مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي هدي زيلبرمان اليوم في حديث مع المراسلين العسكريين إنه يتوقع استمرار موجة الهجمات على أراضي إسرائيل، ولهذه الغاية جرى تعزيز منظومة القبة الحديدية جنوبي غوش دان. وأشار زيلبرمان إلى أن ثلث الصواريخ التي أطلقتها "حماس" والجهاد الإسلامي سقط في أراضي القطاع، وهو ما يشير، بحسب زعمه، إلى تدني مستوى الكفاءة والصيانة لدى "حماس".
وحتى صباح اليوم أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة 140 هدفاً في القطاع وإصابة 15 عنصراً من "حماس"، وتدمير أنفاق هجومية بالقرب من السياج الحدودي، وإصابة منزل قائد في "حماس" موجود في مبنى مؤلف من 8 طبقات، ومركز للاستخبارات تابع للحركة في جنوب القطاع. بالإضافة إلى مهاجمة معامل ومخازن للسلاح، ومواقع لـ"حماس"والجهاد الإسلامي وقاعدة للتدريبات. وشدد الجيش على أن وتيرة الهجمات ستزداد حدة، ولن تتوقف قبل توجيه ضربة واسعة النطاق إلى "حماس"، وهذا الأمر قد يستغرق أياماً أو ساعات. كما أعلن الجيش أن نسبة اعتراض القبة الحديدية للصواريخ التي تُطلق من غزة بلغ 90%.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أمس أن هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على القطاع أدت إلى مقتل 22 شخصاً، بينهم تسعة أطفال.
في هذه الأثناء أصيب صباح اليوم مبنيان في عسقلان إصابات مباشرة بالقصف من غزة، الأمر الذي أدى إلى إصابة 6 اشخاص بجروح. وأعلن الناطق بلسان "حماس" أبو عبيدة مسؤولية الحركة عن القصف الذي طاول عسقلان وصرّح بأنه إذا لم توقف إسرائيل هجماتها "سنحول عسقلان إلى جحيم".
وبسبب التصعيد والأحداث العنيفة قُرِّرت التعبئة الفورية لثماني سرايا من حرس الحدود من الاحتياطيين بهدف تعزيز قوات الشرطة والحرس الحدودي في جميع أنحاء البلد. جاء هذا القرار بعد استشارات أمنية أجراها وزير الأمن الداخلي أمير أوحنا مع القائد العام للشرطة ومسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية. في هذه الأثناء قطع وزير الخارجية غابي أشكنازي زيارته إلى كوريا الجنوبية، وقفل عائداً إلى إسرائيل.
كما عُقد في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب اجتماع حضره رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع وزير الدفاع بني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، ورؤساء الشاباك ومجلس الأمن القومي ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى. وفي إطار الاستعدادات نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات مدفعية في غلاف غزة، ومدافع بالقرب من الحدود من القطاع.
لمّح وزير الدفاع بني غانتس أمس في ختام اجتماع عقده المجلس الوزاري السياسي -الأمني المصغر إلى إمكان العودة إلى أسلوب الاغتيالات المركزة وقال: "حماس تتحمل وحدها المسؤولية، والمسؤولون فيها يتحملون المسؤولية وسيدفعون ثمن الهجمات". وأضاف: "سوف تستمر العمليات الهجومية حتى تحقيق الأهداف التي وضعناها لها، لقد وافقنا على عمليات على عدة محاور ستلحق ضرراً شديداً بـ"حماس" وسائر التنظيمات، وستضمن أمن إسرائيل وتعيد الهدوء الشامل في المدى الطويل".
أدت الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى والمواجهات بين الجيش الإسرائيلي وبين "حماس" والجهاد الإسلامي إلى اندلاع موجة احتجاج في عدد من البلدات العربية في إسرائيل.
أعنف هذه الاحتجاجات كان في مدينة اللد المختلطة التي شهدت أعمال شغب وإضرام حرائق في عدد من الأماكن، ورشق رجال الشرطة بالحجارة. وأدى حادث إطلاق النار إلى مقتل شاب فلسطيني هو موسى حسون (25 عاماً) وإصابة اثنين بجروح متوسطة. واعتقلت الشرطة يهودياً (34 عاماً) من سكان اللد بتهمة تورطه في إطلاق النار.
كما شهد النقب عدة أعمال شغب قام بها شبان من البدو حاولوا مهاجمة مركز الشرطة وحرق مركبات ورشق حجارة. وفي بلدة راهط حاول عشرات الأشخاص الهجوم على مركز الشرطة وجرى اعتقال 10 منهم. كما وقعت حادثة خطرة على مفترق شوكيت، حيث جرى إخراج سائقة من سيارتها وإحراق السيارة. في وادي عارة أغلق المتظاهرون الطريق 65 فترة من الوقت.
برزت في الساعات الأخيرة إدانات في العالم للتصعيد في إسرائيل وفي قطاع غزة، ووُجهت دعوات إلى الطرفين من أجل التحلي بضبط النفس. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل يجب أن يتوقف فوراً، ودعا إلى القيام بخطوات تهدىء التوترات. وقال إن الولايات المتحدة تتابع عن كثب الوضع في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، وهي تشعر بالقلق الشديد من الهجمات الصاروخية.
جاء كلام بلينكين قبل اجتماعه بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي دعا الولايات المتحدة إلى وقف العنف. ومما قاله الصفدي: إن القدس والمسجد الأقصى هما "خط أحمر" بالنسبة إلى الأردن. وأضاف أن الأردن يركز حالياً على وقف التصعيد في المنطقة، وأعلن ضرورة وقف الخطوات الاستفزازية وغير القانونية ضد سكان حي الشيخ جرّاح والانتهاكات في المسجد الأقصى.
كما دان المجلس الأوروبي الأحداث، ودعت ألمانيا الطرفين إلى الامتناع من المس بالمزيد من المواطنين، ودعت فرنسا إلى ضبط النفس، وشجبت بريطانيا القصف على منطقة القدس ودعا وزير خارجيتها إلى وقف العنف فوراً.
من جهة أُخرى دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى التهدئة في القدس الشرقية، وقال: "عملية طرد عائلات فلسطينية هو سبب مثير للقلق الشديد. مثل هذه الأعمال يتعارض مع القانون الدولي ويعمل على تأجيج التوترات على الأرض".
أعلن حزب راعم مساء الاثنين تأجيل الاتصالات من أجل تأليف حكومة وحدة وطنية في ضوء التصعيد في القدس وفي الجنوب. وأعرب أحد المصادر المطلعة على الاتصالات في الحزب عن اعتقاده أن عباس حتى الآن يؤيد حكومة وحدة، وقرار التأجيل هو خطوة تكتيكية مطلوبة في ضوء الأحداث. لكن الوضع الحساس وغير المستقر وتطورات الأيام المقبلة يمكن أن تحسم مصير التعاون مع الحزب. وكان الحزب طلب قبل ساعات معدودة تأجيل اجتماع منصور عباس مع نفتالي بينت ويائير لبيد.
في المقابل بدأ يتضح توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة، إذ من المتوقع أن تحصل زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي على حقيبة المواصلات، وعومر بار ليف على حقيبة الأمن الداخلي. أمّا عضو الكنيست أييليت شاكيد (يمينا) التي كانت تطالب بوزارة العدل فستحصل على وزارة الداخلية. ومن المتوقع أن يحصل نيتسان هوروفيتس من شينوي على وزارة الصحة، وأن تعطى وزارة الدفاع عن البيئة إلى تمار زندبرغ.
وكان زعيم حزب يوجد مستقبل يائير لبيد صرّح اليوم بأن الفجوات التي تعترض تأليف الحكومة ليست كبيرة، خلال أيام يمكن الحصول على حكومة إسرائيلية جديدة فاعلة تعتمد على اتفاقات واسعة وتخدم الصالح العام.
وهاجم لبيد رئيس الحكومة نتنياهو قائلاً: "ليس هناك حدود لم يتخطها نتنياهو لتقسيم المجتمع الإسرائيلي وجرّه إلى انتخابات خامسة، لكن هذا انقلب عليه. فبدلاً من أن يُضعفنا ذكّرنا بضرورة تأليف حكومة وحدة".
- بعد أكثر من سنة من الهدوء النسبي والمستقر جداً في قطاع غزة، تقف "حماس" وإسرائيل على عتبة مواجهة عسكرية واسعة. لقد صعّدت "حماس" تدريجياً تصريحاتها وخطواتها إزاء إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وأطلقت أمس 7 صواريخ من القطاع في اتجاه القدس رداً على حوادث العنف التي شهدتها المدينة وأدت إلى وقوع أكثر من 300 جريح فلسطيني ونحو 3 عناصر من الشرطة الإسرائيلية بالقرب من الحرم القدسي.
- وتسبب القصف الإسرائيلي للقطاع بمقتل 20 شخصاً، بينهم تسعة أطفال وثلاثة ناشطين من "حماس". الآن من المنتظر سباق مع الزمن من جانب وسطاء دوليين في محاولة لمنع التدهور نحو عملية واسعة للجيش الإسرائيلي في القطاع للمرة الأولى منذ عملية الجرف الصامد في سنة 2014. في الجيش الإسرائيلي يتحدثون عن جولة تبادل للضربات يمكن أن تستمر عدة أيام على الأقل. في الخلفية استمرت المواجهات في القدس، بينما المنظومة السياسية الإسرائيلية عالقة في أزمة لم تجد حلاً لها حتى الآن.
- بدأ اليوم الرابع على التوالي للعنف في القدس بمواجهات عنيفة بين الشرطة وبين مصلّين ومتظاهرين فلسطينيين في الحرم القدسي. وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، أُصيب 13 فلسطينياً بجراح بليغة. وفي ساعات الظهر اشتدت حدة التوتر داخل المؤسسة الأمنية وعلى المستوى السياسي. وعقد المجلس الأمني المصغر جلسة طارئة. رئيس الأركان أفيف كوخافي أمر بتعزيز القوات العسكرية (4 كتائب) بالقرب من قطاع غزة، وأوقف المناورة العامة لقيادة الأركان يوماً واحداً حتى يتضح الوضع. في الوقت عينه أغلقت الشرطة والجيش الطرقات المحاذية للقطاع وأقامت حواجز في المنطقة.
- قرابة الساعة الرابعة والنصف من بعد الظهر اتضح سبب التوتر وخطوات الانتشار التي اتُّخذت. فقد وجهت "حماس" إنذاراً إلى إسرائيل إن لم تُخرِج الشرطة من المسجد الأقصى ومن حي الشيخ جرّاح عند الساعة السادسة مساء وتطلق سراح جميع المعتقلين، فإن الحركة ستتحرك ضدها. وعلى الرغم من أن إسرائيل غيّرت الخطة - منعت بعد تأخير "مسيرة الأعلام" لليمين في القدس القديمة - فإنها لم تستجب للإنذار. قرابة الساعة السادسة أُطلق صاروخ مضاد للدبابات من القطاع في اتجاه سيارة عسكرية إسرائيلية (وهو ما أدى إلى إصابة مواطن بجروح طفيفة) بعدها أُطلقت صلية صواريخ على القدس وبيت شيمش من دون وقوع إصابات. في هذه الأثناء أُطلِق أكثر من 140 قذيفة على سديروت وعلى مستوطنات غلاف غزة أيضاً. ويبدو هذه المرة أن ما يجري هو هجوم منسق بين "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي.
- على ما يبدو إسرائيل مصرة على مواصلة الرد بعنف على قصف القدس. مع ذلك، هناك مسوغات مهمة ضد الانجرار إلى عملية واسعة شبيهة بعملية الجرف الصامد. أولاً، العملية الأصلية التي حدثت قبل 4 سنوات لم تحقق الكثير كما يعلم الذين قادوها حينذاك، بنيامين نتنياهو وبني غانتس وأفيف كوخافي. ثانياً، إسرائيل التي تهدد اليوم بالانتقام من "حماس" هي التي عملت على رعايتها طوال أعوام في القطاع، وقاطعت خصمها في السلطة الفلسطينية. ثالثاً، مَن يتخذ القرارات اليوم حكومة متخاصمة، نصف الجمهور تقريباً فقد ثقته برئيسها.
- نتنياهو سيواجه مصاعب أيضاً إزاء الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. فقد حرصت إدارة بايدن على التعبير عن قلقها واستيائها حيال الخطوات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والحرم القدسي وحي الشيخ جرّاح. في السنوات الأربع الماضية كان نتنياهو يعلم بأن طريقة تصرّفه مع الفلسطينيين لن تُحدث شيئاً لأن دونالد ترامب سيكون وراءه. جو بايدن لن يقف موقف اللامبالي إزاء إطلاق قذائف على مدنيين إسرائيليين، لكنه أيضاً لن يؤيد بصورة عمياء أي خطوة عسكرية إسرائيلية.
- الشخصية الأساسية التي تقف وراء أحداث الأسبوع الماضي محمد ضيف، قائد الذراع العسكرية لـ"حماس" في القطاع. ضيف كسر الصمت في مطلع الشهر ووجه تهديداً مباشراً إلى إسرائيل بأنها ستعاقَب على مسّها بفلسطينيي القدس الشرقية، وأن عليها أن تتوقف عن أفعالها. في الأيام التي تلت الإنذار هتف شباب فلسطينيون باسم محمد ضيف بحماسة في أثناء المواجهات التي جرت في الحرم القدسي. في الأعوام الأخيرة أوضح رؤساء الاستخبارات في إسرائيل أن "حماس" لها زعيم واحد في القطاع هو يحيى السنوار.
- السنوار الذي كان في الماضي من قادة الذراع العسكرية للحركة، والذي حُكم عليه بالسجن المؤبد في إسرائيل وأُطلق سراحه في صفقة شاليط، وُصف بالشخص الذي مر بعملية اعتدال، وأنه يركز جهوده حالياً على تحصين الحكم وتحسين البنى التحتية في القطاع. لكن يبدو أن شيئاً ما قد تغير في العلاقات الداخلية في الحركة، وربما أيضاً بعد انتخابات القيادة التي انتهت مؤخراً بفوز السنوار بأغلبية ضئيلة. وبخلاف توقعات الجيش الإسرائيلي، قبل أول من أمس فقط تحركت "حماس" بصورة واسعة واستفزازية ضد إسرائيل.
- مسؤولون رفيعو المستوى في الحركة، بينهم خالد مشعل، بدأوا يستخدمون في كلامهم أمس مصطلح انتفاضة ثالثة بدلاً من "هبّة". وأوضح الناطقون بلسان الحركة أن غزة تقدّم الدعم للشباب الذي يناضل دفاعاً عن القدس من خلال إطلاقها الصواريخ على إسرائيل.
- بالإضافة إلى الخطوات العسكرية ستتشدد إسرائيل أيضاً في الحرم القدس. القائد العام للشرطة كوبي شبتاي قال أمس إن الشرطة كانت "متساهلة للغاية" في معالجة ما يجري في الحرم القدسي والآن ستشدد إجراءاتها. هذا التصريح غريب للغاية، وخصوصاً من طرف الشرطة التي ساهم سلوك قادتها غير الحكيم في القدس في مفاقمة الوضع طوال شهر رمضان.
- في الأسابيع الأخيرة تساءل عدد من الأطراف السياسية والأمنية التي لا تؤيد نتنياهو: هل يصعّد نتنياهو المواجهات العسكرية قصداً بهدف الحصول على ربح سياسي. الكل قال لا. أكثر من ذلك، على الرغم من الخصومة الشخصية بينه وبين غانتس كان نتنياهو ينسق بصورة كبيرة مع وزير الدفاع طوال الأزمات الأخيرة في القدس والمناطق، وأيضاً في الساحة الإيرانية. مع ذلك، لا شك في أن التصعيد الحالي يخدمه. فهو يصعّب على نفتالي بينت ويائير لبيد تشكيل ائتلاف في الأيام المقبلة، وسيلقي بظله على محاولات الحصول على تأييد القائمة المشتركة وراعم في الداخل أو في الخارج. في هذه الأثناء أصدر لبيد وبينت وجدعون ساعر بيان تأييد للخطوات العسكرية الصارمة التي اتخذتها الحكومة.
- المفارقة أنه ربما عن غير قصد تقدم "حماس" الآن خدمة أخيرة لنتنياهو. استمرار الحريق في المناطق يمكن أن يدفن حكومة التغيير قبل أن تولد. يبدو أنه بمرور كل يوم، وخصوصاً إذا جرى هذا تحت إطلاق النار تتقلص فرص نجاح الكتلة التي توحدت ضد نتنياهو. في المقابل، نتنياهو في وضع لا يُحسد عليه. كما تعلم إيهود أولمرت قبله، من الصعب أن تكون رئيساً للحكومة لا يتمتع بشعبية وفي الوقت عينه يقوم بخطوات أمنية خطرة بينما الكثير من المواطنين يشككون في رجاحة رأيه.
- لو كان الأمر بيد سكان القدس الشرقية لكانوا حاولوا احتواء نشوب العنف حول الحرم القدسي، لكن الأمر ليس بيدهم، وهناك الكثير من "الطهاة " الذين يطبخون الطبخة التي تسمى "الحرم القدسي". السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يجري بالفعل؟ وهل الأحداث في الحرم القدسي يمكن أن تؤدي إلى انتفاضة جديدة مثل الأحداث في الحرم التي أشعلت انتفاضة الأقصى في سنة 2000؟
- ما سمعته في القدس الشرقية لا يتطابق مع ما سمعته من مصادر خارجية. على الرغم من احتدام الأحداث في الأقصى إلا أنني لم أسمع من الفلسطينيين شعارات وطنية، رأينا أعلاماً قليلة للسلطة و"حماس". الشباب هتفوا "بالدم والنار سندافع عن الأقصى"، ودعوا إيران إلى قصف إسرائيل، لكن لم نسمع شعاراً يدعو إلى قيام دولة فلسطينية أو يطالب بالقدس عاصمة لها.
- الشباب يناضلون من أجل موضوعات محلية. بداية إعادة فتح ساحة بوابة نابلس التي أغلقتها الشرطة استعداداً لشهر رمضان، أمر آخر أدى إلى تأجيج الأجواء هو المسألة القانونية العقارية في حي الشيخ جرّاح.
- مع الأسف أحد الأطراف التي ساعدت في تأجيج الأجواء كان الأردن. رئيس الاستخبارات الأردنية وصل إلى المقاطعة لإقناع أبو مازن بالتراجع عن فكرة الانتخابات، وأيضاً "عاتبه" لأنه يسمح لإسرائيل بالسيطرة على عقارات في القدس.
- بعده فوراً وصل وزير الخارجية الأردني مع وثائق للدفاع عن المستأجرين العرب في حي الشيخ جرّاح الذين يواجهون أوامر بالإخلاء بطلب من جمعيات يهودية. أيضاً الإمارات وتركيا مهتمتان بالسيطرة على عقارات في القدس. الأردن حث أبو مازن على الخروج من لامبالاته واتخاذ إجراءات.
- لقد رأينا نشطاء من "فتح" في حي الشيخ جرّاح وفي الحرم القدسي، والذي يمكن أن يقلق أكثر البيان الذي نشرته الحركة على موقعها من جانب "كتائب المجاهدين - الذراع العسكرية للمجاهدين الفلسطينيين"، الذي يدعو إلى الاستعداد للدفاع عن الأقصى. تأتي هذه الأمور رداً على تهديد زعيم الجناح العسكري لـ"حماس" في غزة محمد ضيف بالتحرك دفاعاً عن الأقصى.
- بالنسبة إلى "حماس"، من المهم الإشارة إلى أن القدس والمسجد الأقصى هما حافزان أساسيان في الدعاية للحركة، وهما جزء من دعاية الإخوان المسلمين الذين يعتبرون القدس عاصمة مستقبلية للخلافة الإسلامية، من خلالها يتحدّون مكانة مكة.
- شخص واحد يلتزم الصمت هو يحيى السنوار. مَن يتحدث الآن محمد ضيف وأنصار "الإخوان المسلمين" خارج غزة من أمثال إسماعيل هنية. هؤلاء يريدون فعلاً قيادة عمليات "للدفاع عن الأقصى"، مثل العمليات في إسرائيل والضفة الغربية، بينما السنوار "يكتفي" بخطوات متواضعة، مثل إطلاق الصواريخ على إسرائيل لنقل رسالة مفادها أن غزة هي الأساس وليس القدس. يريد السنوار أن يضع غزة في مركز الاهتمام، بينما يريد الإخوان المسلمون وضع القدس في المركز. يتعين على إسرائيل ألا تقبل الأمرين، لكن هذا هو موقف حركة "حماس". السنوار تهمّه غزة أكثر من القدس، ويريد أن يُظهر للجميع أن غزة هي التي تقود المشكلة الفلسطينية وليس القدس والضفة.
- بعد تأجيل الانتخابات تحولت القدس إلى مصدر لصلاحيات أبو مازن وهو بالتالي لن يتركها. لقد كان من المفترض أن يجدد من خلال الانتخابات شرعية سلطته التي لم تعد تعتمد على انتخابات، وحالياً يجدد شرعيته بصفته يناضل من أجل القدس.
- هذا أيضاً مصدر لشرعية الملك الأردني، فالعرش الهاشمي يفقد شرعيته من دون الدفاع عن القدس. لقد تحول الملك عبد الله وأبو مازن إلى حليفين، ويأملان بأن تزعزع أحداث القدس اتفاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية.
- كما يجدر بنا الانتباه إلى أن ساحات المسجد الأقصى تحولت إلى مكان للصراع بين جناحيْ الحركة الإسلامية في إسرائيل. ومن خلال الدفاع عن الأقصى يريد كل جناح في الحركة أن يثبت تفوقه على الآخر. وبينما التيار الجنوبي للحركة بقيادة منصور عباس يتعاون مع الأوقاف، التيار الشمالي برئاسة رائد صلاح يتحداها. في القدس نرى شباب الجناح الشمالي يشتمون منصور عباس ويحملون علم فلسطين مع علم تركيا.