مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوخافي يواصل زيارته إلى المنامة ويعقد اجتماعات مع قائد الأسطول الخامس الأميركي وقادة الجيش البحريني
مجلس النواب الأميركي صادق على تقديم مساعدات لإسرائيل بمليار دولار بهدف التزود بصواريخ اعتراضية لمنظومة "القبة الحديدية"
الكنيست الإسرائيلي يقرّ قانون المواطنة بصورة نهائية بدعم من المعارضة
لبيد قام بزيارة خاطفة إلى عمّان واجتمع بالعاهل الأردني
تقرير - في ختام زيارته إلى أنقرة، هرتسوغ: عملية إحياء العلاقات مع تركيا تتم من دون أوهام لكنها تعكس المصالح الثنائية
مقالات وتحليلات
بوتين أراد إعادة الإنجاز في القرم فوجد نفسه في وضع معقّد على غرار الشيشان
إسرائيل "تتوسط" وإيران تتسلح
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 11/3/2022
كوخافي يواصل زيارته إلى المنامة ويعقد اجتماعات مع قائد الأسطول الخامس الأميركي وقادة الجيش البحريني

يواصل رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي زيارته الرسمية إلى مملكة البحرين التي وصل إليها أول أمس (الأربعاء).

وعقد كوخافي أمس (الخميس) اجتماعاً مع قائد الأسطول الخامس الأميركي الأميرال تشارلز براد كوبر، ودار الحديث بينهما حول أوجه التعاون بين الجيشين والإجراءات للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.

كما عقد رئيس هيئة الأركان العامة اجتماعاً مع كبار قادة الجيش البحريني، ومع مستشار الأمن القومي في المملكة، وبحث معهم التحديات المشتركة وفرص التعاون الأمني بين الدولتين.

وقال كوخافي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام: "قمنا في العام الأخير بإنشاء شبكة تعاون استراتيجية أمنية مع دول مختلفة في منطقة الشرق الأوسط تعزز الميزة الاستراتيجية في مواجهة التهديدات في الإقليم. وتُعتبر الزيارة في البحرين خطوة مهمة وفرصة ذهبية للتعاون في مجالات وجبهات مختلفة".

 

"يسرائيل هيوم"، 11/3/2022
مجلس النواب الأميركي صادق على تقديم مساعدات لإسرائيل بمليار دولار بهدف التزود بصواريخ اعتراضية لمنظومة "القبة الحديدية"

صادق مجلس النواب الأميركي أمس (الخميس) على تقديم مساعدات لإسرائيل بقيمة مليار دولار بهدف التزود بصواريخ اعتراضية لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ.

وكان تم اقتراح التمويل منذ 6 أشهر، لكن تم تأجيله حتى الآن في مجلس النواب.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون الميزانية العامة للولايات المتحدة في الأيام المقبلة، وبعد مصادقة مجلس الشيوخ، سيتم توقيع القانون من طرف الرئيس الأميركي جو بايدن، وسيجري تحويل هذا التمويل إلى إسرائيل.  

كما تم إقرار المساعدة العسكرية السنوية لإسرائيل بحجم 3.8 مليار دولار، والتي تشمل نصف مليار دولار لتمويل أنظمة الدفاع الصاروخي.

وشكر وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس مجلس النواب الأميركي على موافقته على حزمة المساعدات العسكرية الإضافية.

وكتب غانتس في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "أشكر مجلس النواب الأميركي على موافقته على حزمة المساعدة الأمنية لإسرائيل، بما في ذلك مليار دولار لمنظومة ’القبة الحديدية’ من أجل ضمان أمن إسرائيل وتمكيننا من حماية مواطنينا بصورة أفضل. وأوجّه شكراً خاصاً إلى الرئيس بايدن على قيادته ودعمه غير المحدود لأمن إسرائيل".

كما وجّه رئيس الحكومة نفتالي بينت الشكر إلى الرئيس الأميركي وأصدقاء اسرائيل في مجلس النواب على إقرار رزمة المساعدات الأمنية التي تشمل مليار دولار إضافياً لتمويل صواريخ منظومة "القبة الحديدية".

وأكد بينت في تغريدة على موقع "تويتر" أن حكومته تثمن كثيراً التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل.

"يديعوت أحرونوت"، 11/3/2022
الكنيست الإسرائيلي يقرّ قانون المواطنة بصورة نهائية بدعم من المعارضة

صادق الكنيست الإسرائيلي الليلة الماضية بالقراءتين الثانية والثالثة، وبدعم من أحزاب المعارضة، على "قانون المواطنة" الذي يقيد منح حق الإقامة في اسرائيل لفلسطينيين تزوجوا من مواطنين إسرائيليين [والمعروف إعلامياً باسم "قانون منع لمّ الشمل]. وأيّد القانون 45 عضو كنيست، بينما عارضه 15 عضواً، بينهم أعضاء الكنيست من ميرتس وراعم [القائمة العربية الموحدة] المشاركون في الائتلاف الحكومي.

وأثنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييلت شاكيد ["يمينا"] على التعاون مع المعارضة، وقالت إن الحديث يدور حول قانون صهيوني وقومي وأمني من الدرجة الأولى، وأكدت أن سنّ القانون يثبت أن فكرة الدولة اليهودية والديمقراطية تغلبت على فكرة دولة كل مواطنيها.

وكان القانون تسبب بأزمة في صفوف الائتلاف تم حلّها بمنح أعضاء الكنيست من راعم وميرتس حرية التصويت، والاعتماد على أصوات من المعارضة لتمريره.

 

"يديعوت أحرونوت"، 11/3/2022
لبيد قام بزيارة خاطفة إلى عمّان واجتمع بالعاهل الأردني

استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمّان أمس (الخميس) وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الذي قام بزيارة خاطفة إلى عمّان، اجتمع خلالها في وقت سابق أمس بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

وقالت مصادر سياسية أردنية رفيعة المستوى إن زيارة لبيد هذه جاءت في إطار الدفع قدماً بالجهود المبذولة للعودة إلى عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وأشارت إلى أن العاهل الأردني أكد ضرورة تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وقال لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام إنه اتفق مع العاهل الأردني على العمل من أجل تخفيف حدة التوتر في المناطق الفلسطينية، وخصوصاً مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفصح لدى الشعب اليهودي، وأعرب عن أمله بأن يتم الدفع بالتطبيع والسلام في منطقة الشرق الأوسط إلى الأمام، وأن تؤتي المشاريع المشتركة بين البلدين ثمارها قريباً.

وأضاف لبيد أنه بحث مع الصفدي العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وأشار إلى أنه منذ إقامة الحكومة الحالية في إسرائيل تعززت العلاقات مع المملكة الأردنية والثقة بها.

يُذكر أن هذا الاجتماع هو الثاني الذي يعقده الملك الأردني مع وزير الخارجية لبيد بعد أن التقيا في أيلول/سبتمبر الماضي.

"معاريف"، 11/3/2022
تقرير - في ختام زيارته إلى أنقرة، هرتسوغ: عملية إحياء العلاقات مع تركيا تتم من دون أوهام لكنها تعكس المصالح الثنائية

قال رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ أمس (الخميس)، في ختام زيارة رسمية قام بها إلى تركيا، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أظهر استعداداً لمعالجة مجموعة من القضايا، وأكد أنه على الرغم من وجود تحديات كثيرة لإصلاح العلاقات بين البلدين، فإن هناك مصلحة مشتركة في القيام بذلك.

وأضاف هرتسوغ في إيجاز للصحافيين الإسرائيليين الذين رافقوه في هذه الزيارة: "كان أردوغان منفتحاً على حوار حقيقي بشأن العديد من القضايا المتنوعة، وانطلقنا إلى تفاصيل الأمور ذات الأهمية لكلا الجانبين. إن عملية إحياء العلاقات مع أنقرة تتم من دون أوهام، لكنها تعكس المصالح الثنائية".

وأعرب هرتسوغ عن أمله بأن يكون قد أرسى الأساس لإعادة تطوير العلاقات الثنائية، وشدّد على أنه تعامل مع أردوغان بأقصى ما يتطلب الحذر، وبالتنسيق الكامل مع جميع الوزارات الحكومية والأطراف الأُخرى.

وأشار هرتسوغ إلى أن المناقشات مع أردوغان بشأن إنشاء آلية لمنع أي أزمات مستقبلية يمكن أن تنشأ بين البلدين، كانت بمثابة إجراء يعكس ارتباط المصالح الثنائية. وأشار أيضاً إلى أن هناك الكثير من الأمور التي تهم البلدين ولا تُعتبر مشحونة سياسياً، مثل التجارة المتبادلة واتفاقيات الطاقة والقضية الأوكرانية- الروسية، إذ يحاول كل من إسرائيل وتركيا المساعدة والتوسط بين الأطراف المتنازعة.

وكان هرتسوغ زار صباح أمس كنيس "نفيه شالوم" في إستانبول، والذي تم استهدافه ثلاث مرات في هجمات، بما في ذلك إطلاق نار سنة 1986 قُتل جرّاءه 22 شخصاً، وتفجيرات في سنة 1992 وسنة 2003.

وعقد هرتسوغ اجتماعاً مع أبناء الجالية اليهودية في تركيا، ألقى خلاله كلمة قال فيها إن اليهود الأتراك كان لهم دور كبير في كتابة تاريخ الشعب اليهودي، إذ إن هناك سلسلة طويلة من الحاخامين والشعراء والحكماء والتجار ورجال الأعمال والقادة.

وأكد هرتسوغ أنه خلال اجتماعه مع الرئيس التركي أول أمس (الأربعاء) أخبره هذا الأخير أنه يؤمن بضرورة تعزيز ما يربط بين كل الأمم والأديان.

على صعيد آخر، قال مصدر في الوفد المرافق لرئيس الدولة طلب عدم ذكر اسمه، إن قضايا، مثل نشاط حركة "حماس" في تركيا والعلاقات مع الفلسطينيين ومسائل سياسية أُخرى، نوقشت في الاجتماع الذي عُقد بين هرتسوغ وأردوغان أول أمس.

وأضاف المصدر نفسه أنه من الطبيعي أن يكون هناك مداولات في إسرائيل بشأن كيفية التعامل مع الفرصة التي سنحت لتحسين العلاقات مع تركيا، مضيفاً أن السؤال هو: هل ندير ظهورنا، أو نبذل قصارى جهدنا ونستفيد من هذه الفرصة لكلا الشعبين؟

يُشار إلى أن زيارة هرتسوغ إلى أنقرة هي أكثر زيارة رفيعة المستوى يقوم بها مسؤول إسرائيلي منذ زيارة رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت إلى تركيا في سنة 2008.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 11/3/2022
بوتين أراد إعادة الإنجاز في القرم فوجد نفسه في وضع معقّد على غرار الشيشان
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • يمكن الافتراض في هذه المرحلة، بعد أكثر من أسبوعين على بدء غزو أوكرانيا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتقد أنه سيكون في مكان مختلف تماماً. لكن الخطة العسكرية الروسية في أوكرانيا جنحت عن مسارها منذ اللحظة الأولى - ووجد بوتين نفسه متورطاً في معركة صعبة وطاحنة يمكن أن تتطور إلى حرب استنزاف طويلة. والمعروف أن هذه النتائج الموقتة لم تدفع الرئيس الروسي إلى تغيير رأيه. موسكو لا تؤمن بالدموع: وبدا بوتين هذا الأسبوع مصرّاً على مواصلة حملة التدمير التي ستُلحق ضرراً فادحاً بالأوكرانيين، وبجنوده أيضاً.
  • الفرضية التي تبلورت، بالتدريج، في إسرائيل والولايات المتحدة هي أن العملية الحاسمة التي أعدتها روسيا في البداية كانت، تقريباً، عملية ذات طابع بوليسي. بعد تجميع قوات كبيرة من الجيش بالقرب من الحدود كان من المفترض أن تقتحم قوة من النخبة وتعتقل (عملياً تخطف) الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. بهذه الطريقة أراد الروس محاكاة نجاحهم في شبه جزيرة القرم في سنة 2014: تحقيق موقع متقدم بقوة المفاجأة، وكسر روح المقاومة لدى الخصم.
  • بدلاً من القرم، حصلوا على الشيشان. قوة النخبة جرى إنزالها بالقرب من كييف، لكنها اصطدمت بقتال شديد في مواجهة الجنود الأوكرانيين، والعملية الاستهلالية تعرقلت. ومن المعقول أن الأوكرانيين اعتمدوا على تحذير استخباراتي مسبق من الغرب، وعموماً، المساعدة الغربية مفيدة جداً للمقاومة الأوكرانية. لكن على الرغم من الخطابات الكثيرة والبادرات العاطفية، فإن ثمة شك في أن الأميركيين قلقون فعلاً على مصير الأوكرانيين. فالمطروح هو مسألة أُخرى. فما يهمّ الولايات المتحدة هو لجم الطموح التوسعي لروسيا، والأكثر أهمية هو التلميح إلى الصين، التي تراقب ما يجري، بأنها إذا قررت القيام بخطوة مماثلة حيال تايوان، فإنها ستواجه المتاعب والفشل.
  • ... الحل بالنسبة إلى بوتين، إذا لم تتم الاستجابة إلى معظم مطالبه من خلال القنوات التفاوضية، فسيستمر في التهشيم. ومن دون وجود قوات غربية تقاتل ضده - سيناريو سبق أن صرّحت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بأنه لن يتحقق - ثمة شك في أنه توجد مقاومة يمكن أن تقف في وجهه وقتاً طويلاً. المعركة على كييف يمكن أن تنتهي بدمار وخراب كبيرين للغاية، بدأنا نرى مظاهرهما في جزء من المدن التي غزاها الروس. وكلما استمر القتال في المناطق الآهلة، ستزداد صور الفظائع، وفي أعقابها الإدانات والعقوبات من الغرب. وحتى الآن، وعلى الرغم من الضرر الكارثي الذي سببته المغامرة الأوكرانية للاقتصاد في روسيا وعلاقاتها الخارجية، فإن بوتين لا يبدي أي إشارة إلى أنه ينوي التوقف.
  • وسط هذا الاضطراب الهائل في أوروبا، حشر رئيس الحكومة نفتالي بينت نفسه في مهمة وساطة أخذها على عاتقه. وباستثناء تهجّمات غريبة من مصادر إسرائيلية على زيلينسكي تجرأت على الطلب منه (من خلال تسريبات إلى وسائل الإعلام في البلد) إبداء مرونة مع المطالب الروسية، يبدو أن بينت جمع هنا عدداً من النقاط. فقد عزّز، إلى حد ما، صورته في البلد وفي الخارج، بصفته الشخص القادر على اللعب على المنبر العالمي. وربما خفّف قليلاً من الضغط الأميركي على إسرائيل لاتخاذ موقف أكثر حدّة ضد الروس، بحجة أن هذا سيصعّب عليه مساعي الوساطة.
  • فرص بينت أو أي زعيم آخر في المساعدة على التوصل إلى وقف إطلاق نار ليست كبيرة... لكن ما أملت إسرائيل بربحه في الساحة الدولية، من خلال تطوّع بينت في مهمة وساطة فرص نجاحها ضئيلة، خسرته من خلال سلوكها المعيب بشأن استيعاب اللاجئين الأوكرانيين. هذا الفشل قادته شريكة بينت، وزيرة الداخلية أييليت شاكيد، التي تواصل التلميح إلى قاعدة وهمية من الأصوات من الصعب أن تصوت لها مرة أُخرى. التلعثم والتردد قدّما إسرائيل كدولة قومية صغيرة غير قادرة على الارتقاء إلى حجم الحدث.
  • العميد في الاحتياط آساف أوريون، من معهد دراسات الأمن القومي، يقول إن الأزمة الأوكرانية تسببت لإسرائيل بعدم تركيز كبير. ففي رأيه، كان يجب على الحكومة التركيز الآن فقط على مسألة حساسة واحدة، هي المفاوضات في فيينا بشأن تجديد الاتفاق النووي مع إيران. وبخلاف بعض التوقعات المسبقة في إسرائيل، فإن المواجهة الروسية - الأميركية بشأن أوكرانيا لم تؤذِ حتى الآن التنسيق بين الدولتين الكبيرتين بشأن المفاوضات النووية. وفي تقدير مصادر أمنية إسرائيلية، هناك فرصة كبيرة لتوقيع الاتفاق في الأسابيع المقبلة. أكثر من ذلك، تعتقد هذه المصادر أن القرار النهائي هو في يد الإيرانيين الذين لا يزالون يتساءلون ما إذا كان في إمكانهم الحصول على المزيد من التنازلات من الدول الكبرى قبل التوقيع.
  • يؤكد أوريون أن الاتفاق الجديد سيكون أسوأ، إلى حد ما، من الاتفاق المبرم في سنة 2015، لأن إيران حققت في العامين الماضيين تقدماً كبيراً في برنامجها النووي. في الاتفاق الجديد، يمكن إخراج جزء من كميات اليورانيوم المخصب، الذي راكمته إيران، من الأراضي الإيرانية، لكن المعرفة التي جمعتها تقصّر الطريق نحو القنبلة إذا قرر الإيرانيون العودة إليها لاحقاً. أيضاً جزء من المنشآت النووية أصبح أكثر تحصيناً. ونظراً إلى أن الجدول الزمني في الاتفاق الأصلي لم يتغير، فإننا قريبون جداً من مدة انتهاء القيود المفروضة على الإيرانيين التي ستُرفع، بالتدريج، حتى سنة 2031...

 

"يسرائيل هَيوم"، 10/3/2022
إسرائيل "تتوسط" وإيران تتسلح
يوآف ليمور - محلل سياسي
  • الحرب في أوكرانيا علّقت توقيع الاتفاق النووي المجدَّد مع إيران. وهذا قد يكون الشيء الإيجابي الوحيد من هذه الحرب الضارة التي تهدد السلام في العالم. ولا يشكل هذا التعليق سبباً للاحتفال بالمناسبة: لا يوجد أي إشارة في الأفق تبشّر بأنه، خلال هذا الوقت، سيكون من الممكن إقناع الولايات المتحدة بتوقيع اتفاق أقل سوءاً.
  • الأميركيون تنازلوا عن كل شيء. ربما سيدّعون غير ذلك، لكن جميع الحقائق تشير إلى أن العلم الأبيض رُفع في واشنطن. ولم يبقَ من جميع تعهداتهم باتفاق "أطول وأقوى" أي شيء. الاتفاق المجدَّد عبارة عن تمديد تقني للاتفاق القديم، مع فارق واحد جدي: إذا كان وقت الاتفاق السابق ينتهي بعد مرور عدة أعوام، فإن وقت الاتفاق الحالي وراء الباب.
  • سيحدث هذا، جزئياً، في نهاية سنة 2025، عندما تستطيع إيران العودة إلى تخصيب اليورانيوم متى أرادت ذلك، وبصورة كاملة بعد عقد من الزمن، عندما تكون قد تحررت من جميع القيود التي يفرضها عليها الاتفاق. لكن منذ توقيع الاتفاق الأصلي في سنة 2015، تقدمت إيران كثيراً، وهو الأمر الذي يتجاهله الاتفاق الجديد. حينها، خصّبت اليورانيوم من خلال أجهزة طرد مركزي قديمة، وهو ما كلّفها الكثير من الوقت لتجميع الكمية المطلوبة من اليورانيوم المخصّب لتجهيز قنبلة؛ الآن، هناك أجهزة جديدة طورتها، تسمح لها بتخصيب اليورانيوم بصورة أسرع.
  • تعهدت إيران في الاتفاق المجدَّد بإخراج اليورانيوم المخصّب من أراضيها، والذي جمعته خلال السنتين الأخيرتين منذ بداية انتهاك الاتفاق. هذا هو الشرط الوحيد الذي أصرّت عليه أميركا - إعادة إيران إلى الصفر، من حيث الكمية - بالضبط كما كان في الاتفاق الأصلي. أمّا بشأن مسألة النوعية فقد تنازلوا؛ والنتيجة هي أنه إذا قررت إيران خرق الاتفاق، أو عند انتهاء مدته، فإنها تستطيع تخصيب الكمية المطلوبة لصنع قنبلة خلال شهرين، بواسطة الأجهزة الجديدة.

مَن هي القوة العظمى

  • مع تقدُّم المفاوضات في فيينا، كانوا في إسرائيل يشدّون شعورهم جرّاء اليأس. الجانب الإيراني جرّد الجانب الأميركي من كل شيء. وأحياناً، كان من الممكن أن يحتار المرء فيمن هي الدولة العظمى هنا، ومَن هي الدولة التي تنهار تحت ضغط العقوبات. وهي التي ستتم إزالتها بالمناسبة: ستحصل إيران على سبعة مليارات دولار كانت مجمدة في حسابات عدد من البنوك، وتتحرر من عقوبات مفروضة على مجموعة من المؤسسات والأشخاص، من ضمنهم المرشد الأعلى علي خامنئي.
  • هذا الأمر مثير جداً للاهتمام: خامنئي، قائد الإرهاب الأول في العالم، والمحرك الأساسي للقنبلة الإسلامية، سيتحرر من جميع القيود، بينما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حليف الولايات المتحدة، ممنوع من دخول واشنطن بسبب تورّطه المزعوم باغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
  • صحيح أن الأميركيين "يصرّون"، حالياً، في المفاوضات على إبقاء الحرس الثوري تحت العقوبات، لكن كل مَن يتابع المفاوضات يرجّح أن القوسين في مكانهما الصحيح. في هذا الموضوع أيضاً، من الممكن أن ترفع واشنطن العلم الأبيض، وفقط مقابل أن تضع هذا الموضوع المزعج جانباً.
  • في الطريق إلى الاتفاق المتجدد، تجاهل الأميركيون أيضاً جميع الفجوات في الاتفاق القديم. لا يوجد فيه أي تطرُّق إلى مكونات إضافية في البرنامج النووي الإيراني، وضرورية للوصول إلى القنبلة. لا يوجد فيه أي تطرُّق إلى موضوع الصواريخ والقذائف التي تطورها إيران لتحمل القنبلة (وأيضاً لإزعاج كل خصومها في المنطقة)، كما أنه، وبالتأكيد، لا يتطرّق إلى موضوع الإرهاب الإقليمي الذي تنشره إيران ضد الأميركيين بحد ذاتهم.
  • خلال هذا الأسبوع فقط، قُتل ضابطان من الحرس الثوري في هجوم نُسب إلى إسرائيل بالقرب من دمشق. دخل الجيش في حالة تأهُّب: تحاول إيران منذ وقت طويل أن توجع إسرائيل، والآن تريد ذلك أضعافاً مضاعفة. إذ تعتقد اليوم أن لديها هامش حركة للقيام بذلك بالموازاة، خلال مفاوضات الاتفاق النووي. سابقاً، حاولت أن تضرب بواسطة طائرات مسيّرة، وهي أيضاً الأسلوب الأساسي لديها الآن، بالاستناد إلى كمية المسيّرات التي وزعتها على وكلائها في المنطقة.
  • أوضحت إسرائيل، من خلال الضربة الأخيرة لسورية، والتي حدثت بعد يوم واحد من لقاء بينت - بوتين في موسكو، أنها مصممة على الاستمرار في نشاطها ضد إيران في المنطقة. حرية الحركة هذه الموجودة في سورية، ضرورية في إيران أيضاً. صحيح أن إسرائيل لن تكون قادرة على اتخاذ خطوات ضد كل ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، كي لا يقفز ضدها العالم. لكن، المكونات الأُخرى للسلاح النووي، وبصورة خاصة الصواريخ، والقذائف، والمسيّرات، وقضايا الإرهاب، ستكون مكشوفة. هذه الحرب يجب أن تحدث في إيران ذاتها.
  • هناك عدة أسباب تدفع في هذا الاتجاه، لكن الأساس منها هو انعدام التوازن. فإسرائيل مكشوفة لتلقّي الضربات من وكلاء إيران، في الوقت الذي تُبعد إيران نفسها عن أي خطر. وحتى لو نُفِّذت عملية داخل إيران يديرها الموساد، وقد تُعرّض إسرائيل للخطر، فإنها يمكن أن تخلق مشكلة لطهران، وتوضح لقياداتها وشعبها أنهم لا يستطيعون البقاء خارج اللعبة (أو كما يُقال في إسرائيل: اضرب رأس الأخطبوط وليس أذرعته).
  • إن فرضية العمل في المؤسسة الأمنية هي أن إيران لن تقوم بالرد فقط، بل ستبادر وتكون سبّاقة. بكلمات أُخرى، هي لا تنقصها الجرأة ولا الأموال. ليس فقط المليارات التي سيتم رفع التجميد عنها، بل الأموال الكثيرة التي ستجنيها من النفط أيضاً: إن كانت إيران أنتجت قبل عام 600 ألف برميل في اليوم، وباعتهم بربع السعر سابقاً، فإنها تستطيع إنتاج 2.7 مليون برميل في اليوم بعد الاتفاق، وتضمن لها الحرب في أوكرانيا أسعاراً قياسية. وبكلمات أُخرى، ستربح إيران ما يعادل 16 ضعفاً من بيع النفط. أموال كثيرة، جزء منها على الأقل سيتم تحويله إلى أهداف ضارة.

وحدها المصالح

  • هذه التوجهات المتوقعة تزعزع الشرق الأوسط برمته. كل دولة تردّ بحسب هواجسها وطرقها الخاصة: الإمارات (ليست هي فقط) تحاول التقرب من طهران؛ مستشار الأمن القومي فيها، الشيخ طحنون بن زايد، زار طهران مرتين وصرّح بأن بلاده تدرس الاستثمار فيها بعشرات المليارات. هذه ليست، بالضرورة، إشارة إلى أن الإمارات تبتعد عن إسرائيل: إنها تحاول حماية نفسها من العدوان الإيراني.
  • أمّا تركيا، فترى في إسرائيل مركز ثقل إقليمي وتحاول التقرب منها. لا يوجد هنا أي مشاعر حب من طرف أردوغان، المصالح وحدها هي الموجودة هنا. ففي الشرق الأوسط الجديد الذي فقد الدفاع الأميركي التلقائي، وفي خضم الوجود الروسي الثقيل، هذا هو اسم اللعبة.
  • بدورها، عندما تشاهد البحرين الضعف الغربي مقابل العدوان الروسي على أوكرانيا، تفهم جيداً أنه من الممكن أن يكون دورها التالي. لذلك، تحاول حماية ذاتها، غالباً، من خلال تقوية التحالف العلني مع إسرائيل. هذا الأسبوع، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي المنامة، وسبقه إليها كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع. هذه إشارة إلى العلاقات الوطيدة، لكنها أيضاً إشارة إلى القلق البحريني من إيران.
  • تحاول إسرائيل اللعب في هذه اللعبة من دون رمي الكرات. هذا معقد بحد ذاته، وسيكون أكثر تعقيداً بكثير بعد توقيع الاتفاق النووي المجدَّد. لذلك، من المهم الحفاظ على القنوات مفتوحة، بالتوازي مع واشنطن وموسكو. هذا لا يعني، بالضرورة، أنه لم يكن يتوجب على إسرائيل أن تقدم أكثر لأوكرانيا على الصعيد الإنساني، لكن بنظرة أوسع وأعمق، فإنها تقوم بالمستحيل: أن تلعب دور الوسيط من جهة، وألّا توتر علاقاتها مع أي من أطراف الصراع، المباشرة وغير المباشرة. وحتى اللحظة، هي تنجح في ذلك. لكن الامتحان الرئيسي لا يزال أمامنا، وبصورة خاصة مع التغييرات المتوقعة في الجبهة الإيرانية، وتؤكد أن جبهة واحدة على الأقل ستبقى مفتوحة ونازفة مستقبلاً.