مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الجيش الإسرائيلي يعلن أنه قام قبل نحو عام باعتراض طائرتين مسيّرتين تم إطلاقهما من إيران في اتجاه قطاع غزة وعلى متنهما عتاد عسكري
إصابة شرطيين إسرائيليين في عملية طعن في البلدة القديمة في القدس
وزارة الصحة الإسرائيلية تحذّر من تفشّي متحوّر جديد لفيروس كورونا
تقرير: بينت يواصل وساطته في النزاع الدائر بين روسيا وأوكرانيا ولبيد يلتقي بلينكن في لاتفيا اليوم
مقالات وتحليلات
بينت يقوم بمهمة أوكلها إليه الدكتاتور الروسي
العقوبات لن تلجم بوتين بل على العكس
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 7/3/2022
الجيش الإسرائيلي يعلن أنه قام قبل نحو عام باعتراض طائرتين مسيّرتين تم إطلاقهما من إيران في اتجاه قطاع غزة وعلى متنهما عتاد عسكري

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأحد) بنشر نبأ قيام سلاح الجو الإسرائيلي قبل نحو عام باعتراض طائرتين مسيّرتين من دون طيار، تم إطلاقهما من إيران في اتجاه قطاع غزة، وعلى متنهما عتاد عسكري.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن عملية الاعتراض تمت في سماء المنطقة بالتنسيق مع دول الجوار، وبالتالي جرى منع تسلُّل الطائرتين إلى الأراضي الإسرائيلية، وأشار إلى أن الطائرتين كانتا تراقبان أنظمة التحكم والكشف في أثناء تحليقهما.

ووفقاً للبيان، وقعت هذه الحادثة في آذار/مارس 2021، إذ انطلقت الطائرتان المسيّرتان من جنوب إيران وسافرتا مسافة 8 ساعات في اتجاه قطاع غزة وهما تحملان أسلحة وذخائر، وذلك قبل أن تقوم طائرات إسرائيلية مقاتلة من طراز F35 بإسقاطهما على مسافة بعيدة عن قطاع غزة، وقبل اختراق الأجواء الإسرائيلية.

وقالت مصادر مسؤولة في الجيش الإسرائيلي إن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن إطلاق المسيّرتيْن جاء في إطار محاولة طهران استكشاف طرق جديدة لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة المحاصر.

وذكرت هذه المصادر نفسها أن إيران تسعى منذ عدة أعوام للالتفاف على الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة لتهريب قدرات عسكرية متقدمة إليه تسمح للمنظمات الفلسطينية هناك بإلحاق أضرار بإسرائيل بصورة أكثر فاعلية، وأكدت أن تم إحباط جميع المحاولات تقريباً للقيام بذلك عن طريق البر من طرف إسرائيل ومصر، كما تم إغلاق الممرات البحرية بالكامل.

"يديعوت أحرونوت"، 7/3/2022
إصابة شرطيين إسرائيليين في عملية طعن في البلدة القديمة في القدس

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن شاباً فلسطينياً يبلغ من العمر 19 عاماً اقترب فجر أمس (الأحد) من أفراد شرطة تمركزوا عند بوابة حطة في البلدة القديمة في القدس الشرقية، وسحب سكيناً وطعن أحدهم.

وقام أفراد الشرطة بمحاولة صدّه، ثم ردوا بإطلاق النار عليه وتحييده. وأصيب نتيجة عملية إطلاق النار شرطي آخر.

وأكد الطاقم الطبي الذي وصل إلى مكان الحادث مقتل الشاب منفّذ عملية الطعن. كما وصلت قوات إضافية من الشرطة إلى المكان بعد فترة وجيزة، وقام خبير متفجرات بعمليات فحص للتأكد من سلامة الوضع في المنطقة. كذلك وصل إلى المكان قائد شرطة لواء القدس دورون تورجمان وقام بإجراء تقييم للوضع.

"يسرائيل هيوم"، 7/3/2022
وزارة الصحة الإسرائيلية تحذّر من تفشّي متحوّر جديد لفيروس كورونا

حذّرت وزارة الصحة الإسرائيلية في بيان صادر عنها أمس (الأحد) من تفشّي متحوّر جديد لفيروس كورونا يُسمى BA2 في إسرائيل، مشيرةً إلى أن ارتفاعاً طرأ خلال الأيام الماضية على نسبة الإصابة بهذا المتحوّر. وأضاف البيان أن هذا المتحوّر مُعدٍ أكثر من المتحورات السابقة، وقد يؤدي ذلك إلى ازدياد معدلات الإصابة بالفيروس.

من ناحية أُخرى، أكد البيان استمرار تحسُّن الصورة الوبائية في إسرائيل، حيث تُظهر آخر المعطيات التي بحيازة وزارة الصحة انخفاض عدد حالات الإصابة الخطرة بكورونا إلى 484 إصابة، بينها 205 حالات تم ربط أصحابها بأجهزة تنفس اصطناعي. كما انخفض عدد الحالات النشطة إلى 61.022، وبلغت نسبة الفحوصات الإيجابية نحو 11%، وتوفي منذ انتشار الفيروس 10.264 شخصاً.

وتم تسجيل 55.549 إصابة جديدة خلال الأسبوع الأخير، وهي نسبة أقل من الأسبوع الذي سبقه بـ36%، كما تم تسجيل 116 حالة وفاة خلال الأسبوع الماضي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 7/3/2022
تقرير: بينت يواصل وساطته في النزاع الدائر بين روسيا وأوكرانيا ولبيد يلتقي بلينكن في لاتفيا اليوم

ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة نفتالي بينت أجرى مساء أمس (الأحد) اتصالاً هاتفياً آخر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلاله على مواصلة البحث عن تسوية للنزاع الدائر في أوكرانيا.

وجاء هذا البيان في إثر صدور بيان عن الكرملين في موسكو أشار إلى استمرار تبادُل وجهات النظر بين بينت وبوتين بشأن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وإلى أن الزعيمين اتفقا على مواصلة الاتصالات بين بلديهما.

وأفاد بيان ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن بينت أجرى كذلك خلال يوم أمس محادثتين هاتفيتين مع كلّ من المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء أمس أن وزير الخارجية يائير لبيد سيعقد اجتماعاً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في لاتفيا بعد ظهر اليوم (الاثنين)، وذلك في سياق محاولة إسرائيل التوسط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ويأتي هذا الاجتماع عقب جولة محادثات دبلوماسية أجراها رئيس الحكومة بينت أول أمس (السبت) وتضمنت اجتماعاً مع الرئيس الروسي بوتين في موسكو، ومع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين. وتمت هذه الجولة تلبيةً لطلب من كييف للتوسط.

واستمرت محادثات بينت وبوتين في موسكو 3 ساعات، ثم تحادث هاتفياً مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ومع الرئيس الفرنسي ماكرون، قبل أن يتوجه إلى برلين، حيث التقى المستشار الألماني شولتس.

وقال بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، إنه لن يدلي بتفاصيل كثيرة بشأن محادثاته هذه، وأكد أنه سيواصل العمل دبلوماسياً مع الأطراف المعنية، بحسب الحاجة.

واعترف بينت بأن فرص نجاح جهوده في الوساطة قد لا تكون كبيرة، لكنه في الوقت عينه أضاف أنه "طالما هناك نافذة أمل صغيرة ولدينا إمكانية الوصول إلى جميع الأطراف، فمن واجبنا الأخلاقي بذل كل جهد ممكن".

ورداً على تقارير إسرائيلية قالت إن الولايات المتحدة لم ترحب بزيارته إلى موسكو، قال بينت: "سافرت إلى هناك بهدف المساعدة في الحوار بين كل الأطراف، وطبعاً، بمباركة وتشجيع كل اللاعبين. وكما نعلم جميعاً، فإن الوضع الميداني ليس جيداً، والمعاناة الإنسانية كبيرة، وقد تكون أكبر مما هي عليه الآن، وإذا استمرت الأمور في مسارها الحالي، فهناك أيضاً إسرائيليون ينبغي إعادتهم، وجاليات يهودية في ضائقة وبحاجة إلى المساعدة".

وبينما أكد ديوان رئاسة الحكومة أن زيارة بينت إلى موسكو تمت بالتنسيق مع واشنطن والقوى الأوروبية الكبرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المسؤولين الأميركيين شككوا في قدرة بينت على التأثير في تصرفات بوتين.

هذا، ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس قولها إن بوتين مصمم على تحقيق أهدافه في أوكرانيا، وأشارت إلى أن هذه الأهداف تشمل ما يسميه بوتين "اجتثاث النازية" وتحقيق حياد أوكرانيا، بالإضافة إلى الاعتراف باستقلال شبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك.

كما نقلت القناة عن المصادر نفسها قولها إن بوتين غير مستعد لمناقشة وقف إطلاق النار، أو وقف العمليات العسكرية في أوكرانيا، وذلك إلى حين نزع السلاح الأوكراني واستسلام كييف.

وأفادت القناة بأن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن بوتين يعلم بأماكن وجود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غير أنه يمتنع من استهدافه في هذه المرحلة.

ووفقاً للقناة، فإنه خلال المحادثات التي أجراها بوتين مع كلّ من بينت وماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شدّد على أن روسيا عازمة على تحقيق أهدافها في أوكرانيا، سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية.

وأشارت القناة إلى أن مسؤولاً رفيع المستوى في الرئاسة الفرنسية قال إن الرئيس الفرنسي لمس لدى بوتين تصميماً كبيراً على تحقيق أهدافه، بما في ذلك ما يسميه الرئيس الروسي نزع سلاح أوكرانيا وتحييدها، والاعتراف بشرعية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم واعتبارها أرضاً روسية، والاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا. كما اشترط بوتين، خلال محادثة هاتفية استمرت ساعة مع أردوغان، تطبيق شروط روسيا لوقف إطلاق النار، وأكد أن تعليق العملية الخاصة في أوكرانيا ممكن إذا أوقفت كييف هجماتها واستوفت الشروط الروسية المعروفة. وقال إنه يأمل بأن تتخذ أوكرانيا في الجولة المقبلة من المفاوضات نهجاً أكثر إيجابية، وتأخذ الحقائق الجديدة في الاعتبار.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 6/3/2022
بينت يقوم بمهمة أوكلها إليه الدكتاتور الروسي
يوسي ميلمان - محلل سياسي
  • إذا حقق رئيس الحكومة نفتالي بينت اتفاق سلام، أو وقفاً لإطلاق النار في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فإنه يستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام. لكن المعقول أكثر أنه يلعب لمصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن ليس هناك لعبة حصيلتها صفر، بل تبادُل مصالح. زيارة يوم السبت إلى موسكو من أجل الاجتماع ببوتين، وبعدها سفره إلى برلين للقاء المستشار أولاف شولتس، يعززان صورته الشخصية كلاعب دوري ممتاز، وكزعيم على الساحة الدولية.
  • جولة الحوارات القصيرة لبينت، الذي يجد صعوبة في التخلص من ظل بنيامين نتنياهو الذي يرى فيه صورة عن نفسه تعزز وضعه الداخلي قبل كل شيء. فبذلك هو يربح المزيد من الوقت، ويتهرب من الانتقادات المتزايدة في إسرائيل والمجتمع الدولي لموقف إسرائيل المعيب من المأساة الأوكرانية، والذي لا يُغتفر. ليس هناك دولة في العالم الغربي، الذي تتباهى إسرائيل بالانتماء إليه، لم ترد بعنف على عدوان روسيا، ولم تفرض عليها عقوبات اقتصادية قاسية.
  • في المقابل، تتصرف إسرائيل كورقة في مهب الريح. فهي لم تنضم إلى العقوبات الدولية، وتبرر ذلك بأن ليس لديها قانون عقوبات. وفي هذه الأثناء، تكتفي بقرارات ظاهرية تسمح للطائرات التابعة للأوليغارشية الروسية بالتوقف على أراضيها، موقتاً، لمدة 48 ساعة.
  • هذا هو اليوم الثاني عشر للحرب الدموية التي تسببت بسقوط آلاف القتلى ونزوح نحو مليون ونصف لاجىء ومشرد، وإسرائيل لا تزال تتهرب من اتخاذ القرار، وتأمل بالمناورة بين الولايات المتحدة والغرب وبين روسيا. هذا السلوك يميز اليهود في روسيا وأوروبا الشرقية. لكن لا مكان له في دولة قوية وذات سيادة.
  • ذهب بينت إلى موسكو مع موافقة مسبقة، ليس فقط من نائبه وزير الخارجية يائير لبيد، بل أيضاً بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، وأيضاً مع زعماء الاتحاد الأوروبي. من الصعب الافتراض أنهم وضعوا فيتو على الزيارة التي هدفها المعلن (على الأقل) التوصل إلى وقف إطلاق النار ووقف سفك الدماء. ومن المحتمل الافتراض أن الحكومات في واشنطن وفي العواصم الأوروبية قالوا لرئيس الحكومة الإسرائيلي: جرّب حظك، ونتمنى لك النجاح، على الرغم من عدم وجود فرصة في ذلك. فمن الواضح لأي شخص عاقل أن بوتين لن يكتفي بأقل من انتصار في ساحة القتال، ومن طرد حكومة الرئيس فلوديمير زيلينسكي من كييف. ولو لم يكن بينت زعيماً طفولياً وجاهلاً، لكان فهم من دون صعوبة أن بوتين يستغله لمصلحته. ومن الواضح أن أي زعيم غربي لم يكن ليوافق على الذهاب إلى الكرملين من دون التوصل مسبقاً إلى تفاهمات وتحقيق تسويات والحصول على مقابل ما.
  • أحاديث بينت الهاتفية مع بوتين واجتماعه به هي جزء من ادعاءات الرئيس الروسي. فهو يحاول أن يخلق انطباعاً خاطئاً بأنه ليس دكتاتوراً متعطشاً للدماء، بل هو زعيم عقلاني لديه مصالح. وبهذه الطريقة بينت يخدم بوتين.
  • لكن بينت يخدم أجندته الخاصة أيضاً. وهذه أيضاً كانت أجندة حكومات إسرائيل على مرّ الأجيال: فهي تتجاهل القيم الأخلاقية والاعتبارات الإنسانية، وتقدس ما تعتبره مصالح وطنية وقومية يهودية. بسبب هذه النظرة الضيقة والأيديولوجيا العنصرية والقومية، تطرد إسرائيل اللاجئين الأوكرانيين من غير اليهود من حدودها، ومن دون رحمة. وإذا قبلتهم، تهذيباً، تفرض عليهم مطالب مالية مرفوضة. ليس هناك دولة في العالم تملك قلباً من حجر، مثل إسرائيل. ويجب أن نقول إنه لا يوجد وزير داخلية في العالم - ولا حتى وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل- من دون مشاعر، مثل أييليت شاكيد. وحده الضغط الشعبي دفع إسرائيل إلى إبداء القليل من المرونة، وبحسب شاكيد، وصل حتى الآن أكثر من ألفي لاجىء، أغلبيتهم من غير اليهود.
  • اللعبة التي يلعبها بينت شفافة ومعيبة. فهو يعلم بأن بوتين اختاره للتمويه. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يوافق على القيام بالمهمة التي أوكلها إليه الدكتاتور الروسي. يبرر بينت تحرُّكه بحجة أن ذلك يعزز مصالح إسرائيل الأمنية، أي يمنع بوتين من الانتقام من إسرائيل بسبب موقفها المتذبذب، ويسمح لسلاح الجو الإسرائيلي بمهاجمة أهداف إيرانية في سورية. وحتى من دون تصديق هذه النظرية، يمكن رؤية مصالح مشتركة غير متوقعة بين إسرائيل وروسيا في مقابل مصالح للولايات المتحدة وإيران.
  • في الأيام الأخيرة، وضعت روسيا شرطاً لموافقتها على الاتفاق النووي. فهي تطالب الولايات المتحدة بالتعهد أن العقوبات التي فرضتها عليها لا تنطبق على علاقاتها مع إيران. وكانت إيران سبق أن أوضحت خيبة أملها بالموقف الروسي. تريد طهران التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة والغرب بسرعة. وإسرائيل التي لا تريد الاتفاق تستمد تشجيعاً من الموقف الروسي - وبهذه الطريقة، تأمل بعدم التوصل إلى اتفاق.
  • هذا التقاطع في المصالح يخدم بينت. وهذا هو سبب آخر لهربه الجبان إلى المناطق الغامضة التي يحبون تسميتها في إسرائيل بـ"المصالح القومية" - ولتذهب إلى الجحيم قيَم العدالة والرحمة والإنسانية. يبدو أن بينت مثل سلفه، فما يهمه العلاقات العامة وعناوين الصحف والصور.

 

"N12"، 7/3/2022
العقوبات لن تلجم بوتين بل على العكس
عينات هوكبرغ - مروم - خبيرة في العلاقات والأزمات الدولية
  • مؤخراً، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات الدولية، التي تعزل روسيا وتزداد تشدداً حيالها، بلغة حادة لا لبس فيها. فهي بالنسبة إليه، "سبب للحرب" وحجة مبررة لإعلان الحرب على الغرب. في غضون ذلك، هو يحذّر من فرض منطقة حظر للطيران فوق أوكرانيا، وأعلن أن مثل هذه الخطوة سيدفع روسيا، التي تملك سلاحاً نووياً، إلى مواجهة عسكرية شاملة مع أوروبا.
  • بالنسبة إلى بوتين، الغاية تبرر الوسيلة. ليس هناك حدود أو قيود على استخدام القوة ضد أوكرانيا، وهو لا يتوقف عند "الضوء الأحمر". والوقائع تتحدث عن ذاتها: بعد سيطرة القوات الروسية على زاباروجيا أكبر محطة نووية لتوليد الطاقة في جنوب أوكرانيا، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة. وادعت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرنفيلد أن "العالم نجا بأعجوبة من كارثة نووية".
  • إلى جانب تحذيراته للغرب، أرسل بوتين تهديدات واضحة أيضاً إلى الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي. ودعاه إلى "نزع سلاحه"، بالإضافة إلى "القضاء على النازية" وطرد النازيين الجدد من قيادة الدولة. وطلب من أوكرانيا البقاء على الحياد في النزاع الدائر بين دول الناتو والغرب وبين روسيا، وأعلن أن مقاومة أوكرانيا الشرسة للغزو الروسي ستؤدي إلى كارثة تؤذيها بشدة.
  • في مقابل مجمل التصريحات والتهديدات في وسائل الإعلام، يعمل الزعيم الروسي وفق خطة سياسية وعسكرية تفصيلية ويخطط لأدق التفاصيل، ويواصل قصفه للدولة التي تقع غرب روسيا. وبينما يرتفع عدد القتلى الأوكرانيين من ساعة إلى ساعة، وأكثر من مليون لاجىء هربوا، بينهم نصف مليون طفل، فإن بوتين لا يتورع عن استخدام كل الوسائل. فقد اتخذ سلسلة خطوات وفرض قيوداً صارمة على حرية الصحافة وحرية التعبير في موسكو، وأغلق الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر فايسبوك وتويتر في روسيا، وأقر قانوناً يسمح بسجن كل مَن يطالب بفرض عقوبات عليه مدة 3 أعوام. هذه الخطوات لم نشهد لها مثيلاً في الأعوام الأخيرة، وخصوصاً منذ سقوط كتلة الاتحاد السوفياتي في سنة 1991.
  • كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية السابقة في إدارة جورج بوش الأب، وصفت بوتين بأنه "غير متوازن ومجنون كبير". الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية وفي الغرب يعتبرونه زعيماً جامحاً وغير عقلاني. بينما يعتبره خبراء في مجال الطب النفسي نرجسياً لا يقدّر حقيقة المخاطر، مدفوعاً بكراهية شديدة للغرب وبتعطُّش كبير للسلطة، فهو من دون شك شخص قوي ومتطرف ماكر وخطِر، وبمرور الساعات، يبدو شخصية استبدادية عنيفة فتاكة لا تتوقف عند حدود. مع ذلك، من المهم أن نفهم أن المقصود دكتاتور عقلاني بارد يتحرك وفق حسابات الثمن والفائدة، براغماتي ويعمل بصورة مدروسة، ويخطط لتحقيق هدف كبير وطموح خارج عن المألوف على النطاق العالمي.
  • يعرف زعيم الكرملين حجم الفجوات في المصالح بين الولايات المتحدة والغرب والفوارق في القوة والجدية والنيات. ومع ذلك، كلما ازداد الضغط الدولي على بوتين، الذي يمرّ في ضائقة، يصبح أكثر خطراً، ويمكن أن يقوم بخطوات متطرفة وغير مسبوقة. ومهما ظهر هذا الكلام غير عقلاني، فإن وصف بوتين للعقوبات الدولية بأنها سبب للحرب هو بمثابة نداء استغاثة وتحذير من شخص مستعد للانتحار من أجل تحقيق أهدافه. وعندما يطلق مجموعة التصريحات والتهديدات والرسائل، فإنه يذرّ الرمال في عيون الغرب الذي لا يفهم أن بوتين فعلاً يطلب منه إيقافه ومنعه قبل "أن يخسره تماماً" ويستخدم سلاح يوم القيامة. وهو بذلك يضع مسؤولية خطواته المتطرفة ونتائجها على عاتق الطرف الثاني الذي لا يفهم حتى الآن حجم الفجوة بين الطرفين. 
  • لذا، حان الوقت كي نستيقظ ونتخلص من "الأمنيات" والتضليل ورؤية الواقع الجديد والعنيف الذي يفرضه زعيم الكرملين. حان الوقت كي ندرك أن الاستخدام العنيف للعقوبات الدولية فشل فشلاً ذريعاً. إنها "سيف مزدوج" لا يردع بوتين، بل على عكس ذلك، فهي تشجعه على الاستمرار في تحرّكه واستخدام القوة العسكرية والعنف المدمر الذي لا هوادة فيه، والذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. إلى جانب صراعه دفاعاً عن الأنا وعلى البقاء، فهو انتصر في الحرب. بالنسبة إليه، الحرب ليست على مستقبل أوكرانيا، بل أبعد من ذلك بكثير. الحرب هي لتعطيل الأمر الواقع في أوروبا وإحداث تغيير راديكالي، والتحول إلى قوة عظمى، مثلما كانت الإمبراطورية السوفياتية.
  • على هذه الخلفية، من المهم أن نفهم أن لقاء بينت وبوتين في موسكو، والذي جرى بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، هو نافذة فرصة محتملة لحدوث انعطافة. هذه لحظة الذروة في الأزمة ومحاولة مهمة جداً من طرف إسرائيل والعالم كله لوقف القطار الذي يسير نحو جهنم. لكن من الخطأ الاعتقاد أن اللحظة الحاسمة في لقاء القمة في موسكو هي ضمانه أمنية أو وعد حقيقي لتحسين المواقف بشأن الاتفاق النووي الإيراني، بالتأكيد بالنسبة إلى مَن يستخدم لغة القوة. المطلوب بذل جهد كبير لبناء الثقة بين الأطراف. وبقدر حجم الإنجاز، فإن هذا الجهد يمكن أن يتحول إلى خسارة مريرة تُلحق الضرر بقوة إسرائيل وبموقفها الدولي. ومن دون "قراءة" صحيحة بين السطور، وفهم صحيح للخريطة العالمية الجيوسياسية، هذه الفرصة النادرة المحدودة، زمنياً، يمكن أن تكون مؤشراً إلى بداية حرب عالمية ثالثة.