مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
هرتسوغ يلتقي بن زايد ويبحث معه الفرص المتوفرة لتنمية التعاون على جميع المستويات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة
المئات من السكان العرب يشاركون في تظاهرة في القدس لدعم أهالي منطقة النقب ضد محاولات اقتلاعهم من أراضيهم
رئيس جهاز "الشاباك" لوزيرة الداخلية: 40% من المعتقلين البدو في النقب وُلدوا في عائلات أحد الوالدين فيها من المناطق المحتلة
"نيويورك تايمز": ولي العهد السعودي أجرى اتصالاً هاتفياً بنتنياهو لتجديد ترخيص NSO
مقالات وتحليلات
لم يعد ممكناً منع الاتفاق مع إيران الذي سيجعلها على مسافة لمسة من القنبلة النووية
الانفصال عن الفلسطينيين أمر مستحيل؛ لذا، يجب بناء مستقبل إقليمي مشترك
التسوية البحرية مع لبنان ممكنة هذه المرة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 31/1/2022
هرتسوغ يلتقي بن زايد ويبحث معه الفرص المتوفرة لتنمية التعاون على جميع المستويات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة

قدم ولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشكر إلى رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ ودولة إسرائيل على الموقف الواضح ضد الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت منشآت مدنية في الإمارات.

وجاء ذلك خلال الاجتماع الذي عُقد بين الزعيمين في أبو ظبي أمس (الأحد) خلال أول زيارة يقوم بها رئيس إسرائيلي إلى دولة خليجية.

وقال بن زايد إن الموقف الإسرائيلي يعكس الرؤية المشتركة للبلدين إزاء تهديدات المنظمات الإرهابية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وللسلام في العالم، مؤكداً أن البلدين يتشاطران الفكرة ذاتها للتعامل مع تهديدات هذه المنظمات بكل حزم وصرامة. وأضاف أنه يمكن توظيف الموارد والقدرات في خدمة الشعبين وتمهيد الطريق إلى مستقبل أفضل عن طريق السلام.

وكان هرتسوغ وصل إلى أبو ظبي صباح أمس والتقى فور وصوله وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وفي وقت لاحق اجتمع بولي العهد الشيخ محمد بن زايد الذي كان وجّه الدعوة إلى هرتسوغ لزيارة الإمارات.

وقال بيان صادر عن ديوان ولي العهد الإماراتي إن الزعيمين عرضا الفرص المتوفرة لتنمية التعاون بين الدولتين على جميع المستويات، وخصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية، بالإضافة إلى مجاليْ التكنولوجيا والصحة. كما تناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومنها جهود تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط.

ومن المقرّر أن يقوم هرتسوغ اليوم (الاثنين) بزيارة إلى معرض إكسبو دبي لحضور يوم مخصص لإسرائيل، وسيعقد لقاءين مع مجموعات يهودية، ومع حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وكتب هرتسوغ على موقع "تويتر"، بعد وصوله إلى أبو ظبي على متن الطائرة التي عبرت الأجواء السعودية: "نبدأ اليوم أول زيارة لرئيس لدولة إسرائيل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. تأثرنا كثيراً بحفاوة الاستقبال في أبو ظبي مع معالي وزير خارجية الإمارات".

وكان هرتسوغ أعرب عن سعادته بالزيارة قبل مغادرته، قائلاً: "إننا نشعر بالغبطة لأننا نصنع التاريخ هذا الصباح. إن هذه الزيارة تحمل بشرى السلام بين الشعوب إلى منطقة الشرق الأوسط وعموم العالم".

"هآرتس"، 31/1/2022
المئات من السكان العرب يشاركون في تظاهرة في القدس لدعم أهالي منطقة النقب ضد محاولات اقتلاعهم من أراضيهم

شارك المئات من السكان العرب أمس (الأحد) في تظاهرة أقيمت في القدس لدعم أهالي منطقة النقب [جنوب إسرائيل] ضد محاولات اقتلاعهم من أراضيهم وبيوتهم وقراهم واحتجاجاً على حملة الاعتقالات والملاحقات التي يتعرض لها الشباب والشابات في تلك المنطقة.

ورفع المشاركون في التظاهرة لافتات كُتبت عليها شعارات ضد استمرار الاعتقالات وتجريف الأراضي ومصادرتها من طرف السلطات الإسرائيلية، ورددوا هتافات ضد الاعتقالات التي تنفّذها الشرطة بحق الشبان والشابات من النقب. وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين، وأكدوا عزمهم على مواصلة الكفاح ضد تجريف الأراضي، وضد ممارسات السلطات الإسرائيلية حيال المواطنين العرب في النقب.

نُظّمت التظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا لشؤون السكان العرب واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ولجنة التوجيه لعليا لعرب النقب.

 

"يسرائيل هيوم"، 30/1/2022
رئيس جهاز "الشاباك" لوزيرة الداخلية: 40% من المعتقلين البدو في النقب وُلدوا في عائلات أحد الوالدين فيها من المناطق المحتلة

علمت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] رونين بار توجّه مؤخراً، وبشكل استثنائي، إلى وزيرة الداخلية أييلت شاكيد ["يمينا"] وبلّغها أن 40% من المعتقلين البدو في منطقة النقب بشبهة الضلوع في أعمال الشغب الأخيرة وُلدوا في عائلات أحد الوالدين فيها من المناطق [المحتلة] وحصل على المواطنة الإسرائيلية في إطار لمّ شمل العائلات.

وجاء هذا التوجه في إطار قيام رئيس جهاز "الشاباك" بالتحذير من مغبة الخطر الأمني والقومي الناجم عن السماح لفلسطينيين من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وقطاع غزة بالحصول على بطاقة هوية إسرائيلية.

وأكدت شاكيد أن جهاز "الشاباك" بلّغها بصورة استثنائية أن قسماً كبيراً من الشبان البدو الذين اعتُقلوا بشبهة الضلوع في أعمال الشغب الأخيرة وُلدوا لعائلات أحد الوالدين فيها من المناطق [المحتلة] وحصل على المواطنة الإسرائيلية في إطار لمّ شمل العائلات.

وأكدت وزيرة الداخلية أن هذا المعطى مقلق للغاية ويستوجب تمديد القانون الذي يحظر لمّ شمل العائلات، الأمر الذي ما زال حزبا ميرتس وراعم [القائمة العربية الموحدة] يعارضانه.

وكانت منطقة النقب شهدت احتجاجات عنيفة قبل نحو أسبوعين، وذلك على خلفية قيام الصندوق الدائم لإسرائيل ["الكيرن كاييمت ليسرائيل"] بغرس أشجار في أراضٍ تابعة للسكان البدو.

وقد خرج آلاف السكان البدو إلى التظاهر، وقام بعضهم بإلقاء الحجارة في اتجاه رجال الشرطة.

"يديعوت أحرونوت"، 30/1/2022
"نيويورك تايمز": ولي العهد السعودي أجرى اتصالاً هاتفياً بنتنياهو لتجديد ترخيص NSO

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أول أمس (الجمعة) إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصل هاتفياً برئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو عندما كان هذا الأخير رئيساً للحكومة من أجل أن يتدخل لتجديد ترخيص صلاحية استخدام المملكة برنامج التجسس "بيغاسوس" التابع لمجموعة  NSOالإسرائيلية.

وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة الأميركية أنه بعد انتهاء صلاحية الترخيص قررت وزارة الدفاع الإسرائيلية عدم تجديده بدعوى أن السعودية أساءت استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس". وأشارت وزارة الدفاع إلى قضية جمال خاشقجي، الصحافي السعودي الذي تم تعقّبه ببرنامج التجسس هذا في الفترة التي سبقت مقتله سنة 2018.

ووفقاً لتقرير "نيويورك تايمز"، لم تتمكن NSO من توفير الصيانة للبرنامج من دون الترخيص، وهو ما تسبب بتعطُّل الأنظمة، ولم تفلح المحادثات بين المسؤولين التنفيذيين فيNSO  وجهاز الموساد ووزارة الدفاع الإسرائيلية في إيجاد حل للمشكلة.

وبعد فشل المحادثات بادر ولي العهد السعودي إلى إجراء مكالمة عاجلة مع نتنياهو، ولم يكن هذا الأخير على علم بالأزمة، لكن بعد المحادثة مع بن سلمان أمر وزارة الدفاع بحل المشكلة، وفقاً لما أكدته "نيويورك تايمز".

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وبن سلمان اتفقا على السماح باستخدام الأجواء السعودية لعبور الطائرات الإسرائيلية التي تحلّق شرقاً في طريقها إلى الخليج، وذلك قبل "اتفاقيات أبراهام" التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من دول الخليج.

وتعقيباً على ذلك، قال بيان صادر عن نتنياهو إن هذه المزاعم مختلَقة، مشيراً إلى أن جميع عمليات بيع أنظمة "بيغاسوس" التابعة لشركة NSO أو المنتوجات المماثلة لشركات إسرائيلية إلى دول أجنبية تتم بموافقة وإشراف وزارة الدفاع، وبموجب مقتضيات القانون الإسرائيلي.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هيوم"، 31/1/2022
لم يعد ممكناً منع الاتفاق مع إيران الذي سيجعلها على مسافة لمسة من القنبلة النووية
إيال زيسر - نائب رئيس جامعة تل أبيب
  • فور دخوله إلى البيت الأبيض قبل نحو عام، وضع الرئيس الأميركي جو بايدن موضوع تجديد الاتفاق النووي مع إيران على رأس سلّم أولويات إدارته. وأوضح الناطقون بلسانه مراراً أنه بحاجة إلى اتفاق يزيل المسألة الإيرانية من جدول الأعمال، حالياً على الأقل، كي يتمكن هو وإدارته من التفرّغ لمعالجة مواضيع مهمة لواشنطن، وعلى رأسها الخصومة مع الصين في منطقة الشرق الأقصى.
  • ويمكن القول إن النظام الإيراني يبدو هو الآخر متحمساً، وإن كان أقل بكثير من بايدن كما ينبغي الاعتراف، للوصول إلى اتفاق نووي متجدد ومحسّن يؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية، ويسمح باستقرار وتعزيز مكانته في داخل البلد.
  • لكن على الرغم من شروط البدء هذه، فإنه لم يتم تحقيق أي اختراق نحو هذه الغاية في أثناء العام الأخير، وطالت المفاوضات [بين إيران والدول العظمى] وامتدت وشهدت أزمات كان يخيل أنها أبعدت واشنطن عن طهران. وفي واقع الأمر، فإن الإيرانيين هم الذين أحدثوا الأزمة تلو الأُخرى، لا بل أوقفوا المحادثات وكأنه ليس لهم أي مصلحة أو رغبة في تحقيق اتفاق متجدد. أما واشنطن، من جهتها، فقد وجدت نفسها منجرّة وترد، بتردُّد، على خطوات إيران، وأساساً على استفزازاتها.
  • وفي لحظة معينة، قبل شهر أو شهرين، كان يخيَّل أن الأميركيين يئسوا وأنه تم القضاء على إمكانيةالوصول إلى اتفاق، بل سُمعت تصريحات في واشنطن، فحواها أن كل الخيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة، وهو تلميح مؤكد، لكنه غير ذي صدقية على نحو خاص لإمكانية شنّ هجوم عسكري.
  • غير أنه، وبعصا سحرية، وفي ظل توتر متصاعد بين واشنطن وبكين، وأيضاً بين واشنطن وموسكو التي فتحت جبهة جديدة في أوكرانيا ضد الولايات المتحدة، استؤنفت المحادثات، ويتنبأ متحدثون إيرانيون وأميركيون باحتمال حدوث اختراق قريب يؤدي بالطرفين إلى الاتفاق المنشود. وحتى زعيم إيران الأعلى علي خامنئي أعطى ضوءاً أخضر للاتفاق حين أعلن أن "المحادثات، وضمناً أيضاً الاتفاق مع العدو، لا يعنيان استسلام إيران".
  • يبدو أن المفاوضين يستحقون جائزة نوبل، لكن ليس للسلام، بل لتمثيل مسرحي متميّز. ففي نهاية المطاف، يحتاج الإيرانيون إلى الاتفاق مثل حاجتهم إلى الهواء للتنفس، أكثر بكثير مما هم مستعدون للاعتراف بذلك. غير أنهم ينجحون في إثبات عدم الاكتراث وكأن كل الموضوع لا يهمهم. أما الأميركيون، في المقابل، فيبثّون تردداً وضعفاً، وأساساً حماسة، لتحقيق اتفاق بأي ثمن.
  • إن الإيرانيين فنانون في المفاوضات ويعملون بحسب المبدأ القائل إنه ينبغي توقيع الاتفاق في الدقيقة الـ 91، وليس قبل لحظة واحدة من ذلك، وهذا ما سيحدث على ما يبدو.
  • لا حاجة إلى أي انفعالات زائدة من تهديدات الطرفين وأجواء الأزمة التي يتكبدان، أحياناً، عناء بثّها. فمعايير الاتفاق قُرِّرت في يوم دخول بايدن إلى البيت الأبيض، ومنذئذ حسّنها الإيرانيون كثيراً، وهم في وضع أكثر تقدماً مما كانوا عليه قبل عام في كل ما يتعلق بمشروعهم النووي.
  • وعلى ما يبدو، لن يكون ممكناً منع هذا الاتفاق أو تحسين شروطه، وبالتالي ستبقى إيران على مسافة لمسة من القنبلة النووية برعاية الاتفاق. ولكن ما يمكن عمله هو تشديد الكفاح ضدها في أرجاءمنطقة الشرق الأوسط، في سورية والعراق، والآن في اليمن أيضاً. إن هذا الكفاح يحقق نجاحاً، وخصوصاً في سورية، ويحظى بتأييد إقليمي ودولي، ويمكن الانتصار فيه.

 

"معاريف"، 31/1/2022
الانفصال عن الفلسطينيين أمر مستحيل؛ لذا، يجب بناء مستقبل إقليمي مشترك
موسي راز - عضو كنيست من حركة ميرتس
  • لأعوام طويلة، تسير أجزاء من اليسار على خط رفيع متعارض: من جهة، هناك الدعوة إلى المساواة في الحقوق بين الإسرائيليين والفلسطينيين من مواطني إسرائيل وسكان الضفة الغربية، ومن جهة ثانية، سيناريو رعب يتحدث عن أكثرية فلسطينية والدعوة المتكررة إلى الفصل وإقامة جدران بيننا وبينهم. وخطاب الانفصال عن الفلسطينيين هو خطاب له بُعد شيطنة الفلسطينيين، إذ يجب علينا البقاء بعيدين عن بعضنا البعض، لأن الاختلاط بين السكان يمكن أن يشكل خطراً على الهوية اليهودية للدولة، وعلى أمن مواطنيها اليهود. لذلك، هم يدّعون أنه يجب بناء الجدران وتعزيز الحدود. وذلك بهدف خلق واقع حدّ أدنى من التفاعل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. بالنسبة إلى أنصار اليسار، هذا الخطاب هو خضوع للسردية اليمينية – الأمنية التي تصوّر المجتمع الفلسطيني كخطر. وهي سردية ترفض أيضاً إدخال حقوق الفلسطينيين ومصالحهم كمعيار في المعادلة، وترفض تخيُّل مستقبل لا نعيش فيه على حد السيف.
  • الحقيقة هي أنه علينا رفع بصرنا كي ندرك أننا، نحن والفلسطينيون، لن نذهب إلى أي مكان. كل الجدران التي شُيدت لن تخفي الحقيقة: بطريقة أو بأُخرى، يتعين علينا تقسيم هذه المنطقة. الانفصال الكامل غير ممكن. علاوة على ذلك: انطلاقاً من الفهم أن كل سكان المنطقة متساوون في الحقوق والقدرات، أنا لا أريد الانفصال. وبدلاً من الحديث عن الانفصال، لنتحدث عن الشراكة، وعن بناء مشترك لمستقبل المنطقة. دعونا نتحدث عن التضامن والنضال معاً من أجل المساواة في الحقوق للذين يعيشون منذ عشرات الأعوام تحت الاحتلال في المناطق المحتلة، وتحت التمييز داخل أراضي إسرائيل. النظرة إلى مستقبلنا يجب أن تكون نظرة مشتركة، ونحو مستقبل إنهاء الاحتلال، يمكننا فقط أن نسير معاً.
  • إنني أؤمن، بصدق، بأن شركائي الفلسطينيين في الطريق هم متساوون معي في الحقوق. لدي رغبة في أن يمارسوا حقوقهم المدنية والسياسية، مثلما لدي رغبة في السماح لأبناء شعبي بممارسة هذه الحقوق. وأعتقد أننا، كإسرائيليين، يمكن أن نربح الكثير من شراكة حقيقية مع الفلسطينيين، من بين أمور أُخرى، من خلال التعرُّف إلى الثروة الثقافية والفكرية للثقافة الفلسطينية، ومن خلال الاندماج في المجال الذي نعيش فيه. إن سبب إنهاء الاحتلال ليس فقط من أجل وضع حدّ لدائرة الدم المروعة التي تحصد حياة العديد من الإسرائيليين والفلسطينيين في كل عام، بل لأن الاحتلال يشكل انتهاكاً خطِراً للحقوق الأساسية للإنسان لأكثر من مليونيْ شخص. يجب إنهاء الاحتلال، ليس لأنه الأمر الحكيم الذي يجب القيام به، بل لأنه أمر محق.
  • ما زلت حتى اليوم أيضاً أؤمن بحلّ الدولتين - ليس لأنه يسمح بأقل قدر معين من الاحتكاك بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل لأنه الحلّ الذي يمكن تنفيذه مع التركيبة السياسية الحالية، ولأنه يسمح بواقع فيه ظلم أقل لكل الذين يعيشون بين البحر ونهر الأردن. والطريق إليه يجب أن نسيرها معاً.

 

"يسرائيل هَيوم"، 30/1/2022
التسوية البحرية مع لبنان ممكنة هذه المرة
يتسحاق لفانون - سفير سابق
  • عاموس هوكشتاين، الوسيط الأميركي الجديد في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، سيزور هذا الأسبوع الدولتين لإيجاد حلّ للـ 860 كيلومتراً مربعاً التي تشكل موضع خلاف بحري بينهما.
  • المحادثات الأخيرة في رأس الناقورة توقفت، في الأساس بسبب مطالبة لبنان بإضافة 1460 كيلومتراً مربعاً إلى مطلبه الأصلي. طبعاً، إسرائيل رفضت ذلك. ونجح هوكشتاين في إقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة النقاشات التي جرت هذا الأسبوع، على ما يبدو.
  • ظاهرياً، يبدو أن الظروف الناشئة مؤاتية للتوصل إلى حلّ. ولكي تصبح مطالبة لبنان رسمية كان يتعين على لبنان تقديمها إلى الأمم المتحدة ممهورة بتوقيع رئيس الجمهورية ميشال عون. لكن الرئيس اللبناني رفض ذلك، وبهذه الطريقة أتاح العودة إلى طاولة النقاشات. ثمة خطوة أُخرى قام بها الرئيس هي استبدال ممثل الجيش اللبناني في المحادثات، والمعروف بمواقفه المتصلبة.
  • حلّ الأزمة الحادة في الطاقة في لبنان لا يظهر في الأفق، على الرغم من أن إيران أرسلت إليه 4 سفن محملة بالنفط، وعلى الرغم من تعهُّد مصر نقل مساعدة عن طريق الأردن وسورية. استخراج الغاز في مقابل الشواطىء اللبنانية، في إطار اتفاق مع إسرائيل، يقدم حلاً شاملاً وبعيد الأمد لأزمة الطاقة.
  • مغادرة سعد الحريري الساحة السياسية، واتهامه حزب الله وإيران علناً بكل ما يعانيه لبنان يحدّ من قدرة الحزب على الاستمرار في معارضته التوصل إلى حلّ مع إسرائيل. بعد أشهر، ستجري في لبنان انتخابات نيابية عامة، والرئيس عون مهتم بتقديم إنجاز على صورة حلّ لأزمة راهنة، مثل أزمة الطاقة، على أمل أن هذا سيعبّد الطريق أمام صهره جبران باسيل للحلول محله في رئاسة الجمهورية.
  • وفي الواقع، هناك شروط ملائمة للتوصل إلى تسوية، لكن الطرف اللبناني يتخوف من نيات خفية لإسرائيل، وأن تستغل المحادثات للتقدم في تطبيع العلاقات بين الدولتين. وقد زادت ثرثرتنا في التخوف اللبناني. لذا، فإن مهمة هوكشتاين لن تكون سهلة. مؤخراً، انتشر خبر لم يظهر أي تأكيد رسمي له، يمكنه تبديد التخوف اللبناني، وذلك من خلال اقتراح أساسي: بدلاً من تقسيم المنطقة المختلَف عليها بين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي يمكن أن يخلق مشكلات تقنية وإدارية مستقبلاً، تقوم الشركات الدولية باستخراج الغاز البحري من المنطقة المختلَف عليها، وهي التي توزع الغاز بين إسرائيل ولبنان، بحسب خطة تقسيم وضعها أول وسيط أميركي، فريدريك هوف. بحيث ينال لبنان 55% من الغاز والباقي يذهب إلى إسرائيل.
  • لقد سبق أن أعلنت إسرائيل أنها تقبل تقسيم هوف. وإذا تراجع لبنان عن مطالبته بمنطقة إضافية تمسّ بحقل كاريش، الموجود داخل الأراضي الإسرائيلية [بحسب ادعاء إسرائيل]، وفي ضوء الظروف الحالية، ثمة فرصة معقولة في أن نرى تسوية لبنانية – إسرائيلية.
  • التدخل الأميركي في هذه المرحلة مهم للغاية. هوكشتاين الذي قام بخدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي، يُعتبر أحد الخبراء الأميركيين في مجال الطاقة، وهذه ميزة تساعد في الدفع قدماً بحلّ. وبهدف عدم إحباط الجهود التي تُبذل في هذه المرحلة، يتعين على الناطقين الإسرائيليين الامتناع من الإدلاء بأي تصريح بشأن موضوع المحادثات على الحدود من أجل عدم إحراج الطرف اللبناني، وعدم استدعاء ضغوط داخلية تمنع التوصل إلى الحلّ. إذا أراد اللبنانيون التعبير عن قضاياهم الداخلية فهذه مشكلتهم. في رأيي، في الظروف الحالية، نحن قريبون من الحل أكثر من أي مرة. وإذا تكللت المحادثات بالنجاح، فإنه سيكون إنجازاً سياسياً مهماً بالنسبة إلينا.