مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن ثلاثة جنود سوريين قُتلوا جرّاء غارات شنتها طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف تابعة للجيش السوري في محيط مطار دمشق الدولي بالقرب من العاصمة فجر اليوم (الخميس).
ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر عسكري سوري رفيع المستوى قوله إنه في ساعة مبكرة من فجر اليوم نفّذت إسرائيل هجوماً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال بحيرة طبرية، استهدف بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وتصدّت وسائط الدفاع الجوي لصواريخ الهجوم وأسقطت معظمها، وتسبب الهجوم بمقتل ثلاثة جنود، وبوقوع بعض الخسائر المادية.
وهذه هي المرة الرابعة التي يشن فيها سلاح الجو الإسرائيلي هجمات جوية داخل الأراضي السورية خلال شباط/فبراير الحالي، بحجة ملاحقة ميليشيات موالية لإيران تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سماع دوي انفجارات في العاصمة دمشق وريفها، وقال إنها ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية التابعة للنظام لصواريخ إسرائيلية.
ونقل المرصد عن مصادر سورية أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت شحنة أسلحة إيرانية وصلت إلى مطار دمشق قبل ساعات من شنّ الهجوم، وعدة نقاط تابعة للميليشيات الإيرانية والنظام السوري بالقرب من مقر قيادة الفرقة الأولى في مدينة الكسوة في ريف دمشق الغربي.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن الطائرات الإسرائيلية بدأت غاراتها باستهداف بطارية دفاع جوي بالقرب من مقر قيادة الفرقة الأولى في محيط مدينة الكسوة، وطال القصف في إحدى الغارات منظومة إنذار مبكر تابعة لإيران في محيط مطار دمشق. وأكدت أن الدفاعات الجوية السورية كثفت إطلاق صواريخها الأرضية لمحاولة اعتراض الصواريخ الإسرائيلية، وسقط صاروخ دفاع جوي بعد لحظات من إطلاقه من نقطة جنوبي العاصمة في طريق مطار دمشق الدولي من دون وقوع أي خسائر بشرية، كما أكدت أن اندلاع النيران في محيط مطار دمشق الدولي يبدو أنه ناجم عن انفجار مستودع للأسلحة والذخائر في محيط المطار.
بعد 5 أيام من قيام حزب الله بإطلاق طائرة مسيّرة من دون طيار في اتجاه الأجواء الإسرائيلية في منطقة الجليل، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس زعيم هذه المنظمة السيد حسن نصر الله من إجراء أي حسابات خطأ بالنسبة إلى إسرائيل.
وقال غانتس، في سياق كلمة ألقاها في مؤتمر عُقد في كلية "تل حاي" في كريات شمونة أمس (الأربعاء)، إن فاتورة حساب أي إجراءات حربية سيقوم بها حزب الله ضد إسرائيل ستُجبى الصاع صاعين من الدولة اللبنانية. وأشار إلى أن حزب الله يواصل التعاظم على حساب المواطنين اللبنانيين التعساء والعاطلين من العمل والجائعين، وأن هؤلاء المواطنين العزّل هم الذين يدفعون، وسيواصلون دفع ثمن سياسة هذا الحزب.
وأكد وزير الدفاع أن إسرائيل تقوم بتنفيذ كل ما هو مطلوب لضمان سلامة مواطنيها، وستواصل القيام بذلك براً وبحراً وجواً.
في غضون ذلك، استبعد قائد قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة [اليونيفيل] في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو دل كول احتمال حدوث تدهور للأوضاع في منطقة الحدود مع إسرائيل، على الرغم من الأحداث الأمنية التي يشهدها جنوب لبنان بين حين وآخر.
وأضاف دل كول في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أنه منذ سنة 2006 لم يقع في جنوب لبنان أي حادث أمني كبير، وأكد أن سكانه يتمتعون بهدوء نسبي. كما تطرق إلى إطلاق حزب الله مسيّرتين في اتجاه إسرائيل، فأشار إلى أنه لم يلاحظ أي نية للتصعيد لدى الجانبين.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قوات الجيش أسقطت أمس (الأربعاء) طائرة مسيّرة تابعة لحركة "حماس" في منطقة الحدود بين شمال قطاع غزة وإسرائيل.
وأشار البيان إلى أن الطائرة المسيّرة كانت تحت مراقبة قوات الجيش طوال الحادث وأُسقطت داخل قطاع غزة. كما أشار إلى أن هذا النوع من الطائرات من دون طيار عادة ما يُستخدم لجمع معلومات استخباراتية ورصد تحركات عسكرية.
ولم تتبنّ حركة "حماس" رسمياً إطلاق المسيّرة.
وشهدت الأشهر القليلة الفائتة عدة حوادث إسقاط مسيّرات تابعة لـ"حماس" على جانبي منطقة الحدود مع قطاع غزة.
في أول بيان رسمي علني لها بشأن الأزمة المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن قلقها حيال التصعيد الخطِر في الأزمة، لكنها لم تصل إلى حد تسمية روسيا أو إدانة أفعالها.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد ظهر أمس (الأربعاء): "إن إسرائيل تشارك المجتمع الدولي قلقه بشأن الخطوات المتخذة في شرق أوكرانيا والتصعيد الخطِر في الوضع، وتأمل بحل دبلوماسي يؤدي إلى الهدوء، وهي مستعدة للمساعدة إذا طُلب منها ذلك".
وأكد البيان أن إسرائيل تدعم وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، وأنها قلقة بشأن مصير المواطنين الإسرائيليين والجالية اليهودية في المناطق المتضررة.
وأشار البيان إلى أن إسرائيل مستعدة وراغبة في نقل المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا على الفور، وفقاً لحاجاتها، وهي على اتصال بالسلطات الأوكرانية فيما يتعلق بالموضوع، كما أشار إلى أن إسرائيل تواصل الحوار مع شركائها بشأن سُبل إعادة الجهود الدبلوماسية إلى مسارها الصحيح، وذلك من دون ذكر هوية هؤلاء الشركاء.
وجاء هذا البيان بعد ساعات من إعلان ناطقة بلسان السفارة الأوكرانية في إسرائيل أن بلدها ما زال في انتظار سماع موقف إسرائيل بعد أن دانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية روسيا بشدة لنقلها قوات إلى مقاطعتي لوهانسك ودونيتسك.
وقالت الناطقة في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام: "ما زلنا في انتظار أي نوع من ردّ فعل رسمي من الجانب الإسرائيلي، لأنه لا يوجد هناك رد فعل فحواه لا شيء. إننا نأمل حقاً بأن يفعلوا شيئاً يشبه ما فعله حلفاؤنا الغربيون".
يُذكر أن موظفي السلك الدبلوماسي الإسرائيلي في أوكرانيا أتموا أول أمس (الثلاثاء) الانتقال من العاصمة كييف إلى مدينة لفيف في غرب البلد. وجاء انتقال هؤلاء الموظفين بناءً على تعليمات من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد بسبب مخاوف من غزو روسي شامل قد يستهدف العاصمة الأوكرانية.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية إن القدس بلّغت كلاً من أوكرانيا وروسيا بالموقع الجديد للبعثة لضمان سلامتها.
تطرّق رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ لأول مرة خلال مشاركته في "مؤتمر إسرائيل للمناخ"، الذي عقدته صحيفة "هآرتس" أمس (الأربعاء)، إلى العلاقات الإسرائيلية - التركية، فأكد أنه سيقوم بزيارة رسمية إلى أنقرة الشهر المقبل.
وقال هرتسوغ: "في الشهر المقبل سأزور جاراتنا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، اليونان وقبرص وتركيا، وسأجتمع بقادتها. كما أنني أحافظ على علاقة وثيقة ودافئة بالقادة في كل من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والسلطة الفلسطينية، وأنوي الدفع قدماً بهذه العلاقات كلها نحو شراكة إقليمية في مواجهة أزمة المناخ".
وكان هرتسوغ أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيزور كلاً من اليونان وقبرص الأسبوع المقبل، وسيجتمع بكبار المسؤولين في هاتين الدولتين، وبممثلين للجالية اليهودية في اليونان.
وفي الشهر الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه من المتوقع أن يقوم رئيس الدولة الإسرائيلية بزيارة رسمية إلى تركيا، وأكد أن هذه الزيارة يمكن أن تفتح صفحة جديدة في العلاقات التركية - الإسرائيلية، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت لديه موقف إيجابي من موضوع تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل.
- الإعلان عن قرب التوصل إلى اتفاق بين الدول الكبرى وإيران أظهر الفوارق في وجهات النظر بين المجموعة البراغماتية في الحكومة، والتي يقودها وزير الدفاع، وبين الأيديولوجيين الذين يقودهم رئيس الحكومة. أعرف كثيرين سيدّعون أنه لا توجد علاقة بين بينت والأيديولوجيا، لكن في الموضوع الإيراني يبدو أنه متأثر كثيراً بنتنياهو.
- في موضوع سياسي له تداعيات أمنية بعيدة المدى، المسألة هي خيار بين عدة بدائل. من الواضح أن الخيار المفضل هو قصف أميركي مكثف للمنشآت النووية الإيرانية وتدميرها تماماً. لكن في هذه الأيام، مع المواجهة الأميركية - الروسية في موضوع أوكرانيا، يبدو ذلك مجرد سراب.
- ثمة خيار آخر يتلهى به الأيديولوجيون، هو أن إسرائيل قادرة، بالقوة وبقواها الذاتية وحدها، على منع إيران من الحصول على قدرة نووية. قيام طائرات الـ أف- 35 بقصف المفاعلات في بوشهر وفي أماكن أُخرى بقنابل قادرة على اختراق عشرات الأطنان من الباطون، هو حلم كل إسرائيلي تقريباً. لكن الحلم يبقى حلماً.
- على افتراض أن هذين الخيارين ليسا مطروحين، يجب الانتقال من حلّ بالقوة إلى حلّ عقلاني، أي استغلال أي أداة ضغط على إيران لوقف برنامجها النووي. من أجل تحقيق هذا الخيار، يتعين على إسرائيل الانتقال من سياسة التصريحات والاستفزازات حيال الولايات المتحدة بشأن هذا الموضوع إلى سياسة جديدة تقوم على التنسيق المسبق مع السياسة التي تقودها في المفاوضات بشأن الاتفاق مع إيران.
- وعلى الرغم من صعوبة إصلاح الضرر الذي تسبب به نتنياهو وترامب والأصوات التي هلّلت لهما جرّاء الانسحاب من الاتفاق النووي الذي حققه أوباما، وهو ما أدى إلى تسريع إيران تخصيب اليورانيوم، وأوصله إلى مستويات خطِرة جداً، فإنه يمكن اليوم التأثير في الاتفاق الآخذ في التبلور من خلال زيادة المشاورات المسبقة مع إدارة بايدن، ومع اللاعبين الأساسيين الآخرين: ألمانيا وفرنسا والصين وبريطانيا.
- خلال عملي أعواماً طويلة إلى جانب شمعون بيرس، شاركت في الكثير من النقاشات بشأن الموضوع النووي الإيراني. في أساس الحديث، كان هناك نظرية الحل العسكري الذي كان يبدو معقداً، وسيكبد ثمناً دموياً، وفُرصه غير واضحة، في مقابل ذلك، التوصل إلى اتفاق حتى لو لم يكن كاملاً، يمكنه أن يؤجل تحوّل إيران إلى دولة نووية لفترة طويلة جداً، وفي هذه الأثناء، يتعين على إسرائيل الاستعداد جيداً لمعالجة الدافع الإيراني إلى مهاجمتها.
- ونظراً إلى أن بيرس اعتقد دائماً أنه من الصعب السيطرة على المعرفة في أدمغة البشر ومنعهم من استغلالها بصورة سيئة، لذا يجب إقناع الدول الكبرى بالطلب من إيران التخلي عن الصواريخ البعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، والتي تشكل خطراً على واشنطن وموسكو وبرلين وباريس ولندن، تماماً مثلما تشكل خطراً على تل أبيب.
- ومن المهم التذكير بقاعدة أساسية: اتفاق جزئي أفضل من حرب شاملة، وما لا يمكن تحقيقه بالقوة يمكن تحقيقه بالعقل. وملاحظة أخيرة: يجب ألّا ننسى أن إسرائيل تملك قدرة ردع كبيرة جداً، وهي تشكل أيضاً عاملاً في هذه المعادلة.
- خطر المسيّرات، أو الطائرات الإيرانية الدقيقة من دون طيار، التي تستطيع التحليق لمسافات بعيدة، يتحول تدريجياً إلى خطر أمني يهدد إسرائيل والقوات الأميركية ودول الخليج.
- وزير الدفاع بني غانتس كشف في الخطاب الذي ألقاه أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، والذي عُقد في القدس، صوراً تثبت أن إيران نقلت إلى فنزويلا معلومات لإنتاج المسيّرات في أراضيها، وهي تنقل لها السلاح الملائم لهذه المسيّرات في الفترة الأخيرة.
- وبالاستناد إلى كلامه، "تشير تقديراتنا إلى أن عتاداً متطوراً دقيقاً يتلاءم مع "مجاهد 6" ونماذج أُخرى من المسيّرات أرسلتها إيران إلى فنزويلا في الفترة الأخيرة. وخلال اجتماعاتي مع العديد من الشركاء في شتى أنحاء العالم، ومن أفريقيا وأميركا، كلهم أعربوا أمامي عن قلقهم من الدعم الذي تقدمه إيران إلى الإرهاب، وإلى التنظيمات الإرهابية من حولهم".
- الرئيس ترامب تعرّف إلى الخطر بعد الهجوم الذي شنّه المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" في السعودية في 14 أيلول/سبتمبر 2019 والجيش الأميركي بدأ بالاستعدادات اللازمة.
- المسيّرات المزودة بالسلاح تُعتبر اليوم أحد التطورات العسكرية التكتيكية الأكثر إثارة لقلق الإدارة الأميركية وإسرائيل ودول الخليج. وتشكل هذه المسيّرات تهديداً جديداً ومركّباً يُلحق ضرراً بالتفوق الجوي للولايات المتحدة وإسرائيل في أجواء الشرق الأوسط، ولهذا يقود مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، حالياً، عملية جديدة من الحوار مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لإيجاد حلول وتقليص تهديد المسيّرات الإيرانية.
- وبحسب مصدر أمني إسرائيلي، تقيم الولايات المتحدة في هذه الأيام حلفاً إقليمياً جديداً بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد من دول الخليج ودول عربية أُخرى من أجل إقامة منظومة إنذار وتعقّب واعتراض للمسيّرات الإيرانية التي تستخدمها أذرع إيران في الشرق الأوسط بصورة عملانية مكثفة.
- تسلُّل طائرة مسيّرة صغيرة تابعة لحزب الله إلى المجال الجوي الإسرائيلي قبل بضعة أيام سرّع هذه العملية، وفي رأي الولايات المتحدة، يتعين على حلفائها في الشرق الأوسط الدفاع عن أنفسهم بصورة جماعية ومنسقة فيما بينهم، وعملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية تسهل إقامة هذا الحلف الدفاعي الجديد.
- أيضاً إدخال المتمردين الحوثيين الإمارات إلى دائرة التهديد، مؤخراً، ومهاجمتها بواسطة مسيّرات انتحارية سرّع العملية، إذ تسمح "اتفاقات أبراهام" بتشكيل حلف دفاعي بين إسرائيل ودول الخليج بهدف التصدي للعدوانية الإيرانية في المنطقة، بمساعدة الولايات المتحدة.
- وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، يمتلك حزب الله اليوم أسطولاً فاعلاً مؤلفاً من 2000 مسيّرة، جزء منها من صنع إيران، وجزء آخر من صنع حزب الله نفسه. إيران نفسها تملك آلاف المسيّرات المتطورة من نماذج مختلفة قادرة على التحليق مسافة آلاف الكيلومترات.
- منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية غير قادرة على تقديم حل شامل لاعتراض مسيّرات صغيرة، مثل المسيّرة التي أطلقها حزب الله في اتجاه المجال الجوي الإسرائيلي. وفي حزب الله يشعرون بحماسة كبيرة حيال التسلل الناجح للمسيّرة إلى سماء إسرائيل. وتقضي خطة حزب الله بمهاجمة إسرائيل في الحرب بأسراب من المسيّرات التي تتسلل إلى الأجواء الإسرائيلية وتهاجم مستوطنات وقواعد عسكرية وقوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي.
- سلاح المسيّرات كان من اختصاص الدول الكبرى، وقد استخدمته الولايات المتحدة في حربها الدقيقة ضد الإرهاب في العراق وأفغانستان، وانتشر، وتستخدمه اليوم أكثر من 102 دولة في العالم، ويملك 63 تنظيماً عسكرياً هذا السلاح؛ ليس من المستغرب أن تستخدمه تنظيمات شيعية وفلسطينية وسنية، مثل "حماس" والجهاد الإسلامي.
- لقد سبق أن استُخدم هذا السلاح في الشرق الأوسط في محاولات اغتيال زعماء، ففي السنة الماضية، استُخدم لاغتيال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بواسطة إطلاق مسيّرات على منزله في بغداد.
- بحسب حزب الله، المسيّرة التي تسللت إلى إسرائيل، والتي تحمل اسم "حسان"، تيمناً باسم رئيس الوحدة التكنولوجية لحزب الله حسان اللقيس المقرب من حسن نصر الله، والذي اغتالته إسرائيل في سنة 2013، نجحت في التحليق في الأجواء الإسرائيلية مدة 40 دقيقة، واجتازت مسافة 70 كيلومتراً، وعادت إلى قاعدتها في لبنان سالمة، وهو ما يكشف وجود ثغرة مقلقة في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي يجب ردمها بأقرب وقت، كما نجحت في تجاوز عدد من منظومات الرادار، وتمكنت من التملص من عملية الاعتراض والعودة إلى الأراضي اللبنانية.
- والمقصود طائرة صغيرة لا يتجاوز طولها 3 أمتار، نجحت في "خرق" منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية، ويعتبر الجهاز الدعائي للحرب النفسية في الحزب هذا الحدث "انتصاراً كبيراً" على إسرائيل.
- هناك أهمية كبيرة في أن تعثر إسرائيل في أقرب وقت على حلول شاملة لمسألة المسيّرات، في ضوء حقيقة أن "حماس" والجهاد الإسلامي في قطاع غزة يعملان بكل قوتهما على تطوير مسيّرات يمكنها التحليق فوق العائق البري الضخم الذي بناه الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة، ومهاجمة أهداف في إسرائيل.
- في تقدير جهات أمنية إسرائيلية، يحاول حزب الله الآن خلق معادلة ردع جديدة في مواجهة إسرائيل، هي "معادلة المسيّرات"، لردع إسرائيل عن خرق الأجواء اللبنانية، وسيحاول الحزب في وقت قريب خلق معادلة "الصواريخ الدقيقة"، عندما تسمح له الظروف بذلك. إعلان نصر الله إنتاج حزبه للصواريخ الدقيقة والمسيّرات لم يكن صدفة، وهو أيضاً رسالة إلى إسرائيل وجزء من الحرب النفسية للحزب.
- ليس من المستبعد أن ترى إيران في استخدام المسيّرات من لبنان في اتجاه إسرائيل نوعاً من "تعويض معين" عن التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي في سماء سورية، الذي يقصف أهدافاً إيرانية بكثافة، لمنع تمركُز إيران في سورية ونقل الصواريخ المتطورة إلى حزب الله في لبنان.
- بالنسبة إلى إسرائيل، خطر المسيّرات الانتحارية موازٍ لخطر الصواريخ الدقيقة. وإنتاج المسيّرات أسهل من الصواريخ الدقيقة، وهي قادرة على إصابة أهدافها بدقة على مسافة متر أو مترين، ومن الصعب معرفة وجهتها مسبقاً، كما من الصعب كشفها واعتراضها. وهي قادرة على إصابة تجمعات مدرعة وقوافل الجيش الإسرائيلي، وحتى منظومات القبة الحديدية.
- ردت إسرائيل على تسلُّل مسيّرة حزب الله إلى أراضيها بتحليق سلاح الجو الإسرائيلي على علو منخفض في سماء بيروت، كي تشير إلى أن مسيّرات حزب الله لا تردعها. لكن يبدو أننا في بداية معركة جديدة في مواجهة حزب الله الذي يمكن أن يستخدم المسيّرات على نطاق واسع ضد إسرائيل في التوقيت المناسب. لقد دخلت إسرائيل مرحلة قتال جديدة ضد التنظيمات "الإرهابية" على الحدود الشمالية والجنوبية، والتي تبنّت المسيّرات الإيرانية، ويجب أن نكون أكثر استعداداً لمواجهة هذه الحرب الجديدة.