مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
منح الكنيست مساء أمس (الأحد) بأغلبية ضئيلة ثقته للحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينت رئيس حزب "يمينا" الذي سيخلف بنيامين نتنياهو بعد 12 سنة متواصلة في السلطة.
وأيد الحكومة الجديدة 60 عضو كنيست وعارضها 59 عضواً وامتنع عضو الكنيست سعيد الخرومي من راعم [القائمة العربية الموحدة] من التصويت.
وأدى بينت ووزراء الحكومة اليمين الدستورية في الكنيست بعد أن حصل الائتلاف الحكومي الجديد على الثقة.
وقبل ذلك ألقى بينت خطاباً تعهّد فيه أن تمثل حكومته، التي وصفها بأنها حكومة وحدة وطنية، إسرائيل برمتها، وشدّد على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأنه يرفض العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران.
وعرض بينت الخطوط العريضة للحكومة الجديدة فقال: "سنضمن المصالح الوطنية في مناطق ج [في الضفة الغربية]، وسنحضر عدداً أكبر من المناقصات إلى هناك بعد أعوام كثيرة من الإهمال."
وتحدث بينت عن المجتمع العربي ومشاركة راعم برئاسة عضو الكنيست منصور عباس في الحكومة فقال: "سنفتح صفحة جديدة في علاقات دولة إسرائيل بمواطنيها العرب. يتعيّن عليّ أن أشير إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الذي فتح لنا الطريق بعد سلسلة من اللقاءات مع عباس الذي مدّ له يده. أعتقد أنها خطوة صحيحة لرئيس الحكومة."
وتطرق بينت إلى الملف الإيراني فقال: "إن التهديد الأكبر لدولة إسرائيل هو المشروع النووي الإيراني الذي يصل إلى نقطة خطرة. إن الشرق الأوسط لم يستفق بعد من الاتفاق الأول الذي زوّد إيران بملايين الدولارات وقدم لها الشرعية، وإن استئناف العمل بهذا الاتفاق سيضفي الشرعية على أحد أكثر الأنظمة المظلمة والعنيفة في العالم."
وشكر بينت الرئيس الأميركي جو بايدن على موقفه الحازم إلى جانب إسرائيل خلال عملية "حارس الأسوار" التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في أيار/مايو الفائت، وعلى التزامه الطويل حيال إسرائيل. وأضاف: "إننا نقدّر جداً الدعم المستقر للولايات المتحدة. إن حكومتنا ستبذل جهوداً عميقة لتحسين العلاقات بأصدقائنا في كلا الحزبين الأميركيين. وفي حال اندلاع خلافات سنديرها من منطلق الثقة الأساسية والاحترام المتبادل."
وقوطع خطاب بينت بصراخ وهتافات من جانب أعضاء الكنيست من أحزاب الليكود والصهيونية الدينية والحريديم وصفته بأنه كاذب وغدّار.
وقبل التصويت على الثقة بالحكومة الجديدة انتخب الكنيست رئيساً جديداً له، إذ اختير عضو الكنيست ميكي ليفي من حزب "يوجد مستقبل" لهذا المنصب خلفاً لياريف ليفين من الليكود.
وأيد انتخاب ليفي 67 عضو كنيست، بينما صوّت 52 عضواً لمصلحة يعقوب مرغي من حزب شاس وامتنع عضو كنيست واحد من التصويت.
شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو هجوماً حاداً على رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينت وأشار إلى أن إيران تحتفل اليوم بهذه الحكومة لأن المسؤولين في طهران يعلمون بأن هناك حكومة ضعيفة في إسرائيل.
وجاء هجوم نتنياهو هذا في سياق الخطاب الذي ألقاه في الكنيست خلال جلسة التصويت على منح الحكومة الجديدة الثقة أمس (الأحد)، وتطرّق فيه أيضاً إلى إعلان بينت في خطابه أنه سيعارض الاتفاق النووي مع إيران فقال: "لم يعد سراً أن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي الخطر. سمعت نفتالي بينت وصرت قلقاً أكثر كونه دائماً يتصرف عكس ما يقول ولا توجد لديه المكانة والقدرة الدولية ولا توجد حكومة تتيح له إمكان معارضة حقيقية لهذا الاتفاق وللولايات المتحدة."
وأضاف نتنياهو: "على رئيس الحكومة أن يكون قادراً على القول لا للرئيس الأميركي بشأن مواضيع خطرة بالنسبة إلى إسرائيل. فمن سيفعل ذلك؟ بينت؟ أم يائير لبيد؟"
وأشار نتنياهو إلى أنه بانتقاله إلى صفوف المعارضة سيواصل رسالة حياته الكبيرة وهي تحويل إسرائيل إلى دولة عظمى، وأكد أنه في كل المهمات التي شغلها طيلة حياته عمل ليلاً نهاراً من أجل هذه الغاية.
وعرض نتنياهو الإنجازات التي حققها لدولة إسرائيل فقال: "حوّلنا إسرائيل إلى دولة عظمى، وقمنا بذلك من موقف الصمود الذي أوصلنا إلى تحقيق إنجازات عظيمة. أحضرنا ملايين اللقاحات [ضد فيروس كورونا] والتي ساهمت بخروج إسرائيل من الأزمة سريعاً. كما أن إسرائيل أصبحت واحدة من أكبر اقتصادات العالم. قمنا بتقليص الفجوات وخفضنا معايير عدم المساواة، واجهنا إيران بإصرار حتى أننا اضطررنا أحياناً إلى مواجهتها وحدنا وهذا الإصرار أثّر في دول عربية كثيرة رأت فينا ذراع حماية إقليمية. أبرمنا سلاماً مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب. كما تم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في القدس وهضبة الجولان وطوّرنا علاقات خاصة مع روسيا ورئيسها."
وأضاف نتنياهو أنه على مدار 11 عاماً استثمرت حكوماته في مجال الصحة والبنية التحتية 11 مليار شيكل لدمج السكان العرب في المجتمع الإسرائيلي، وفي عهده تحولت إسرائيل إلى إمبراطورية سايبر. كما عرض إنجازاته الأمنية من بناء الجدار الحدودي مع مصر والعائق تحت الأرضي في منطقة الحدود مع غزة واتباع سياسة أمنية أدت إلى خفض العمليات التفجيرية والهجمات "الإرهابية".
وقال نتنياهو: "إذا قُدّر لنا أن نكون في المعارضة فسوف نفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نُسقط هذه الحكومة السيئة ونعود إلى قيادة البلد على طريقتنا، وسنعود قريباً."
واعتبر نتنياهو أن بينت وحلفاءه يمثلون يميناً مزيفاً، وأن الناس يعون ذلك جيداً.
هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن الليلة الماضية رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد نفتالي بينت مؤكداً أن إدارته ملتزمة العمل معه بصورة كاملة.
وقال بايدن في بيان صادر عنه: "باسم الشعب الأميركي أهنئ رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الخارجية يائير لبيد وجميع أعضاء الحكومة الإسرائيلية الجديدة."
وأكد بايدن أنه يتطلع إلى العمل مع بينت لتعزيز كل أوجه العلاقة الطويلة والوثيقة بين البلدين. وأضاف: "ليس لدى إسرائيل صديق أفضل من الولايات المتحدة. إن العلاقات بين شعبينا هي الدليل على القيم التي نتقاسمها وعلى عقود من التعاون الوثيق. إن الولايات المتحدة تبقى داعماً ثابتاً لأمن إسرائيل. وإن إدارتي ملتزمة العمل بصورة كاملة مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة للدفع قدماً بالأمن والاستقرار والسلام بالنسبة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين وسائر الشعوب في أرجاء المنطقة."
وسارع بينت إلى الرد على الرئيس الأميركي فكتب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "شكراً سيدي الرئيس. أتطلع إلى العمل معكم من أجل تعزيز العلاقات بين بلدينا."
كما هنأ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس.
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية أن أوستن يتطلع إلى مواصلة التعاون المهم والحوار مع الوزير غانتس بهدف تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد البيان أن التزام الولايات المتحدة حيال أمن إسرائيل سيبقى راسخاً.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية أنطوني بلينكن اتصل هاتفياً برئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية يائير لبيد وهنأه بإقامة الحكومة الإسرائيلية الجديدة ودعاه إلى زيارة واشنطن.
وهنأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بينت. وقالت في رسالة تهنئة بعثت بها إليه: "ألمانيا وإسرائيل لديهما صداقة خاصة ونريد تعزيزها أكثر."
ورحب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بالحكومة الإسرائيلية الجديدة. وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام إنه يتوقع استمرار التعاون بين بريطانيا وإسرائيل في مجالات الأمن والتجارة وتغيّر المناخ، ولضمان السلام في منطقة الشرق الأوسط.
تتألف الحكومة الإسرائيلية الـ36 التي أدت اليمين الدستورية أمس (الأحد) من 27 وزيراً وهي ثالث أكبر حكومة حتى الآن في تاريخ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
وتضم الحكومة الإسرائيلية الجديدة 10 وزراء ينتمون إلى 3 أحزاب يمينية هي "يمينا" برئاسة نفتالي بينت، و"أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر، و"إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، و14 وزيراً ينتمون إلى حزبين من الوسط هما "يوجد مستقبل" برئاسة يائير لبيد، وأزرق أبيض برئاسة بني غانتس، و6 وزراء ينتمون إلى حزبين من اليسار الصهيوني هما العمل برئاسة ميراف ميخائيلي، وميرتس برئاسة نيتسان هوروفيتس.
وستكون تشكيلة الحكومة الإسرائيلية على النحو التالي:
من حزب "يمينا": نفتالي بينت- رئيس الحكومة لمدة سنتين؛ أييلت شاكيد- وزيرة الداخلية؛ متان كهانا- وزير الشؤون الدينية.
من حزب "أمل جديد": جدعون ساعر - وزير العدل؛ يفعات شاشا بيتون - وزيرة التربية والتعليم؛ يوعز هندل - وزير الاتصالات؛ زئيف إلكين - وزير البناء والإسكان وشؤون القدس.
من حزب "إسرائيل بيتنا": أفيغدور ليبرمان - وزير المال؛ عوديد فورير - وزير الزراعة والمناطق القروية وتطوير النقب؛ حمد عمار - وزير في وزارة المال.
من حزب "يوجد مستقبل": يائير لبيد - رئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية؛ ميراف كوهين- وزيرة المساواة الاجتماعية؛ يوئيل رزبوزوف - وزير السياحة؛ إليعيزر شتيرن - وزير شؤون الاستخبارات؛ كارين إلهرار - وزيرة الطاقة؛ أورنا بربيباي - وزيرة الاقتصاد؛ مئير كوهين - وزير الشؤون الاجتماعية.
من حزب أزرق أبيض: بني غانتس- وزير الدفاع؛ بنينا تمنو شطا - وزيرة الاستيعاب والهجرة؛ حيلي تروبر- وزير الثقافة والرياضة؛ أوريت فركش هكوهين - وزيرة العلوم.
من حزب العمل: ميراف ميخائيلي - وزيرة المواصلات؛ عومر بارليف - وزير الأمن الداخلي؛ نحمان شاي - وزير شؤون الشتات.
من حزب ميرتس: نيتسان هوروفيتس - وزير الصحة؛ تمار زندبرغ - وزيرة حماية البيئة؛ عيساوي فريج - وزير التعاون الإقليمي.
- أمس أدت الحكومة الـ37 لدولة إسرائيل، حكومة بينت - لبيد اليمين. بعد 12 عاماً تولى خلالها بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، أمس انتقلت صلاحياته إلى رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينت. الحكومة الجديدة تشق طريقها بتركيبة تشارك فيها أحزاب من اليمين واليسار، ولأول مرة في تاريخ الدولة تضم الحكومة حزباً عربياً كشريك كامل في الائتلاف. قبل كل شيء يجب أن نهنىء حكومة التغيير ونتمنى لها النجاح.
- خطاب بينت التصالحي والرسمي الذي تحدث عن الأمل الكامن في الوحدة بين أفرقاء سياسيين مختلفين قاطعه أعضاء كنيست بفظاظة، ومن دون احترام أهانوا بسلوكهم هذا الكنيست ورئيس الدولة وأحزابهم وعائلاتهم وناخبيهم، وفي الأساس أنفسهم. هم لم يتوقفوا عن الشتائم حتى عندما اعترف بينت بأنها "لحظة سياسية حساسة"، ولم يستجيبوا لدعوات الطرفين إلى "ضبط النفس". لقد قال بينت إن هناك خلافات كثيرة في الآراء بين أفراد الحكومة التي ألّفها مع رئيس حزب يوجد مستقبل يائير لبيد، ومع شركائه من اليمين واليسار، ومن اليهود والعرب، وتعهد بالدفع قدماً بما يتفقون عليه. وقال "ضعوا ما يفرقنا جانباً الآن".
- وإدراكاً منه للشرخ بين الشعب والفجوات داخل الائتلاف، وضع بينت للحكومة أهدافاً واقعية: "الحكومة الجديدة ستسعى لحلول عملية لمشكلات الدولة. يبدو أنه مر وقت طويل من دون أن يحظى مواطنو إسرائيل بحكومة، ببساطة تعمل وجاءت لتعمل". ربما هذا هو المطلوب الآن: حكومة تعمل من أجل الجمهور.
- لهذا الغرض يجب تعزيز المرافق العامة واستعادة قوتها وصلاحياتها الأُخرى. الطريق المؤدية إلى ذلك تمر بتعيينات موضوعية في المناصب المتعددة بما يتلاءم مع مؤهلات المرشحين واختصاصاتهم ومدى ملاءمتهم للمنصب. لن تجري بعد اليوم تعيينات بحسب الولاءات الشخصية والمواقف السياسية "الصحيحة".
- لكن الموقف العام حيال مؤسسات الدولة يجب أن يتغير. في الأعوام الأخيرة تعودت إسرائيل على العيش في مستنقعات من الكراهية والتحريض المستمرين، يقودها متهم جنائي فقد كل سيطرة واعتاد مهاجمة أجهزة الدولة والتهجم على المنظومة القضائية والشرطة، والتحريض ضد المستشار القانوني للحكومة وضد الإعلام، وتحريض الأسباط الإسرائيلية ضد بعضها البعض. يتعين على بينت ولبيد معالجة الخطاب العام وإعادة ثقة الناس بالحكومة وأجهزة الدولة.
- سياسة التحريض لن تنتهي مع "نهاية عهد نتنياهو"، كما أدرك بينت عندما قرر الانضمام إلى حكومة تغيير، وكما ثبت في الأمس في الجلسة العامة للكنيست. التحريض غير شرعي وخطِر. ومن المهم الوقوف ضده بصورة علنية والتصدي له بالوسائل الملائمة.
- حصول حكومة بينت - لبيد على الثقة يشكّل منعطفاً مهماً في الساحة السياسية في إسرائيل. الرغبة في استبدال رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أدت إلى تحالفات كانت حتى الآن تبدو شبه خيالية في الساحة السياسية - إنه عيدٌ للديمقراطية لا يمكن تجاهله.
- لكن من بين الأخطاء السائدة في الساحة السياسية الخطأ الذي يعتبر أن المواطنين العرب ينظرون هم أيضاً إلى الحكومة من وجهة نظر إسرائيلية. معسكر التغيير ومؤيدوه يعتقدون أن على العرب أن يقولوا لهم شكراً لكونهم شركاء في العيد. فعلياً هم لا يجدون أنفسهم متماهين مع ما يعتبرونه احتفالاً ديمقراطياً - يهودياً – صهيونياً. هم يتطلعون إلى تعزيز الجانب الديمقراطي بمعناه الواسع، والذي يعتمد على قيم عالمية من العدالة والمساواة والحريات وتقرير المصير وتقليص العنصرية والتمييز، والسعي لتسوية سياسية وحل عادل للنزاع.
- في الساحة الفلسطينية تابع أمس الفلسطينيون عن كثب التطورات في الكنيست. أداء نفتالي بينت القسم احتل فعلاً العناوين الأولى - لكن سقف التوقعات منه منخفض للغاية. في رام الله استمعوا جيداً إلى خطابه، ما تضمنه وما لم يتضمنه. وفهموا أن كل ما ستسعى له الحكومة هو مشاريع اقتصادية "لتخفيف الاحتكاك وتقليص النزاع"، ولم ترِد كلمة واحدة عن التسوية، ولم يُذكَر حل الدولتين ولو رمزياً، ولم يأتِ ذكر الحدود. لقد أشار بينت إلى أن حكومته تمثل المواطنين "من عوفرا وحتى تل أبيب"، أي أن دولة إسرائيل هي كتلة واحدة من البحر إلى نهر الأردن. على الرغم من كل ذلك، سيُطلب من الفلسطينيين في المرحلة المقبلة الانضباط والتهذيب، والجلوس بهدوء ورص الصفوف مع حكومة التغيير حتى يجري استبدال نتنياهو نهائياً كما جرى في انتظار مغادرة ترامب.
- في المجتمع العربي تبدو الصورة أكثر تعقيداً. زعيم راعام منصور عباس ألقى خطابه بالعربية وتحدث عن تغيير جوهري في الساحة الفلسطينية، وقال: "نريد التأثير في السياسة والاستراتيجيا من الداخل." كما تحدث عن إنجازات مهمة ورفض الادعاءات أن المقصود هو "فتات". زميله في الكتلة سعيد الخروبي لم يقبل ذلك واختار الامتناع من التصويت – ونقل رسالة إلى عباس وبينت ولبيد مفادها أن الخطوات ضد النقب لن تكون موضع ترحيب. موقفه ليس معزولاً في راعام ويشكل تحدياً لعباس. بدءاً من هذا الصباح سيُعتبر عباس شريكاً في كل خطوة تبادر إليها الحكومة في الساحة الفلسطينية أو في مواجهة الجمهور العربي. من ناحية أُخرى، سيكون ملزَماً بتحقيق وعوده والتأثير في سياسة الحكومة. بالنسبة إليه وإلى راعام فإن هذا يمكن أن يكون مجازفة بحياته السياسية وبحياة الحكومة. إذا حقق نتائج حقيقية سيحتل مكاناً مركزياً في قيادة الجمهور العربي. وإذا فشل، سيكون لذلك تداعيات بعيدة الأجل على ثقة الجمهور العربي بالمنظومة السياسية. وما يعتبره كثيرون اليوم إنجازاً تاريخياً سيسجَّل على أنه هزيمة تاريخية.
- النقاش الذي جرى أمس في الكنيست قبل نيل الحكومة الثقة كان وصمة عار بالنسبة إلى كل مَن تهمّه الديمقراطية.
- صراخ أعضاء الكنيست من اليمين ومن الحريديم لم يكن رداً على كلام رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينت، بل كان قراراً مسبقاً بألاّ يسمحوا له بفتح فمه. بقيادة تلميذ كهانا [المقصود إيتمار بن غفير من حزب قوة يهودية] رفعوا يافطات وشعارات خلال محاولات بينت الكلام. في كل مرة كان يقوم عضو كنيست من الليكود أو من حزب "الصهيونية اليهودية" بالصراخ، وبعد إخراجه من القاعة يقوم زميل له ويبدأ بالصراخ إلى أن يجري إخراجه هو أيضاً.
- منذ الانتخابات الأولى في كانون الثاني/يناير 1949 ثم تأليف الحكومة لم يشهد الكنيست مثل هذه المسرحية في أثناء نيل الحكومة الثقة. لم يحاول نتنياهو أن يلمّح إلى مؤيديه في القاعة بوقف هذه المسرحية. ومن خلال صمته هذا سمح لها بالاستمرار. تحول خطاب رئيس الحكومة الجديد إلى حدث ثانوي، وكلام بينت اللطيف عن نتنياهو استُقبل بالسخرية من طرف الائتلاف المنتهية ولايته، ووعوده بأن يكون رئيس حكومة للجميع غطى عليها ضجيج معارضيه. الفارق بينه وبين نتنياهو ظهر لدى حديثه عن إدارة بايدن. فقد تحدث بتقدير عن الدعم الأميركي ووعد بالتعالي على الخلافات التي كانت موجودة بين الإدارة الأميركية والحكومة في إسرائيل، بينما تباهى نتنياهو بمواجهاته مع الإدارة الأميركية.
- لم يحاول نتنياهو أن يؤدي دور الرجل المهذب الذي يعترف بأنه فشل في تأليف حكومة ويتمنى النجاح لخصومه الذين سيتحملون مسؤولية قيادة الدولة. نتنياهو الذي عيّن أفيغدور ليبرمان وزيراً للخارجية والدفاع تذكّر الآن أن ينتقد فساده. الشخص الذي لم يخجل من خرق اتفاق المداورة في رئاسة الحكومة مع بني غانتس يدين اليوم خرق بينت وعوده الانتخابية. الشخص الذي أعلن قبل أعوام تأييده لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، يتهم من على منبر الكنيست الائتلاف الجديد بأن أغلبية أعضائه تؤيد حل الدولتين. الشخص الذي وافق سابقاً على تجميد المستوطنات عشرة أشهر يتهم بينت بأنه لن يستطيع مواجهة بايدن في مطالبته بتجميد المستوطنات.
- في الوقت الذي كان يتحدث نتنياهو سكت البلد. واستمعت العناصر التي تؤلف الحكومة المستقبلية إلى خطابه بكل احترام، وبذلك حافظوا على كرامة الكنيست.