مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
رئيس الاستخبارات العسكرية: إيران هي المصدر الأساسي لعدم الاستقرار
إسرائيل تتخوف من إدانة مجلس الدفاع عن حقوق الإنسان لعدم تقديمها لقاحات إلى الفلسطينيين
أبو مازن تحدث مع هنية عن الاستعدادات للانتخابات
الليكود وقّع اتفاقاً لتبادل فائض الأصوات مع حزب الصهيونية الدينية، ولأول مرة ميرتس لا تتجاوز نسبة الحسم في الاستطلاعات
مقالات وتحليلات
الانتخابات المقبلة هي استفتاء عام - مع نتنياهو أو ضده
ما هو الوقت الذي تحتاج إليه إيران للوصول إلى القنبلة؟ وما الذي يخططه لنا نصر الله؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هَيوم"، 10/2/2021
رئيس الاستخبارات العسكرية: إيران هي المصدر الأساسي لعدم الاستقرار

التقرير الاستخباراتي السنوي لشعبة الاستخبارات العسكرية يمكن التعامل معه بطريقتين: الأولى متفائلة، ومفادها أن كل خصوم إسرائيل وعلى رأسهم إيران بعيدون جداً عن المكان الذي أملوا بالوصول إليه في النقطة الزمنية الحالية. الطريقة الثانية متشائمة وهي أن التهديدات لإسرائيل لم تتراجع، لا بل ازدادت من نواحٍ عديدة في الفترة الأخيرة [يمكن الاطلاع على تفصيلات التقرير في مقال طال ليف رام].

 في رأي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية تامير هيمن، لا تزال إيران المصدر الحصري لعدم الاستقرار الإقليمي. صحيح أن تنظيم داعش لا يزال في قيد الحياة (في الأساس في العراق)، وأيضاً القاعدة (في العراق وأفغانستان)، لكن طهران هي المسؤولة عن عدم الاستقرار الأساسي. وعلى الرغم من الضربة المؤلمة التي خلفها اغتيال قاسم سليماني فإن إيران لا تزال تواصل توجهها الرامي إلى توسيع نفوذها الإقليمي بواسطة وكلائها الذين تستخدمهم لمحاربة أعدائها. كما نرى ذلك في اليمن في مواجهة السعودية والإمارات، وفي العراق في مواجهة الأميركيين والسعوديين والسّنة، وصحيح أيضاً في سورية ولبنان في مواجهة إسرائيل.

"يديعوت أحرونوت"، 10/2/2021
إسرائيل تتخوف من إدانة مجلس الدفاع عن حقوق الإنسان لعدم تقديمها لقاحات إلى الفلسطينيين

أشارت تقارير وصلت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن الجلسات السنوية التي من المتوقع أن يعقدها مجلس الدفاع عن حقوق الإنسان في غضون أسبوعين، والتي ستستمر شهراً، من المنتظر أن يجري خلالها تمريرعدة قرارات إشكالية بالنسبة إلى إسرائيل، من بينها تحديث "القائمة السوداء" للشركات التي تعمل في المستوطنات، وإنشاء آلية متابعة لإدانة إسرائيل "كقوة احتلال" مسؤولة عن عدم تزويد الفلسطينيين بلقاحات ضد الكورونا.

على جدول أعمال المجلس خمسة قرارات معادية لإسرائيل. أربعة قرارات تحت البند السابع الذي يدين عدم احترام إسرائيل لحقوق الإنسان، ويدين المستوطنات ويطالب بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ويدين الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان. وقد أضيفَ الى هذه القرارات بند إدانة لإسرائيل لعدم قيامها بواجباتها وتأمين لقاح الكورونا للفلسطينيين.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل زودت السلطة الفلسطينية بعدة آلاف من اللقاحات، جزء منها مخصص للطواقم الطبية في السلطة. لكن إسرائيل تدّعي أنها غير ملزمة بتأمين اللقاح للفلسطينيين لأن هذا الأمر من مسؤولية السلطة، بحسب الاتفاقات الموقعة معها.

في هذه الأثناء أعلنت الولايات المتحدة عودتها إلى مجلس الدفاع عن حقوق الإنسان بعد انسحابها منه في حزيران/يونيو 2018 في أيام إدارة ترامب. هذه العودة قد تساعد إسرائيل على لجم اتخاذ المجلس قرارات ضد إسرائيل.

"يسرائيل هيوم"، 10/2/2021
أبو مازن تحدث مع هنية عن الاستعدادات للانتخابات

أجرى رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن حديثاً أمس (الثلاثاء) مع رئيس المكتب السياسي في "حماس" إسماعيل هنية تناولا فيه نتائج جلسات الحوار التي عقدتها الفصائل الفلسطينية في القاهرة مؤخراً. في هذه الأثناء أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عدم خوضها الانتخابات المقبلة في السلطة بسبب معارضتها اتفاقات أوسلو.

من جهة أُخرى تحدث نائب يحيى السنوار وعضو "حماس" في الوفد الذي شارك في اجتماعات القاهرة خليل الحية عن التوصل إلى اتفاق على آلية إجراء انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني والرئاسة في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك تشكيل محكمة حيادية للانتخابات تتضمن ممثلين فلسطينيين من مختلف الأطراف. وأضاف الحية أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر خلال آذار/مارس لمواصلة البحث في الآليات، وفي تركيبة المجلس الوطني الجديد. وبحسب مسودة الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، سيُطلَق سراح كل المعتقلين في سجون السلطة من أنصار "حماس". في السنوات الأخيرة قامت السلطة الفلسطينية باعتقال ناشطين تابعين لـ "حماس" في أراضي الضفة الغربية.

"هآرتس"، و"يسرائيل هَيوم"، 10/2/2021
الليكود وقّع اتفاقاً لتبادل فائض الأصوات مع حزب الصهيونية الدينية، ولأول مرة ميرتس لا تتجاوز نسبة الحسم في الاستطلاعات

وقّع حزب الليكود وحزب الصهيونية الدينية هذا الصباح (الأربعاء) اتفاق تبادل فائض الأصوات في الانتخابات المقبلة للكنيست الـ 24.

وقد اشترط بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية على الليكود أن يشكل نتنياهو حكومة يمينية يكون عضواً فيها، وأن تتضمن الخطوط الأساسية للحكومة المحافظة على أرض إسرائيل، وتعزيز الهوية اليهودية للدولة.

وعلّقت رئيسة كتلة ميرتس في الكنيست تمار زندبرغ على توقيع الاتفاق قائلة: "بعد أن بذل نتنياهو كل ما في وسعه لتوحيد الأطراف الأكثر تطرفاً وعنصرية، ها هو يقوم بخطوة إضافية مقلقة لتأهيلهم للدخول إلى الحكومة، كل ذلك من أجل الحصول على الحصانة في المحكمة. وهذا دليل على مدى الانحطاط الأخلاقي لحزب الليكود."

من جهة أُخرى، لأول مرة في المعركة الانتخابية الحالية، لم تتمكن حركة ميرتس من تجاوز نسبة الحسم 3.25%، وحصلت على 2.8% في الاستطلاع الذي أجرته محطة كان الإخبارية.

وبحسب الاستطلاع، حصلت الكتلة المناهضة لنتنياهو– يوجد مستقبل، أمل جديد، إسرائيل بيتنا، العمل، القائمة المشتركة وأزرق أبيض على أكثر من 58 مقعداً، بينما كان أزرق أبيض قريباً من نسبة الحسم. وحصلت الكتلة المؤيدة لنتنياهو، المكونة من الليكود وشاس ويهدوت هتوراه مع حزب يمينا، على 62 مقعداً. قائمة راعام التي انشقت عن القائمة المشتركة حصلت على 1.9% وظلت تحت نسبة الحسم. أمّا الحزب الاقتصادي بزعامة يارون زليخا فحصل على 2.1%.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 9/2/2021
الانتخابات المقبلة هي استفتاء عام - مع نتنياهو أو ضده
زلمان شوفال - عضو كنيست سابق وسفير سابق في واشنطن
  • عندما كنا صغاراً كنا نلعب لعبة "رئيس، نائب، سكرتير"، لعبة بريئة هدف اللاعب فيها أن يكون رئيساً ومن يتبلبل يُدفع إلى آخر الصف. في هذه الأثناء اللعبة ارتفعت درجة وهناك ثلاثة لاعبين حاليين يتنافسون على الصدارة - يائير لبيد، جدعون ساعر، ونفتالي بينت. قبل وقت قصير كان هناك مشاركون آخرون لهم، مثل رون خولدائي الذي بدأت قائمته تتهاوى في الاستطلاعات مباشرة بعد رفع اليافطات الإعلانية المحرجة التي قُدم فيها كبديل من بنيامين نتنياهو. لكن على الأقل في هذه الحال الضرر ضئيل، لأن سكان تل أبيب استرجعوا رئيس بلدية ممتاز. أيضاً مرشحون آخرون لم يكن لديهم فرصة في الوصول إلى زعامة الدولة، واللاعبون الوحيدون الذين بقوا اليوم في الساحة في مواجهة نتنياهو هم: لبيد، وساعر، وبينت؛ الأول يقف إلى يسار الليكود، والاثنان الباقيان إلى يمينه، لكن من دون أن نعثر لدى أي واحد منهم على خط موجّه خاص، فكري أو تخطيطي، في مسائل السياسة والأمن والاقتصاد والمجتمع والدين وغيرها - باستثناء "فقط لا بيبي".
  • الانتخابات المقبلة لن تكون فقط انتخابات بل ستكون نوعاً من استفتاء عام، ليس على الاشتراكية أو الرأسمالية، ولا على الدين والدولة، ولا على أرض إسرائيل الكاملة، بل على بنيامين نتنياهو. هذه الانتخابات لن تكون على الماضي لأن الوقائع تتحدث عن نفسها، وحتى أشد المعارضين لنتنياهو لا يستطيعون عدم الاعتراف بفضله في رفع الاقتصاد الإسرائيلي من اقتصاد كان دائماً بحاجة إلى عكاكيز، وتحويله إلى أحد الاقتصادات المتقدمة في العالم، وأنه انتهج سياسة خارجية وأمنية حققت إنجازات كثيرة شملت السلام مع جزء من العالم العربي، ومنع حروباً لا ضرورة لها، وكان من بين الأوائل في العالم، وربما الأول الذي رأى بصورة صحيحة خطر تحول إيران إلى دولة نووية.
  • وفي الواقع يشير رقم نُشر مؤخراً في "ذي ماركر" [الملحق الاقتصادي لصحيفة "هآرتس"] إلى أن 62.5% من الجمهور يمنحون علامة جيد/وممتاز لإدارة السياسة الخارجية، و52% لإدارة سياسة الأمن القومي للدولة. في السنة الأخيرة خلال فترة الكورونا استطاع نتنياهو أن يجعل إسرائيل تصل إلى الصدارة في اللقاحات، وعلى الرغم من عدم تعاون المعارضة معه، فإنه يعمل على اجتثاث الوباء من إسرائيل.
  • عند الذهاب إلى صناديق الاقتراع، يجب على الناخب الإسرائيلي أن يسأل نفسه بصورة واضحة: عندما تعرف أن أزمة الكورونا لم تنته بعد، والعالم كله يواجه أزمة اقتصادية هي الأخطر منذ العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، والخطر الإيراني سيزداد حدة، والولايات المتحدة صديقتنا وحليفتنا الأهم ستحكمها خلال السنوات الأربع القادمة قيادة يمكن أن تخضع لتأثير تيارات سياسية تحاول زعزعة العديد من الأسس والمبادىء والإجماعات التي وجهت سياسة الولايات المتحدة  في الماضي إزاء موضوعات مختلفة تشمل إسرائيل - مَن تفضل أو تفضلين أن يستلم دفة قيادة الدولة؟ لبيد، أو ساعر، أو بينت، أو يدا نتنياهو الأمينة؟ الإعجاب أو عدم الإعجاب لا يجب أن يكونا جزءاً من المعادلة بل الاعتبار يجب أن يكون بارداً وموضوعياً؛ هذه ليست مسألة بسيطة بل هي قرار حاسم يجب أن يتخذه كل واحد منا.
  • أيضاً المسألة القضائية لم تغِب عن أنظاري. لقد علقت إسرائيل في عقدة قضائية- سياسية تجنبتها الدول الديمقراطية في العالم - الولايات المتحدة، بريطانيا - أي مبدأ عدم تنحية رئيس (أو رئيس حكومة) يتولى منصبه، بكلمات أُخرى، إسقاط رئيس جمهورية أو رئيس حكومة هو عملية سياسية وليست قضائية. في المقابل إسرائيل دخلت إلى رقصة شيطانية مؤذية وغير ضرورية. في نظر الكثيرين من الجمهور، الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو تبدو سخيفة وباطلة، لكن هذا ما ستقرره المحكمة عندما يحين الوقت وليس الآن، وأي انحراف عما ذكرناه يمكن أن يمس ليس فقط بمكانة إسرائيل كدولة قانون ودولة ديمقراطية، بل يمكن أن  يمس أيضاً بمستقبلها عموماً.

 

"معاريف"، 9/2/2021
ما هو الوقت الذي تحتاج إليه إيران للوصول إلى القنبلة؟ وما الذي يخططه لنا نصر الله؟
طال ليف رام - محلل عسكري
  • شعبة الاستخبارات العسكرية أمان في الجيش نشرت هذا اليوم (الثلاثاء) تقريرها الاستخباراتي السنوي. بحسب أمان، لأول مرة منذ سنوات قطاع لبنان أكثر قابلية للانفجار من قطاع غزة، وحزب الله يستعد لخوض أيام قتال مع مواجهة الجيش الإسرائيلي. في القطاع الإيراني، وعلى خلفية الحديث عن الموضوع بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، إذا ما قررت إيران الإنطلاق إلى القنبلة النووية فإنها ستكون على مسافة عامين من إنتاج قنبلة نووية بكل مكوناتها.
  • بالنسبة إلى سورية، يدّعي تقرير أمان أنه على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب لإيران، بسبب العقوبات والكورونا، فإنها تواصل عمليات تهريب السلاح، ومحاولات تمركُز المحور الشيعي. في القطاع اللبناني، تقدّر الاستخبارات أن حزب الله يواصل الدفع قدماً بمشروع الصواريخ الدقيقة، وسجلت السنة الماضية استمرار توجّه مقلق في تقدّم معتدل للمشروع وزيادة كميات الصواريخ الدقيقة الموجودة في حوزة التنظيم اللبناني.
  • في الساحة الفلسطينية يشيرون في أمان إلى انخفاض معين في احتمال حدوث مواجهة مع "حماس" في غزة- كل ذلك مشروط باستمرار التحسن الاقتصادي في غزة - ويعتقدون أن فرص إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية هذه المرة كبيرة.
  • تشير أمان إلى خمسة عوامل كبيرة جداً من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير في الشرق الأوسط في السنوات المقبلة، وفي السنة الحالية خصوصاً:
  • الكورونا كعامل مؤثر في الأمن القومي، وفي كل مكونات الحياة.
  • اقتصاد دول الشرق الأوسط التي تواجه أزمة عميقة.
  • تبدل الإدارة في الولايات المتحدة.
  • اتفاقات التطبيع كتغيير تاريخي.
  • المعركة الدائرة بين الحروب التي تحولت، بحسب مفهوم الاستخبارات العسكرية، من مفهوم إلى وضع أساسي منهجي دائم.
  • على الرغم من الكورونا والوضع الاقتصادي لأعداء إسرائيل، سواء في إيران وحزب الله أو"حماس" والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، لم يتضرر تعاظُم القوة العسكرية وعملية بناء القوة لدى الطرف الثاني، وتوظيف العدو في تطوير المكون العسكري.

هل نحن أمام أيام قتال في مواجهة حزب الله؟

  • لأول مرة منذ سنوات طويلة يعتقدون في أمان أن القطاع الشمالي في مواجهة حزب الله قابل للتفجّر أكثر مقارنة بغزة. صحيح أن حزب الله لا يريد حرباً ومرتدع عن الإقدام عليها، لكن في المقابل يتطور في التنظيم تفكير يتعلق بإمكان خوض أيام قتال لا تؤدي إلى حرب في مواجهة الجيش الإسرائيلي.
  • بحسب موقف الاستخبارات العسكرية، وخصوصاً في ضوء فشل الحزب في الانتقام لمقتل عنصر له في هجوم في سورية نُسب إلى إسرائيل، يحاول حزب الله أن يرسخ مفهوماً عملانياً لخوض أيام قتال من دون أن يؤدي هذا الأمر إلى حرب، على الرغم من إمكان الانزلاق إلى مواجهة واسعة.
  • هذا الاحتمال بات الآن أقرب مما كان عليه في الماضي، والدليل على ذلك أنه كان يمكن أن يحدث لو كان حزب الله نجح قبل أسبوعين في إسقاط مسيّرة أطلق عليها صاروخ أرض- جو. هذا على افتراض أن الجيش كان سيقوم بهجمات على لبنان رداً على إسقاط المسيّرة.
  • على الرغم من أزمة حزب الله في لبنان، والضائقة الاقتصادية والنقد الحاد الموجّه إليه علناً بصورة غير مسبوقة تقريباً، وتقليص الإيرانيين للميزانية، على الرغم من هذا كله فإن حزب الله يواصل زيادة قوته. في إسرائيل يقدّرون أن لدى الحزب حالياً بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة التي تهدد إسرائيل.
  • يعتقدون في أمان أن عمليات إسرائيل ضمن إطار المعركة بين الحروب أبطأت وتيرة تطور حزب الله في هذا المجال. مع ذلك، لا يمكن تجاهُل حدوث ارتفاع معتدل في كميات وقدرات الصواريخ الدقيقة في لبنان في النصف الأخير من سنة 2020. المقصود تحدٍّ بالنسبة إلى إسرائيل من المتوقع أن يزداد في السنة المقبلة، ويمكن أن يثير معضلة وجدلاً - هل يتعين على إسرائيل أن تعمل في السنوات المقبلة على أرض لبنان لمنع حزب الله من الاستمرار في زيادة قوته بأسلحة استراتيجية.
  • الصحيح الآن في صورة الوضع الحالي، أن حزب الله يملك بضع عشرات من الصواريخ وقدرة عملانية غير عالية جداً، ويعتقدون في أمان أن وتيرة قدرة إسرائيل على تنفيذ رد دفاعي وهجومي ضد التهديد أكبر من وتيرة تسلّح الخصم. لذا في هذه المرحلة التهديد لا يبرر شن حرب استباقية ضد تعاظُم قوة حزب الله.
  • اغتيال قاسم سليماني على يد الأميركيين في مطلع السنة الماضية خلق تغييراً كبيراً جداً، وألحق ضرراً بالغاً بالقدرة العملانية التكتيكية لإيران في المنطقة. إلى حد أن فيلق القدس الإيراني يجد في هذه المرحلة صعوبة كبيرة في ملء الفراغ الكبير الذي تركه سليماني وراءه.

الجدول الزمني الإيراني للقنبلة

  • بحسب تقديرات أمان الأخيرة، إيران على بُعد عامين من إنتاج قنبلة نووية؛ 21 شهراً من التجارب النووية، وأربعة أشهر لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لقنبلة نووية إذا اتُّخذ قرار استراتيجي بالإنطلاق نحو سلاح نووي، بحسب أمان، هذا القرار لم يُتَّخذ بعد. صحيح أن إيران اليوم تحتفط بنحو 3000 كيلوغرام من اليوارنيوم المخصب على درجة 4%، و17 كيلوغراماً على درجة 20%، والذي يعتبر إنتاجه خرقاً فاضحاً للاتفاق النووي.
  • في هذا السياق اغتيال عالم الذرة الكبير محسن فخري زادة، كشخص عرف كيف يجمع بين أطراف إدارة المشروع وإدارة الأشخاص، مهم جداً.
  • في إسرائيل هناك تخوّف من العودة إلى تفاهمات الاتفاق السابق مع إيران، تستند هذه المخاوف في الأساس إلى ثلاثة أسباب: بعد عشر سنوات من اليوم تستطيع إيران العودة إلى تخصيب اليورانيوم بحرّية؛ وفي المدى المباشر يتخوفون في إسرائيل من أن يؤدي رفع العقوبات عن إيران فوراً إلى توظيف أموال كبيرة في تعاظُم القوة العسكرية لإيران، وفي دعم مالي، وفي زيادة وتيرة شحنات السلاح إلى المنطقة.
  • الموقف السائد في المؤسسة الأمنية هو أن إظهار الإصرار الأميركي الآن تحديداً على عدم رفع العقوبات عن إيران يمكن أن يتيح تحقيق إنجازات جيدة في اتفاق جديد في حال توقيعه، والتقدير في إسرائيل أن إيران مهتمة بتجديد الاتفاق.
  • من أجل منع حصول إيران على قنبلة نووية، يشيرون في إسرائيل إلى مسارات مهمة وحساسة: منع إيران من الحصول على الـ 40 كيلوغراماً التي تحتاج إليها لإنتاج قنبلة نووية ومنع إيران من تطوير قدرة تركيب مواد انشطارية على رأس حربي لصاروخ؛ قدرة عملانية أكيدة وموثوق بها بالإضافة إلى استعداد للعمل إذا قامت إيران بالاختراق نحو سلاح نووي؛ استخبارات ملائمة وائتلاف دولي هما أساس القدرة على منع إيران من الحصول على سلاح نووي إذا قررت الاختراق نحو النووي. هذه البنود الثلاثة هي إلى حد بعيد التحديات التي تواجهها دولة إسرائيل على الصعيد الدبلوماسي والاستخباراتي والعملاني في التحضير لخيار عملية محتمَلة تعتمد في الأساس على تعاون واسع جداً مع الولايات المتحدة.

إيران تواصل تمركزها

  • يرون في أمان تأثيراً لعمليات سلاح الجو في سورية في الوجود الإيراني في المنطقة، لكن فيما يتعلق بتهريب السلاح يرون في الجيش أن محاولة تهريب سلاح نوعي إلى سورية، صواريخ أرض جو متطورة ووسائل لتحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة آخذة في الازدياد. فقط في عدد من الحالات ينجح الجيش في وضع يده على شحنات السلاح.
  • الوجود العسكري للجيش الإيراني في سورية انخفض قليلاً في السنة الأخيرة، والميليشيات الموالية لإيران انسحبت بسبب عمليات سلاح الجو، لكن فيما يتعلق بمكونات أُخرى لها علاقة بتمركز إيران في سورية، مثل تدريب قوات أجنبية على استخدام إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل، يستمرون في أمان في رؤية الجهد الإيراني. يتمظهر هذا الجهد في أربع وحدات عسكرية في هذا المجال تواصل العمل على بناء قوتها في مناطق متعددة في سورية.
  • في العراق، وخصوصاً في اليمن، يتواصل تطوير وزيادة القدرات في كل ما يتعلق بالمسيّرات والقدرة على الوصول إلى إسرائيل من هذه المسافات بهدف مهاجمتها.

يعملون بصمت على تحديد التهديد

  • في أمان يرون هذه المرة أن السلطة الفلسطينية تنوي إجراء الانتخابات. المصالحة بين "فتح" و"حماس" لا تبدو في الأفق، لكن أبو مازن يعمل محاولاً الجمع بين الساحات.
  • في قطاع غزة، تحافظ "حماس" على الهدوء، وفي هذه المرحلة منطق التسوية في نظرها هو المنطق الوحيد. في المقابل، يتخوفون في أمان من بناء القوة وتعاظُم قوة "حماس" وتهريب السلاح إلى غزة، بينما تشير شعبة الاستخبارات إلى ارتفاع نوعي في التهديد العسكري من القطاع.
  • الهدوء النسبي في القطاع يتيح طبعاً وتيرة حياة طبيعية لسكان الجنوب، والسبب هو أن سلاح الجو يهاجم أهدافاً أقل في غزة. في الواقع الغزواي تعمل "حماس" على بناء قوتها العسكرية. في السنة المقبلة أيضاً ستبقى غزة مصدراً لعدم الاستقرار في المنطقة، لكن في أمان يعتقدون أن هناك انخفاضاً معيناً في نسبة التوترات مقارنة بالسنوات الماضية بسبب الخطوات التي تقوم بها "حماس" على الأرض للمحافظة على التهدئة، بالإضافة إلى اعتدال معين في مواقف الجهاد الإسلامي بعد اغتيال بهاء أبو العطا.
  • عرقلة مسار التسوية ووضع اقتصادي صعب يمكنهما أن يؤديا مجدداً إلى دينامية تصعيد أو تمرد أو تحدٍّ من طرف الجهاد الإسلامي إزاء "حماس" في القطاع. تجدُّد عمليات إطلاق القذائف في اتجاه إسرائيل يمكن أن يغير هذا التوجه ويزيد التوترات.