فإن الأميركيين سيمنعون تعيين وزراء من طرفها في الحكومة، ولن يقيموا علاقات عمل مع مندوبيها. خضع شارون للضغط على الرغم من المعارضة الشديدة لذلك من جانب جهات استخباراتية كبيرة. عملياً بعد فوز "حماس" عُيّن زعيمها إسماعيل هنية رئيساً للحكومة، وأصبح عزيز دويك عضو المجلس التشريعي الفلسطيني من طرف "حماس" رئيساً للمجلس التشريعي، ولا يزال يتولى هذا المنصب حتى اليوم.
  • الأميركيون امتنعوا فعلاً من إجراء اتصالات بعناصر "حماس"، لكن الحركة قويت كثيراً في المنظومة الفلسطينية، وفي نهاية الأمر سيطرت بالقوة على قطاع غزة. في أعقاب هذا التنازل (وفي ضوء القبول الإسرائيلي لسيطرة "حماس" على غزة) سيكون من الصعب على إسرائيل استخدام هذا البند لمنع مشاركة "حماس" (وربما أيضاً الجهاد الإسلامي) في الانتخابات، لكنها تقدر على مطالبة الولايات المتحدة لقاء ذلك بالتعهد بالامتناع من التعاون مع حكومة فلسطينية تتمثل فيها "حماس"، ولو بصورة غير مباشرة.