مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: لن نسمح لأي جهة متطرفة بزعزعة الأمن والاستقرار في القدس
كوخافي يأمر بتعزيز قوات الجيش المرابطة على خطوط التماس في مناطق الضفة الغربية بثلاث كتائب إضافية
الجيش الإسرائيلي يبدأ بإجراء أكبر مناورة في تاريخه تحاكي شهراً من حرب شاملة على جميع الجبهات
غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة واستمرار الاشتباكات في القدس على خلفية التوترات بشأن الحرم القدسي
المحكمة الإسرائيلية العليا تعلن تأجيل جلسة كان مقرراً عقدها لبحث طلب التماس ضد طرد عائلات فلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جرّاح
ليبرمان: مفاوضات تأليف حكومة لبيد - بينت تشهد زخماً كبيراً
مقالات وتحليلات
بعد تأخر ملحوظ، يحاول متخذو القرارات إعادة شيطان التصعيد إلى الزجاجة
التوترات الأخيرة تدل على أن القدس لا تزال في قلب النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 10/5/2021
نتنياهو: لن نسمح لأي جهة متطرفة بزعزعة الأمن والاستقرار في القدس

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الحكومة لن تسمح لأي جهة متطرفة بزعزعة الأمن والاستقرار في القدس.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد): "شهدنا في الأيام الماضية أعمال شغب في القدس بتأثير من جهات تحريضية. أجريت خلال نهاية الأسبوع مشاورات متواصلة لتقييم الموقف مع كلٍّ من وزير الدفاع ووزير الأمن الداخلي ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقائد العام للشرطة ورئيس جهاز الأمن العام [الشاباك] ورئيس هيئة الأمن القومي ومسؤولين آخرين، وتم الاتفاق على عدم السماح لأي جهة متطرفة بزعزعة الأمن والاستقرار في القدس، وسنطبّق فيها القانون والنظام العام بشكل حازم ومسؤول. وسنواصل صون حرية العبادة لأبناء جميع الأديان، لكن لن نسمح بالقيام بأعمال شغب عنيفة."

ووجه نتنياهو رسالة تهديد إلى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بعد إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل فجر أمس قائلاً: "أقول للمنظمات الإرهابية: إسرائيل سترد بقوة على أي اعتداء سينطلق من قطاع غزة."

وقال نتنياهو إن إسرائيل ترفض بشدة الضغوط الرامية إلى منعها من البناء في القدس، مضيفاً: "للأسف هذه الضغوط تزداد في الآونة الأخيرة، وأقول لأصدقائنا في العالم إن القدس عاصمة إسرائيل، وكما لكل دولة الحق في البناء في عاصمتها كذلك نحن، هذا ما فعلناه وهذا ما سنواصل القيام به."

"معاريف"، 10/5/2021
كوخافي يأمر بتعزيز قوات الجيش المرابطة على خطوط التماس في مناطق الضفة الغربية بثلاث كتائب إضافية

أصدر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أمس (الأحد) أوامر تقضي بتعزيز قوات الجيش المرابطة على خطوط التماس في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بثلاث كتائب إضافية.

وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن كوخافي أصدر أوامره هذه بعد تقييم للوضع الأمني أجراه في منطقة سالم بالقرب من جنين، وذلك في إثر إحباط محاولة تسلل إلى داخل إسرائيل قام بها ثلاثة فلسطينيين يوم الجمعة الفائت.

وأضافت هذه المصادر العسكرية نفسها أن المهمة المركزية الماثلة أمام المؤسسة الأمنية في الوقت الحالي هي احتواء التصعيد في القدس من خلال منع الاحتكاك بين السكان المسلمين واليهود على خلفية إقامة فعاليات في مناسبة يوم توحيد القدس الذي يصادف اليوم (الاثنين). وأكدت هذه المصادر أيضاً أن آخر التطورات في قطاع غزة يثبت أن حركة "حماس" غير معنية بتصعيد عسكري، بل بالمضي قدماً بالتهدئة مع إسرائيل.

"يسرائيل هيوم"، 10/5/2021
الجيش الإسرائيلي يبدأ بإجراء أكبر مناورة في تاريخه تحاكي شهراً من حرب شاملة على جميع الجبهات

بدأ الجيش الإسرائيلي أمس (السبت) بإجراء أكبر مناورة في تاريخه تحاكي شهراً من حرب شاملة على جميع الجبهات، من الشمال إلى الجنوب، وبمشاركة وحدات من أسلحة الجو والبحر والبر.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إن هذه المناورات التي تم الترتيب لها مسبقاً، ستحاكي حرباً مكثفة متعددة الأسلحة ستكون مضنية ومتواصلة في الجو والبحر والبر وعلى عدة جبهات." وأشارت المصادر نفسها إلى أن جميع أسلحة الجيش في الجو والبحر والبر ستشارك في هذه المناورة الضخمة، وسيجري جزء منها في جزيرة قبرص، بينما ستجري مراحلها الباقية في أنحاء متعددة من إسرائيل، وفي مناطق حدودها مع الدول العربية، وعلى حدودها البحرية.

وأكدت المصادر ذاتها أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي قرر عدم إلغاء أو تأجيل هذه المناورة على الرغم من التوترات الأمنية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرة في الوقت عينه إلى أن حالة اليقظة والتأهب ستبقى كما هي تجنباً لأي سيناريو.

"يديعوت أحرونوت"، 10/5/2021
غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة واستمرار الاشتباكات في القدس على خلفية التوترات بشأن الحرم القدسي

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قذيفة صاروخية أُطلِقت في اتجاه الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد).

وأضاف البيان أن القذيفة سقطت في منطقة مفتوحة من دون أن تتسبب بوقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.

وقال الناطق العسكري في بيان لاحق إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قامت بشن غارة جوية على موقع عسكري تابع لحركة "حماس" في جنوب غزة رداً على إطلاق القذيفة، وكذلك رداً على استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وتزامن ذلك كله مع اندلاع اشتباكات بين فلسطينيين وأفراد الشرطة الإسرائيلية في القدس وسط تصعيد خطر للعنف بسبب التوترات المحيطة بالحرم القدسي الشريف. وجاء التصعيد بعد يوم واحد من أشد الاشتباكات التي شهدتها القدس منذ سنوات، إذ أصيب 200 فلسطيني و17 شرطياً إسرائيلياً في أثناء تظاهر المئات في الحرم القدسي واقتحام عناصر الشرطة الحرم ليلة الجمعة الفائتة التي تزامنت مع ليلة القدر.

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن الأغلبية العظمى من الجرحى، وبينهم قاصرون، أصيبوا بأعيرة مطاطية أو بشظايا قنابل صوتية. واستخدمت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين.

وظهرت قوات الشرطة في تسجيل فيديو نشره شهود عيان وهي تداهم باحة الحرم وتطلق القنابل الصوتية، حيث كانت حشود من المصلين، بينهم نساء وأطفال، تؤدي الصلاة في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان.

كما أُصيب واعتُقل عدد من المقدسيين خلال مواجهات وقعت مع مستوطنين في أحياء الشيخ جرّاح والعيسوية والطور وفي منطقة باب العمود.

"معاريف"، 10/5/2021
المحكمة الإسرائيلية العليا تعلن تأجيل جلسة كان مقرراً عقدها لبحث طلب التماس ضد طرد عائلات فلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جرّاح

أعلنت المحكمة الإسرائيلية العليا تأجيل جلسة كان مقرراً عقدها اليوم (الإثنين) لبحث طلب التماس ضد طرد عائلات فلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية إلى موعد لاحق يُحدَّد خلال 30 يوماً.

وقالت المحكمة في بيان صادر عنها أمس (الأحد)، أنه في ظل السياق الحالي، وبناءً على طلب المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت ألغيَت جلسة اليوم.

وطلب مندلبليت أمس من المحكمة العليا إرجاء جلستها هذه أسبوعين على الأقل. وقالت مصادر في مكتب مندلبليت إنه ينوي أن يدرس ما إذا كان يجب على الدولة أن تكون طرفاً في المحاكمة علماً بأنها الآن ليست طرفاً فيها.

وكانت المحكمة المركزية في القدس قضت بإخلاء عدد من العقارات الفلسطينية في هذا الحي، والتي أقامها الأردن لإيواء الفلسطينيين الذين هُجّروا سنة 1948 ولديهم عقود إيجار تثبت ذلك. ويشهد الحي منذ أكثر من أسبوعين مواجهات بسبب قضية ملكية الأرض التي بُنيَت عليها منازل تعيش فيها 4 عائلات فلسطينية تطالب جمعية استيطانية بإخلائها بحجة أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرّت سنة 1948 عند قيام إسرائيل. وتسعى الجمعيات اليهودية المطالِبة بالأملاك حالياً لإخلاء منازل 58 فلسطينياً آخرين، وفقاً لحركة "السلام الآن". وكان من المقرر أن تعلن المحكمة العليا حكمها في طلب الالتماس الذي قدمته العائلات الفلسطينية الأربع يوم الخميس المقبل.

يُذكر أن المحكمة العليا عقدت الأسبوع الفائت جلسة بهذا الشأن اقترحت في نهايتها التوصل إلى حل وسط تعترف العائلات العربية بموجبه بملكية شركة "نحالات شمعون" للبيوت، وفي المقابل يتسنى للعائلات البقاء في المنازل واستئجارها من الشركة، غير أن المساعي للتوصل إلى حل وسط كهذا باءت بالفشل.

 

"يديعوت أحرونوت"، 10/5/2021
ليبرمان: مفاوضات تأليف حكومة لبيد - بينت تشهد زخماً كبيراً

قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إن نهاية الأسبوع الفائت شهدت مفاوضات متقدمة لتأليف حكومة تعتمد على أحزاب المعسكر المناوئ لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والمعروف إعلامياً باسم "معسكر التغيير".

وأضاف ليبرمان في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] صباح أمس (الأحد)، أنه لا يستبعد أن يعلن هذا الأسبوع التوصل إلى تفاهمات لتأليف حكومة برئاسة رئيسي "يمينا" و"يوجد مستقبل"، نفتالي بينت ويائير لبيد، وذلك على الرغم من تباين المواقف بشأن توزيع بعض الحقائب الوزارية.

وقال ليبرمان: "اكتسبت مفاوضات تأليف حكومة لبيد - بينت زخماً كبيراً، إذ جلست طواقم المفاوضات الممثلة لحزبيْ ‹يوجد مستقبل› و‹يمينا› بهدف إبرام اتفاقات ائتلافية مع الشركاء في الحكومة خلال هذا الأسبوع على أن تُعرَض الحكومة في الأسبوع المقبل على الكنيست لنيل ثقته."

وأوضح ليبرمان أن هناك فرصة معقولة لإعلان تأليف حكومة لبيد - بينت في وقت مبكر من هذا الأسبوع، إذ إن الفجوات بين الأطراف ليست كبيرة، وأكد أنه في حال تأليف حكومة كهذه فسيكون ذلك بفضل نتنياهو لأن جميع مَن تحالفوا وعملوا معه في السابق باتوا لا يثقون به.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 10/5/2021
بعد تأخر ملحوظ، يحاول متخذو القرارات إعادة شيطان التصعيد إلى الزجاجة
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • بعد خطوات تصعيدية وتصريحات عدائية جاء وقت مساعي التهدئة. تحاول إسرائيل متأخرة إعادة الشيطان إلى الزجاجة – كبح المواجهات العنيفة التي اندلعت بسببها في القدس والضفة الغربية.
  • رئيس الأركان أفيف كوخافي قرر أمس زيادة التعزيزات ونشر 3 كتائب إضافية في الضفة الغربية. وبذلك يصل عدد الكتائب المنتشرة إلى سبع، ويرتفع حجم قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية نحو 50% مقارنة بالأيام العادية.
  • في قطاع غزة أرسلت إسرائيل رسائل إلى "حماس" تطالبها بوقف إطلاق النار، وذلك بعد إطلاق صاروخ على النقب في نهاية يوم السبت، وصاروخين على عسقلان أمس.
  • في القدس بُذلت جهود للتفريق بقدر الإمكان بين الفلسطينيين واليهود في الأماكن التي يمكن أن تشهد احتكاكات. المحكمة العليا استجابت لطلب المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، وأجّلت المناقشة التي كان من المفترض أن تجري اليوم لطلب الالتماس ضد إجلاء سكان فلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جرّاح. طلبُ مندلبليت جاء بالتنسيق مع المؤسسة الأمنية.
  • في هذه الأثناء أوصى الجيش الإسرائيلي والشاباك المستوى السياسي بإجراء تغييرات تتعلق بمسيرة الأعلام التي ينوي حزب الصهيونية الدينية القيام بها هذا المساء، على أمل منع الاشتباكات مع فلسطينيي المدينة القديمة. لكن حتى لو جرت تغييرات فإن المسيرة لن تلغى. أمس قالوا في المؤسسة الأمنية أنه يجب العمل بقدر المستطاع على منع صب مواد حارقة على الحريق المشتعل.
  • وفي الواقع يمكن أن ينعكس الوضع في القدس على الوضع في الضفة الغربية الذي يُعتبر أيضاً حساساً جداً. تكفي حادثة واحدة تسفر عن قتلى، وخصوصاً في الحرم القدسي الشريف، كي تنزلق المناطق الفلسطينية إلى أيام صعبة من الاضطرابات. الحكومة الانتقالية تدرك ذلك، لكنها تنبهت متأخرة إلى خطورة الوضع. طوال نهاية الأسبوع كان يبدو أن المستوى السياسي مشغول بالتحركات السياسية بشأن محاولات تأليف حكومة لبيد - بينت أكثر مما هو مشغول بالتطورات المقلقة في القدس والمناطق الفلسطينية.
  • في الوقت عينه ساهمت الخطوات غير المدروسة التي قام بها القائد الأعلى للشرطة، الذي يبدو أنه يفتقر إلى الخبرة الكافية، في تأجيج الأجواء في القدس. الغضب الشعبي وسط الجمهور الفلسطيني والجمهور العربي في إسرائيل إزاء المواجهات في الحرم القدسي وفي حي الشيخ جرّاح، أشعلته عناصر إسلامية، بينها أنصار "حماس" والجناح الشمالي في الحركة الإسلامية في إسرائيل. في ظل هذا الوضع، يبذل كل من الولايات المتحدة ومصر والأردن وقطر مساعيهم لتهدئة الأجواء في القدس والمناطق.
  • مشكلة الحكومة أن مزاعمها المتعلقة بالقدس تبدو ضعيفة. في الحرم القدسي وُضعت قيود على حرية المسلمين في الصلاة خلال شهر رمضان. وفي حي الشيخ جرّاح المقصود طرد عائلات فلسطينية من منازل سكنتها منذ 70 عاماً بذريعة ملكيتها لآخرين. الحجة الدعائية لوزارة الخارجية في أن ما يحدث هنا هو "نزاع عقاري" فقط ليست مقنعة. تحركات إسرائيل، وبصورة خاصة صور رجال الشرطة يقتحمون الحرم القدسي أو يفرقون متظاهرين بالقوة، تثير الاستياء في الساحة الدولية. الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي تحرك ويمارس ضغوطاً على إدارة بايدن لاتخاذ موقف أكثر حزماً ضد إسرائيل.
  • بموافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقود الآن وزير الدفاع بني غانتس وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وفي الشاباك خطاً معتدلاً هدفه كبح التصعيد وعدد أدنى من المصابين. اليوم وغداً يُعتبران يومان حسّاسان، وخصوصاً على خلفية مسيرة الأعلام وذكرى يوم القدس، بعد ذلك يأتي عيد الفطر.
  • في هذه الأثناء يسود انطباع في إسرائيل أن "حماس" لا ترغب في مواجهة لا يمكن السيطرة عليها في القطاع، بل في تحركات محدودة، أيضاً على خلفية توقعات الجمهور في غزة أن يجري الاحتفال بعيد الفطر بهدوء. وبسبب حوادث متدنية القوة، مثل إطلاق بالونات مشتعلة، لن تحطم إسرائيل كل القواعد. بكلمات أُخرى، تفضل إسرائيل منع الصيد مقابل شواطىء غزة على هجمات جوية مكثفة ضد أهداف تابعة لـ"حماس". لكن كل شيء مرتبط كما ذكرنا بمسألة وقوع مصابين، وخصوصاً في القدس.
  • يتواصل التصعيد على الأرض في الوقت الذي بدأ الجيش هذا الأسبوع بتدريب "عربات النار" ضمن إطار شهر الحرب، شهر من التدريب الشامل في الجيش الإسرائيلي تجري خلاله محاكاة لمواجهة شاملة في غزة ولبنان. حتى الساعة يجري التدريب كما هو مخطَّط له، لكن في حال اندلاع حريق حقيقي على الأرض سيضطر الجيش إلى التفكير فيما إذا كان سيستمر في التدريب، أو سينتقل إلى التركيز على الأحداث الحقيقية فقط.

 

"مباط عال"، 9/5/2021
التوترات الأخيرة تدل على أن القدس لا تزال في قلب النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني
تسيبي يسرائيلي، وأودي ديكل - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي
  • القدس قصة شديدة الحساسية، ملتقى الديانات والطوائف والثقافات، وقضية مركزية في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وحجر عثرة في طريق التسوية السياسية، لأن كل طرف يعتبرها عاصمة دولته. تمتاز القدس بالفجوات الاجتماعية -الاقتصادية. نوعان من السكان الضعفاء من وجهة نظر اقتصادية في إسرائيل، هما العرب والحريديم، حوّلا القدس إلى المدينة الأكثر فقراً في إسرائيل. العرب في القدس الشرقية يعيشون تحت المستوى الاجتماعي - الاقتصادي، وعام من الكورونا أضر اقتصادياً بشدة بسكان الأحياء العربية في القدس الشرقية.
  • حالياً، هل "القدس في رأس فرحتنا"؟ [الشعار الذي وضعه وزير التعليم الإسرائيلي للاحتفال بالقدس الموحدة في السنة القادمة]، وماذا تعني القدس بالنسبة إلى الجمهورين اليهودي والعربي؟ يُطرح هذان السؤالان بشدة على خلفية التوتر المتزايد الذي يميل إلى الانزلاق إلى العنف الواضح في الوقت الحالي في المدينة، وفي ظل المواجهة المتوترة بين اليهود والعرب الذين يعيشون في المدينة.

الاشتعال المحتمل

  • الأحداث العنيفة التي حدثت مؤخراً في المدينة القديمة أعادت قضية القدس إلى جدول الأعمال وأكدت مكانتها في قلب النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. بدأت المواجهات بمنع الدخول إلى باب العمود ومنع تجمّع الشباب العرب في ساحته خلال ليالي رمضان، وفي الموازاة أقدم شبان عرب على الاعتداء على يهود حريديم وتصوير ما حدث على شبكة التيك - توك. تُعتبر ساحة باب العمود في ثقافة أهالي القدس الشرقية ساحة فلسطينية مستقلة تقريباً يمر فيها الطريق الأساسي المؤدي إلى المسجد الأقصى. وبهذه الطريقة تحولت الساحة إلى مساحة احتكاك بين شبان القدس الشرقية وبين الشرطة الإسرائيلية والحركات اليهودية في المدينة القديمة. زادت في التوتر نشاطات من طرف جهات يهودية متطرفة، بينها منظمة "لهافا"، وكذلك شراء يهود منازل في القدس الشرقية والسيطرة عليها.
  • التصعيد تغذى أيضاً من تأجيل انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في السلطة الفلسطينية، في ضوء ادعاء رئيس السلطة محمود عباس أن إسرائيل لم تسمح بمشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات. في أعقاب ذلك تطرق رئيس المكتب السياسي في "حماس" إسماعيل هنية إلى مسألة القدس واصفاً إياها بأنها ضمير الأمة، وأثنى على الشعب الفلسطيني وعمليات "المقاومة" في القدس والمسجد الأقصى. وتعهد زعماء "حماس" أن حركتهم ستدافع عن القدس، كما فعلوا بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

المكانة الخاصة للقدس الشرقية

  • في العقد السادس لتوحيد القدس، تعمق الانفصال بين الجمهور الفلسطيني في القدس وبين السلطة الفلسطينية بسبب العائق الأمني [الجدار الفاصل] ورفض أي سيطرة وحقوق للسلطة الفلسطينية في المدينة. على مدى سنوات منعت إسرائيل نمو قيادة عربية محلية في الأحياء العربية، الأمر الذي عمّق الانقسام في المجتمع العربي في القدس، بينما أصبح الشباب هم الذين يوجهون الأمور مع نشوء هوية سياسية هجينة. من جهة يستفيد سكان شرقي المدينة من الفوائد التي تقدمها لهم بطاقة الإقامة بدولة إسرائيل، في الأساس من ناحية حرية التنقل والعمل، ومن ناحية أُخرى هم يتطلعون إلى مكانة خاصة في الدفع قدماً بأهدافهم الوطنية الفلسطينية. هذا الوضع من الفراغ في الزعامة والهوية رسخ لدى شباب القدس الشرقية الوعي بأن عليهم أن يصوغوا جدول أعمالهم الخاص. وهم يستمدون القوة من الوضع الخاص للقدس في السياق الإسلامي - الفلسطيني، بحيث جعلوا أنفسهم حراساً للأقصى وممثلين فلسطينيين إسلاميين عرباً يناضلون ضد سيطرة إسرائيل على الأماكن الإسلامية المقدسة، وهم يظهرون استعداداً واضحاً لاستخدام العنف ضد الشرطة الإسرائيلية كما تجلى ذلك سابقاً في قضية البوابات الممغنطة لدى الدخول إلى الحرم القدسي.
  • شهدت المواقف السياسية في القدس الشرقية تغيرات في السنوات الأخيرة. وإذا كانت استطلاعات الرأي العام في الماضي أشارت إلى تفضيل الأغلبية الاندماج في الجانب الإسرائيلي من القدس، فإن استطلاعات الرأي العام اليوم تشير إلى موقف مختلف تماماً. أظهرت الاستطلاعات التي قام بها ديفيد فولك من معهد واشنطن وسط الفلسطينيين في القدس الشرقية نتائج مهمة: 1- منذ سنة 2017، التطلعات الوطنية تتغلب على الحاجات الشخصية في نظر سكان القدس الشرقية، وهناك تشديد  أقل على فوائد الحياة في إسرائيل؛ 2- حتى سنة 2015 كان هناك ارتفاع في رغبة سكان القدس في الاحتفاظ بالهوية الإسرائيلية (من 35% في سنة 2010 إلى 50% في سنة 2015)، لكن سُجّل لاحقاً انخفاض كبير في هذه الرغبة مع تفضيل الهوية الفلسطينية -70% في سنة 2020. على ما يبدو هذا التبدل في الموقف ناجم عن الفجوات بين أجزاء المدينة وعدم وجود استثمارات إسرائيلية في القدس على الرغم من الخطة الخمسية - قرار الحكومة 3790 العائد إلى أيار/مايو 2018 لاستثمار نحو 2 مليار شيكل لتحسين وضع البنى التحتية -الاقتصادية في القدس الشرقية-  التي لم تظهر نتائجها تقريباً على المستوى الفردي في الأحياء العربية؛ وتداعيات الحواجز بين الأحياء خلال "انتفاضة السكاكين"؛ والتغير الزاحف للوضع القائم [الستاتيكو] وتشديد الإجراءات الأمنية في الحرم القدسي. بالإضافة إلى ذلك تُظهر الدراسة أنه منذ فترة من الزمن يظهر تشاؤم متزايد حيال إمكان تحقيق حل الدولتين، مع تنامي مشاعر الاغتراب إزاء إسرائيل والتشدد في المواقف فيما يتعلق بحل النزاع.

الجمهور اليهودي والقدس

  • من العبارات المحفورة بعمق في التراث اليهودي "إن نسيتك يا أورشليم تُنسى يميني.." مصدرها حجاج بابل إلى مدينة القدس بعد دمار الهيكل الأول. العبارة التي رافقت اليهود طوال سنوات المنفى وحتى أيامنا هي نوع من وصية كل يهودي لحماية وحفظ القدس في قلوبنا.
  • على الرغم من المكانة المركزية للقدس في الوعي اليهودي وأيضاً في سياق النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، فإنها عملياً كانت تثير اهتمام الجمهور اليهودي في وقت الأزمات. فالجمهور الإسرائيلي العريض يرى في القدس مدينة سياحة واحتفالات في الوقت العادي، ومن وقت إلى آخر تتقدم جدول الأعمال اليومي بعد حوادث إرهاب ومظاهر كراهية تطرح مسألة مستقبل المدينة. وبخلاف الماضي، القدس لم تُطرَح تقريباً على جدول الأعمال السياسي في الجولات الانتخابية الأخيرة. وفي السنوات الماضية تقلص كثيراً استخدام شعارت من نوع "القدس الموحدة، العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل".
  • كما لم تكن القدس مطروحة في قلب الحديث الإسرائيلي، وعندما يُسأل الجمهور عن حلول مشكلة القدس تبرز معطيات مثيرة للاهتمام كما ظهرت في السنوات الأخيرة في "مؤشر الأمن الوطني"، وهو دراسة للرأي العام لمعهد دراسات الأمن القومي. خلال سنوات كثيرة اعتبرت أكثرية الجمهور القدس مدينة واحدة موحدة وعارضت تقسيمها في إطار اتفاق شامل بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن في السنوات الأخيرة برزت تصدعات في عقيدة القدس الموحدة، وظهر انقسام الجمهور إزاء هذه المسألة، وبرز تبدل في مواقفه فيما يتعلق بالمكونات العملية للحل في القدس.
  • عندما سُئل الجمهور عن الحل الصحيح لـ"مسألة القدس" في رأيه، فقط خُمس إلى ثلث الذين شملهم الاستطلاع (19-33%) أجابوا بأنهم مع بقاء الوضع القائم كما هو؛ أكثرية الذين شملهم الاستطلاع (20-35%) فضلت حلاً جديداً مع المحافظة على الوضع القائم وزيادة الفصل المادي بين غربي المدينة وشرقيها؛ ربع المشاركين قالوا إنهم مع نقل الأحياء العربية (التي لا تدخل ضمن المدينة القديمة) إلى سيطرة السلطة الفلسطينية (22-28%)، ومع إقامة سلطة محلية منفردة للأحياء العربية في القدس خاضعة للسيادة الإسرائيلية. هذا المعطى مهم جداً ويعكس اعترافاً بالوضع الناشىء في القدس كمدينة منقسمة، حيث اليهود لا يزورون قط الأحياء العربية. من هنا الانفتاح على أفكار جديدة.
  • في الواقع، التفكير في الفصل - بصورة أو بأُخرى - بين الأحياء اليهودية وبين الأحياء العربية في القدس له علاقة بأن أغلبية الجمهور الإسرائيلي تؤيد الفصل بين إسرائيل وبين الكيان الفلسطيني وتقليص الاحتكاك بين اليهود والفلسطينيين. وتشير الدراسة التي أجراها المعهد  إلى أن الأحداث العنيفة أكدت للجمهور أن الفرضية الأساسية التي تقول إن في الإمكان المحافظة على الوضع القائم وعلى وحدة المدينة لم تعد صالحة بعد الآن.
  • كما تُظهر الدراسة نتائج مهمة حيال مسألة الحرم القدسي. وتدل أحداث الماضي على أن الحرم القدسي هو مصدر الاحتكاك الأكثر تفجراً ويمكن أن يُحدث تصعيداً جارفاً. يدرك الجمهور الحساسية الدينية والأمنية للموقع: تعتقد أغلبية الجمهور(نحو 65%) أن على إسرائيل ألا تسمح بحرية دخول اليهود إلى الحرم أو السماح بدخول محدود جداً. في المقابل، ثلث الجمهور مع السماح لليهود بالصلاة والدخول بحرية إلى الحرم. في فترات التوتر الأمني مقارنة بالأوقات العادية ينخفض بصورة كبيرة تأييد الجمهور لزيارة الحرم عموماً.

خلاصة وملاحظات

  • تنتهج إسرائيل في السنوات الأخيرة مقاربة مفادها إذا لم نكشف المشكلات ونناقشها فإنها ستُحشر في الزاوية وتختفي تحت الغطاء الرقيق لما هو متعارف عليه "الوضع القائم" [الستاتيكو] الذي سيستمر إلى الأبد، كذلك في مسألة القدس. لكن السؤال إلى متى؟ المقاربة السائدة أنه كلما تحسن الوضع الاقتصادي- الاجتماعي للسكان العرب، يمكن المحافظة على الاستقرار في القدس، وعلى دورها المعقد. على أساس هذه المقاربة تبلورت الخطة الخمسية التي وضعتها حكومة إسرائيل. هذا الاستثمار الذي يُعتبر الآن في ذروته هو توجه إيجابي - سواء في إطار توحيد المدينة أو فصلها. لكن من دون خطة متابعة سيكون مثل نقطة في بحر الإهمال المستمر منذ سنوات كثيرة.
  • القدس من الصعب إطفاؤها ومن السهل إشعالها، لأن البعد القومي - الديني يتغلب على سائر الموضوعات، ولأنه تحيط بها أطراف من المعسكرين لديها دافع قوي لإشعال حرائق. ومن المدهش أن الاحتكاك والتوتر الكبيرين اللذين يميزان القدس لا يؤديان إلى مستوى أعلى من العنف المتصاعد والمتواصل. التفسير المركزي الذي يمكن أن نقترحه لهذا هو حقيقة أن القدس تتألف من أحياء، ومن نسيج حياة موجود في ثلاث مناطق منفصلة تقريباً: الأحياء التي يسكنها الجمهور اليهودي - العلماني - التقليدي؛ الأحياء الحريدية؛ الأحياء العربية في القدس الشرقية. بناءً على ذلك، فإن النقاط الأساسية ذات الاحتمال العالي للاحتكاك هي في الحرم القدسي وحوله، وفي حي سلوان وحي الشيخ جرّاح، وأيضاً في نشاطات جمعيات يهودية لطرد العرب من منازلهم وأملاكهم.
  • إلى جانب الهوية الوطنية الخاصة لسكان القدس الشرقية فإن ارتباطهم بغربي المدينة وبمسائل العمل والتعليم العالي كبير جداً. المحافظة على وضع مقيمين وليس وضع مواطنين، مع كل الحقوق التي تتبع ذلك، تسمح للطرفين بالعيش في وهم أن ما يجري هو وضع موقت، بين توحيد وفصل المدينة في المستقبل، وتأجيل المواجهة مع تداعياتها الديموغرافية على الوضع في المدينة، حيث تشكل القدس الشرقية نحو 40% من سكانها. وفي الواقع من خلال تصويتهم يمكن لهؤلاء أن يقرروا مَن سيتولى رئاسة بلدية المدينة.
  • بناءً على ذلك، نكرر التوصية بتشكيل لجنة عمل لفحص فكرة إقامة سلطة بلدية منفصلة للأحياء في القدس الشرقية وتشجيع السكان العرب على إدارتها بأنفسهم، وفي الوقت عينه السماح بحرية التنقل للعمل بين جزئيْ المدينة. تقتضي المصلحة الإسرائيلية السماح بنمو زعامة عربية محلية في الأحياء تكون شريكة في التخطيط وتطبيق خطط المحافظة على الوضع في شرقي المدينة، وتشكل أيضاً عنواناً لحل المشكلات وتمنع تصعيد الأحداث من خلال الحوار. الرد على التوتر لا يمكن أن يكون فقط باستخدام القوة وزيادة وجود الشرطة.